
الشاعر العراقى لـ «البوابة»: سكتُ عن الكتابة تسع سنوات خوفًا من السياسة
كما نغوص في تفاصيل علاقته مع الشعر التي تخللتها فترات صمت طويلة بسبب الواقع السياسي، لكن عودته القوية بعد عام 2003 كانت بمثابة ولادة جديدة لشاعر يتوسد الكلمات ليعيد بناء وطنه عبر أبياته.
مسيرة في سطور
والشاعر العراقي مشرق المظفر هو أحد أبرز الأصوات الشعرية في محافظة البصرة، وُلد عام 1956م في مدينة القرنة. تأثر منذ صغره بالأدب والأدباء، حيث كان والده وأعمامه من محبي الشعر، مما ساهم في تشكيل ذائقته الأدبية. درس في جامعة البصرة وتخرج في كلية الإدارة والاقتصاد عام 1980م، وواجه الاعتقال لمدة شهرين بسبب كتابته على جدران الجامعة "بلدي صارت منفى".
بدأ مشرق المظفر مسيرته الأدبية في سن مبكرة، حيث كتب أولى قصائده في المرحلة الإعدادية، ثم توالت محاولاته في كتابة القصائد النثرية. نُشرت له العديد من القصائد في الصحف المحلية والدوريات العربية التي تصدر في الخارج. له مجموعتان شعريتان مطبوعتان هما "مدينة هجرها الصندل" و"ظل شاحب".
على مدار مسيرته، شارك مشرق المظفر في العديد من الفعاليات الثقافية، حيث نظمت "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة جلسة احتفاء به لتوقيع ديوانه الجديد "مدن سقطت سهوًا"، بحضور عدد من الأدباء والمثقفين. كما أدار الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري الندوة، وقدمت القاصة إيثا محسن ورقتها النقدية، بمشاركة نخبة من النقاد والأكاديميين.
يُعتبر مشرق المظفر من أبرز شعراء البصرة، حيث أسهم في إثراء المشهد الثقافي والأدبي في العراق، وظل ملتزمًا بقضايا وطنه وهموم شعبه من خلال قصائده التي تعكس معاناتهم ومالهم.
الزميل حسام الحداد في حوار مع الشاعر العراقي مشرق المظفر:
قصائدي سجل نضال وترحال في وجدان العراق
■ وُلدتَ ونشأت فى البصرة، المدينة التى أنجبت السياب وسعدى يوسف... كيف أثرت عليك هذه البيئة الشعرية؟
- ولدت فى البصرة وفى نفس الوقت ولدت البصرة بداخلي فكانت هى الأمل وكنت أنا الولد الشقى المهووس بالشعر والنخيل وتعاليم إخوان الصفا ولغة الجاحظ ومنذ نعومة أظافرى وتحديدا فى الخامسة من عمرى كنت استمع إلى أبى وهو يردد بصوته الفخم قصيدة لسعدى يوسف أو كما نسميه ( الأخضر بن يوسف) قصيدة ( سالم المرزوق) حتى أنى حفظتها قبل أن أتعلم القراءة والكتابة.
أما السياب فكان بالنسبة لى جبلا شاهقا أخشى النظر إليه لانى كنت أشاهد أهلى يناقشون ديوان ( شباك وفيقة ) وديوان ( منزل الاقنان ) وكأنهما طلاسم من الشعر، سعدى يوسف كان ولايزال الأقرب لى وربما سبب لى الكثير من الفرح والاذى بوقت واحد.
■ متى بدأت علاقتك الأولى مع القصيدة؟ وهل تتذكر أول نص كتبته؟
- أول نص كتبته بعمر ١٥ سنة حين طلب منى أستاذ اللغة العربية الراحل (كاظم الأحمدي) وضمن مادة الإنشاء فى درس اللغة العربية أن أكتب نصا بعنوان (انكسار فى زاوية الظل).
وكان يتوقع أن أكتب نصًا سرديًا ولكن المفاجأة بالنسبة له أنى كتب له قصيدة
■ لماذا اخترت دراسة الاقتصاد، وليس الأدب أو اللغة، رغم ميولك الشعرية المبكرة؟
- كان أهلى يتمنون أن أكون فى المستقبل طبيبا أو مهندسا ولكنى وتحديدا فى المرحلة الأخيرة من دراستى الثانوية اتجهت للاهتمام بالاقتصاد متأثرا بجيل فترة السبعينيات من القرن الماضى الذى كان مشغولا لحد الجنون بالسياسة والاقتصاد.
عن الشعر والإلهام
■ كيف تصف علاقتك بالشعر الآن؟ هل ما زلت تكتب بذات الاندفاع الذى كنت تكتبه وأنت شاب؟
- فى الشباب كانت كتاباتى تتخذ من المرأة رمزا وربما تأثرت فى بداياتى بالشاعر الفرنسى (اراغون) حين قرأت ديوان ( ألزا وعيون الزا) فكانت الزا هى الحبية وهى الانتماء للذات وهى الوطن.
بعدها صمت فترة طويلة لـ٩ سنوات لم أكتب حرفا تجنبا للوضع السياسى ثم عدت إلى الكتابة بشكل جارف بعد ٢٠٠٣ وكأنى أحاول تعويض سنوات الصمت، فكان إعادة بناء الوطن هو شغلى الشاغل فى القصيدة.. أما ديوان مدينة هجرها الصندل فكان الأول بعد ٢٠٠٣
■ تأثرتَ بسعدى يوسف والسياب، لكنك طورت صوتًا خاصًا بك... كيف تنظر إلى هذه المسافة بين التأثر والتفرد؟
- من ناحية القياس على المستوى الشخصى أجد نفسى أكتب الشعر ولم أصل لدرجة ( شاعر)
أمارس غواية الشعر لالتقط ومضات تمر كالحلم أحاول اقتناصها وربما كوابيسا تتجسد فيها سنوات القهر والحرمان والكثير من ليالى الرعب التى عشتها.
■ ما الذى يلهمك أكثر: لحظة داخلية ذاتية أم حدث خارجى عام؟
- أنا ابن مدينة فى جنوب العراق تدعى ( القرنة) وهى المدينة التى يلتقى فيها النهران الكبيران دجلة والفرات وتسمى ( مدينة الملتقى)
كان النهران بمثابة الموضع الذى ألقى فيه أسرارى وأبث شكواى فهما كانا ملاذا آمنا ولم يبعدا عن البيت الذى أسكنه أكثر من ٥٠ مترا.
(بلدى صارت منفى) كنت اعتقد فى لحظة ما ان فيروز حين نشدتها كانت تقصد العراق لقسوة الوضع السياسى فى تلك الفترة الزمنية تحديدا عام ١٩٧٨.
عن البصرة والهوية
■ دجلة والفرات حاضران فى شعرك، كما لو أنهما شخصيتان.. ما رمزية النهر فى شعرك؟
- فى دجلة والفرات وأقصد هنا مدينة القرنة التابعة لمحافظة البصرة كان هناك العديد من الرموز الوطنية وكتبت عن رمزين مهمين كان لهما الأثر البالغ فى بث الروح الوطنية رغم بساطة هاتين الشخصيتين على المستوى الدراسى حيث إنهما لم يتجازوا المرحلة الابتدائية ولكنها كانا قامتين شامختين فى المستوى الثقافى "حياوى الخياط " و"محمد مسعود" ديوانى الآن قيد الطبع بعنوان "أبجدية محمد بن مسعود وأشياء اخرى" أما "حياوى الخياط" فكان أشبه بزوربا اليونانى وله قدرة عجيبة على صناعة الحدث وأسلوب السهل الممتنع وكان بارعا فى الاقتصاد الزراعى رغم انه كما أوضحت لم يتجازو الدراسة الابتدائية لقد ذكرته فى كتابى الجديد.
عن السياسة والمنفى
■ كتبتَ على جدار الجامعة عبارة "بلدى صارت منفى"، فدخلت السجن. ما الذى كان يدور فى ذهنك لحظة كتابة تلك العبارة؟
- بعد السجن كان لزاما على أن أصمت قسرأً عن الكتابة. كما صمت الكثيرون فى تلك الفترة الا القلة الذين لجأوا الى مغادرة العراق.
فالشعر هو كتابة أو تدوين ما نشعر به وليس بالضرورة ان يكون الشاعر سياسيا...عليه فقط أن يكون إنسانا ليشعر بعذابات الآخرين ويفرح لفرحهم وأن ينتمى للوطن.
عن دواوينك وتجربتك الإبداعية
■ ديوان "مدن شوى"... ما قصة العنوان؟ وما الذى كنتَ تحاول أن تلتقطه فيه من روح المدن والاحتراق؟
- كنت أمارس غواية كتابة القصيدة على الورق لأنى حقيقة أعشق تشكيلات الحرف العربى وأجيد رسم بعض أنواع الخط وحين انتهى من القصيدة أذهب بها كمن يحمل بشرى إلى والدى وانتظر المكافأة منه ولو بكلمة وكثيرا ما يصحح لى فى بداياتى ولكنه لايتدخل بالفكرة.
حقيقة أتمنى أن أقلد سعدى ولكنى أخشى ذلك جدا فأين الثرى وأين الثريا عن الشعر العراقى اليوم
■ كيف ترى المشهد الشعرى العراقى حاليًا؟ هل هناك أسماء تراها امتدادًا أو تجديدًا لما بدأه جيلك؟
- أرى أن هناك كمًا من التجربة الإبداعية الشبابية فى العراق بشكل عام وفى البصرة بشكل خاص وهناك نزوع الى تجربة قصيدة ( الهايكو) والى قصيدة ( الومضة).. البصرة والشعر متلازمان وكما يقول الشاعر البصرى كاظم الحِجاج ( نحن البصريين نطفأ الشعر حين ننام).
ويكفى أن النظر الى شباك وفيقة كان نافذة لبدايات الشعر البصرى الحديث لرائد الشعر بدر شاكر السياب وتفرع نهر الإبداع لسعدى يوسف ومحمود البريكان وحسين عبداللطيف وغيرهم من شعراء البصرة والعراق من ذلك الشباك
البصرة كأمواج البصرة تتغير بذات اللحظة
ولا تهدأ فهى كل يوم تفاجئنا بشاعر جديد يكاد يعيد لنا مجد القصيدة ربما نفتقر الى القصيدة التحريضية الثورية كما كان يفعل (مظفر النواب) ولكن هنالك مايكفى من القصائد المترعة بالرفض والحلم، لازلنا نتبادل الشعر أسبوعيا فى ملتقى جيكور الثقافي، ولازلنا نتبارى ولاخاسر بيننا وأود أن أشير هنا أن التجربة النسوية فى الشعر حاليا مدعاة للوقوف عندها وبعض قصائد النساء مدهشة وهناك دعم متواصل من اتحاد أدباء البصرة لهذه التجربة.
أنا الآن بصدد إصدار كتاب جديد وتجربة جديدة ( كتاب يمزح بين الشعر والنصوص السردية) آمل أن يصدر الكتاب فى الأيام القريبة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 3 أيام
- البوابة
مقر جديد لجمعية المؤلفين والملحنين.. مدحت العدل: انتقال تاريخي ويضيف لأصولها.. حسن دنيا: جميل وحضاري أن يكون لنا بيتنا الخاص ملكنا.. جمال بخيت: الجمعية أهم مرجع للمبدعين
افتتح وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو، المقر الجديد لجمعية المؤلفين والملحنين والناشرين، ساسيرو، بحضور عدد من المبدعين وأعضاء مجلس الإدارة برئاسة دكتور مدحت العدل الذي أهدى الوزير درع الجمعية تقديرا لدعمه للجمعية. فصل جديد وخلال الافتتاح الذي أقيم مطلع الأسبوع الجاري، قال رئيس الجمعية مدحت العدل: " المقر الجديد يعد فصلا جديدا وهو رمز للعمل المؤسسي الجاد نحو حماية الملكية الفكرية، وعندما توليت الجمعية كان العالم تقدم تقدما مذهلا، فحاولنا نسد فجوة التطور، وأصبح الموضوع أكثر تقدما". وأضاف: "هناك ملحنون جداد يدخل لهم ملايين كل عام بسبب جهود الجمعية، محتاج تغيير الثقافة للتصدي لسرقة الأعمال، والحفاظ على حقوق الفنانين الأصليين، ونهدف من خلال الجمعية لحماية حقوق المبدعين، ونضع رؤية جديدة من الشفافية والعدالة لتطوير آليات التوزيع والرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن هذا العام هوعام الملكية الفكرية وهذه فرصة وهذا المقر قلعة للدفاع عن حقوق المبدعين". من جانبه قال وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو خلال كلمته: " اسم الجمعية وحده يدعو للكثير من الفخر وحماية حق المؤلف والملحن وكانت الجمعية تزخر بكثير من المبدعين، والموروث الثقافي الفني في مصر الممتد للمنطقة، وهي حافظة للتراث المصري أتمنى كل التوفيق للجمعية وأعضائها، والدولة تولي حماية الجمعية الفكرية اهتماما كبيرا". جاء الحفل بحضور الشاعر الكبير جمال بخيت رئيس مجلس إدارة الجمعية الأسبق الذي قال خلال كلمته: نحن في حضرة التاريخ ، لم تكن هناك جمعية لحفظ الحقوق الفكرية حول العالم، بعد جمعية أو اثنتين في أوروبا، الفئة الوحيدة التي تحصل على حق الملكية الفكرة في مصر هي المؤلفون والملحنون". وأضاف: " كلي مرارة لأن المبدعين من سيناريست ومخرج ومصمم رقصات وفنان تشكيلي، يحفظ حقوقهم الفكرية، إلا في مصر.. جميع الدول التي تصدر التكنولوجيا والسلاح والدواء تحترم الملكية الفكرية، والتي تستورد من الخارج لا تحمي الملكية الفكرية". الأولى في الشرق الأوسط واختتم حديثه قائلا: " الجمعية هي الأولى في الشرق الأوسط لحماية حقوق المبدعين ومنذ إنشائها قبل ٨٠ عاما لم تتوان عن الوقوف مع أعضائها وطالب وزير الثقافة بدعم احتفالية تقام في دار الأوبرا في سبتمبر المقبل". كما قال الدكتور والكاتب مدحت العدل رئيس جمعية المؤلفين والملحنين خلال الحفل لـ « البوابة »: " هذا انتقال تاريخي منذ إنشائها من ٨٠ سنة، ولأول مرة تنتقل في مكان تمتلكه الجمعية وأضيف لأصولها فهي نقلة حضارية تكنولوجية ومقر يليق بها". وتابع: " الحكومة الفرنسية قررت في آخر سنة أن تحصل ٢٥٪ ضرائب من أي أموال يتم تحصيلها من الجمعية الدولية في فرنسا، وسافرت على حسابي للتحدث مع الحكومة الفرنسية وقابلت السفير المصري بالتعاون مع محامٍ مصري يعيش في فرنسا وكنا نقوم بالتفاوض مع الحكومة الفرنسية، فنحن لم نسكت عن هذا الموضوع ولكن الأمر ليس بيدي، وأنا شخصيا يتم خصم تلك النسبة مني أيضا مثل باقي المبدعين". وأضاف: " العدالة المطلقة غير موجودة، وأنا بالكشوفات أقل شخص في الجمعية يحصل على حقوقه من الخارج، وارتضيت بهذا، نحاول نتوخى العدالة لكن الوصول لها بشكل مطلق لن يحدث ولا توجد آلية تحقق ذلك، نحن نعامل ضميرنا وربنا قبل كل شيء". واستطرد: " اعتذرت عن المؤتمر الصحفي الذي عقده نقيب الموسيقيين الفنان مصطفى كامل مؤخرا لأنني تم دعوتي لاجتماع مغلق، وفوجئت بوجود وسائل الإعلام وخروج بيان رسمي، لا بد أن أحضر ما سأقوله، لذلك اعتذرت، وهو صديقي وبيننا كل شيء جميل". وعلق مدحت العدل على سرقة الإعلامية مها الصغير للوحات من فنانين تشكيليين عالميين وإذاعتها في برنامج " معكم منى الشاذلي" على إنها من إبداعها وقال: " لا أحب التعليق على ذلك، موضوع وعدى، ولا يجب جلد المخطئ، وبالطبع أنا ضد أن يأخذ شخص جهد آخر، لنكن أكثر تسامحا ورأفة خاصة أن صاحبة الحق الفنانة الأجنبية قالت إنها سامحتها، والمخطئ عرف خطأه واعتذر، فلا يجب ذبحه". وعن أعماله المقبلة قال: " أحضر الفترة الحالية لمسرحية "أم كلثوم" بعد أن قدمت كوكو شانيل وشارلي شابلن، مع مجموعة من الشباب الجديد غير المعروف، وتجسد شخصية أم كلثوم ٣ فنانات في مراحل عمرية مختلفة، وبالحديث عن المسرحية فوجئت أن حفيدة أم كلثوم عندما كنت أبحث عنها لتمثيل دور، أنها اعتزلت وارتدت الحجاب، فأين وصلنا، بعد هذا الفن الكبير الذي قدمته أم كلثوم نجد حفيدتها تبتعد عن الفن، نحن في تراجع عن التنوير والفن والثقافة". وتابع: "مسرحية أم كلثوم موسيقية من المقرر عرضها في شهر سبتمبر المقبل، وهو عمل ضخم يستخدم أحدث تقنيات العصر ". وحول الجدل الذي أثير عن تصريحه بتمنيه حضور محمد صلاح وكريستيانو رونالدو مباراة اعتزال اللاعب شيكابالا علق قائلا: " شيكابالا بشهادة الجميع لعيب عالمي وإن توافرت له الظروف كان سيشرف مصر بالخارج، وهذا بالإجماع ليس رأيي الشخصي وفقط، ويستحق كل شيء جيد، وأنا المطبخ في الزمالك الاعتزال لم يكن بضغط من نادي الزمالك، بالعكس النادي متمسك به وترك له الخيار فهو أدرى بما يريد لنفسه، لن يفتقد شيكابالا الكرة ولكن المرة هي التي ستفتقد شيكابالا". وأضاف: " ما يحدث في إدارة الزمالك حاليا كنا نتمنى أن يكون من زمان فهي إدارة احترافية أرجو أن نترك المتخصصين يعملون ثم نحاسبهم". وعن رأيه في ألبوم عمرو دياب الجديد "ابتدينا" قال مدحت العدل: ' رجعنا لألبوماته القديمة الجميلة عجبني جدا، رجعنا لأجواء أن يكون حديث الساحل والصيف، عمل شريط قريب من عمرو دياب القديم بشكل أكثر حداثة وهنأت جميع من شاركوا به'. وعلق مدحت العدل على دعوات تحريم الفن التي طفت على السطح مؤخرا بوفاة المطرب أحمد عامر ووصيته بمسح أغانيه وقال: " هذا غسيل مخ للناس، لماذا تتمتع بالشهرة المال من الفن إن كنت ترى أنه حرام هذه نظرة متخلفة وعدم فهم لقيمة الفن، القصص القرآني فن عبقري لا نستطيع أن نقدم مثله، محتاجين نبدأ من التعليم حتى تستعيد مصر وسطيتها الجميلة". الملحن الكبير حسن دنيا ومحررة البوابة المقر الجديد جميل وحضاري عبر الملحن الكبير حسن دنيا عضو مجلس إدارة جمعية المؤلفين والملحنين عن فرحته بافتتاح المقر الجديد لجمعية المؤلفين والملحنين وقال في تصريح لـ" البوابة ": " شيء جميل وحضاري أن يكون لنا بيتنا الخاص ملكنا، وتعاقدنا مع " الوايبو كونكت" للتمكن من تحصيل مستحقات المبدعين بشكل أوتوماتيكي، وتأتي جهود الجمعية في حماية الملكية الفكرية للمبدعين، ونحن نرحب بالتعاون مع الكيانات الجديدة لحماية حقوق الفنانين التشكيليين والمخرجين وغيرهم من المبدعين الذين لا يحصلون على حقوق من إبداعهم، الجمعية تحتفل هذا العام بمرور ٨٠ سنة على إنشائها ونسعد بنقل التجربة والتعاون مع المبدعين من مختلف المجالات". وأضاف حسن أن الدولة مهتمة كثيرا بحماية حقوق الملكية الفكرية وأنشأت جهاز الملكية الفكرية التابع لوزارة الثقافة. وعن الحفاظ على حقوق المؤلفين والملحنين بعد الوفاة قال حسن دنيا: "الجمعية تحصل حقوقه في مصر، والجمعية الدولية الساسيم متعاقدين معها وتحصل حقوقه من العالم، ويتلقاها ورثة المبدع بعد وفاته". وعلق حسن دنيا على دعوات تحريم الفن التي أطلقت مؤخرا بالتزامن مع وفاة المطرب أحمد عامر ووصيته بمسح أغانيه بعد وفاته قائلا: " أعتبر هذا الموضوع " تريند " ، أم كلثوم وعبد الوهاب وكل هؤلاء موجودين معنا بفنهم أرى أن هذا " افتكاسة ". وعن الرأي الذي يرفض نقد الأغنية ويرى أنها غير قابلة للنقد علق حسن دنيا وقال: "لا بد من النقد البناء فإن احتوت الأغنية على كلام بذيء مخل لا بد من النقد لتقويم وتحسين المسار". الشاعر الكبير جمال بخيت ومحررة البوابة حقوق المؤلف وتحدث الشاعر الكبير جمال بخيت رئيس جمعية المؤلفين والملحنين الأسبق، في تصريح لـ" البوابة " عن دور جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين ، والتي يختصر اسمها الساسيرو، في حماية حقوق الملكية الفكرية للمبدعين قائلا: "الموضوع يبدأ بالعضوية ووفقا للائحة يستطيع أن يتقدم للجمعية ويكتسب عضويتها بداية من ٦ أغانٍ للملحن أو المؤلف، ويمضي على تصريح أنه يفوضها لتحصيل حقوقه داخل مصر، والجمعية من خلال عقود مع الجهات التي تذيع أغاني داخل مصر، ومن خلال بروتوكول مع الجمعية الساسيم في فرنسا، تتمكن من تحصيل مستحقات المبدعين". وتابع: " هذا البروتوكول مع الجمعية الدولية الساسيم ومقرها باربس، تم منذ إنشاء الجمعية في مصر عام ١٩٤٥ وفي نفس العام تم إبرام البروتوكول، بذلك نتمكن من تحصيل حقوق المؤلف والملحن من مصر والعالم". وأشار إلى أهمية دور الجمعية في إثبات حقوق المؤلفين والملحنين قائلا: 'الجمعية أهم مرجع لأن المبدع بنفسه يسجل أعماله بها، لذلك القضاء يأخذ دائما بشهادة الجمعية في حال حدث خلاف حول إثبات من الذي كتب هذه الأغنية أو لحنها'. وجاء تعليق جمال بخيت على ألبوم عمرو دياب الجديد "ابتدينا" أنه لم يستمع إليه حتى يتمكن من إبداء رأي به. وأضاف أنه يعتز بآخر أعماله تتر مسلسل " حرب الجبالي" الذي عرض مؤخرا، قائلا: "التتر من ألحان المبدع وليد سعد، وغناء الفنان بهاء سلطان الذي أعشق صوته، وسعيد كثيرا أن هذا العمل كان أول لقاء فني بيننا". وتابع حديثه معلقا على تعاون مرتقب يجمعه بالفنانة شيرين عبد الوهاب وقال: " يا ريت، شيرين من الأصوات التي أحبها جدا، ولم نتقابل فنيا حتى الآن، وأعمل على عدة مشاريع إن شاء الله تكون شيرين منهم".


البوابة
١١-٠٧-٢٠٢٥
- البوابة
اقرأ غدًا في «البوابة».. الصيف وأيامه.. طقس ساحن جدًا فى ظل التغيرات المناخية السائدة
تقرأ غدًا في العدد الخاص الجديد من جريدة «البوابة»، الصادر بتاريخ السبت 11 يوليو 2025، مجموعة من الموضوعات والانفرادات المهمة ومنها: الصيف وأيامه.. طقس ساحن جدًا فى ظل التغيرات المناخية السائدة مصيف لليوم الواحد حيلة الفقراء.. وبهجة المصريين الهاربين من زحام المدينة 4 أطباء يتحدثون لـ «البوابة» للوقاية من أمراض فصل الحرارة والرطوبة العالية الإسكندرية ترفع راية الانضباط.. ومطروح «كومبليت».. والساحل الطيب والساحل الشرير يعكسان اختلاف الأنماط غلاف العدد


البوابة
٠١-٠٧-٢٠٢٥
- البوابة
الشاعر العراقى لـ «البوابة»: سكتُ عن الكتابة تسع سنوات خوفًا من السياسة
الواقع الأدبي فى العراق يزدهر رغم الأزمات.. هذا ما يؤكده الشاعر العراقي الكبير مشرق المظفر في هذا الحوار الحصري الذي أجرته معه "البوابة" حيث يعد مشرق المظفر، أحد أبرز الأصوات الشعرية في محافظة البصرة التي أنجبت عمالقة الشعر العربي مثل بدر شاكر السياب وسعدي يوسف. وفي هذا اللقاء، نستعرض معه رحلته الأدبية التي بدأت منذ نعومة أظافره، وكيف شكلت بيئة البصرة وعبق نهرَي دجلة والفرات في قريته القرنة مصدر إلهام لا ينضب لقصائده التي تحمل عبق الوطن وهموم شعبه، وسط تجارب من القهر والاعتقال وصمت القسر الذي فرضته الظروف السياسية. كما نغوص في تفاصيل علاقته مع الشعر التي تخللتها فترات صمت طويلة بسبب الواقع السياسي، لكن عودته القوية بعد عام 2003 كانت بمثابة ولادة جديدة لشاعر يتوسد الكلمات ليعيد بناء وطنه عبر أبياته. مسيرة في سطور والشاعر العراقي مشرق المظفر هو أحد أبرز الأصوات الشعرية في محافظة البصرة، وُلد عام 1956م في مدينة القرنة. تأثر منذ صغره بالأدب والأدباء، حيث كان والده وأعمامه من محبي الشعر، مما ساهم في تشكيل ذائقته الأدبية. درس في جامعة البصرة وتخرج في كلية الإدارة والاقتصاد عام 1980م، وواجه الاعتقال لمدة شهرين بسبب كتابته على جدران الجامعة "بلدي صارت منفى". بدأ مشرق المظفر مسيرته الأدبية في سن مبكرة، حيث كتب أولى قصائده في المرحلة الإعدادية، ثم توالت محاولاته في كتابة القصائد النثرية. نُشرت له العديد من القصائد في الصحف المحلية والدوريات العربية التي تصدر في الخارج. له مجموعتان شعريتان مطبوعتان هما "مدينة هجرها الصندل" و"ظل شاحب". على مدار مسيرته، شارك مشرق المظفر في العديد من الفعاليات الثقافية، حيث نظمت "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة جلسة احتفاء به لتوقيع ديوانه الجديد "مدن سقطت سهوًا"، بحضور عدد من الأدباء والمثقفين. كما أدار الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري الندوة، وقدمت القاصة إيثا محسن ورقتها النقدية، بمشاركة نخبة من النقاد والأكاديميين. يُعتبر مشرق المظفر من أبرز شعراء البصرة، حيث أسهم في إثراء المشهد الثقافي والأدبي في العراق، وظل ملتزمًا بقضايا وطنه وهموم شعبه من خلال قصائده التي تعكس معاناتهم ومالهم. الزميل حسام الحداد في حوار مع الشاعر العراقي مشرق المظفر: قصائدي سجل نضال وترحال في وجدان العراق ■ وُلدتَ ونشأت فى البصرة، المدينة التى أنجبت السياب وسعدى يوسف... كيف أثرت عليك هذه البيئة الشعرية؟ - ولدت فى البصرة وفى نفس الوقت ولدت البصرة بداخلي فكانت هى الأمل وكنت أنا الولد الشقى المهووس بالشعر والنخيل وتعاليم إخوان الصفا ولغة الجاحظ ومنذ نعومة أظافرى وتحديدا فى الخامسة من عمرى كنت استمع إلى أبى وهو يردد بصوته الفخم قصيدة لسعدى يوسف أو كما نسميه ( الأخضر بن يوسف) قصيدة ( سالم المرزوق) حتى أنى حفظتها قبل أن أتعلم القراءة والكتابة. أما السياب فكان بالنسبة لى جبلا شاهقا أخشى النظر إليه لانى كنت أشاهد أهلى يناقشون ديوان ( شباك وفيقة ) وديوان ( منزل الاقنان ) وكأنهما طلاسم من الشعر، سعدى يوسف كان ولايزال الأقرب لى وربما سبب لى الكثير من الفرح والاذى بوقت واحد. ■ متى بدأت علاقتك الأولى مع القصيدة؟ وهل تتذكر أول نص كتبته؟ - أول نص كتبته بعمر ١٥ سنة حين طلب منى أستاذ اللغة العربية الراحل (كاظم الأحمدي) وضمن مادة الإنشاء فى درس اللغة العربية أن أكتب نصا بعنوان (انكسار فى زاوية الظل). وكان يتوقع أن أكتب نصًا سرديًا ولكن المفاجأة بالنسبة له أنى كتب له قصيدة ■ لماذا اخترت دراسة الاقتصاد، وليس الأدب أو اللغة، رغم ميولك الشعرية المبكرة؟ - كان أهلى يتمنون أن أكون فى المستقبل طبيبا أو مهندسا ولكنى وتحديدا فى المرحلة الأخيرة من دراستى الثانوية اتجهت للاهتمام بالاقتصاد متأثرا بجيل فترة السبعينيات من القرن الماضى الذى كان مشغولا لحد الجنون بالسياسة والاقتصاد. عن الشعر والإلهام ■ كيف تصف علاقتك بالشعر الآن؟ هل ما زلت تكتب بذات الاندفاع الذى كنت تكتبه وأنت شاب؟ - فى الشباب كانت كتاباتى تتخذ من المرأة رمزا وربما تأثرت فى بداياتى بالشاعر الفرنسى (اراغون) حين قرأت ديوان ( ألزا وعيون الزا) فكانت الزا هى الحبية وهى الانتماء للذات وهى الوطن. بعدها صمت فترة طويلة لـ٩ سنوات لم أكتب حرفا تجنبا للوضع السياسى ثم عدت إلى الكتابة بشكل جارف بعد ٢٠٠٣ وكأنى أحاول تعويض سنوات الصمت، فكان إعادة بناء الوطن هو شغلى الشاغل فى القصيدة.. أما ديوان مدينة هجرها الصندل فكان الأول بعد ٢٠٠٣ ■ تأثرتَ بسعدى يوسف والسياب، لكنك طورت صوتًا خاصًا بك... كيف تنظر إلى هذه المسافة بين التأثر والتفرد؟ - من ناحية القياس على المستوى الشخصى أجد نفسى أكتب الشعر ولم أصل لدرجة ( شاعر) أمارس غواية الشعر لالتقط ومضات تمر كالحلم أحاول اقتناصها وربما كوابيسا تتجسد فيها سنوات القهر والحرمان والكثير من ليالى الرعب التى عشتها. ■ ما الذى يلهمك أكثر: لحظة داخلية ذاتية أم حدث خارجى عام؟ - أنا ابن مدينة فى جنوب العراق تدعى ( القرنة) وهى المدينة التى يلتقى فيها النهران الكبيران دجلة والفرات وتسمى ( مدينة الملتقى) كان النهران بمثابة الموضع الذى ألقى فيه أسرارى وأبث شكواى فهما كانا ملاذا آمنا ولم يبعدا عن البيت الذى أسكنه أكثر من ٥٠ مترا. (بلدى صارت منفى) كنت اعتقد فى لحظة ما ان فيروز حين نشدتها كانت تقصد العراق لقسوة الوضع السياسى فى تلك الفترة الزمنية تحديدا عام ١٩٧٨. عن البصرة والهوية ■ دجلة والفرات حاضران فى شعرك، كما لو أنهما شخصيتان.. ما رمزية النهر فى شعرك؟ - فى دجلة والفرات وأقصد هنا مدينة القرنة التابعة لمحافظة البصرة كان هناك العديد من الرموز الوطنية وكتبت عن رمزين مهمين كان لهما الأثر البالغ فى بث الروح الوطنية رغم بساطة هاتين الشخصيتين على المستوى الدراسى حيث إنهما لم يتجازوا المرحلة الابتدائية ولكنها كانا قامتين شامختين فى المستوى الثقافى "حياوى الخياط " و"محمد مسعود" ديوانى الآن قيد الطبع بعنوان "أبجدية محمد بن مسعود وأشياء اخرى" أما "حياوى الخياط" فكان أشبه بزوربا اليونانى وله قدرة عجيبة على صناعة الحدث وأسلوب السهل الممتنع وكان بارعا فى الاقتصاد الزراعى رغم انه كما أوضحت لم يتجازو الدراسة الابتدائية لقد ذكرته فى كتابى الجديد. عن السياسة والمنفى ■ كتبتَ على جدار الجامعة عبارة "بلدى صارت منفى"، فدخلت السجن. ما الذى كان يدور فى ذهنك لحظة كتابة تلك العبارة؟ - بعد السجن كان لزاما على أن أصمت قسرأً عن الكتابة. كما صمت الكثيرون فى تلك الفترة الا القلة الذين لجأوا الى مغادرة العراق. فالشعر هو كتابة أو تدوين ما نشعر به وليس بالضرورة ان يكون الشاعر سياسيا...عليه فقط أن يكون إنسانا ليشعر بعذابات الآخرين ويفرح لفرحهم وأن ينتمى للوطن. عن دواوينك وتجربتك الإبداعية ■ ديوان "مدن شوى"... ما قصة العنوان؟ وما الذى كنتَ تحاول أن تلتقطه فيه من روح المدن والاحتراق؟ - كنت أمارس غواية كتابة القصيدة على الورق لأنى حقيقة أعشق تشكيلات الحرف العربى وأجيد رسم بعض أنواع الخط وحين انتهى من القصيدة أذهب بها كمن يحمل بشرى إلى والدى وانتظر المكافأة منه ولو بكلمة وكثيرا ما يصحح لى فى بداياتى ولكنه لايتدخل بالفكرة. حقيقة أتمنى أن أقلد سعدى ولكنى أخشى ذلك جدا فأين الثرى وأين الثريا عن الشعر العراقى اليوم ■ كيف ترى المشهد الشعرى العراقى حاليًا؟ هل هناك أسماء تراها امتدادًا أو تجديدًا لما بدأه جيلك؟ - أرى أن هناك كمًا من التجربة الإبداعية الشبابية فى العراق بشكل عام وفى البصرة بشكل خاص وهناك نزوع الى تجربة قصيدة ( الهايكو) والى قصيدة ( الومضة).. البصرة والشعر متلازمان وكما يقول الشاعر البصرى كاظم الحِجاج ( نحن البصريين نطفأ الشعر حين ننام). ويكفى أن النظر الى شباك وفيقة كان نافذة لبدايات الشعر البصرى الحديث لرائد الشعر بدر شاكر السياب وتفرع نهر الإبداع لسعدى يوسف ومحمود البريكان وحسين عبداللطيف وغيرهم من شعراء البصرة والعراق من ذلك الشباك البصرة كأمواج البصرة تتغير بذات اللحظة ولا تهدأ فهى كل يوم تفاجئنا بشاعر جديد يكاد يعيد لنا مجد القصيدة ربما نفتقر الى القصيدة التحريضية الثورية كما كان يفعل (مظفر النواب) ولكن هنالك مايكفى من القصائد المترعة بالرفض والحلم، لازلنا نتبادل الشعر أسبوعيا فى ملتقى جيكور الثقافي، ولازلنا نتبارى ولاخاسر بيننا وأود أن أشير هنا أن التجربة النسوية فى الشعر حاليا مدعاة للوقوف عندها وبعض قصائد النساء مدهشة وهناك دعم متواصل من اتحاد أدباء البصرة لهذه التجربة. أنا الآن بصدد إصدار كتاب جديد وتجربة جديدة ( كتاب يمزح بين الشعر والنصوص السردية) آمل أن يصدر الكتاب فى الأيام القريبة.