
الفيديوهات الحوثية توثق الانتهاك وتستعرض القوة.. أزمة قانونية وإنسانية تتفجر في البحر الأحمر
وفي خطاب متلفز، كشف الحوثي أن بعض شركات الشحن تجاهلت الحظر وبدأت بإرسال شحنات إلى الميناء المذكور، فكان الرد من قبل جماعته عبر تنفيذ عمليات استهدفت تلك السفن، وأدت إلى إغراق سفينتين خلال أيام قليلة، فيما وصفه بأنه "رسالة رادعة لكل الشركات التي تنقل لصالح إسرائيل".
وبحسب الحوثي، فإن العمليات التي نُفذت هذا الأسبوع بلغت نحو 45 عملية شملت استخدام صواريخ فرط صوتية وباليستية وطائرات مسيّرة وزوارق مسيّرة، واستهدفت مناطق إسرائيلية في عمق فلسطين المحتلة، بما في ذلك عسقلان وأسدود ويافا وأم الرشراش.
هذا التصعيد اللافت في توقيته وأدواته العسكرية جاء في سياق ما وصفه الحوثي بـ"الرد الحازم على استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة"، مؤكداً أن جماعته ستواصل تنفيذ عملياتها طالما استمرت تلك الحرب والحصار المفروض على القطاع.
لكن هذا التصعيد الحوثي تزامن مع تحذيرات رسمية يمنية من أن الجماعة تجاوزت الخط الأحمر في انتهاكها للقانون الدولي، فقد علّق وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني على مقطع الفيديو الذي بثه الحوثيون يوثق لحظة استهداف سفينة الشحن "Eternity C"، مؤكداً أن السفينة كانت تحمل مساعدات غذائية من برنامج الأغذية العالمي إلى الصومال، ما أدى إلى غرقها ومقتل ستة من طاقمها واختطاف آخرين.
الإرياني وصف الحادثة بأنها جريمة إرهابية موثقة بالصوت والصورة، تضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات التي ترتكبها جماعة مرتبطة عضوياً بإيران، وتستخدم البحر الأحمر كساحة لتصفية حسابات إقليمية على حساب المدنيين والأمن العالمي.
وأشار الوزير اليمني إلى أن الهجوم على "إترنيتي سي" هو ثاني حادثة خلال 48 ساعة فقط، معتبراً أن الصمت الدولي المريب أمام هذه الهجمات شجع الحوثيين على الاستمرار في غيّهم، بل والتفاخر بتوثيق جرائمهم ونشرها.
كما دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حاسم، محذراً من أن أمن البحر الأحمر وباب المندب ليس شأناً يمنياً محلياً بل قضية تمس الأمن الجماعي للعالم، وتهدد الاقتصاد العالمي، وأكد أن أي تأخير في اجتثاث هذا "السرطان الحوثي"، حسب وصفه، سيؤدي إلى فوضى بحرية كارثية لا يمكن احتواؤها لاحقاً.
وكانت بعثة الاتحاد الأوروبي لتأمين الملاحة في البحر الأحمر (أسبيدس) أعلنت عن إنقاذ عشرة بحارة من طاقم سفينة الشحن "إترنيتي سي"، بينهم ثلاثة فلبينيين وأحد أفراد الأمن البحري من الجنسية اليونانية، تم انتشالهم من البحر خلال عمليات استمرت حتى ليلة الأربعاء – الخميس، وأكدت البعثة في بيان رسمي على منصة "إكس" مقتل ثلاثة من أفراد الطاقم، هم كبير المهندسين، وأحد العاملين في غرفة المحركات، ومتدرب، فيما لا يزال 12 آخرون في عداد المفقودين، وسط استمرار عمليات البحث.
يُشار إلى أن السفينة، التي كانت ترفع علم ليبيريا وتنقل مساعدات غذائية إلى الصومال، كان على متنها 25 شخصاً من أفراد الطاقم وفريق الأمن عند تعرضها لهجوم مباشر من قبل الحوثيين، باستخدام زورق مسير وستة صواريخ، وفق ما أعلنه المتحدث العسكري باسم الجماعة، وأوضحت بعثة "أسبيدس" أن من بين المصابين شخصاً من الجنسية الروسية فقد ساقه نتيجة الانفجار.
وفي الوقت الذي كانت فيه فرق الإنقاذ الأوروبية تحاول انتشال الضحايا وتقديم المساعدات، بثت جماعة الحوثي مقطع فيديو يوثق لحظة استهداف السفينة وإغراقها، في خطوة وُصفت بأنها لا تكتفي بانتهاك القانون الدولي، بل تمثل تحدياً فجاً له عبر التفاخر العلني بالعملية.
وتُعد " إترنيتي سي " ثاني سفينة تجارية تُغرقها الجماعة خلال أقل من 48 ساعة، بعد استهداف سفينة "ماجيك سيز"، مما يعزز المخاوف من تحول سواحل البحر الأحمر إلى منطقة حرب بحرية مفتوحة، تهدد أمن الملاحة الدولية والإمدادات الإنسانية على حد سواء.
ويرى مراقبون أن الربط الحوثي بين عملياتهم البحرية والوضع في غزة، في الوقت الذي تُستهدف فيه سفن إنسانية كمثل " إترنيتي سي"، يعكس تناقضاً صارخاً بين الخطاب الدعائي الذي يتذرع بالدفاع عن فلسطين، وبين الممارسات التي تستهدف مدنيين وأطقم سفن تعمل تحت مظلة المنظمات الدولية.
كما يلفت المراقبون إلى أن نشر فيديوهات توثق لحظة تنفيذ الهجمات ليس فقط تحدياً للشرعية الدولية، بل تكتيك متعمد لترسيخ صورة الحوثيين كطرف يملك "زمام المبادرة" في المعركة الإقليمية ضد إسرائيل، رغم أن ضحايا الهجمات لا علاقة لهم بالمواجهة السياسية أو العسكرية.
من جهة أخرى، يرى بعض المحللين أن تصريحات الحوثي جاءت بمثابة رد مباشر على الضغوط الدولية المتزايدة والتصنيف الأمريكي الأخير للجماعة كمنظمة إرهابية، في محاولة لفرض وقائع على الأرض تفوق مجرد التأثير الرمزي أو التضامني، كما أن استخدام الزوارق المسيرة والصواريخ الفرط صوتية يعكس تصعيداً نوعياً في قدرات الجماعة العسكرية، ما يعزز الاتهامات المتكررة بتلقيها تسليحاً وتوجيهاً إيرانياً مباشراً.
وفي مقابل ذلك، فإن بيانات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تشير إلى قلق متصاعد من التأثير الإنساني لتلك الهجمات، خاصة إذا تم استهداف المزيد من سفن المساعدات أو ناقلات النفط.
في المحصلة، تبدو جماعة الحوثي مصممة على تصدير نموذج جديد من الحرب البحرية المرتبطة بالأجندات الإقليمية، مستفيدة من فجوات الردع الدولي وتعدد الجبهات العالمية، في حين تدق الحكومة اليمنية ناقوس الخطر محذرة من أن أمن البحر الأحمر لم يعد قضية محلية، بل أزمة عالمية متفجرة على مرمى خطوة من الفوضى الشاملة، وبين خطاب "المقاومة" الذي تتبناه الجماعة، والوقائع التي تشير إلى انتهاكات خطيرة للقانون الدولي، يظل الموقف الدولي المترقب عاملاً حاسماً في رسم ملامح المرحلة المقبلة، إما نحو احتواء التهديد أو الدخول في دوامة مواجهة مفتوحة يصعب كبح تداعياتها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 6 ساعات
- شفق نيوز
باراك وعبدي يؤكدان: الوقت حان لوحدة سوريا
أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، السفير توماس باراك، يوم السبت، خلال لقائه القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، على أن الوقت حان لـ"وحدة سوريا". وذكرت السفارة الأمريكية في دمشق في بيان لها، ورد لوكالة شفق نيوز، أن "السفير توماس باراك التقى مظلوم عبدي، لمناقشة الوضع الراهن في سوريا والحاجة إلى اتخاذ خطوات عاجلة لاستعادة الهدوء والاستقرار". وأضاف البيان، أن الجانبين ناقشا "الخطوات العملية نحو الاندماج في سوريا موحدة من أجل مستقبل سلمي ومزدهر وشامل ومستقر لجميع السوريين"، وأكدا على أن "الوقت قد حان للوحدة". كما شكر السفير باراك القائد عبدي على قيادته وعلى شراكة قوات سوريا الديمقراطية المستمرة في مكافحة داعش في سوريا. هذا وكان عبدي أشاد السبت، في تدوينة على منصة "إكس" تابعتها وكالة شفق نيوز، بالجهود التي أفضت إلى وقف إطلاق النار في محافظة السويداء جنوبي سوريا، قائلاً "نحيي الجهود التي أفضت إلى وقف إطلاق النار دعماً للسلم الأهلي". وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت الرئاسة السورية، وقفاً فورياً وشاملاً لإطلاق النار في السويداء. وحثت الرئاسة جميع الأطراف على الالتزام بوقف إطلاق النار وإنهاء الأعمال القتالية في جميع المناطق على الفور. وارتفع عدد القتلى جراء الاشتباكات في السويداء إلى 940 خلال أسبوع، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الانسان السبت.


شفق نيوز
منذ 9 ساعات
- شفق نيوز
عبدي يعلق على اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء
شفق نيوز- دمشق أشاد قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، يوم السبت، بالجهود التي أفضت إلى وقف إطلاق النار في محافظة السويداء جنوبي سوريا. جاء ذلك في منشور لعبدي بمناسبة ذكرى ثورة 19 تموز/ يوليو 2012 التي انطلقت من مدينة كوباني لإخراج عناصر النظام السابق برئاسة بشار الأسد، من مناطق في شمال وشرق سوريا. وكتب عبدي تدوينة على منصة "إكس" تابعتها وكالة شفق نيوز: "نبارك لشعبنا، لمقاتلي ومقاتلات قوات سوريا الديمقراطية، حلول ذكرى ثورة 19 تموز التي شكلت محطة مفصلية في مسار انتصار الثورة السورية". وأضاف: "نستذكر شهداءنا بكل إجلال، كما نستذكر شهداء محافظة السويداء، ونحيي الجهود التي أفضت إلى وقف إطلاق النار دعماً للسلم الأهلي"، مردفاً: "نجدد التزامنا بمبادئ ثورة 19 تموز لترسيخ الاستقرار وصون مستقبل أجيالنا". هذا وانتشرت قوات الأمن السورية، اليوم السبت، في محافظة السويداء في إطار المرحلة الأولى من تفاهمات وقف إطلاق النار. وتنص المرحلة الأولى حسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن مصدر في وزارة الإعلام، على فض الاشتباك بين المجموعات المسلحة داخل السويداء وقوات العشائر العربية تمهيداً لاستعادة الاستقرار والإفراج عن المعتقلين وإخلاء المحتجزين. فيما يجري في إطار المرحلة الثانية من الاتفاق تشكيل لجنة طوارئ تضم وزارات وهيئات حكومية مختلفة لتسريع إدخال المساعدات الإنسانية والطبية اللازمة وتوفير الخدمات الأساسية وإصلاح البنية التحتية بما يلبي الاحتياجات العاجلة ويعزز التهدئة. وتبدأ المرحلة الثالثة بعد تثبت التهدئة بتفعيل مؤسسات الدولة وانتشار عناصر الأمن الداخلي في جميع أرجاء المحافظة بشكل تدريجي ومنظم بما يتماشى مع التوافقات التي جرى التوصل لها سابقاً بما يضمن سيادة القانون تحت مظلة الدولة. وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت الرئاسة السورية، وقفاً فورياً وشاملاً لإطلاق النار في السويداء. وحثت الرئاسة جميع الأطراف على الالتزام بوقف إطلاق النار وإنهاء الأعمال القتالية في جميع المناطق على الفور. وحذرت الرئاسة السورية من أي خرق لوقف إطلاق النار، وقالت إنه سيكون انتهاكاً للسيادة. في المقابل، أكدت "سانا" أن الاشتباكات لا تزال مستمرة بين عشائر البدو ومجموعات مسلحة بمدينة السويداء، رغم وقف إطلاق النار.


حزب الإتحاد الديمقراطي
منذ 9 ساعات
- حزب الإتحاد الديمقراطي
مظلوم عبدي: ثورة 19 تموز محطة مفصلية في مسار انتصار الثورة السورية
هنّأ القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، شعوب شمال وشرق سوريا ومقاتلي ومقاتلات قوات سوريا الديمقراطية بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة عشرة لثورة 19 تموز، واصفاً إياها بأنها 'محطة مفصلية في مسار انتصار الثورة السورية'. وأكد عبدي عبر منشور له على منصة 'إكس' أنه يستذكر شهداء الثورة بكل إجلال، ومن ضمنهم شهداء محافظة السويداء، مثمّناً الجهود التي أفضت إلى وقف إطلاق النار هناك دعماً للسلم الأهلي. وختم بالقول: 'نجدد التزامنا بمبادئ ثورة 19 تموز لترسيخ الاستقرار وصون مستقبل أجيالنا.