
أخبار العالم : بين القصف والاحتجاج: الانقسام يتعمّق في إسرائيل حول حرب غزة
نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty
التعليق على الصورة،
متظاهرون في تل أبيب يهتفون ويحملون صور رهائن إسرائيليين، مطالبين بالإفراج عنهم وإنهاء الحرب، بعد نشر حماس مقاطع فيديو تُظهر بعض الرهائن وهم يتضورون جوعاً ويشارفون على الموت. 2 أغسطس/آب 2025
Article Information
في ظل تعثّر محادثات وقف إطلاق النار مع حماس، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى توسيع العمليات العسكرية في غزة، رغم تصاعد الضغوط الداخلية والدولية.
ظهر رهينتان من المحتجزين الإسرائيليين في غزة، في مقاطع مصوّرة نشرتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وهما يعانيان الضعف والجوع الشديدان.
ويقول أحدهما إنه لا يستطيع الوقوف أو المشي، وإنه "على وشك الموت"، وشُوهد الآخر في الفيديو المصور وهو يحفر ما يقول إنه سيكون قبره بيده، ما أثار صدمة واسعة في إسرائيل، وأعاد إشعال الدعوات للتوصل إلى اتفاق هدنة يُنهي الحرب ويضمن عودة الرهائن إلى عائلاتهم، وسط تحذيرات منظمات أممية من خطر المجاعة في القطاع.
سخطٌ عام وتحديات سياسية
صدر الصورة، OTHER
التعليق على الصورة،
صورة مأخوذة من الفيديو الذي نشره حماس، تظهر الرهينة الإسرائيلي إيفياتار ديفيد وهو محتجز في نفق بغزة.
أظهر استطلاع رأي نُشر مؤخراً على قناة 12 الإسرائيلية، أن 74% من الإسرائيليين، بمن فيهم 60% ممن صوتوا لائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يؤيدون عقد اتفاق مع حماس يُطلق بموجبه سراح جميع الرهائن دفعةً واحدةً مقابل إنهاء حرب غزة.
ووجّه نحو 600 من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين المخضرمين المتقاعدين، من بينهم رؤساء سابقون لجهازي الشاباك والموساد، رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يطلبون منه التدخل لوقف الحرب، معتبرين أن حماس "لم تعد تشكل تهديداً استراتيجياً، وأن الحرب فقدت مشروعيتها". كما وقّع أكثر من 1400 من العاملين في قطاع الفن، رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يطالبونه بوقف فوري لـ "الفظائع التي تُرتكب باسمنا" في غزة، على حدّ تعبيرهم.
تبرز أهمية هذه التحركات غير المسبوقة من داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية السابقة، باعتبارها تؤشر إلى انقسام داخلي عميق حول جدوى استمرار الحرب، فرسالة المسؤولين المتقاعدين، تُعد تحدياً مباشراً لسياسات نتنياهو، خاصة مع تأكيدهم أن "إسرائيل حققت أهدافها العسكرية" وأن "استمرار القتال يُفقد الدولة توازنها الأخلاقي والأمني" بحسب تعبيرهم.
"إطالة الحرب ليست بدافع سياسي"
صدر الصورة، Getty Images
رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، يوسي كوبرفاسر، يقول لبي بي سي عربي: "إن إطالة أمد الحرب في قطاع غزة ليست بدافع سياسي، بل لتحقيق أهداف محددة وضعتها إسرائيل منذ البداية، أبرزها هزيمة حركة حماس عسكريا، وإسقاط حكمها في القطاع، ومنع غزة من أن تصبح منصة لهجمات مستقبلية ضد إسرائيل".
وأكد كوبرفاسر على "وجود شبه إجماع داخل الدولة الإسرائيلية على ضرورة تحقيق هذه الأهداف، محذرا من أن بقاء حماس في الحكم سيُعد إنجازا كبيرا لها، يسمح لها بإعادة بناء قوتها العسكرية وتعزيز مكانتها بعد أي عملية إعادة إعمار مرتقبة في القطاع".
كوبرفاسر اعتبر استعادة الرهائن الإسرائيليين أولوية ملحة للقيادة السياسية والعسكرية، لكنه يقرُّ بوجود"خلافات بين المستوى السياسي والعسكري بشأن إدارة الحرب ومدى التورط في القطاع"، مشيرا إلى تردد الجيش الإسرائيلي في السيطرة الكاملة على غزة "خشية أن يُطلب منه لاحقا إدارة القطاع، وهو سيناريو يرفضه الجيش بشدة".
فيما يتعلق بالمستقبل، رجح كوبرفاسر أن إسرائيل قد تلجأ إلى "تصعيد محدود" لزيادة الضغط على حماس ودفعها لتقديم تنازلات، لكنه أعرب عن شكوكه في قدرة هذا التصعيد على حسم المواجهة بالكامل.
"بقاء حماس في السلطة يُعتبر انتصارا للحركة"
كبير الباحثين في معهد البحوث الأمنية والقومية في تل أبيب، يوحانان تسوريف، يشارك كوبرفاسر في رأيه بأن بقاء حركة حماس في السلطة يعتبر انتصارا لها، ويشير في حديثه لبي بي سي عربي إلى أنه " إذا تم إطلاق سراح سجناء فلسطينيين ضمن صفقة تبادل، فستعيد حماس بناء قوتها ولن تتخلى عن هدفها الاستراتيجي في القضاء على إسرائيل، مما يشكل تهديداً طويل الأمد".
تسوريف قال إن هناك أفكارا لتوسيع العمليات العسكرية بهدف الضغط على حماس، لكنه شكك في قدرة هذه الخطوة على تحقيق الأهداف المرسومة دون التوغل في عمق غزة، مع تأكيده أن"القرار النهائي بشأن المسار المستقبلي للحرب لم يُتخذ بعد، وأن الجدل لا يزال قائما داخل القيادة الإسرائيلية حول التوجه بين صفقة سياسية أو تصعيد عسكري إضافي".
وكشف تسوريف عن تقديرات في المؤسسة العسكرية تشير إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي يفكر في الاستقالة إذا لم يتم التوصل إلى تفاهمات واضحة مع القيادة السياسية بشأن إدارة قطاع غزة بعد الحرب.
"خيار وحيد"
يرى الخبير السياسي الإسرائيلي يوآف شتيرن، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بات أمام خيار وحيد في المرحلة الحالية، وهو توسيع العملية العسكرية في غزة، في ظل غياب أي أفق لاتفاق سياسي أو تحرك تفاوضي حقيقي.
وأوضح شتيرن أنه "لفترة زمنية طويلة جداً، كان التقدير السائد أن نتنياهو يمتنع عن دفع صفقة التبادل إلى الأمام لأسباب سياسية بحتة، أبرزها رفض شركائه في الائتلاف لأي تنازلات قد تؤدي إلى انسحابهم من الحكومة، مما يهدد استقرارها".
لكن، وبحسب شتيرن، فإن المشهد تغير مؤخراً، حيث لم تعد هناك أي دينامية تفاوضية فعلية، ولا بوادر لاتفاق قريب، مضيفاً "في ظل هذا الفراغ السياسي والتفاوضي، لا يبدو أن أمام نتنياهو سوى خيار التصعيد العسكري كوسيلة وحيدة للتحرك".
صدر الصورة، AFP/ Getty Images
التعليق على الصورة،
فلسطينيون يتدافعون للحصول على وجبة ساخنة في مطبخ خيري في منطقة المواصي في خان يونس، جنوب قطاع غزة في 22 يوليو/تموز 2025.
سيناريوهات مطروحة بلا حسم
بعد نحو أسبوعين من تعثّر المفاوضات نتيجة رفض حماس للشروط الإسرائيلية، يعتزم نتنياهو عرض ثلاثة خيارات مطروحة منذ مدة على المجلس الوزاري المصغّر بحسب ما جاء في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، ألا وهي: شنّ عملية احتلال، فرض حصار موسّع، أو مواصلة استئناف المحادثات على أمل التوصل إلى اتفاق.
ورغم تحذير رئيس الأركان من أن تصعيد العمليات قد يهدد حياة الرهائن، لا تزال القيادة السياسية منقسمة، فيما يواصل رئيس الوزراء، صاحب القرار النهائي، تأجيل الحسم.
لكن، ورغم طرح هذه السيناريوهات، لم يتم اتخاذ قرار حاسم بشأن أي منها حتى الآن، بسبب الخلافات داخل الحكومة والانقسام بين صناع القرار.
وتشير تقديرات إلى أن الخيار الأكثر ترجيحاً هو اتباع استراتيجية "تطويق دون احتلال"، ما قد يُبقي الوضع الميداني في حالة مراوحة "دون تحقيق حسم عسكري أو سياسي".
انقسام داخل الحكومة والجيش
بينما يميل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إلى الحسم العسكري واحتلال القطاع بالكامل، يعارض رئيس الأركان إيال زامير هذا التوجه "محذرا من تآكل قدرة الجيش والمخاطر على حياة الرهائن".
ووفقا لإذاعة الجيش، طالب زامير القيادة السياسية بـ "وضوح استراتيجي"، مؤكدا أن الجيش مستعد لقبول صفقة شاملة تنهي الحرب، حتى وإن تطلبت تقديم تنازلات، بشرط الحفاظ على السيطرة الإسرائيلية على المناطق الحدودية.
في المقابل، لم يحسم وزير الدفاع يسرائيل كاتس موقفه، فيما لا يزال القائم بأعمال رئيس جهاز الشاباك مترددا، ما يعكس حجم الانقسام والخلافات داخل الأجهزة الأمنية.
"استمرار الحرب لا يخدم الأهداف"
وسط هذه التباينات، تتواصل الضغوط من عائلات الرهائن، التي حذرت من أن توسيع الحرب قد يكون كارثيا على حياة أبنائها.
وفي بيان لهم، شددوا على أن "المراهنة على الحسم العسكري أثبتت فشلها"، وأن "إعادة الرهائن يجب أن تكون أولوية مطلقة" حتى وإن كان الثمن إنهاء الحرب دون تحقيق "نصر استراتيجي".
من جهته، أكد زعيم المعارضة يائير لابيد، أن استمرار الحرب لا يخدم الأهداف التي بدأت من أجلها، بل يضر بصورة إسرائيل الدولية دون أن يساهم في استعادة الرهائن. وهاجم بشدة الدعوات لاحتلال غزة، محذراً من أن ذلك سيحمّل المواطنين الإسرائيليين عبء تمويل حياة مدنية كاملة في القطاع دون مكاسب أمنية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ 18 دقائق
- مصراوي
خالد عكاشة: هناك محاولة متعمّدة لـتوجيه الهجوم نحو مصر من حماس ومؤيديها
وصف العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، ما وصلت إليه غزة بـ"السقطة الكبرى"، مؤكدًا أن الكارثة الإنسانية التي تعيشها اليوم هي نتيجة مباشرة للخيارات السياسية والعسكرية التي اتخذتها حركة حماس. وقال "عكاشة" خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامجه "بالورقة والقلم" المذاع عبر فضائية "TeN"، مساء الأربعاء، إن هناك محاولة متعمّدة لـتوجيه الهجوم نحو مصر من جانب حماس ومؤيديها، باعتبارها معادلة بسيطة تهدف إلى صرف الانتباه عن الفشل الذريع والمسؤولية الكاملة التي تتحمّلها الحركة عمّا آلت إليه الأوضاع داخل القطاع، مشيرًا إلى أن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي عبّرت بوضوح عن هذه الحقيقة.


النهار المصرية
منذ ساعة واحدة
- النهار المصرية
ترامب يقايض تجويع غزة باستسلام حماس وتسليم السلاح
في خطوة استعراضية علي طريقة افلام هوليود الشهيرة قام مبعوث ترامب للشرق الاوسط ستيف ويتكوف بزيارة استغرقت 5 ساعات الي قطاع غزة المدمر بصحبة سفير امريكا لدي اسرائيل وتفقد ويتكوف مراكز مؤسسة الموت المسماة مؤسسة غزة الانسانية لتوزيع المساعدات في غزة والتي حصدت ارواح قرابة 2000 شهيد منذ اطلاقها والمهم في الزيارة هو ان ترامب وموفده يطلبان طلبا ملحا وحصريا مقايضة الجوع بسلاح واستسلام عناصر حماس . المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور اشرف عكة خبير العلاقات الدولية يكشف بين السطور في تصريحات ويتكوف في اعقاب زيارته لمقبرة غزة الكبري والتي شارفت علي دخولها العام الثالث من القتل والتنكيل والابادة الجماعية الممنهجة لدرجة ان اليونسيف تتحدث عن اكثر من 18 الف طفل فلسطيني في عداد القتلي جراء اعمال الكيان والواضح للغاية ان طريقة ترامب في التعامل مع ملفات الاقليم واحدة وهي طريقة المقايضة فهو يقابل التجويع والموت في القطاع مقابل استسلام حماس والقاء السلاح وهو ما ترفضه حتي اللحظة حماس وللأسغ لبنان يواجه نفس المصير اذا لم يسلم الحزب سلاحه مهددا اياه وللدولة اللبنانية باللائحة السوداء والتي تحظر استيراد النفط والقمح وتقييد الحوالات المالية في عموم لبنان وهو ما تقوم واشنطن تجاه السلطة الوطنية الفلسطينية فهي تقوم بفرض عقوبات مالية مشددة علي السلطة الفلسطينية وشددت هذه العقوبات بعد ايام قليلة من انتهاء مؤتمر حل الدولتين في الجمعية العامة برعاية فرنسية وسعودية . واضاف العكة ان نيتنياهو يسابق الزمن في امعان تشديد حاجز الجوع والقتل لأرغام الفلسطينيين علي الهجرة سواء طوعيا او كرها من اجل ضمان بقاء تشكيلته الحكومية في اشارة الي بن جفير وسموتريتش في اشارة كذلك الي تعهد بن جفير ببدء رسمي وعلني للتهجير حلال اسابيع قليلة وخطوات نيتنياهو المتسارعة للتهجير وتشديد الحصار الخانق ومنع دخول المساعدات في ظل اعلان العالم كله ان اطفال غزة يتضورون جوعا كل ذلك يتوازي مع تحركات مصرية تركية سعودية لاجراء مشاورات مشتركية لتشكيل لجنة لأنتقال لجنة ادارية لادارة القطاع بعد وقف الحرب وكأن ترامب ونيتنياهو لا يكترث كثيرا لمثل هذه الجهود الاقليمية الهامة التي تهدف الي وقف مجزرة القطاع ولا يهتم ترامب الافقط بمقايضة الطعام والحياة بتسليم السلاح والاستسلام وهو ما اوقف وافشل مفاوضات الدوحة حتي الان .


مصراوي
منذ ساعة واحدة
- مصراوي
إسرائيل: الجيش ينشئ كتيبة مقاتلين احتياط ممن تتجاوز أعمارهم 50 عامًا
وكالات قالت قناة "آي 24 نيوز" العبرية، الأربعاء، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي وافق للمرة الأولى على إنشاء كتيبة احتياط تضم مقاتلين تتجاوز أعمارهم الخمسين عاما بسبب النقص الحاد في صفوفه. وذكرت القناة 12 العبرية، أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر سيبحث عملية عسكرية في غزة قد تستغرق ما بين 4 و5 أشهر. وأشارت القناة العبرية، إلى أن الخطة التي سيناقشها المجلس الوزاري تتضمن استدعاء 4 إلى 6 فرق عسكرية، إذ تستهدف احتلال مدينة غزة ومخيمات وسط القطاع. وأوضحت القناة العبرية، أن من أهداف العملية العسكرية دفع الفلسطينيين للتوجه جنوبا تشجيعا لخروجهم من قطاع غزة. في المقابل، ذكرت القناة العبرية، أن هيئة عائلات الأسرى دعت إلى تطويق وزارة الدفاع الإسرائيلية احتجاجا على نية الحكومة احتلال قطاع غزة. وفي وقت سابق من اليوم، قالت القناة 12 العبرية، إن أكثر من 550 مسؤولا إسرائيليا سابقا أمنيا ودبلوماسيا يحذرون من أن احتلال غزة خطير وقد ينتهي بفشل مدو. وذكرت هيئة البث العبرية، أمس الثلاثاء، أن مواجهة حادة وقعت بين رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان إيال زامير خلال اجتماع الحكومة. وحذّر رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، الحكومة بشأن خطة احتلال غزة قائلا: "أنتم ذاهبون لفخ في القطاع". وكشفت البث العبرية، أن نتنياهو طلب من رئيس الأركان تقديم تعديلات على خطة احتلال قطاع غزة وتقديمها من جديد، كما طالبه بعدم التهديد بالاستقالة في وسائل الإعلام وإنه لا يقبل بذلك.