logo
الأسواق الآسيوية غير العربية بوابة عملاقة لتنمية الصادرات.. كيف نستثمرها؟

الأسواق الآسيوية غير العربية بوابة عملاقة لتنمية الصادرات.. كيف نستثمرها؟

Amman Xchangeمنذ يوم واحد
الغد-طارق الدعجة
ما يزال صناعيون يؤكدون أن هنالك فرصا حقيقية يجب التمسك بها لزيادة الصادرات الوطنية إلى أسواق الدول الآسيوية غير العربية في ظل ما تتمتع به هذه الدول من كثافة بشرية عالية تضم حوالي 56 % من سكان العالم.
ورغم أن حصة الأسواق الآسيوية غير العربية تستحوذ على 20 % من إجمالي الصادرات الوطنية إلا أن صناعيين يؤكدون أن حجم هذه السوق لا يتناسب مع حجم هذه الحصة، خصوصا أن بعض الدول الآسيوية بدأت تسيطر على عصب الاقتصاد العالمي، مثل الصين التي تشكل 17 % من الاقتصاد العالمي والهند التي يتوقع أن تصبح أكبر ثالث اقتصاد في العالم بعد عامين، إضافة إلى تركيا وماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان وسنغافورة.
ويؤكد صناعيون أن هنالك تحديات لا بد من مواجهتها بهدف زيادة الصادرات إلى تلك الأسواق من جهة واستغلال الفرص الضائعة أمام المنتجات الوطنية في هذه الأسواق والتي تقدر بـ 3 مليارات دينار من جهة أخرى.
وتشير بيانات التجارة الخارجية إلى نمو الصادرات الأردنية إلى هذه الأسواق بنسبة 12 % لتصل إلى 727 مليون دينار خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي مقابل 646 مليونا للفترة نفسها من العام الماضي.
ويصل عدد الدول الآسيوية غير العربية إلى 37 دولة تشكل بحسب التقديرات ما بين 40 و 45 % من الاقتصاد العالمي، وقد احتلت حصة هذه الدول من الصادرات الوطنية المرتبة الثالثة بعد دول اتفاقية التجارة الحرة لشمال أميركيا التي استحوذت على 26 % من الصادرات وحلت قبلهما الدول العربية في المرتبة الأولى بنسبة استحواذ بلغت 42 %.
ضرورة وجود خطة عمل متكاملة تشمل دعم الترويج
يتطلب استثمار الفرصة في هذه الأسواق وجود خطة عمل متكاملة تشمل دعم الترويج التجاري، تحسين الخدمات اللوجستية، تعزيز التمثيل التجاري للتوسع في هذه الأسواق.
ويشير صناعيون إلى أن أبرز السلع التي تمتلك فرصا قوية في هذه الأسواق تشمل الأسمدة، الفوسفات، البوتاس، والمنتجات الكيماوية، والتي تلقى طلبا متزايدا من دول مثل الصين والهند.
ولفت هؤلاء إلى وجود فرص واعدة للمنتجات التجميلية وأملاح البحر الميت في أسواق مثل اليابان وكوريا، والمنتجات الغذائية الموجهة للمستهلكين من الجاليات العربية المتواجدة في هذه الدول والمسلمين في دول مثل الصين وتايلند وماليزيا (منتجات الحلال).
وأضافوا أن "المستحضرات الدوائية، المحيكات، والمجوهرات تعد أيضا من القطاعات القابلة للنمو في عدد من دول آسيا الوسطى" مؤكدين أن تنوع هذه السلع يعكس مرونة وقدرة الصناعة الأردنية على تلبية متطلبات متعددة ومتخصصة.
تحديات دخول الأسواق الآسيوية غير العربية
يؤكد صناعيون أن هنالك تحديات كثيرة يجب مواجهتها لزيادة الصادرات إلى تلك الدول، مثل كلف الشحن، وغياب التمثيل التجاري الفاعل، وافتقار الأردن إلى اتفاقيات تفضيلية مع العديد من هذه الدول.
ودعوا إلى خطة وطنية شاملة تشمل تحسين بيئة التصدير، دعم كلف الإنتاج، الترويج المؤسسي، والمشاركة في المعارض الدولية، مشددين على أن تنويع الأسواق هو مفتاح تعزيز النمو الاقتصادي، وتوفير فرص عمل، وزيادة الاحتياطي من العملات الأجنبية.
الجغبير: الأسواق الآسيوية غير العربية فرصة لزيادة الصادرات
بدوره، قال رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان م.فتحي الجغبير إن "الأسواق الآسيوية غير العربية باتت تمثل فرصة إستراتيجية مهمة أمام الصادرات الأردنية".
وبين الجغبير أن الزيادة في الصادرات لهذه الدول لا تعكس فقط توسعا جغرافيا في خريطة الصادرات، بل تمثل أيضا نجاحا في اختراق أسواق صعبة ومعقدة مثل الهند، والصين، وماليزيا، وبنغلاديش، والتي تتطلب منتجات عالية الجودة تلبي متطلبات فنية صارمة.
وأوضح الجغبير أن الهند تصدرت الوجهات التصديرية ضمن هذه المجموعة، حيث شكلت الصادرات الوطنية إليها نحو 56 % من إجمالي الصادرات إلى الأسواق الآسيوية غير العربية، بقيمة تقارب 407 ملايين دينار، وبمعدل نمو بلغ خلال الأشهر الخمسة الأولى 16 % عن الفترة ذاتها من العام الماضي.
كما سجلت الصين بدورها ارتفاعا ملحوظا في استيراد المنتجات الأردنية، ما يعكس طلبا متزايدا على المواد الخام الأردنية في قطاعات الصناعات الثقيلة والكيماوية.
وأشار إلى أن أبرز السلع المصدرة شملت الفوسفات، البوتاس، الأسمدة، والمنتجات الكيماوية، إلى جانب مواد أولية معدنية وصناعية تستخدم في الصناعات التحويلية والغذائية والزراعية، مؤكدا أن هذه الصادرات تعكس التطور الهيكلي للصناعة الأردنية وقدرتها على المنافسة عالميا.
وفيما يتعلق بالتحديات، أشار الجغبير إلى أن ارتفاع كلف الشحن البحري مقارنة بالأسواق الإقليمية، واشتراطات المطابقة الفنية والصحية المعقدة التي تفرضها بعض الدول، تعد من أبرز المعوقات وهذه تتطلب تجهيزات خاصة وشهادات مطابقة قد لا تتوفر لجميع الشركات، خصوصا الصغيرة والمتوسطة.
ولفت إلى ضعف الترويج المؤسسي ومحدودية التمثيل التجاري في تلك الأسواق، فضلا عن غياب الاتفاقيات التفضيلية مع عدد من الدول الآسيوية، مما يضعف من قدرة المنتج الأردني على المنافسة أمام دول منافسة تحصل على إعفاءات جمركية.
خطة واضحة لتعزيز الحضور الأردني في الأسواق الآسيوية غير العربية
وأكد الجغبير أن غرفة صناعة الأردن تمتلك خطة واضحة لتعزيز الحضور الأردني في الأسواق الآسيوية غير العربية، وتشمل إعداد دراسات متخصصة لتحليل واقع التبادل التجاري مع دول آسيا الوسطى، مثل كازاخستان وأوزبكستان، واستكشاف فرص الصناعات الدوائية والمستلزمات العلاجية فيها، إضافة إلى تنظيم مشاركات أردنية في معارض دولية، أبرزها في سنغافورة وأوزبكستان، وإكسبو اليابان، ومعرض الصين للصناعات البلاستيكية.
وشدد على أن الصادرات الأردنية يمكن أن تحقق قفزات نوعية إذا ما توفرت البنية الداعمة لذلك، من حيث تحسين كفاءة الشحن، دعم كلف الإنتاج، ربط الشركات بمنصات التجارة الإلكترونية، وتوفير برامج تأهيل للتصدير، لا سيما للشركات الصغيرة والمتوسطة.
3 مليارات فرص تصديرية غير مستغلة
وكشف الجغبير أن البيانات المتوفرة من مركز التجارة الدولية (ITC) تشير إلى وجود فرص تصديرية غير مستغلة تقدر بنحو 3 مليارات دولار في الأسواق الآسيوية غير العربية، تتركز في الصناعات الكيماوية والتجميلية، المنتجات العلاجية، والمحيكات والجلديات.
وأكد الجغبير أن تنويع الأسواق التصديرية أولوية وطنية، وهو الضامن الحقيقي لتعزيز احتياطات المملكة من العملات الأجنبية، وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، وتوفير فرص العمل للأردنيين.
تنويع الأسواق أولوية وآسيا الوسطى أسواق واعدة
وأكد رئيس جمعية المصدرين الأردنيين، العين أحمد الخضري، أن الجمعية تولي اهتماما متزايدا بفتح أسواق جديدة لصادرات المنتجات الأردنية، خصوصا في آسيا، مشددا على أهمية تنويع وجهات التصدير وعدم الاعتماد على سوق واحد.
وأشار الخضري إلى أهمية الاستمرار إلى تنويع سلة الأسواق التصديرية، وحتى لا يكون هنالك انكشاف على الأسواق الخارجية، مبينا أن الاعتماد على سوق واحد قد يتعرض لتغيرات في أي لحظة من ناحية فرض الرسوم الجمركية، كما حدث أخيرا في السوق الأميركي، حيث ستواجه بعض المصانع تحديات كبيرة، ما سيدفع البعض للتفكير بالانتقال إلى وجهات تصنيعية أخرى.
وأشار الخضري إلى أن الجمعية تركز حاليا على السوق الصيني كأحد الخيارات الإستراتيجية، موضحا أنه سبق أن عقد عدة اجتماعات رسمية من أجل توقيع بروتوكول تعاون تجاري بين البلدين، لما يمثله السوق الصيني من فرصة ضخمة للصادرات الأردنية.
وقال الخضري "الجمعية تتابع كذلك باهتمام ملف انضمام الأردن إلى معاهدة اليورو-آسيا، التي تضم دولا مثل روسيا وروسيا البيضاء وكازاخستان وقيرغيزستان وأرمينيا، معتبرا أن هذه الأسواق تعد "أسواقا خام" أمام المنتجات الأردنية، وقد تمثل بديلا مهما في حال تعثر أسواق تقليدية".
تنظيم بعثات تجارية واستكشافية إلى الأسواق الآسيوية
وفيما يتعلق بخطط الجمعية، أوضح الخضري أن الجمعية تعمل على إطلاق مجموعة من البرامج الموجهة لتعزيز تنافسية الصادرات الأردنية، تشمل تنظيم بعثات تجارية واستكشافية إلى الأسواق الآسيوية، وتوفير دراسات سوق متخصصة، إلى جانب عقد لقاءات ثنائية بين الشركات الأردنية والمستوردين المحتملين.
كما تسعى الجمعية لتأهيل المصدرين، لا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة، عبر ورش تدريبية حول متطلبات النفاذ إلى الأسواق الجديدة والمعايير الفنية واللوجستية المطلوبة.
وحول أهمية دعم الصادرات الوطنية، شدد الخضري على أن القطاع التصديري يمثل ركيزة أساسية لتحريك عجلة الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة، مؤكدا أن تعزيز تنافسية الصادرات وتمكين الشركات الأردنية من دخول أسواق جديدة يسهم بشكل مباشر في توفير فرص العمل للأردنيين وزيادة الإنتاج بالإضافة إلى تعزز احتياطي المملكة من العملات الأجنبية، وتقلل من العجز في الميزان التجاري، ما ينعكس إيجابا على الاستقرار الاقتصادي الكلي.
وأكد الخضري ضرورة أن يكون لدى القطاع التصديري دائما خطة بديلة، مشيرا إلى أهمية التعاون قطاع خاص، وبالتعاون مع الحكومة، حماية الصناعة الوطنية وتعزيز تنافسيتها، لضمان استدامة نمو الصادرات.
أبو حلتم: أهمية تنويع القاعدة السلعية للصادرات
وأكد رئيس جمعية شرق عمان الصناعية د.إياد أبو حلتم أهمية التوسع في التصدير إلى الأسواق الآسيوية غير العربية، مشيرا إلى أن هذه الأسواق تمثل مساحة جغرافية واسعة تضم دولا من وسط آسيا مثل كازاخستان، أوزبكستان، أذربيجان، جورجيا وطاجيكستان، وصولا إلى باكستان، الهند، الصين، واليابان.
وأوضح أبو حلتم أن أبرز الصادرات الأردنية إلى هذه الأسواق تتمثل في البوتاس والفوسفات، حيث تعد الهند من أكبر المستوردين لهذين المنتجين مشددا في الوقت ذاته على أهمية تنويع القاعدة السلعية للصادرات، لا سيما في ظل وجود فرص حقيقية لمنتجات أخرى يمكن أن تنافس بقوة في تلك الدول.
وبين أن من بين الفرص الواعدة إمكانية تصدير المنتجات الغذائية إلى الصين، خصوصا تلك التي تتوافق مع متطلبات المستهلكين المسلمين هناك، فضلا عن منتجات أملاح البحر الميت والمستحضرات التجميلية إلى اليابان، والتي شهدت سابقا محاولات تصديرية واعدة.
وأشار أبو حلتم إلى إمكانية توسيع نطاق الصادرات الأردنية لتشمل الصناعات الكيماوية، والمستحضرات الدوائية، والمجوهرات، وحتى بعض المنتجات الهندسية التي قد تلقى رواجا خاصا في دول آسيا الوسطى.
ولفت إلى جملة من التحديات التي ما تزال تعيق قدرة المصدر الأردني على النفاذ إلى هذه الأسواق، وعلى رأسها ارتفاع كلف النقل، وغياب الدعم اللوجستي الفعال.
ودعا إلى اتخاذ خطوات عملية للتغلب على هذه المعيقات، وعلى الأقل تقديم دعم حكومي لتخفيض كلف النقل في المراحل التصديرية الأولى، بما يسهم في تعزيز تنافسية المنتج الأردني في تلك الأسواق.
تفعيل الدبلوماسية الاقتصادية من خلال سفارات المملكة
وأكد أبو حلتم على أن الأسواق الآسيوية غير العربية تمثل فرصة إستراتيجية حقيقية أمام الأردن، شرط العمل على تمكين القطاع الصناعي وتقديم التسهيلات التي يحتاجها للوصول إلى هذه الأسواق بكفاءة واستدامة من خلال المشاركة بالمعارض بالإضافة إلى تفعيل الدبلوماسية الاقتصادية من خلال سفارات المملكة الموجدة في هذه الدول وتوفير معلومات عن هذه الأسواق والانظمة الجمركية والمواصفات المطلوبة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«الضمان بخير»
«الضمان بخير»

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

«الضمان بخير»

أثيرت في الآونة الأخيرة العديد من التساؤلات المتعلقة باستثمارات صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي، والتي تشير إلى استثمار 64%من امواله في أدوات سند حكومية تتجاوز الحدود الامنة، وهذه التساؤلات تستدعي توضيحا دقيقا. فوفقا للبيانات الرسمية لاخر شهر 6 / 2025، تبلغ نسبة أدوات الدين الحكومي (سندات وقروض) 60.1%من اجمالي موجودات الصندوق البالغة 17.3مليار دينار، منها 57.5%في سندات سيادية و2.6% في قروض مباشرة. هذه النسبة، وان كانت اقل من الرقم المثار الذي استخدمه العديد من المحللين، تظل قريبة من سقف التوصيات الدولية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) التي تحث على موازنة المخاطر عبر تنويع المحافظ الاستثمارية. لا يقلل هذا التركيز النسبي من اداء الصندوق، الذي حقق صافي دخل استثماري بلغ 591 مليون دينار بعائد يُقدّر بـ3.4% خلال النصف الأول من عام 2025، وهو أقل من المطلوب والمرجو لتحقيق استدامة مالية طويلة الاجل. كما تشيير احصائيات مؤسسة الضمان حسب الموقع الرسمي للمؤسسة أنه بلغ عدد المشتركين الفعّالين اليوم في الضمان الاجتماعي 1.598.821مشتركا، في حين وصل العدد التراكمي للمتقاعدين إلى 375.380متقاعدا. هذه الارقام تعكس حجم الالتزامات المتنامية المترتبة على الصندوق، وتبرر الحاجة إلى اصلاح استثماري مهني ومسؤول. ومن هذا المنطلق، لا يمكن القبول بتشويه سمعة مؤسسة الضمان او صندوقها الاستثماري بوصفه جهة غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها، حتى في حال وجود اختلاف مع بعض السياسات او الممارسات الادارية او الاستراتيجيات الاستثمارية المتبعة. النقد المهني مطلوب، لكنه لا يعني تقويض ثقة الرأي العام بهذه المؤسسة السيادية التي تمس الامن الاجتماعي والاقتصادي لملايين الاردنيين. لكن الاعتماد المفرط، برأيي، على الادوات الحكومية في بيئة اقتصادية يبلغ فيها الدين العام 88%من الناتج المحلي الإجمالي، يحد من تحقيق عوائد مثلى، ويعرض المحفظة لمخاطر هيكلية غير ضرورية. الصندوق ليس ضحية «استدانة حكومية» كما يشاع، بل شريك في التنمية الوطنية. بعض قروضه للحكومة تمول مشاريع بنية تحتية (مستشفيات، طرق، مشروع BRT عمان الزرقاء) والمشاريع الزراعية التي تدار من قبل شركة الضمان والصناعات الزراعية والتي تعود بالنفع على الاقتصاد ككل، بينما تحقق عوائد مضمونة للمشتركين. الارقام تثبت ان المؤسسة قادرة على الوفاء بالتزاماتها، خاصة مع نمو موجودات صندوقها الاستثماري بمعدلات تفوق معدلات التضخم. التحدي ليس في التشكيك، بل في دعم الصندوق لتعزيز تنويع استثماراته وتبني افضل الممارسات العالمية. تتمتع مؤسسة الضمان الاجتماعي بقدرة راسخة على الوفاء بالتزاماتها الحالية، لكن برأيي، ضمان استدامتها الطويلة الأجل يتطلب تطويرا استراتيجيا في عدة محاور: اولا، تحويل التركيز نحو استثمارات إنتاجية مثل الطاقة المتجددة، التكنولوجيا، والمياه؛ ثانيا، تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص في مشاريع تنموية تولد عوائد تفوق ادوات الدين الحكومي، مع ضمان تدفقات نقدية دورية؛ ثالثا، تطوير نماذج تقييم المخاطر من خلال اعتماد ادوات اكتوارية متقدمة لتحديد النسب المثلى لتوزيع الاستثمارات بين الادوات الحكومية والخاصة؛ رابعا، ترسيخ اطر الحوكمة من خلال استقلالية القرار الاستثماري ونشر تقارير اداء ربع سنوية تغطي كافة موجودات الصندوق في مختلف القطاعات، على أن تخضع هذه التقارير لمراجعة مستقلة؛ خامسا، التخلص أو تخفيض الاستثمارات غير المربحة او الخاسرة، لا سيما في قطاع السياحة الذي عانى من خسائر متراكمة على مدى 12عاما؛ سادسا، دعم المشاريع الزراعية التي تولي أهمية خاصة لأمننا الغذائي، شريطة تعزيز البحث العلمي المرتبط باحتياجات السوق المحلي والتصديري، بالتنسيق مع المؤسسات الحكومية المعنية وعلى رأسها وزارة الزراعة لتحقيق هذه الأهداف. الثقة بقدرة هذه المؤسسة السيادية، باذرعها التأمينية والاستثمارية، على التطور لا تناقش بالتشكيك او التخوين. التحدي الحقيقي يكمن في تحويل هذه الثقة الى خطوات عملية ملموسة عبر اعادة هيكلة المحفظة الاستثمارية. الدراسة الاكتوارية القادمة تمثل فرصة حاسمة لتحديد آهداف عوائد اكثر طموحا (لا تقل عن 7%سنويا) ووضع خطة واضحة لخفض الاعتماد على الأدوات الحكومية إلى 50% ،مع السماح بالاستثمار في الاسواق المالية الدولية والأصول الإنتاجية. وبهذا فقط نضمن تحويل الصندوق من مجرد مدخر تقليدي الى محرك تنموي يدعم الامن الاقتصادي والاجتماعي لأبناء أردننا الحبيب من أجل مستقبل أفضل وأكثر أمنًا.

شراكة فعالة تُثمر عائدًا مضاعفًا
شراكة فعالة تُثمر عائدًا مضاعفًا

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

شراكة فعالة تُثمر عائدًا مضاعفًا

تُعد الشراكة بين القطاعين العام والخاص ممرًا استراتيجيًا لتعزيز النمو الاقتصادي، وتحسين وتطوير الخدمات العامة، حيث يشكل القطاع الخاص ما يقارب 85% من الناتج المحلي، ويستوعب نحو ثلثي القوى العاملة، ويُسهم بأكثر من 92% من الصادرات الوطنية، ويؤمّن النسبة الأكبر من الاحتياجات الأساسية في الغذاء والدواء والخدمات الصحية والمصرفية. توسيع هذه الشراكة خارج القيود البيروقراطية، يمكن أن يحقق أثرًا اقتصاديًا مضاعفًا مهمًا، خاصة أن الميل الحدي للاستهلاك في الأردن يُقدَّر بنحو 0.8، أي أن 80% من الزيادة في الدخل تُنفق على الاستهلاك. وهذا يعني أن المضاعف الاقتصادي يصل إلى 5، أي أن كل مليون دينار يُستثمر بشكل منتج بين القطاعين يمكن أن يُنتج ما يصل إلى خمسة ملايين دينار من الناتج المحلي الإجمالي، ويوفّر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، ويُسهم في تحفيز النمو الاقتصادي. الأثر الإيجابي سيتضح عمليًا من مشروع الشراكة لبناء مستشفى مادبا بحجم 88 مليون دينار، فهو سيولّد أثرًا غير مباشر في الناتج المحلي يُقدَّر بنحو 440 مليون دينار، ويُسهم بالمعدل بتوفير نحو 2000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة خلال مرحلة التنفيذ والتشغيل، وقد يرتفع هذا الأثر إلى إيجاد نحو ثلاثة إلى أربعة أضعاف عدد فرص العمل المشار إليها إذا احتسبنا الأثر المضاعف على سلاسل التوريد، والخدمات المساندة، والفعاليات الجديدة. النتائج الإيجابية المتوقعة لهذه الشراكة تكمن في قدرتها على إطلاق الإمكانيات الاقتصادية الكامنة، وتخفيفها الأعباء الرأسمالية عن الموازنة العامة التي لا تتجاوز قدرتها الاستثمارية 1.3 مليار دينار بالمعدل سنويًا؛ فيما الاحتياجات الاستثمارية الفعلية تفوق هذا الرقم بثلاثة أضعاف وأكثر. هنا، ولضمان أن تحقق الشراكة أثرها الكامل على الاقتصاد والمجتمع، يتطلب الأمر وجود آليات متابعة وتقييم دقيقة تضمن قياس النتائج بشكل دوري؛ اقتصاديًا واجتماعيًا، عبر اعتماد مؤشرات كمية مثل الوظائف المتولدة وحصة المشروع من الناتج المحلي، لتسهيل المفاضلة بين المشاريع، وتوجيه الموارد نحو الأعلى جدوى وعائدًا. التقييم الكمي هذا، يُكمله التقييم النوعي، الذي يتضمن مستوى التعقيد الاقتصادي للمشاريع، لضمان أن لا تقتصر الشراكات على الأثر المالي الفوري، بل تُسهم أيضًا في بناء قاعدة إنتاجية أكثر ابتكارًا وتنافسية، عبر قياس قدرة المشاريع على رفع مستوى المعرفة والابتكار والقيمة المضافة العالية في الاقتصاد، خصوصًا وأن قطاعات عديدة ما تزال دون مستوى التعقيد الاقتصادي كما تُظهره بيانات مؤشر التعقيد الاقتصادي (Economic Complexity Index - ECI)، ما يفسر محدودية تنوع الصادرات، وزيادة مخاطر التحدي التنافسي كما في السوق الأمريكي اليوم – يستوعب ربع الصادرات الأردنية – بعد انتقال الصادرات من رسوم صفر، إلى صادرات برسوم 15%. هذه المعطيات وغيرها، تستدعي تصميم شراكات مبتكرة تركّز على قطاعات أكثر تعقيدًا مثل التكنولوجيا والصناعات الدوائية والطاقة المتجددة، بما يرفع القدرة التنافسية للاقتصاد بعامة، ويحفّز القطاع الخاص على تبني نماذج أعمال قائمة على الابتكار والبحث والتطوير عبر حوافز موجّهة، بما يُسهم في توليد وظائف أعلى مهارة ودخلًا، ويُعزّز انتقال الاقتصاد نحو مستويات أرفع من التطور مدخلاتٍ ومخرجاتٍ. في السياق، تُظهر تجارب الشراكات الناجحة أنها موزّعة بين 60% تمويل وتشغيل من القطاع الخاص، و40% من القطاع العام، مع تركيزها على قطاعات ذات تأثير مضاعف اقتصاديًا واجتماعيًا ومعيشيًا، مثل الصحة والتعليم والنقل والبنية التحتية والطاقة المتجددة والمياه. الشراكة بين القطاعين العام والخاص، تمثّل رافعة اقتصادية قادرة على تغيير مسار الاقتصاد الأردني إذا ما أُطّرت ضمن رؤية وطنية ناضجة قائمة على الحوكمة والعدالة والشفافية؛ من خلال ضبط التوازن بين كفاءة القطاع الخاص وواجبات القطاع العام. لتحقيق ذلك، ينبغي تبنّي نهج وطني يربط كل مشروع شراكة بمؤشرات كمية، مثل الأثر على الناتج المحلي والوظائف، وبالتالي البطالة. ونوعية، مثل التعقيد الاقتصادي، ومستوى الابتكار، بحيث تتحول الشراكات إلى أداة هيكلية لإعادة تشكيل الاقتصاد الأردني نحو قيمة مضافة أعلى، ونمو مستدام، وتنافسية متفوّقة، لضمان التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية والارتقاء المتواصل بمخرجات العملية الاقتصادية.

البنك العربي يطلق حملة ترويجية لحساب "شباب"
البنك العربي يطلق حملة ترويجية لحساب "شباب"

سرايا الإخبارية

timeمنذ 3 ساعات

  • سرايا الإخبارية

البنك العربي يطلق حملة ترويجية لحساب "شباب"

سرايا - أطلق البنك العربي حملة ترويجية جديدة تحت عنوان "مع حساب شباب السيارة صفّت عندك!"، والتي تمنح المشاركين من عملاء حساب 'شباب" فرصة الفوز بسيارةChery Arrizo 6 Pro، حيث تأتي هذه الحملة في إطار جهود البنك المتواصلة لتقديم أفضل العروض والمكافآت لتعزيز التجربة المصرفية التي يقدمها البنك لفئة الشباب من خلال توفير حلول رقمية وخدمات مصرفية رائدة لمواكبة أسلوب حياتهم العصري. وتتيح هذه الحملة للعملاء الحاليين والجدد فرصة الدخول في السحب على سيارتين، عند فتح حساب "شباب" من البنك العربي وإجراء حركات شرائية شهرية بقيمة لا تقل عن 100 دينار أردني، ولمدة ستة أشهر متتالية خلال فترة الحملة. وسيتم الإعلان عن فائزين اثنين عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالبنك خلال 20 يوم عمل من تاريخ انتهاء الحملة، الموافق 1 كانون الأول 2025. وفي تعليقه على هذه الحملة، قال السيد يعقوب معتوق، مدير دائرة الخدمات المصرفية للأفراد في البنك العربي – الأردن: "نحرص في البنك العربي على تقديم حلول مصرفية متكاملة ومنافسة لعملائنا وذلك من خلال توفير العروض والحملات الترويجية المميزة ذات القيمة المضافة". وأضاف: "يأتي إطلاق هذه الحملة بهدف مكافأة عملائنا من فئة الشباب على ولائهم، ولتشجيع الشباب على الاستفادة من المزايا والخدمات الرقمية المتنوعة التي يقدمها حساب "شباب"، والذي يوفر العديد من المزايا المصممة خصيصاً لتلبية احتياجاتهم المالية المتجددة." ويُعد حساب "شباب" من البنك العربي أحد أبرز البرامج المصرفية المصممة خصيصاً لتلبية احتياجات فئة الشباب، حيث يوفّر إمكانية فتح الحساب إلكترونيًا عبر تطبيق "عربي موبايل"، وإصدار بطاقة فيزا بدون رسوم شهرية، إلى جانب الحصول على نقاط مكافآت ترحيبية. كما يتيح الحساب قروضًا بشروط ميسّرة، ويمنح إعفاءات من بعض العمولات، ويوفّر خصومات حصرية في مجموعة مختارة من المطاعم والمراكز الترفيهية. ويشمل الحساب أيضاً خدمات مصرفية رقمية مجانية، فضلاً عن مركز خدمة عملاء مخصص لتلبية احتياجات الشباب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store