
اكتشاف صلة محتملة بين عدوى شائعة وخطر الإصابة بألزهايمر
وعلى الرغم من عدم وضوح الصورة كاملة، يتفق الخبراء على أن تراكم بروتيني الأميلويد والتاو في الدماغ – المسؤولين عن الأعراض – ينتج عن تفاعل معقد لعوامل متعددة.
وفي هذا السياق، أضافت دراسة حديثة من كلية فيلادلفيا لطب تقويم العظام ببنسلفانيا عاملا جديدا للمعادلة، حيث ربطت بين عدويين شائعيين وهما المتدثرة الرئوية (Chlamydia pneumoniae) وفيروس SARS-CoV-2 المسبب لـ'كوفيد-19″، وزيادة خطر الإصابة بالخرف.
ويعود السبب إلى قدرة هذين الميكروبين على رفع مستويات السيتوكينات في الدماغ، وهي مواد تثير الالتهاب الذي قد يتلف الخلايا العصبية ويسرع تراكم البروتينات الضارة.
وتكمن خطورة هاتين العدويين في قدرتهما الفريدة على اختراق الجهاز العصبي المركزي ليس فقط عبر حاجز الدم الدماغي المعتاد، ولكن أيضا من خلال المسار الشمي الذي يربط الأنف بالدماغ مباشرة.
وهذا الاكتشاف يكتسب أهمية خاصة نظرا لأن فقدان حاسة الشم يعد من الأعراض المبكرة المشتركة بين 'كوفيد-19' وألزهايمر، ما يشير إلى احتمال استخدام هذا المسار من قبل الميكروبات للوصول إلى مراكز الذاكرة والإدراك.
ولفهم الصورة بشكل أعمق، ركز الباحثون على الأشخاص الحاملين للطفرة الجينية APOE4 المعروفة بزيادتها لخطر ألزهايمر بشكل كبير.
وتظهر النتائج أن هؤلاء الأفراد أكثر عرضة لتأثيرات العدوى المذكورة، حيث يعتقد أن التفاعل بين العوامل الوراثية والعدوى قد يخلق 'عاصفة مثالية' تسرع التدهور المعرفي.
جدير بالذكر أن رحلة المرض تبدأ بخفية، حيث تتشابه الأعراض المبكرة مع النسيان الطبيعي المرتبط بالعمر، لكنها تتطور لاحقا لتشمل فقدانا متزايدا للذاكرة، صعوبات في التعلم والتواصل، حتى تصل إلى اضطراب الوظائف اليومية الأساسية. ورغم عدم وجود علاج شاف حاليا، تبقى الوقاية وإدارة الأعراض مبكرا خيارات متاحة.
وتكمن أهمية هذه الأبحاث في فتحها آفاقا جديدة لفهم المرض، حيث تشير إلى أن مكافحة العدوى قد تصبح جزءا من استراتيجيات الوقاية المستقبلية. كما تؤكد على الحاجة إلى مزيد من الدراسات لفك شفرة التفاعل المعقد بين الجينات والميكروبات والبيئة في تطور الخرف.
المصدر: ذا صن
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

أخبار السياحة
منذ 4 ساعات
- أخبار السياحة
فوائد غير متوقعة للنحاس عند كبار السن
أظهرت دراسة طبية حديثة أن الحصول على عنصر النحاس بكميات كافية ضمن النظام الغذائي يحسن الذاكرة والقدرات الإدراكية عند كبار السن. وأشارت مجلة Scientific Reports إلى أن القائمين على الدراسة قاموا بتحليل البيانات الصحية لـ 2420 شخصا تزيد أعمارهم عن 60 عاما، حصلوا عليها من سجلات 'المسح الوطني الأمريكي لفحص الصحة والتغذية' (NHANES). وتبيّن أن الأشخاص الذين حصلوا على كميات كافية من عنصر النحاس من خلال الغذاء، كانت لديهم ذاكرة وقدرات إدراكية أفضل مقارنة بغيرهم. وقد قارنت الدراسة بين بيانات النظام الغذائي ونتائج الاختبارات الإدراكية لهؤلاء الأشخاص، والتي شملت مهاما تقيس سرعة معالجة المعلومات، والطلاقة اللفظية، وحفظ الكلمات. وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين تناولوا كميات أعلى من عنصر النحاس — بمعدل يزيد عن 1.4 ملليغرام يوميا — حققوا أداء أفضل في هذه الاختبارات مقارنة بمن تناولوا أقل من 0.76 ملليغرام يوميا. وظهر هذا الارتباط بشكل أوضح لدى الأشخاص الذين سبق أن تعرضوا لسكتة دماغية، مما يشير إلى دور محتمل للنحاس في دعم الوظائف الدماغية لدى الفئات المعرضة للخطر. كما أظهر تحليل البيانات أن التحسّن في المؤشرات الإدراكية كان ملحوظا حتى الوصول إلى مستوى معين من استهلاك النحاس، يتراوح تقريبا بين 1.2 و1.6 ملليغرام يوميا. ولم تلاحظ أي فوائد إضافية عند تجاوز هذا الحد، بل استقر التأثير الإيجابي في بعض الاختبارات دون تسجيل مزيد من التحسن. ويفسر الباحثون هذا التأثير الإيجابي بأن النحاس عنصر أساسي في دعم وظائف الدماغ، إذ يساهم في تعزيز نشاط مضادات الأكسدة في الجسم، ويلعب دورا مهما في إنتاج الناقلات العصبية (المواد الكيميائية المسؤولة عن التواصل بين خلايا الدماغ)، بالإضافة إلى المساعدة في عمليات التمثيل الغذائي لإنتاج الطاقة داخل الخلايا العصبية.

أخبار السياحة
منذ 17 ساعات
- أخبار السياحة
الموسيقى.. البديل الآمن للأدوية النفسية لدى مرضى الخرف
أظهرت دراسة حديثة أن الاستماع إلى الموسيقى يحسن الحالة النفسية والذهنية لدى مرضى الخرف الذين يتلقون العلاج في المستشفيات والمراكز الصحية. وأشارت مجلة Frontiers in Psychiatry إلى أن علماء جامعة أنجليا روسكين البريطانية، بالتعاون مع مؤسسة Cambridgeshire and Peterborough للخدمات الصحية، أطلقوا دراسة ضمن برنامج MELODIC، اختبروا خلالها تأثير الموسيقى على الحالة النفسية والذهنية لمرضى الخرف المقيمين في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية. وكجزء من الدراسة، عمل معالج موسيقى متفرغ في جناحين مخصصين لمرضى الخرف، وتم وضع خطط موسيقية فردية لكل مريض، شملت جلسات للغناء والاستماع أو العزف على الآلات الموسيقية. وأظهرت النتائج تحسنا طفيفا في جودة حياة المرضى، وانخفاضا في شدة أعراض التوتر والارتباك لديهم، دون تسجيل أي حالات سلبية مرتبطة بالعلاج. ووفقا لمؤلفي الدراسة، يمكن أن يكون العلاج بالموسيقى بديلا آمنا للأدوية النفسية التي تستخدم غالبا لتقليل القلق والعدوانية لدى مرضى الخرف. كما يمكن توسيع نطاق هذا النموذج العلاجي وتطبيقه في العديد من مراكز الرعاية الطبية لتحسين حياة المرضى وتخفيف العبء على الموظفين. وتشير بعض الدراسات إلى أن الاستماع إلى الموسيقى قد يخفف من حدة الألم لدى المصابين ببعض الأمراض، ويمكن استخدامه كوسيلة لتشتيت الانتباه وتخفيف الانزعاج الناجم عن الإصابات. المصدر: لينتا.رو

أخبار السياحة
منذ 17 ساعات
- أخبار السياحة
دراسة صادمة.. السجائر الإلكترونية تشوه جماجم الأجنة
توصلت دراسة حديثة إلى أن تدخين السجائر الإلكترونية يتسبب في تأثيرات صادمة تتجاوز الأضرار المعروفة سابقا. فبعد أن ارتبط السجائر الإلكترونية بتقصير العمر الافتراضي وإتلاف حاسة التذوق وتراكم المواد السوداء في الرئتين، يظهر الآن أنها قد يسبب تشوهات في نمو جماجم الأجنة، حتى عند استخدام الأنواع الخالية من النيكوتين. وأجرى باحثون من جامعة ولاية أوهايو تجارب على فئران حوامل، عرضوها لبخار السجائر الإلكترونية يحتوي على مزيج من البروبيلين غليكول والغليسرول – وهما المكونان الأساسيان المسؤولان عن إنتاج البخار في هذه الأجهزة. وكانت النتائج صادمة، حيث ظهرت على مواليد الفئران المعرضة للبخار تشوهات في الجمجمة تتمثل في قصر طولها وضيق ملامح الوجه، بالإضافة إلى انخفاض ملحوظ في الوزن عند الولادة. وما يزيد الطين بلة أن هذه التأثيرات ظهرت بشكل أوضح عند استخدام تركيبة تحتوي على نسبة أعلى من الغليسرول (70%) مقارنة بالبروبيلين غليكول (30%)، وهو ما يعاكس التوقعات العلمية تماما. وهذه التركيبة بالذات هي التي تفضلها شركات التصنيع حاليا في محاولة لتقديم منتجات 'أكثر أمانا'، ما يثير تساؤلات عن مدى دقة الادعاءات التسويقية. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن الفئة العمرية الأكثر استخداما للسجائر الإلكترونية، ما بين 18-24 سنة، هم في ذروة سنوات الإنجاب. والأمر الأكثر إثارة للقلق أن تطور الجمجمة يحدث في مراحل مبكرة جدا من الحمل، قد تسبق حتى اكتشاف المرأة لحملها. وهذا يعني أن المرأة قد تستمر في استخدام السجائر الإلكترونية وهي لا تعرف أنها حامل، ما يعرض جنينها لتأثيرات قد تكون دائمة. وهذه النتائج تأتي في وقت تشير فيه منظمات صحية مرموقة مثل جمعية القلب الأمريكية إلى أن انتشار السجائر الإلكترونية بين الشباب يشكل 'تهديدا خطيرا للصحة العامة'. فمعظم هذه المنتجات تحتوي على نيكوتين شديد الإدمان يؤثر سلبا على الأدمغة النامية، بالإضافة إلى مواد كيميائية أخرى مثل الدياسيتيل المرتبط بأمراض الرئة، ومعادن ثقيلة كالنيكل والقصدير والرصاص. وخلصت الدراسة إلى أن السجائر الإلكترونية، رغم أنها 'أقل ضررا' من السجائر التقليدية، إلا أنها ليست آمنة، خاصة للحوامل والأجنة. وهذا الاكتشاف يفتح الباب أمام أسئلة محيرة عن الآليات البيولوجية التي تمكن هذه المواد من إحداث تشوهات دون وجود النيكوتين، كما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لإجراء المزيد من الأبحاث حول تأثيرات المكونات الأخرى في السجائر الإلكترونية. نشرت الدراسة في مجلة PLOS One. المصدر: نيويورك بوست