logo
قانون الذكاء الاصطناعي.. هل تصبح السعودية مركز تحكيم دولي لفض نزاعات التكنولوجيا؟

قانون الذكاء الاصطناعي.. هل تصبح السعودية مركز تحكيم دولي لفض نزاعات التكنولوجيا؟

الشرق للأعمال٢٥-٠٦-٢٠٢٥
مع تسارع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يفوق قدرة الأنظمة القانونية على المواكبة، أطلقت السعودية في أبريل 2025 مسودة "قانون مركز الذكاء الاصطناعي العالمي"، بهدف أن تكون المملكة ليس فقط مركزاً لتشغيل وتخزين بيانات الذكاء الاصطناعي، بل منصة قانونية دولية لتسوية النزاعات المرتبطة به. ويستند هذا التوجه إلى خبرات المملكة المتنامية في مجال التحكيم التجاري، وإلى منظومة تشريعية وقضائية جاذبة للاستثمار.
فيما يلي نلقي الضوء على تشريعات الذكاء الاصطناعي التي تدرسها المملكة، ومدى قدرة السعودية على التحول إلى مركز تحكيم دولي لفض النزاعات التكنولوجية.
ماذا نعرف عن قانون مركز الذكاء الاصطناعي السعودي؟
حسب هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية السعودية يشتمل النظام على ثلاثة نماذج متطورة لمراكز البيانات تتمثل في "المركز الخاص" والذي يستهدف مختلف دول العالم لاستضافة بياناتهم وخدماتهم وكذلك "المركز الممتد" و"المركز الافتراضي" والذي يخدم شركات التقنية والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية الكبرى لاستضافة عملائهم حول العالم.
اقرأ أيضاً: السعودية تدمج حلول الذكاء الاصطناعي في كافة قطاعات الدولة
ويُسهّل القانون إنشاء مراكز بيانات سيادية تُعزز العلاقات الثنائية مع الدول الأجنبية، وشركات الحوسبة السحابية الضخمة، ومقدمي الخدمات الرقمية الآخرين، مع تعظيم الاستفادة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة، الذي يربط بين ثلاث قارات، لتقديم حلول تكنولوجية تخدم الشركات والمستهلكين العالميين.
كما يهدف إلى تعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي، وريادة في التقنيات المتقدمة، من خلال تهيئة بيئة جاذبة للحكومات الأجنبية ومؤسسات القطاع الخاص لتطوير هذه التقنيات وتبنيها للأغراض والاستخدامات السلمية.
إلى أي مدى يمكن للتحكيم التجاري أن يوفر حلاً فعالاً لنزاعات الذكاء الاصطناعي؟
يُعد التحكيم من أكثر الوسائل فعالية لحل النزاعات الناشئة عن استخدام وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، لا سيما في ظل التعقيد الفني والتشريعي الذي يحيط بهذه التقنيات.
وتبذل المملكة جهوداً متقدمة في تطوير نفسها بمجالي الذكاء الاصطناعي والتحكيم التجاري على حد سواء للجمع بين الاثنين بطريقة احترافية، حيث تسعى إلى بناء بيئة قانونية وتنظيمية تتماشى مع رؤيتها 2030، وتدعم الاقتصاد الرقمي والاستثمار في الابتكار. وفي الوقت نفسه، تتمتع بخبرة متقدمة في مجال التحكيم التجاري من خلال "المركز السعودي للتحكيم التجاري"، الذي تأسس عام 2016، وأدار عشرات القضايا العابرة للحدود.
ووفقاً لما صرّح به الرئيس التنفيذي للمركز، الحامد ميرة، لقناة الشرق، فقد ارتفع عدد القضايا التي تعامل معها المركز بنسبة 59% خلال عام 2024 مقارنة بعام 2023. ويسعى المركز حالياً إلى التوسع نحو أسواق رئيسية مثل الصين والهند، ويعمل على تعزيز التكامل مع المنظمات الدولية المتخصصة، بالإضافة إلى الربط الإلكتروني مع منظومة القضاء السعودي، في خطوة تهدف إلى رفع كفاءة التعامل مع النزاعات التقنية المعقّدة، بما فيها تلك المتعلقة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
المركز السعودي للتحكيم التجاري يستهدف التوسع إلى الصين والهند
كما ينبع ذلك التوجه السعودي من افتقاد العالم للبيئة التشريعية الملائمة لحل قضايا الذكاء الاصطناعي، حيث أكدت دراسة صدرت عام 2020 للأكاديمية الدولية للوساطة والتحكيم (IAMA) -وهي جهة خاصة مستقلة تعمل في مجال التحكيم والوساطة- على ضرورة سن نظام خاص بتنظيم الذكاء الاصطناعي يكون محايداً تقنياً يشمل مختلف القطاعات، ويتبنى مبادئ حقوق الإنسان والشفافية والسلامة.
ما الفرق بين النموذج السعودي ومراكز التحكيم التقليدية؟
بعكس النماذج التقليدية، يفصل القانون السعودي الجديد بين البنية التحتية والمسؤولية القانونية، وهو ما وصفته شركة "كلايد آند كو" (Clyde & Co) بأنه "سابقة تنظيمية عالمية".
: السعودية تقود طفرة مراكز البيانات في الشرق الأوسط
وما يميز هذا الطرح السعودي هو تجاوزه للنموذج التقليدي. بحسب تقرير "كلايد آند كو"، إذ إن فصل البنية التحتية عن المسؤولية القانونية يفتح الباب أمام توفير بيئات قانونية محايدة تعمل داخل حدود المملكة، يمكن تسميتها بـ"السفارات الرقمية".
كما أنه وفي مواجهة تعقيدات قوانين مثل اللائحة الأوروبية لحماية البيانات (GDPR) والقانون الأميركي المعروف بـ"كلود"، تقدم السعودية نموذجاً قانونياً يتّسم بالحياد وسرعة الاستجابة ووضوح الإجراءات.
السعودية تطمح لرفع مساهمة الذكاء الاصطناعي بالناتج المحلي إلى 130 مليار دولار.. تفاصيل أكثر هنا
وفي تصريح خاص لـ"الشرق" قال هاني الغفيلي، رئيس مجلس إدارة مركز الاقتصاد الرقمي، إن المملكة بدأت بالفعل دمج الذكاء الاصطناعي في قطاعات مثل التعليم والصحة، مع وضع التشريعات الملائمة لتأمين مستقبل هذا القطاع ضمن رؤية 2030. وأشار إلى أن تدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية هو مفتاح امتلاك هذا القطاع.
هل يمكن أن تنجح السعودية في جذب شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى للتحكيم فيها؟
الأمر غير مستبعد تماماً، نظراً لتطور بيئة المملكة القانونية والبنية الرقمية الداعمة، خاصة بعدما أطلق المركز السعودي للتحكيم التجاري قواعد حديثة تشمل النزاعات التقنية، كما أتاح التحكيم الإلكتروني الكامل عبر بوابة رقمية، ما يجعل الإجراءات ملائمة لطبيعة شركات الذكاء الاصطناعي العالمية. ووفقاً لتقرير المركز لعام 2023، ارتفعت طلبات التحكيم بنسبة 295% مقارنة بعام 2020، ما يعكس تنامي الثقة الإقليمية والدولية.
من جهة أخرى، تستثمر المملكة بقوة في الذكاء الاصطناعي عبر "سدايا" و"هيوماين"، إضافة إلى استضافتها لقمة الذكاء الاصطناعي العالمية، وجذبها لشركات كبرى مثل "جوجل" و"سينس تايم" و"إنفيديا" و"أمازون" للاستثمار فيها، ما يعزز فرص تفضيل التحكيم داخلها لحل النزاعات التقنية التي قد تواجهها هذه الشركات الكبرى.
ما أبرز التحديات التي قد تعيق طموح السعودية في قيادة الإطار القانوني العالمي للذكاء الاصطناعي؟
رغم وجود فرصة حقيقية أمام السعودية لقيادة المنظومة القانونية للذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك بعض التحديات القائمة. فغياب مرجعية دولية موحدة، ونقص الكوادر المتخصصة التي تجمع بين المعرفة القانونية والتقنية، يشكلان عقبتين أساسيتين في هذا المسار. كما يشكّل تحقيق التوازن بين تشجيع الابتكار ووضع الأطر التنظيمية الدقيقة تحدياً دقيقاً آخر، إلى جانب المنافسة القوية من دول كبرى مثل الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، التي تسعى بدورها لفرض معاييرها القانونية عالمياً.
ويعتمد نجاح هذا التوجه على قدرة السعودية في تقديم نماذج قانونية ناجحة ومقنعة تحظى بالقبول الدولي. وإذا استطاعت تأسيس محكمة تحكيم متخصصة في قضايا الذكاء الاصطناعي، وبناء بيئة قانونية موثوقة تجذب المنصات والشركات العالمية، فقد تصبح المملكة لاعباً إقليمياً ودولياً مؤسساً في تشكيل الاقتصاد القانوني للعصر الرقمي لسنوات طويلة قادمة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

986 مليار ريال مساهمة برنامج "ندلب" في الناتج المحلي غير النفطي السعودي في 2024
986 مليار ريال مساهمة برنامج "ندلب" في الناتج المحلي غير النفطي السعودي في 2024

الاقتصادية

timeمنذ 29 دقائق

  • الاقتصادية

986 مليار ريال مساهمة برنامج "ندلب" في الناتج المحلي غير النفطي السعودي في 2024

بلغت نسبة مساهمة أنشطة برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية "ندلب" في الناتج المحلي غير النفطي 39%، وهو ما يعادل 986 مليار ريال، مرتفعة من 949 مليار ريال في عام 2023، بحسب تقرير "ندلب" السنوي. وعلى صعيد الصادرات غير النفطية، بلغ إجمالي قيمتها خلال العام الماضي ما يعادل 514 مليار ريال، محققًا نموًا نسبته 13.2% مقارنة بعام 2023، حيث شملت هذه الصادرات 217 مليار ريال قيمة الصادرات السلعية غير النفطية بنسبة نمو بلغت 4%، و91 مليار ريال لإعادة التصدير بنسبة نمو وصلت إلى 42%، إلى جانب(207 مليارات ريال لصادرات الخدمات، بنمو سنوي بلغ 14%. وبلغت صادرات الصناعات الكيميائية نحو 78.5 مليار ريال، وصادرات المعادن ومصنوعاتها 23.3 مليار ريال، في حين سجلت صادرات الأغذية والمشروبات 10.5 مليارات ريال، فيما بلغت صادرات الأجهزة والمعدات الكهربائية 42.9 مليار ريال. وكان سوق العمل خلال العام 2024 حاضرًا بقوة، إذ بلغ إجمالي عدد العاملين في قطاعات البرنامج 2.433 مليون عامل، وارتفعت الوظائف خلال العام الماضي، بحسب تقرير ندلب السنوي، بأكثر من 508 آلاف وظيفة جديدة، منها أكثر من 81 ألف وظيفة للسعوديين، من بينهم 42 ألف سعودي و39 ألف سعودية، وتتركز أعلى إسهامات التوظيف في قطاعات الصناعة التحويلية، والتعدين واستغلال المحاجر، والكهرباء والغاز، والنقل والتخزين. التمويل والاستثمار على صعيد التمويل والاستثمار، بلغت قيمة الاستثمارات غير الحكومية المنجزة في قطاعات البرنامج نحو 665 مليار ريال، كما بلغ صافي اعتمادات قروض صندوق التنمية الصناعية، على أساس تراكمي 198 مليار ريال، بينما بلغت التسهيلات الائتمانية المقدمة من بنك التصدير والاستيراد –تراكميًا– ما يعادل 69.14 مليار ريال. وفي القطاع الصناعي، بلغ عدد المنشآت الصناعية حتى نهاية عام 2024 نحو 12,589 منشأة صناعية، بينما وصل عدد المصانع الجاهزة إلى 1,511 مصنعًا، كما بلغت الاستثمارات غير الحكومية في المدن الصناعية والمناطق الخاصة ما يعادل تراكميًا 1.4 تريليون ريال. وبالنسبة للمبيعات العسكرية التراكمية للشركات المحلية فقد سجلت 34.32 مليار ريال، وتستمر الإستراتيجية الوطنية للصناعة في توطين سلاسل القيمة المرتبطة بالصناعات المستقبلية كالمستلزمات الطبية، وصناعة السيارات، والمنتجات ذات العلاقة بالطاقة والبتروكيماويات. أما في قطاع الطاقة المتجددة، فقد أطلقت مشاريع طاقة متجددة بسعة إجمالية بلغت 20 جيجاواط، وتوقيع اتفاقيات جديدة لمشاريع طاقة شمسية بإجمالي 3.7 جيجاواط، إلى جانب تشغيل تجاري لمشاريع إضافية بسعة 3.6 جيجاواط، وتسجيل أدنى تكلفة عالمية لشراء طاقة الرياح، بلغ سعر الشراء 5.87 هللات للكيلوواط ساعة، وأسهمت هذه المشاريع في خفض الانبعاثات الكربونية بنحو 1.7 مليون طن سنويًا. وبحسب تقرير "ندلب" السنوي، فقد بلغ إجمالي الإنفاق على الاستكشاف المعدني 228 ريالًا لكل كيلومتر مربع، وارتفع عدد المواقع التعدينية المطروحة للمنافسة بنسبة 380% مقارنة بالعام السابق. ويستهدف القطاع أن تبلغ مساهمته في الناتج المحلي بحلول عام 2030 قيمة 176 مليار ريال، وأن يخلق 219 ألف وظيفة، وصنّفت السعودية ضمن مؤشر التراخيص التعدينية ثاني أفضل دولة عالميًّا في بيئة منح التراخيص التعدينية. وشهد قطاع الخدمات اللوجستية هو الآخر تطورًا ملحوظًا، إذ بلغ إجمالي عدد الرخص اللوجستية 1,056 رخصة، وارتفع عدد مراكز الخدمات اللوجستية الممكنة لإعادة التصدير إلى 23 مركزًا مقارنة بمركزين فقط في عام 2019. وارتفعت نسبة استخدام الموانئ إلى 64% مقارنة بنسبة 50.2% بصفته خط أساس، وانخفض الزمن المستغرق لإجراءات الفسح الجمركي إلى ساعتين فقط، بينما بلغ عدد حاويات المناولة في الموانئ 7.5 ملايين حاوية. وفيما يخص مؤشرات الأداء، حقق البرنامج عددًا من النتائج التي تجاوزت المستهدفات المرسومة، على رأسها نسبة توطين الصناعات العسكرية، التي بلغت 19.35% مقارنة بالمستهدف البالغ 12.5%، بينما كان خط الأساس 7.7%، وبلغ حجم المحتوى المحلي في القطاعات غير النفطية 1.23 تريليون مليار ريال، مقارنة بالمستهدف البالغ 1.11 تريليون مليار ريال، وخط الأساس البالغ 942 مليار ريال. وبلغ عدد التراخيص النهائية للصناعات الواعدة 3,107 رخص، متجاوزًا المستهدف البالغ 845 رخصة، وخط الأساس البالغ 169 رخصة، وسجلت نسبة استخدام الموانئ 64% مقابل مستهدف 66% وخط أساس 50.2%. وبلغت قيمة صادرات الصناعات الواعدة -تراكميًا- 135.6 مليار ريال، متجاوزة المستهدف البالغ 98.7 مليار ريال، مقارنة بخط الأساس البالغ 18.6 مليار ريال، أما عدد مراكز الخدمات اللوجستية المرتبطة بإعادة التصدير فقد بلغ 23 مركزًا، مقابل مستهدف 16 مركزًا، وخط أساس مركزين فقط. ويمتلك البرنامج حتى نهاية عام 2024 محفظة ضخمة تضم 284 مبادرة، أُنجز منها 163 مبادرة مكتملة بنسبة 57%، في تأكيد على الجهود المبذولة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وفعالية التكامل بين الجهات التنفيذية.

986 مليار ريال مساهمة «ندلب» في الناتج المحلي غير النفطي
986 مليار ريال مساهمة «ندلب» في الناتج المحلي غير النفطي

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

986 مليار ريال مساهمة «ندلب» في الناتج المحلي غير النفطي

يواصل برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية «ندلب» أداءه الاستثنائي بوصفه أحد المحركات الأساسية لتحقيق مستهدفات رؤية 2030، وشهد عام 2024 جملة من الإنجازات اللافتة على مستوى الاقتصاد الكلي. وكشف تقرير البرنامج السنوي العديد من الإحصاءات، إذ بلغت مساهمة أنشطة البرنامج في الناتج المحلي غير النفطي نسبة 39%، وهو ما يعادل 986 مليار ريال، مرتفعة من 949 مليار ريال في عام 2023، فيما بلغت مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة 55%، في الوقت الذي حقق فيه قطاع الصناعات التحويلية نمواً بنسبة 4%، بينما سجّل قطاعا التعدين والنقل والتخزين نمواً بنسبة 5% خلال العام. وعلى صعيد الصادرات غير النفطية، بلغ إجمالي قيمتها خلال العام الماضي ما يعادل 514 مليار ريال، محققاً نمواً نسبته 13.2% مقارنة بالعام 2023، إذ شملت هذه الصادرات 217 مليار ريال قيمة الصادرات السلعية غير النفطية بنسبة نمو بلغت 4%، و91 مليار ريال لإعادة التصدير بنسبة نمو وصلت إلى 42%، إلى جانب 207 مليارات ريال لصادرات الخدمات، بنمو سنوي بلغ 14%. وبلغت صادرات الصناعات الكيميائية نحو 78.5 مليار ريال، وصادرات المعادن ومصنوعاتها 23.3 مليار ريال، في حين سجلت صادرات الأغذية والمشروبات 10.5 مليارات ريال، فيما بلغت صادرات الأجهزة والمعدات الكهربائية 42.9 مليار ريال. وكان سوق العمل خلال العام 2024 حاضراً بقوة، إذ بلغ إجمالي عدد العاملين في قطاعات البرنامج 2.433 مليون عامل، وارتفعت الوظائف خلال العام الماضي، بحسب تقرير ندلب السنوي، بأكثر من 508 آلاف وظيفة جديدة، منها أكثر من 81 ألف وظيفة للسعوديين، من بينهم 42 ألف سعودي و39 ألف سعودية، وتتركز أعلى إسهامات التوظيف في قطاعات الصناعة التحويلية، والتعدين واستغلال المحاجر، والكهرباء والغاز، والنقل والتخزين. وعلى صعيد التمويل والاستثمار، بلغت قيمة الاستثمارات غير الحكومية المنجزة في قطاعات البرنامج نحو 665 مليار ريال، كما بلغ صافي اعتمادات قروض صندوق التنمية الصناعية، على أساس تراكمي 198 مليار ريال، بينما بلغت التسهيلات الائتمانية المقدمة من بنك التصدير والاستيراد –تراكمياً– ما يعادل 69.14 مليار ريال. وفي القطاع الصناعي، بلغ عدد المنشآت الصناعية حتى نهاية عام 2024 نحو 12,589 منشأة صناعية، بينما وصل عدد المصانع الجاهزة إلى 1,511 مصنعاً، كما بلغت الاستثمارات غير الحكومية في المدن الصناعية والمناطق الخاصة ما يعادل تراكمياً 1412.96 مليار ريال. وبالنسبة للمبيعات العسكرية التراكمية للشركات المحلية فقد سجلت 34.32 مليار ريال، وتستمر الإستراتيجية الوطنية للصناعة في توطين سلاسل القيمة المرتبطة بالصناعات المستقبلية كالمستلزمات الطبية، وصناعة السيارات، والمنتجات ذات العلاقة بالطاقة والبتروكيماويات. أما في قطاع الطاقة المتجددة، فقد أطلقت مشاريع طاقة متجددة بسعة إجمالية بلغت 20 غيغاواط، وتوقيع اتفاقيات جديدة لمشاريع طاقة شمسية بإجمالي 3.7 غيغاواط، إلى جانب تشغيل تجاري لمشاريع إضافية بسعة 3.6 غيغاواط، وتسجيل أدنى تكلفة عالمية لشراء طاقة الرياح، بلغ سعر الشراء 5.87 هللات للكيلوواط ساعة، وأسهمت هذه المشاريع في خفض الانبعاثات الكربونية بنحو 1.7 مليون طن سنويّاً. ويعكس تقرير ندلب السنوي الكثير من الجهود التي بذلت في قطاع التعدين، إذ بلغ إجمالي الإنفاق على الاستكشاف المعدني 228 ريالاً لكل كيلومتر مربع، وارتفع عدد المواقع التعدينية المطروحة للمنافسة بنسبة 380% مقارنة بالعام السابق. ويستهدف القطاع أن تبلغ مساهمته في الناتج المحلي بحلول عام 2030 قيمة 176 مليار ريال، وأن يخلق 219 ألف وظيفة، وصنّفت المملكة ضمن مؤشر التراخيص التعدينية ثاني أفضل دولة عالميًاً في بيئة منح التراخيص التعدينية. وشهد قطاع الخدمات اللوجستية هو الآخر تطوراً ملحوظاً، إذ بلغ إجمالي عدد الرخص اللوجستية 1,056 رخصة، وارتفع عدد مراكز الخدمات اللوجستية الممكنة لإعادة التصدير إلى 23 مركزاً مقارنة بمركزين فقط في عام 2019. وارتفعت نسبة استخدام الموانئ إلى 64% مقارنة بنسبة 50.2% بصفته خط أساس، وانخفض الزمن المستغرق لإجراءات الفسح الجمركي إلى ساعتين فقط، بينما بلغ عدد حاويات المناولة في الموانئ 7.5 مليون حاوية. وفيما يخص مؤشرات الأداء، حقق البرنامج عدداً من النتائج التي تجاوزت المستهدفات المرسومة، على رأسها نسبة توطين الصناعات العسكرية، التي بلغت 19.35% مقارنة بالمستهدف البالغ 12.5%، بينما كان خط الأساس 7.7%، وبلغ حجم المحتوى المحلي في القطاعات غير النفطية 1,231 مليار ريال، مقارنة بالمستهدف البالغ 1,110 مليارات ريال، وخط الأساس البالغ 942 مليار ريال. وبلغ عدد التراخيص النهائية للصناعات الواعدة 3,107 رخص، متجاوزاً المستهدف البالغ 845 رخصة، وخط الأساس البالغ 169 رخصة، وسجلت نسبة استخدام الموانئ 64% مقابل مستهدف 66% وخط أساس 50.2%. وبلغت قيمة صادرات الصناعات الواعدة -تراكمياً- 135.6 مليار ريال، متجاوزة المستهدف البالغ 98.7 مليار ريال، مقارنة بخط الأساس البالغ 18.6 مليار ريال، أما عدد مراكز الخدمات اللوجستية المرتبطة بإعادة التصدير فقد بلغ 23 مركزاً، مقابل مستهدف 16 مركزاً، وخط أساس مركزين فقط. ويمتلك البرنامج حتى نهاية عام 2024 محفظة ضخمة تضم 284 مبادرة، أُنجز منها 163 مبادرة مكتملة بنسبة 57%، في تأكيد على الجهود المبذولة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وفعالية التكامل بين الجهات التنفيذية. وتؤكد مؤشرات عام 2024 أن برنامج «ندلب» أصبح لاعباً رئيسًا يشكل حجر زاوية في إعادة تشكيل الاقتصاد الوطني على أسس تنموية متينة، ومع تسارع الإنجاز، وبلوغ المستهدفات بشكل أسرع مما كان مخططًا له، تمضي المملكة بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانتها قوةً صناعيةً واقتصاديةً عالميةً، وواجهة استثمارية ولوجستية متقدمة، تدعمها قيادة ملهمة، ورؤية إستراتيجية لا تعرف حدوداً للطموح. أخبار ذات صلة

إمكانية تداول الأسهم العالمية في السوق السعودية!
إمكانية تداول الأسهم العالمية في السوق السعودية!

الاقتصادية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الاقتصادية

إمكانية تداول الأسهم العالمية في السوق السعودية!

رغم الإصلاحات التنظيمية المهمة وزيادة عدد الشركات المدرجة، ورغم فتح سوق ثانوية للأسهم والسماح للمستثمرين الأجانب - أفراداً ومؤسسات - بالتداول المباشر، إضافة إلى التطور الكبير في الأنظمة الإلكترونية للسوق وتطور أنظمة التداول والتسوية والمقاصة، وتسهيل فتح الحسابات وإدراج محفزات عديدة ومتنوعة، إلا أن السوق المالية السعودية لا تزال تعاني من ضعف في السيولة اليومية. فمعدل التداول اليومي بحدود 1 إلى 2 مليار دولار فقط، وهو رقم لا يُقارن بما يجري في الأسواق العالمية حيث تصل التداولات اليومية لسهم واحد مثل "إنفيديا" أو "تسلا" إلى أكثر من 100 مليار دولار . هذا الخلل لا يمكن معالجته فقط من خلال إصلاحات فنية أو تنظيمية محلية، بل يحتاج إلى تفكير إستراتيجي مختلف، يدرك أن السيولة لا تأتي فقط من عدد الأسهم المدرجة أو من زيادة المستثمرين المحليين، بل ربما من خلال دمج السوق السعودية في منظومة التداول العالمية! السؤال الواجب طرحه: لما الأسهم العالمية ذات الشعبية العالية، مثل آبل وتسلا وجوجل وفايزر وفيليبس وسوني وتويوتا وغيرها، لا يتم تداولها في "تداول السعودية"؟ ألا يمكن أن يكون ذلك نقطة تحول كبيرة تجذب السيولة وترفع من نشاط التداول وتؤكد على مكانة السوق المالية السعودية في الأوساط العالمية لتصبح مركزاً عالمياً لصناعة التداول بجميع أشكاله؟ من الواضح أن طموحات الدولة ونظرتها إلى السوق المالية عالية جداً، فهناك دعم كبير من أعلى المستويات، حيث يعد تطوير السوق المالية أحد الركائز الأساسية لرؤية السعودية 2030 وجزءاً محورياً من برنامج تطوير القطاع المالي، الذي يهدف إلى رفع عمق السوق وزيادة جاذبيتها، وتعزيز مكانة المملكة كمركز مالي إقليمي ودولي، حيث شملت المبادرات الحكومية دعم الإدراج وتحسين البنية التحتية للسوق وتمكين التقنيات المالية وتوسيع قاعدة المستثمرين، وغيرها الكثير. إلا أن التركيز ظل منصباً على الجانب المحلي، دون تفعيل حقيقي للعامل الدولي، سواء من حيث الشركات الأجنبية المدرجة، أو المستثمرين العالميين النشطين، هذا على الرغم من الجهود الحثيثة التي تقوم بها تداول والهيئة في هذا الجانب. ما ينقص السوق اليوم هو خطوة إستراتيجية جريئة تتجاوز الإصلاحات الإجرائية، وتتمثل في استقطاب شركات عالمية مرموقة للإدراج والتداول داخل السوق السعودية، حيث إن مثل هذه الخطوة لا ترفع السيولة فحسب، بل تعيد تعريف السوق نفسها في أعين المستثمرين المحليين والدوليين، وتخلق حالة من الزخم تتجاوز السهم المدرج لتنعكس إيجاباً على أداء السوق ككل، وعلى تقييمات الشركات السعودية نفسها . فقد اتخذت "تداول" وهيئة السوق المالية خطوات عديدة نحو الانفتاح، وأطلقت أخيرا أداة جيدة تمثلت في إيصالات الإيداع السعودية (إس دي آر)، التي تتيح للمستثمر المحلي شراء أسهم دولية مدرجة في الخارج مباشرة بالريال السعودي من خلال منصات التداول المحلية دون الحاجة إلى فتح حساب تداول خارجي، إلا أن المطلوب ليس مساعدة المستثمر المحلي في الوصول إلى الأسواق العالمية، بل المطلوب جذب المستثمر الأجنبي إلى السوق المحلية، لتداول أسهم دولية ومحلية، من خلال الإدراج المزدوج أو الثانوي في السوق السعودية، وذلك ليس مجرد خطوة رمزية بل إن له تأثير مباشر ومؤكد في حجم التداول واهتمام المستثمرين وتغطية المحللين، بل وعلى تقييم الأسهم المحلية نفسها . من المهم الإشارة إلى أن الإطار القانوني والتنظيمي لمثل هذه العمليات موجود بالفعل، فبحسب المادة (10) من لائحة الإدراج في "تداول"، يحق للشركات الأجنبية المدرجة في سوق منظمة أخرى أن تتقدم بطلب إدراج أسهمها في السوق الرئيسية السعودية، بشرط أن تكون المعايير المطبقة في سوقها الأم مماثلة على الأقل لمعايير الهيئة و"تداول". وتشترط القواعد أن تفي الشركة بمتطلبات السيولة وتعيّن مستشاراً مالياً محلياً معتمداً، كما تخضع بعد الإدراج لجميع الالتزامات المستمرة كأي شركة سعودية مدرجة . ومع أن الحوافز المصممة حالياً موجهة للشركات السعودية، حيث تقدم المملكة واحدة من أوسع حزم الحوافز للشركات المدرجة تشمل تسهيلات تمويلية من صناديق حكومية وأولوية في العقود الحكومية ودعماً من جهات مثل "مدن" و"الزكاة والضريبة"، وتخصيص ضباط اتصال لحل المعوقات التي تواجه الشركات المدرجة في تعاملها مع الجهات الحكومية، وغير ذلك، إلا أنه من الممكن إتاحة هذه الحوافز كذلك للشركات العالمية، علماً أن هناك برامج حكومية ضخمة لتشجيع الشركات الدولية لنقل مقراتها إلى المملكة وتوسيع أعمالها في المنطقة. فلو تم إدراج تسلا أو إنفيديا في "تداول"، ولو بنسبة بسيطة، فإن الأثر سيكون فورياً، ليس فقط على تداول السهم نفسه، بل على السوق بأكملها، إذ سيتبع ذلك تدفق أكبر من قبل الصناديق العالمية، وازدياد في التغطية التحليلية، وتفاعل أوسع من المستثمرين المحليين الذين سيجدون في السوق فرصاً أوسع وخيارات أكثر، أي ستنتقل عدوى الأسهم العالمية، فتتسرب السيولة والاهتمام إلى الأسهم المحلية. لقد أثبتت السوق المالية السعودية قدرتها على تنظيم اكتتابات ضخمة مثل إدراج شركة أرامكو، ولديها بنية تحتية قوية ونظم رقمية حديثة، وإدارة محلية ودولية محترفة ومتمكنة، إلى جانب الإرادة السياسية الواضحة لدعم القطاع المالي، فما نحتاجه اليوم هو خطوة جريئة، تستقطب من خلالها أسماء عالمية كبيرة إلى التداول في السعودية، فالأدوات جاهزة واللوائح موجودة والدعم الحكومي حاضر والأهداف واضحة. مختص بالأسواق المالية والاقتصاد

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store