logo
د. ابراهيم بني حمدان : تطبيق (Floreo VR) الابتكار التكنولوجي في تأهيل ذوي الإعاقة

د. ابراهيم بني حمدان : تطبيق (Floreo VR) الابتكار التكنولوجي في تأهيل ذوي الإعاقة

أخبارنا٠١-٠٧-٢٠٢٥
أخبارنا :
قد أولت التربية الخاصة اهتماما ًبالغاً بالخدمات التعليمية والتربوية المقدمة للفئات بشكل عام على اختلاف مستويات شدتها حيث سعت ولازالت بشكل مستمر على التطور والأرتقاء في جودة الخدمات التعليمية وطرق التدريس المختلفة والمتنوعة اضافةً إلى ابتكار الوسائل التعليمية الحديثة بما يتناسب مع كل حاله من هذه الفئات بشكل خاص مراعيةً الاحتياجات ونقاط القوة ونقاط الضعف للحالة،ولكن مع الأسهام التكنولوجي الواضح والمستمر والمتقدم خاصةً في مجال الذكاء الاصطناعي AI الذي احتل مكانةً علمية مع الدخول في شتّى المجالات العلمية والمعرفية ظهر ما يُعرف بتطبيق (Floreo VR) الذي يُعد من أكثر الأنظمة العلمية حداثةً وأكثرها ابتكاراً لدعم فئات التربية الخاصة بطرق مختلفة واكثرها تفاعلية وأماناً،ان تطبيق Floreo VR يُعتبر من أنظمة الواقع الافتراضي VR حيث يستهدف مجموعة متنوعة من الفئات مثل اضطراب طيف التوحد ASD واضطراب التعلم المحدد المعروف بصعوبات التعلم واضطرابات التواصل وذلك عن طريق لبس نظارة الواقع الافتراضي التي بدورها تعمل على توجيه الطفل عبر الجلسات التفاعلية مما يعزز التواصل الاجتماعي والمهارات الاجتماعية عند الطفل كفّهم الإشارات الاجتماعية وإيماءات الوجه والتواصل البصري مع التحكم بشكل أكبر في الذات وإدارة المشاعر اضافةً إلى تفسير لغة الجسد ومعرفة تعابير الوجه مما يعود بالفائدة على الطفل المعاق وعلى مساعدة الاخصائيين في تحقيق الأهداف السلوكية المطلوبة في اقل وقت وجهد ممكن وأعلى فائدة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الذكاء الاصطناعي يدخل عالم السيارات بقوة… مستقبل القيادة يبدأ الآن
الذكاء الاصطناعي يدخل عالم السيارات بقوة… مستقبل القيادة يبدأ الآن

الدستور

timeمنذ 3 ساعات

  • الدستور

الذكاء الاصطناعي يدخل عالم السيارات بقوة… مستقبل القيادة يبدأ الآن

وكالات في خطوة ثورية تعيد رسم ملامح صناعة السيارات، يشهد العالم تسارعاً غير مسبوق في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) في المركبات الحديثة، مما يفتح الباب أمام جيل جديد من السيارات الذكية التي تجمع بين الأمان، الراحة، والقيادة الذاتية. وتسعى كبرى شركات صناعة السيارات مثل" تسلا، مرسيدس، تويوتا، وهيونداي" إلى تطوير أنظمة قيادة تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتعامل مع الظروف المرورية المعقدة، والتعرف على المشاة، وتقدير المسافات، بل وحتى التفاعل مع السائق وفهم حالته النفسية. ويشير تقرير صادر عن شركة McKinsey للاستشارات إلى أن اعتماد الذكاء الاصطناعي في قطاع السيارات سيساهم في تقليل الحوادث المرورية بنسبة تصل إلى 90% خلال العقود القادمة، إلى جانب توفير استهلاك الوقود وتحسين أداء المركبات من خلال التعلم المستمر لأنماط القيادة. من جانب آخر، يشكل الذكاء الاصطناعي أساساً لتطوير السيارات ذاتية القيادة، حيث يتم تدريب الخوارزميات على تحليل كميات ضخمة من البيانات الحية من أجهزة الاستشعار والكاميرات والرادارات لضمان اتخاذ قرارات لحظية دقيقة. كما بدأت شركات مثل Google (عبر Waymo) وNvidia وApple في استثمار مليارات الدولارات لتطوير حلول متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في أنظمة الملاحة، إدارة المحرك، والتفاعل الصوتي داخل المركبة. ويرى خبراء أن هذا الدمج الذكي لا يعزز فقط تجربة القيادة، بل يمثل نقلة نوعية نحو أنظمة نقل أكثر ذكاءً واستدامة، مع توقعات بأن تصبح السيارات المزودة بالذكاء الاصطناعي هي المعيار الجديد في الأسواق العالمية خلال العقد القادم. "McKinsey & Company" "Forbes Tech"

التقنيات المدمجة في غسالات إل جي تدعم نمو أنظمة المنزل الذكي في أسواق الخليج
التقنيات المدمجة في غسالات إل جي تدعم نمو أنظمة المنزل الذكي في أسواق الخليج

البوابة

timeمنذ 2 أيام

  • البوابة

التقنيات المدمجة في غسالات إل جي تدعم نمو أنظمة المنزل الذكي في أسواق الخليج

تُعيد شركة إل جي إلكترونيكس (إل جي)، مع تزايد أهمية الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، تعريف دور الذكاء الاصطناعي في الأجهزة المنزلية من خلال تقنيتها المتطورة AI Core. وتُدمج هذه التقنية المبتكرة الآن في أحدث مجموعاتها من الغسالات، لتعكس رؤية إل جي "الذكاء العاطفي"، التي تركز على الذكاء الاصطناعي المُتعاطف والواعي المُصمم لتقديم تجربة عملاء استثنائية. ومن خلال الجمع بين الأداء الذكي وكفاءة الطاقة والاتصال السلس، تُسهم غسالات "إل جي" المُدعّمة بالذكاء الاصطناعي في دفع عجلة تطوير أنظمة المنازل الذكية في منطقة الخليج، مُلبّيةً احتياجات الأسر العصرية المُتصلة بالإنترنت. وتُعزز هذه التقنية الرائدة مكانة "إل جي" كشركة رائدة في تقديم حلول الأجهزة المنزلية المُبتكرة التي تُدرك وتتكيّف مع متطلبات نمط الحياة الفريدة لدى العملاء في الخليج. تعتمد تقنية AI Core من "إل جي" على التكيف بذكاء مع احتياجات الغسيل لدى المستخدمين من خلال مجموعة من المزايا المتقدمة. ويرتكز هذا النظام على تقنية الدفع المباشر بالذكاء الاصطناعي (AI DD)، التي تستخدم التعلم العميق لتحليل أنواع الأقمشة وأحجام الحمولة وتعديل حركات الغسيل لضمان التنظيف المثالي وتقليل الاهتراء والتلف. ويكمل هذه التقنية مستشعر الأقمشة المدعم بالذكاء الاصطناعي، الذي يرصد ملمس القماش ووزنه لضبط مستويات المياه وكمية مواد التنظيف وسرعة الدوران، مما يضمن تنظيفاً دقيقاً ويطيل عمر الملابس. وللمزيد من الراحة، تُحلل دورة غسيل AI Optimal Wash Cycle مستويات الاتساخ وحالة الأقمشة لاختيار دورة الغسيل الأنسب تلقائياً، مما يوفر تنظيفاً شاملاً مع حماية معززة للملابس ذات الأقمشة الناعمة. إضافةً إلى ذلك، تعمل تقنية AI Wrinkle Care على تقليل الانكماش أثناء عملية الغسيل، مما يقلل الحاجة إلى الكيّ ويحافظ على مظهر الملابس نظيفاً فور إخراجها من الغسالة. وتُحوّل هذه المزايا معاً الغسيل الروتيني إلى تجربة سهلة وذكية مُصممة خصيصاً لتلبية احتياجات العناية المتنوعة بالأقمشة في منازل الخليج. تُبسّط هذه القدرات الذكية مهام الغسيل وتقدّم الرعاية المخصصة، مما يوفر للعملاء في منطقة الخليج طريقة أكثر ذكاءً وعنايةً لإدارة أعمالهم المنزلية. وتماشياً مع التزام "إل جي" بالمسؤولية البيئية، تتضمن غسالاتها المزوّدة بتقنية الذكاء الاصطناعي مزايا تُحسّن استهلاك الطاقة دون التأثير على الأداء. وتستخدم تقنية العاكس الذكي AI Inverter Technology محركاً موفراً للطاقة يُعدّل نسبة استهلاك الطاقة بناءً على حجم الحمولة ومتطلبات دورة الغسيل، مما يضمن انخفاض استهلاك الكهرباء دون التأثير على أداء التنظيف. وفي الوقت نفسه، يُحلل موفر الطاقة الذكي AI Energy Saver البيانات بشكل مباشر لتحسين استهلاك الطاقة أثناء كل غسلة، مما يُساعد المستخدمين على خفض فواتيرهم. ولإكمال هذه الابتكارات الموفرة للطاقة، تحسب تقنية تحسين استهلاك المياه AI Water Optimization كمية المياه الدقيقة اللازمة لكل غسلة، مما يقلل الهدر ويحقق نتائج تنظيف ممتازة. وتعكس هذه المزايا مجتمعةً التزام "إل جي" بمعيشة صديقة للبيئة، مما يجعل غسالاتها خياراً مثالياً للأسر المهتمة بالبيئة. وتتماشى هذه الابتكارات التي تركز على الاستدامة مع التركيز المتزايد في منطقة الخليج على الممارسات الصديقة للبيئة، مما يجعل غسالات "إل جي" خياراً مثالياً للأسر التي تهتم بالبيئة. تتكامل تقنية AI Core من "إل جي" بسلاسة مع منصة LG ThinQ، مما يحول الغسالات إلى مكونات أساسية للمنزل الذكي المتصل. ويستطيع المستخدمون من خلال تطبيق ThinQ التحكم بدورات الغسيل ومراقبتها عن بُعد وتلقي توصيات مخصصة عبر مساعد الغسيل بالذكاء الاصطناعي والبقاء على اطلاع دائم باحتياجات الصيانة من خلال التنبيهات الاستباقية. إضافةً إلى ذلك، تتواصل الأجهزة المزوّدة بـ ThinQ بسلاسة، مما يسمح للغسالات بالتفاعل مع أجهزة متنوعة مثل المجففات وأجهزة تنقية الهواء. ويتكيف هذا النظام البيئي المترابط مع أنماط الحياة العصرية، موفراً تجربة منزلية ذكية متناغمة وبسيطة وفعالة. ويعكس هذا التوسع في إنتاج الغسالات المدعمة بتقنيات الذكاء الاصطناعي في الخليج رؤية "إل جي" الأوسع لعام 2025، والمتمثلة في تحويل الأجهزة المنزلية اليومية إلى رفيق ذكي يفهم احتياجات المستخدم ويتوقعها. وتُطلق الشركة في الأسواق العالمية عصراً جديداً من أتمتة المنازل، حيث لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على تحسين الأداء فحسب، بل يُنشئ روابط عاطفية مع المستخدمين من خلال التقنيات المدروسة وسريعة الاستجابة. نشهد اليوم تسارع في تبني المنازل الذكية في منطقة الخليج، وغسالات "إل جي" المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي مهيأة لقيادة هذا التحول، حيث تمثل هذه الأجهزة التقدم التقني وتُجسّد أيضاً تحولاً جذرياً نحو منازل تتكيف مع أنماط حياة سكانها وتفضيلاتهم وقيمهم. وبفضل خبرتها الواسعة في تطوير أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وفهمها العميق لآراء العملاء في المنطقة، رسّخت "إل جي" مكانتها كشريك مثالي للأسر الخليجية التي تبحث عن تجارب منزلية ذكية ومتميزة. وتضمن فلسفة الشركة "الذكاء العاطفي" أن يخدم كل ابتكار غرضاً ذا معنى، ألا وهو تحسين الحياة اليومية وتعزيز التواصل الحقيقي بين التكنولوجيا والمستخدمين. تُبرهن غسالات "إل جي" المُزودة بالذكاء الاصطناعي على قدرة الأجهزة الذكية في تقديم أداء فائق وحلول معيشة مستدامة، من العناية بالأقمشة التي تُطيل عمر الملابس إلى تحسين كفاءة الطاقة بما يُقلل من الأثر البيئي. ويُرسخ هذا النهج الشامل مكانة "إل جي" كمزود للتقنيات المبتكرة، ومحفز لإدارة منزلية أكثر ذكاءً ووعياً في منطقة الخليج. للمزيد من المعلومات حول تقنية AI Core من "إل جي" ومجموعة غسالاتها المتطورة، يرجى زيارة صفحة غسالات إل جي في الإمارات العربية المتحدة.

كيف يقود الذكاء الاصطناعي التحوّل الاقتصادي في الأردن؟
كيف يقود الذكاء الاصطناعي التحوّل الاقتصادي في الأردن؟

الدستور

timeمنذ 6 أيام

  • الدستور

كيف يقود الذكاء الاصطناعي التحوّل الاقتصادي في الأردن؟

في عالمٍ تتسارع فيه خطى التكنولوجيا وتتغير فيه موازين القوى الاقتصادية باستمرار، يُعد الذكاء الاصطناعي (AI) من أبرز الأدوات القادرة على إحداث تحولات جذرية في الاقتصاديات الوطنية.وللأردن، هذا البلد الغني بالموارد البشرية والطاقات الشبابية، فرصةٌ ذهبية لاستثمار الذكاء الاصطناعي كرافعة للتحديث الاقتصادي والنمو المستدام.وأخاطب هنا الاقتصاديين والخبراء في السياسات العامة بشكل خاص: هذا المقال لا يُقدم طرحًا تقليديًا، بل يرسم منحًى جديدًا في التفكير الاقتصادي يتجاوز الأدوات الكلاسيكية، ويدمج التكنولوجيا – وتحديدًا الذكاء الاصطناعي – كعنصر بنيوي في إعادة تشكيل المشهد الاقتصادي.للأسف، لا يزال كثير من الاقتصاديين يُقللون من أهمية هذا التحول أو لا يستوعبونه بالكامل، إما بسبب الفجوة التقنية، أو لأنهم لم يتعاملوا مع الذكاء الاصطناعي كمُتغير اقتصادي حقيقي.لكن الواقع يفرض نفسه. والتاريخ يُكتب الآن بأدوات جديدة. لذا فإن فهم هذا الطرح ليس ترفًا فكريًا، بل ضرورة مهنية ووطنية لكل من يعمل في التخطيط الاقتصادي، أو إدارة الموارد، أو صناعة القرار العام. إن اقتصاد المستقبل لن يُبنى بالأرقام فقط، بل بالخوارزميات أيضًا. التحديات الاقتصادية في الأردن.. واقع دقيق وفرص كامنة من وجهة نظري الشخصية وتحليلي المتواضع (من فهمي المحدود لأني لست خبيرا اقتصاديا فذا، بل خبير ذكاء اصطناعي وتحول رقمي وإدارة البرامج والمشاريع الاستراتيجية)، يواجه الاقتصاد الأردني اليوم جملة من التحديات المعقدة والمتراكبة، نتيجة عوامل داخلية وخارجية تفاعلت عبر العقود الماضية.فعلى الرغم من الاستقرار السياسي، والموارد البشرية المؤهلة، والبنية التحتية المقبولة، إلا أن الأردن يعاني من ضغوط مالية وهيكلية متزايدة، تعيق قدرته على تحقيق نمو شامل ومستدام. وتأتي المعضلات الاقتصادية الأساسية في أربع دوائر متداخلة:** ارتفاع معدلات البطالة، لا سيما بين الشباب، والتي تجاوزت في بعض الفترات حاجز 20%، ما يعكس فجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل.** العبء الكبير على المالية العامة، نتيجة اعتماد طويل الأمد على المنح والمساعدات الخارجية، وارتفاع فاتورة الدين العام والخدمة الحكومية.** الموارد الطبيعية المحدودة، وخصوصًا في مجال الطاقة والمياه، وهو ما يرفع كلفة الإنتاج ويضعف القدرة التنافسية للقطاعات الحيوية.** عوامل أخرى عديدة متشابكة لا يمكن إغفال تأثيرها مثل: الظروف الجيوسياسية الإقليمية، وملف اللجوء السوري، وضغوط التضخم العالمي، وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، التي عمّقت من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية على الدولة والمواطن معًا.ورغم هذه الصورة الصعبة، فإن التحديات تفتح في المقابل نوافذ فرص واعدة، إذا ما تم استغلالها بذكاء، وعلى رأسها التحول الرقمي، واقتصاد المعرفة، وتوظيف أدوات مثل الذكاء الاصطناعي وحواسيب الكم لرفع كفاءة الأداء الاقتصادي وتعزيز الإنتاجية والعدالة في التوزيع. الذكاء الاصطناعي: من أداة تقنية إلى رافعة استراتيجية للاقتصاد الوطني لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية محصورة في البرمجة أو تحليل البيانات، بل تحوّل إلى بنية تحتية معرفية واستراتيجية متعددة الاستخدامات، قادرة على إحداث تحول جذري في مختلف القطاعات: من الصناعة والطاقة والزراعة، إلى التعليم والصحة، مرورًا بالحوكمة الذكية وصياغة السياسات العامة.تكمن قوته في قدرته الاستثنائية على معالجة كميات ضخمة من البيانات المعقدة، والتعلّم المستمر منها، واتخاذ قرارات دقيقة وسريعة تفوق القدرات البشرية التقليدية، مما يفتح آفاقًا جديدة للابتكار والكفاءة في بيئات العمل.وفي السياق الأردني، الذي يواجه تحديات اقتصادية مزمنة، يُمثّل الذكاء الاصطناعي خيارًا استراتيجيًا لا ترفًا تقنيًا. إنه أداة إصلاح اقتصادي شاملة يمكن من خلالها:** تعظيم كفاءة القطاعين العام والخاص عبر الأتمتة والتحليل الذكي.** تحفيز الابتكار وريادة الأعمال في مجالات ذات قيمة مضافة عالية.** دعم صُنّاع القرار من خلال نماذج تنبؤية وسياسات قائمة على الأدلة.** بناء اقتصاد قائم على المعرفة والبيانات، بديلاً عن الاعتماد على الموارد التقليدية.إن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي اليوم، ليس فقط مواكبة للعصر، بل خطوة استراتيجية نحو اقتصاد أكثر مرونة، شمولية، وسيادة رقمية. كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغيّر الاقتصاد الأردني؟ الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية قادرة على إحداث تحولات جذرية في بنية الاقتصاد الأردني إذا ما استُخدم بالشكل الصحيح.وفي ما يلي هو مجموعة من الأمثلة الواقعية والعملية التي توضّح كيف يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تُحدث فرقًا ملموسًا في قطاعات مختلفة. وهي ليست قائمة شاملة، بل بداية لنقاش أوسع حول الإمكانيات التي يمكن أن تتوسع كلما زاد الوعي والاستثمار والابتكار في هذا المجال.1. تحسين كفاءة المؤسسات الحكومية: من البيروقراطية إلى الحوكمة الذكية:في ظل الضغوط المتزايدة على الموارد العامة، أصبح من الضروري الانتقال من إدارة تقليدية تعتمد على الاجتهاد البشري إلى منظومة ذكية تستند إلى البيانات والتحليل الفوري. وهنا، يبرز الذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية لإعادة هندسة العمل الحكومي في الأردن.من خلال أتمتة الإجراءات الروتينية، مثل الموافقات، والفوترة، والردود الآلية، يمكن تقليل التكاليف التشغيلية وتسريع تقديم الخدمات العامة بشكل ملحوظ. كما تتيح خوارزميات التعلم الآلي تحليل السلوك المالي والإنفاق الحكومي للكشف المبكر عن أنماط الفساد أو الهدر، بفعالية تفوق أدوات التدقيق التقليدية.علاوة على ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحدث تحولًا نوعيًا في إدارة الموارد البشرية الحكومية، من خلال التنبؤ باحتياجات الوزارات والمؤسسات، واقتراح خطط توظيف وتدريب تستند إلى تحليل البيانات الواقعية وليس التقديرات الورقية.أما في ملف الدعم الحكومي، فيمكن إعادة تصميم النظام ليصبح «ذكيًا وتنبؤيًا»، يوجه الدعم تلقائيًا إلى الفئات الأكثر احتياجًا بناءً على معايير متعددة، مثل الدخل الفعلي، ونمط الاستهلاك، والظروف الاقتصادية للأسر، بدلاً من الاعتماد على النماذج الثابتة أو الورقية الحالية.إن الذكاء الاصطناعي لا يحل محل الموظف الحكومي، بل يمكنه تحريره من الأعمال الروتينية ليتفرغ إلى اتخاذ قرارات أكثر استراتيجية. بهذا، ننتقل من مؤسسات مثقلة بالبيروقراطية، إلى مؤسسات رشيقة، شفافة، وقائمة على الحوكمة الذكية.2. تحفيز القطاع الصناعي: نحو تصنيع ذكي وتنافسي .يمثل القطاع الصناعي ركيزة أساسية لأي نمو اقتصادي مستدام، لكن الصناعة الأردنية ما زالت تعاني من ضعف الإنتاجية، وارتفاع التكاليف، وتقلبات في سلاسل التوريد. وهنا يُعد الذكاء الاصطناعي فرصة استراتيجية لإحداث نقلة نوعية في الأداء الصناعي والتحول إلى نموذج التصنيع الذكي.يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعيد تعريف خطوط الإنتاج عبر تقنيات الصيانة التنبؤية (Predictive Maintenance)، التي تُقلل من الأعطال غير المتوقعة وتُطيل عمر المعدات، مما يخفض التكاليف التشغيلية ويزيد من كفاءة الإنتاج.كما تُتيح خوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل سلاسل التوريد بشكل ديناميكي، لرصد نقاط الضعف وتوقع الاختناقات اللوجستية، مما يساهم في تحسين تدفق المواد الخام، وتقليل زمن التسليم، وخفض الفاقد والهدر.وعلى مستوى تطوير المنتجات، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم منتجات ذكية ومخصصة بناءً على تحليل سلوك المستهلكين والأسواق المستهدفة، ما يمنح الأردن ميزة تنافسية في الأسواق الإقليمية والدولية، خصوصًا في الصناعات الغذائية، الدوائية، والالكترونيات.هذا التحول نحو «الصناعة الذكية» لن يرفع فقط من جودة وكفاءة المنتجات الأردنية، بل سيُعزز من جاذبية الأردن للاستثمار الأجنبي المباشر، ويزيد من قدرته على التصدير في بيئة عالمية باتت تُقيّم الصناعات على أساس الابتكار الرقمي والتشغيل الذكي.إن دمج الذكاء الاصطناعي في الصناعة ليس رفاهية تقنية، بل ضرورة وطنية لتأمين مستقبل صناعي قادر على المنافسة والإنتاج والاستدامة في آنٍ واحد.3. تحفيز ريادة الأعمال والابتكار: الذكاء الاصطناعي كوقود للمشاريع الأردنية المستقبليةيمتلك الأردن قاعدة صلبة لريادة الأعمال، تتمثل في شبابه الطموح، وبيئة حاضنة ناشئة، وموقع استراتيجي يربط بين أسواق متعددة. ومع دخول الذكاء الاصطناعي إلى المشهد الاقتصادي، بات من الممكن توليد موجة جديدة من المشاريع الابتكارية عالية التأثير والقيمة.يمكن لرواد الأعمال الأردنيين اليوم تطوير حلول ذكية تعالج مشكلات حقيقية بطرق غير تقليدية، في مجالات واعدة مثل: التعليم الإلكتروني التكيفي القائم على تحليل أداء المتعلم واحتياجاته، الرعاية الصحية عن بُعد باستخدام نماذج الذكاء لتشخيص الحالات ومتابعة المرضى، الخدمات المالية الذكية (FinTech) مثل إدارة الأصول، والتمويل الصغير التنبؤي، وتقييم المخاطر، الزراعة الدقيقة من خلال تحليل بيانات التربة والمناخ، وترشيد استخدام المياه والأسمدة.ولكي يتحول الذكاء الاصطناعي إلى محرك فعلي لريادة الأعمال، لا بد من تعزيز دور حاضنات ومسرّعات الأعمال، وتحديدًا تلك التي تضم خبراء في الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، لتقديم الإرشاد الفني والاستراتيجي للمشاريع الناشئة. كما يجب تمكين هذه الحاضنات من الوصول إلى التمويل الأولي، والشراكات الإقليمية، والأسواق المستهدفة.إن ريادة الأعمال المدفوعة بالذكاء الاصطناعي لا تخلق فقط فرص عمل جديدة ونوعية، بل تُحوّل الأردن إلى مُصدر للحلول التكنولوجية، وقاعدة للإبداع الرقمي في المنطقة.بكلمات أخرى: إذا كانت التكنولوجيا هي لغة العصر، فإن ريادة الأعمال هي وسيلة التعبير عنها والذكاء الاصطناعي هو حبر الأفكار الجديدة التي يمكن أن تُغيّر مستقبل الأردن.4. تعزيز الأمن الغذائي والزراعة الذكية .في بلد يعاني من شح الموارد المائية وارتفاع كلفة الإنتاج الزراعي، تمثل الزراعة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي فرصة استراتيجية لإعادة بناء منظومة الأمن الغذائي في الأردن على أسس أكثر كفاءة واستدامة.يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تُحدث تحولًا جذريًا في القطاع الزراعي من خلال: التنبؤ الدقيق بالطقس والمناخ الموسمي، مما يُمكّن المزارعين من التخطيط المحصولي الأمثل وتجنب الخسائر.كذالك رصد نمو المحاصيل وجودتها عبر الأقمار الصناعية والطائرات المسيّرة، لتوفير مراقبة آنية وتحليل تلقائي لحالة التربة والنبات. وكذالك توجيه الري الذكي وتحسين إدارة المياه بناءً على احتياجات كل منطقة أو محصول، مما يؤدي إلى تقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 30–50%.علاوة على ذلك، تسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في خفض التكاليف التشغيلية، وتقليل الهدر في الأسمدة والمبيدات، ورفع إنتاجية وحدة الأرض، مما يُعيد التوازن بين العرض والطلب المحلي ويُقلل الاعتماد على الاستيراد.إن دمج الذكاء الاصطناعي في الزراعة لا يُعد رفاهية رقمية، بل ضرورة وطنية لضمان استدامة الغذاء، وتثبيت المجتمعات الريفية، وتحفيز صادرات المنتجات الزراعية ذات الجودة العالية.في ظل التغير المناخي وارتفاع أسعار الغذاء عالميًا، فإن الاستثمار في «الزراعة الذكية» لم يعد خيارًا... بل جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي الاقتصادي.5. تطوير سوق العمل: من تهديد الوظائف إلى توليد فرص ذكية ومستدامة .يُثار كثير من الجدل حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف، وغالبًا ما يُنظر إليه كخطر يهدد فرص العمل التقليدية. لكن في السياق الأردني، حيث البطالة خصوصًا بين الشباب تمثل أحد أبرز التحديات، فإن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون عامل تمكين لا إقصاء، إذا ما أُحسن توجيهه.أولًا: يفتح الذكاء الاصطناعي الباب لخلق أنماط جديدة من الوظائف في مجالات عالية الطلب مثل: تحليل البيانات الضخمة (Big Data Analytics)، تطوير الخوارزميات والنماذج الذكية، إدارة البنية التحتية للأنظمة المؤتمتة والروبوتية ، وصيانة وتطوير المنصات الرقمية والأنظمة الذكية في القطاعين العام والخاصثانيًا: يمكن أن يساهم في إعادة تأهيل القوى العاملة الأردنية، من خلال برامج تدريب رقمية مرنة تركز على المهارات المستقبلية مثل: البرمجة، الحوسبة الكومية، الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، بما يعزز من جاهزية الشباب لدخول الاقتصاد الرقمي بثقة وكفاءة.ثالثًا: تتيح منصات التوظيف الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي أدوات أكثر فاعلية لربط الباحثين عن عمل بالفرص المناسبة بناءً على تحليل شامل لمهاراتهم، وسلوكهم المهني، ومتطلبات السوق. هذا يقلل من فجوة المهارات، ويزيد من سرعة التوظيف ودقته.إن الذكاء الاصطناعي لا يُلغي الوظائف، بل يُعيد تعريفها. ومن خلال التخطيط الذكي، يمكن للأردن أن يُحوّل هذا التحول التكنولوجي من تهديد محتمل إلى فرصة لبناء سوق عمل مرن، تنافسي، وشامل يُعزز العدالة الاقتصادية ويُحفز الإنتاجية الوطنية.6. تعزيز السياحة الذكية: من التجربة التقليدية إلى السياحة التفاعلية المخصصة .يُعد قطاع السياحة من الأعمدة الحيوية للاقتصاد الأردني، بفضل ما يملكه من كنوز تاريخية فريدة مثل البتراء، جرش، البحر الميت، ومواقع دينية تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. ومع ذلك، فإن أدوات التسويق التقليدية وخدمات الزوار النمطية لم تعد تواكب تطلعات السائح الرقمي العصري، الذي يبحث عن تجربة مخصصة، تفاعلية، وسلسة.وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي ليلعب دورًا محوريًا في إعادة تصميم تجربة السائح عبر: تخصيص المحتوى السياحي والتوصيات بناءً على تفضيلات الزائر وسلوكه، مما يزيد من رضاه ومدة إقامته. كذلك توفير مساعدين افتراضيين Chatbots أو تطبيقات ناطقة بلغات متعددة لإرشاد السائح في الوقت الحقيقي، وتقديم معلومات تاريخية وخدمية دقيقة، إلى جانب تحليل بيانات الزوار محليًا وعالميًا لتحديد الاتجاهات السياحية، وتصميم باقات وعروض ذكية تناسب كل فئة مستهدفة.كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُسهم في إدارة تدفق الزوار بشكل ذكي، لمنع الازدحام في المواقع الحساسة، وتحسين توزيع السياح على مختلف الوجهات في المملكة، مما يعزز العدالة الجغرافية في الاستفادة من العائد السياحي.باختصار، الاستثمار في «السياحة الذكية» لا يعني فقط تطوير التطبيقات والأنظمة، بل بناء تجربة متكاملة تجعل من زيارة الأردن أكثر تفاعلية، وأكثر تكرارًا، وأكثر تأثيرًا اقتصاديًا.7. مكافحة التهرّب الضريبي وتعظيم الإيرادات .يُعدّ التهرّب الضريبي أحد أكبر التحديات التي تُثقل كاهل المالية العامّة في الأردن، مُخلِّفًا فجوة دائمة بين الإيرادات والنفقات. ومع تشعُّب الأنشطة الاقتصادية وتعقيدها، لم تَعُد الآليات التقليدية للتدقيق والمراجعة قادرة على رصد التجاوزات الخفيّة أو المُركَّبة بالسرعة والدقّة المطلوبتين.هنا يتقدّم الذكاء الاصطناعي ليكون أداةً حاسمة فيما يلي:** تحليل البيانات الضخمة التي تَرِد من الإقرارات الضريبية، والفواتير الإلكترونيّة، وأنظمة المدفوعات؛ لرسم أنماط سلوكيّة دقيقة تُظهر أي شذوذ أو تضارب يُنبئ بمحاولات تهرّب.** توليد مؤشّرات خطورة (Risk Scores) لكل منشأة أو فرد، استنادًا إلى سلوكهم المالي والتجاري، بما يسمح بتوجيه جهود التدقيق إلى الحالات عالية الاحتمال بدل الاعتماد على الاختيار العشوائي.** أتمتة عمليات المطابقة والتدقيق بين البيانات الواردة من الجهات المختلفة (الجمارك، البنوك، السجلات التجارية)، مما يرفع الكفاءة ويُقلِّل الهدر البشري والزمني.** التنبؤ بالفجوات الضريبية مستقبلًا عبر نماذج تعلّم آلي تساعد صانع القرار على تعديل السياسات أو حملات التوعية قبل اتساع الخلل.اعتماد هذه المنظومة الذكية لا يُسهم فقط في زيادة الحصيلة الضريبية بعدالة وشفافية، بل يُعزّز أيضًا ثقة المواطنين بالمنظومة المالية ويحجّم مساحات الفساد الإداري، مُحوِّلًا الإدارة الضريبية من دورها التقليدي التفاعلي إلى دورٍ استباقيّ رقميّ يضمن استدامة الإيرادات العامة.8. إدارة أذكى للطاقة والمياه من أجل استدامة الموارد الحيوية.في بلد يعاني من شُحّ المياه وارتفاع فاتورة الطاقة، لم تعُد إدارة الموارد الطبيعية في الأردن مجرد خيارٍ تنموي، بل أصبحت قضية أمن وطني واقتصادي واستراتيجي. ومع التغير المناخي وزيادة الطلب، فإن الحاجة إلى حلول ذكية ومستدامة باتت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.وهنا يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحدث فارقًا كبيرًا من خلال:** التنبؤ الدقيق بالاستهلاك اليومي والموسمي للطاقة والمياه في المدن والقطاعات المختلفة، مما يساعد في وضع خطط توزيع أكثر فاعلية وكفاءة.** تحسين تشغيل البنية التحتية عبر شبكات طاقة ومياه ذكية (Smart Grids & Smart Water Systems)، تتفاعل تلقائيًا مع البيانات الواردة وتُقلل الفاقد والاختناقات.** اكتشاف التسربات والهدر في الشبكات بشكل فوري باستخدام مستشعرات وخوارزميات تعلُّم آلي، مما يُوفّر ملايين الأمتار المكعبة من المياه، ومئات آلاف الدنانير في الطاقة المهدورة.** دعم اتخاذ القرار في التخطيط الحضري من خلال محاكاة الطلب المتوقع على الموارد، وربطه بالنمو السكاني والأنشطة الاقتصادية المستقبلية.تطبيق هذه الأدوات لا يُحسن فقط الكفاءة التشغيلية، بل يُرسخ مبدأ العدالة في توزيع الموارد، ويُخفّض التكاليف على الدولة والمواطن على حد سواء. وبالنتيجة، يصبح الذكاء الاصطناعي حجر الزاوية في بناء اقتصاد أردني أخضر ومستدام، يُوازن بين النمو وحماية الموارد المحدودة.9. الارتقاء بالقطاع المالي والمصرفي: الذكاء الاصطناعي كأداة لإعادة تصميم الخدمات المالية.يُعد القطاع المصرفي حجر الزاوية لأي اقتصاد مستقر وفعّال، لكن في ظل التحوّل الرقمي المتسارع، لم تعُد الخدمات المصرفية التقليدية قادرة على تلبية تطلعات الجيل الرقمي الذي يبحث عن السرعة، التخصيص، والأمان التام. وهنا يأتي الذكاء الاصطناعي ليُعيد رسم خارطة العمل المالي من الأساس.توظيف الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي الأردني يُمكن أن يُحدث نقلة نوعية في عدة مجالات، أبرزها:** أتمتة خدمة العملاء عبر روبوتات محادثة ذكية (Chatbots) قادرة على تقديم دعم فوري على مدار الساعة، بلغات متعددة، وبتجربة أكثر سلاسة وإنسانية.** تحليل البيانات المالية لتحديد الأنماط السلوكية للمستخدمين، مما يسمح بتصميم منتجات مالية مخصصة بدقة لكل عميل، مثل قروض موجهة، أو حلول ادخار ذكية.** تعزيز إدارة المخاطر من خلال نماذج تنبؤية قادرة على تقييم الجدارة الائتمانية بدقة أعلى، ورصد المعاملات المشبوهة بشكل فوري للحد من الاحتيال المالي.** تقديم استشارات مالية ذكية من خلال أنظمة تحاكي دور المستشار المالي، وتساعد الأفراد والشركات على اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.هذا التحول لا يرفع فقط من كفاءة المؤسسات المصرفية، بل يُعزز شمولية الخدمات المالية ويُقرّبها من الفئات غير المخدومة، مثل الشباب، والرياديين، وسكان المناطق الطرفية.إن الذكاء الاصطناعي لا يُهدد البنوك بل يُعيد تعريفها. ومن يتبنى هذا التحول مبكرًا، سيكون في مقدمة المشهد المالي الجديد، محليًا وإقليميًا.10. تحفيز التجارة الإلكترونية واللوجستيات الذكية: نحو اقتصاد رقمي سريع وفعّال.تُمثّل التجارة الإلكترونية إحدى أسرع القطاعات نموًا عالميًا، وقد أثبتت أهميتها بعد الجائحة كمحرك حيوي للاقتصاد الرقمي. وفي الأردن، ورغم وجود بنية تحتية رقمية متقدمة نسبيًا، لا تزال تجربة المستخدم والتوصيل السريع تمثلان تحديين رئيسيين أمام توسّع هذا القطاع.هنا يأتي الذكاء الاصطناعي كأداة فعّالة لإحداث ثورة في منظومة التجارة الإلكترونية واللوجستيات من خلال:** تحسين تجربة التسوّق عبر الإنترنت باستخدام خوارزميات ذكية لتقديم توصيات شراء مخصصة بناءً على سلوك المستخدم، مما يرفع من معدلات الشراء ورضا العملاء.** إدارة ذكية للمخزون، بحيث يتم تتبع المنتجات في الزمن الحقيقي، وتقليل نقص أو فائض التخزين من خلال التنبؤ بالطلب الموسمي والمناطقي.** تحسين كفاءة التوصيل عبر تحليل بيانات الطرق، وحركة المرور، وسلوك المستهلكين، مما يُقلل من وقت التسليم ويخفض التكاليف التشغيلية.** رفع كفاءة خدمات ما بعد البيع من خلال أنظمة دعم ذكية تُجيب عن الاستفسارات، وتعالج الشكاوى تلقائيًا دون الحاجة لتدخل بشري مباشر.هذه التطبيقات لا تقتصر على تحسين العمليات فقط، بل تُساهم في بناء ثقة المستهلك بالمنصات المحلية، وتحفّز الاستثمار في قطاع لوجستي أكثر ذكاءً ومرونة. كما تُمكّن الشركات الناشئة والمتوسطة من المنافسة مع كبرى المنصات الإقليمية والدولية.إن الاستثمار في التجارة الإلكترونية المدعومة بالذكاء الاصطناعي ليس مجرد رفاهية رقمية، بل ضرورة استراتيجية لتحفيز الاقتصاد الوطني، وفتح أبواب التصدير الرقمي نحو أسواق العالم.11. رسم سياسات اقتصادية أكثر دقة: من التقدير إلى التنبؤ الذكي.تعاني العديد من السياسات الاقتصادية من فجوة مزمنة بين مرحلة التخطيط والتنفيذ الواقعي، حيث غالبًا ما تُتخذ القرارات استنادًا إلى بيانات متأخرة، أو نماذج تقليدية تعجز عن التقاط ديناميكية السوق وتفاعلاته المعقدة. في هذا السياق، يُمثّل الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في دعم صانع القرار الاقتصادي بالأدوات التحليلية الدقيقة والتنبؤية.بفضل قدرته على معالجة وتحليل كميات ضخمة من البيانات المتغيرة لحظيًا، يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في:** بناء نماذج اقتصادية تنبؤية دقيقة تأخذ في الحسبان عوامل السوق، سلوك المستهلكين، وسيناريوهات الأزمات المحتملة، مما يُعزّز من واقعية السياسات وجدواها.** تحليل أثر القرارات الاقتصادية قبل اتخاذها من خلال محاكاة رقمية متعددة السيناريوهات، تتيح للمسؤول تقييم أفضل الخيارات الممكنة بأقل كلفة اقتصادية واجتماعية.** رصد التغيرات الاقتصادية المحلية والإقليمية في الزمن الحقيقي، بما يدعم السياسات الاستباقية ويُخفّف من أثر الأزمات المفاجئة.** تعزيز الشفافية والمساءلة من خلال تتبّع أثر كل قرار على مؤشرات الأداء الوطني بشكل آلي وشفاف.بمعنى آخر، يُحوّل الذكاء الاصطناعي عملية رسم السياسات الاقتصادية من كونها اجتهادًا نظريًا إلى منظومة ذكية قائمة على الأدلة الفورية، والتوقعات العلمية، واتخاذ القرار المُستنير.وفي زمنٍ تتسارع فيه المتغيرات، لم يعُد من المقبول أن تُبنى السياسات على الحدس أو الحسابات التقليدية، بل على ذكاء البيانات، وتوقعات الخوارزميات، ومساءلة النتائج.12. الاستثمار في خدمات الذكاء الاصطناعي كمصدر دخل قومي سيادي جديد.والاهم مما سبق كله، ففي الاقتصاد الرقمي العالمي، لم تَعُد الثروات تُستخرج من باطن الأرض، بل من عقول مبدعة وشفرة برمجية ذكية. اليوم، باتت الخوارزميات، والنماذج التنبؤية، ومنصات الذكاء الاصطناعي تُباع بملايين، بل مليارات الدولارات، وتُشكل جزءًا متناميًا من الناتج القومي للعديد من الدول.يمتلك الأردن طاقات شبابية لامعة، موزعة في جميع قرى الكرك، ومعان، وعجلون، وإربد وجميع المحافظات الاخرى ، تحمل أفكارًا قد تُغيّر مستقبل الذكاء الاصطناعي في المنطقة والعالم، إذا ما توفرت لها البيئة الحاضنة والدعم المؤسسي والاستثماري المطلوب.وهنا يكمن الحل الاستراتيجي عبر:** تحفيز تأسيس شركات ناشئة أردنية تُنتج حلولًا ذكية قابلة للتسويق الإقليمي والدولي، مثل: الترجمة الآلية بالعربية، النماذج اللغوية التخصصية، محركات التنبؤ بالأسواق، وتحليل النصوص القانونية والمالية.** إطلاق صناديق سيادية أو استثمارية وطنية لتمويل هذه المشاريع في مراحلها المبكرة، على غرار ما فعلته دول كبرى في دعم شركات التقنية.** ربط المواهب الريفية بالمراكز الريادية والجامعات والحاضنات، لأن فكرة واحدة من شاب في قرية نائية قد تتحوّل إلى شركة تساوي مليارات، إذا وجدت من يُؤمن بها ويدفعها نحو العالمية.** تحويل الذكاء الاصطناعي إلى قطاع تصديري استراتيجي، كما فعلت الهند مع البرمجيات، عبر تصدير «خدمات ذكية» للدول العربية، والأسواق الناطقة بالعربية، وحتى للقطاع الدولي المهتم بالحلول ذات الخصوصية الثقافية واللغوية.الرهان اليوم لم يعد فقط على «استهلاك الذكاء الاصطناعي»، بل على تصنيعه وتصديره. ومن هنا، يمكن أن يُصبح الذكاء الاصطناعي مصدر دخل قومي سيادي جديد يضيف مليارات الدنانير سنويًا، ويوفر فرص عمل نوعية راقية، تليق بإبداع شباب الأردن، وتضع المملكة على خارطة الابتكار التكنولوجي العالمي. أين نقف اليوم؟ من المبادرة إلى التمكين المؤسسي لقد قطع الأردن خطوات مهمة في طريق تبنّي الذكاء الاصطناعي، تُظهر وعيًا متزايدًا بأهمية هذه التقنية كأداة تنموية واقتصادية.ومن أبرز الإنجازات التي يمكن البناء عليها:** إطلاق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2020–2025، التي وضعت إطارًا أوليًا لتوجيه الجهود نحو التحوّل الذكي.** تطوير برامج أكاديمية في الجامعات الأردنية تُعنى بالذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، مع دعم ملحوظ للبحوث والتخصصات الناشئة في هذا المجال.** مبادرات ملموسة من القطاع الخاص، لا سيما في قطاعات البنوك، والاتصالات، والصناعات، التي بدأت بالفعل في تبنّي حلول الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة وتقديم خدمات متقدمة.لكن رغم هذه الخطوات المشجعة، يبقى التحدي الأكبر في الانتقال من الجهود المجزأة إلى منظومة وطنية متكاملة تُؤسس لبنية تحتية رقمية قوية ومستدامة. ذلك يتطلب:** تحديث الأطر التشريعية والتنظيمية لتواكب تطورات الذكاء الاصطناعي وتضمن الاستخدام الآمن والأخلاقي له.** تعزيز الحوكمة الرقمية عبر كيانات مؤسسية متخصصة، تربط بين الجهات الحكومية والخاصة والأكاديمية.** تمويل مستدام للبحث والابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي التطبيقية، يخلق بيئة حاضنة للشركات الناشئة والمواهب المحلية.** تفعيل الشراكات الثلاثية بين الحكومة والجامعات والقطاع الخاص، لضمان مواءمة التعليم مع سوق العمل، وتحويل الابتكار الأكاديمي إلى منتجات تجارية قابلة للتصدير.الأردن يمتلك البنية البشرية، والرؤية الأولية، والانفتاح اللازم للريادة في هذا المجال ما ينقصه فقط هو نقلة استراتيجية شاملة تُحوّل الذكاء الاصطناعي من طموح إلى رافعة اقتصادية حقيقية.ما المطلوب في المرحلة القادمة؟ من التخطيط إلى التنفيذ المنهجي إذا أردنا أن نُحوّل الذكاء الاصطناعي إلى رافعة اقتصادية وسيادية حقيقية في الأردن، فلا بد من خطة تنفيذية واضحة وشاملة تُترجم الرؤى إلى خطوات واقعية ومؤسسية.في ما يلي أبرز محاور العمل في المرحلة القادمة:1. بناء الكفاءات الوطنية: إنشاء أكاديميات وطنية متخصصة في الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، إلى جانب دمج المهارات الرقمية والذكاء الاصطناعي في التعليم المدرسي والجامعي، ودعم التعليم الفني والمهني بما يتماشى مع متطلبات الاقتصاد الجديد.2. تحفيز البحث والتطوير: توفير تمويل مستدام للباحثين الأردنيين في مجالات الذكاء الاصطناعي التطبيقية، وتعزيز الشراكات البحثية مع جامعات ومراكز ابتكار إقليمية ودولية، لضمان إنتاج معرفة قابلة للتسويق والاستثمار.3. إطلاق مشاريع وطنية رائدة: البدء بمبادرات ذكية على مستوى الدولة في قطاعات حيوية مثل النقل العام، الرعاية الصحية، إدارة المياه والطاقة، العدالة، والتعليم، لتكون نماذج تحتذى بها محليًا وتُسوق عالميًا.4. تمويل وتحفيز الشركات الناشئة: تقديم حوافز مالية وتسهيلات ضريبية وتأسيس صناديق دعم للشركات التي تُقدم حلولًا مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يعزز بيئة ريادة الأعمال التقنية ويجذب الاستثمارات.5. إطار تشريعي مرن وأخلاقي: تطوير منظومة قوانين وتشريعات رقمية متجددة، تُوازن بين تسريع الابتكار وضمان الخصوصية والعدالة ومساءلة الخوارزميات، بما يرسّخ الثقة العامة ويحفز الاستخدام المسؤول.6. التنفيذ المؤسسي الفوري: تحفيز كل وزارة، وكل مؤسسة، وكل قطاع اقتصادي على البدء بتطبيق ما ورد في النقاط الاثنتي عشرة السابقة – كلٌ في مجاله وتخصصه – ضمن خطة مرحلية واضحة، مع وجود آليات متابعة وقياس أداء.الرسالة الأهم هنا موجّهة إلى السادة الاقتصاديين وصُنّاع السياسات المالية:إنّ الذكاء الاصطناعي لم يعُد مجرد «قطاع تقني» يُترك للمهندسين والمبرمجين، بل أصبح أداة تحليل استراتيجية لا غنى عنها لكل من يعمل في فهم الأسواق، وتصميم السياسات، وتحفيز النمو. التحديات الاقتصادية التي نواجهها اليوم من تضخم وبطالة وتراجع إنتاجي لا يمكن التعامل معها بالعقلية نفسها التي واجهنا بها أزمات الأمس. المطلوب هو تبنّي أدوات جديدة بفكر جديد.الذكاء الاصطناعي يمنحكم، كخبراء اقتصاد، قدرة غير مسبوقة على التنبؤ، والمحاكاة، وتحليل البيانات، وبناء سيناريوهات دقيقة تُترجم مباشرة إلى قرارات أكثر كفاءة وعدالة وشفافية. تجاهل هذه التحوّلات التكنولوجية لم يعد خيارًا بل خطرًا على قدرة الدولة على التكيّف والمنافسة.فلنُعد رسم العلاقة بين الاقتصاد والتكنولوجيا لا كعلاقة استهلاك، بل كشراكة استراتيجية تخلق الثروة من الفكرة، وتحوّل البيانات إلى قيمة مضافة، وتضع الأردن في مصاف الدول المُنتجة للذكاء، لا المستهلكة له. ملخص القول يا قوم رغم التحديات الاقتصادية المعقدة التي يواجهها الأردن، فإن الذكاء الاصطناعي يفتح بابًا واسعًا لحلول غير تقليدية تُعيد رسم مستقبل الاقتصاد الوطني. فمن خلال تسخير هذه التقنية في تحسين كفاءة القطاع العام، وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال، وتطوير التعليم والتدريب المهني، يمكن للأردن أن يتحول من اقتصاد يعاني من البطالة وضعف الإنتاجية إلى اقتصاد رقمي ذكي يقوده الشباب.وطبعًا، لم أتطرق بعد إلى الحوسبة الكمية في هذا المقال! هذه التقنية الثورية التي لا تزال في بداياتها، لكنها تحمل وعودًا قد تقلب جميع التحديات الاقتصادية الاردنية رأسًا على عقب. فبقدرتها الهائلة على معالجة بيانات معقدة في ثوانٍ، ستُحدث الحوسبة الكمية قفزات نوعية في مجالات مثل التمويل، والتنبؤ الاقتصادي، وتحسين سلاسل الإمداد، وتصميم الأدوية، والطاقة. وعندما تلتقي الخبرات الأردنية الواعدة مع هذه التكنولوجيا القادمة، قد لا يكون دورنا فقط في التكيّف مع التغيير بل في قيادته من العالم العربي إلى العالم كله.ولمن يرغب بالغوص أعمق في عالم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتعددة في الاقتصاد، التعليم، الصحة، الحوكمة، وريادة الأعمال، أنصح بالرجوع إلى جميع مقالاتي المنشورة في الصحف اليومية، حيث تناولتُ فيها مختلف الجوانب التقنية والإنسانية لهذا المجال المتسارع. تجدون فيها أمثلة واقعية، ونماذج مبتكرة، وتحليلات ميدانية تساعد على فهم الإمكانيات الحقيقية للذكاء الاصطناعي، ليس فقط كأداة تقنية، بل كرافعة استراتيجية للنمو والتقدم والتحول الوطني الشامل.إن الفرصة اليوم حقيقية وملموسة: بناء اقتصاد قائم على المعرفة والبيانات، لا على الموارد الناضبة. المطلوب هو إرادة واستثمار في العقول، وتعاون بين القطاعين العام والخاص. لقد حان الوقت لنتجاوز التفكير التقليدي، ونفتح الباب لاقتصاد جديد، يقوده جيل رقمي، يُبرمج الحلول بدلاً من انتظارها. الذكاء الاصطناعي قد لا يُغيّر الماضي، لكنه حتمًا يمكن أن يُعيد رسم المستقبل والأردن يستحق مستقبلًا اقتصاديا أفضل.وأختم بالقول: في زمن التحوّل والتغيير، قد تبدو الطريق نحو التحديث الاقتصادي شاقة، والتحديات أكثر من أن تُحصى. لكن التاريخ لا تصنعه الظروف وحدها، بل الإرادة التي تواجهها، والعقول التي تُحسن استثمار كل فرصة مهما بدت صغيرة. فلنؤمن بقدرتنا كأردنيين على إعادة تشكيل اقتصادنا، لا بالاكتفاء بما هو قائم، بل بزرع بذور الابتكار والمعرفة في كل قطاع، وبناء مستقبل يقوده الذكاء والعمل لا الانتظار والتكرار.فالأمم لا تنهض إلا بسواعد أبنائها، وبعقول تُصمّم وتُبرمج وتُنتج وإن طال الطريق، وتعددت الصعوبات، فمن يتقِ ويصبر: فإن الله لا يضيع أجر المحسنين. * خبير الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store