logo
«موت المؤلف»... هل يعني ولادة القارئ أم انحلال المعنى؟

«موت المؤلف»... هل يعني ولادة القارئ أم انحلال المعنى؟

الأنباءمنذ 3 أيام
في عالم تتكاثر الأصوات ويتشظى فيه المعنى، لا يعود النص بريئا من نيات من كتبه، ولا القارئ قادرا على فصل الجملة عن صاحبها. كثيرا ما يقرأ النص اليوم كوثيقة شخصية، لا كمنتج معرفي، وكأن الكاتب كتب ليشرح، لا ليفتح للتأويل. هذا الانحياز إلى صاحب الفكرة قبل مضمونها يجعل القراءة فعلا مشروطة، ويجعل الكاتب رهينة ماضيه، لا منتجا لمستقبله الفكري.
حين طرح رولان بارت نظريته الشهيرة عام 1967، كان يحاول خلخلة هذا التصور الصارم للعلاقة بين المؤلف والنص. يرى بارت أن النص لا يعبر بالضرورة عما قصده كاتبه، بل يتجاوز النية إلى احتمالات جديدة، تنبثق من اللغة ذاتها، ومن ثقافة القارئ، ومن السياق الزمني الذي يعاد فيه استقبال الجملة. الكاتب بحسب بارت، لا يحمل المعنى داخل نصه، بل يحرره منه، ويترك للقارئ سلطة إعادة تشكيله كما يشاء. لذلك فإن «موت المؤلف» ليس نفيا للكاتب، بل نفي لسلطته الوحيدة على ما كتب.
هذه الرؤية تعيد ترتيب العلاقة مع النصوص التي نستهلكها يوميا، سواء كانت أدبا كلاسيكيا أو محتوى رقميا سريعا. ففي كثير من الحالات، يهاجم النص لا لأنه سطحي أو مغلوط، بل لأن صاحبه لا يناسب هوى الجمهور أو خلفيتهم الفكرية. ترفض المقالة لأنها كتبت في جهة معينة، ويتهم صاحب الرأي لا لمحتواه، بل لانتمائه. هنا، تتحول القراءة إلى محاكمة، والنص إلى متهم، والكاتب إلى قضية شخصية، وكل ما قيل يختزل إلى سؤال واحد: «هل يعجبنا من كتب؟».
ومع تصاعد دور الذكاء الاصطناعي في إنتاج النصوص، تتعقد المسألة أكثر. فالمقالات تكتب اليوم دون مؤلف بشري معروف، والقصائد تنشر بلا وجوه، والخوارزميات تكتب سرديات شبه كاملة. في هذا السياق، تتلاشى حدود التأليف، وتبدأ مرحلة جديدة من الكتابة بلا كتاب، والقراءة بلا مرجعية. كيف سيتعامل العقل الثقافي مع نص بلا اسم؟ هل سيسمح له بالعبور إلى الوعي؟ أم سيسقطه لأنه «بلا روح»؟ ولعل هذا هو الامتحان الحقيقي لنظرية بارت، حين يقرأ النص دون معرفة صاحبه، ويحكم عليه فقط بما يثيره من سؤال، وارتباك، ووميض داخلي.
في نهــاية الأمــر، تبقى الكتابة أوسع من اسم يوقع في أســفل الصفحة. النص حين ينشر لا يعود ملكا لصاحبه، بل يكــون ملكا للغة التي تعيد تدويره، وللقارئ الـذي يعيد اختباره، وللمعاني التي تعاد إنتاجها كل مرة. وربما علينا أن نحرر المعنى من قيد المؤلف، لا لنغفل عن صاحبه، بل لنمنح النص فرصة أن يتكلم بلغته الخاصة، في زمن صاخب بالكلمات، لكنه قليل بالإصغاء.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هالة صدقي لمنتقديها: مرضى شهرة!
هالة صدقي لمنتقديها: مرضى شهرة!

الأنباء

timeمنذ 2 ساعات

  • الأنباء

هالة صدقي لمنتقديها: مرضى شهرة!

القاهرة - محمد صلاح ردت الفنانة هالة صدقي، على ما وصفته بأنها إحدى الحملات الممنهجة ضدها، والتي تقف وراءها إحدى السيدات، وقالت في فيديو نشرت عبر حسابها الخاص في «إنستغرام» إنها فوجئت بهذه الحملة من الانتقادات، من أناس يعانون مرض الشهرة و«الترند»، وأن سيدة ما تدعي أنها فنانة وأعمالها تلقى في القمامة، حسب وصفها، ربما أرادت أن تشتهر فدبرت حملة للنيل منها، واستأجرت بعض الأشخاص للكتابة ضدها، ووجهت رسالة إلى الصحافيين بضرورة تحري الدقة، لأنهم يمتهنون أشرف المهن. وعلّقت هالة على الفيديو بالقول: «شكرا لكل من دافع عني في غيبتي، واعتذر إني بتكلم في موضوع تافه بس للأسف مضطرة علشان شبابنا اللي لسه على أول الطريق ولهم مواقع إخبارية وصحافية ياخدوا بالهم بعد كده في نشر أي أخبار لأنهم هيورطوا نفسهم في مساءلات قانونية، انتوا الآن تمتهنوا أشرف وأهم مهنة في بلاط صاحبة الجلالة، ولذلك لابد أن تكون صادق وأمين ومحترم وعفيف وتتأكد من الأخبار قبل نشرها، وعلشان محدش يكسر عينك لازم تحترم هذه المهنة لأن سمعتك أهم من الإغراءات لأنها مش هترجع، شكرا وآسفة للإطالة».

نوال الزغبي.. «ليك وحشة» نهاية الجاري
نوال الزغبي.. «ليك وحشة» نهاية الجاري

الأنباء

timeمنذ 2 ساعات

  • الأنباء

نوال الزغبي.. «ليك وحشة» نهاية الجاري

تستعد الفنانة نوال الزغبي، لإصدار الأغنية الخامسة لها بعنوان «كان ليك وحشة»، وهي باللهجة المصرية وتطرح نهاية الجاري، حسب مجلة «سيدتي»، ويتبقى 5 أغنيات أخرى ستطرح خلال أغسطس وسبتمبر المقبلين ليكتمل ألبوم «يا مشاعر»، وتحتفل به نوال وسط جمهورها ومحبيها في مصر من خلال المؤتمر الصحافي المنتظر عقده سبتمبر المقبل. من جهة أخرى، تألقت الزغبي في أحدث ألبوماتها الجديدة والذي يحمل اسم «يا مشاعر»، بأربع أغان تخطت حاجز الـ 10 ملايين مشاهدة على «يوتيوب»، حيث جمعت في ألبومها بين الأغاني المصرية واللبنانية، والأغنيات هي: «ماضي وفات» كلمات أحمد حسن راؤول وألحان أحمد زعيم، «وأجي بالدلع» كلمات تامر حسين وألحان مدين، «وقت الشدة» كلمات هناء الشيخ وألحان أحمد بركات، و«يا مشاعر» كلمات أحمد عصام وتلحين الشاب سامر. الجدير بالذكر، أن الفنانة نوال الزغبي كشفت في وقت سابق عن السبب وراء طرحها لأغاني ألبومها الجديد «يا مشاعر» بفارق زمني بين كل أغنية وأخرى، وجاء ذلك ردا على تعليق أحد متابعيها على منصة «إكس»، الذي اعتبر أن هذه الطريقة تقتل الحماس لدى الجمهور، حيث أكدت الزغبي أن اختيارها لهذه الاستراتيجية جاء بعد تفكير عميق قائلة: «لما بكون شاغلة على كل أغنية كأنها هيي هيت الألبوم، وإلها دعم ما بيفرق عن الأغنية اللي قبلها، بدي أعطي شوية وقت بين كل أغنية وأغنية».

محمد الحملي يعيد «الخطر معهم».. مسرحياً
محمد الحملي يعيد «الخطر معهم».. مسرحياً

الأنباء

timeمنذ 2 ساعات

  • الأنباء

محمد الحملي يعيد «الخطر معهم».. مسرحياً

يعيد الفنان والمخرج محمد الحملي المسلسل البوليسي الشهير «الخطر معهم» على خشبة المسرح، حيث سيتم عرضها 20 أغسطس وسيجسد بطولتها الفنان طارق العلي، جمال الردهان، وعبدالله السلمان وهم أول نجوم قدموا الأجزاء الأولى، وتدور القصة الأصلية في إطار من الأحداث للجرائم والتشويق والمغامرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store