
ساديو كامارا.. عقل المؤسسة العسكرية في مالي
كوزير الدفاع الحالي وعضو بارز في المجلس العسكري بقيادة الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا، يشكل كامارا العقل الاستراتيجي للجهاز العسكري، ويمسك بزمام المؤسسة العسكرية بقبضة حديدية.
ويدير كامارا المؤسسة العسكرية وفق رؤية واضحة تقوم على استعادة السيادة الوطنية والقضاء على الإرهاب، وهي أولويات لا تقبل التهاون في دولة تعيش منذ سنوات على وقع التهديدات المسلحة والتدخلات الأجنبية، بحسب مجلة "جون أفريك" الفرنسية.
بيئة عسكرية صارمة
ولد ساديو كامارا في بيئة عسكرية صارمة وتدرج في صفوف القوات المسلحة المالية، حيث عرف بانضباطه الصارم وتكوينه الأكاديمي العسكري الرفيع، الذي نال جزءًا منه في روسيا، إحدى الدول التي ظلت حاضرة بقوة في إعادة تشكيل العقيدة الدفاعية للجيش المالي.
ومع اندلاع موجة التململ الشعبي ضد نظام إبراهيم بوبكر كيتا (IBK) في صيف 2020، كان كامارا أحد المهندسين الهادئين لانقلاب 18 أغسطس/آب، الذي أطلق مسارًا انتقالياً جديداً أعاد للمؤسسة العسكرية دورها التاريخي في الحفاظ على وحدة الدولة واستقرارها.
ومنذ الساعات الأولى لنجاح التحرك العسكري، توزعت الأدوار داخل القيادة الجديدة بشكل يُظهر الانضباط والتناغم داخل صفوفها: تولى عاصمي غويتا رئاسة الدولة، فيما أسندت رئاسة المجلس الوطني الانتقالي (CNT)، إلى مالك دياو.
وأوكلت مهام المخابرات إلى الجنرال موديبو كوني، وتولى إسماعيل واغي ملف المصالحة الوطنية، بينما احتفظ كامارا بموقعه المحوري كوزير للدفاع، وهو المنصب الذي يدير من خلاله معركة الدولة لاستعادة سيادتها الكاملة في مواجهة التنظيمات الإرهابية والانفصالية، وتحجيم أي تأثيرات أجنبية لا تخدم المصالح العليا للشعب المالي.
رؤية إصلاحية
وعلى الرغم من الضغوط الدولية ومحاولات التشكيك في خيارات المجلس العسكري، يواصل ساديو كامارا فرض رؤيته الإصلاحية داخل المؤسسة العسكرية بمالي مرتكزًا على فريق صغير من الضباط الموثوقين الذين يتقاسمون معه نفس القيم.
وهو بذلك لا يكتفي بدور تقني في وزارة الدفاع، بل يعد حجر الزاوية في بناء جيش مالي جديد، أكثر مهنية، وأكثر استقلالية، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات الأمنية المعقدة التي تعصف بالساحل الأفريقي.
خلال سنوات خدمته في وزارة الدفاع، أعاد كامارا هيكلة منظومة التسليح والتدريب العسكري، وفتح قنوات شراكة جديدة خارج الدوائر التقليدية، في مسعى لتحرير القرار الدفاعي المالي من الارتهان للقوى الغربية. كما دافع عن السيادة المالية في كل الملفات، واضعًا مصلحة البلاد فوق أي اعتبارات إقليمية أو دولية.
ساديو كامارا لا يتحدث كثيرًا في الإعلام، لكنه حاضر بقوة في الميدان، وفي الاجتماعات الأمنية، وفي جبهات المواجهة، وفي ملفات التعاون الدفاعي.
ومع كل تقدم تحرزه القوات المسلحة بمالي ضد الجماعات الإرهابية، تزداد شعبية المجلس العسكري بين فئات واسعة من الشعب المالي، الذي يرى فيه مشروعًا وطنيًا حقيقيًا يعيد الاعتبار للكرامة الوطنية المهدورة.
ويُنظر إلى الجنرال كامارا اليوم بوصفه رمزًا للعزم والانضباط، وصوتًا هادئًا يُوازن بين مقتضيات المرحلة الانتقالية والحاجة إلى قرارات حاسمة وحازمة.
aXA6IDE1NC4xMy45LjEzNiA=
جزيرة ام اند امز
GB

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 4 ساعات
- العين الإخبارية
تراوري وديكو.. شرعية الدولة تواجه «الإرهاب المقنع» في بوركينا فاسو
في قلب منطقة الساحل، حيث تمتزج الجغرافيا الوعرة بالتحديات الأمنية المعقدة، تبرز معركة محتدمة داخل بوركينا فاسو، ليس فقط على الأرض، بل أيضًا في معركة الرموز والمعاني. فبين الرئيس الانتقالي إبراهيم تراوري، القائد العسكري الشاب الذي جاء إلى السلطة لإنقاذ بلاده من براثن الفوضى، وجعفر ديكو، زعيم جماعة إرهابية تتخفى خلف خطاب ديني متشدد، تجري معركة وجود حقيقية بين مشروع دولة ذات سيادة، ومشروع فوضى عابرة للحدود. جعفر ديكو، الذي ينتمي لعائلة معروفة بخطابها المتطرف، ويحمل إرثًا من العنف تحت اسم "كتبية أنصار الإسلام"، يحاول اليوم إعادة تقديم نفسه كبديل سياسي ـ ديني للنظام العسكري القائم. لكن خطابه الأخير، الذي نشر في 8 أبريل/نيسان الماضي وهو ملثم الوجه، يكشف أكثر مما يخفي. فقد دعا صراحة إلى "إسقاط القادة الطغاة"، في إشارة مباشرة إلى الرئيس تراوري، متوعدًا باستبدالهم بـ"سلطة مستمدة من الأمة المسلمة"، وهي عبارة فضفاضة استخدمها التنظيمات الإرهابية مرارًا لتبرير تدمير الدولة وتمزيق نسيجها الوطني، بحسب مجلة "جون أفريك" الفرنسية. عائلة ضد عائلة اللافت في هذا الصراع هو البعد العائلي الذي بدأ يأخذ طابعًا علنيًا.. فديكو وتراوري لا يعتمدان فقط على صفوف المجندين أو القيادات العسكرية، بل لكل منهما شبكة دعم داخل أسرته، ما أعطى للمواجهة طابعًا شخصيًا يحمل أبعادًا تتجاوز السياسة إلى رمزية الولاء والشرعية. ومع أن جعفر ديكو يزعم تمثيله "للمظلومين"، إلا أن سجل جماعته في شمال بوركينا فاسو، خاصة في منطقة سوم، مليء بالهجمات على المدنيين، وفرض الإتاوات، وتجنيد الأطفال. في المقابل، قاد تراوري منذ توليه السلطة حملة ميدانية شاملة لتحرير المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية، مستعينًا بالقوات المسلحة الوطنية ومتطوعي الدفاع عن الوطن، بالإضافة إلى دعم حاسم من الحلفاء الإقليميين، وعلى رأسهم المجلس العسكري في مالي، الذي يشاطر بوركينا فاسو الرؤية نفسها في رفض التدخل الأجنبي، ومحاربة الإرهاب وفق أجندة وطنية صافية. الجماعات الإرهابية تتحدى الدولة في هذا السياق، قال الباحث السياسي الدكتور بكاري سامبي، معهد تمبكتو للبحوث والاستشراف، داكار لـ"العين الإخبارية" إن "خطاب جعفر ديكو هو نموذج عن التحول المعاصر للإرهاب إلى مشروع سياسي بديل، يعتمد على الازدواجية الدينية والمناطقية لخداع المتطلعين للعدالة". ودعا سامبي إلى اعتبار ديكو ليس مجرد قائد إرهابي، بل جزء من شبكة تحاول تقديم نفسها كبديل "نظيف" للسلطة الوطنية، مسخّرة بذلك الغضب الشعبي لتمرير مشروع يضرب شرعية الدولة الوطنية. واعتبر سامبي أن المواجهة مع تراوري ليست مجرد معركتي ميزان قوة، بل "صراع أساسي بين مشروع دولة ومشروع تفتيت يُقدّم نفسه باسم الدين والوطنية". خطاب تراوري رؤية سياسية شرعية وقال سامبي إن التوجه السياسي لإبراهيم تراوري، رغم كونه منبثقًا من سلطة عسكرية، يتمتع بشرعية مدنية ضمنية لا يُستهان بها، خاصة أنه يقدّم نفسه كـ "رجل الثورة الشعبية التقدمية" ويرتكز على فكرة استقلالية الدولة ومقاومة النفوذ الغربي. واعتبر أن تراوري يسعى لتعزيز سيادة الدولة من خلال سياسات تمصير الاقتصاد، وتجنيد المتطوعين للدفاع الوطني، والاعتماد على الدعم الإقليمي، وغير ذلك، بما يعكس بوضوح مدى اختلال نموذج الجماعات الإرهابية المنافسة التي لا تقدّم بدائل حقيقية للبنية الأساسية أو الدستور. توصية سياسية واضحة للمستقبل ودعا سامبي صناع القرار في بوركينا فاسو إلى استثمار اللحظة الحالية في بوركينا فاسو والمجلس العسكري في مالي كفرصة لتعزيز التحالفات الإقليمية في مواجهة التهديد الإرهابي، مشيراً إلى أن نجاح هذه التجربة يعتمد بشكل كبير على حضور مؤسسات الدولة في المناطق المحرّرة وفاعلية سياساتها. كما رأى أن الانقطاع عن الدعم الغربي أو الهيمنة الأجنبية يجب أن يصاحبه تعزيز بناء القدرة الوطنية وليس فقط رمزيًا، بل عبر برامج ملموسة تنبذ الفوضى وتدعم التنمية والبنية التحتية والتوظيف والمدنية. واعتبر أن "هذا هو السبيل الوحيد لنسف رواية من يريد أن يفرض دولة نازية أو مخربة باسم الدين". دور مالي منذ وصول قادة عسكريين إلى السلطة في مالي وبوركينا فاسو، اختارت الدولتان نهجًا جديدًا يقوم على استعادة السيادة، وقطع التبعية القديمة، ومواجهة الإرهاب دون وساطات غربية مشروطة. وفي هذا السياق، كان للمجلس العسكري المالي بقيادة العقيد أسيمي غويتا دورًا حاسمًا في تعزيز التعاون الأمني مع بوركينا فاسو، وتقديم نموذج للصلابة في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تستهدف المنطقة. وترى السلطات المالية أن ما يجري في بوركينا فاسو ليس صراعًا داخليًا فحسب، بل هو فصل من فصول المواجهة الكبرى بين مشروع الدولة في الساحل، ومخططات تفكيكها عبر وكلاء متشددين يتلقون الدعم عبر قنوات معقدة. ومن هذا المنطلق، فإن دعم إبراهيم تراوري لا يأتي فقط من موقع التضامن الإقليمي، بل من وعي استراتيجي بأن سقوط أي من دول الساحل في قبضة الفوضى، سيهدد المنطقة برمتها. بين الشعب والسلاح: لمن ستكون الكلمة الأخيرة؟ رغم الضجيج الإعلامي الذي تحاول بعض الجهات الإقليمية والدولية تضخيمه حول شعبية الجماعات المسلحة، تبقى الحقيقة أن الشعب البوركيني اختار دعم جيشه وقيادته في أكثر من مناسبة. فالمسيرات المؤيدة لتراوري، والروح الوطنية التي بثها في نفوس الشباب، لا يمكن مقارنتها بخطابات إرهابية لا تجلب إلا العنف والموت. في نهاية المطاف، فإن المعركة ليست فقط بين جعفر ديكو وإبراهيم تراوري، بل بين نموذجين للحكم: أحدهما قائم على المؤسسات والشرعية الوطنية، والآخر قائم على الدماء والخرافة. وبين هذا وذاك، تبقى الحقيقة ثابتة: المجلس العسكري في مالي، وحلفاؤه في بوركينا فاسو والنيجر، هم خط دفاع لحق دولهم في تقرير مصيرها بعيدًا عن الإرهاب والتدخلات الأجنبية. aXA6IDE2Ni4wLjIuMjA0IA== جزيرة ام اند امز NL


العين الإخبارية
منذ 5 ساعات
- العين الإخبارية
تفجير «ضريح زليتن».. مخاوف الإرهاب تتجدد في ليبيا (صور)
تفجير ضريح في زليتن الليبية يجدد المخاوف من عودة انتشار الفكر التكفيري والجماعات الإرهابية، الآفة التي عانت منها البلاد لسنوات. واستهدفت عناصر متطرفة الضريح في المدينة التي تعتبر معزولة غربي ليبيا، وتبعد حوالي 150 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس. وكشفت بلدية المدينة عن تعرض ضريح "زلي" بمنطقة "سوق الثلاثاء" لتفجيرات عديدة، واصفةً الحادث بأنه "محاولة آثمة لزعزعة الأمن والاستقرار، وبث الفتنة وإثارة النعرات بين أبناء المجتمع". وأكدت البلدية في بيان إدانة اطلعت عليه "العين الإخبارية"، أن منفذي هذا العمل لا يمثلون أبناء مدينة زليتن "حاضرة القرآن الكريم"، مشددة على أن هذه الأفعال الإجرامية دخيلة على ثقافة وسلوك أهالي المدينة. وطالبت البلدية بضرورة تقديم الجناة للعدالة، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية الرادعة بحقهم، لضمان عدم تكرار مثل هذه الأفعال التي تهدد السلم المجتمعي. وأشارت إلى أنها تتابع عن كثب مجريات التحقيقات الجارية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المختصة. اعتداءات ومخاوف و"سيدي زلي" يعد أحد أبرز أولياء الصوفية في مدينة زليتن التي تشتهر بانتشار الفكر الصوفي. وتعرض هذا الضريح عدة مرات لاعتداءات مختلفة أبرزها في عام 2011 حين تعرض لقصف جوي، كما قامت جماعات سلفية في 11 أبريل/نيسان 2025 بحفر الضريح واستخراج جثمان الدفين، ونقلته إلى مكان غير معلوم. ويخشى أن يترافق هذا الهجوم مع انتشار موجة جديدة من الإرهاب، خاصة في ظل حالة الانقسام السياسي وفوضى السلاح، وانتشار الفكر التكفيري المتطرف في العديد من المناطق بغرب ليبيا. GB


العين الإخبارية
منذ 6 ساعات
- العين الإخبارية
السيسي: نعمل على وقف حرب غزة رغم حملات تشويه الدور المصري
تحذير جديد من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من خطورة الأوضاع في قطاع غزة. الرئيس السيسي الذي كان يتحدث لطلبة الأكاديمية العسكرية المصرية اليوم الأربعاء، قال إن "مصر بذلت جهودًا كبيرة منذ عام 2007 لتجنب التصعيد، مدركة أن الشعب الفلسطيني سيدفع الثمن في أي مواجهة". وأوضح أن التدمير الحالي في غزة غير مسبوق، مؤكدا أن الدولة المصرية تواصل العمل من أجل وقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، والتعاون لإطلاق سراح الرهائن والأسرى، رغم حملات التشويه والتضليل التي تستهدف دور مصر المحوري. الرئيس المصري قال إن "المنطقة العربية تمر بظروف استثنائية منذ عام 2011، وليس فقط منذ أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما يؤكد صحة السياسات المصرية المرتكزة على التوازن وعدم التدخل واحترام سيادة الدول". وحذر من محاولات بث الفُرقة بين الشعوب العربية عبر وسائل الإعلام، مؤكدًا قوة العلاقات المصرية مع الدول العربية الشقيقة، وضرورة تجاوز الخلافات من أجل وحدة الصف العربي. وشدد الرئيس السيسي على أن الأمن العربي وحدة متكاملة ترتبط به مصر ارتباطًا وثيقًا، وأن أي تدخل خارجي يهدف إلى زعزعة استقرار الدول العربية. وأشار إلى أن الظروف الجيوسياسية، ومنها الحرب في قطاع غزة، أثرت سلبًا على عائدات قناة السويس، إلا أن مسار الإصلاح الاقتصادي مستمر، داعيًا الشعب المصري إلى مواصلة التضامن والتكاتف لتخطي الصعوبات وتحقيق التنمية المنشودة. وشدد السيسي على أن مصر تنعم باستقرار داخلي، مؤكدًا أن سياسة الدولة القائمة على الصراحة والمصداقية أثبتت صحتها خلال السنوات العشر الماضية. وقال إن "مصر واجهت تحديات أمنية جسيمة منذ أكثر من عقد، إلا أن الدولة استطاعت تجاوزها وما زالت تحقق تقدماً ملموساً رغم صعوبة الأوضاع الإقليمية". GB