logo
التكريم الإيطالي الأهم لابن حمديس.. روحانيات تتجاوز السياسة في الثقافة الإيطالية المعاصرة

التكريم الإيطالي الأهم لابن حمديس.. روحانيات تتجاوز السياسة في الثقافة الإيطالية المعاصرة

الجزيرة١٠-٠٧-٢٠٢٥
في مبادرة وصفتها جريدة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية بـ"التكريم الإيطالي الأهم لابن حمديس"، تم إصدار طابع بريدي مخصص للشاعر المسلم الذي يعد أبرز رموز الشعر العربي في صقلية بين القرنين الـ11 والـ12، ضمن سلسلة "روائع التراث الثقافي الإيطالي".
الطابع، الذي صدر يوم 30 يونيو/حزيران الماضي عن وزارة مستحدثة في حكومة رئيسة الوزراء جورجا ميلوني هي وزارة "الشركات وصنع في إيطاليا"، بالتعاون مع البريد الإيطالي والمعهد الرسمي للطباعة وسك العملة، يحمل بيتين للشاعر العربي يستحضران صورة صقلية مشرقة ونابضة بالحياة:
ترجمة المكتوب على الطابع بالإيطالية: "فإني لبرتقال يرف ظلاله
على نفحة نسيم الريح المبلل"
أبدى تداني وجنة من وجنة"
جنبا إلى جنب مع صورة لشجرة البرتقال، وامرأة ثلاثية الأرجل (تعرف باسم تريشيلي) وتعد رمزا لصقلية، مع رسم للبحر في الخلفية.
شاعر صقلية الولهان
ويعد الشاعر العربي "أبو محمد عبد الجبار بن أبي بكر الصقلي" المعروف بـ "ابن حمديس" (1055م-1133م) علامة مميزة في التراث الأدبي في صقلية. ومع أنه نظم شعره بالعربية، فإن صوته الشعري ظل يتردد في فضاءات الأدب والثقافة الإيطالية حتى يومنا هذا.
ولد ابن حمديس في سيراكوزا بصقلية خلال فترة الحكم الإسلامي للجزيرة، ونشأ في كنف ثقافة عربية مزدهرة، حيث كانت صقلية حينها مركزا للإشعاع الحضاري والعلمي. وبعد سيطرة النورمان على الجزيرة، هاجر منها إلى شمال أفريقيا والأندلس، لكنه ظل متعلقا بوطنه الأول، فجعل صقلية موضوعا مركزيا في شعره، يصف جمالها الطبيعي وحنينه إليها.
وشهدت الجامعات الإيطالية اهتماما متزايدا بتراث ابن حمديس خلال القرن الـ20 وما بعده. فقد تم تحقيق وترجمة عدد كبير من أشعاره إلى الإيطالية، إلا أن أهمها ما قام به المؤرخ الإيطالي الشهير ميكيلي أماري في القرن الـ19، الذي سعى لإبراز ابن حمديس بوصفه جزءا من التراث الصقلي. بالإضافة إلى دراسات حديثة، أهمها أبحاث ليوناردو شاشا التي ركزت على كون شعر ابن حمديس لا يحمل قيمة أدبية فحسب، بل يشكل وثيقة حية لحالة الانصهار الثقافي في البحر المتوسط.
وساهمت ترجمات شعر ابن حمديس إلى الإيطالية في إعادة تقديمه إلى الجمهور العام، حيث ترجمت مختارات من شعره بأسلوب يحافظ على النبرة الوجدانية والنفس الصوفي لأشعاره، لا سيما في ترجمة المستشرق "تشيليستينو سكياباريللي" عام 1897، وهي الترجمة التي اعتمدت في الطابع البريدي الصادر حديثا.
تسييس الحنين الصقلي
غير أن التوظيف السياسي لابن حمديس في السنوات الأخيرة بدا طاغيا في الخطاب الثقافي الإيطالي المعاصر، حيث كانت تنظم قراءات شعرية ومعارض فنية مستوحاة من شعره، يستعرض فيها ابن حمديس في صورة العربي الذي ساهم في بناء حضارة وثقافة الجزيرة، في زمن تتجدد فيه النقاشات حول الهوية والهجرة والتنوع، إذ أصبح استحضار شخصيات مثل ابن حمديس أداة لتعزيز خطاب حزبي سياسي يشجع على الهجرة من خلال التأكيد على الجذور التاريخية للتعايش بين العرب والأوروبيين في حوض البحر الأبيض المتوسط.
تسييس الخطاب الشعري لابن حمديس، وزجه في إطار أيديولوجي قد يتنافر في جوهره مع مضامينه الشعرية، كاد يؤثر على طريقة تلقي الرسائل الجمالية والروحانية التي تحف شعره، حيث أرادته بعض القراءات الثقافية الحديثة أقرب إلى صورة الغريب "المعولم" أو المهاجر معدوم الوطن، وهي الصورة التي يسعى الخطاب الثقافي المعاصر لتكريسها من خلال خطاب أدبي ينفك عن مفهوم الإحساس بـ"الوطني" مقابل تكريس مفهوم "الكوني" باعتباره التمثيل الشعري للحالة النيوليبرالية التي يعيشها العالم، وترجمة لقيم العولمة التي أخذت تمتد إلى مساحات النقد الأدبي المعاصر.
كل هذا، وابن حمديس لم يكن غريبا وافدا على صقلية، بل أحد أبنائها، وكان شعره بعد فراقه لها يفيض بالأسى لفقدان وطنه الأم، وظل يكتب عنها بشوق وحنين، جاعلا من شعره وثيقة وجدانية تؤرخ لحالة النفي والارتباط بالمكان.
ابن حمديس في الذاكرة الإيطالية
وبعيدا عن القراءات السطحية والمسيسة لابن حمديس، نجد قراءات عميقة تركت آثارا فنية لا تمحى في الثقافة الإيطالية، لا سيما لدى واحد من أبرز أعلام إيطاليا في التاريخ المعاصر، "فرانكو باتياتو" (1945-2021) -الفنان والمثقف الصقلي المتعدد الأبعاد- الذي تأثر بشكل ملحوظ بإرث ابن حمديس.
في ألبومه "افتح يا سمسم" (2012) اختار باتياتو إدراج أبيات من شعر ابن حمديس ضمن نص أغنية Aurora، وهي أغنية تتناول موضوع البحث عن الذات ونشدان الخلاص والوصول إلى النور. هذا الإجراء لم يكن مجرد اقتباس عابر، بل جسرا ثقافيا بين الذاكرة الصقلية الإسلامية والروح الإيطالية التي لا تزال بأعماقها تحتضن ذلك التراث العربي.
وأتى اندماج صوت ابن حمديس في أعمال باتياتو ضمن مشروع روحي-فلسفي، حيث كان فرانكو باتياتو مهتما بالتصوف والتأمل، وهو ما ينسجم مع الأبعاد الصوفية في شعر ابن حمديس.
ففي Aurora (الفجر)، لا تستخدم كلمات الشاعر العربي فحسب على نحو سطحي، بل تغذى بمنظور فني وجداني، وهو ما انتهى باعتناق باتياتو الإسلام.
فكان تأثير ابن حمديس جوهريا على فرانكو باتياتو في إعادة اكتشاف روابطه مع نفسه. ويتبين أننا لم نكن أمام مجرد اقتباس شكلي، بل أمام حالة إنسانية عميقة جرى فيها إعادة ربط تراث إنساني وروحي جمع الماضي بالحاضر، ورسم خريطة فنية تنطلق من صقلية القديمة نحو الوعي بالذات الإيطالية المعاصرة.
ابن حمديس، الذي أعادت الثقافة الإيطالية المعاصرة اكتشافه وتكريمه، نجد تأثيره البالغ أيضا في أدب أحد أبرز روائيي إيطاليا المعاصرين، "بيترانجيلو بوتافوكو" (1963).
في افتتاح الكتاب الذي يتناول سيرته الذاتية "الوجع المجنون للعشق" (2013)، يقول بوتافوكو: "كتابي يبدأ بابن حمديس، وينتهي بابن حمديس لأنه من داخله أنشودة". مما يؤكد أن حضور ابن حمديس ليس زخرفا عابرا عند بوتافوكو، بل إطارا شعريا تنتظم حوله الكتابة، وتعكس العمق العاطفي والنغمة الصوفية للعشق التي تكتنف العمل.
ويذكر بوتافوكو أن ابن حمديس شكل بالنسبة له مصدرا تأمليا يتجاوز الحنين إلى صقلية التاريخية، لينسحب على الحالة البشرية العامة كحالة اغتراب وجودية، وهو موضوع يتكرر في أعمال بوتافوكو.
ويرى بوتافوكو في كتابه نوعا أدبيا قريبا من "ديوان" ابن حمديس، مشيرا لاستخدامه صيغة تجمع بين السرد العمودي والتكرار الشعري، مستلهما من تقليد الديوان الأندلسي-الصقلي للشاعر العربي. حيث يؤكد الكاتب على إلقاء شبكات الحكاية الشعبية الصقلية المستخدمة في الكتاب والمعروفة باسم "كونتو" بوساطة ابن حمديس، مشيرا إلى أن هذا الأخير كان مرجعا لتماسك النص وأساسا موسيقيا شعريا تحول معه السرد الصقلي الشعبي إلى نشيد وجداني.
بين التراث والهوية المعاصرة
هذا الحفر العميق في الهوية، الذي أتاحه ابن حمديس لبوتافوكو، حمل بوتافوكو على نحو طبيعي إلى اعتناق الإسلام عام 2015، وذلك بعد صدور كتابه "المسلم المقدام"، الذي شكل بحثا في الذاكرة الإسلامية وعلاقتها بالغرب، ضمن مشروع شامل استرجاعي للمثقف الإيطالي البارز، الذي اعتمد اسما عربيا هو "جعفر الصقلي"، تكريما لأمراء صقلية العرب الذين وصف بوتافوكو فترة حكمهم للجزيرة في رواية "الذئب والقمر" (2011) بـ "زمن الأمراء الجميل".
وهي الرواية التي لم يسقط في كلمة الشكر فيها الامتنان لشعراء كبار، شكلت نصوصهم شاهدا شعريا على تداخل حضارات البحر المتوسط، وعلى رأسهم ابن حمديس. وليس ذلك من المنظور الجيوسياسي، بل في السياق الوجودي الأعمق، حيث يستخدم حضور ابن حمديس كنقطة انطلاق لفهم الذات بعمق تاريخي وحضاري.
وهكذا، لم يكن توظيف ابن حمديس لدى بوتافوكو محض مجمل أدبي تراثي، بل مفتاحا لقراءة سياق روحاني ووجداني، حوله إلى صوت مركزي يعبر عن الشوق الإنساني لإعادة الارتباط بالمتسامي والجمال الإلهي. وذلك من خلال دمجه في بنية نصوصه الروائية والفلسفية بأسلوب يرسخ هويته الثقافية، مما جعل تأثير ابن حمديس على بوتافوكو متشابكا ومتعدد الأبعاد: وجوديا، فنيا، سرديا، وذهنيا، ويبرز كيف أن شاعرا مسلما من القرن الـ11 كان ولا يزال مرآة لإيطالي معاصر يتأمل ذاته وجذوره في عالم يتحول.
وهكذا، لم يكن ابن حمديس مجرد شاعر عربي كتب عن المنفى، بل شاهدا على لحظة كانت فيها الروح الإسلامية جزءا لا يتجزأ من نسيج الهوية الصقلية، ومكونا بارزا في تاريخها الفني والجمالي. وأما تأثيره البالغ على اثنين من أهم مثقفي إيطاليا المعاصرين، فيبرز مدى تقاطع التجارب الروحانية والوجدانية بين زمنين، معيدا ابن حمديس إلى دائرة الشعر العالمي، لا كأثر تاريخي، بل كصوت حي يخاطب الإنسان الباحث عن الله وعن الجمال عبر العصور، ويكون ذلك هو أعظم تكريم لابن حمديس الصقلي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غاليبولي الإيطالية تستضيف "حنظلة" قبل إبحارها لكسر الحصار عن غزة
غاليبولي الإيطالية تستضيف "حنظلة" قبل إبحارها لكسر الحصار عن غزة

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

غاليبولي الإيطالية تستضيف "حنظلة" قبل إبحارها لكسر الحصار عن غزة

غاليبولي- في مرفأ مدينة غاليبولي الذي لطالما استقبل قوارب الصيادين الإيطاليين، ترسو سفينة ليست كغيرها، لا تحمل سائحين ولا ترفع أعلام شركات، بل تستقبل وجوه أشخاص مفعمين بالأمل، وعليها الاسم التراثي الفلسطيني القديم "حنظلة". عُرف "حنظلة" طفلا في رسوم رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي ، يظهر بقدمين حافيتين مديرا ظهره وكأنه يقول للعالم "لا ألتفت حتى تعود فلسطين"، لكنه ظهر اليوم بهيئة أخرى، على شكل سفينة محملة بالطعام والأدوية وشحنات من الضمير الإنساني، وكأن العلي يعود مجددا ليس بريشة، بل بسفينة صغيرة محملة بإيمان عنيد لكسر الحصار عن قطاع غزة. أما سلطات غاليبولي وسكانها، فقد استقبلوا النشطاء الدوليين على متن السفينة بتسهيل كل العقبات اللوجستية وبلفتات فنية وثقافية تعبر عن تضامن كبير لكسر حصار غزة بحركة رمزية لكنها موجعة في وجه الصمت الدولي. تعاون كبير وأشاد عضو اللجنة الدولية لكسر الحصار أنس نيروخ بالمساعدات والتسهيلات التي توفرها سلطات غاليبولي لطاقم السفينة، مؤكدا وجود تعاون كبير من البلدية وعناصر الشرطة وسلطات الموانئ التابعة لها. وأوضح للجزيرة نت أنه تم تنظيم أول نشاط الثلاثاء الماضي للترحيب بالسفينة، حيث قام متضامنون إيطاليون مع أطفالهم بخطوة رمزية، تمثلت في زراعة شجرة زيتون في قلب ساحة المدينة. كما ألقى نيروخ كلمة نقل من خلالها عبارات الشكر من أهل فلسطين والسلام من بلاد الشام، أكد فيها أن دعمهم لن ينسوه، وأنهم يقفون في الجهة الصحيحة من التاريخ، وسيفتخر أطفالهم بما يقومون به اليوم، مضيفا أن "هذه الشجرة ستُثمر وستكون شاهدا على تقديمكم خطوة إنسانية في هذا العالم". وأشار المتحدث إلى الاجتماع الذي عقد مع السلطات البحرية أمس الأول الأربعاء من أجل بحث بعض الأمور المتعلقة بتأخير موعد انطلاق السفينة حنظلة إلى يوم الأحد المقبل بسبب ظروف تقنية، قائلا "كانوا متفهمين جدا رغم كل الصعوبات والترتيبات المرتبطة، بما في ذلك تخصيص مكان لها في ميناء غاليبولي". ومنذ وصولها إلى الميناء، يتوافد العشرات كبارا وصغارا للتعبير عن تضامنهم، سواء للتعرف على طاقم "حنظلة" والتقاط الصور، أو لتنظيم أنشطة فنية ووقفات موسيقية، بالإضافة إلى جولات بالدراجات الهوائية في أرجاء المدينة لشباب يحملون العلم والكوفية الفلسطينيين. وبلفتات تجمع بين الإبداع والبراءة، منح الأطفال الدمى الخاصة بهم ورسوم للنشطاء لتقديمها إلى أطفال غزة، كُتب عليها "السلام" و"الحب" بألوان مختلفة. دعم واسع ومن بين المنظمين لهذه المبادرة، قالت ماريغالا للجزيرة نت "نحن هنا لدعم أسطول الحرية، نرسم مع أطفالنا رسوما، سواء للأطفال في المنزل أو لبيعها وجمع بعض المال لإعطائها لسفينة الحرية. نحن جميعا هنا لنقول كفى ل لإبادة الجماعية ، وكفى 100 عام من الاحتلال غير الشرعي لفلسطين. فلسطين حرة". بدوره، قال باولو -وهو أب لطفلين- للجزيرة نت "أخبرني بعض الأصدقاء عن السفينة فقررت المجيء مع أطفالي لإرسال رسومهم وألعابهم المفضلة، لا نساعدهم بالكثير للأسف، لكننا نعتقد أن هذه المبادرات الرمزية سترسم ابتسامات جميلة على وجوه أطفال فلسطين". وبالقرب من السفينة، تجمع العشرات من السكان المحليين أمس الخميس، بعضهم جاء وهو يعرف جيدا تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وآخرون اكتفوا بالصمت، كمن يحدق في مشهد لا يفهم كل تفاصيله، لكنه يعرف أنه صادق. رمزية المدينة وفي هذه المدينة الصغيرة الشاهدة على حروب القرن الماضي، وقف الأهالي هذه المرة أمام نوع آخر من المواجهة، ليس بالبنادق، بل بقلوب مشدودة إلى الضفة الأخرى من المتوسط. ووضع العلم الفلسطيني على واجهة قلعة غاليبولي الإيطالية، وهي حصن ذو أهمية تاريخية ومعمارية عميقة في المدينة، فقد شهد هذا البناء الذي يعود تاريخه إلى العصر الروماني تحولات عديدة في ظل قوى حاكمة مختلفة، وجعلها موقعها الإستراتيجي على البحر الأيوني (أحد أفرع البحر الأبيض المتوسط) حصنا دفاعيا بالغ الأهمية، يحمي المدينة من الغزوات على مر القرون. ومنذ إعادة افتتاحها عام 2014، لا تعتبر هذه القلعة مركزا ثقافيا ووجهة سياحية شهيرة فحسب، بل أصبحت رمزا للصمود والقوة نظرا لتاريخها السابق، ولتاريخها اليوم باحتضانها سفينة حنظلة، التي من المقرر أن تبدأ رحلتها الأحد القادم لكسر الحصار عن أهالي غزة الصامدين في وجه قصف الاحتلال الغاشم. وقالت ماريا، وهي من سكان غاليبولي، للجزيرة نت "نتابع الأخبار ونشاهد ما يحدث للفلسطينيين من إبادة وتجويع، إنهم يعيشون كابوسا حقيقيا، ولهذا لا نرى هذه السفن كقوارب عائمة فقط، بل رسالة إنسانية وسياسية مفادها كفى ظلما وحصارا، وهي مرحب بها في مدينتنا دائما". كانت بداية أنشطة اللجنة الدولية لكسر الحصار عام 2009 عندما تمكنت من دخول غزة برا، تلاها تنظيم قوافل بحرية مثل قافلة أسطول الحرية" مافي مرمرة" في مايو/أيار 2010، وأسفر اعتداء جيش الاحتلال عليها آنذاك عن استشهاد 10 نشطاء. وقبل ذلك، نجحت سفينتان في الوصول إلى القطاع، ثم استمرت المحاولات حتى يومنا هذا. وتوجهت سفينة "نور" عام 2011 من مدينة كافالا إلى تركيا، وكانت شبه سرية لكن تم توقيفها في ميناء فتحية، وبعد ذلك بـ4 سنوات انطلقت سفينة "جوليان" من اليونان، ثم قافلة أخرى في صيف 2018 حملت اسم "رزان النجار" لكنها لم تنجح بسبب عقبات من السلطات اليونانية. وفي يونيو/حزيران الماضي، تمت قرصنة السفينة " مادلين" من قبل زوارق إسرائيلية عندما كانت تبحر في المياه الدولية، وكان على متنها 12 ناشطا وناشطة، نصفهم من حاملي الجنسية الفرنسية. وفي هذا الإطار، يرى أنس نيروخ، عضو اللجنة الدولية لكسر الحصار، أن "مادلين" حققت أهدافها وأوصلت رسالتها، مشيرا إلى أنه استضاف 3 من ركابها في الأردن بعد إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي سراحهم. ومن أمام السفينة حنظلة، أضاف نيروخ للجزيرة نت أنه "كان من الجيد زيارتهم للأردن لأن طبيعة وتضاريس البلاد لا تختلف عن التضاريس الفلسطينية، فشعروا كأنهم فعليا في فلسطين".

سرّ تألق مودريتش واستمراره بالملاعب
سرّ تألق مودريتش واستمراره بالملاعب

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

سرّ تألق مودريتش واستمراره بالملاعب

كشف الكرواتي لوكا مودريتش المنضم حديثا إلى ميلان الإيطالي عن سر تألقه وحيويته خلال مسيرته الاحترافية الطويلة في عالم كرة القدم. وبعد أقل من شهرين وبالتحديد يوم التاسع من سبتمبر/أيلول القادم سيحتفل مودريتش بعيد ميلاده الـ40، وها هو يخوض تجربة جديدة مع ميلان بعد رحيله عن ريال مدريد عقب انتهاء عقده مع النادي الملكي. وفي مقابلة مع القناة الرسمية لميلان، سُئل مودريتش عن سر استمراريته في الملاعب فأجاب: "الأهم هو الشغف وحب كرة القدم، هذا ما أشعر به من داخل أعماقي وأحتفظ به، الشغف هو ما يمنحني الدافع. لا يوجد سرّ آخر سوى الشغف وحب اللعبة". قدوة مودريتش وأقر مودريتش خلال المقابلة ذاتها أنه كان يتابع ميلان في طفولته بسبب وجود مواطنه زفونيمير بوبان الذي يعدّه قدوته في الملاعب. وأضاف "في صغري كنت أشاهد الدوري الإيطالي كثيرا وكان ميلان فريقي المفضل. في تلك المرحلة كان الفريق يحظى بشعبية كبيرة في كرواتيا لأنه من أكبر الأندية في العالم ولأنه كان يضم بوبان، مثلي الأعلى". وتابع مودريتش "أنا سعيد لوجودي هنا ومتحمّس لبدء مغامرة جديدة. كنت أرغب بالبقاء في أوروبا ومواصلة التنافس على أعلى مستوى. كانت لدي عروض أخرى لكن حين تواصل معي ميلان حسمت أمري منذ اللحظة الأولى". وزاد "ميلان من أعظم الأندية في أوروبا. لا يمكنه القبول بالأداء المتواضع بل عليه أن يسعى دائما لأهداف طموحة والفوز بالألقاب والتنافس مع أفضل الفرق في العالم، لهذا أنا هنا". وتابع مودريتش "لا أكتفي أبدا بما حققته وأريد دائما المزيد. حين تتذوق طعم الفوز ترغب في تكرار ذلك الشعور. لا أزال جائعا للانتصارات". إعلان يُذكر أن مودريتش الذي يُعد واحدا من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم وقّع قبل أيام عقد انضمامه إلى ميلان لمدة موسم واحد مع خيار التمديد إلى موسم إضافي. ويخطط مودريتش للمشاركة في نهائيات كأس العالم 2026 المقرر إقامتها في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا ، ولذلك رحل إلى ميلان من أجل الحصول على دقائق أكبر بعد تراجع نسبة ظهوره في مباريات ريال مدريد في الموسم الماضي. وسيرتدي مودريتش مع "الروسونيري" القميص رقم 14 الذي سبق له أن حمله مع توتنهام هوتسبير ومنتخب كرواتيا قبل سنوات. أرقام مورديتش مع ريال مدريد وفي تجربته السابقة مع ريال مدريد التي استمرت 13 عاما ظهر مودريتش بقميص النادي الملكي في 597 مباراة بجميع البطولات سجل خلالها 43 هدفا وقدّم لزملائه 95 تمريرة حاسمة، وفق بيانات موقع "ترانسفير ماركت" الشهير. كما حقق 27 لقبا أبرزها على الإطلاق دوري أبطال أوروبا (6)، الدوري الإسباني (4)، كأس العالم للأندية (5).

إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدولي بكولومبيا
إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدولي بكولومبيا

الجزيرة

timeمنذ 4 أيام

  • الجزيرة

إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدولي بكولومبيا

أعلن الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين إطلاق جائزة دولية جديدة باسم "جائزة فلسطين العالمية للشعر"، وذلك في حفل اختتام مهرجان ميديين الدولي للشعر بمدينة ميديين في كولومبيا. وجاءت المبادرة بالتعاون مع إدارة مهرجان ميديين الدولي وحركة الشعر العالمية، إضافة إلى التجمع الدولي لاتحادات الكتّاب، وبحضور الأمين العام للاتحاد الشاعر الفلسطيني مراد السوداني ورئيس مهرجان ميديين الشاعر الكولومبي فرناندو ريندون، إلى جانب مشاركة أكثر من 64 شاعرا من أنحاء العالم. وتهدف الجائزة إلى منح شعراء العالم منصة للتعبير الشعري عن التضامن مع فلسطين، من خلال تناول عدة جوانب أبرزها تجسيد معاناة فلسطين وشعبها شعريا أمام العالم. وتأتي المبادرة كمحاولة طرح رؤى ومواقف مؤيدة لفلسطين ولقضيتها، ورفع صوت الحلم والحرية في مواجهة الظلم والاحتلال من خلال الشعر. وقد أكّد الاتحاد أن هذه الجائزة تأتي تكريما للأصوات الشعرية الحرة التي وقفت مع فلسطين وقضيتها، ورفضت جرائم الإبادة والعدوان بحق الشعب الفلسطيني. ,أوضح الشاعر مراد السوداني في كلمته خلال الإعلان أن الجائزة ستتضمن ترجمة العمل الشعري الفائز إلى عدة لغات عالميّة، إلى جانب تقديم جائزة مادية قيّمة للفائز. وذكر السوداني أنه سيتم لاحقا الكشف عن مجلس أمناء الجائزة ومعايير المشاركة والتفاصيل الكاملة المتعلقة بها. كما أشار إلى أن آلية منح الجائزة قد يجري اعتمادها بشكل سنوي، حيث سيتم الإعلان عن الفائز أو الفائزين في كل دورة خلال حفل ختام مهرجان ميديين الدولي للشعر في الأعوام المقبلة. منصة للتضامن مع فلسطين ووفقا لتصريحات سابقة للاتحاد العام للكتّاب، يجري التخطيط لأن تُمنح الجائزة لعدة شعراء من مناطق جغرافية مختلفة (من الوطن العربي وآسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية) بما يعكس البعد العالمي للقضية الفلسطينية. ومن المتوقع أن تُنشر شروط الترشّح والتقديم قريبا لإتاحة الفرصة لجميع الشعراء المهتمين بالمشاركة. ولاقى إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر ترحيبا ودعما من رموز شعرية دولية مشاركة في المهرجان، وأعلن الشاعر الكولومبي فرناندو ريندون دعمه الكامل للمبادرة الجديدة، معتبرا أن هذه الجائزة ستكون رافدا مهما للجبهة الثقافية العالمية المساندة لفلسطين وقضيتها. View this post on Instagram A post shared by Festival de Poesía de Medellín (@festivalpoesiamedellin) في كلمته خلال حفل الاختتام، وجّه ريندون نداء إلى شعراء العالم "أن اتحدوا من أجل فلسطين وانتصروا لها أمام هذا الظلم والاعتداءات التي ليس لها حد. فالشعر هو ضمير العالم، وعلى الشعراء أن تبقى ضمائرهم حيّة تقف مع الحق والعدل والحياة". يأتي إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر تتويجا لتوجه ثقافي تضامني ظهر جليا في مهرجان ميديين الدولي هذا العام. فقد شهد حفل الختام توقيع 46 شاعرا من مختلف أنحاء العالم على بيان جماعي يُعلن التضامن مع فلسطين ويرفض الإبادة والاقتلاع الثقافي في غزة وكافة الأراضي الفلسطينية. وطالب الشعراء في بيانهم بإنهاء الحرب ورفع الحصار عن غزة ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني، مؤكدين أن "الشعر هو ضمير الإنسانية… وانتصار للحياة في وجه الموت والظلم". وكانت إدارة مهرجان ميديين قد كرّمت الشاعر مراد السوداني في حفل الافتتاح، في لفتة تكريمية لفلسطين وشعرائها ضمن فعاليات المهرجان. كما أُعلن سابقا عن اختيار فلسطين ضيفَ شرف للدورة المقبلة من المهرجان في العام القادم، في خطوة غير مسبوقة تعكس عمق الشراكة الثقافية بين منظمي المهرجان والمؤسسات الأدبية الفلسطينية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store