logo
هجمات المستوطنين تهدد فلسطينيي الضفة الغربية بالعطش

هجمات المستوطنين تهدد فلسطينيي الضفة الغربية بالعطش

صحيفة الخليجمنذ 5 ساعات
كفر مالك - أ ف ب
في محطة مياه فرعية في السهول الشرقية لقرية كفر مالك بالضفة الغربية المحتلة، يراقب صبحي عليان عمل المضخات وأنابيب المياه التي تنهل من عين سامية، الشريان الذي يمد الفلسطينيين بالحياة.
فبعد هجوم شنه مستوطنون مؤخراً على شبكة الآبار والمضخات والأنابيب التي تسحب المياه من النبع وتخريبها، ما تسبب في قطع المياه عن القرى المجاورة إلى حين إصلاحها، ازدادت أهمية عمله وكذلك مخاوفه، إذ «لا حياة بدون ماء» كما يقول.
والهجوم ليس سوى واحد من عدة هجمات نفذها المستوطنون الذين يقول الفلسطينيون إنهم يستهدفون الينابيع ومحطات المياه الفلسطينية عبر تخريبها أو تحويل مسارها أو السيطرة عليها.
تزود شبكة عين سامية نحو 110 آلاف نسمة بالمياه وفقاً للشركة الفلسطينية التي تديرها، ما يجعلها من أهم محطات المياه في الضفة الغربية التي تعاني أساساً شح المياه.
يقول عليان: «جاء المستوطنون وكسروا أنبوب المياه ما اضطرنا إلى وقف الضخ» للقرى المجاورة التي تعد عين سامية مصدرها الرئيسي لمياه الشرب. ويوضح عليان أنه لا بد في مثل هذه الحالات من وقف الضخ «حتى لا تذهب المياه هدراً» في التراب، إلى أن يتمكن العمال من إصلاح الضرر.
بعد يومين من الهجوم الأخير على المحطة، كان عليان يراقب ضغط المياه والكاميرات في محطات المياه قرب العين الواقعة أسفل الوادي من قريته كفر مالك، عندما عاد المستوطنون الإسرائيليون، وبعضهم مسلح، يلهون في إحدى برك العين.
ويوضح عليان أن برنامج المراقبة أشار إلى ضغط طبيعي في الأنابيب التي تسحب المياه من الآبار وتضخها في الأنبوب الكبير الذي يحملها إلى أعلى التلة نحو كفر مالك. لكن عمال الصيانة لا يجرؤون في كل الأحوال على التوجه إلى محطة الضخ الرئيسية خشية على سلامتهم.
قطع المياه للضم
يقول عيسى قسيس رئيس مجلس إدارة مصلحة مياه القدس التي تدير عين سامية، إنه ينظر إلى هجمات المستوطنين على مصادر المياه على أنها أداة للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وضمها.
ويضيف خلال مؤتمر صحفي: «عندما يتم تقييد إمدادات المياه في مناطق معينة، ينتقل الناس ببساطة إلى حيث توجد المياه.. ضمن خطة لنقل الناس إلى أرض أخرى، فإن المياه أفضل وأسرع وسيلة لذلك».
منذ اندلاع الحرب في غزة، ازدادت دعوات الأحزاب اليمينية والمتطرفة الإسرائيلية لضم الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. ومن أبرز الأصوات الداعية إلى ذلك، وزير المالية اليميني المتشدد والمستوطن بتسلئيل سموتريتش الذي يسكن في مستوطنة شمال الضفة الغربية.
ففي تشرين الثاني/نوفمبر، قال سموتريتش إن عام 2025 سيكون عاماً تفرض فيه إسرائيل سيادتها على الأراضي الفلسطينية.
واتهم قسيس الحكومة الإسرائيلية بدعم هجمات المستوطنين، ومن بينها الهجوم على عين سامية. ولكن الجيش الإسرائيلي قال: إن جنوده لم يكونوا على علم بالحادث الذي تم خلاله تخريب أنابيب شبكة عين سامية «وبالتالي لم يتمكنوا من منعه».
ولكن مثل هذه الحوادث ليست نادرة. ففي الأشهر القليلة الماضية، استولى المستوطنون في منطقة الأغوار على عين العوجا عن طريق تحويل مجرى مياهها، كما يقول فرحان غوانمة ممثل تجمع عين العوجا. ويضيف غوانمة أنه تم مؤخراً الاستيلاء على عيني ماء أخريين في المنطقة ذاتها.
الحق في المياه
وفي قرية دورا القرع التي تعتمد أيضاً على عين سامية كمصدر احتياطي للمياه، يشعر السكان بالقلق من فصول الجفاف التي تمتد لفترات أطول كل عام ولطريقة تحكم إسرائيل بحقوقهم المائية.
ويقول عضو المجلس القروي رفيع قاسم: «منذ سنين، ما عاد الأهالي يزرعون لأن منسوب المياه انخفض.. وقلة الأمطار تتسبب في هجرة الفلاحين لأرضهم».
ويضيف قاسم أن أزمة نقص المياه مستمرة منذ 30 عاماً، وبالتالي فإن أيدي الناس مكبلة إزاء هذه الصعاب والتحديات.
ويوضح أنه «لا يوجد خيارات، ممنوع أن تحفر بئراً ارتوازية»، على الرغم من وجود ينابيع مياه محلية، مشيراً إلى رفض الأمم المتحدة والبنك الدولي مشروعاً لحفر بئر بسبب القوانين الإسرائيلية التي تحظر الحفر في المنطقة.
وتقع الأراضي المؤهلة لحفر الآبار في المنطقة المصنفة جيم والتي تغطي أكثر من 60 في المئة من أراضي الضفة الغربية وتخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة.
ويفيد تقرير صادر عن منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية في عام 2023، أن النظام القانوني الإسرائيلي أدى إلى إحداث فجوة كبيرة في الوصول إلى المياه داخل الضفة الغربية بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين.
ففي حين يحصل جميع سكان إسرائيل وسكان المستوطنات في الضفة على المياه الجارية بشكل يومي، فإن 36 في المئة فقط من الفلسطينيين في الضفة الغربية يحصلون على المياه الجارية يومياً.
وفي دورا القرع، يبدو قاسم عاجزاً عن إخفاء قلقه من المستقبل، ويقول: «كل سنة تشعر أن المياه تقل، والأزمة تزيد، الأزمة لا تقل».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البابا يندد بحرب غزة "الهمجية" ويدعو إلى وقفها فورا
البابا يندد بحرب غزة "الهمجية" ويدعو إلى وقفها فورا

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

البابا يندد بحرب غزة "الهمجية" ويدعو إلى وقفها فورا

وقال البابا: "أدعو مرة أخرى إلى وضع حد فوري للحرب الهمجية وإلى حل سلمي للنزاع"، وذلك بعد مقتل 3 أشخاص في القصف الذي طال الكنيسة الكاثوليكية. وتابع: "أناشد المجتمع الدولي بمراعاة القانون الإنساني واحترام الالتزام بحماية المدنيين، ومنع العقاب الجماعي والاستخدام العشوائي للقوة و التهجير القسري للسكان". والخميس، استهدفت غارة جوية إسرائيلية الكنيسة الكاثوليكية في قطاع غزة ، وألحقت أضرارا بكنيسة العائلة المقدسة، وهي الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة داخل القطاع الفلسطيني. وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية أن كاهن الكنيسة الأب جبرائيل رومانيلي، الذي كان يطلع البابا الراحل فرنسيس بانتظام على مستجدات الحرب ، قد أصيب بجروح طفيفة في ساقه.

ارتفاع حصيلة ضحايا "لقمة العيش" شمال غرب غزة إلى 30 قتيلا
ارتفاع حصيلة ضحايا "لقمة العيش" شمال غرب غزة إلى 30 قتيلا

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

ارتفاع حصيلة ضحايا "لقمة العيش" شمال غرب غزة إلى 30 قتيلا

وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" بأن "قوات الاحتلال أطلقت النار صوب منتظري المساعدات في منطقة السودانية، ما أدى لاستشهاد 30 مواطنا على الأقل وإصابة 60 آخرين". وأضافت أن "جثامين الشهداء لا تزال في الطرقات". وأشارت إلى أن "مواطنين آخرين استشهدا جراء قصف قوات الاحتلال منتظري المساعدات قرب مركز مساعدات الشاكوش شمال مدينة رفح ، جنوبي القطاع". وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا لقمة العيش (المساعدات) ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى أكثر من 900 قتيل و6 آلاف مصاب، وفق مصادر طبية في غزة. كما ارتفعت حصيلة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 58,765 قتيلا، و140,485 مصابا. إسرائيل توسع عملياتها في وسط غزة من ناحية ثانية، ذكر بيان صادر عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الجيش يوسع عملياته في مدينة دير البلح ، بوسط قطاع غزة، داعيا السكان إلى مغادرة المنطقة في منشور باللغة العربية على موقع التواصل الاجتماعي إكس اليوم الأحد. ويواصل الجيش الإسرائيلي "العمل بكثافة للقضاء على الإرهابيين وتفكيك البنية التحتية الإرهابية في المنطقة ويوسع نطاق أنشطته ليشمل مناطق جديدة"، طبقا لما ذكره الجيش في بيان. وأضاف "من أجل سلامتكم، يرجى الإخلاء فورا جنوبا باتجاه المواصي". وصنفت إسرائيل المواصي، الواقعة جنوب غرب المنطقة المحاصرة "منطقة إنسانية" خلال حرب غزة. ومع ذلك شن الجيش الإسرائيلي هجمات هناك عدة مرات في الماضي.

هجمات المستوطنين تهدد فلسطينيي الضفة الغربية بالعطش
هجمات المستوطنين تهدد فلسطينيي الضفة الغربية بالعطش

صحيفة الخليج

timeمنذ 5 ساعات

  • صحيفة الخليج

هجمات المستوطنين تهدد فلسطينيي الضفة الغربية بالعطش

كفر مالك - أ ف ب في محطة مياه فرعية في السهول الشرقية لقرية كفر مالك بالضفة الغربية المحتلة، يراقب صبحي عليان عمل المضخات وأنابيب المياه التي تنهل من عين سامية، الشريان الذي يمد الفلسطينيين بالحياة. فبعد هجوم شنه مستوطنون مؤخراً على شبكة الآبار والمضخات والأنابيب التي تسحب المياه من النبع وتخريبها، ما تسبب في قطع المياه عن القرى المجاورة إلى حين إصلاحها، ازدادت أهمية عمله وكذلك مخاوفه، إذ «لا حياة بدون ماء» كما يقول. والهجوم ليس سوى واحد من عدة هجمات نفذها المستوطنون الذين يقول الفلسطينيون إنهم يستهدفون الينابيع ومحطات المياه الفلسطينية عبر تخريبها أو تحويل مسارها أو السيطرة عليها. تزود شبكة عين سامية نحو 110 آلاف نسمة بالمياه وفقاً للشركة الفلسطينية التي تديرها، ما يجعلها من أهم محطات المياه في الضفة الغربية التي تعاني أساساً شح المياه. يقول عليان: «جاء المستوطنون وكسروا أنبوب المياه ما اضطرنا إلى وقف الضخ» للقرى المجاورة التي تعد عين سامية مصدرها الرئيسي لمياه الشرب. ويوضح عليان أنه لا بد في مثل هذه الحالات من وقف الضخ «حتى لا تذهب المياه هدراً» في التراب، إلى أن يتمكن العمال من إصلاح الضرر. بعد يومين من الهجوم الأخير على المحطة، كان عليان يراقب ضغط المياه والكاميرات في محطات المياه قرب العين الواقعة أسفل الوادي من قريته كفر مالك، عندما عاد المستوطنون الإسرائيليون، وبعضهم مسلح، يلهون في إحدى برك العين. ويوضح عليان أن برنامج المراقبة أشار إلى ضغط طبيعي في الأنابيب التي تسحب المياه من الآبار وتضخها في الأنبوب الكبير الذي يحملها إلى أعلى التلة نحو كفر مالك. لكن عمال الصيانة لا يجرؤون في كل الأحوال على التوجه إلى محطة الضخ الرئيسية خشية على سلامتهم. قطع المياه للضم يقول عيسى قسيس رئيس مجلس إدارة مصلحة مياه القدس التي تدير عين سامية، إنه ينظر إلى هجمات المستوطنين على مصادر المياه على أنها أداة للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وضمها. ويضيف خلال مؤتمر صحفي: «عندما يتم تقييد إمدادات المياه في مناطق معينة، ينتقل الناس ببساطة إلى حيث توجد المياه.. ضمن خطة لنقل الناس إلى أرض أخرى، فإن المياه أفضل وأسرع وسيلة لذلك». منذ اندلاع الحرب في غزة، ازدادت دعوات الأحزاب اليمينية والمتطرفة الإسرائيلية لضم الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. ومن أبرز الأصوات الداعية إلى ذلك، وزير المالية اليميني المتشدد والمستوطن بتسلئيل سموتريتش الذي يسكن في مستوطنة شمال الضفة الغربية. ففي تشرين الثاني/نوفمبر، قال سموتريتش إن عام 2025 سيكون عاماً تفرض فيه إسرائيل سيادتها على الأراضي الفلسطينية. واتهم قسيس الحكومة الإسرائيلية بدعم هجمات المستوطنين، ومن بينها الهجوم على عين سامية. ولكن الجيش الإسرائيلي قال: إن جنوده لم يكونوا على علم بالحادث الذي تم خلاله تخريب أنابيب شبكة عين سامية «وبالتالي لم يتمكنوا من منعه». ولكن مثل هذه الحوادث ليست نادرة. ففي الأشهر القليلة الماضية، استولى المستوطنون في منطقة الأغوار على عين العوجا عن طريق تحويل مجرى مياهها، كما يقول فرحان غوانمة ممثل تجمع عين العوجا. ويضيف غوانمة أنه تم مؤخراً الاستيلاء على عيني ماء أخريين في المنطقة ذاتها. الحق في المياه وفي قرية دورا القرع التي تعتمد أيضاً على عين سامية كمصدر احتياطي للمياه، يشعر السكان بالقلق من فصول الجفاف التي تمتد لفترات أطول كل عام ولطريقة تحكم إسرائيل بحقوقهم المائية. ويقول عضو المجلس القروي رفيع قاسم: «منذ سنين، ما عاد الأهالي يزرعون لأن منسوب المياه انخفض.. وقلة الأمطار تتسبب في هجرة الفلاحين لأرضهم». ويضيف قاسم أن أزمة نقص المياه مستمرة منذ 30 عاماً، وبالتالي فإن أيدي الناس مكبلة إزاء هذه الصعاب والتحديات. ويوضح أنه «لا يوجد خيارات، ممنوع أن تحفر بئراً ارتوازية»، على الرغم من وجود ينابيع مياه محلية، مشيراً إلى رفض الأمم المتحدة والبنك الدولي مشروعاً لحفر بئر بسبب القوانين الإسرائيلية التي تحظر الحفر في المنطقة. وتقع الأراضي المؤهلة لحفر الآبار في المنطقة المصنفة جيم والتي تغطي أكثر من 60 في المئة من أراضي الضفة الغربية وتخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة. ويفيد تقرير صادر عن منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية في عام 2023، أن النظام القانوني الإسرائيلي أدى إلى إحداث فجوة كبيرة في الوصول إلى المياه داخل الضفة الغربية بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين. ففي حين يحصل جميع سكان إسرائيل وسكان المستوطنات في الضفة على المياه الجارية بشكل يومي، فإن 36 في المئة فقط من الفلسطينيين في الضفة الغربية يحصلون على المياه الجارية يومياً. وفي دورا القرع، يبدو قاسم عاجزاً عن إخفاء قلقه من المستقبل، ويقول: «كل سنة تشعر أن المياه تقل، والأزمة تزيد، الأزمة لا تقل».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store