
اعتقال "أنغري غينج" بسبب تخريب سيارة فورمولا 1 في جائزة بريطانيا الكبرى
أكّد صانع المحتوى المعروف وممثل فريق رد بل في الرياضات الإلكترونية، "أنغري غينج" (الاسم الحقيقي: مورغان بيرتويسل)، أنه تعرّض للاعتقال خلال جائزة بريطانيا الكبرى للفورمولا 1، على خلفية حادث تخريب طال سيارة فريق رايسينغ بوينت RP19 التي تعود لموسم 2019.
وبحسب شرطة نورثهامبتونشير، تعرّضت السيارة الكلاسيكية لأضرار تقدّر بعدة آلاف من الباوندات، خلال حادثة وقعت يوم الجمعة في حلبة سيلفرستون، حيث كانت مجموعة من سيارات الفورمولا 1 التاريخية معروضة أمام الجمهور.
وظهر "أنغري غينج" في مقطع فيديو انتشر لاحقًا برفقة صانعي محتوى آخرين، هما "تشازا" (تشارلي كلارك) و"سامهام"، حيث بدا أن أحدهم يحاول التسلل إلى قمرة القيادة في السيارة. وظهر في صورة أخرى وهو يُقتاد من قبل رجال الأمن.
وفي تصريح له عبر قناته على يوتيوب، قال "أنغري غينج" إنه قضى 15 ساعة في الحجز، واصفًا التجربة بأنها كانت "صادمة" ومؤكّدًا أن ما جرى كان مجرد محاولة لصناعة لقطة فكاهية. وأضاف: "لم يدخل أحدنا السيارة فعليًا، بل وقف على العتبة الأمامية فقط".
وأكدت الشرطة أن الثلاثي اعتُقل للاشتباه في إلحاق ضرر جنائي بالممتلكات، لكن لم تُوجَّه إليهم أي تهم لاحقًا وتم إطلاق سراحهم دون متابعة قانونية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 5 ساعات
- الديار
استهداف الكنائس في سوريا: بين الرواية الرسمية وتبدّد الحقيقة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب كانت حادثة استهداف كنيسة «مار الياس» بحي الدويلعة بدمشق يوم 22 حزيران الفائت، والتي كان من نتيجتها سقوط 25 من الضحايا و 63 من الجرحى، الأولى من نوعها بعيد سقوط نظام بشار الأسد شهر كانون الاول من العام الماضي، وإذا ما كانت السلطات السورية قد حملت «تنظيم الدولة الإسلامية» المسؤولية عن القيام بذاك الفعل، فإن تنظيما آخر يطلق عليه اسم «سرايا أنصار السنة» أعلن عن تبنيه له، كما توعد هذا الأخير، في بيان التبني آنف الذكر، بتنفيذ «العديد من الهجمات ضد النصارى والمرتدين من العلويين والدروز»، وقد شكل إعلان «أنصار السنة» إحراجا للسلطات التي ألقت بالمسؤولية على تنظيم آخر، ولإيجاد مخرج لهذا التناقض صرح مصدر حكومي بعد أيام بأن «أنصار السنة لا تعمل بشكل مستقل عن تنظيم الدولة الإسلامية»، والجدير ذكره في هذا السياق أن جهات محسوبة على السلطة كانت قد أفادت بإن التنظيم «وهمي، ولا وجود له إلا على الفضاء الإفتراضي»، على نحو ما قاله عصمت العبسي، الخبير العسكري والباحث السياسي، وفقا للتوصيف الذي عرفته به قناة «الحدث» التي أجرت لقاء معه بعيد تلك الحادثة . أعلنت وزارة الداخلية السورية في بيان لها نشرته يوم الأربعاء، 6 آب، إن «قوات الأمن الداخلي في محافظة طرطوس أحبطت مخططا إرهابيا لتفجير كنيسة مار الياس المارونية في قرية الخريبات بمنطقة صافيتا في محافظة طرطوس الساحلية»، كما نشرت الوزارة صورا تظهر عبوة ناسفة كانت بحوزة «المتهمين»، وأوراقا تحمل عبارات التهديد لأهل المنطقة، وأضاف البيان إن «وحدة المهام الخاصة، ومن خلال كمين محكم، أوقعت خلية إرهابية مرتبطة بفلول النظام السابق»، وكان العقيد عبدالعال محمد عبد العال، مدير الأمن بطرطوس، قد ذكر في منشور على حسابه الخاص أن «معلومات استخباراتية دقيقة قادت إلى رصد خلية مرتبطة بفلول النظام كانت تستهدف الكنيسة»، وأضاف «تم إلقاء القبض على عنصرين من الخلية كانا في طريقهما لتنفيذ عمليات إرهابية في كنيسة مار الياس المارونية»، وفي اليوم نفسه نشرت وكالة «سانا» الرسمية على «انستغرام» صورا لـ«عنصري الخلية الإرهابية، رمزي حمود ومنذر علي، المتورطين في محاولة استهداف الكنيسة» . ثمة «ثقوب» عدة في تلك الرواية، أولها إن «الحادثة» وقعت قبل نحو ثلاثة أسابيع على الإعلان عنها، والجدير ذكره في هذا السياق إن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، كان قد أفاد في منشور له، يوم 14 تموز الفائت، بـ«توقيف ثلاثة أشخاص يشتبه في تخطيطهم لتنفيذ هجوم إرهابي قرب كنيسة مار الياس بالخريبات»، والجدير ذكره أيضا إن الكنيسة نفسها كانت قد أعلنت، منتصف شهر تموز، عن «اكتشاف سيارة مفخخة معدة لاستهداف الكنيسة»، وهي «تحمل منشورات تحريضية تدعو إلى العنف وقتل المسيحيين»، وأضافت الكنيسة إنها «أبلغت السلطات الأمنية بذلك»، وهذا يزيد من مصداقية خبر الذي «المرصد السوري» آنف الذكر، وهذا يقود إلى السؤال عن الأسباب التي جعلت السلطات «تصوم» ثلاثة أسابيع قبيل نشر الخبر، ثم لماذا لجأت هذي الأخيرة إلى الإعلان عنه في هذا التوقيت ؟ والراجح هنا أن الأمر له علاقة بالمحادثات الروسية السورية التي جرت بموسكو أواخر شهر تموز المنصرم، وبهذا المعنى يصبح الإعلان، في هذا التوقيت، محاولة للتسديد على «المرمى» الروسي، فوفقا لتقارير غرببة جاءت على ذكر تلك المحادثات «ذكر الروس بخطورة السياسات التي تنتهجها السلطة المؤقتة حيال الأقليات»، وإن ذلك سيضع «العديد من الدول الداعمة لتلك السلطة في موقع محرج»، وثانيها، يمكن لحظه عبر منشور «المرصد» الذي تلا بيان وزارة الداخلية السورية مباشرة، والذي قال فيه «أفاد جيران المعتقلين أن الأشخاص الذين جرى توقيفهم كانوا ضالعين بعملية سرقة كابلات كهربائية»، وأضاف و«قد عثر بحوزتهم على أسلاك كهربائية ونحاسية»، وبذا تصبح هناك رواية أخرى مخالفة تماما للرواية الحكومية، الأمر الذي تكرر حدوثه لعشرات المرات، بل إن كل حادثة أمنية يجري الإعلان عنها تحيط بها روايات عديدة، وهي تتناقض، جزئيا أو كليا، مع الرواية الحكومية لها، ومن المؤكد أن الفعل، الذي كثيرا ما يضيف المزيد من الضباب للمشهد السوري، كثيرا ما يرمي أيضا بحمولاته على العلاقة القائمة ما بين السلطة وبين الشارع عموما، وبينها وبين «الأقليات» على وجه التحديد . ذكرت وكالة «أنباء آسيا» في تقرير لها إن «العنصرين على صلة بمجموعات متطرفة تعمل على إعادة تنشيط خلاياها في الساحل السوري»، وأضاف التقرير إنه «عثر على راية سوداء بحوزة العنصرين، وهي ترمز الى تنظيم متشدد»، والسؤال الذي يبرز مباشرة هو: ما هو هذا التنظيم؟ وما هي أهدافه؟ ثم ألا يجب على السلطات «التعريف» به، وبمراميه؟ بعيد أن تستكمل التحقيقات التي قيل إنها بدأت فور إلقاء القبض على المتهمين، الذي حدث وفق رواية «المرصد» قبيل نحو ثلاثة أسابيع، وإذا ما صحت تلك الرواية، فإن القائم بالفعل، أو من وراءه، ضنين بالفواعل التي تقود إلى تفكيك المجتمعات، إذ لطالما كان من نافل القول أن استهداف دور العبادة يمكن له أن يترك آثارا نفسية ومجتمعية بالغة الخطورة على بنيان المجتمعات، ومن شأنها تأجيج الغضب والاحتقان الطائفيين بدرجة يصبح معها الرجوع إلى الوراء أمرا صعبا، إن لم يكن شبه مستحيل .


صدى البلد
منذ 6 ساعات
- صدى البلد
ثانيتين .. روبي تطرح أحدث أغانيها
طرحت الفنانة روبي أحدث أغانيها 'ثانيتين' منذ قليل عبر موقع الفيديوهات الشهير يوتيوب ومنصات الموسيقي المختلفة. وتأتي الأغنية ضمن خطة النجمة روبي لإطلاق مجموعة من الأغنيات على مدار الصيف وهي من كلمات الشاعر الغنائي فلبينو ومن ألحان وتوزيع أحمد طارق يحيي. كلمات أغنية ثانيتين جوه حتة مش هاقول فين دخل سحرنا وخطف العين طول بعرض جابني أرض جريت سألت الحلو منين؟ قالي نرقص.. قولت طبعا قربت منه في ثانيتين قالي يا أسمر.. جسمي قشعر مبقتش أجمع كلمتين ورقصنا رقصة خلتني انسى عنواني ساكنه انا فين حبيت في لحظة والناس ملاحظة والله خايفة مالعين ورقصنا رقصة خلتني انسى عنواني ساكنة أنا فين خليني طايرة يا حبيبي طايرة للصبح.. معاك.. ومش ماشيين بعدك إنت هحب أنا مين؟ واحنا لبعض حبيبي لايقين قالي صح ودي عايزة شرح؟ قولت اللي زيك بقى كان فين؟ قالي نرقص.. قولت طبعا قربت منه في ثانيتين قالي يا أسمر.. جسمي قشعر مبقتش أجمع كلمتين وكانت روبي تصدرت التريند خلال الساعات الماضية بعد إطلاق البوستر الترويجي للأغنية حيث تداوله الجمهور بشكل موسع على مواقع التواصل الاجتماعي. وتستعد روبي للتواجد بين جمهورها خلال الفترة القادمة في عدد من الحفلات الغنائية التي تحيها داخل وخارج مصر. أغنية تاني لروبي وأحمد سعد وطرحت روبي مؤخرا أغنية 'تاني' مع الفنان أحمد سعد بعد نجاح أغنيتهما السابقة يا ليالي وانتشرت بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق تيك توك.


الديار
منذ 7 ساعات
- الديار
التراث اللامادي... شيفرة وجوديّة توحّد اللبنانيين ضمن نسيج ثقافي مُتماسك
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في وطن تتوالى عليه الأزمات وتتآكل فيه مقومات الدولة، يبقى التراث اللامادي صلة الوصل الأعمق بين الحاضر والماضي، وجسرا تتشابك عليه الثقافات وتتداخل الحضارات، متخطيا الانتماءات الطائفية والمناطقية، ليشكل فسيفساء ثقافية تؤسس لذاكرة جماعية مشتركة وهوية وطنية جامعة. فالتراث اللامادي في لبنان ليس مجرد فولكلور أو طقوس عابرة، بل هو منظومة حية من الممارسات والقيم المتوارثة، ومرآة تعكس هوية المجتمع وروحه الجامعة وسط الانقسامات، إنه الكنز غير المرئي الذي يسكن الأهازيج والأمثال، ويتجلى في المطبخ واللباس، وفي الحرف اليدوية والرقصات الشعبية، ويعيش في الوجدان والذاكرة والطقوس اليومية، كأنه شيفرة الهوية. وبحسب تعريف منظمة اليونسكو، يشمل التراث الثقافي غير المادي الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف، التي تقر المجتمعات المحلية بأهميتها في نسيجها الثقافي، إلى جانب كل ما يرتبط بها من أدوات ومواقع وعناصر. وقد أكدت اتفاقية اليونسكو لصون التراث الثقافي غير المادي لعام 2003 على ضرورة حمايته وصونه للأجيال القادمة، باعتباره حجر الأساس في تعزيز التنوع الثقافي والحوار بين الشعوب. شيفرة وجودية يمتاز لبنان بتنوع ثقافي غني ناتج من تاريخه الطويل وتعدد طوائفه ومناطقه، مما يجعل تراثه غير المادي غنيا ومتنوعا متمثلا بالتقاليد الشفوية، والموسيقى، والرقصات الشعبية، والحرف اليدوية، والممارسات الاجتماعية والدينية، والمطبخ اللبناني الذي اصبح عالميا لتنوعه وارضائه مختلف الاذواق، وهذه عناصر ليست مجرد رموز ثقافية، بل هي شيفرة وجودية تحفظ ذاكرة الشعوب وتحميها من الذوبان في عالم معولم سريع التغير. منذ فجر التاريخ، شكل لبنان مركزا ثقافيا مرموقا، فهنا ولدت الأبجدية، وما تزال رموزها محفورة على ناووس أحيرام المحفوظ في المتحف الوطني.وقد أُدرج الخط العربي ضمن التراث غير المادي للبشرية عام 2021، والزجل عام 2014، والمنقوشة اللبنانية عام 2023 التي وصفتها اليونسكو بأنها "راسخة في الهوية اللبنانية". يبرز التراث اللامادي في بلد يكابد أزمات وجودية تهدد ذاكرته الجماعية، كعنصر جامع وهوية ثقافية مشتركة تتجاوز الانقسامات. فالتقاليد المتجذرة في مختلف المناطق اللبنانية، من الدبكة والعتابا إلى الموشحات والأمثال الشعبية، توحد أبناء الجنوب والبقاع والشمال وجبل لبنان وبيروت ضمن نسيج ثقافي متماسك. مصدر في وزارة الثقافة أكد أن "التراث اللامادي يشكل مساحة تلاق نادرة بين اللبنانيين، فعندما يجتمعون على الزجل أو رقصة الدبكة، أو يشاركون في موسم سياحي فولكلوري، فإنهم يعيشون لحظة وطنية جامعة تتجاوز الحدود المصطنعة التي فرّقتهم. هذا التراث لا يوحّد فقط المناطق، بل يعيد ترميم الانتماء الوطني، من خلال استحضار تاريخ مشترك يعكس تنوّعهم لا تشرذمهم". واكد أن "الحفاظ على هذا التراث فعل مقاومة ثقافي، وحماية لذاكرة جمعية مهددة بالتآكل أو النسيان، خصوصا في مواجهة العولمة وتآكل الخصوصيات". وأضاف "لا يختزل هذا الفعل فقط بجهود وزارة الثقافة أو الجمعيات المعنية، بل هو مسؤولية جماعية تبدأ من الأسرة، وتكملها المدرسة، الجامعة، وسائل الإعلام، والمجتمع المحلي". رافعة اقتصادية وسياحية لا يقتصر هذا التراث على البعد الرمزي، بل يشكل رافعة اقتصادية وسياحية، فلا يمكن الحديث عن تنشيط السياحة في لبنان، من دون التطرق إلى التراث اللامادي، الذي يشكل عنصر جذب حيوي للزوار المحليين والأجانب على حد سواء، فالسائح لا يأتي فقط لزيارة القلاع والمعابد، بل يسعى إلى "عيش" الثقافة بكل تفاصيلها. من هنا، بات تسويق التراث اللامادي ركيزة أساسية في السياسات السياحية الحديثة، إذ تتفوق الوجهات التي تحتضن مهرجانات فنية وشعبية في قدرتها على جذب الزوار، وبث الحياة في القرى والبلدات، وتنشيط الاقتصاد المحلي من بوابة الثقافة والذاكرة. فمختلف المناطق اللبنانية تشهد سنويا مهرجانات تعيد إحياء هذا التراث، وتحوله من ذاكرة إلى عرض حي، من مهرجان بعلبك الدولي الذي يمزج بين الحداثة والأصالة، إلى مهرجان بيت الدين الذي يحتفي بالموسيقى الشرقية والغربية، وصولا إلى مهرجان طرابلس الثقافي، ومهرجان الكرمة في زحلة، وأعياد بيروت والأرز الدولية، وإهدنيات وغيرها من المهرجانات التي ترافقها استعراضات شعبية وأسواق للحرف اليدوية التقليدية، كصناعة السجاد في البقاع، والفخار في راشيا والتطريز التقليدي، ما يخلق فرص عمل ويحافظ على المهارات الحرفية، إضافة إلى مهرجانات خاصة بالحرف اليدوية، مثل مهرجان الصابون في صيدا، ومهرجان السجاد في بشري، حيث يعرض نتاج الحرفيين المحليين، وتجرى عروض حية تظهر المهارات الموروثة. وتساهم هذه الفعاليات في تصدير صورة إيجابية عن لبنان رغم الأزمات، وتعزيز التماسك الاجتماعي حول قيم مشتركة، إضافة إلى دعم الاقتصاد المحلي وتشغيل مئات الحرفيين والمطاعم والمتاجر. وفي هذا السياق، أكد خبير اقتصادي أن "المهرجانات تشكل عاملا أساسيا في تدفق العملات الأجنبية إلى لبنان، وتسهم في تحفيز الاقتصاد، وخلق فرص عمل واستثمارات جديدة"، مشيرا إلى أن "المهرجانات وحدها لا تكفي، بل يجب أن تبنى على دعائم اقتصادية متينة، تشمل القطاع المصرفي والعقاري، وسياسات نقدية سليمة". مخاطر تهدّد استمراريّته ورغم هذا الغنى، يواجه التراث اللامادي في لبنان مخاطر جمة تهدد استمراريته. فهجرة الأجيال الشابة من القرى تفرغ المجتمعات من حملة هذا الإرث، وتضعف عملية تناقله. كما أنّ غياب التوثيق الرسمي، وعدم وجود أرشيف وطني شامل، يعمقان الفجوة بين الذاكرة الشعبية والمؤسسات، وتفاقم العولمة وتغيّر أنماط الحياة هذه المخاطر، في ظل غياب الدعم الحكومي الكافي لاستدامة الأنشطة والمهرجانات التي تحيي هذا التراث. لذلك، تبرز الحاجة إلى مقاربة وطنية شاملة لحماية التراث اللامادي وضمان استمراريته، من خلال خطوات أساسية، أبرزها: ـ إنشاء سجل وطني شامل للتراث اللامادي بالتعاون مع اليونسكو، لتوثيق عناصر التراث في مختلف المناطق بشكل منهجي. ـ دعم الحرفيين والفنانين الشعبيين عبر منح مالية وإعفاءات ضريبية، لتحفيزهم على الاستمرار ونقل مهاراتهم ـ دمج التراث في المناهج المدرسية بأساليب تفاعلية، تُعزز الانتماء وتعرّف التلاميذ على موروثهم الثقافي بطريقة معاصرة. ـ تعزيز التعاون بين وزارة السياحة والبلديات، لتنظيم مهرجانات ثقافية مستدامة على مدار العام، بعيدًا عن حصرها بالمواسم، ما يساهم في تحفيز العجلة الاقتصادية المحلية. يذكر أن لبنان انضم إلى اليونسكو عام 1946 كعضو مؤسس، وأُنشئ مكتب المنظمة في بيروت عام 1961، بصفته المكتب شبه الإقليمي في الشرق الأوسط والمكتب الإقليمي للتربية في الدول العربية، كما أقر اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي في 8 كانون الثاني 2007، تأكيدا لالتزامه بحماية هذا الإرث، الذي يشكل جوهر الهوية الوطنية وروح الوطن. إن التراث اللامادي ليس ماضيا يستذكر فحسب، بل حاضر يعاش، ومستقبل يمكن البناء عليه. هو طاقة ناعمة قادرة على تحريك الاقتصاد، وتفعيل السياحة، وصون الهوية. ففي زمن تتهاوى فيه الجدران الصلبة، تبقى الأغاني والحكايات والحِرف منارات لا تسقط. ومتى عرفنا كيف نحميها، نكون قد حمينا ذواتنا من التآكل، وهويتنا من الذوبان.