logo
'شاهدت طوال حياتي الكثير من الجثث والقتلى، لكن في الأيام الأخيرة، كان للموت شعور آخر'

'شاهدت طوال حياتي الكثير من الجثث والقتلى، لكن في الأيام الأخيرة، كان للموت شعور آخر'

الأياممنذ يوم واحد
Getty Images
إسرائيل نفذت غارة على مقر وزارة الدفاع السورية في دمشق، في 16 يوليو/تموز 2025
أكدت الولايات المتحدة الخميس أنها عارضت ضربات حليفتها إسرائيل في سوريا، بعد يوم من تقديم واشنطن المساعدة في التوصل إلى اتفاق لإنهاء أعمال العنف هناك.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس للصحافيين: "نحن نتواصل دبلوماسيا مع إسرائيل وسوريا على أعلى المستويات لمعالجة الأزمة الحالية وأيضا التوصل إلى اتفاق دائم بين الدولتين ذات السيادة".
يأتي فيما قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن "طيران الاحتلال الإسرائيلي نفذ غارة على محيط مدينة السويداء" يوم الخميس.
من جانب آخر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس، إن وقف إطلاق النار في سوريا "انتزع بالقوة" بعد ضرب إسرائيل لأهداف عسكرية وحكومية في العاصمة دمشق وأنحاء أخرى من البلاد.
وجاء ضرب إسرائيل لأهداف في سوريا، في وقت شهدت فيه محافظة السويداء الواقعة جنوب البلاد، اشتباكات دامية بين القوات الحكومية السورية والأقلية الدرزية.
"حرب مفتوحة أو تغليب المصلحة الوطنية"
من جانبه قال الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع: "كنّا بين خيارين: الحرب المفتوحة مع الكيان الإسرائيلي على حساب أهلنا الدروز وأمنهم وزعزعة استقرار سوريا والمنطقة بأسرها، وبين فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة إلى رشدهم وتغليب المصلحة الوطنية".
وأعلن الشرع فجر الخميس أنّه قرّر تكليف فصائل محليّة ورجال دين دروز "مسؤولية حفظ الأمن في السويداء"، بعد أن أدت أعمال عنف طائفية بدأت الأحد، إلى سقوط عدد من القتلى.
وقال الشرع في خطابه: "قرّرنا تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل مسؤولية حفظ الأمن في السويداء".
وأضاف أنّ حكومته أرسلت قواتها إلى هذه المحافظة "لوقف اقتتال اندلع بين مجموعات مسلّحة من السويداء ومن حولهم من مناطق إثر خلافات قديمة".
وبحسب الشرع فإن القوات الحكومية نجحت في مهمّتها لكنّ إسرائيل لجأت إلى "استهداف موسّع للمنشآت المدنية والحكومية لتقويض هذه الجهود ممّا أدّى لتعقيد الوضع بشكل كبير"، وهدّد بالدخول في "حرب مفتوحة مع الكيان الإسرائيلي".
وأشاد الشرع بـ"التدخّل الفعّال للوساطة الأمريكية والعربية والتركية التي أنقذت المنطقة من مصير مجهول"، لافتاً إلى أن سوريا لن تكون أبداً مكاناً للتقسيم أو التفتيت"، وتعهّد "بمحاسبة من تجاوز وأساء لأهلنا الدروز فهم في حماية الدولة ومسؤوليتها" على حد تعبيره.
وفي معرض شرحه للأسباب التي دفعته لسحب القوات الحكومية من السويداء وتسليم الأمن في هذه المحافظة للدروز، أوضح الشرع أنّ "هذا القرار نابع من إدراكنا العميق بخطورة الموقف على وحدتنا الوطنية وتجنّب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة جديدة".
وتابع: "قدّمنا مصلحة السوريين على الفوضى والدمار، فكان الخيار الأمثل في هذه المرحلة هو اتّخاذ قرار دقيق لحماية وحدة وطننا وسلامة أبنائه بناء على المصلحة الوطنية العليا".
وجاء إعلان دمشق بدء انسحاب قواتها من المحافظة بعدما أشارت وزارة الداخلية مساء الأربعاء، إلى التوصّل لاتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء، يضمّ 14 بنداً، وينصّ أبرزها على إيقاف كل العمليات العسكرية بشكل فوري وتشكيل لجنة مراقبة من الدولة السورية وشيوخ دروز للإشراف على عملية التنفيذ.
وكانت إسرائيل قد هددت بتكثيف ضرباتها إذا لم تخرج القوات السورية من محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية.
"كارثة إنسانية"
AFP via Getty Images
مسعفون من الهلال الأحمر يضعون جثث ضحايا الاشتباكات الأخيرة بين مقاتلين محليين من الطائفة الدرزية وقبائل بدوية داخل أحد مستشفيات مدينة السويداء جنوب سوريا. 17 يوليو/تموز 2025.
استفاق السكان في مدينة السويداء جنوب سوريا الخميس، على مشاهد الجثث في الشوارع والسيارات المتضررة والمتاجر المنهوبة، بعيد انسحاب القوات الحكومية إثر مواجهات دامية مع مسلحين محليين.
وتنقل فرانس برس عن الطبيبة هنادي عبيد (39 سنة)، حين حاولت الوصول صباحاً إلى مقر عملها: "ما رأيته من المدينة بدا كأنها خارجة للتو من فيضان أو كارثة طبيعية".
وأضافت: "نزلت باتجاه المشفى الوطني، ولكن لم استطع الوصول. طلبوا مني التريث ريثما تفتح الطرق وتنتهي الفصائل المحلية من عملية التمشيط".
وأوقعت الاشتباكات الدامية في السويداء أكثر من 500 قتيل، وبدت شوارعها وأسواقها - التي كانت تنبض بالحركة الأسبوع الماضي - أشبه بمدينة منكوبة.
وتخللت الاشتباكات انتهاكات وعمليات إعدام ميدانية لـ83 مدنياً درزياً بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتروي عبيد: "رأيت سيارات محروقة في كل مكان وأخرى مقلوبة رأساً على عقب، إضافة الى دبابة متفحمة، فيما كانت ثلاث جثث مرمية في الشارع، إحداها لامرأة مسنّة".
ورغم أنها معتادة انطلاقاً من طبيعة عملها على مواجهة مواقف صعبة، لكن ما عاشته منذ مطلع الأسبوع كان مختلفاً، إذ تقول: "شاهدت طوال حياتي الكثير من الجثث والقتلى، لكن كان للموت شعور آخر في الأيام الأخيرة، شعرت بأنه كان قريباً مني أكثر من أي وقت مضى".
ولم تخفِ الطبيبة - وهي أم لطفلة - خشيتها من المشاهد التي تنتظرها في مقر عملها في المشفى المركزي في السويداء، الذي خرج الأربعاء عن الخدمة، واكتظت فيه الجثث والجرحى.
وتحدثت فرانس برس عن حالة من الفوضى أمام المشفى المركزي، مع نقل عشرات الجثث إليه منذ صباح الخميس، بعد جمعها من المنازل والشوارع.
وقالت إن "عائلات مفجوعة حضرت إلى المستشفى بحثاً عن أفرادها وسط حالة من الغضب والهلع".
وبحسب شبكة السويداء 24 الإخبارية المحلية، خرج المستشفى المركزي في المدينة عن الخدمة الأربعاء، بعد دخول القوات الحكومية إليه وخوضها اشتباكات مع مسلحين دروز.
وانتشر مقطع فيديو يوثق جثثاً مكدسة في مشرحته بعدما بلغت الثلاجات طاقتها الاستيعابية. وأظهرت مقاطع أخرى جرحى في الممرات بعضهم على أسرّة وآخرون يفترشون الأرض وطواقم طبية عاجزة عن الاستجابة للحالات الطارئة.
وقال رئيس تحرير السويداء 24 ريان معروف الخميس بعد جولة في المستشفى إن هناك "أكثر من 150 جثة.. ولم يعد قادراً على استيعاب مزيد من الجثث"، وفق فرانس برس.
وأضاف أن "أجهزة غسل الكلى خرجت من الخدمة، والمرضى لا يتلقون العلاج"، موضحاً أن "هناك كارثة إنسانية في السويداء".
Anadolu via Getty Images
سمحت القوات الإسرائيلية لأفراد من الطائفة الدرزية، كانوا في إسرائيل لزيارة أقاربهم، بالعودة إلى قراهم في منطقة مجدل شمس في مرتفعات الجولان، قرب الحدود السورية، في 17 يوليو/تموز 2025.
كما شهدت المدينة انقطاعاً في خدمات المياه والكهرباء، وأغلقت غالبية المحال التجارية أبوابها بانتظار انتهاء عمليات التمشيط التي ينفذها مسلحون محليون.
وكانت الاشتباكات اندلعت الأحد في السويداء بين مسلحين دروز وآخرين من البدو السنّة، على خلفية عملية خطف طالت تاجر خضار درزياً وأعقبتها عمليات خطف متبادلة. ومع احتدام المواجهات، تدخّلت القوات الحكومية الإثنين لفضّ الاشتباكات، لكن بحسب المرصد وشهود وفصائل درزية، تدخلت هذه القوات إلى جانب البدو.
ومع انسحاب القوات الحكومية الخميس، شاهد مراسل فرانس برس على أطراف محافظة السويداء عائلات من البدو تعمل على فك خيمها وتنزح باتجاه محافظة درعا المجاورة خشية أعمال انتقامية.
وقالت وضحة العواد (58 عاماً) بينما كانت برفقة أفراد عائلتها "منذ أربعة أيام ونحن في حرب، نريد أن ننجو بأنفسنا".
وأضافت المرأة: "هربنا ونتجه مع أطفالنا غرباً إلى درعا"، مضيفة أن "هذه الحياة مكتوبة علينا. نحن خائفون وجل ما نريده هو الهدوء".
"مراجعة شاملة"
وحضّ المسؤول الكردي البارز بدران جيا كورد الخميس الحكومة الانتقالية على "مراجعة" نهجها في التعامل مع المكونات السورية، بعد أعمال العنف الأخيرة.
وكتب كورد في منشور على "إكس" أن "على الحكومة الانتقالية أن تبادر إلى مراجعة شاملة وعاجلة لنهجها في التعامل مع الداخل السوري، والبدء بحوار وطني جاد ومسؤول مع مختلف المكونات، مع احترام خصوصية كل مكون وهويته الثقافية والدينية".
واعتبر كورد في منشوره أن "الانتهاكات الممنهجة التي طالت المكون الدرزي في الجنوب السوري، وما سبقها من انتهاكات مشابهة في الساحل السوري، تؤكد بوضوح الرفض العميق للتعددية الثقافية والدينية من قِبل وزارة الدفاع الانتقالية والمؤسسات التابعة لها"، مشيرا إلى أن ذلك "يؤدي إلى تقويض أسس العيش المشترك ضمن جغرافيا وطنية واحدة" على حد وصفه.
ورأى أن "استمرار هذه الممارسات يدفع بسوريا نحو مزيد من التشظي والتفتت على المستويين السياسي والاجتماعي، ويضع جميع المكونات السورية أمام تحدّ خطير وممنهج، سواء كان ذلك بشكل جماعي أو فردي".
ويأتي ذلك بينما لم تنفّذ دمشق والإدارة الذاتية الكردية بعد بنود اتفاق توصلوا إليه قبل أربعة أشهر.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سوريا وإسرائيل تتوصلان لوقف لإطلاق النار بدعم أردني تركي
سوريا وإسرائيل تتوصلان لوقف لإطلاق النار بدعم أردني تركي

الأيام

timeمنذ 4 ساعات

  • الأيام

سوريا وإسرائيل تتوصلان لوقف لإطلاق النار بدعم أردني تركي

Getty Images قوات أمن سورية تقف على دبابة في 15 يوليو/تموز 2025 قرب محافظة السويداء الجنوبية. قال السفير الأمريكي لدى تركيا المبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، اتفقا على وقف إطلاق النار بدعم من تركيا والأردن ودول الجوار. وقال باراك في منشور عبر حسابة على منصة أكس : "ندعو الدروز والبدو والسنة إلى إلقاء سلاحهم والعمل مع الأقليات الأخرى على بناء هوية سورية جديدة وموحدة".وكانت إسرائيل قد شنت، يوم الأربعاء، غارات جوية على دمشق، واستهدفت قوات حكومية في الجنوب، وطالبت بانسحابها، وقالت حينها إنها "تهدف إلى حماية دروز سوريا".وقد نشرت دمشق هذه القوات في أعقاب اشتباكات وقعت بين عشائر بدوية ومسلحين دروز. يُذكر كانت إسرائيل قالت مراراً إنها لن تسمح للقوات السورية بالانتشار في جنوب البلاد.كما أنها دعت الحكومة السورية إلى ضرورة الانسحاب من الجنوب، قائلة إنها "لن تسمح للإسلاميين بالتوسع على حدودها". Getty Images قالت الرئاسة السورية إنها سترسل قوات "لفض الاشتباكات" بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات سياسية وأمنية تهدف لتثبيت لاستقرار وضمان عودة الهدوء إلى محافظة السويداء في أسرع وقت. قوات حكومية "لفض الاشتباكات" في هذه الأثناء، قالت الرئاسة السورية في بيان لها، مساء الجمعة، إن الجهات المختصة "تستعد لإرسال قوة متخصصة لفض الاشتباكات وحل النزاع ميدانياً، بالتوازي مع إجراءات سياسية وأمنية تهدف إلى تثبيت الاستقرار وضمان عودة الهدوء إلى المحافظة في أسرع وقت".واعتبرت الرئاسة السورية في بيانها أن "الهجوم على العوائل الآمنة، وترويع الأطفال، والتعدي على كرامات الناس في بيوتهم، هو أمر مدان ومرفوض بكل المقاييس الأخلاقية والقانونية والإنسانية، ولن يُقبل تحت أي ذريعة أو تبرير". كما أكدت الرئاسة في بيانها على موقفها من هذه الأحداث، من مبدأ راسخ، وهو "الحرص على السلم الأهلي، دون الانتقام، فهي لا تقابل الفوضى بالفوضى، بل تحمي القانون بالقانون، وترد على التعدي بالعدالة، لا بالثأر" بحسب البيان.وكانت دمشق قد أرسلت في وقت سابق من هذا الأسبوع قوات حكومية لوقف القتال، لكنها اتُهمت بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق ضد الدروز، وتعرضت لضربات إسرائيلية قبل انسحابها بموجب هدنة تم الاتفاق عليها يوم الأربعاء. 80 ألف نازح منذ بدء أعمال العنف في عضون ذلك، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن نحو 80 ألف شخص نزحوا من منازلهم في محافظة السويداء جنوبي سوريا، منذ بدء أعمال العنف الأحد الماضي.وأوضحت المنظمة في بيان الجمعة، أن "79 ألفاً و339 شخصاً نزحوا منذ 13 يوليو/تموز، من ضمنهم 20 ألفاً و19 شخصاً نزحوا في 17 تموز/يوليو"، مشيرة إلى أن الخدمات الأساسية في السويداء من كهرباء وماء "انهارت"، إذافة إلى نقص الوقود الذي "شلّ حركة النقل وعرقل عمليات الإجلاء الطارئة".يأتي ذلك فيما قالت وكالة فرانس برس إن اشتباكات دارت مساء الجمعة عند المدخل الغربي لمدينة السويداء بين مسلحين من عشائر البدو والفصائل الدرزية الموجودة داخل المدينة.ونقلت الوكالة عن مراسليها عند المدخل الغربي للسويداء، أن نحو 200 مقاتل من العشائر يشتبكون بالرشاشات والقذائف مع المقاتلين الموجودين داخل المدينة، بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "هناك قصفاً على أحياء مدينة السويداء". Reuters كرديات يشاركن في احتجاج تضامناً مع أهالي السويداء - سوريا بيان إقليمي مشترك وكانت عشر دول عربية، إلى جانب تركيا، قد أصدرت بياناً مشتركاً الخميس، جددت فيه دعمها لوحدة سوريا وسيادتها، ورفضها التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية.وعقب "مناقشات مكثفة" على مدار اليومين الماضيين حول التطورات في سوريا، أصدر وزراء خارجية مصر، والأردن، ولبنان، والعراق، والإمارات، والبحرين، والسعودية، وعُمان، وقطر، والكويت، بالإضافة إلى تركيا، بياناً رحّبوا فيه أيضاً بالاتفاق الذي تم التوصل إليه لإنهاء الأزمة في السويداء.وحثّ البيان الرئيس السوري أحمد الشرع على محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ضد المواطنين السوريين في السويداء، وأدان الهجمات الإسرائيلية المتكررة على سوريا.كما دعا البيان المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة السورية في عملية إعادة إعمار البلاد.

أبو عبيدة يؤكد أن معركة الاستنزاف دخلت مرحلة جديدة والمقاومة تعد بمفاجآت ميدانية ضد الاحتلال
أبو عبيدة يؤكد أن معركة الاستنزاف دخلت مرحلة جديدة والمقاومة تعد بمفاجآت ميدانية ضد الاحتلال

المغرب اليوم

timeمنذ 7 ساعات

  • المغرب اليوم

أبو عبيدة يؤكد أن معركة الاستنزاف دخلت مرحلة جديدة والمقاومة تعد بمفاجآت ميدانية ضد الاحتلال

أكد الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة ، أن "المقاومة الفلسطينية دخلت مرحلة جديدة من معركة الاستنزاف ضد الاحتلال الإسرائيلي، متوعداً بمفاجآت ميدانية خلال الأيام المقبلة". وقال أبو عبيدة، في خطاب متلفز بثته وسائل الإعلام التابعة لحركة حماس، إن "المجاهدين في الميدان يواصلون توجيه الضربات النوعية لجنود الاحتلال، وقد نفذوا خلال الأيام الماضية عدة محاولات لأسر جنود من قلب المواجهات"، وأضاف أن "المعركة دخلت طور الاستنزاف الطويل، الذي سيُفقد العدو توازنه". وفي إشارة إلى التحديات التي تواجه المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار، كشف أبو عبيدة أن "المقاومة الفلسطينية" قدّمت عرضاً شاملاً لتبادل جميع الرهائن الإسرائيليين دفعة واحدة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض العرض، مؤكداً أن "العدو يراوغ ويتهرب من استحقاقات واضحة". وشدّد على أن " كتائب القسام لن تقبل بعد اليوم بأي صفقات جزئية"، محذراً من أن "تعنّت الاحتلال قد يؤدي إلى فشل أي فرصة للتوصل إلى اتفاق شامل". ووّجه أبو عبيدة انتقاداً مباشراً لزعماء الدول العربية والإسلامية، قائلاً: "أنتم خصومنا أمام الله على صمتكم على المجازر التي يتعرض لها شعبنا، لقد خذلتمونا ووقفتم عاجزين أمام الإبادة الجماعية في غزة". كما حيّا الناطق العسكري المقاومة اليمنية "أنصار الله" على ما وصفه بـ"دورهم المشرف وفتحهم جبهة موازية تربك العدو". واختتم خطابه برسالة إلى العملاء والمتعاونين مع الاحتلال، داعياً إياهم إلى التوبة العلنية، مؤكداً أن "المقاومة لن تتهاون معهم وأنهم أصبحوا ورقة محروقة بين أبناء شعبهم". أفادت هيئة البث الإسرائيلية صباح الجمعة بأن المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحماس شهدت مؤشراً جديداً على التقدم، حيث قدّم الوسطاء، ولأول مرة، مقترحاً يتعلق بنسبة تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس. وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ مقربين منه بأن فريق المفاوضين الإسرائيليين سيبقى في الدوحة حتى يتم التوصل إلى اتفاق. وأشارت الصحيفة، نقلاً عن مصادر مطلعة، إلى أن نتنياهو يبدي مرونة متزايدة في قضايا حساسة، من بينها خرائط انسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض المناطق، والتراجع عن مطلب الإبقاء على السيطرة الإسرائيلية على ممر موراغ. كما لفتت إلى أن انسحاب حزب "شاس" من الحكومة قد ساهم في زيادة فرص التوصل إلى صفقة، بحسب مسؤولين نقلت عنهم قولهم: "نتنياهو يخوض فعلياً حملة انتخابية، وهو بحاجة إلى أن يظهر بمظهر البطل الذي ينقذ إسرائيل ويحرر الرهائن". وفي تقييم لنتائج العملية العسكرية "مركبات جدعون"، نقلت "يديعوت أحرونوت" عن الجيش الإسرائيلي "مقتل نحو 1500 عنصر من حركة حماس وتدمير آلاف المواقع التابعة للبنية التحتية العسكرية في غزة منذ منتصف مارس/آذار". ورغم هذه الأرقام، أكدت الصحيفة أن حماس ما زالت تحتفظ بقدرة محدودة على القيادة والسيطرة، مشيرة بلهجة نقدية إلى أن العملية، في نهاية المطاف، ساهمت في إطالة أمد الحرب وإبقاء الرهائن في الأسر لفترة أطول، دون تحقيق اختراق حاسم في مسار المعركة. مفاوضات غزة تدخل أسبوعها الثاني، واستقالة أعضاء اللجنة الأممية بشأن إسرائيل والأراضي الفلسطينية وبينما يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستغلال وقف إطلاق النار للتفاوض على صفقة أوسع لإنهاء الحرب، بما في ذلك حكم جديد يستبعد حماس، فإنّ الصفقة تتضمن وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً في غزة، وإطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء ورفات 18 رهينة متوفين، وإطلاق سراح سجناء فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وزيادة هائلة في المساعدات الإنسانية إلى غزة، وفقاً لأكسيوس. وفي ذات السياق، نقلت قناة i24 الإسرائيلية عمن وصفتها بمصادر مطلعة على المفاوضات، بإحراز "تقدم ملحوظ في المحادثات، إلا أنّ الأمر سيتطلب عدة أيام أخرى من النقاش قبل التوصل إلى اتفاق". ووفقاً للقناة، فإن الوسطاء -مصر وقطر والولايات المتحدة- متفائلون في ضوء الخريطة الأمنية الجديدة التي قدمتها إسرائيل، والتي يعتبرونها "اختراقاً". ميدانياً، أفادت أحدث تقارير وزارة الصحة في غزة، الخميس، بوصول 94 قتيلاً، و367 مصاباً خلال 24 ساعة إلى المستشفيات. وقالت الوزارة في بيانها إنَّ عدد من قتلهم الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وصل إلى 58,667، فيما وصلت الإصابات إلى 139,974، منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأضاف البيان أن حصيلة قتلى المساعدات الذين وصلوا إلى المستشفيات خلال 24 ساعة، بلغت 26 قتيلاً، وأكثر من 32 مصاباً، ليرتفع إجمالي القتلى ممن وصلوا إلى المستشفيات من طالبي المساعدات إلى 877 قتيلاً، وأكثر من 5,666 مصاباً. وبينت أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 94 قتيلاً، و367 مصاباً خلال الساعات الـ 24 الماضية، مشيرة إلى أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. قال الجيش الإسرائيلي إنه تمكّن قبل أسبوع (في 10/7/2025) من قتل "نائب قائد كتيبة جباليا التابعة لحركة حماس، إياد نصر". ووفقاً للجيش الإسرائيلي فإنَّ نصر "شارك في اقتحام أراضي البلاد في مجزرة 7 أكتوبر وأصيب بجروح خلال الحرب ليعود بعد ذلك إلى منصبه في كتيبة جباليا"، مضيفاً أنه تمكّن أيضاً من قتل "حسن مرعي قائد سرية وسط جباليا في حركة حماس، ومحمد زكي حمد نائب قائد سرية تابعة لكتيبة بيت حانون في حركة حماس". فيما لم تعلّق حركة حماس على بيان الجيش الإسرائيلي. يأتي هذا فيما جدد الجيش الإسرائيلي أوامر الإخلاء في مناطق في جباليا، داعياً قاطني تلك المناطق للتوجه إلى منطقة المواصي بشكل فوري. أعلنت حكومة سلوفينيا، الخميس، إجراءات لمنع الوزيرين الإسرائيليين المنتميان لليمين المتطرف إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، من دخول أراضيها، في خطوة تعتبر غير مسبوقة ضمن الاتحاد الأوروبي. وأورد بيان أن بن غفير وسموتريتش، سيُعلَنان شخصين "غير مرغوب فيهما بسبب تصريحاتهما (الداعية إلى) إبادة والتي تشجع عنفاً متطرفاً وانتهاكات خطيرة للحقوق الإنسانية للفلسطينيين". وتندد الحكومة السلوفينية بتأييد الوزيرين "لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وتشجيعهما على التطهير العرقي" هناك، كما يحدث في قطاع غزة، حسبما أفادت. وقالت وزيرة الخارجية تانجا فاجون للصحافيين "هذا الإجراء الأول من نوعه في الاتحاد الأوروبي، ونحن إلى حدٍ ما روّادٌ في هذا المجال". وأضافت "إننا نوجه بذلك رسالة واضحة إلى الحكومة الإسرائيلية مفادها أنه يجب أن تتوقف المجزرة بحق المدنيين الأبرياء". وفي حزيران/يونيو، أعلنت المملكة المتحدة وأستراليا وكندا ونيوزيلندا والنرويج فرض عقوبات على الوزيرين اللذين يخضعان الآن لحظر سفر إلى هذه البلدان، في خطوة "أدانتها" واشنطن. قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

نتنياهو يعترف لترامب: قصفنا كنيسة غزة بالخطأ
نتنياهو يعترف لترامب: قصفنا كنيسة غزة بالخطأ

مراكش الآن

timeمنذ يوم واحد

  • مراكش الآن

نتنياهو يعترف لترامب: قصفنا كنيسة غزة بالخطأ

أفاد البيت الأبيض بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأن الضربة التي استهدفت كنيسة كاثوليكية في غزة كانت 'خطأ'. وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية، كارولاين ليفيت، للصحافيين، إن ترامب أجرى اتصالا هاتفيا بنتنياهو بعد 'رد فعل غير إيجابي' من جانب الرئيس الأميركي لدى علمه بالضربة. وأضافت أن 'استهداف الإسرائيليين للكنيسة الكاثوليكية كان خطأ، هذا ما قاله رئيس الوزراء للرئيس'. كذلك أعلن مكتب نتنياهو أن إسرائيل 'تأسف بشدة' لإصابة كنيسة في غزة بذخائر شاردة، واصفاً ما حدث بأنه 'مأساة'. جاء هذا بعدما أكدت البطريركية اللاتينية في القدس، الخميس، مقتل ثلاثة أشخاص في ضربة إسرائيلية طالت كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة. في حين قالت إسرائيل إنها 'لا تستهدف' الكنائس أو المواقع الدينية وإنها تحقق في الحادث.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store