
سالم بن خالد القاسمي: إنجاز «الفاية» ثمرة للتعاون البنّاء بين الجهات الوطنية
وقال: «إن القيمة العالمية الاستثنائية التي يتمتع بها موقع «الفاية» تكمن في كونه سجلاً حياً وممتداً لأحد أقدم أشكال الاستيطان البشري في البيئات الصحراوية، ويوفر أدلة نادرة ومهمة على قدرة الإنسان على التكيّف والابتكار في مواجهة التحديات الطبيعية، وهذا ما يجعل إدراجه ليس فقط إنجازاً إماراتياً، بل مساهمة معرفية للإنسانية جمعاء في فهم تطور المجتمعات البشرية.
وتبذل اللجنة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة للتربية والثقافة والعلوم التابعة لوزارة الثقافة ومندوبية الدولة لدى «يونيسكو» جهوداً كبيرة بالتعاون مع الجهات الوطنية المعنية بالتراث لمواصلة مسيرة الإنجازات المتميزة للدولة على المستوى العالمي في صون التراث الثقافي. وجاء إنجاز «الفاية» نتيجةً لهذه الجهود الدؤوبة بالتعاون مع هيئة الشارقة للآثار والمكتب التنفيذي للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي.
وأكد الشيخ سالم بن خالد القاسمي، استمرار العمل على تعزيز حضور المواقع الثقافية والطبيعية في الإمارات على خارطة التراث العالمي، ودعم الجهود الوطنية في التوثيق، والتأهيل، وحماية الذاكرة التاريخية، بما يرسخ موقع الإمارات كمركز مؤثر في حماية التراث العالمي وصونه للأجيال القادمة.
ويمثل موقع «الفاية» الواقع في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة شهادة حية على قدرة الإنسان الأول على البقاء والتكيف مع البيئات الصحراوية القاسية، ويحتضن أقدم سجل متصل للوجود البشري في شبه الجزيرة العربية يعود تاريخه إلى أكثر من 210 آلاف عام، ما يمنحه قيمة استثنائية على المستوى العالمي في مجالات علم الآثار والأنثروبولوجيا.
وكانت الاكتشافات أظهرت أن «الفاية» لم تكن ممراً عابراً للهجرات فقط، بل وجهة استيطان بشري متكرر خلال الفترات المناخية الملائمة، وذلك بفضل توافر المياه من الينابيع والوديان ووفرة الصوان لصناعة الأدوات والمأوى الطبيعي في الجبال، ما جعل من الموقع بيئة حاضنة للاستقرار البشري في عصور ما قبل التاريخ.
واكتسب موقع «الفاية» قيمة استثنائية عالمية من خلال هذه الجوانب الفريدة من الاكتشافات التي أكدت أهمية الموقع ودوره في تقديم سجل نادر ومتكامل حول بقاء الإنسان وتغلبه على التحديات المناخية والبيئية التي واجهته.
وطورت الإمارات خطة إدارة شاملة لحماية موقع «الفاية» وتعمل على توجيه جهود الحفاظ على الموقع وإجراء البحوث وتنظيم حركة الزوار فيه حتى 2030، وتتماشى هذه الخطة مع معايير مواقع التراث العالمي التابعة لـ «يونيسكو»، وتضمن الحفاظ على الموقع مع استمرار التنقيب والاستكشاف والبحث العلمي والتعليمي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 2 ساعات
- الإمارات اليوم
إذا كنت طالبا إماراتياً.. تعرف إلى المنح المتاحة في برنامج الابتعاث الجامعي لـ " طرق دبي"
أعلنت هيئة الطرق والمواصلات في دبي عن فتح باب التقديم لبرنامج الابتعاث للعام الأكاديمي 2025-2026، والذي يستهدف مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة من حملة خلاصة القيد، سواء من خريجي الثانوية العامة أو الطلبة المستمرين في الدراسة الجامعية. الكوادر الوطنية ويهدف البرنامج إلى دعم الكوادر الوطنية وتأهيلها أكاديميًا في تخصصات نوعية مرتبطة بمستقبل النقل والتقنيات الذكية، بما يعزز جهود الهيئة في استشراف المستقبل وتبني الحلول الابتكارية. معدل نهائي ويشترط على المتقدمين من خريجي الثانوية العامة الحصول على معدل نهائي لا يقل عن 90% أو ما يعادله، فيما يتعين على الطلبة الجامعيين المستمرين في الدراسة أن يكونوا قد حققوا معدلًا تراكميًا لا يقل عن 3.5 من 4.0 حتى نهاية فصل الربيع من عام 2025، مع إعطاء الأولوية للطلبة في السنوات الثالثة والرابعة من الدراسة الجامعية. شروط الالتحاق وتتضمن شروط الالتحاق بالبرنامج أن يكون المتقدم مستوفيًا لمتطلبات القبول في الجامعة، لائقًا صحيًا، حسن السيرة والسلوك وفق شهادة من الجهات المختصة، وألا يقل عمره عن 18 سنة ولا يتجاوز 26 سنة. إعفاء رسمي كما يشترط للذكور إتمام الخدمة الوطنية أو الحصول على إعفاء رسمي، بالإضافة إلى اجتياز المقابلة الشخصية بنجاح. ويلزم توقيع عقد الابتعاث من الطالب وولي أمره، والذي يتضمن الالتزام بالحفاظ على معدل فصلي لا يقل عن 3.5 طوال فترة الدراسة، والالتحاق بالعمل في الهيئة لمدة تساوي مدة الابتعاث. الجامعات الوطنية ويغطي البرنامج الدراسة في مجموعة من أبرز الجامعات الوطنية المعتمدة، تشمل: الجامعة الأمريكية في الشارقة، الجامعة الأمريكية في دبي، الجامعة البريطانية في دبي، جامعة برمنجهام – دبي، جامعة الشارقة، جامعة دبي، جامعة خليفة، جامعة زايد، جامعة الإمارات، كليات التقنية العليا، وجامعة حمدان بن محمد الذكية. مجموعة تخصصات وحددت الهيئة مجموعة من التخصصات المستقبلية التي يشملها الابتعاث، أبرزها: بكالوريوس العلوم في الأنظمة الذكية وهندسة الميكاترون، الميكاترونكس والروبوتات، الروبوتات، هندسة الأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي، علوم الحاسوب، هندسة الحاسوب، إدارة الأعمال بتخصص نظم المعلومات وتحليلات الأعمال، الحوسبة ونظم المعلومات، الهندسة الكهربائية والإلكترونية، الهندسة الكهروميكانيكية، الهندسة المدنية، وهندسة وإدارة البناء الرقمي. المستندات المطلوبة أما المستندات المطلوبة للتقديم، فتشمل: صور شخصية، نسخة من خلاصة القيد والهوية الإماراتية وجواز السفر وشهادة الميلاد، السيرة الذاتية، شهادة حسن السيرة والسلوك (بحث الحالة الجنائية)، شهادة من هيئة الخدمة الوطنية (لفئة الذكور)، بطاقة أصحاب الهمم للمتقدمين من هذه الفئة، بالإضافة إلى شهادة الثانوية العامة مصدقة وشهادة اللغة (EmSAT أو IELTS) أو رسالة القبول من الجامعة لخريجي الثانوية، والسجل الدراسي الجامعي وشهادة استمرارية الدراسة للطلبة المستمرين. آخر موعد ودعت هيئة الطرق والمواصلات جميع الطلبة الراغبين في الابتعاث إلى التقديم عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للهيئة، مؤكدة أن آخر موعد للتقديم سيُعلن في وقت لاحق عبر ذات القناة، وذلك من خلال الرابط التالي:


البيان
منذ 5 ساعات
- البيان
الإمارات تستعرض جهودها بمجال الابتكار والملكية الفكرية أمام اجتماعات "الويبو" بجنيف
أكد الدكتورعيسى البستكي رئيس نادي الإمارات العلمي أن دولة الإمارات تواصل ترسيخ موقعها العالمي في مجال الابتكار من خلال تعزيز منظومة الملكية الفكرية ودعم ثقافة الإبداع والاختراع مشيرا إلى أن نادي الإمارات العلمي يسهم بفاعلية في هذا التوجه عبر مبادرات نوعية وبرامج تعليمية وتوعوية تستهدف المخترعين والباحثين وطلبة المدارس والجامعات. جاء ذلك خلال مشاركة النادي في الدورة السادسة والستين لاجتماعات جمعيات الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية 'الويبو' التابعة للأمم المتحدة بجنيف بمشاركة نحو ألف وستمائة مندوب من مختلف دول العالم من بينهم نحو أربعين وزيرا وأكثر من مائة رئيس لمكاتب ملكية فكرية وهو أعلى حضور تشهده المنظمة في تاريخها. واستعرض البستكي أمام الجمعية العامة للمنظمة جهود دولة الإمارات في تعزيز ثقافة الملكية الفكرية والابتكار .. مشيرا إلى دور النادي منذ حصوله على صفة مراقب دولي لدى الويبو في يوليو من عام 2024 حيث عمل على دعم منظومة الابتكار في الدولة والمشاركة في الحوارات الوطنية التي تنظمها وزارة الاقتصاد إلى جانب تنظيم ورش عمل تخصصية في مجالات براءات الاختراع وحقوق الملكية الفكرية. وأوضح أن عام 2024 شكل محطة فارقة في مسيرة النادي بعد اعتماد تحقيق براءات الاختراع كهدف استراتيجي رئيسي مما أسفر عن تسجيل ثماني عشرة ملكية فكرية خلال العامين الماضيين في إنجاز يعكس التوجه الوطني نحو اقتصاد المعرفة والتنمية المستدامة. وأشار إلى أن البيانات العالمية تظهر نموا متسارعا في طلبات الملكية الفكرية موضحا أنه يتم تقديم أكثر من أربعين طلبا كل دقيقة فيما تتجاوز الطلبات السنوية عشرين مليون طلب منذ عام 2018 تركز ثلثها في تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية وإنترنت الأشياء والأمن السيبراني. وأكد البستكي حرص نادي الإمارات العلمي على تعزيز شراكته مع الويبو والإسهام بفاعلية في دعم منظومة الابتكار العالمية من خلال مبادرات رائدة تسهم في تمكين الشباب وتحفيز المجتمعات العلمية على مستوى المنطقة والعالم.


العين الإخبارية
منذ 13 ساعات
- العين الإخبارية
«الفاية العالمية».. إنجاز تاريخي يرسخ مكانة الشارقة على خريطة التراث الإنساني
تُعد الشارقة، إحدى الإمارات السبع لدولة الإمارات العربية المتحدة، مركزًا ثقافيًا وتاريخيًا بارزًا في المنطقة. ومن بين كنوزها الأثرية، يبرز موقع "الفاية" كشاهد حي على تاريخ الوجود البشري في البيئات الصحراوية. مؤخرًا، توّجت الجهود الحثيثة بإدراج هذا الموقع الفريد ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو لعام 2025، ليصبح بذلك إنجازًا تاريخيًا يرسخ مكانة الشارقة ودولة الإمارات على خريطة التراث الإنساني العالمي. هذا المقال سيسلط الضوء على الأهمية العالمية لموقع الفاية، والدور المحوري الذي لعبه كل من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي في تحقيق هذا الإنجاز الاستثنائي. يتمتع موقع الفاية بقيمة عالمية استثنائية، فهو يمثل أحد أقدم وأطول السجلات المتواصلة لوجود الإنسان في البيئات الصحراوية، حيث تعود آثاره إلى أكثر من 200 ألف عام. هذا الموقع الفريد يقدم نموذجًا متكاملًا لما يُعرف بـ"المناظر الصحراوية"، مبرزًا قدرة الإنسان على التكيف والاستيطان في الصحارى القاسية. إن إدراج الفاية في قائمة التراث العالمي يمنحها بعدًا علميًا وإنسانيًا فريدًا، حيث يسجل كأول موقع صحراوي يوثق لحقبة العصر الحجري المسجل في هذه القائمة المرموقة. هذا الاعتراف يعزز فهمنا لتطور الإنسان ودور شبه الجزيرة العربية كمحطة محورية في تاريخ الهجرات البشرية المبكرة. لم يكن إدراج "الفاية" في قائمة التراث العالمي لليونسكو ليتحقق لولا الرؤية الثاقبة والدعم اللامحدود من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إذ قاد ملف الترشح بشكل كامل، مؤمنًا بأهمية صون التراث الثقافي للإمارة والعالم. تجلى هذا الدعم في إصدار الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي قرارًا إداريًا باعتماد حدود موقع الفاية المرشح على لائحة التراث العالمي، مما يؤكد التزامه الراسخ بحماية الإرث الثقافي والتاريخي للمنطقة. إن جهوده لم تقتصر على الدعم الإداري، بل امتدت لتشمل توجيه الأبحاث والدراسات التي أثرت ملف الترشيح، وجعلت من الفاية نموذجًا يحتذى به في الحفاظ على المواقع الأثرية. كما لعبت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي دورًا محوريًا وحيويًا في تقوية ملف الفاية، بصفتها السفيرة الرسمية لملف الترشيح الدولي "المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية". قادت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي جهودًا مكثفة لتعريف المجتمع الدولي بأهمية هذا الموقع الأثري الفريد، مستفيدة من خبرتها الواسعة في الدبلوماسية الثقافية والتأثير المؤسسي، وخاصة من خلال رئاستها للاتحاد الدولي للناشرين. لقد أسهمت جهودها بشكل فعال في إثراء النشاط الأثري لإمارة الشارقة والحفاظ عليه، وعملت على إبراز قيمة الفاية عالميًا. وأكدت أن إدراج الفاية في قائمة التراث العالمي هو إنجاز جماعي يعكس التزام الشارقة ودولة الإمارات بصون التراث الإنساني المشترك، مما يرسخ مكانة الإمارة كمركز ثقافي رائد. ويُعد موقع الفاية الأثري في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، كنزًا تاريخيًا فريدًا يقدم رؤى عميقة حول الوجود البشري المبكر في شبه الجزيرة العربية. بفضل الاكتشافات الأثرية المتواصلة، أصبح هذا الموقع محط اهتمام عالمي، حيث يروي قصة استيطان الإنسان وتكيفه مع البيئات الصحراوية القاسية على مدى مئات الآلاف من السنين. وتكمن الأهمية الكبرى لموقع الفاية في الطبقات الأثرية المتتالية التي تم اكتشافها، والتي توثق فترات مختلفة من الوجود البشري. كشفت عمليات التنقيب، التي بدأت في عام 2009، عن أدوات حجرية تعود إلى العصر الحجري القديم، مما يشير إلى استيطان بشري يعود إلى أكثر من 200 ألف عام. هذه الاكتشافات جعلت من الفاية أحد أقدم المواقع التي توثق وجود الإنسان الحديث تشريحيًا خارج أفريقيا. ومن أبرز المكتشفات في الفاية العالمية: أدوات العصر الحجري القديم: تم العثور على مجموعات من الأدوات الحجرية التي تعود إلى فترات مختلفة من العصر الحجري القديم، بما في ذلك أدوات ليفالوازية، والتي تدل على تقنيات متقدمة في صناعة الأدوات. الاستيطان المتكرر: تشير الأدلة إلى أن الفاية لم تكن مجرد ممر للهجرات البشرية، بل كانت وجهة استيطان متكرر خلال الفترات المناخية الملائمة، وذلك بفضل توفر الموارد الطبيعية مثل المياه وحجر الصوان. طبقات جيولوجية متعددة: أسفرت أعمال التنقيب عن كشف 18 طبقة جيولوجية متتالية، توثق مسيرة تطور الإنسان في المنطقة عبر مراحل من الجفاف والمناخ المتقلب، مما يحول الموقع إلى أرشيف حي لتاريخ البشرية في هذه البيئة. تؤكد هذه الاكتشافات على أهمية الفاية كموقع محوري لفهم تحركات الإنسان العاقل المبكر، وتكيفه، واستراتيجيات بقائه في بيئات صحراوية قاسية ومتغيرة. كما أنها تسلط الضوء على الدور الجوهري الذي لعبته شبه الجزيرة العربية كجسر للهجرات البشرية من أفريقيا إلى بقية أنحاء العالم. إن الأهمية التاريخية والأثرية لموقع الفاية تتجاوز الحدود المحلية والإقليمية، لتجعله موقعًا ذا قيمة عالمية استثنائية. فمن خلال ما يقدمه من سجلات أثرية فريدة، يساهم الفاية في إثراء فهمنا لتاريخ البشرية، وتطورها، وقدرتها على التكيف مع مختلف الظروف البيئية. إن إدراج هذا الموقع ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو يؤكد على مكانته كمعلم تاريخي وأثري لا يقدر بثمن، ويفرض مسؤولية عالمية للحفاظ عليه ودراسته للأجيال القادمة. تؤكد هذه الأرقام والإحصائيات على الأهمية القصوى لموقع الفاية الأثري، ليس فقط ككنز تاريخي للشارقة والإمارات، بل كجزء لا يتجزأ من التراث الإنساني العالمي. إن إدراجه ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي هو اعتراف دولي بقيمته الاستثنائية، ويبرز الدور المحوري الذي لعبته هذه المنطقة في مسيرة تطور البشرية، والحفاظ على هذا الموقع ودراسته يمثل مسؤولية جماعية لضمان استمرار رواية قصته للأجيال القادمة.