logo
رسائل لا نقولها ولكننا نحتاج أن نسمعها

رسائل لا نقولها ولكننا نحتاج أن نسمعها

مجلة سيدتي٠٨-٠٧-٢٠٢٥
في خضم عالم يضجّ بالأصوات، قد تكون الحقائق المسكوت عنها هي الأعمق أثراً والأكثر إلحاحاً. إنها رسائل لا يُفصح عنها في العادة ربما بدافع الخوف، أو الحرج، أو المجاملة، غير أن وقعها النفسي والعاطفي قد يكون بالغاً في التأثير، سواء على مستوى الذات أو العلاقات.
هناك رسائل لا نقولها، لا لأننا لا نريد، بل لأن شيئاً ما يمنعنا. ومع ذلك، يظل وقع هذه الرسائل في النفس شديداً، وكأنها تنطق في صمت، وتصل دون أن تُرسل.
الرسائل التي لا نقولها.. لماذا نحتاجها؟
لأنها تعبّر عن مشاعر عميقة يصعب علينا التعبير عنها بشكل مباشر.
لأنها قد تُرمم جراحاً قديمة، أو تفتح باب فهمٍ بيننا وبين الآخرين.
لأنها تذكّرنا أننا لسنا وحدنا في معاركنا الداخلية.
لماذا نحْجم عن التعبير عنها؟
الخوف من الاصطدام: نخشى زعزعة الاستقرار العاطفي أو إثارة الخلافات.
السعي إلى القبول: نقول ما يُرضي الآخرين، لا ما يعكس الحقيقة.
ما رأيك متابعة مهارة التفكير قبل الكلام فن التواصل الواعي
أشار جوشوا بيكر في مقالته على موقع Becoming Minimalist بعنوان "خطر قول ما يودّ الآخرون سماعه فقط" إلى أن تجنُّب الحقيقة يُفضي إلى جمود عاطفي، ويُقوّض النمو الشخصي. فيقول: "ثمّة خطر في أن تكون الشخص الذي لا يقول سوى ما يودّ الآخرون سماعه."
رسائل لا تُقال، لكنها بالغة الأهمية
لستَ على صواب دوماً ولا عيب في ذلك.
لقد آلمني تصرّفك.
بوسعك أن تحقق أكثر مما تتصوّر.
لقد حان وقت التخلّي.
أنتَ تستحق ما هو أفضل.
إنها أكثر من مجرّد كلمات؛ فهي مفاتيح تحوّل النفس، تدفعنا إلى مراجعة الذات، وتحمّل المسؤولية، وإعادة النظر في مساراتنا الشخصية.
أهمية الإصغاء إلى ما لا يُقال
يرى ديفيد غروسّمان في مقالته "فن الإصغاء إلى ما لم يُقل" أن جوهر التواصل لا يكمن في الكلمات فحسب، بل في النبرات، وتعبيرات الوجه، و لغة الجسد ، وحتى في لحظات الصمت. ويوصي بطرح السؤال التالي: "ما هي الحقيقة التي لم تُنطق؟" سؤال قد يُفضي إلى كشف عمق العلاقات وإنارة زوايا خفية فيها.
لماذا ينبغي علينا قول هذه الرسائل وسماعها؟
لأنها تزرع الثقة من خلال الصراحة.
تُعزّز الذكاء العاطفي.
تُمهّد الطريق أمام النضج والنمو الذاتي بمواجهة الإنكار والتجاهل.
تعزز الثقة والصدق في العلاقات.
تساعد في التحرر من الإنكار وتشجع على النمو والتغيير.
قد تكون أصدق صور المحبة هي أن نمتلك الجرأة؛ لنُفصح عن الحقيقة، أو أن نُهيّئ أنفسنا لسماعها بصدر رحب.
أبرز الرسائل التي نحتاج أن نسمعها:
وفق موقعpsycology today هناك بعض الكلمات البسيطة مثل "أنا فخور بك"، "أنت مهم بالنسبة لي"، أو "أنا آسف" قد تكون ذات تأثير عميق، لكنها نادراً ما تُقال. يعود السبب في ذلك إلى الخوف من الضعف، أو افتراض أن الآخر يعرف ما نشعر به دون الحاجة للتعبير عنه.
أنا أراك: أي أن وجودك لا يمر مرور الكرام، بل يُقدَّر ويُلاحظ.
أنت لست وحدك: رسالة دعم نفسي تُشعر الآخر بالأمان والانتماء.
أنا آسف: اعتراف بالخطأ يفتح باب الشفاء وإعادة بناء الثقة.
أنا فخور بك: تعبير عن التقدير يعزز الثقة بالنفس ويشجع على الاستمرار.
أحبك كما أنت: قبول غير مشروط يُشعر الآخر بأنه محبوب دون الحاجة للتغيير.
أنت لست دائماً على حق، ولا بأس في ذلك.
لقد تأذيت منك.
أنت تملك إمكانيات أكبر مما تعتقد.
ربما آن الأوان لتُغيّر الاتجاه.
أنت تستحق الأفضل.
لماذا لا نقولها؟
الخوف من الرفض أو الظهور بمظهر الضعيف.
افتراض أن الآخر يعرف ما نشعر به.
التربية أو الثقافة التي لا تشجع على التعبير العاطفي.
الرسائل غير المنطوقة قد تكون أكثر ما نحتاجه؛ لنشعر بأننا مرئيون، محبوبون، ومقبولون. الكلمات البسيطة التي نكبتها قد تكون المفتاح لعلاقات أعمق وأكثر صدقاً.
تلك الرسائل التي لا تُقال، ليست مجرد عبارات، بل احتياج إنساني عميق لطمأنينة، لفهم، وربما لعناق غير منطوق. لعلّ في صمتنا صراخاً لا يُسمع، وفي قلوبنا كلمات تائهة تبحث عن سبيلها للنور. فلنُحسن الإصغاء، ونكون أكثر شجاعة في التعبير. فربما كانت "أنا فخور بك" أو "أنت لست وحدك" الكلمات التي تنتشل أحدهم من ضياعه. فالكلمات التي نحتاج أن نسمعها ليست ضعفاً، بل قوة تُرممنا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"وقاية" تحذّر: الغرق يحدث في ثوانٍ.. وتصدر 9 إرشادات لحماية الأطفال والسباحين في المسابح
"وقاية" تحذّر: الغرق يحدث في ثوانٍ.. وتصدر 9 إرشادات لحماية الأطفال والسباحين في المسابح

صحيفة سبق

timeمنذ 11 دقائق

  • صحيفة سبق

"وقاية" تحذّر: الغرق يحدث في ثوانٍ.. وتصدر 9 إرشادات لحماية الأطفال والسباحين في المسابح

أصدرت هيئة الصحة العامة "وقاية" مجموعة من الإرشادات الوقائية المهمة لتجنّب حوادث الغرق في المسابح، مؤكدة أن "الغرق قد يحدث في ثوانٍ"، ما يستدعي وعيًا وحرصًا من الجميع، خصوصًا في أوقات الصيف والإجازات التي تزداد فيها معدلات السباحة. ودعت الهيئة أولياء الأمور إلى مراقبة الأطفال باستمرار وعدم الانشغال عنهم أثناء وجودهم قرب أو داخل المسبح، مع ضرورة مراجعة تعليمات السلامة معهم قبل السباحة والتأكد من فهمهم لها. وتضمنت التوصيات استخدام سترات النجاة والوسائل المساعدة المناسبة لمن لا يجيدون السباحة، وتثبيت حواجز حول المسبح، واستخدام أجهزة إنذار إن أمكن، إلى جانب أهمية تفريغ المسابح القابلة للنفخ بعد كل استخدام وإبعادها عن متناول الأطفال. كما شددت "وقاية" على أهمية إزالة الألعاب المائية من المسبح بعد الاستخدام حتى لا يغري وجودها الطفل بمحاولة الوصول إليها، وتجنّب القفز المفاجئ أو في أماكن غير مخصصة، لما قد يسببه من إصابات. وأكدت الهيئة أن اتباع هذه الإرشادات يُسهم في حماية الأرواح، لا سيما في ظل تكرار الحوادث المؤسفة التي يمكن تفاديها بالوعي والوقاية.

الذيابي لـ"سبق": لحميات القولون خطر صامت.. ومنظار بسيط كفيل بالوقاية من السرطان
الذيابي لـ"سبق": لحميات القولون خطر صامت.. ومنظار بسيط كفيل بالوقاية من السرطان

صحيفة سبق

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة سبق

الذيابي لـ"سبق": لحميات القولون خطر صامت.. ومنظار بسيط كفيل بالوقاية من السرطان

حذّر الدكتور عبدالله الذيابي، استشاري الجهاز الهضمي والمناظير العلاجية المتقدمة، من خطورة لحميات القولون التي قد تتطور بصمت إلى سرطان القولون والمستقيم، وهو من أكثر أنواع السرطان شيوعًا في المملكة والعالم. وأوضح الذيابي في حديثه لـ"سبق" أن هذه اللحميات، رغم خطورتها المحتملة، يمكن استئصالها بسهولة باستخدام منظار القولون عند اكتشافها مبكرًا، دون الحاجة إلى تدخل جراحي، مما يجعل الفحص الوقائي أمرًا بالغ الأهمية. وبيّن أن اللحميات هي نموات غير طبيعية في بطانة القولون، وغالبًا ما تكون حميدة، إلا أن بعض الأنواع، كالغدية منها، قد تتحول إلى أورام خبيثة خلال سنوات دون ظهور أعراض واضحة. وأشار إلى أن عوامل الخطر تشمل: التقدّم في العمر (فوق 45 عامًا)، كون المريض من الذكور، وجود تاريخ عائلي للمرض، الإصابة بأمراض القولون الالتهابية، اتباع نظام غذائي غير صحي، السمنة، قلة النشاط البدني، التدخين، وتناول الكحول. وقد يصاب البعض بالمرض حتى في غياب هذه العوامل. وشدد الذيابي على أهمية التغذية الصحية، موضحًا أن تناول الفواكه والخضراوات والألياف يُسهم في تقليل احتمالية الإصابة، وفقًا لتوصيات الجمعية الأمريكية للسرطان. وأضاف أن الورم في مراحله المبكرة غالبًا لا يسبب أعراضًا، ولذلك تُعد الفحوصات الوقائية وسيلة فعالة للكشف والعلاج المبكر. ووفقًا لدراسة أمريكية، فقد ساهمت هذه الفحوصات في الوقاية من نحو 550 ألف إصابة خلال 30 عامًا. وأشار إلى أن الجمعية الأمريكية للسرطان توصي بإجراء الفحص من عمر 45 عامًا، أو في سن أصغر عند وجود عوامل خطورة. وتشمل خيارات الفحص: منظار القولون الكامل كل 10 سنوات، أشعة القولون أو التنظير السيني كل 5 سنوات، واختبارات البراز الدورية. وكشف أن منظار القولون يُعد إجراءً آمنًا يتم تحت تخدير بسيط، ويستغرق قرابة 30 دقيقة، مع إمكانية إزالة اللحميات في الجلسة نفسها، مما يحد من تطورها إلى أورام سرطانية.

الجوع وسوء التغذية يبلغان مستويات غير مسبوقة في قطاع غزة
الجوع وسوء التغذية يبلغان مستويات غير مسبوقة في قطاع غزة

العربية

timeمنذ 2 ساعات

  • العربية

الجوع وسوء التغذية يبلغان مستويات غير مسبوقة في قطاع غزة

بلغ الجوع وسوء التغذية مستويات غير مسبوقة في غزة، مع تأكيد الأمم المتحدة أن عشرات الآلاف من الأطفال والنساء يحتاجون إلى علاج عاجل، في وقت تدخل فيه القطاع كميات شحيحة من المساعدات في ظل القيود الإسرائيلية. وأفاد الدفاع المدني في غزة بأنه يرصد تزايد حالات وفاة الأطفال الرضع "نتيجة الجوع الحاد وسوء التغذية"، مؤكداً وفاة ثلاثة أطفال على الأقل خلال الأسبوع المنصرم. وقال المتحدث باسم الجهاز، محمود بصل، لوكالة الأنباء الفرنسية: "هذه الحالات المؤلمة لم تكن بسبب إصابات مباشرة من القصف، بل نتيجة نقص التغذية، غياب الحليب، وانعدام الرعاية الصحية الأساسية". ويقول زياد مصلح (45 عاماً) الذي نزح من شمال قطاع غزة إلى وسطها وهو الآن في مخيم النصيرات: "نحن نموت، أطفالنا يموتون ولا نستطيع فعل أي شيء". ويضيف في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية: "أولادنا يبكون ويصرخون يريدون طعاماً، ينامون بالوجع والجوع وبطونهم فارغة خاوية. نحن الكبار والله غير قادرين على الحركة من كثرة التعب والجوع. الأمهات غير قادرات على الوقوف لخدمة أولادهن من قلة الطعام، والمياه الحلوة والمالحة مقطوعة منذ أكثر من أسبوع". وبحسب مصلح "لا يوجد طعام أبداً، وإن توافر القليل في السوق، فإن أسعاره خيالية ولا أحد يستطيع شراءه". والأحد، وفي إحدى نقاط توزيع الطعام في النصيرات داخل مدرسة تابعة للأمم المتحدة تحولت إلى مركز للنزوح، كان الأطفال الذين ينتظرون دورهم للحصول على طعام، يقرعون الصحون والأواني، وقد بدت علامات الجوع الشديد على وجوه معظمهم. وتقول أم سامح أبو زينة التي أنهك الجوع جسدها ووجهها النحيل: "لا يوجد شيء، نأكل ولكن لا نشبع وأنا لا آكل ولكن آخذ ملعقة وأترك الباقي لبنتي". وتضيف: "أعاني من ارتفاع ضغط الدم والغضاريف والسكري وخسرت 35 كيلو من وزني من أجل توفير الطعام لأولادي". مخزون أغذية منخفض يشكو سكان القطاع الذين يتجاوز عددهم مليوني شخص، إلى جانب الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، من انخفاض مخزون المواد الغذائية، ما تسبب في ارتفاع هائل في أسعار القليل المتوافر منها في الأسواق. وحذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مطلع يوليو (تموز) من أن سعر الدقيق أصبح أعلى بـ3000 مرة مما كان عليه قبل اندلاع الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وقال مدير البرنامج كارل سكاو الذي زار مدينة غزة مطلع الشهر الجاري "الوضع هو الأسوأ الذي رأيته في حياتي". وأضاف: "قابلت أباً فقد 25 كيلوغراما خلال الشهرين الماضيين. الناس يتضوّرون جوعاً، بينما الطعام موجود على بُعد أمتار خلف الحدود". وكانت إسرائيل بدأت في الثاني من مارس (آذار) فرض حصار مطبق على القطاع بعد انهيار المحادثات لتمديد وقف إطلاق النار الذي أبرم بداية العام 2025 واستمر ستة أسابيع. ومنعت إسرائيل دخول أي سلع حتى أواخر مايو (أيار)، حين بدأت السماح بدخول عدد قليل من الشاحنات. ومع نفاد المخزون الذي كان قد تجمع خلال فترة وقف إطلاق النار، تواجه غزة أسوأ نقص في الإمدادات منذ بداية الحرب قبل أكثر من 21 شهراً. وقال سكاو "مطابخنا خالية، ولا تقدم سوى الماء الساخن مع القليل من المعكرونة". ولعل الأطفال والنساء الحوامل هم الأكثر تضرراً من سوء التغذية. وقالت منظمة أطباء بلا حدود الأسبوع الماضي إن فرقها العاملة في غزة تشهد أعلى عدد من حالات سوء التغذية التي سُجّلت على الإطلاق في القطاع. وبحسب الطبيبة في المنظمة جوان بيري: "بسبب سوء التغذية المنتشر بين النساء الحوامل وسوء أوضاع المياه والصرف الصحي، يولد الكثير من الأطفال مبكراً. وحدة العناية المركزة للمواليد مكتظة للغاية، حيث يضطر أربعة إلى خمسة رضع إلى مشاركة حاضنة واحدة". "أخاف أن أموت جائعة" العرب والعالم الشرق الأوسط اسكتلندا تحث رئيس الوزراء البريطاني على التعاون لإنقاذ أطفال غزة تقول الطفلة أمينة وافي (10 أعوام) من خان يونس لوكالة الأنباء الفرنسية: "أنا جائعة جداً، دائماً أقول لأبي أريد طعاماً. يعدني بأن يحضر لي لكن لا يوجد ولا يستطيع". وتشتهي الطفلة أن تأكل "كل الطعام الذي أحبه مثل السابق قبل الحرب، وأشرب مياهاً باردة.. لكن بيتنا كله تدمر". وتضيف: "أخاف أن أموت وأنا جائعة". وتقول منظمة "أطباء بلا حدود" إن المرضى في عياداتها لا يتعافون من جراحهم بشكل جيد بسبب نقص البروتين، وأن نقص الغذاء يؤدي لاستمرار العدوى لفترات أطول مما هو عليه في الأجسام السليمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store