
أطـفـــال ينهشــهـــم التـــجويع
وعلى أسرة العلاج تختفي مظاهر الطفولة عن وجوه الثلاثة؛ إذ لا تظهر عليهم أي استجابة للعب أو التفاعل، ويقضون معظم أوقاتهم في حالة خمول تام، نتيجة الهزال الشديد وسوء التغذية.
أجساد ضعيفة
مع هذا المشهد الناجم عن حرب الإبادة الإسرائيلية، يرتفع أنين الأطفال المرضى الذين أنهكهم الجوع، فيما يبذل الأطباء جهودا مضنية لتقديم الحد الأدنى من الرعاية، وسط نقص حاد في الإمكانات.
وبينما تتصاعد التحذيرات من داخل قطاع غزة من انهيار النظام الصحي، تتفشى المجاعة بصمت بين آلاف الأطفال الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة بوجه التجويع الممنهج الذي تمارسه إسرائيل.
ورغم تدهور الأوضاع الصحية وتصاعد تحذيرات المجاعة، تواصل إسرائيل منع إدخال الغذاء والماء إلى غزة، متجاهلة بذلك الدعوات الدولية المتكررة لفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية.
والجمعة، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن نحو 112 طفلا فلسطينيا يدخلون المستشفيات بقطاع غزة يوميا لتلقي العلاج من سوء التغذية منذ بداية العام الجاري، جراء الحصار الإسرائيلي الخانق.
والسبت، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة ارتفاع عدد الأطفال الذين «استشهدوا» جراء سوء التغذية الحاد إلى 66 منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، نتيجة تشديد الجيش الإسرائيلي حصاره على القطاع ضمن استخدام «التجويع سلاحا لإبادة المدنيين».
طفولة مفقودة
في «مستشفى شهداء الأقصى» بمدينة دير البلح وسط القطاع، تقف أم فلسطينية عاجزة أمام رضيعها محمد اللوح، البالغ من العمر 3 أشهر، غير قادرة على توفير الحليب الذي يحتاجه بشدة.
ومنذ لحظاته الأولى في الحياة، لم يعرف الطفل سوى الجوع والحصار، ولد في قلب المجاعة، ولم ير يوما جميلا كغيره من أطفال العالم. وخلال الأشهر الثلاثة منذ ولادته، تنقل الطفل مع عائلته بين النزوح والحرمان، دون أن ينعم بيوم آمن حيث سرقت طفولته مبكرا وسط حرب لا ترحم ولا تترك له حق البكاء كما يفعل أطفال العالم في سنواتهم الأولى.
تقول للأناضول: «طفلي يعاني من سوء تغذية والتهابات صدرية نتيجة نقص الحليب، والمستشفيات لا تملكه، والمعابر مغلقة بسبب الحصار».
ولا يختلف الحال كثيرا لدى والدة الطفلة رزان أبو زاهر، التي تجلس بجانب صغيرتها المريضة متمنية أن تستعيد عافيتها.
تقول الأم للأناضول، رزان تعاني من حرارة مستمرة وضعف عام، وكل يوم يمر حالتها تزداد سوءا بسبب نقص الطعام والماء.
وتضيف أن طفلتها حرمت من الحليب المغذي وحبوب القمح الجاهزة «السيريلاك»، ما فاقم تدهور حالتها الصحية.
أما الطفلة أمل، فترقد في قسم الأطفال بـ«مستشفى ناصر» في خان يونس، بجسد هزيل تبرز منه عظام صدرها بوضوح، جراء معاناتها من حساسية القمح، في وقت لا يتوفر فيه بديل غذائي مناسب وسط تفاقم المجاعة.
يقول والدها: «أصيبت بسوء تغذية بعد النزوح، وشخص الطبيب حالتها بحساسية قمح، ونصحنا بتوفير لحوم وفواكه، لكن كل شيء مفقود».
ويشير إلى أن وزنها انخفض من 20 كغم إلى 12 كغم بسبب الجوع.
تفشي لسوء التغذية
من جانبه، قال الطبيب إياد أبو معيلق، رئيس قسم الأطفال في «مستشفى شهداء الأقصى»: «نشهد ازدحاما شديدا في القسم حيث نستقبل ما بين 50 إلى 60 حالة يوميا، معظمها التهابات صدرية ومعوية وحمى شوكية، ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بسوء التغذية».
ويتابع: «لا تتوفر لدينا أي أنواع من الحليب الصناعي، وسوء التغذية يضعف مناعة الأطفال، ويجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض». ووجه أبو معيلق نداء للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بضرورة التدخل العاجل، وتوفير الحليب للرضع والمستلزمات الطبية والأدوية.
وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس/ آذار بشكل محكم معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولا تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تنفذ تل أبيب وواشنطن منذ 27 مايو/ أيار، خطة لتوزيع مساعدات محدودة بواسطة «مؤسسة غزة الإنسانية»، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بقصف الفلسطينيين المصطفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص.
وأدت الآلية الإسرائيلية الأميركية لتوزيع المساعدات في غزة، حتى الأحد الماضي إلى 600 قتيل وأكثر من 4278 مصابا، وفق وزارة الصحة في غزة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الوطن
٠٧-٠٧-٢٠٢٥
- جريدة الوطن
غزة على وشك الانهيار
غزة- الأناضول- قال برنامج الأغذية العالمي إن جميع أنظمة الغذاء في قطاع غزة «على وشك الانهيار» ومعظم الأسر في القطاع بالكاد تتناول وجبة واحدة يومياً، جراء الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على القطاع منذ عدة أشهر. وفي تغريدة عبر حسابه على منصة «إكس»، أفاد البرنامج الأممي، أن «وقف إطلاق النار في غزة يهيئ الظروف اللازمة لتقديم مساعدات إنسانية آمنة وواسعة النطاق». وأضاف: «معظم الأسر في قطاع غزة بالكاد يتناولون وجبة واحدة يوميا». وتابع: «لا يزال الشعور بالخوف من المجاعة والحاجة الماسة للغذاء مرتفعًا في غزة». وأشار البرنامج إلى أن الأمن الغذائي في غزة وجميع أنظمة الغذاء، على وشك الانهيار. وذكر أن إحدى أسر غزة أخبرتنا أن الحرارة الشديدة ونقص الغذاء تسببا في فقدان الوعي عند البعض. ولفت إلى أن الكثير من الناس يخاطرون بحياتهم؛ من أجل الحصول على كيلو واحد من الطحين. وقتل 10 فلسطينيين بينهم طفل رضيع وأصيب آخرون، فجر الاثنين، في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة بقطاع غزة، وأفادت مصادر طبية لمراسل الأناضول، بأن 6 فلسطينيين بينهم طفل رضيع قتلوا وأصيب 15 جراء غارة من مروحية إسرائيلية استهدفت عيادة طبية تؤوي نازحين في حي الرمال غرب مدينة غزة. كما قتل فلسطيني وجرح عدد آخر في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية بحي تل الهوا جنوب مدينة غزة، وفق مصادر طبية وشهود عيان. وفي وسط القطاع، قتل 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا لعائلة الجدي بمخيم البريج، حسب ما أفادت مصادر طبية في مستشفى «شهداء الأقصى» بمدينة دير البلح (وسط). وأصيب 4 فلسطينيين بجروح خطيرة جراء غارة إسرائيلية استهدفت خيمة تؤوي نازحين في مدينة دير البلح، وفق المصادر ذاتها. وقال إعلام عبري إن الجيش الإسرائيلي أبلغ القيادة السياسية، باستحالة القضاء على حركة حماس وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لديها في وقت واحد. وأفادت إذاعة الجيش، الاثنين، أن الجيش أبلغ القيادة السياسية بأنه من المستحيل حاليا تحقيق هدفي الحرب معا (القضاء على حماس وإطلاق سراح المحتجزين)، وأن علينا أن نقرر ما يجب فعله أولا. وأوضحت الإذاعة أن الجيش يرى ضرورة إعادة الأسرى أولا، دون مزيد من التفاصيل، أو فيما إذا كانت القيادة السياسية ردت على ذلك.


جريدة الوطن
٠٥-٠٧-٢٠٢٥
- جريدة الوطن
أطـفـــال ينهشــهـــم التـــجويع
بأجساد نحيلة كأنها هياكل عظمية، يرقد الأطفال محمد ورزان وأمل بمستشفيين بقطاع غزة، بعدما أنهكتهم أمراض ناجمة عن الجوع وسوء التغذية الحاد؛ جراء حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ 21 شهرا على الفلسطينيين. وعلى أسرة العلاج تختفي مظاهر الطفولة عن وجوه الثلاثة؛ إذ لا تظهر عليهم أي استجابة للعب أو التفاعل، ويقضون معظم أوقاتهم في حالة خمول تام، نتيجة الهزال الشديد وسوء التغذية. أجساد ضعيفة مع هذا المشهد الناجم عن حرب الإبادة الإسرائيلية، يرتفع أنين الأطفال المرضى الذين أنهكهم الجوع، فيما يبذل الأطباء جهودا مضنية لتقديم الحد الأدنى من الرعاية، وسط نقص حاد في الإمكانات. وبينما تتصاعد التحذيرات من داخل قطاع غزة من انهيار النظام الصحي، تتفشى المجاعة بصمت بين آلاف الأطفال الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة بوجه التجويع الممنهج الذي تمارسه إسرائيل. ورغم تدهور الأوضاع الصحية وتصاعد تحذيرات المجاعة، تواصل إسرائيل منع إدخال الغذاء والماء إلى غزة، متجاهلة بذلك الدعوات الدولية المتكررة لفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية. والجمعة، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن نحو 112 طفلا فلسطينيا يدخلون المستشفيات بقطاع غزة يوميا لتلقي العلاج من سوء التغذية منذ بداية العام الجاري، جراء الحصار الإسرائيلي الخانق. والسبت، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة ارتفاع عدد الأطفال الذين «استشهدوا» جراء سوء التغذية الحاد إلى 66 منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، نتيجة تشديد الجيش الإسرائيلي حصاره على القطاع ضمن استخدام «التجويع سلاحا لإبادة المدنيين». طفولة مفقودة في «مستشفى شهداء الأقصى» بمدينة دير البلح وسط القطاع، تقف أم فلسطينية عاجزة أمام رضيعها محمد اللوح، البالغ من العمر 3 أشهر، غير قادرة على توفير الحليب الذي يحتاجه بشدة. ومنذ لحظاته الأولى في الحياة، لم يعرف الطفل سوى الجوع والحصار، ولد في قلب المجاعة، ولم ير يوما جميلا كغيره من أطفال العالم. وخلال الأشهر الثلاثة منذ ولادته، تنقل الطفل مع عائلته بين النزوح والحرمان، دون أن ينعم بيوم آمن حيث سرقت طفولته مبكرا وسط حرب لا ترحم ولا تترك له حق البكاء كما يفعل أطفال العالم في سنواتهم الأولى. تقول للأناضول: «طفلي يعاني من سوء تغذية والتهابات صدرية نتيجة نقص الحليب، والمستشفيات لا تملكه، والمعابر مغلقة بسبب الحصار». ولا يختلف الحال كثيرا لدى والدة الطفلة رزان أبو زاهر، التي تجلس بجانب صغيرتها المريضة متمنية أن تستعيد عافيتها. تقول الأم للأناضول، رزان تعاني من حرارة مستمرة وضعف عام، وكل يوم يمر حالتها تزداد سوءا بسبب نقص الطعام والماء. وتضيف أن طفلتها حرمت من الحليب المغذي وحبوب القمح الجاهزة «السيريلاك»، ما فاقم تدهور حالتها الصحية. أما الطفلة أمل، فترقد في قسم الأطفال بـ«مستشفى ناصر» في خان يونس، بجسد هزيل تبرز منه عظام صدرها بوضوح، جراء معاناتها من حساسية القمح، في وقت لا يتوفر فيه بديل غذائي مناسب وسط تفاقم المجاعة. يقول والدها: «أصيبت بسوء تغذية بعد النزوح، وشخص الطبيب حالتها بحساسية قمح، ونصحنا بتوفير لحوم وفواكه، لكن كل شيء مفقود». ويشير إلى أن وزنها انخفض من 20 كغم إلى 12 كغم بسبب الجوع. تفشي لسوء التغذية من جانبه، قال الطبيب إياد أبو معيلق، رئيس قسم الأطفال في «مستشفى شهداء الأقصى»: «نشهد ازدحاما شديدا في القسم حيث نستقبل ما بين 50 إلى 60 حالة يوميا، معظمها التهابات صدرية ومعوية وحمى شوكية، ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بسوء التغذية». ويتابع: «لا تتوفر لدينا أي أنواع من الحليب الصناعي، وسوء التغذية يضعف مناعة الأطفال، ويجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض». ووجه أبو معيلق نداء للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بضرورة التدخل العاجل، وتوفير الحليب للرضع والمستلزمات الطبية والأدوية. وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس/ آذار بشكل محكم معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولا تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى. وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تنفذ تل أبيب وواشنطن منذ 27 مايو/ أيار، خطة لتوزيع مساعدات محدودة بواسطة «مؤسسة غزة الإنسانية»، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بقصف الفلسطينيين المصطفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص. وأدت الآلية الإسرائيلية الأميركية لتوزيع المساعدات في غزة، حتى الأحد الماضي إلى 600 قتيل وأكثر من 4278 مصابا، وفق وزارة الصحة في غزة.


العرب القطرية
٢٦-٠٦-٢٠٢٥
- العرب القطرية
أول شحنة طبية تصل القطاع منذ مارس
وكلات سلمت منظمة الصحة العالمية شحنتها الطبية الأولى إلى غزة منذ الثاني من مارس، بحسب ما أعلن مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس، لكنه أضاف أن الشاحنات التسع تمثل «قطرة في محيط». وقال تيدروس في منشور على منصة إكس إن الإمدادات سيتم توزيعها على المستشفيات ذات الأولوية في غضون أيام. وأوضح تيدروس أن «تسع شاحنات محملة بإمدادات طبية أساسية و2000 وحدة دم و1500 وحدة بلازما» عبرت إلى القطاع الفلسطيني عبر معبر كرم أبو سالم «دون وقوع أي حادث نهب، رغم الظروف الخطرة على طول الطريق». وأضاف أنه «سيتم توزيع هذه الإمدادات على المستشفيات ذات الأولوية في الأيام المقبلة». وأشار المسؤول الأممي إلى أنه «تم تسليم الدم والبلازما إلى منشأة التخزين المبردة في مجمع ناصر الطبي لتوزيعها على المستشفيات التي تواجه نقصا حادا، وسط تدفق متزايد للإصابات، يرتبط العديد منها بحوادث في مواقع توزيع المواد الغذائية».