logo
لماذا تهتم إسرائيل بالأقليات والإثنيات؟

لماذا تهتم إسرائيل بالأقليات والإثنيات؟

بلال التليدي نشر في 17 يوليو 2025 الساعة 22 و 49 دقيقة
إيطاليا تلغراف
بلال التليدي
كاتب وباحث مغربي
في زيارتي للولايات المتحدة ضمن فعاليات الزائر الدولي سنة 2010، لفت انتباهي الاهتمام الأمريكي الكثيف بالأقليات والإثنيات، والعدد الهائل من المكاتب التمثيلية لمختلف الطيف الإثني والديني في العاصمة واشنطن، وسمعت طيلة الزيارة التي خصصت للحوار بين الأديان والتعرف على التعددية الدينية في الولايات المتحدة الأمريكية، أسطوانة متكررة تحاول تفسير هذه الظاهرة في علاقة بالنموذج الديمقراطي الأمريكي، وأنه يقوم على احترام حقوق الأقليات وضمان الحريات الدينية، وأنه لهذا الغرض، تتابع الخارجية الأمريكية وضع الحريات الدينية ووضع الأقليات في العالم، وتصدر تقريرين سنويين خاصين بكل دولة على حدة، الأول يتابع وضعية حقوق الإنسان بشكل عام، والثاني، يتابع وضعية الحرية الدينية بشكل خاص.
ولدى استقرائي لأكثر من عشرين تقريرا للخارجية الأمريكية حول وضعية الحريات الدينية بالمغرب صدرت بشكل متتال منذ أن أصدر الكونغرس الأمريكي سنة 1998 قانونا يلزم الخارجية الأمريكية بأن تحيل عليه تقريرا سنويا حول الحريات الدينية الدولية، تأكد لدي بأن الأجندة التي تحكم الولايات المتحدة الأمريكية في تعاطيها مع قضية الحريات الدينية هو خلق أقلية مسيحية إنجيلية بالمغرب تتمتع بنفس الوضع القانوني الذي للطائفة اليهودية، ومن ثمة، ممارسة قدر كبير من الضغط لتغيير النظام الدستوري المغربي، وبشكل خاص موقع الإسلام في البناء الدستوري والتشريعي، بما يعني ذلك إنهاء الشرعية الدينية للدولة (إسلامية الدولة) والقطع مع نظام إمارة المؤمنين، لصالح دولة علمانية، حيادية.
المفارقة، أن هذه الاستراتيجية الأمريكية التي تستعمل ورقتي الحرية الدينية والأقليات الدينية والإثنية كمدخل للضغط على الدول والتدخل في قرارها السيادي، وربما الاشتغال على أجندة التقسيم، تتبنى السياسة الإسرائيلية نفس مفرداتها، فنجد باحثا معروفا في مركز موشيه دايان هو بريس مادي وايزمان، نذر نفسه منذ أكثر من ثلاثين عاما لدراسة الشأن المغاربي، وبشكل خاص المسألة الأمازيغية، يكتب كتابا بعنوان: «الهوية البربرية»، فضلا عن عشرات من المقالات والأوراق البحثية حول الهوية الإثنية للمغرب، والتوترات الإثنية والسياسية في المنطقة المغاربية، ويبلور بشكل جد مبكر، أطروحة إثنية، تعتبر أن المغرب لما كانت هويته أمازيغية، لم يكن له أي مشكل مع إسرائيل، وأن المشكلة بدأت حين بدأ المغرب يبتعد عن هذه الهوية، ويقترب من الهوية العربية الإسلامية، وأن مدخل إصلاح العلاقة بين المغرب وإسرائيل (التطبيع) يمر ضرورة عبر إحياء الهوية الأمازيغية، وأن أكبر عائق يمنع ذلك هو الحركات الإسلامية والقومية، لأنها في اعتقاده تمارس ضغطا على السلطة وتمنعها من التقدم إلى التطبيع.
ملخص أطروحة هذا الباحث الإسرائيلي، هو العمل على إيجاد حليف داخلي يقوم بدور إزالة العائق النفسي والفكري أمام التطبيع الإسرائيلي المغربي، وأن المرشح للقيام بهذا الدور هو الفاعل الأمازيغي على أساس أن يضطلع ببث خطاب منافس ومقاوم لخطاب الحركة الإسلامية والحركات القومية، ويقنع الجمهور بأن قضية الصراع العربي الإسرائيلي هي شأن لا يعني المغرب الأصيل (ذي الهوية الأمازيغية).
يقدم هذا الباحث في دراسته «إسرائيل والعلاقات مع الدول المغاربية حقائق إمكانات» (2009) عدة دواع للرهان الإسرائيلي على الحركة الأمازيغية، منها كونها ليست معنية بالدفاع عن الرصيد الحضاري العربي الإسلامي ولا ملتزمة باستحقاقاته، وأنها تستلهم خطابها من النموذج الغربي الكوني، وتتبنى فكرة سمو المواثيق الدولية على التشريعات الوطنية، ولأنها تعني بمشاكل الوطن الحقيقية وليس قضية الصراع العربي الإسرائيلي، ولأنها لا تتبنى خطابا معاديا لإسرائيل.
هناك من سيدفع بحجة أن الأمازيغ يشكلون الأكثرية لا الأقلية بالمغرب، لكن، هذا بالتقدير الإثني وربما الديمغرافي والتاريخي، لكن في واقع الأمر، هناك اندماج بين مكونات الطيف الإثني بالمغرب، سواء على مستوى الموقف الوطني أو على مستوى الموقف من القضية الفلسطينية، وهدف تل أبيب هو استعمال الهوية الإثنية لضرب هذا الاندماج الوطني ومحاولة إحداث فرز على مستوى الموقفين معا، حتى يتأسس القول بحيادية المغرب عن قضية الصراع العربي الإسرائيلي، ويكون له مستند من الهوية التاريخية، وينشأ تبعا لذلك انقسام مجتمعي يكون الموقف من إسرائيل حافزه ومغذيه، ولعل رفع شعار «تازة قبل غزة» في أوساط بعض النخب، يبرز إلى حد كبير النجاح النسبي لهذه السياسة الإسرائيلية، فتشكل ذلك هذه النخب الأقلية المدعومة التي يراهن على تاريخية الهوية الأمازيغية المغربية لجعلها بعد ذلك الأغلبية الحاسمة.
نورد هذه الخلفية الإثنية لنفهم بشكل أكثر تفصيلا رهانات تل أبيب على الدروز في سوريا ودفعها بذريعة حماية الأقليات لابتزاز النظام السوري وإرغامه على توقيع اتفاق أمني مع إسرائيل، يؤمن لها بقاء منطقة السويداء بعيدة عن سلطة الجيش وقوات الأمن السورية، وكيف تمسك تل أبيب بهذه الورقة لتحقيق أكثر من رهان استراتيجي.
من الواضح، أن الأفق الاستراتيجي البعيد لتل أبيب هو تقسيم سوريا إلى كنتونات إثنية، وخلق دويلات إثنية كردية ودرزية وعلوية، وأن مطلبها الآني، هو خلق حزام أمني متوغل أكثر في الأراضي السورية على تخوم الجولان المحتل، وتشكيل حليف قوي داخل هذه المنطقة، يعتمد أساسا على الأقلية الدرزية. ولذلك، كلما اقتربت الدولة السورية من تحقيق هدف بسط يد الدولة على كل الأراضي السورية، واندماج كل الأقليات في الدولة الوطنية، تحركت تل أبيب بكل قوة، لأن نقيض استراتيجيتها في سوريا هو أن تتأسس الدولة الوطنية في سوريا وتؤمن وحدة ترابها، وأن يمتد نفوذها لكل الأراضي السورية، وأن تندمج الأقليات ضمن نسيجها الوطني.
تقوم الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية على خلق التنافر بين مكونات الوطن، والعمل على جعل الاندماج الوطني أمرا مستحيلا، والاقتراب من الأقليات والإثنيات، ومحاولة تشجيعها على الانفصال أو على الأقل الخروج عن النسيج الوطني.
في المثال العراقي، انتقد الكثيرون سياسة واشنطن وكيف اتجهت بحمق نحو تقويض بنية الدولة (الجيش، الأمن، الإدارة عبر استهداف كوادر حزب البعث أو المقربين منه) لكنهم لم يفهموا في الجوهر العمق الاستراتيجي الأمريكي، فواشنطن كانت تدرك أنه ليس بعد سقوط الدولة سوى انتعاش الطائفية والإثنيات، ورهن مصير أمة بصراعات وميليشيات لا تنتهي، والحكم على حلم بناء الدولة والأمة الموحدة بالإعدام.
في الواقع، تتكيف الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية في الرهان على قضية الأقليات، فليس القصد دائما أو ابتداء هو تقويض الدولة، وخلق حالة فوضى إثنية وطائفية، فهذه الحالة يتم اللجوء إليها حين تكون شروطها ناضجة كما في المثال العراقي، لكن في المثال السوري، تتجه الاستراتيجية الإسرائيلية إلى منع اكتمال عقد الدولة، أي عرقلة سعيها نحو توحيد مواطنيها وإدماج أقلياتها، وفي المنطقة المغاربية، أقصى ما كانت ترجوه الاستراتيجية الإسرائيلية هو خلق حليف لها (الحركة الأمازيغية) يعينها على إيجاد مدخل للتطبيع، لكن هذا التكيف والاستيعاب لخصوصيات المناطق العربية الإسلامية، لا يعني الجمود على هدف واحد، فكلما تحقق الهدف القريب، تم المرور لما هو أبعد منه، حتى يصير الهدف المركزي أي تقويض الدولة، أو خلق الفوضى، أو التقسيم واجب الوقت بالنسبة للسياسة الإسرائيلية.
في السويداء، فشلت تل أبيب في تحقيق رهاناتها، رغم الضربات العسكرية التي استهدفت الرموز السيادية للدولة السورية، لكنها أبدا، ستستمر في اللعب بورقة الدروز حتى تحقق هدفها القريب، أي جعل المنطقة منزوعة السلاح، وإبعاد الجيش وقوات الأمن التابعة للنظام السوري عنها، وفرض واقع منطقة أمنية تراقبها إسرائيل يوميا، وتمنح نفسها حرية الحركة كلما قدرت أن تهديدا ما يقترب منها.
وفي المغرب لن يتوقف مخطط تقسيم المغرب على أساس إثني، ولا يخبو جزء من هذا الرهان إلا لأن الأهداف القريبة لم يكتمل تحقيقها، وحالما تصير واقعا يقترب هدف التقسيم أكثر.
ما ينبغي أن يستوعبه صناع القرار السياسي العربي، أن ورقة الأقليات والإثنيات ستكون مكلفة إن لم يتم تأطيرها دستوريا وتشريعيا، بما يلزم من القواعد التي تقوي الاندماج الوطني في الدولة، وحقوقيا وثقافيا، بما يحصنها من الاقتراب من العدو الخارجي.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف
السابق
أجواء مهيبة في جنازة أسطورة الكرة المغربية أحمد فرس
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأصدقاء والأعداء
الأصدقاء والأعداء

الشروق

timeمنذ 2 ساعات

  • الشروق

الأصدقاء والأعداء

نسب إلى الإمام علي- رضي الله عنه- قوله: 'أصدقاؤك ثلاثة، وأعداؤك ثلاثة. فأصدقاؤك هم صديقك، وصديق صديقك، وعدو عدوك. وأعداؤك هم عدوك وصديق عدوك، وعدو صديقك'. وشاهدنا في هذه الكلمة، هو 'صديق عدوك'. إنّ كلامي موجه إلى هؤلاء الأعراب، 'الذين وصف القرآن الكريم أسلافهم بأنهم 'أشد كفراً ونفاقا'. ولعلهم ورثوا عنهم هذه الصفة، كما ورثوا عنهم السّحنات. إن هؤلاء 'الأعراب' لم يكتفوا بصداقة عدو المسلمين الدائم، وهم اليهود الصهاينة، بشهادة القرآن الكريم: 'لتجدنَّ أشدَّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا'، ولكنهم سارعوا إلى استرضاء هؤلاء الصهاينة ومن غير طلب، ما جعل بعض اليهود، الذين قال فيهم القرآن الكريم: 'ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون'، يستهجنون سلوك هؤلاء 'الأعراب'، ويحتقرونهم، لأن من خان قومه فهو لغيرهم أخون… يفترض، بحسب مقولة هذا الإمام الحكيم، الذي نشأ على عيني ذي الخلق العظيم، سيدنا محمد- عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم- أن يكون هؤلاء 'الأعراب' إلى جانب إخوانهم في فلسطين، من غير أن يستنصروهم، فما بالك وهم يستصرخون حتى سمع صراخهم الجوامد من الكائنات. لقد كان 'أعراب' الجاهلية أكثر فقها وأسلم فَهْمَا، وَأَسَدَّ عقلا من 'أعراب' اليوم. فقد جاء في أمثال أعراب الأمس: 'انصر أخاك ظالما أو مظلوما'.. وعندما جاء رسول الهدى- عليه الصلاة والسلام- أبقى على منطوق المثل. فسئل: ننصره مظلوما، فكيف ننصره ظالما؟ فَقَيَّد المثل بقوله: 'تحجزه عن الظلم'. إن بعض هؤلاء 'الأعراب' لم يكتفوا بصداقة الذي ما من عداوته بد، ولكنهم- لسوء عرقهم- تجاوزوا ذلك إلى نصرة هذا العدو، الذي ضجت لظلمه وفساده الأرض والسماء، وما فيهن وأكثر من فيهن، فكأنهم بذلك يشاقون الله ورسوله وصالح المؤمنين وأحرار العالم. إن سلوك هؤلاء 'الأعراب' ينفي انتسابهم إلى العروبة، وإن تزيّوا بأزيائها، ويسقط عنهم الانتماء إلى الإسلام وإن تمظهروا بمظاهره، 'وإذا طاب أصل المرء طابت فروعه'. والأعجب، أن هؤلاء 'الأعراب' يزعمون أنهم 'أشرف العرب'، ولا يكادون يبينون إذا تكلموا ويدعون أنهم 'أتقى المسلمين'، ولا يطبقون من الإسلام إلا 'تناكحوا تناسلوا'، إلى درجة أنهم لا يعرفون أسماء زوجاتهم وأبنائهم.. إنه لا معنى لبقاء هؤلاء 'الأعراب'، في هذا 'الهيكل' المسمى 'جامعة الدول العربية'، ولينف العرب الأشراف خَبَثَ هؤلاء الأعراب، وليتبرؤوا منهم، فهم عار على العرب وسُّبة في وجه الإسلام، الذي ينفّرون منه غير المسلمين، ويا ويلهم يوم يرون الجحيم، ويلقون المعاذير، فيقال لهم: 'اخسؤوا فيها ولا تكلمون'. عياذا بالله.

عصابة مسلحة تعتدي على موقع أثري في إب
عصابة مسلحة تعتدي على موقع أثري في إب

خبر للأنباء

timeمنذ 11 ساعات

  • خبر للأنباء

عصابة مسلحة تعتدي على موقع أثري في إب

تعرّض أحد المواقع الأثرية في محافظة إب، وسط اليمن، لاعتداء مسلح جديد، في أحدث حلقات الانتهاكات التي تستهدف الموروث الثقافي والتاريخي للبلاد، في ظل فوضى أمنية وتواطؤ ضمني من سلطات الأمر الواقع التابعة لميليشيا الحوثي الإرهابية. وذكرت مصادر محلية أن عصابة مسلحة نفذت، في ساعة متأخرة من مساء أمس، عملية حفر واسعة في موقع العصيبية الأثري بجبل عصام، الواقع في مديرية السدة شرقي المحافظة، في محاولة يائسة للتنقيب عن كنوز وقطع أثرية يُعتقد أنها مدفونة في الموقع التاريخي. وبحسب المصادر، فقد أثار صوت الحفريات وانتشار المسلحين قلق سكان المنطقة، الذين سارعوا للتصدي للمعتدين، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات محدودة بالأسلحة الخفيفة، قبل أن تنسحب العصابة إلى جهة مجهولة، وسط غياب تام لأي استجابة من سلطات الحوثيين في المديرية. وتأتي هذه الحادثة في سياق سلسلة من الانتهاكات التي طالت مواقع أثرية في محافظة إب خلال السنوات الأخيرة، حيث تحوّلت المحافظة إلى واحدة من أكثر المناطق تضررًا من عمليات النهب الممنهج للآثار تحت سلطة الحوثيين، التي يُتهم عناصر منها بالتورط المباشر في شبكات تهريب وبيع قطع أثرية داخلية وخارجية. وبحسب نشطاء محليين، فإن عصابات تهريب الآثار باتت تتحرك بحرية في المحافظة، وتحظى بحماية غير مباشرة من قيادات حوثية، مما يُسهل أعمال النهب والحفر والتنقيب في مواقع أثرية يعود بعضها إلى ما قبل الإسلام. تقرير أممي يؤكد تورط الحوثيين وكان فريق خبراء لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي قد كشف، في تقريره الأخير، عن تورط جماعة الحوثي في شبكات "تهريب منظم" تشمل بيع الآثار والقطع التاريخية النادرة إلى دول ومزادات عالمية، في إطار مصادر تمويل غير قانونية تستخدمها الجماعة إلى جانب أنشطة أخرى كغسل الأموال وتهريب الأسلحة. وأشار التقرير إلى أن بعض القطع اليمنية المسروقة تم عرضها في مزادات خارجية، وسط تحركات غير كافية من السلطات المعنية لاستردادها، لاسيما في ظل سيطرة الحوثيين على مؤسسات الثقافة والآثار واستغلالها لأغراض سياسية واقتصادية. وأثارت الحادثة غضبًا واسعًا في أوساط المهتمين بالتاريخ اليمني والناشطين الحقوقيين، الذين دعوا إلى تحرك محلي ودولي لحماية التراث الثقافي لليمن، وإدراج المواقع الأثرية المهددة في إب ومناطق سيطرة الحوثيين ضمن قوائم الحماية الدولية، وملاحقة المتورطين في عمليات الاتجار غير المشروع بالآثار. ويحذّر خبراء من أن استمرار هذا العبث بالموروث التاريخي يشكل تهديدًا حقيقيًا لذاكرة اليمن وهويته الحضارية، مؤكدين أن صمت الجهات الرسمية والمنظمات الدولية المختصة سيشجع على المزيد من النهب والتدمير لمواقع لا تُقدّر بثمن.

مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تنظم بكيغالي ندوة علمية دولية
مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تنظم بكيغالي ندوة علمية دولية

حدث كم

timeمنذ 3 أيام

  • حدث كم

مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تنظم بكيغالي ندوة علمية دولية

تنظم مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، بتعاون مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في جمهورية رواندا، غدا السبت بكيغالي، ندوة علمية دولية في موضوع 'القيم الأخلاقية في الإسلام وأثرها في السلم المجتمعي الإفريقي'. وتأتي هذه الندوة تجسيدا لرؤية مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، تحت القيادة المتبصرة لأمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الرامية إلى ترسيخ السلم الروحي، وتعزيز القيم الإسلامية في بناء المجتمعات الإفريقية على أسس العيش المشترك، والتسامح، وتفعيل التعاون بين علماء القارة الإفريقية بما يخدم تعزيز قيم الوسطية والاعتدال، ومواجهة مظاهر الغلو والتطرف والانقسام، وفق ما أفاد به بلاغ للمؤسسة. وأشار البلاغ إلى أن الندوة ستسلط الضوء على المكانة المحورية للقيم الأخلاقية في الإسلام، باعتبارها جوهرا أصيلا فيه، وأداة فاعلة في تزكية النفوس، وبناء المجتمعات المتماسكة، وضمان السلم والاستقرار والتنمية. وستشكل التجربة الرواندية، وفقا للمصدر ذاته، محطة مهمة في أشغال هذه الندوة، لما تمثله من نموذج إفريقي ناجح في إعادة بناء وترسيخ الاستقرار واستتباب الأمن في البلاد، بالاعتماد على المصالحة، والعدالة، والذاكرة المشتركة، وترسيخ ثقافة العيش المشترك والانتماء، وهي تجربة تؤكد أهمية الاستثمار في ترسيخ القيم الأخلاقية والثقافية، لتحقيق التنمية والوحدة الوطنية. كما تهدف الندوة إلى إبراز سبل تفعيل القيم الأخلاقية التي يدعو إليها الإسلام في الواقع الإفريقي لمواجهة التحديات الأمنية والاجتماعية، وتقديم نماذج ناجحة في توظيف هذه القيم لبناء التماسك المجتمعي، إلى جانب دعم التنسيق بين العلماء والمفكرين لصياغة خطاب ديني موحد، يخدم قضايا الوحدة والسلم والتنمية في القارة، ويحمي المجتمعات من نزعات التطرف والتفكك. وتعد هذه الندوة محطة علمية وروحية متميزة، تعزز الروابط بين علماء المملكة المغربية ونظرائهم في جمهورية رواندا، وتعمق الوعي الجماعي بأهمية القيم الأخلاقية الإسلامية في بناء مستقبل مشترك، قائم على الكرامة، والانتماء القيمي، والاعتدال، والسلم المستدام. يذكر أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تضم ثمانية وأربعين فرعا تغطي كل أرجاء القارة الإفريقية، وتشتغل مع المؤسسة الأم من أجل تعزيز قيم التسامح والعيش المشترك، خدمة للأمن والاستقرار والتنمية في البلدان الإفريقية، وفق الاحترام التام للقوانين والأنظمة الجاري بها العمل في هذه البلدان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store