
ويتكوف يلتقي مع نتنياهو لبحث مساعدات غزة ودفع محادثات الهدنة
وجاءت زيارة ويتكوف بعد وقت قصير من تصريح للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عبر منصة 'تروث سوشيال'، قال فيه إن 'أسرع طريقة لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة هي استسلام حماس وإطلاق سراح الرهائن'.
وتأتي هذه التحركات الأمريكية في ظل ضغوط دولية متصاعدة على حكومة نتنياهو، بسبب حجم الدمار الكبير الذي خلفته الحرب على غزة، إضافة إلى القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وصرح مسؤول إسرائيلي كبير عقب اللقاء بأن هناك تفاهمًا بين إسرائيل والولايات المتحدة على ضرورة الانتقال من خطة تهدف إلى إطلاق سراح بعض الرهائن، إلى خطة أشمل تشمل إطلاق جميع الرهائن، ونزع سلاح حركة حماس، وتحويل غزة إلى منطقة منزوعة السلاح.
إلا أن المسؤول لم يوضح طبيعة هذه الخطة أو تفاصيلها، فيما يُنظر إليها على أنها انتقال من مقترح لهدنة مؤقتة إلى اتفاق طويل الأمد.
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن الجانبين سيسعيان أيضًا إلى تعزيز وتوسيع حجم المساعدات الإنسانية إلى غزة، رغم استمرار العمليات العسكرية.
وأعلن البيت الأبيض أن ويتكوف سيتوجه يوم الجمعة إلى غزة لتفقد سير عملية توزيع المساعدات الغذائية، في إطار وضع خطة نهائية لتسريع دخول الإمدادات الإنسانية إلى القطاع.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، للصحفيين إن 'المبعوث الخاص والسفير سيقدمان تقريرًا للرئيس فور عودتهما، تمهيدًا للموافقة على الخطة النهائية لتوزيع الغذاء والمساعدات في المنطقة'.
وفي تصريحات صحفية، وصف ترامب الوضع في غزة بـ'المروع'، وذلك ردًا على سؤال حول تعليق النائبة الجمهورية مارجوري تيلور غرين، التي وصفت الهجوم الإسرائيلي على القطاع بالإبادة الجماعية.
وقال ترامب: 'ما يحدث هناك مروع. نعم، إنه أمر مروع. الناس يعانون من الجوع الشديد'، مشيرًا إلى المساعدات المالية التي تقدمها واشنطن لمواجهة هذه الأزمة.
تعثّر محادثات وقف إطلاق النار
في سياق متصل، وصلت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، والتي تجري في العاصمة القطرية الدوحة، إلى طريق مسدود الأسبوع الماضي، في ظل تبادل الطرفين الاتهامات بشأن عرقلة التقدم واستمرار الخلافات حول قضايا رئيسية، منها خطوط انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
وذكر مصدر مطلع أن إسرائيل ردّت يوم الأربعاء على التعديلات الأخيرة التي قدمتها حماس بشأن المقترح الأمريكي الذي ينص على هدنة لمدة 60 يومًا، تتضمن إطلاق سراح رهائن مقابل أسرى فلسطينيين. ولم تصدر حماس أي تعليق على الرد الإسرائيلي حتى الآن.
وفي الأثناء، أفادت مصادر طبية في غزة أن 23 فلسطينيًا على الأقل قُتلوا جراء إطلاق نار إسرائيلي في مناطق متفرقة من القطاع، بينهم 12 شخصًا سقطوا أثناء انتظارهم المساعدات الغذائية قرب ممر 'نتساريم'، الذي تسيطر عليه القوات الإسرائيلية وسط القطاع.
من جهته، صرّح الجيش الإسرائيلي بأن جنوده أطلقوا 'طلقات تحذيرية' لتفريق حشود اقتربت من مواقعهم وشكّلت تهديدًا أمنيًا، نافيا وقوع قتلى أو إصابات في الحادث.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد تم تسجيل 156 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية منذ اندلاع الحرب، معظمها خلال الأسابيع الأخيرة، ومن بينهم 90 طفلًا على الأقل.
ورغم تعاظم الغضب الدولي بسبب صور الأطفال الذين يعانون من المجاعة، أعلنت إسرائيل مؤخرًا عن تعليق العمليات العسكرية لمدة 10 ساعات يوميًا في بعض مناطق غزة، وتحديد ممرات آمنة لقوافل الإغاثة.
وفي أول يومين من تنفيذ فترات التهدئة المؤقتة، قالت الأمم المتحدة إن فرقها وشركاءها نجحوا في إدخال مزيد من المساعدات الغذائية، لكنها شددت على أن حجم الدعم 'ما يزال أقل بكثير من الاحتياجات الملحّة'.
وأشار السكان في غزة إلى أنهم يواجهون مخاطر متعددة أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، سواء من قبل القوات الإسرائيلية أو من خلال عمليات النهب التي تحدث خلال التوزيع.
ونقل أحد المواطنين من دير البلح، طلب عدم الكشف عن هويته، عن تعرضه لتهديد بالسلاح الأبيض أثناء محاولته الحصول على كيس من الطحين.
وفي ظل تفاقم الأوضاع، تتزايد الضغوط على حركة حماس للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، خاصة في ظل استمرار احتجاز نحو 50 رهينة داخل القطاع، يُعتقد أن 20 منهم فقط على قيد الحياة.
وأمام مقر الحكومة الإسرائيلية، نظّمت أمهات بعض الرهائن مظاهرة للضغط على الحكومة من أجل إنهاء الحرب، التي أودت بحياة أكثر من 60 ألف فلسطيني منذ بدء العمليات العسكرية في أكتوبر 2023، بحسب وزارة الصحة في غزة. كما شهدت تل أبيب احتجاجات مماثلة.
لكن نتنياهو أكد أن الحرب لن تنتهي إلا بسقوط حكم حماس ونزع سلاحها بالكامل، في وقت يضم فيه ائتلافه الحاكم أحزابًا تدعو إلى إعادة احتلال قطاع غزة وبناء مستوطنات جديدة فيه، وهو ما ترفضه حماس رفضًا قاطعًا.
في هذا السياق، دعمت كل من قطر ومصر بيانًا مشتركًا صدر مؤخرًا عن فرنسا والسعودية، يحدد خطوات باتجاه حل الدولتين، ويدعو حماس إلى تسليم حكم غزة وسلاحها إلى السلطة الفلسطينية. في المقابل، أعلنت إسرائيل رفضها تولي السلطة الفلسطينية مسؤولية إدارة القطاع.
وردّت فصائل المقاومة بقيادة حماس ببيان أكدت فيه أن 'المقاومة لن تتوقف قبل إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة وعاصمتها القدس'.
في تطور دبلوماسي لافت، فرضت وزارة الخارجية الأمريكية عقوبات على مسؤولين في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، متهمة إياهم بـ'تقويض جهود السلام'. ولم تُكشف أسماء الأشخاص المستهدفين، لكن العقوبات تشمل حظر سفرهم إلى الولايات المتحدة، في خطوة تُعد انحيازًا واضحًا لصالح إسرائيل وتباعدًا عن المواقف الأوروبية التي بدأت تميل إلى دعم حل الدولتين.
ولم يصدر تعليق فوري من قبل السلطة الفلسطينية بشأن القرار الأمريكي.
وفي السياق ذاته، صرّح وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، خلال زيارته إلى إسرائيل، بأن مفاوضات حل الدولتين يجب أن تبدأ، لكنه أوضح أن ألمانيا لن تعترف بدولة فلسطينية إلا في نهاية هذه العملية.
من ناحيته، أعرب كل من وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ووزير العدل ياريف ليفين، عن دعمهما العلني لضم الضفة الغربية إلى إسرائيل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ 21 دقائق
- الأنباء
ويتكوف يجري مباحثات ماراثونية في موسكو.. و«الكرملين»: محادثات بنّاءة جداً والحوار سينتصر
عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعا ماراثونيا استغرق 3 ساعات مع المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف. وقال الكرملين إن الاجتماع حضره ايضا يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي. ونقل موقع «روسيا اليوم» عن الممثل الخاص للرئيس الروسي للاستثمار والتعاون الاقتصادي، رئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة كيريل دميترييف تصريحا مقتضبا قال فيه: «الحوار سينتصر». بدوره، قال أوشاكوف إن «محادثات مفيدة جدا وبناءة جرت» مع ويتكوف، مضيفا أنه تم بحث أوكرانيا والتعاون الاستراتيجي الروسي- الأميركي. وكان ويتكوف وصل صباح أمس إلى موسكو في زيارة خامسة إلى روسيا هذا العام، جاءت قبل يومين من انقضاء مهلة حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لروسيا لوقف هجومها في أوكرانيا بحلول الغد. وصافح الرئيس الروسي ضيفه الأميركي بحرارة وابتسما في بداية اجتماعهما في الكرملين، بحسب صور نشرها المكتب الإعلامي في الرئاسية الروسية. ولاحقا، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن موفده ستيف ويتكوف عقد «اجتماعا مثمرا للغاية» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تناول جهود إنهاء الحرب في أوكرانيا. وكتب ترامب على منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»: «تم إحراز تقدم كبير»، لافتا إلى أنه أطلع بعض الحلفاء الأوروبيين على مضمون اللقاء. وأضاف «الجميع متفقون على وجوب إنهاء هذه الحرب، وسنعمل لتحقيق ذلك في الأيام والأسابيع المقبلة».


الرأي
منذ 2 ساعات
- الرأي
احتلال غزة بالكامل... و«الفخ الإستراتيجي»
- كاتس: من حق زامير التعبير عن رأيه... و«تنفيذ» قرارات الحكومة - تبادل اتهامات في قيادة الجيش بفشل عملية «عربات جدعون» - سقوط 20 فلسطينياً جراء انقلاب شاحنة مساعدات تشهد العلاقة بين القيادتين العسكرية والسياسية في إسرائيل، توتراً كبيراً، إذ تواجه خطة محتملة لاحتلال غزة بالكامل، معارضة عسكرية، يقودها رئيس الأركان إيال زامير الذي عارض اقتراح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السيطرة على بقية المناطق التي لا يسيطر عليها جيش الاحتلال في القطاع المنكوب. من جانبه، قال الرئيس دونالد ترامب للصحافيين، إنه ليس على علم بالخطط الإسرائيلية، لكنه رأى أن أي قرار يتعلق باحتلال كامل قطاع غزة «يعود لإسرائيل». وصرح مساء أمس الثلاثاء بأن «إسرائيل ستساعد بتوزيع المساعدات ودول عربية ستساعد بالمال». وأضاف أن واشنطن تحاول توفير الغذاء لسكان غزة. إلى ذلك، وخلال اجتماع أمني مصغر شابه التوتر واستمر 3 ساعات، الثلاثاء، عرض زامير خيارات استمرار العملية في غزة، بينما ذكر ديوان نتنياهو، أن الجيش جاهز لتنفيذ أي قرار يتخذه المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينيت). ونقلت هيئة البث الإسرائيلية أن زامير حذر نتنياهو من «فخ» في غزة. ووفقاً لهيئة البث، طلب رئيس الوزراء من رئيس الأركان عرض خطته لاحتلال غزة، فغضب زامير، وقال إنه عرضها بالفعل. وأنهى نتنياهو النقاش مع زامير وطلب منه إجراء تحسينات على الخطة وتقديمها مجدداً. وكشفت هيئة البث أن رئيس الأركان تطرق إلى مهاجمته إعلامياً، وأن نتنياهو حذره من أن يهدد بالاستقالة في الإعلام. وذكرت القناة 13 أن نتنياهو قال إن المستوى السياسي هو من يقرر بخصوص احتلال القطاع بالكامل. وأفادت بأن رئيس الأركان رد بأن احتلال غزة سيكون «مصيدة إستراتيجية وخطراً على الرهائن». ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مصدر أن معارضة رئيس الأركان لاحتلال غزة لا يعني أنه لن ينفذه إذا تقرر ذلك. من جانبه، أكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس، حق زامير في «إبداء رأيه» بشأن المرحلة المقبلة من الحرب، لكنه ملزم «تنفيذ» قرارات الحكومة. وبينما يعقد المجلس الوزاري المصغر اجتماعاً آخر اليوم، نقلت هيئة البث عن مسؤولين أن التلويح باحتلال كل القطاع «مجرد تكتيك ومحاولة للضغط»، وأن نتنياهو لن يقيل زامير وقد يتفقان على عملية عسكرية محدودة لإظهار الحزم تجاه حركة «حماس». «عربات جدعون» كما يتصاعد التوتر الداخلي في قيادة الجيش، على إثر تأكيد فشل «عربات جدعون» في غزة، إذ شهد اجتماع هيئة الأركان العامة، الخميس الماضي، توتراً متصاعداً وصراخاً، حيث اتهم قائد سلاح الجو تومِر بار، قائد القيادة الجنوبية يانيف عاسور، بأن العملية نُفذت «بعدم مهنية» وتسببت باستهداف مدنيين فلسطينيين غير ضالعين في القتال. ورد عاسور «أنتم هناك في تل أبيب معزولون عن ميدان القتال». وتسرب مضمون السجال بين الجنرالين في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، فيما أشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن التسريب «يكشف عمق الضرر اللاحق بتماسك الجيش على إثر فشل العملية والضغوط التي تمارس على قيادة الجيش من الجانب السياسي». وتعهد زامير، وعاسور، في بداية «عربات جدعون»، في 16 مايو الماضي، بأنها ستحقق كل أهدافها، رغم أن جنرالات شككوا في ذلك في حينه. وأمس، أصدر جيش الاحتلال، إنذارات إخلاء جديدة لمن تبقى من الفلسطينيين في 9 مناطق بحي الزيتون شرق غزة، وطالبهم بالتوجه جنوباً نحو منطقة المواصي. ومع دخول «حرب الإبادة» يومها الـ670، تتزايد الانتقادات الدولية أمام معاناة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة جراء نقص الماء والطعام والوقود. وأحصت مستشفيات القطاع «5 حالات وفاة» نتيجة للمجاعة وسوء التغذية، خلال 24 ساعة حتى صباح أمس، ليرتفع عدد الوفيات إلى «193 بينهم 96 طفلاً». «طرق غير آمنة» وأكد الدفاع المدني استشهاد 25 فلسطينياً، بينهم عدد من الأطفال والنساء، وإصابة عشرات أخرين بنيران الجيش الإسرائيلي وغاراته أمس. وإلى هؤلاء، يضاف نحو 20 فلسطينيا قُتلوا عندما انقلبت شاحنة مساعدات على حشد من «المُجوّعين» وسط القطاع، «بعد أن أجبرها الاحتلال على الدخول عبر طرق غير آمنة». واتهم الأردن، من جانبه، مستوطنين بمهاجمة قافلة مساعدات متجهة إلى غزة، أمس، في ثاني واقعة من نوعها خلال أيام، متهماً إسرائيل بعدم التعامل بحزم لمنع تكرر الاعتداءات. إبعاد مفتي القدس عن المسجد الأقصى أصدرت الشرطة الإسرائيلية، قراراً يقضي بإبعاد مفتي القدس والأراضي الفلسطينية الشيخ محمد حسين، لمدة ستة أشهر عن المسجد الأقصى، على خلفية «خطبة». وقال المحامي خلدون نجم، لـ «فرانس برس»، أمس «أرسلوا لنا (قائد منطقة القدس) قراراً بالإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة ستة أشهر، حتى يناير المقبل». وأوضح نجم، أن قرار الإبعاد جاء «على خلفية الخطبة (خطبة الجمعة) التي لم يكن فيها أي شيء».


الرأي
منذ 2 ساعات
- الرأي
كيف تصنع شاشة التلفزيون... سياسة ترامب الخارجية؟
واشنطن - أ ف ب - تجاهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مدى أشهر مناشدات المنظمات الإنسانية الالتفات إلى الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة، قبل أن يبدي قلقه إزاء تزايد الجوع، من دون أن يخفي أن تبدل موقفه يعود للصور التي رآها عبر شاشة التلفزيون. لم يكن هذا التغيير أو الدافع إليه، مفاجئاً. فالرئيس الجمهوري الذي قد يتخذ غالباً الموقف ونقيضه، يُعرف عنه إقباله على متابعة قنوات التلفزيون التي أصبحت على مدى الأعوام، نافذته الأولى على أحداث العالم، وأدت دوراً رئيسياً في رسم سياساته وقراراته. وأثناء زيارته لاسكتلندا في أواخر يوليو، ورداً على سؤال عما اذا كان يتفق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عدم وجود مجاعة في غزة، قال ترامب «لا أعرف. أعني، بناء على ما شاهدته على التلفزيون، أقول لا (أتفق معه) تحديداً، لأن هؤلاء الأطفال يبدون جائعين جداً». وأضاف «هذا جوع حقيقي. أنا أراه. وهذه أشياء لا يمكن تزييفها». منذ ذلك الحين، يطالب ترامب بإدخال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر والمدمّر جراء الحرب المتواصلة منذ 22 شهراً بين إسرائيل وحركة «حماس»، على رغم من أنه لم يقدم على خطوات دبلوماسية في هذا الشأن. علاقة ترامب مع الشاشة ليست جديدة، اذ ظهر خلال التسعينات لثوانٍ في مشهد من فيلم «هوم ألون 2»، واكتسب شهرة واسعة من خلال برنامج تلفزيون الواقع «ذا ابرينتيس» (المتدّرب) الذي قدمه بين 2004 و2017، وتنافس خلاله المشاركون على وظائف في شركات الثري الجمهوري الآتي من عالم العقارات. وفي 2015، قبل عامين من ولايته الأولى، سأل صحافي ترامب كيف يثقّف نفسه بشأن الإستراتيجيات العسكرية، فأجابه «أشاهد البرامج» التلفزيونية. ويقول دان كينيدي، أستاذ الصحافة في جامعة نورث ايسترن الأميركية لوكالة فرانس برس إن ترامب يُعرف «بأنه لا يقرأ أي شيء، حتى التقارير التي يعدّها مساعدوه، ويعتقد أنه يعرف أكثر من موظفيه ومن أي شخص آخر». يضيف «ليس مفاجئاً أن يتأثر (ترامب) بصور رآها على التلفاز، خصوصاً أنه يقضي وقتاً طويلاً في مشاهدته». الصورة كسلاح سياسي منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، حضر ترامب 22 إحاطة من أجهزة الاستخبارات في البيت الأبيض، وفقاً لتعداد «فرانس برس». وتشير تقارير صحافية إلى عدم اكتراثه بالمواد المكتوبة. وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، أمضى ترامب أثناء ولايته الأولى (2017-2021)، ساعات مطولة يومياً أمام التلفاز في مشاهدة محطته المفضلة «فوكس نيوز»، إلى جانب قنوات «سي إن إن» و«إن بي سي» و«ايه بي سي». تبدّل الوضع قليلاً خلال الولاية الثانية التي فاز بها ترامب بعد حملة انتخابية اعتمدت بشكل أساسي على وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج البودكاست. وفي اتصال هاتفي مطوّل الثلاثاء مع قناة «سي ان بي سي»، قال ترامب «لقد شاهدت سي ان ان ذاك المساء... لا تحظى بمتابعين وأنا ربما الشخص الوحيد الذي يشاهد هذه القناة». ويرى كينيدي أن «ترامب هو ابن جيله... هو لا يقضي وقته في متابعة (تطبيق) تيكتوك». وبفضل علاقته الطويلة مع التلفزيون، ومن ضمنها 14 موسماً من برنامج «ذا أبرينتيس»، يدرك ترامب جيداً كيف يمكن أن تصبح الصورة سلاحاً سياسياً مؤثراً. وفي مؤشر على إدراكه لتأثير الصورة، قال ترامب في فبراير عقب المشادة الحادة أمام عدسات الكاميرات مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضوي، إن «هذا سيبدو رائعاً على التلفزيون».