
تكرار حوادث الغرق يكشف غياب التوعية وهشاشة إجراءات الوقاية
في أحدث فصول هذه الحوادث المؤلمة، هي التي شهدتها مدينة الدار البيضاء، مؤخرا، بعد العثور على جثة شاب مجهول الهوية لفظها شاطئ العنق، على مقربة من مطعم لاكسكاد الشهير بمنطقة أنفا، في مشهد أثار حالة من الذهول بين المصطافين الذين صادفوا الواقعة.
وقد استنفرت الحادثة السلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية، التي قامت بانتشال الجثة وفتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة المختصة، في انتظار تحديد الأسباب الحقيقية وراء الغرق.
هذه الواقعة تعيد إلى الواجهة إشكالية الحراسة البحرية في الشواطئ المغربية، وغياب منقذين مؤهلين في عدد منها رغم كثافة الإقبال، ما يثير علامات استفهام حول مدى جاهزية الجهات المعنية لتأمين سلامة المواطنين خلال موسم الاصطياف، ويدفع العديد من الأصوات المدنية إلى المطالبة بمراجعة شاملة لتدبير هذا الملف الحيوي.
العديد من الشواطئ، خصوصًا القريبة من التجمعات السكنية أو الواقعة خارج المدار الحضري، تعاني من انعدام الحراسة والتجهيزات الأساسية، فضلاً عن غياب لوحات التشوير والتحذير.
وعلى الرغم من تصنيف بعضها ضمن المناطق غير الصالحة للسباحة، إلا أن هذا التحذير لا يُترجم على أرض الواقع بالإجراءات الردعية أو التوعية الفعلية التي تمنع السباحة فيها.
ما يزيد الوضع تعقيدًا هو اضطرار المواطنين، ولا سيما في المناطق الفقيرة أو القروية، إلى التوجه نحو الشواطئ الخطرة أو الصهاريج الفلاحية المكشوفة، هربًا من لهيب الصيف وغياب البدائل الترفيهية، وهو ما يحوّل المياه الراكدة إلى فخاخ قاتلة.
ففي مناطق مثل دوار المرادسة قرب تامنصورت ودوار فورني بجماعة سعادة، سجلت حالات غرق مأساوية، راح ضحيتها أطفال لم يتجاوزوا عقدهم الأول، في حوادث تعكس هشاشة الحماية الاجتماعية وغياب الحد الأدنى من البنى التحتية الآمنة.
وفي مشهد يعكس واقعًا أكثر خطورة، رصدت 'الجريدة 24' توافدًا كثيفًا للشباب والأطفال على منطقة 'المريبعة' قرب مسجد الحسن الثاني، للسباحة في بيئة تعجّ بالنفايات وتفتقر لأبسط شروط النظافة والسلامة، ما يشكل خطرًا مزدوجًا على صحتهم وحياتهم، ويكشف عن غياب واضح للرقابة البلدية والوعي الجماعي.
الفاعلون المدنيون يؤكدون أن هذه الأوضاع تمثل نتيجة مباشرة لسياسات محلية تفتقر للتخطيط الاستباقي، حيث لا يتم تأمين الصهاريج أو تسييجها، كما تغيب الحملات التوعوية الفعالة حول مخاطر السباحة في الأماكن غير المحروسة، متساءلين عن مدى خضوع عناصر المراقبة لتكوينات خاصة.
كما اعتبرت الفعاليات المدنية، أن بعض العائلات تتحمل جزءا من المسؤولية؛ لأنها تترك أطفالها يسبحون في أماكن خطرة، حيث شددت أن تنظيم الشواطئ مسؤولية جماعية، يتقاسمها الجميع.
الوضع لم يمر بصمت على المستوى السياسي، حيث دخل البرلمان على خط هذه الأزمة المتكررة، ووجه عدد من النواب مرارا أسئلة كتابية إلى وزير الداخلية، يطالبون فيها الحكومة باتخاذ تدابير ملموسة لحماية الأطفال من خطر الموت غرقًا، داعين إلى بلورة حلول دائمة تشمل تهيئة المسابح العمومية بأسعار في المتناول، وتوفير فضاءات ترفيهية بديلة، خصوصًا في الأحياء المهمشة والمناطق القروية.
وبينما تتوزع المسؤوليات بين الجهات الرسمية والمجتمع المدني والأسر، فإن الحد من هذه الحوادث القاتلة يظل رهينًا بإرادة جماعية صادقة، وبصرامة في تطبيق القانون، وتوفير بدائل حقيقية وآمنة للأطفال والشباب، حتى لا يتحوّل البحر والنهر والسقي إلى شواهد موسمية على التقصير والإهمال.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العالم24
منذ 19 ساعات
- العالم24
خلل تقني في سيارة ذكية يؤدي إلى حا..دث سير خط..ير
شهد مدخل مارينا أكادير، مساء أمس الإثنين 4 غشت، حادثًا مروعًا، بعدما تعرض زوجان لحادث دهس عنيف تسبب فيه خلل تقني في سيارة 'تيسلا' مزودة بأنظمة ذكية. ووفقًا لتقارير، فإن السيارة كانت تسير بشكل شبه أوتوماتيكي عندما فقد السائق السيطرة عليها بشكل مفاجئ، بسبب عطب في نظام الذاكرة الخاص بالتحكم الذاتي، ما أسفر عن صدم الزوجين أثناء عبورهما للطريق. الرجل أصيب بجروح بليغة استدعت نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني، حيث وُصفت حالته بالحرجة، فيما تعرضت زوجته لإصابات طفيفة لم تستدعِ تدخلاً عاجلاً. وقد تدخلت عناصر الأمن فور وقوع الحادث، حيث تم توقيف سائق المركبة وفتح تحقيق معمق لتحديد المسؤوليات وكشف ملابسات الحادث بالكامل. وتشير المعطيات الأولية إلى أن السبب المحتمل هو خلل فني في أنظمة القيادة الذكية التي كانت تتحكم في السيارة.


أكادير 24
منذ يوم واحد
- أكادير 24
أكادير: تحقيقات بعد حادث دهس بسيارة 'تيسلا'، والضحية في المستشفى
يرقد شخص أصيب بجروح خطيرة إثر تعرضه للدهس من طرف سيارة 'تيسلا' الذكية بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بمدينة أكادير، حيث يواصل تلقي العلاجات الضرورية نتيجة الجروح الخطيرة التي أصيب بها. وفي المقابل، غادرت زوجة الضحية، التي كانت برفقته لحظة الحادث، المستشفى بعد تلقيها الإسعافات اللازمة، حيث تبين أنها أصيبت بجروح طفيفة. وتعود تفاصيل هذه الواقعة إلى مساء أمس الإثنين 4 غشت الجاري، عندما تسببت سيارة ذكية من نوع 'تيسلا' في حادث دهس خطير عند مدخل مارينا أكادير، بعدما فقد السائق السيطرة عليها بسبب خلل تقني مفاجئ. وذكرت مصادر متطابقة أن السيارة كانت تعمل بوضع القيادة الذاتي، قبل أن تواجه اضطرابا في نظام التحكم، ما تسبب في انحرافها ودهس الضحيتين أثناء عبورهما الطريق. واستدعى هذا الحادث الخطير حضور عناصر الأمن الوطني إلى عين مكان، حيث جرى توقيف السائق وفتح تحقيق شامل لتحديد ظروف وملابسات الواقعة، وسط ترجيحات بأن الخلل مرتبط بذاكرة القيادة الذكية داخل السيارة.


مراكش الآن
منذ 2 أيام
- مراكش الآن
بالصور.. حادث دهس خطير بأكادير اثر عطب في برمجة سيارة 'تيسلا' ذكية
شهد محيط مارينا أكادير، مساء الإثنين 4 غشت، حادثًا خطيرًا تمثل في دهس زوجين أثناء عبورهما الطريق، من طرف سيارة ذكية من طراز 'تيسلا'. ووفق معطيات حصلت عليها 'مراكش الآن' من مصادر بعين المكان، فإن السيارة فقدت السيطرة فجأة بسبب ما يُرجح أنه خلل تقني في نظام القيادة الذاتية، ما أدى إلى اصطدامها المباشر بالمارة عند مدخل المارينا، موقع الحادث. الحادث أسفر عن إصابة الزوج بجروح بليغة، استدعت نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني، حيث وصفت حالته بالحرجة، بينما تعرضت زوجته لإصابات طفيفة تم التعامل معها ميدانيًا. عناصر الأمن الوطني حضرت إلى مكان الحادث فورًا، حيث جرى توقيف السائق وفتح تحقيق معمق للوقوف على ملابسات الحادث وأسبابه التقنية المحتملة. وقد تم إخضاع السيارة للفحص من قبل فرق مختصة، وسط ترجيحات بأن النظام الذكي المسؤول عن توجيه المركبة قد يكون تعرض لعطل أو خلل في الذاكرة الرقمية.