
الحكاية فيها همّام
فى عام 1910، تأسست شركة فوسفات القصير كأحد أقدم الكيانات الصناعية فى البلاد، فاتحةً الباب أمام تحوّل اجتماعى واقتصادى غير مسبوق فى المدينة. بمرافقها وسكة حديدها ومينائها، لم تكن الشركة مجرد منشأة إنتاجية، بل مركزًا نابضًا للحياة وفر آلاف فرص العمل، وأسهم فى نقل القصير إلى قلب المشهد الاقتصادى المصرى.
وفى هذا المناخ المشبع بالحركة والطموح، وُلد فى 19 يناير 1923 ابن القصير البار كمال الدين حسين همّام، أو كما عرفه أهالى المدينة بـ«همّام أبوعلى». لم يكن ميلاده مجرد تاريخ فى دفتر الأحوال المدنية، بل كان بداية لحكاية ستتداخل فيها سيرة فرد بشريان مدينة بأكملها.
التحق همّام بالشركة فى سنٍ مبكرة عام 1938، عاملًا شابًا يتعلّم من الأرض والناس. لم تمر السنوات إلا وقد تدرّج فى المناصب بفضل انضباطه وولائه للمكان، حتى تولّى المنصب الإدارى الأعلى فى الشركة بعد تأميمها عام 1964. لم يكن صعوده مجرد تسلسل وظيفى، بل اعترافًا بكونه واحدًا من أبناء القصير الذين فهموا أن الفوسفات ليس فقط صخرًا يُستخرج، بل مسئولية تُدار.
«همّام» لم يكن رجل مكاتب. كان ميدانيًا بامتياز، قريبًا من العمال، منصتًا لهم، متفهمًا لحاجات الأهالى. وقد دفعه هذا الإخلاص للعمل العام، ليصبح عضوًا فى مجلس الأمة خلال ستينيات القرن الماضى، ممثلًا عن مدينة القصير بصوت شريف وصادق فى قلب السلطة التشريعية.
لم ينفصل يومًا بين السياسة والناس، ولا بين الثروة والطموح. سعى لتحسين البنية التحتية للمدينة، وفتح قنوات حقيقية للتواصل بين الدولة والمواطنين، حتى صار منزله عنوانًا دائمًا لمن يبحث عن الدعم أو المشورة.
كان يدرك أن الفوسفات ليس فقط مادة خامًا للتصدير، بل يمكن أن يكون ناصرًا للعدالة اجتماعية حين يُدار بعين على الموارد وأخرى على الإنسان.
اليوم، رغم تغيّرات الزمن وتعاقب الأجيال، لا تزال سيرة كمال الدين همّام حاضرة فى القصير؛ فقد أُطلق اسمه على أحد شوارعها الرئيسية، وأُقيم مسجد باسمه يُعد من أبرز معالمها الروحية والمجتمعية، شاهدًا على رجل جمع بين الصلابة والتواضع، وبين خدمة الوطن وأهله.
ومع تصاعد الحديث عن تنمية محور البحر الأحمر، تعود القصير من جديد إلى دائرة الضوء، كمركز واعد للاستثمار والتكامل الصناعى والسياحى. وتصبح سيرة «همّام» أكثر من مجرد ذكرى، بل دليلًا حيًا على أن المكان يُبنى برجاله، وأن لكل مرحلة من ينهض بها إن امتلك الإخلاص والوعى.
إن سيرة كمال الدين حسين همّام ليست مجرد صفحة من تاريخ القصير، بل برهان على وطنية صادقة، جمعت بين العطاء الإدارى، والاحتضان الشعبى، والبصمة التشريعية.
«الحكاية فيها همّام»... وفيها أيضًا معدن تحوّل إلى كرامة، ومدينة نبضها رجالها.
رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته،،،

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 10 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار مصر : هل مساعدة الزوجة لزوجها ماليا تعتبر صدقة ؟ دار الإفتاء تجيب
السبت 19 يوليو 2025 06:40 مساءً نافذة على العالم - هل مساعدة الزوجة لزوجها ماليا تعتبر صدقة؟ إنفاق المرأة على زوجها وأولادها على سبيل الصدقة فيه الجمع بين الصدقة والصلة، ففي الصحيحين عن زينب امرأة ابن مسعود -رضي الله عنهما- أنها قالت: «يا رسول الله، أيجزئ عنا أن نجعل الصدقة في زوج فقير، وأبناء أخ أيتام في حجورنا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: لك أجر الصدقة، وأجر الصلة». هل مساعدة لزوجة لزوجها ماليا تعتبر صدقة؟ قال الشيخ أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إنه يجوز للزوجة أن تحتسب ما تنفقه على زوجها من أموال كصدقة تطوعية، سواء كانت تلك النفقات لمساعدة الزوج في سداد ديونه أو في مصاريف الحياة، ولا حرج في ذلك شرعاً. وأوضح أمين الفتوى في إجابته عن سؤال: «هل مساعدة لزوجة لزوجها ماليا تعتبر صدقة؟»، أن الأمر يختلف مع الزكاة المفروضة، حيث لا يجوز للزوجة أن تنفق من زكاة مالها مباشرة على مصاريف البيت أو على أولادها، لأنهم تحت نفقتها الشرعية، لكن في حالة أن كان الزوج فقيراً أو مسكيناً أو غارماً لا يستطيع سداد دينه، فإنه يجوز للزوجة أن تعطيه من زكاة مالها بشرط أن تملكه المال أولاً، فيصبح هو المتصرف فيه. وأضاف: بعد أن يتملك الزوج هذا المال، من الطبيعي أن يعود وينفق به على بيته وأولاده، وهذا لا حرج فيه، لأن الزوج أصبح مالكاً للمال وله حرية التصرف فيه. إعطاء الزوجة زكاة مالها لزوجها وشدد على أن الشرط الأساسي لصحة إعطاء الزوجة زكاة مالها لزوجها هو أن يكون مستحقاً للزكاة، وأن يتم التمليك الحقيقي له، أما أن تنفق الزوجة مباشرة من زكاة مالها على البيت والأولاد فهذا لا يجوز شرعاً. وتابع: إن الصدقات التطوعية بابها أوسع من الزكاة، ويجوز للزوجة أن تنفق منها كيفما شاءت على أسرتها وزوجها دون قيد أو حرج. منْ هم الذين لا يجوز دفع الزكاة لهم؟ هناك خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم، فلا يجوز إعطاء زكاة المال لمن تلزم المُزكِّي نفقتهم من الأصول كالوالدين والأجداد، والفروع كالأولاد وأولادهم، وتجوز الزكاة على الإخوة والأخوات في حال كونهم من فئات مصارف الزكاة، ما لم تلزم المزكي نفقتهم. أربعة أشخاص لا يجوز دفع الزكاة إليهم 1-لا تدفع الزكاة لآل النبي وبني هاشم ومواليهم، فعن عبد الْمطَّلبِ بن ربِيعة والفضل بن عباس رضي الله عنهما أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَنْبَغِي لِآلِ محَمَّدٍ، إنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاس». أخرجه مسلم. 2-لا تدفع الزكاة إلى غير المسلم لا تدفع دفع الزكاة إلى غير المسلم إلا في حال كان من المؤلفة قلوبهم، وأجاز فقهاء دفع الزكاة لغير المسلم إذا كان من مستحقيها؛ استدلالًا بعموم آية مصارف الزكاة التي لم تفرق بين المسلمين وغيرهم؛ حتى قال الإمام الرازي في "تفسيره" (16/ 89، ط. دار إحياء التراث العربي): [عموم قوله: ﴿لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ﴾ [التوبة: 60] يتناول الكافر والمسلم] اهـ، وهذا مشهورٌ من مذهب سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومحمد بن سيرين، والزهري، وجابر بن زيد، وعكرمة، وابن شبرمة من التابعين، وهو قول الإمام زُفَر صاحب الإمام أبي حنيفة رحمهم الله تعالى، وقول للحنابلة إذا كانوا من العاملين عليها. 3-لا تدفع الزكاة للأشخاص الأغنياء من شروط صحة أداء زكاة المال -إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول- أن تصرف لمصارفها الثمانية التي بينها الله تعالى في الآية الكريمة: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» (التوبة/60)، فإذا صرفت لغير هذه المصارف كأن دفع الزكاة لغني على أنه فقير ثم بان له أنه غني فلا يجزئ ما دفعه عن الزكاة، ويجب عليه إخراج بدلها. 4- لا تدفع الزكاة لمن تلزم وتوجب النفقة عليهم كالأولاد والزوجة، والأب والأم والأجداد، فمن تجب عليهم النفقة لا تجب إليهم الزكاة، فمن الشروط المتفق عليها عند جمهور الفقهاء في المذاهب الأربعة المتبوعة؛ ألَّا يكون المعطى له من الزكاة ممَّن تلزمه نفقته؛ فإذا كان ممن تلزمه النفقة؛ فلا يجوز إعطاء الزكاة له. قال الإمام الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (2/ 49، ط. دار الكتب العلمية): [ومنها: أن لا تكون منافع الأملاك متصلة بين المؤدي وبين المؤدى إليه؛ لأن ذلك يمنع وقوع الأداء تمليكًا من الفقير من كلّ وجه، بل يكون صرفًا إلى نفسه من وجه؛ وعلى هذا يخرج الدفع إلى الوالدين وإن علوا، والمولودين وإن سفلوا؛ لأن أحدهما ينتفع بمال الآخر، ولا يجوز أن يدفع الرجل الزكاة إلى زوجته بالإجماع]. شروط إخراج زكاة المال كيفية إخراج الزكاة عنها تكون بالخطوات التالية: أولا بحساب قيمتها فإن بلغت قيمتها خمسة وثمانين جراما من الذهب عيار(21) فأكثر فهذه قد بلغت نصاب الزكاة. ثانيا: تجب فيها الزكاة بمرور عام هجري كامل من وقت الشراء. ثالثا: تخرج الزكاة عنها على قيمتها في نهاية الحول على الراجح، فإن كانت في أول الحول تساوي مائة ألف، وفي نهاية الحول تساوي مائة وعشرين فتخرج الزكاة على اعتبار مائة وعشرين. لمن تعطى زكاة المال يجب إخراج الزكاة إلى مصارف الزكاة وهي الجهات التي حددها الله تعالى في القرآن الكريم والتي يجب إخراج الزكاة إليها، ومصارف الزكاة ثمانية كما ورد في قول اللهتعالى: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» [التوبة:60]. متى تجب زكاة المال الزكاة لا تجب في كل ما نملكه من أموال أو أشياء أخرى، ولكنها تجب في الأمور الآتية: 1- الأصول الثابتة حيث يجب على المسلم أن يقوم بإخراج الزكاة عن المال الذي بقي لديه لأكثر من عام كامل، وزاد عن النصب الشرعي وهو 595 جرام من الفضة أو 85 جرام من الذهب، بحيث يتوجب على المسلم إخراج ما يعادل 2,5% من قيمة هذا المال. 2- الذهب أو الفضة وغيرهما من المعادن الثمينة بحيث يجب على المسلم إخراج الزكاة فيهما سواء أراد المسلم أن يتاجر بهما أو يشتري بيت أو سيارة . 3- البهائم والأنعام فيجب على المسلم أن يخرج الزكاة عن هذه الأنعام، ومن الأمثلة على النصاب الشرعي للأنعام: أن نقوم بإخراج بقرة لا تقل عن سنتين من 30 بقرة، أو نخرج شاة واحدة عن الإبل التي تزيد على خمسة. 4- المزروعات التي نزرعها في الأرض من الأشجار والحبوب فيجب أن نخرج الزكاة عنها. حكم الزكاة الزكاة فريضةٌ عظيمة من فرائض الإسلام، وهي الركن الثالث من أركانه، فهي آكدُ الأركان بعد الشهادتين والصلاة،وقد تَظاهرتْ على وجوبها دلائلُ الكتاب والسُّنة والإجماع؛ قال تعالى: «وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» [النور: 56]، وثبتَ في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "بُني الإسلام على خمس: شهادة أنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان". الأموال التي تجب فيها الزكاة فُرضت الزكاة على الأغنياء في أموالهم النامية التي تحتمل المواساة وهي نوعان:أحدهما: نوع يُعتبر فيه الحول على نصاب تامٍّ، وهو: الأثمان، والماشية السائمة التي تُتَّخَذ للدرِّ والنَّسْل، وتَرْعَى أكثر الحول، وعُروض التجارة؛ والحولُ شرطٌ في وجوب الزكاة في العين - يعني: الذهب والفضة وما يقوم مقامَها من الأوراق النقديَّة المعاصرة - والماشية، وعُروض التجارة. كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبعث عُمَّاله على الصَّدَقة كلَّ عام، وعملَ بذلك خلفاؤه الراشدون؛ لِمَا عَلِموه من سُنَّته، وقال البيهقي رحمه الله: المعتمد في اشتراط الحول على الآثار الصحيحة عن أبي بكر وعثمان وابن عمر وغيرهم. وقد رُويتْ أحاديثُ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، منها: حديث عائشة رضي الله عنها: «لا زكاةَ في مالٍ حتى يحولَ عليه الحول»،ومنها حديث ابن عمر: "مَن استفاد مالًا، فلا زكاة عليه حتى يحول عليه الحول". الثاني: ما لا يُعتَبر فيه الحول: وهو ما تجب فيه الزكاة بمجرَّد وجوده؛ كالحبوب والثمار والمعدن والركاز، فلا يشترط فيها مضيُّ الحول؛ لأنها نماءٌ في نفسها، تؤخَذ منها الزكاة عند وجودها، ثم لا تجب فيها مرَّة أخرى لعدم إرصادها للنماء؛ قال تعالى: «وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ» [الأنعام: 141]، والمعدن والركاز معطوفان عليه.وأجمع المسلمون على رُكنيَّتها وفرضيَّتها، وصار أمرًا مقطوعًا به، معلومًا من الدِّين بالضرورة؛ حيث يُستغنَى عن الاحتجاج له. مصارف الزكاة في القرآن لمن تعطى الزكاة ، ورد في القرآن الكريم ذكر مصارف الزكاة الثمانية وسنوضحها بالتفصيل: الفقراء:والمفرد: فقير، وهو المحتاج في اللغة، والفَقْر ضدّ الغِنى، أمّا الفقير في الاصطلاح الشرعيّ؛ فهو مَن لا يجد ما يكفيه، أو يجد بالكسب، أو غيره، بعض ما يكفيه، ممّا يقلّ عن نصف حاجته. المساكين: والمفرد: مسكين، ويرجع إلى الجذر اللغوي سَكَنَ، وسكن الشيء؛ أي ذهبت حركته، ومنه: المسكين؛ لسكونه إلى الناس، والمسكنة تأتي بمعنى: الخضوع والقَهْر، أما المساكين في الاصطلاح الشرعيّ؛ فهم الذين يجدون أكثر كفايتهم، أو نصفها، من كسبٍ، أو غير ذلك، إلّا أنّهم لا يجدون كفايتهم، وكفاية مَن تلزمه نفقتهم كلّها. واختلف العلماء في الفرق بين المسكين والفقير في أيهما أحوج؛ فذهب الإمام مالك إلى أنّ المسكين أشدّ حاجةً من الفقير، لأنّ المسكين هو الساكن عن الحركة، أي الذي لا يَقْدر على العمل والكسب، أمّا الفقير فقادر على العمل والكسب، وذهب الشافعيّة والحنابلة إلى أنّ الفقير أشد حاجةً من المسكين؛ مستدلّين بقول الله -تعالى- في سورة الكهف: «أَمَّا السَّفينَةُ فَكانَت لِمَساكينَ يَعمَلونَ فِي البَحرِ». فقد ذكرت الآية الكريمة أن المساكين يعملون في البحر، وهو عملٌ يحتاج قوّةً، فكيف يكونون غير قادرين على الكسب، وقالوا إنّ السفينة للمساكين؛ فلا يكونون بذلك أقلّ حالًا من الفقراء، وردّ الحنفيّة والمالكيّة على ذلك بقولهم إنّ المقصود من الآية الكريمة أنّ المساكين يعملون في السفينة مقابل أجرٍ، أو أنّهم من ركّابها، لا أنّهم مالكوها. العاملون عليها: وهم القائمون بالأعمال المُتعلّقة بالزكاة، من جمعها، أو حفظها، أو الكتابة لموجوداتها، فيعطون من الزكاة مقابل عملهم عليها. المُؤلّفة قلوبهم: وهم السَّادة المُطاعون في أقوامهم ممّن يُرجى إسلامهم، أو إسلام أقوامهم بإسلامهم؛ فيُعْطَون ترغيبًا لهم، أو ممّن يُخشى شرُّه؛ فيُعْطون لِما في إعطائهم من مصلحةٍ ومنفعةٍ للإسلام والمسلمين. الرِّقاب: وهم العبيد الذي كانوا يدفعون لأسيادهم ثمنًا؛ لقاء حرّيتهم، ويُطلق عليهم: المُكاتِبين، فيجوز دفع الزكاة لهم، أو الرّقاب المسلمة التي تقع في الحَبْس، فيُدفَع من الزكاة؛ لفكّها وتحريرها. الغارمون: وهم المدينون الذين تحمّلوا دَينًا؛ إمّا لدفعهم مالًا في سبيل إصلاحٍ بين متخاصمين؛ لإنهاء الخصومة بينهم، فيُعْطون من الزكاة؛ حتى يتقوَّوا، ويزيد عزمهم على الإصلاح بين المُتخاصمين، وقد يكون الغارم هو المَدين الذي أُعسِر، ولا يملك المال لِسداد دَيْنه؛ فيجوز إعطاؤه من الزكاة؛ ليسُدَّ دَيْنه. في سبيل الله : فيُعطى المقاتلون في سبيل الله من أموال الزكاة ما يُعينهم في القتال، من السلاح والعتاد، أو النفقة له ولعائلته؛ ليتقوّى على القتال ويتفرّغ له، مع العلم أن الجهاد لا يكون إلا تحت راية دولة وبأمر من حاكمها وليس بيد فئة تبغي كما يفعل داعش والإرهابيون، ومن العلماء من قال إنّ المُتفرّغ لطلب العلم داخلٌ في هذا المصرف من مصارف الزكاة - في سبيل الله-، وهناك من أدخل في هذا المصرف الفقير الذي لا يملك مالًا لأداء الحجّ، فيُعطى من الزكاة ما يكفيه ليُؤدّي الحجّ. ابن السبيل: وهو الغريب المسافر الذي انقطعت به الطريق في غير بلده، ولا مال له، فيُعطى قَدْرًا من مال الزكاة يُوصله إلى بلده.


أهل مصر
منذ 14 ساعات
- أهل مصر
ندى وشهد أبو حسين.. تومأن ضمن الأوائل على الجمهورية بالدبلومات الفنية: فرحتنا متتوصفش (صور)
حصدت الشقيقتان التوأمان ندى وشهد حسين محمود أبو حسين، الطالبتين بمدرسة محلة دياي الثانوية التجارية المشتركة، المركزين الرابع والسادس على مستوى الجمهورية في الدبلومات الفنية، والمركز الثالث والخامس على مستوى المحافظة. وأجرت مراسلة موقع وجريدة 'أهل مصر' بمحافظة ندى وشهد أبو حسين، الرابع والسادس على الجمهورية بالدبلومات الفنية قالت ندى أبو حسين، الرابعة على الجمهورية بالدبلومات الفنية في حديث خاص ل'أهل مصر': كنت أتوقع أن أكون من ندى وشهد أبو حسين، الرابع والسادس على الجمهورية بالدبلومات الفنية وتابعت: نصيحتي لأي طالب يرغب في التفوق أن يحدد هدفًا له ويسعى لتحقيقه، ولقد تعرضت لكثير من الكلام المحبط، ولكنني لم أهتم لهذا الكلام، فالثانوي التجاري ليس أقل من الثانوي العام بل إن فرصه أفضل منه، ولقد شجعتنا الأسرة كثيرًا، وأشكر الله سبحانه وتعالي، وأسرتي، وكل من دعمني. ندى وشهد أبو حسين، الرابع والسادس على الجمهورية بالدبلومات الفنية وقالت شهد أبوحسين في حديث خاص ل'أهل مصر': كنت أتوقع أن أكون من الأوائل هذا العام، وأنا من اطلعت على النتيجة بعد ظهورها وأخبرت شقيقتي بها، وكنا نشعر بفرحة كبيرة للغاية وقتها. ندى وشهد أبو حسين، الرابع والسادس على الجمهورية بالدبلومات الفنية وتكمل: كان لي هدفًا أسعار لتحقيقه وهو الالتحاق بمعهد فني صحي، وكنا ننظم وقتنا للمذاكرة، ونشجع بعضنا على المذاكرة دومًا. وتضيف بالقول: نصيحتي لأي شخص أن يحدد هدفًا لنفسه ويسعى لتحقيقه، وأن يكون متحملًا للمسؤولية ويقدر تعب أسرته ويتفوق حتى لا يضيع تعبهم هباءً. ندى وشهد أبو حسين، الرابع والسادس على الجمهورية بالدبلومات الفنية ندى وشهد أبو حسين، الرابع والسادس على الجمهورية بالدبلومات الفنية واستطردت: لقد تعرضت لكثير من الكلام المحبط بعد التحاقي بالدبلوم التجاري، ولكنني لم أهتم بهذا الكلام، بل كان حافزًا لي للتفوق والنجاح، وصممت على أن أثبت نفسي وأتفوق. ندى وشهد أبو حسين، الرابع والسادس على الجمهورية بالدبلومات الفنية ندى وشهد أبو حسين، الرابع والسادس على الجمهورية بالدبلومات الفنية ندى وشهد أبو حسين، الرابع والسادس على الجمهورية بالدبلومات الفنية ندى وشهد أبو حسين، الرابع والسادس على الجمهورية بالدبلومات الفنية ندى وشهد أبو حسين، الرابع والسادس على الجمهورية بالدبلومات الفنية


بوابة الأهرام
منذ 18 ساعات
- بوابة الأهرام
سلاح القرن الجديد وفرصة مصر الواعدة
في أروقة المفاوضات التجارية الأخيرة بين الصين والولايات المتحدة، لم تكن الرسوم الجمركية ولا فائض الميزان التجاري هي محور الجدل الأهم، بل كان هناك بندٌ ظلّ حبيس الجلسات المغلقة: العناصر الأرضية النادرة. تلك المواد التي تُستخرج من باطن الأرض بكميات ضئيلة، وتُستخدم في صناعة كل شيء دقيق وإستراتيجي — من بطاريات السيارات الكهربائية، إلى أنظمة توجيه الصواريخ، إلى شرائح الذكاء الصناعي — أصبحت فجأة في صُلب الصراع بين القوتين العظميين. مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أعاد تفعيل نهجه الصدامي، فأصدر في "يوم التحرير"،كما سماه، حزمة تعريفات جمركية جديدة على واردات من الصين. وردّت بكين بخطوة تحمل طابعًا فنيًا في ظاهرها، لكن مضمونها كان إستراتيجيًا بامتياز: تقييد تصدير بعض المعادن الأرضية النادرة. ففي حين تملك الصين 40% من احتياطي هذه العناصر، فإنها تُسيطر على 70% من إنتاجها وقرابة 90% من عمليات تكريرها عالميًا. هذا الاحتكار جعل من هذه العناصر أوراق ضغط جيوسياسية لا تقل أهمية عن النفط في القرن العشرين. لكن السؤال المهم لنا نحن في مصر: هل يمكن أن نملك نحن أيضًا أوراقًا من هذا النوع؟ المخزون المصري: الرمال السوداء والفوسفات رغم غياب مصر عن الخرائط العالمية الرسمية لاحتياطي العناصر الأرضية النادرة، فإن الواقع الجيولوجي يشير إلى إمكانيات واعدة. • الرمال السوداء الممتدة من رشيد إلى العريش تحتوي على تركيزات مرتفعة من المونازيت، أحد أغنى المعادن بالعناصر النادرة مثل النيوديميوم والثوريوم، وتصل نسبة وجوده إلى أكثر من 3.4% في بعض المناطق. • في أبو طرطور بالوادي الجديد، تتضمن صخور الفوسفات نحو 685 جزءًا في المليون من العناصر الأرضية النادرة، ومع احتياطي فوسفات يتجاوز 2 مليار طن، يصبح الأمر أكثر من مجرد احتمال جيولوجي. لكن رغم هذه المؤشرات، لا تمتلك مصر تقييمًا رسميًا مصنفًا دوليًا (كالمعيار الأسترالي JORC)، ولا خرائط جيولوجية حديثة تكشف الجدوى الاقتصادية بدقة. من يمتلك الثروة هو من يحوّلها إلى قوة؟ الخطأ الشائع هو الاعتقاد بأن امتلاك الخام يعني امتلاك الثروة. لكن في الواقع، القيمة الحقيقية تنبع من إتقان سلسلة القيمة الصناعية التي تمر بثلاث مراحل: 1. التعدين والاستخراج: ويشمل تحديد المواقع واستخراج الخام من التربة، وهو ما بدأت مصر فيه جزئيًا عبر مشروع الرمال السوداء. 2. التكرير والمعالجة الكيميائية: وهنا يكمن التحدي الأكبر، فهذه المرحلة تتطلب خبرات دقيقة، ومواد كيميائية معقدة، وتكنولوجيا مكلفة، فضلًا عن اشتراطات بيئية صارمة. 3. التصنيع النهائي: لتحويل المواد إلى مغناطيسات، أو عناصر تدخل في البطاريات المتقدمة، أو مكونات دقيقة في الصناعات العسكرية والطاقة النظيفة. من دون هذه المراحل، تظل مصر مورّدًا للمواد الخام، على غرار ما كانت تفعل في قرون سابقة مع القطن والقمح. فمشروع الرمال السوداء، رغم أهميته، لا يزال في طور الفصل الميكانيكي، بينما لا تُستخرج العناصر النادرة من فوسفات أبو طرطور، بل يُستخدم كسماد فحسب. فرصة يمكن البناء عليها في ظل التغييرات العالمية المتسارعة، تبرز أمام مصر فرصة قابلة للتنمية والتوسع: أن تصبح مركزًا إقليميًا لتكرير وتصنيع العناصر الأرضية النادرة. لكن ذلك يتطلب: • إعداد خريطة قومية محدثة لتحديد الاحتياطيات. • إطلاق مجمعات صناعية متكاملة تشمل مراحل التكرير والتصنيع. • تعاونًا دوليًا إستراتيجيًا مع دول تمتلك التقنية مثل اليابان أو ألمانيا أو كوريا الجنوبية. • دمج العناصر النادرة في إستراتيجية مصر للطاقة النظيفة والتصنيع العسكري. الخلاصة: لحظة مناسبة لاتخاذ خطوة إلى الأمام المعادن الأرضية النادرة لم تعد رفاهية ولا موضوعًا بيئيًا غامضًا. إنها وقود العصر التكنولوجي، ومكوّن رئيسي في سباق السيادة الصناعية والاقتصادية. السؤال لم يعد: "هل نملك هذه العناصر؟"، بل أصبح: هل يمكننا أن نُحسن توظيفها، فنحوّل الفرصة المتاحة إلى مصدر قوة واستقرار طويل الأمد؟