
زخم متصاعد لإغاثة غزة.. وواشنطن ولندن تقران بمجاعة كارثية
وارتفعت حصيلة ضحايا التجويع في غزة إلى 147 قتيلاً بينهم 88 طفلاً بعد تسجيل 14 حالة وفاة جديدة بين يومي الأحد والاثنين، نتيجة تفاقم المجاعة وسوء التغذية في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وإغلاق المعابر، بينما قتل 100 شخص على الأقل وأصيب 382 آخرين جراء الغارات والعمليات الإسرائيلية.
ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الاثنين، نداء عاجلاً إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والدول العربية لحثهم على بذل أقصى الجهود لوقف الحرب على قطاع غزة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية وإنهاء معاناة المدنيين. ودعا السيسي في كلمة متلفزة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصياً إلى التدخل العاجل وقال: «أقدّر الرئيس ترامب شخصياً، وهو قادر على إيقاف الحرب وإدخال المساعدات، لقد حان الوقت لتحقيق ذلك.
وأكد حرص مصر الكامل على دعم الشعب الفلسطيني، وإدخال أكبر قدر من المساعدات، والعمل على وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، في إطار تحرك مشترك مع دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر عام 2023.
وشدد على أن موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير، رافضاً أي محاولات للتهجير، وأكد أن معبر رفح لم يُغلق من الجانب المصري، وأن حجم المساعدات الجاهزة للدخول إلى غزة كبير، لكن مرورها يتطلب تنسيقاً مع الطرف الفلسطيني داخل القطاع.
ودعا الرئيس المصري المجتمع الدولي بأسره، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والدول العربية، إلى تحمل مسؤولياتها الإنسانية والسياسية خلال هذه المرحلة الدقيقة، والعمل فوراً على إنهاء الحرب، وفتح ممرات إنسانية آمنة للمساعدات الغذائية والطبية.
وأكد في ختام كلمته أن مصر لن تنحاز إلا للحق والعدالة، وأنها ستواصل دورها الشريف والأمين تجاه الأشقاء الفلسطينيين، بكل التزام ووضوح.
وبموازاة ذلك، أطلق قادة دول غربية تصريحات تحث على ضرورة إدخال مساعدات ووقف إطلاق النار. وقال الرئيس الأمريكي إن الوضع في غزة مروع، و«نريد أن نطعم الأطفال» في غزة، وأشار، في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في تيرنبيري في إسكتلندا، إلى أن واشنطن ستنشئ «مراكز لتوزيع المواد الغذائية» في غزة للمساعدة على تجنيب القطاع أزمة جوع متفاقمة، معرباً عن أمله أن تصل المساعدات الغذائية إلى من يحتاج إليها في القطاع، الذي وصفه بأنه مكان شديد الاضطراب، لافتاً إلى أن الاتحاد الأوروبي «منخرط جداً في الرغبة بمساعدة الشعب الفلسطيني على الحصول على الغذاء.
وأعرب ترامب عن استعداد بلاده ورغبتها في دعم الجهود الإنسانية في غزة. وأضاف أنه بصدد إجراء محادثات مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، لكنه يقر بأن الوضع «صعب للغاية»، مؤكداً أن إسرائيل قادرة على فعل الكثير بشأن إيصال الطعام إلى غزة، بينما قال ستارمر إن حركة «حماس» لا يمكن أن تؤدي أي دور في حكم الأراضي الفلسطينية مستقبلاً، وأكد الحاجة إلى حشد دول أخرى من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في القطاع.
وقال ستارمر: «يجب حشد المزيد من الدول لإدخال المساعدات، وذلك يشمل فرض ضغط على إسرائيل، لأن هناك كارثة إنسانية تحدث الآن في غزة».
وفي سياق متصل، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس، أمس الاثنين، أن بلاده ستقيم مع الأردن «جسراً جوياً للمساعدات الإنسانية» مع قطاع غزة، بهدف مساعدة سكانه الذين يواجهون «مستويات مقلقة» من سوء التغذية بحسب الأمم المتحدة. وقال ميريتس، خلال مؤتمر صحفي في برلين، إن «وزير الدفاع بوريس بيستوريوس سيعمل بتنسيق وثيق مع فرنسا وبريطانيا المستعدتين أيضاً لإقامة جسر جوي مماثل لإيصال المواد الغذائية واللوازم الطبية».
بدورها، أعلنت إسبانيا أنها تعتزم إلقاء 12 طناً من المساعدات الغذائية جواً فوق غزة هذا الأسبوع. وأوضح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي ينتقد بشدة الحملة العسكرية الإسرائيلية، خلال مؤتمر صحفي أن عمليات إلقاء المساعدات ستتم، الجمعة، انطلاقاً من الأردن بواسطة طائرات تابعة لسلاح الجو الإسباني. وقال: «المجاعة في غزة عار على البشرية أجمع، ووقفها هو بالتالي واجب أخلاقي».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 31 دقائق
- صحيفة الخليج
فرنسا.. والاعتراف بدولة فلسطين
لا شك في أهمية إعلان فرنسا قرارها الاعتراف بدولة فلسطين، نظراً لأهمية ومكانة ودور فرنسا أوروبياً وعالمياً، وأن هذا الاعتراف سيفتح الباب أمام مزيد من الدول للاعتراف بدولة فلسطين، وأهمية هذا الاعتراف تنبع من جوانب كثيرة مهمة: أولاً أن فرنسا دولة عضو دائم في مجلس الأمن مما يوفر دعماً أكبر وأقوى أمام اعتراف الأمم المتحدة بقبول فلسطين دولة كاملة العضوية تحت الاحتلال ويضع على المنظمة الدولية المسؤولية المباشرة لإنهاء الاحتلال عن دولة تتمتع بعضويتها، والأمر الثاني أن لفرنسا علاقات مع العديد من الدول في إفريقيا خاصة، مما يعني توفر الأغلبية اللازمة لقبول فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة وهذا الاعتراف سيشكل ضغطاً على إسرائيل والولايات المتحدة. الأمر الثالث أن هذا الاعتراف له جانب مهم «تاريخياً وقانونياً وسياسياً». من الناحية التاريخية يعتبر ذلك تصحيحاً لمواقف سابقة في تبنّي كل السرديات التي طرحتها الحركة الصهيونية وطبقتها في تحقيق قيام إسرائيل كدولة بتوفير كل الدعم منذ مؤتمر بازل الصهيوني 1897 وتسهيل أهدافها وصولاً إلى قرار الأمم المتحدة 181 الخاص بتقسيم فلسطين وقيام إسرائيل كدولة وقبولها في الأمم المتحدة. وهذا الاعتراف ليس مجرد اعتراف شكلي، بل يعني القناعة بالحقوق الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وقيام دولته، وأن للفلسطينيين حقاً تاريخياً أصيلاً على أرضهم. وهذا الاعتراف سيفتح الباب أمام بقية الدول الأوروبية لاتخاذ نفس الموقف، وبذلك يرتفع عدد الدول الأوروبية المعترفة بدولة فلسطين إلى 12 دولة. ولا يعني هذا الاعتراف التخلي عن دعم فرنسا لإسرائيل بقدر ما هو توازن في العلاقات، وكما قال الرئيس ماكرون «نعم للسلام نعم لأمن إسرائيل نعم لدولة فلسطينية دون حماس». ولا شك أن هذا الاعتراف تقف وراءه الدبلوماسية العربية والدور الذي تقوم به دول عربية مؤثرة مثل الإمارات ومصر والسعودية. ولما لها من علاقات مميزة مع فرنسا. وهناك جانب آخر مهم في هذا الاعتراف وهو أن فرنسا من أكثر الدول الأوروبية التي لها علاقات قوية وشاملة مع إسرائيل، وأسهمت تاريخياً في دعمها عسكرياً واقتصادياً وسياسياً. ولفهم أبعاد وتداعيات الاعتراف الفرنسي بالدولة الفلسطينية لا بد من التذكير بالسياق التاريخي للعلاقات الفرنسية الإسرائيلية، وابتداء لا بد من فهم أن الاعتراف الفرنسي بالدولة الفلسطينية كما قال الرئيس الفرنسي «يرتبط بالسلام العادل». تاريخياً، مرت العلاقات الفرنسية مع إسرائيل بمراحل متعددة، مرحلة التحالف القوي إبان الجمهورية الرابعة، وكان أساس العلاقة معارضة القومية العربية والعدوان الثلاثي على مصر 1956. ثم مرحلة ديغول في دعم إسرائيل بشرط ألا تكون مبادرة للحرب. وكانت نتيجة حرب 1967 حظر فرنسا تصدير الأسلحة إلى إسرائيل. ومرحلة جورج بومبيدو 1969 وبقاء حظر الأسلحة، ثم مرحلة ديستان 1974 والاقتراب من دول الخليج العربي، وإعلان البندقية 1979، والاعتراف بحق الفلسطينيين في الحكم الذاتي. ثم مرحلة الرئيس ميتران، الذي دعا إلى منح الفلسطينيين حق تقرير المصير رغم صداقته لإسرائيل. وفي عام 1989 قام ياسر عرفات بزيارة لفرنسا بعد إعلانه أن ميثاق المنظمة بشأن إسرائيل أصبح قديماً. ومرحلة الرئيس شيراك الذي حافظ على علاقاته بالرئيس عرفات، وتعرض لحملة نقد أمريكية إسرائيلية تتكرر اليوم مع الرئيس ماكرون. أما مرحلة ساركوزي فقد اتسمت بتقربه من الجالية اليهودية التي صوتت له. ولم يتخذ أي مبادرات فعّالة رغم دعوته للسلام. أما مرحلة الرئيس هولاند الذي كان برنامجه الانتخابي يتضمن اعترافاً بفلسطين إلا أنه تخلّى عن ذلك منذ اليوم الأول لرئاسته. أما مرحلة الرئيس ماكرون اليوم فتشكل تحولاً مهماً في السياسة الفرنسية بإعلانه الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر(أيلول) القادم في الأمم المتحدة. ولا شك أن هذا الاعتراف تقف وراءه دبلوماسية عربية فاعلة ومؤثرة، وسيشكل مرحلة مهمة في اكتمال الاعتراف بفلسطين وسيفتح الباب أمام باقي الدول الأوروبية وغيرها من الدول للاعتراف المماثل، كما سيكون دافعاً لاعتراف بريطانيا. وجراء هذا الاعتراف تتعرض بسببه فرنسا وسياسة ماكرون لنقد وهجوم قوي من قبل إسرائيل. ويبقى كيف يتم ترجمة هذا الاعتراف في سياسات ضاغطة على إسرائيل لإنهاء الاحتلال، كما يضع الولايات المتحدة وحيدة في مجلس الأمن عند مناقشة القضية الفلسطينية والقبول بدولة فلسطينية كاملة العضوية. ويفرض هذا الاعتراف مسؤولية كبيرة على الجانب الفلسطيني من خلال تبنّي سياسة فلسطينية أكثر واقعية والالتزام بالمقاربة الدولية، وأمام هذه المقاربة لا تملك إسرائيل وحتى الولايات المتحدة إلا التكيف والقبول بالتفاوض حول ماهية الدولة الفلسطينية. وبهذا الاعتراف سيرتفع عدد الدول التي تعترف بدولة بفلسطين إلى 152 دولة، لأن قيام الدولة الفلسطينية يعتبر مفتاح الاستقرار والأمن والتنمية في المنطقة والعالم.


البيان
منذ 44 دقائق
- البيان
حرب غزة بين تيارين يتصارعان في تل أبيب
والثانية مع إنهاء الحرب، ويقودها مسؤولون عسكريون إسرائيليون يستنجدون بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب للضغط على نتانياهو، في ظل حراك عالمي أخذ يتصاعد بعد مؤتمر «حل الدولتين» بنيويورك قبل بضعة أيام.


سكاي نيوز عربية
منذ 44 دقائق
- سكاي نيوز عربية
صرخة زامير.. لماذا يرفض رئيس الأركان الإسرائيلي احتلال غزة؟
هذا الانقسام العلني بين القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل ، يأتي في ظل احتجاجات الشارع الإسرائيلي وضغوط عائلات الرهائن، بينما تدخل وساطات جديدة مثل تركيا إلى خط التفاوض. فما أسباب رفض زامير لخطة الاحتلال؟ وهل تخفي تصريحات نتنياهو محاولة لإلقاء الفشل على الجيش؟ في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، أعلن نتنياهو أن إسرائيل تنوي السيطرة على غزة بالكامل، مع تأكيده أنه لا نية للاحتفاظ بالقطاع بعد الحرب، بل تهدف الخطة لإسقاط حكم حماس فقط. لكن هذا الطرح أثار قلقًا دوليًا، حيث نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي في إدارة ترامب أن واشنطن لا تؤيد ضم أي أجزاء من غزة لإسرائيل، كما أشار مسؤول إسرائيلي إلى رفض أميركي واضح لهذا المسار خلال المحادثات الأخيرة. زامير: معارضة مهنية أم تحذير من كارثة؟ رئيس الأركان إيال زامير خرج عن صمته، مؤكدًا أنه سيواصل التعبير عن رأيه "بشكل موضوعي ومستقل"، رغم الضغوط. ورأى الخبير الأمني منصور معدي، خلال مداخلته مع برنامج التاسعة على "سكاي نيوز عربية"، أن زامير يدرك خطورة الدخول في "احتلال كامل"، ويحذر من مغبة تحميل الجيش مسؤولية أي فشل سياسي. وقال معدي في حديث لسكاي نيوز عربية: "رئيس الأركان يشعر بنفسه أنه الأب والأم لكل جندي، وكل مخطوف، وكل مصاب. لذلك عليه أن يحذر من تداعيات العمليات، وإلا فويل له". يرى معدي أن حماس أعطت تعليمات واضحة لعناصرها بتصفية الرهائن في حال اقترب الجيش الإسرائيلي منهم. هذه النقطة تجعل رئيس الأركان أكثر حذرًا، لأنه يعتبر مصير الرهائن أولوية. في المقابل، يسعى نتنياهو لمواصلة الضغط العسكري والسياسي بالتوازي، لا سيما على حماس، ومصر، وقطر، والآن تركيا. "السؤال هو: ما هو الخيط الرفيع الذي يفصل بين الفرصة والمخاطر؟" يتساءل معدي. يرى زامير أن نتنياهو يحاول إلقاء فشل عملية " مركبات جدعون" على الجيش، رغم أن الجيش سيطر على نحو 75% من القطاع، وفرض قبضته الجوية والبرية والبحرية، بحسب معدي. لكن العملية لم تحقق هدفها السياسي الرئيسي: إجبار حماس على قبول الصفقة. لذلك، يسعى زامير إلى "وضع النقاط على الحروف" في الكابينيت، وتحديد المسؤولية السياسية والعسكرية. هذا التوتر يعكس غياب وحدة القرار في إسرائيل، ويهدد بانفجار أكبر إذا استمرت العمليات دون نتائج ملموسة". احتلال أم استيلاء يشير معدي إلى فارق جوهري في اللغة المستخدمة داخل المؤسسة الإسرائيلية: "إسرائيل لا تحبذ استخدام كلمة احتلال، لأنها تعني تولي المسؤولية الكاملة عن كل تفاصيل الحياة المدنية في غزة. أما الاستيلاء، فيُبقي المسؤولية على أطراف أخرى". لهذا السبب، يرفض الجيش الإسرائيلي توزيع المساعدات الإنسانية بنفسه، ويفضل إدخالها عبر التجار أو المنظمات الأممية. هدف هذا النهج، بحسب معدي، هو عزل حماس عن إدارة المساعدات، ومنعها من استغلالها لتجنيد عناصر جدد. ويقول الخبير الأمني إن خطة نتنياهو تتضمن أيضًا تشجيع "الهجرة الطوعية"، وإنشاء 16 مركزًا لتوزيع المساعدات في القطاع، بهدف تخفيف الضغط الأممي، ودفع السكان المحليين للضغط على حماس من الداخل. لكن هذه الخطة تحتاج أسبوعًا إلى عشرة أيام على الأقل لتفعيلها. نتنياهو يخشى الشارع. رغم إصراره الظاهري، يبدو أن نتنياهو يواجه ضغطًا داخليًا متزايدًا. المظاهرات تتواصل يوميًا وأسبوعيًا، والبرلمان يشهد "تحركات كثيرة"، كما يقول معدي. خاصة بعد عرض تسجيلات مصورة للرهائن، أظهرت تدهور حالتهم الصحية، ما أثار تعاطفًا واسعًا في الشارع الإسرائيلي. معواكد أن بعض وزراء الكابينيت الأمني، خاصة من كتلة "درعي" ، بدأوا يقتربون من موقف زامير الداعي لتقييم المخاطر قبل أي عملية توغل شاملة. وهذا قد يدفع باتجاه "توافق سياسي عسكري" في المرحلة المقبلة. في أول رد رسمي، وصفت حركة حماس تصريحات نتنياهو بأنها "انقلاب على مسار المفاوضات"، واعتبرتها محاولة للتهرب من صفقة تبادل الرهائن. وقالت الحركة إن نتنياهو يسعى للتخلص من عبء الرهائن و"التضحية بهم" لأهداف شخصية. وبحسب معدي، فإن حماس تراهن على الكارثة الإنسانية وتستخدم الرهائن كورقة أخيرة. لكنها تفاجأت بخطوة نتنياهو حين "أسقط مساعدات عبر الجو"، وصور للعالم أن إسرائيل تسمح بإدخال الإغاثة. هذه الخطوة، بحسب معدي، "أخرجت أرنبًا من القبعة"، وأربكت حماس التي لم تكن مستعدة لصفقة شاملة. ونتنياهو يحاول فرض صفقة شاملة على حماس، بعد أن استنفدت الصفقات الجزئية فائدتها، حسب تحليل معدي. لكن حماس، وفق تقييمه، غير مهيأة حاليًا لحسم موقفها السياسي بشأن مستقبلها في غزة: هل تخرج من المشهد؟ هل تلقي السلاح؟ هل تقبل بتسوية مع السلطة الفلسطينية؟ كل هذه الأسئلة تضع الحركة أمام اختبار سياسي، في ظل دخول أطراف إقليمية مثل تركيا على خط الوساطة. في السطر الأخير، لا تزال إسرائيل عالقة بين خيارين: الضغط العسكري المستمر أو الانخراط في مسار تفاوضي شاق. وبينما يحاول نتنياهو تحقيق إنجاز سياسي ولو بثمن مرتفع، يبدو رئيس الأركان الإسرائيلي كمن يصرخ في وجه العاصفة، محذرًا من مغبة استبدال الحذر العسكري بالمغامرة السياسية. ما بين الرهائن، والانقسام السياسي، وتصاعد المظاهرات، والتدخلات الإقليمية، تقترب إسرائيل من نقطة حاسمة. وقد يكون مصير غزة – ومعه مستقبل نتنياهو السياسي – مرهونًا بقرار من الكابينيت لا يعكس فقط توازن القوة، بل ميزان العقلانية.