
إسرائيل تقتل عشرات الفلسطينيين خلال توجههم لموقع توزيع المساعدات في غزة
وزعم الجيش الإسرائيلي أنه أطلق أعيرة نارية تحذيرية على فلسطينيين "اقتربوا من قواته، بعدما لم يستجيبوا لنداءات التوقف، على بعد نحو كيلومتر واحد من موقع لتوزيع المساعدات لم يكن يعمل في ذلك الوقت".
وقال محمد الخالدي، وهو من سكان غزة، إنه كان ضمن المجموعة، التي اقتربت من الموقع، ولم يسمع أي تحذيرات قبل بدء إطلاق النار.
وزعمت "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، وتدير موقع المساعدات، أنه لم تحدث أي وقائع أو وفيات هناك السبت، وقالت إنها "حذرت السكان مراراً من التوجه إلى نقاط التوزيع التابعة لها في الظلام".
بدوره، قال رئيس اتحاد جمعيات الصليب والهلال الأحمر جاغان تشاباغان السبت، إن الأسابيع الأخيرة في غزة شهدت قيام أناس بالتضحية بحياتهم للحصول على المساعدات الأساسية. وأضاف تشاباغان عبر منصة "إكس"، أن الإمدادات الغذائية الأساسية لم تعد متوفرة في أسواق قطاع غزة أو في نقاط التوزيع.
وحذر رئيس اتحاد جمعيات الصليب والهلال الأحمر من أن سكان غزة يواجهون خطر المجاعة الحاد في ظل تدهور مستمر للأوضاع في القطاع.
وطالب تشاباغان مجدداً بضرورة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها بشكل يتفق مع الحاجات الملحة لسكان قطاع غزة.
وأضافت: "نشاط الجيش الإسرائيلي الذي تم الإبلاغ عنه وأدى إلى وقوع ضحايا، حدث قبل ساعات من فتح مواقعنا وبحسب علمنا وقعت معظم الإصابات على بعد عدة كيلومترات من أقرب موقع لمؤسسة غزة الإنسانية".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه "يراجع الواقعة".
ضحايا قرب مواقع الإغاثة
وتستعين "مؤسسة غزة الإنسانية"، بشركات أميركية خاصة للأمن واللوجستيات لإدخال الإمدادات إلى غزة، متجاوزة إلى حد كبير نظاماً تقوده الأمم المتحدة.
ووصفت الأمم المتحدة نموذج مؤسسة غزة الإنسانية بأنه غير آمن ويشكل انتهاكاً لمعايير حياد العمل الإنساني، وهو ما تنفيه المؤسسة.
وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف الثلاثاء الماضي، إنها سجلت 875 حالة قتل لفلسطينيين على الأقل خلال الأسابيع الستة الماضية في محيط مواقع المساعدات وقوافل الغذاء في غزة، معظمها بالقرب من نقاط توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية.
وقال سكان غزة إن الجيش الإسرائيلي وراء إطلاق النار.
واعترف الجيش الإسرائيلي بـ"تعرض مدنيين للأذى"، وقال إن القوات صدرت لها تعليمات جديدة تتضمن "الدروس المستفادة"، وفق زعمه.
غارات إسرائيلية
وقال مسؤولو الصحة إن ما لا يقل عن 18 آخرين سقطوا في هجمات إسرائيلية أخرى بأنحاء غزة السبت. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مستودعات أسلحة لمسلحين ومواقع قناصة في بضعة أماكن في القطاع.
وقتلت الحرب الإسرائيلية على غزة نحو 60 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين، وفقاً لمسؤولي الصحة. وشردت الحرب جميع سكان القطاع تقريباً وأغرقته في أزمة إنسانية، وطال الدمار معظم أنحائه.
وتخوض إسرائيل و"حماس" محادثات غير مباشرة في قطر بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما، لكن لا مؤشر على انفراجة وشيكة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
محام سابق يطالب وزارة العدل الأميركية بالإفراج عن وثائق في قضية إبستين
دعا أحد المحامين السابقين لجيفري إبستين، اليوم الأحد، وزارة العدل الأميركية إلى الكشف عن سجلات تحقيق إضافية من تحقيقها في قضية الاتجار بالجنس، داعياً الحكومة إلى منح صديقة رجل الأعمال الأميركي الراحل السابقة الحصانة حتى تتمكن من الإدلاء بشهادتها حول جرائمه، وفقاً لـ«رويترز». وفي مقابلة مع برنامج «فوكس نيوز صنداي»، قال آلان ديرشويتز إن وثائق هيئة المحلفين الكبرى التي طلبت وزيرة العدل بام بوندي يوم الجمعة من القاضي الاتحادي الكشف عنها لن تحتوي على أنواع المعلومات التي يسعى أنصار الرئيس دونالد ترمب إلى الحصول عليها، مثل أسماء عملاء إبستين. وقال ديرشويتز للبرنامج: «أعتقد أن على القاضي نشرها، لكنها (سجلات التحقيق الإضافية) ليست في وثائق هيئة المحلفين الكبرى». وذكر: «رأيت بعض هذه المواد. على سبيل المثال، هناك تقرير لمكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) عن مقابلات مع من يقول إنهم ضحايا ذكر فيه أحد الضحايا على الأقل أسماء أشخاص مهمين جداً»، مضيفاً أنه تم حجب هذه الأسماء. ويتعرض الرئيس دونالد ترمب لضغوط متزايدة من مؤيديه للإفصاح عن معلومات إضافية تتعلق بالتحقيق الحكومي في قضية اتجار بالجنس اتهم بها إبستين الذي انتحر في 2019 داخل سجن في مانهاتن حيث كان ينتظر محاكمته. ووعدت بوندي في وقت سابق من هذا العام بأن تفرج الوزارة عن مواد إضافية تتضمن «الكثير من الأسماء» و«الكثير من سجلات الرحلات الجوية». لكن الوزارة حنثت بوعدها هذا الشهر بعد إصدار مذكرة مشتركة مع «إف بي آي» نفت صحة مزاعم قديمة حول إبستين عن وجود «قائمة لأسماء عملاء تدينه» أو أي دليل على الابتزاز. وأيدت المذكرة أيضاً تحقيقاً سابقاً لـ«إف بي آي» خلص إلى أن إبستين مات منتحراً ولم يُقتل داخل زنزانته في السجن. وتواجه بوندي وكاش باتيل مدير «إف بي آي» ردود فعل عنيفة متزايدة من أنصار ترمب منذ صدور هذه المذكرة، مما دفع ترمب الأسبوع الماضي إلى إصدار أمر للوزارة بأن تطلب من المحكمة شهادة هيئة المحلفين الكبرى من قضية إبستين. وقدمت الحكومة الأميركية يوم الجمعة طلباً لمحكمة اتحادية في مانهاتن للكشف عن شهادة هيئة المحلفين الكبرى في قضيتي إبستين وشريكته السابقة جيلين ماكسويل.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
الإسرائيليون يطالبون بتدخل ترمب مع تضارب الأنباء عن المفاوضات
يظل الحديث عن «المفاوضات» الجارية بين إسرائيل وحركة «حماس» عبر الوسطاء يراوح بين «وجود صعوبات» و«التفاؤل بإمكانية الوصول». وبينما تنطلق بين الفينة والأخرى تقديرات إيجابية عن تسوية «معظم» القضايا الشائكة، تخرج مصادر من هنا أو هناك تشير إلى ظهور «عقبات وعراقيل». وبين هذا وذاك تتجه مظاهرات احتجاج إسرائيلية مساء كل سبت صوب سفارة الولايات المتحدة في تل أبيب، تطالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالتدخل شخصياً لفرض وقف إطلاق النار على الطرفين. في الجانب الإسرائيلي، يقول الناطقون إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق على المقترح الجديد الذي قدمه الوسطاء، ويتهمون «حماس» بالتعنت ومحاولة كسب الوقت. وفي المقابل، تتهم «حماس» وفد التفاوض الإسرائيلي بالمماطلة لتحقيق مآرب سياسية ومحاولة التملص من الضغوط الداخلية. فعلى الصعيد الداخلي في إسرائيل، أعلن وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، الأحد، أنه سينسحب من الحكومة في حال إقرارها صفقة أخرى مع «حماس»، وطالب نتنياهو بمواصلة دعم العمليات الحربية في غزة «حتى تحقيق أهداف الحرب»، وأهمها القضاء على الحركة. وتبعه وزير الأمن الداخلي، إيتمار بن غفير، بتصريح مماثل. الوزيران الإسرائيليان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش (أ.ف.ب) وصرَّحت مصادر سياسية في إسرائيل بأن نتنياهو يبذل جهوداً لإقناعهما بالاكتفاء بالاعتراض على الصفقة خلال التصويت في الحكومة، ولكن من دون الانسحاب منها. وقالت إنه طلب من واشنطن إمهاله بعض الوقت لإقناعهما. يرى كثيرون أن نتنياهو ينتظر انتهاء دورة الكنيست الحالية آخر الشهر الحالي، وخروج البرلمان إلى عطلة صيفية طويلة تمتد ثلاثة أشهر، كي يمنع إمكانية إسقاط الحكومة. ومن أجل ذلك أبقى، كما يتردد، وفده المفاوض للأسبوع الثاني على التوالي في الدوحة، وأعلن أنه سيرفع مستوى تمثيله، وسيرسل رؤساء الوفد إلى العاصمة القطرية مع صلاحيات قصوى لإتمام الاتفاق، عندما يحضر المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى المنطقة. وسيضم الوفد الإسرائيلي كلاً من وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وهو رئيس الفريق التفاوضي، ورئيس جهاز «الموساد» دافيد برنياع، الذي ترأس الفريق التفاوضي في الماضي، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، بالإضافة إلى القائم بأعمال رئيس جهاز «الشاباك» - «ش» - الذي يترأس المفاوضات حالياً. تشييع فلسطينيين سقطوا قتلى وهم يحاولون الوصول لشاحنات غذاء في طريقها لشمال غزة يوم الأحد (أ.ب) وبحسب مصدر سياسي رفيع، فإن الاتفاق الذي وافق عليه نتنياهو ينص على أن تبدأ المفاوضات لإنهاء الحرب في اليوم الأول لوقف النار. بيد أن هذا الموقف يطرحه نتنياهو منذ شهور، ولا يفلح في إنهاء المفاوضات، كما أن رئيس الوزراء لا ينجح في إقناع الوزيرين المعترضين كذلك، ومن ثم صار الشعور السائد في إسرائيل أنه يستغل معارضتهما للمماطلة، وأيضاً لـ«تضليل» الرئيس الأميركي. هذا الموقف عبَّر عنه قادة حملة الاحتجاج الإسرائيلية على الحرب، ومن بينهم زعماء منتدى عائلات المحتجزين. وفي المظاهرات الأسبوعية التي يقومون بها مساء كل سبت؛ إذ تشهد إسرائيل نحو 80 مظاهرة في شتى أرجائها أسبوعياً، رفع المحتجون شعارات تتهم نتنياهو بتخريب الاتفاق والتضحية بالمحتجزين لأغراض حزبية أو شخصية. ووجهوا المظاهرة المركزية في تل أبيب، والتي شارك فيها أكثر من 30 ألف شخص، إلى مقر السفارة الأميركية في المدينة، مطالبين ترمب بفرض إرادته على الطرفين ووقف إطلاق النار، وإعادة جميع المحتجزين الإسرائيليين «فوراً وبأي ثمن». إسرائيليون يحتجون على حكومتهم ورئيسها في مظاهرة بتل أبيب في 10 يوليو 2025 (رويترز) ورفع المحتجون شعارات منها: «نتنياهو عاجز، وينبغي على صديق إسرائيل الأول أن يتحرك». وتكلم عدد من المحتجزين الذين أُطلق سراحهم في صفقات سابقة، وأكدوا جميعاً أن العمليات الحربية الإسرائيلية في القطاع تهدد حياة كل من بقي حياً منهم، ووصفوا كيف نجوا بأعجوبة من هذه العمليات، وكيف عاشوا في حالات رعب رهيبة خلال القصف. من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أن عملية «عربات جدعون» العسكرية في قطاع غزة «وصلت إلى نهايتها». وقالت مصادر في الجيش إنه يتعين على المستوى السياسي اتخاذ قرارات حول كيفية استمرار عمليات الجيش، وإن الجيش لا يُخفي رغبته في دفع صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار. وفي تقرير نشره موقع «زمان إسرائيل» الإخباري، الأحد، جاء أن وقف إطلاق النار في غزة بالنسبة للجيش الإسرائيلي «ضرورة فورية من أجل إنعاش القوات». مسيرة تضامن مع غزة في لندن يوم السبت (رويترز) ولفت التقرير إلى أن هذه العملية العسكرية، خلافاً للعمليات العسكرية السابقة، نفذتها القوات النظامية بهدف التخفيف عن قوات الاحتياط، وأن «هذا هو السبب في بدء ظهور علامات الإرهاق في صفوف الجنود النظاميين، والتي عبَّرت عنها عائلاتهم القلقة في الأسابيع الأخيرة». وأشار التقرير إلى أن الجيش غير مقتنع بخطة نتنياهو إقامة «مدينة إنسانية» على أنقاض رفح المدمرة، ولا يرى أنه من الممكن تجميع مليون مواطن غزي، ولا 600 ألف، ولا حتى 100 ألف، إذا انسحبت إسرائيل من «محور موراغ» في إطار صفقة التبادل. وأورد التقرير أنه «لن يوقّع أي ضابط إسرائيلي على خطة لإقامة مدينة فلسطينية يوجد فيها مليون فلسطيني، إذا لم يكن بالإمكان حراستها من جميع الاتجاهات. وفي الجيش الإسرائيلي لا يحبذون هذه الفكرة». ولفت النظر إلى أن رد الفعل المصري على تنفيذ خطة كهذه «سيكون بحشد قوات كبيرة عند الحدود، ربما يكون بحجم يتناقض مع اتفاقية السلام».


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
علم الوراثة... لتشخيص السكري
نجح العلماء الصينيون في تطوير طريقة جديدة لاستخدام علم الوراثة لتحديد ما إذا كان شخص ما يعاني من مرض السكري من النوع الأول أو الثاني في السكان الصينيين. مخاطر جينية صينية وقد تم استخدام الطريقة الآن في تجربة سريرية كبيرة لتحسين العلاج في المنطقة. فقد قام باحثون في مستشفى «شيانغيا» الثاني في الصين بتطوير معلومات من درجة المخاطر الجينية السابقة والأساليب التي ابتكرها باحثون في جامعة «إكستر» في المملكة المتحدة. وقام البحث الجديد بتحليل جميع العوامل الوراثية المرتبطة بمرض السكري بين المشاركين لإنشاء نسخة صينية محددة من اختبار درجة المخاطر الجينية الذي يساعد في التشخيص. وحدد الباحثون عوامل الخطر الجينية الجديدة المحتملة لمرض السكري من النوع الأول، التي قد تكون أكثر بروزاً بين الصينيين. وغالباً ما يتم تشخيص ما يصل إلى 40 في المائة من الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول لدى البالغين في البداية على أنهم مصابون بالنوع الثاني. وقد يعني هذا تأخيراً في الحصول على الإنسولين الذي يحتاجون إليه ما قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات. ويعد هذا التشخيص الخاطئ مشكلة خاصة في الصين، حيث لا يتناسب كثير من المرضى مع العمر التقليدي أو الوزن لمرض السكري الذي تم تشخيص إصابتهم به. وحتى الآن كان تصنيف مرض السكري لدى مرضى شرق آسيا يعتمد على الأعراض التي يعاني منها المرضى والاختبارات التقليدية، إذ تتضمن الطرق الحالية للتشخيص المبكر قياس الأجسام المضادة الذاتية للجزر islet autoantibodies (هي بروتينات ينتجها الجهاز المناعي التي ثبت أنها مرتبطة بمرض السكري (ومع ذلك فإن حوالي 25 في المائة من الأفراد الذين تم تشخيص إصابتهم حديثاً بمرض السكري من النوع الأول يفتقرون إلى تلك الأجسام المضادة الذاتية التي يمكن اكتشافها. ونشرت نتائج الدراسة حول الطريقة الجديدة في مجلة مرض السكري Diabetologia في 26 يونيو (حزيران) 2025 بقيادة تشيجوانغ تشو من المركز الوطني للبحوث السريرية للأمراض الأيضية، المختبر الرئيس لعلم مناعة السكري بمستشفى «شيانغيا» بالصين وآخرين، وشملت ما مجموعه أكثر من ألفي مريض صيني مصاب بداء السكري من النوع الأول، وألف مصاب بداء السكري من النوع الثاني، و3 آلاف من الضوابط عبر أجزاء مختلفة من الدراسة. دراسة لجنس محدد قال البروفسور ريتشارد أورام من جامعة «إكستر» في المملكة المتحدة والمشارك في الدراسة، وهو اختصاصي يشرف على تحسين درجات المخاطر الجينية genetic risk score لمرض السكري من النوع الأول منذ عشر سنوات إن كثيراً من معرفتهم بمرض السكري من النوع الأول تم توليدها من دراسات أجريت على الأوروبيين، ولا تنطبق على الأشخاص من مناطق أخرى حول العالم. وقال تشيجوانغ تشو إنهم سعداء بأن هذا التعاون قد أسهم بشكل كبير في تعزيز فهمهم للأساس الجيني لمرض السكري من النوع الأول في السكان الصينيين. ومن خلال تحديد العوامل الوراثية الأكثر ارتباطاً بمرض السكري من النوع الأول لدى الصينيين أدى عملهم إلى تحسين التنبؤ بمرض السكري، وتصنيفه لدى الصينيين. والآن يقوم الباحثون في المركز الوطني للبحوث السريرية للأمراض الأيضية في الصين بتجنيد ما يصل إلى 3 آلاف شخص في 80 مستشفى بالصين تم تشخيص إصابتهم حديثاً بمرض السكري. وستقوم الدراسة بتقييم ما إذا كان استخدام درجة المخاطر الجينية الخاصة بالصينيين يمكن أن يحدد الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول عند التشخيص والذين من المرجح أن يحتاجوا إلى علاج بالإنسولين. ويؤثر مرض السكري على الطريقة التي ينظم بها الجسم مستويات السكر في الدم، حيث يتطور مرض السكري من النوع الأول عندما يهاجم الجهاز المناعي في الجسم خلايا بيتا المنتجة للإنسولين في البنكرياس ما يعني أن الأشخاص يحتاجون إلى حقن الإنسولين يومياً. كما يمكن أن ينجم مرض السكري من النوع 2 عن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم ويؤثر إما على قدرة الجسم على إنتاج ما يكفي من الإنسولين، وإما على طريقة استجابة الجسم لمستويات الإنسولين الطبيعية. حيث يتوفر عدد من العلاجات لمرض السكري من النوع 2 وقد يتمكن ما يقرب من نصف المرضى الذين يعانون من مدة مرض قصيرة من تحقيق الشفاء من مرض السكري بعد العلاج. وقال البروفسور يانغ شيو من جامعة «تشانغشا» التي تقود التجربة السريرية، والمشارك أيضاً في الدراسة: «نحن متحمسون حقاً لقيادة هذه التجربة الرائدة التي ستقيم استخدام هذا الاختبار الجديد في الرعاية السريرية. ونأمل أن يساعد ذلك الأشخاص في الحصول على العلاج الذي يحتاجون إليه بشكل أسرع بكثير، وتجنب المضاعفات التي قد تهدد حياتهم. وفي حال نجاح هذه الفكرة نأمل أن يتم تطبيقها في جميع أنحاء الصين». وقد تم تكرار العوامل الوراثية التي تم تحديدها لمرض السكري من النوع الأول لدى الصينيين، وتبين أنها تحدد أيضاً خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول في مجموعة منفصلة من المرضى في هونغ كونغ بعد تحليل أجراه باحثون من الجامعة الصينية في المدينة. وعند تطبيقه على مجموعات مختلفة من المرضى وُجد أن الاختبار يحسن القدرة على تحديد نوع مرض السكري بشكل صحيح لدى الأفراد الصينيين المصابين بهذا المرض. وهذا يعني أن ما يقرب من 20 إلى 40 شخصاً إضافياً من كل مائة شخص مصاب بداء السكري من النوع الأول سيحصلون على التشخيص الصحيح. ويمكن أيضاً استخدام الاختبار لتحديد الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الأول في المستقبل. وهذا مفيد بشكل خاص للأشخاص المعرضين لخطر كبير على سبيل المثال، حيث يعاني أفراد الأسرة بالفعل من مرض السكري من النوع الأول، إذ يتوفر بالفعل اختبار يمكن شراؤه لهذا الغرض في المملكة المتحدة. وقال البروفسور رونالد ما من الجامعة الصينية في هونغ كونغ، والمشارك أيضاً في الدراسة: «من الصعب للغاية معرفة ما إذا كان شخص ما مصاباً بمرض السكري من النوع الأول أو الثاني من خلال الأعراض وحدها. ولكن الحصول على التشخيص الصحيح يحدث فرقاً كبيراً في علاجه والسيطرة على نسبة السكر في الدم. وقد يكون هذا الاختبار الجديد خطوة حقيقية إلى الأمام في الحصول على التشخيص الصحيح لمرض السكري في المرة الأولى».