
متحدث "يونيفيل" لـ"القاهرة الإخبارية": لم نُخطر رسميا بإنهاء مهمتنا فى لبنان
أكد أندريا تيننتي، المتحدث باسم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان " يونيفيل": إن الحديث المتداول مؤخرًا حول ضغوط إسرائيلية لإنهاء أو تقليص مهامنا لا يستند إلى قرارات رسمية صادرة عن مجلس الأمن، مشددًا على ضرورة عدم الانجرار وراء التكهنات التي تنتشر في الوقت الراهن.
وأوضح "تيننتي"، في مقابلة مع "القاهرة الإخبارية"، أن مجلس الأمن لم يبدأ بعد المفاوضات الرسمية بشأن تجديد تفويض القوة، وأن القرار النهائي سيكون بيد الدول الأعضاء، خاصة الخمس دائمة العضوية.
وأضاف: "حتى اللحظة، لم نتلق أي إخطار رسمي أو غير رسمي من أي جهة مسئولة بإنهاء مهمتنا أو تقليصها، وكل ما يتم تداوله لا يعدو كونه تقارير إعلامية من مصادر غير موثوقة".
وشدد على أهمية تواجد "يونيفيل" في جنوب لبنان، ليس فقط لدعم الجيش اللبناني في الانتشار، بل للحفاظ على الاستقرار ومنع العودة إلى سيناريوهات الصراع السابقة.
وقال: "وجودنا أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، بعد نحو خمسين شهرًا من التوترات، ونحن نساعد السكان في الجنوب على استعادة حياتهم"، مؤكدًا أن أي قرار بإنهاء المهمة يجب أن يُتخذ من قبل مجلس الأمن، وأن القوات الدولية مستمرة في عملها حتى يصدر قرار مغاير، في إطار دعمها الأمن والاستقرار في المنطقة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة المال
منذ 43 دقائق
- جريدة المال
رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار: لن نتوقف حتى يُرفع الظلم الإسرائيلي عن غزة
قال زاهر البيراوي، رئيس اللجنة الدولية لكسر حصار غزة، إن السفينة "مادلين" التي تم اعتراضها من قِبل الاحتلال الإسرائيلي، لا تشكل أي تهديد أمني، وتحمل على متنها مساعدات إنسانية فقط. وأضاف البيراوي، خلال مداخلة مع فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن الاعتداء الإسرائيلي على السفينة "مادلين" يمثل اعتداء مباشرًا على القانون الدولي، ويعكس استهتار الاحتلال بالأعراف الإنسانية والقانونية. وتابع: خاصة أن المشاركين على متن السفينة هم نشطاء ومتطوعون دوليون، لا يخضعون لولاية الاحتلال، ولا يمكن محاكمتهم على عمل تضامني أو إنساني. ولفت إلى أن إسرائيل كعادتها تضرب بالقوانين عرض الحائط ولا تعترف بشرعية التحركات الحقوقية، وتعتمد في تماديها على دعم أمريكي وغربي مفضوح. وأعلن أن اللجنة ستواصل جهودها في تسيير سفن جديدة قريبًا، ولن ترضخ لممارسات الاحتلال القمعية، متابعًا: سنبحر مجددًا في أقرب وقت، ولن نتوقف حتى يرفع الحصار الإسرائيلي الظالم عن غزة. وشدد على أن السفينة لم تنتهك القانون الدولي، وتمثل جزءًا من تحرك مدني سلمي لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.


اليوم السابع
منذ 44 دقائق
- اليوم السابع
علاقات سامة وسياسات مُسمّمة.. جدل ترامب وماسك ودجل المبشرين بالقطيعة مع نتنياهو
بدأت إدارة ترامب تحت سقف النظام الدولى من النقطة التى انتهى بايدن عندها. كأنها لم تختبر المماطلة والعنت الإسرائيليين فى شهورها الأولى، ولا أُضيف تحت رعايتها زهاء عشرة آلاف قتيل إلى كتاب الضحايا، أو تيقنت من نوايا نتنياهو الشرسة السوداء عبر إفساده الهدنة التى فرضتها سابقا بالضغط والتهديد، أو عاينت منه كل صنوف المراوغة والالتفاف على مقترحات تجديدها المُحبّرة بأفكار مبعوثها الرئاسى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. بدت فى موقفها كما لو كانت فى سبات طويل، وردّت عمليا على كل ما يساق بشأن جدّيتها المعلنة، ومائها العكر مع حكومة النازية الصهيونية المتطرفة فى تل أبيب. والمواقف دوما أقوى وأصدق تبيانا من أى حديث ودعايات ساذجة. صوّت أربعة عشر عضوا فى مجلس الأمن، الأربعاء الماضى، لصالح مشروع قانون جديد يتصدّى للمأساة المفتوحة فى غزة، بالدعوة إلى الوقف الفورى لإطلاق النار، وإنفاذ المساعدات، والإفراج عن الرهائن والمحتجزين. وكالعادة؛ وقفت الولايات المتحدة وحدها على الجانب المضاد، لا من الرغبة الدولية فحسب؛ بل من الضمير والالتزامات الإنسانية التى لا يُلوثها الجدل المصنوع ولا يُسقطها أى ادعاء؛ حتى سخف الحديث عن تعطيل الحلول الدبلوماسية، أو مزاعم المساواة الزائفة بين حماس وسلطة الاحتلال. وكما كان متوقعا بشكل مسبق، وأخطرت به حليفتها فى قنوات اتصالهما المباشرة، أوعزت الإدارةُ لمندوبيها أن يرفعوا بطاقة النقض «الفيتو»، ويُسقطوا المحاولة بالضربة القاضية للمرة الرابعة فى غضون نحو عشرين شهرا منذ الطوفان. كانت المرة الأولى بعد أقل من أسبوع على اندلاع الحرب، وفيها أسقطت الولايات المتحدة مشروع قرار يطالب بالوقف الفورى للحرب، ثم الثانية بعد شهرين تقريبا مع نسخة تدعو لتشكيل لجنة تقصى حقائق أممية للنظر فى جرائم العدوان الإسرائيلى، والثالثة فبراير قبل الماضى ضد مسوّدة جزائرية تدعو لوقف إطلاق النار لدواعٍ إنسانية مع إنفاذ المساعدات الإغاثية للمدنيين المنكوبين. وبعد فاصل طويل نسبيا عن الجولات السابقة، جاءت المحاولة الأمريكية الرابعة فى زمن النكبة الجديد، والأولى للإدارة الجمهورية التى سعت للإيحاء بالجدية، وأنها ربما تنطلق فى مقاربتها للمأساة من نقطة مغايرة لسابقتها الديمقراطية، أو تعمل وفق تصوّر محدّث للسياسة الخارجية لا يحتفى بالعلاقات الإذعانية على صورتها القديمة، ويتحرر من الاعتبارات التحالفية الصماء لصالح الاقتصاد والمنافع الوطنية المجرّدة. لكن المحكّات الحقيقية أعادتها فى لحظة إلى سيرتها الأولى، وأنهت مفاعيل الكلام المعسول والرسائل الرمادية على صخرة الثوابت الاستراتيجية الراسخة تجاه تل أبيب، وعلاقتهما الملغزة التى لا يُعرف فيها التابع من المتبوع على وجه اليقين. تاريخ الفيتو يحمل 46 محطة أمريكية لصالح إسرائيل منذ تلفيقها على وجه الخريطة العربية حتى التصويت الأخير، وبه ربما تسجل رقما قياسيا فى كثافة الاستخدام بواقع أربع مرات فى أقل من سنتين، بمتوسط يقل عن 6 أشهر قياسا إلى متوسط عام يتخطى تسعة عشر شهرا. والوقفة الختامية، حتى الآن، ربما تكون الأبرز والأكثر أهمية؛ لا لأنها غيّرت شيئا يُذكر عمّا نعرفه من انحياز واشنطن للدولة العبرية؛ إنما لأنها أجهزت على محاولات الإيحاء بالتغيير، وأتت فى القلب من سياق مُرتبك ومتداخل على طول الخط بين البيت الأبيض وكابينت الحكومة اليمينية المتطرفة. كما بدت أقرب للاضطرار من الاختيار؛ إذ يُرَدّ بها على سلوك احتيالى ملىء بالتحدى والتطاول الفج من جهة زعيم الليكود، ولا تتماشى مع استئساد الأخير على سادته الأُوَل، ولا مع المزاعم المتواترة وكثيرة الترداد فى الصحافتين الأمريكية والإسرائيلية، بشأن الاختلاف والتنازع وضبابية الأجواء بين الحليف الكبير وربيبته الصغرى. الدلالة أعلى فى تلك المرة بما لا يقاس على ما كان فى كل المرات السابقة. أولا لأن ترامب يبدو أمريكيا أكثر من كل أسلافه، أو هكذا يزعم أنه لا يرهن مصالحه الوطنية لإملاءات خارجية أو لالتزامات غير متكافئة، فضلا على أنه يضيق ذرعا فى المُعلن والمضمر من سلوكيات صديقه القومى وبقية مكوّنات ائتلافه من التوراتيين. والأهم؛ أن نطاق المنفعة للبلدين لم يعد مضبوطا على موجة واحدة، أقله من زاوية المناطحة والتمرد وعدم احترام الهالة الامبراطورية للرئيس العائد من موات وانطفاء. ربما لم يغفر لنتنياهو أنه كان فى طليعة المبادرين بتهنئة خصمه العجوز جو بايدن بعد انتخابات 2020، التى لا يقبل الحديث عنها حتى الساعة خارج عنوان التلاعب والاختطاف والتزوير. ويسوؤه منه عدم النزول على رغبته فى إيقاف المقتلة، أو مساعيه للتشغيب على صفقاته التريليونية فى المنطقة، وجهود التوصل لصفقة نووية مع إيران، بعدما برّد الأجواء مع الحوثيين فى اليمن ويُسرّع محركات احتواء الإدارة الأصولية الجديدة فى سوريا. وبعيدا من المعطى الاستراتيجى الغائب عن هياجه المنفلت فى غزة؛ فإن كل ما يترافق مع صخبه الواسع إقليميا ينُمّ عن رغبة ذاتية فى البقاء، وعن مسلك إحراقى مُتأجج ولا يستند إلى معطيات حقيقية أو مخاطر داهمة ومبررات مقنعة. وبكل الصور؛ لا يبدو أن عجوز تل أبيب يلعب لصالح أحد سوى نفسه، أو يضع أولويات الشريك الأمريكى المخلص فى دائرة الاعتبار من الأساس. اضطُرّ رجل الصفقات والبزنس إلى ترويضه بالترغيب والترهيب، واستهلك فى خمسة أشهر ما كان يكفى من طاقة لولاية كاملة. فى البدء استبق مراسم التنصيب بالاتكاء على لغة وعيدٍ صاخبة، ظاهرا تجاه حماس المُهدَّدة بكارثة فوق رأسها وانفتاح جحيم إقليمى لا حدود له، وباطنا بالضغط على صديقه القديم ليخرج من صورته الصقورية المتشددة إلى مساحة توافقية مأمونة، ويقدّم الترضيات الواجبة لافتتاح عهدة جمهورية قادرة على إثبات البأس بالقول والفعل. لكن فاعليّته التى يتوهم أنه لا حدود لها، منحته خمسين يوما بالكاد، انقلب الوحش عليه بعدها وعاد لسيرته الأولى، بدءا من خنق مليونىّ غزّى بالحصار والتجويع منذ مطلع مارس، ثم بالاستدراك على نسخته العاقلة غير المُقنعة إطلاقا، بالعودة لتجديد العدوان. وإلى ذلك؛ فقد احتاج إلى استدعائه للبيت الأبيض لإخطاره بالتفاوض مع طهران، دون هامش للاعتراض أو التشغيب وإفساد التجربة، ولم يقع على وسيلة للضغط والإزعاج إلا أن يعقد اتفاقا مع الميليشيا الحوثية، ويبدو فى صورة الخصم الضعيف، أو الحليف الانتهازى الجاهز للانصراف فجأة. فيما لم تمنع رسالته الصريحة بشأن سوريا من التصعيد هناك، وعدم الارتداع الكامل بفكرة صداقته مع أنقرة، وجاهزيته للتوسط بين الطرفين. وحال لبنان ما تزال مُعلّقة بعد سبعة أشهر من اتفاق وقف الأعمال العدائية، بين بقاء الاحتلال جاثما على صدر الجغرافيا وراء نهر الليطانى فى خمس نقاط حدودية، أو نزهاته الدموية المتواصلة دون انقطاع، وآخرها عشية عيد الأضحى فى البقاع وضاحية بيروت الجنوبية. ارتكبت الحكومة الصهيونية كل ما يكفى لتعكير مياهها مع الإدارة الأمريكية، أو يشى على الأقل بغياب الهيبة والاحترام عن العلاقة المعتادة بينهما. وفيما ينصرف سلوك ترامب فى حالات كهذه إلى الصخب والانفلات، وربما الوقاحة أيضا؛ فإنه يبدو أليفا ومُستأنسا على عكس التوقعات أو الافتراضات المنطقية. يُقابل الإهانة بالاحترام، والتجرّؤ عليه بالسير على الخطوط المرسومة، وضمن المسارات الطبيعية المستقرّة لعقود طويلة خلَت، بغضّ النظر عن تركيبة الإدارة أو جحود الشريك على الجانب الآخر. صحيح أن الريبة تبدو على أعلى ما يكون فى تل أبيب، وأحاديث التوتر وانقلاب التحالفات التاريخية رأسا على عقب لا تنقطع؛ لكن المحصلة العملية لا تختلف فى شىء عن الأدبيات المستقرّة، ولا عن الإلغاز المرافق للعلاقة بين البلدين طوال الوقت، ويقضى المنطق فيها بأن للكبير يدًا عُليا على الصغير، فيما تُحرّرها الوقائع الممسوكة من العقل وبلاغته وإطاره الخَطّى المشروط، لتبدو الآية معكوسة تماما، والصغير فيها يتسلّط على الكبير، أو يحركه من طرف خفى وغير منظور. والمفارقة هنا ليست فى كينونة الشخصين على جانبى اللعبة؛ إذ كلاهما معروف لجمهوره وللآخر، واختبرا بعضهما وعملا معا لسنوات سابقة. لكن الجديد أن ترامب يأتى محملا بضغينة مسبقة تجاه نتنياهو، وقد لا يراه سوى على هيئة المبتز الطماع ناكر الجميل. فيما صعوده الأخير كان شبيها بالولادة القسرية، من خارج التوافقات المعتادة بين سلطة المال وقبضة الدولة العميقة. وهو بهذا المُعطى؛ يستند إلى تمدد النزعة المحافظة بحمولاتها الشوفينية وتطلعاتها الحمائية، بأكثر مما ينتمى إلى سياق الفرز والانتقاء العتيق فى رعاية شبكات المصالح التقليدية وجماعات الضغط. والمعنى؛ أنه قد لا يكون ملتزما تجاه القوى المتسلطة على الفضاء السياسى من خارجه بشىء تقريبا؛ بل ربما ينظر للفوز على أنه صناعة شخصية كاملة، والفضل الوحيد فيه على ترامب لترامب نفسه، فضلا على أنها الولاية الثانية والأخيرة، والأصل فيها أن يكون متحررا من العشم وطموحات الإقناع واجتذاب الولاءات، ومن شعور المُحمّل بديون سابقة لآخرين، أو المُسدِّد استباقيًّا للديون التى يُعوّل عليها منهم لاحقا. وباختصار؛ فإنه ينطلق من ذات متضخمة لا تدين لأحد بشىء ولا تنتظر منه شيئا، وله ثارات قديمة معلقة مع نتنياهو شخصيا، كما يتضرر من سلوكه وخطاب حكومته، الآن وعلى المدى الطويل، والوفاء من جانبه لا يعود إلى أى اعتبار سوى القناعة الحقيقية على الأرجح، الحقيقية لدرجة الاعتقاد الدينى. والقياس هنا إلى وقائع مرافقة ومتزامنة قد يُجلى الصورة ويكشف كثيرا من غوامضها. وتحديدا ما يخص علاقته بالملياردير وقطب الاقتصاد وأحد أعمدة بنائه الضخم فى إصداره الثانى، إيلون ماسك، وما كان بينهما فى السابق وحاليا من وشائج ومشاحنات. غادر الأخير الإدارة بأسرع من التوقعات، أو طُرد منها، وسرعان ما تطور الخلاف إلى اشتباك ومعارك لا توفر سلاحا أو اتهاما، ولا تخلو من التعريض والكيد والضرب تحت الأحزمة، ووصلت إلى الطعن الصريح فى جدارة الرئيس أخلاقيا وقانونيا من نقطة شديدة القسوة على صعيد الوصم والإدانة، وامتدت إلى التلويح بتوظيف فائض القوّة العظيم لدى أعلى مستويات السلطة الأمريكية فى حسم الصراع بغلظة، أو الإضرار بالمصالح الحيوية للحليف السابق ومراكزه المادية والمعنوية. ولا يمكن بأى حال التعاطى مع الشقاق سابق الإشارة، على ما كان مع حالات شبيهة، الآن وبالأمس القريب والبعيد. وإذ يُعرف عن ترامب أنه لا يمنح صلاحية أبدية للعلاقات، وينقلب على شركائه وداعميه وفريق عمله، ويُبدّلهم كما يستبدل ملابسه؛ فالمسألة مع ماسك مختلفة تماما. على الأقل لأنها لم تكن علاقة اضطرارية فى الظرف أو التوازنات؛ فوُلِدت على صيغة اختيارية حرة تماما، ومن نطاق العداء الصارخ الآخذ فى التحول ببطء وبعد اتصال واختبار، لا من الصداقة المُعمّاة بالمشاعر، والمحجوبة بالقرب كعادة العلاقات البشرية المُحمّلة بالتناقضات. ولو كان لشخص وحيد أى فضل على الرئيس فى رحلة الثأر ورد الاعتبار؛ فإنه الرجل الذى اشترى منصة تويتر العملاقة انتصارا لليمين الجديد على خصومه الليبراليين، وأنفق نحو 300 مليون دولار على الحملات الجمهورية، وعمل متطوعا فى الإدارة على هيئة الظل الأليف تحت قدمى القائد، وعلى حساب ثروته واستثماراته وشركاته العملاقة فى مجالات التكنولوجيا المتقدمة. وبعيدا من مُسببات التوتر ودواعى القطيعة، وهل ظن كلٌّ منهما فى نفسه إمكانية أن يكون زعميا للآخر، يحركه علنا أو من وراء ستار؛ فإن صدمة القطيعة السريعة كانت أشدّ حدّة من الزواج المُلفّق وغير المنطقى، ولم يُحفَظ فيه الحد الأدنى من الود الذى كان مفرطا، ولا حتى عادا إلى الضغينة المضبوطة عند حدود واضحة فى ماضيهما القريب. تردّد من أروقة البيت الأبيض أن الرئيس يتحدث عن طرد صديقه، ويكيل له الهجاء بعدما كان يغرقه بالمدائح. بدا متمردا على سلوكه وخطاباته، وعلى أدائه فى وزارة الكفاءة الحكومية «دوج» المُخترَعة عنوةً ودون رؤية مكتملة وناضجة؛ لإرضاء نبى الإدارة وإشبين الرئيس فى حفل زفافه على السلطة بعد سنوات الفراق. كان باديًا أنه لا أحد يُرحّب باللاعب الحُرّ إلا سيد البيت الأبيض وصاحب قراره الوحيد. كادوا له سرا أو انتقدوه علنا، وسارت الأمور نحو فض الشركة مبكرا. انتصر العجوز ترامب لغضبة الغرف المغلقة فى إدارته على رباط المحبة العلنية، وما كان من انسجام مع رجل سُمِح له بأن يصطحب طفله للمكتب البيضاوى، ويقف على بُعد شبرين من الرئيس بملابسه الكاجوال واستعراضاته التى تضمر شعورا بالشراكة والاستحقاق الكاملين. ووصل الأمر إلى الحديث فى تغريدة رئاسية عن إنهاء العقود الحكومية مع شركات ماسك، وتحريض بعض الجمهوريين المتطرفين على استصدار أوامر تنفيذية لمصادرة إحدى شركاته، فيما لم يتوقف الأخير عن مهاجمة مشروع قانون التخفيضات الضريبية «الكبير والجميل» الذى يعوّل عليه صاحبه؛ بل ومهاجمته شخصيا، واتهامه بالتورط فى فضيحة الثرى المنتحر جيفرى إبستين، بما تنطوى عليه من شائنة الفساد والانحلال والاستغلال الجنسى للقاصرات. ساءت العلاقات اليوم بأسرع ممّا تحسّنت بالأمس. وعمليا؛ لم يفعل إيلون ماسك بصديقه عُشر ما فعله به نتنياهو، ولا أظهره ضعيفا ومخادعا وشريكا فى جريمة إبادة جماعية وحشية مثلما ورّطه زعيم الليكود. وفيما يصوّب ببنادقه كلها على رأس من أعطاه كل شىء ولم يأخذ منه تقريبا، يُمطر الثانى بالورود والهدايا للمجانية، ويقتسم معه أعباء جنونه وتوحشه وسياساته الخرقاء، رغم أنه أخذ منه كل شىء من دون مقابل؛ حتى مجرد التقدير وإبداء الاحترام. وقد لا يصح وصف العلاقة هنا بالمازوخية والانسحاق أمام الآخر المستبد؛ لا سيما أن المسألة تتصل بالنظرة لإسرائيل نفسها، وبالالتزامات الراسخة تجاهها، لكن هذا الاعتبار المفهوم من دولة لدولة لم يترافق مع إجراءات تردع ديكتاتور تل أبيب النازى عن انفلاته، وتُرشّد توظيفَه كلَّ الأوراق وعناصر القوّة الفردية والثنائية لفائدته الشخصية، ولا حتى إخطاره بوجوب احترام أولويات واشنطن ومصالحها الحيوية، لا سيما أن أغلب ما يتشدد فيه يخصم من الولايات المتحدة ولا يضيف للصهاينة وكيانهم المُلفّق. فكأنّ الأسد الهصور أمام إيلون ينقلب حمامة داجنة مع بيبى، ولا منفعة فعلية فى الحالين؛ بل انكشاف وتعرٍّ وخصم من المكانة والوقار. إهدار مجانى للقيمة والدور، وارتضاء غريب بالمهانة والتبعية الفجّة لسفاح يلطخ وجه الامبراطورية العالمية الكبرى بالعار والدم. وإن كان ثمة دليل على شىء؛ فأنّ واشنطن مربوطة بحبل غليظ فى مؤخرة إسرائيل، لا العكس، وأن العلاقة عضوية ووجودية وأعلى من المنغصات واعتبارات السياسة والمصالح. وفى هذا ما يردّ على كل ما أُثير طيلة الأسابيع الماضية، وأفرط فيه الرومانسيون والمُحلّلون الهواة فى المنطقة وخارجها، بشأن تضرُّر الحبل الشوكى بين المخ الصهيونى والعضلات الأمريكية، وأن الرباط يتفسّخ أو قنوات الاتصال تضيق، وتطرد جانبا من التزامات المركز تجاه قلبه النابض خارج الجسد. نظر الناس بدهشة لمطلب ترامب أن يضم كندا لتكون الولاية الحادية والخمسين، ولم يسترع انتباههم غياب الجدية عن حديثه ابتداءً؛ لا لشىء إلا أن الولايات المتحدة عددها الحالى إحدى وخمسين ولاية بالفعل، والأخيرة فى القائمة يمكن أن تكون أية واحدة منها، حتى واشنطن نفسها؛ لأن الولاية المُتمّمة للعدد، إسرائيل، تجلس منفردة على رأس اللائحة، وتحتل الرقم 1 بجدارة، وفاعلية منظورة، ولا تخفى على ناظر من قريب أو بعيد. وتلك الوضعية لا تسمح لها بأن ترفض أو تقبل فيما يخصها فحسب؛ بل بأن تتدخل وترتب الخيارات للأمريكيين أنفسهم. فى السابق أخرجوا ترامب من الاتفاق النووى مع إيران، بعد توقيعه بانتهازية من أوباما وفى غفلة منهم. وعندما أراد الجمهورى الصاخب أن يصوّب ما جناه على المنطقة اعترضت تل أبيب، فاضطُرّ رغم التحذيرات العلنية لنتنياهو أن يُشركهم فى المفاوضات سريا وبشكل غير مباشر، والتقى مفاوضوه وفد رئيس الحكومة الصهيونية قبل لقاء وفد خامنئى فى روما خلال الجولة الأخيرة، وأجبروهم على تغيير خطابهم رفضا للتخصيب بأية نسبة بعدما كانوا يقبلونه، وسيوجهونهم فى المقبل بين أحد احتمالين: تصفية للمشروع على الصيغة الليبية، أو توريط فى صدام عسكرى تتحقق فيه مصالح إسرائيل بقذائف أمريكا. لم تستطع واشنطن، نبيّة الإنسانية وراعية التحضر والحريات، أن تُوقف مقتلة الغزّيين أو تُطعم جوعاهم. تشارك فى الإبادة ماديا ومعنويا، وأقصى ما اقتدرت عليه أن تُلفّق مسارا مشبوها للمساعدات عبر شركة أمريكية بنكهة أمنية، لأنها أعجز من إجبار الصهاينة على احترام المنظومة الدولية ومرافقها ومؤسساتها الإغاثية. الفيتو مجرد صورة فجّة؛ لكنه يتكامل مع بقية الصور متعددة الألوان والدرجات، بعضها هامس أو صاخب، والبعض يتوسّط ولا يضمن، ويُقدّم الوعود السياسية والأخلاقية كلاما، يُرسله محمولاً على الطائرات التى تنقل القنابل والصواريخ لنقض وساطته ودعاياته البيضاء. والآن؛ ربما لا تخلو الكواليس من ضغوط خشنة وناعمة استباقا لمؤتمر حل الدولتين، المقرر انعقاده داخل الأمم المتحدة فى نيويورك بعد أقل من عشرة أيام، ويُروّج بشأنه أن فرنسا وبعض الدول الأخرى قد تعترف فيه رسميا بالدولة الفلسطينية. والحال؛ أن فلسطين معها حاليا نحو 149 بطاقة، ولم يحدث شىء على الأرض. وتتبقّى أقل من 50 دولة لم تعترف حتى الآن، بعضها أصغر وأتفه من أن تُقدّم أو تُؤخّر، والبقية حتى لو قُسّمت بالتساوى فلا فارق إطلاقا. الأغلبية مُتحقّقة فعليا منذ زمن، والتعطيل من واشنطن حصرا، لا أوروبا ولا كبار آسيا وأمريكا اللاتينية لهم أوزان حقيقية فى المسألة. سيّان إن نجح المؤتمر فى اجتذاب مزيد من الاعترافات أو أخفق؛ فكلتا الحالين حجّة على الولايات المتحدة، ودليل صارخ على أن الاحتلال الصهيو-نازى فوق النظام الدولى القائم على القواعد، وأكبر منه، ويُمرّغ رأسه فى الوحل طوال ثمانية عقود، لا من إهدار قرار التقسيم فحسب؛ بل من ركام القرارات المرصوصة على الأرفف دون تفعيل، حتى أنه لا حاجة لفيتو الأمريكيين أصلا؛ اللهم إلا إبراز الفضيحة للعلن وتوشية أطرافها بالعار لا أكثر. علاقات ترامب السامة عديدة ومُركّبة ومتداخلة. اشتباكه مع ماسك أحدثها؛ ولن يكون آخرها. خضوعه لنتنياهو واحدة منها بالحدث والوقائع؛ لكنه للأمانة يُظلَم بحصره تحت هذا التصنيف الوقتى، مثلما تُبتَذَل العلاقةُ ويُعمّى على عطنها وفسادها أيضا. إنه زواج مسيحانى على أوراق من التوراة المُخضّبة بالدم. المفارقة الفجّة أن تجديد العهود وتثبيتها يحدثان بطريقة مسرحية رديئة، وضمن دراما غير مصنوعة باحترافية وإتقان. النازى الأكثر جُرمًا ووحشية فى تل أبيب، مع التاجر الأعلى صوتا فى واشنطن. الأول لا حاجة لدليل على فساده ودمويته، والثانى يزعم البأس والسطوة على العالم وأنه «شجيع السيما» والسياسة، فيما يربض كجرو وديع عند قدمى إسرائيل. حقبة وضيعة فى حوادثها وإجرامها وتبجُّحها، وفى كُتّاب سيناريوهاتها والقائمين على إخراجها أيضًا. مُسوخ سامّون فى علاقات سامة، كانت وستظل وتزداد، إلى أن تُجهِز على طبّاخى السمّ، وعلى نظامهم الدولى المُتّخَذ من بدايته غطاءً للفوضى وسلوك العصابات.

الجمهورية
منذ ساعة واحدة
- الجمهورية
يونيفيل: لم نتلق أى إخطار رسمى بإنهاء مهمتنا فى لبنان
وأوضح "تيننتي"، في مقابلة مع "القاهرة الإخبارية"، أن مجلس الأمن لم يبدأ بعد المفاوضات الرسمية بشأن تجديد تفويض القوة، وأن القرار النهائي سيكون بيد الدول الأعضاء، خاصة الخمس دائمة العضوية. وأضاف: "حتى اللحظة، لم نتلق أي إخطار رسمي أو غير رسمي من أي جهة مسئولة بإنهاء مهمتنا أو تقليصها، وكل ما يتم تداوله لا يعدو كونه تقارير إعلامية من مصادر غير موثوقة". وشدد على أهمية تواجد " يونيفيل" في جنوب لبنان &Search=" target="_blank"> لبنان ، ليس فقط لدعم الجيش ال لبنان &Search=" target="_blank"> لبنان ي في الانتشار، بل للحفاظ على الاستقرار ومنع العودة إلى سيناريوهات الصراع السابقة. وقال: "وجودنا أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، بعد نحو خمسين شهرًا من التوترات، ونحن نساعد السكان في الجنوب على استعادة حياتهم"، مؤكدًا أن أي قرار بإنهاء المهمة يجب أن يُتخذ من قبل مجلس الأمن، وأن القوات الدولية مستمرة في عملها حتى يصدر قرار مغاير، في إطار دعمها الأمن والاستقرار في المنطقة.