
جيش الاحتلال استخدم مسنًّا في غزة كـ 'درع بشري' قبل إعدامه مع زوجته
وفي التفاصيل، أفاد الموقع العبري بأن ضابطًا يحمل رتبة كبيرة في لواء 'ناحال' بجيش الاحتلال استخدم مسنًّا فلسطينيًّا (80 عامًا) كدرع بشري خلال توغل الفرقة 99 في مايو/أيار الماضي، حيث عملت قوة من لواءي ناحال وكرملي، إضافة إلى الوحدة متعددة الأبعاد، في حي الزيتون.
وأوضح التحقيق أن الضابط ربط حزامًا ناسفًا حول رقبة المسنّ وأجبره على المشي أمام القوات أثناء تمشيط المنازل، مهددًا إياه بتفجير رأسه في حال عدم تنفيذ الأوامر. وأشار الموقع إلى أن الجنود استخدموا الرجل درعًا بشريًّا لمدة ثماني ساعات، وهو يتكئ على عصاه، متنقلًا من منزل إلى آخر.
وكشف التحقيق أن زوجة المسنّ بقيت تحت مراقبة الجنود في المنزل، بينما كان زوجها يُجبر على تفتيش كل منزل قبل دخول جنود الاحتلال، خوفًا من وجود عبوات ناسفة أو مقاومين. ولم تكن الزوجة تعلم بما يجري، إذ أخبروها أن زوجها يخضع للتحقيق وسيعود لاحقًا.
ونقل الموقع عن أحد جنود الاحتلال قوله إن أحد الضباط كان يربط فتيل التفجير بحبل حول رقبة المسنّ قبل أن يدخله أي منزل، ويبقي الحبل بيده حتى لا يهرب، رغم أن الرجل لم يكن قادرًا على الفرار أصلًا، إذ كان من الممكن أن تنتهي حياته في أي لحظة بمجرد سحب الحبل.
وأشار الجنود إلى أنه بعد انتهاء استخدام المسنّ كدرع بشري، أُمر مع زوجته بالخروج من المنطقة والنزوح باتجاه جنوب قطاع غزة دون تأمينهما أثناء الخروج. وبعد أن سارا مسافة 100 متر، قامت كتيبة أخرى تابعة لجيش الاحتلال في المنطقة المجاورة برصدهما، فأطلقت عليهما النار فور رؤيتهما، ما أدى إلى مقتلهما في الشارع.
وقال أحد الشهود العسكريين للموقع: 'كان الرجل يمشي متكئًا على عصاه، وأكد للقوات الإسرائيلية أنه وزوجته لا يستطيعان السير لمسافة طويلة أو النزوح إلى ما تسمى بالمنطقة الإنسانية (جنوب القطاع)'. وبعدما انتهى الجيش من استغلاله كدرع بشري، أُجبر هو وزوجته على الخروج إلى منطقة أخرى، إلا أن قوات أخرى لم يتم إبلاغها بوجودهما فأطلقت عليهما النار فور رؤيتهما، ما أدى إلى مقتلهما على الفور.
ووصف موقع 'هاماكوم' هذه الممارسة بأنها جزء مما يُعرف داخل الجيش الإسرائيلي باسم 'نهج البعوض'، حيث يتم إجبار المدنيين الفلسطينيين على تنفيذ مهام خطرة لحماية الجنود من الهجمات.
ولم تكن هذه الحادثة الأولى، إذ أجبر جيش الاحتلال الفلسطينيين في غزة على دخول منازل وأنفاق مفخخة لتجنب تعريض قواته للخطر، وذلك وفقًا لشهادة جندي إسرائيلي وخمسة معتقلين فلسطينيين سابقين كانوا ضحايا لهذه الممارسة، بحسب ما نقلته شبكة 'سي إن إن'.
ويحظر القانون الدولي استخدام المدنيين لحماية الأنشطة العسكرية أو إشراكهم قسرًا في العمليات العسكرية. وفي تحقيق أجرته الشبكة الأميركية، قال جندي في جيش الاحتلال إن وحدته احتجزت أسيرين فلسطينيين لاستخدامهما دروعًا بشرية لاستكشاف الأماكن الخطرة، مضيفًا أن 'هذه الممارسة منتشرة بين الوحدات الإسرائيلية في غزة'.
وتابع الجندي: 'طلبنا منهم أن يدخلوا المبنى قبلنا، فإذا كان هناك أي فخاخ، فسوف ينفجرون هم وليس نحن'.
وبحسب نتائج تحقيق الشبكة، فإن 'بروتوكول البعوض' كان منتشرًا على نطاق واسع في مختلف أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك شمال غزة، ومدينة غزة، وخان يونس، ورفح.
وأشارت شبكة 'سي إن إن' إلى أن خطف الفلسطينيين لم يكن مقتصرًا على البالغين فقط، إذ قال محمد شبير، البالغ من العمر 17 عامًا، والذي وقع أسيرًا لدى جيش الاحتلال بعد أن قتلوا والده وشقيقته خلال مداهمة منزلهم في خان يونس: 'لقد تم تقييدي بالأصفاد ولم أكن أرتدي سوى ملابسي الداخلية'. وتابع: 'لقد استخدموني كدرع بشري، واقتادوني إلى منازل مهدّمة وأماكن قد تكون خطيرة أو تحتوي على ألغام أرضية'.
وذكرت الشبكة أن شهادة الجندي الإسرائيلي وخمسة مدنيين فلسطينيين تظهر أن هذه الممارسة كانت منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك شمال غزة، ومدينة غزة، وخان يونس، ورفح. وأكد جميعهم أنهم تعرضوا للاختطاف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وأُجبروا على دخول أماكن خطرة قبل الجيش.
وأضافت الشبكة أن هذه الممارسة شائعة جدًّا في الجيش الإسرائيلي، وكانت تحمل اسم 'بروتوكول البعوض'. كما زوّدت منظمة 'كسر الصمت'، التي توفر منتدى للجنود الإسرائيليين للتحدث والتحقق من شهاداتهم، الشبكة بثلاث صور تُظهر الجيش الإسرائيلي وهو يستخدم الفلسطينيين دروعًا بشرية في غزة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت بيروت
منذ 2 أيام
- صوت بيروت
بسبب الحرب على غزة.. تراجع في دعم الأمريكيين لإسرائيل
فلسطينيون يحملون مواد إغاثة تلقوها من مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) المدعومة من الولايات المتحدة، في وسط قطاع غزة، 4 أغسطس 2025. رويترز أظهر استطلاع رأي لشبكة 'سي إن إن' الأميركية، أن نسبة الدعم الأميركي للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تشهد تراجعا مستمرا، خصوصا بين صفوف الديمقراطيين. وكشف الاستطلاع عن وجود تزايد واضح في عدد الأميركيين الذين يشعرون بالتشكيك تجاه الأفعال الإسرائيلية، مع توجه متزايد نحو تقليص دعم الولايات المتحدة العسكري لها. كما أظهر أن نسبة معتبرة من الديمقراطيين (59%) ترى أن الدعم العسكري الأميركي المفرط للاحتلال الإسرائيلي ينبغي تقليصه، ارتفاعاً من نسبة 44% أظهرتها استطلاعات سابقة. وحسب تصريحات محللين وسياسيين لـ 'سي إن إن' فإن هذا التحوّل يعكس تأثير صور الدمار والضحايا والمجاعة في غزة، وازدياد الانتقادات لسياسات حكومة الاحتلال الإسرائيلية، ما قد ينعكس على المواقف داخل الكونغرس وربما على قرارات البيت الأبيض مستقبلا. في المقابل، فإن الدعم الجمهوري للحرب الإسرائيلية على غزة لا يزال أعلى نسبيا، لكنه تراجع أيضا من مستويات سابقة وصلت إلى نحو 68% عام 2023 إلى 52% هذا العام، في مؤشر على تحوّل أوسع في المزاج الشعبي الأميركي إزاء الحرب الإسرائيلية على غزة. وتشير هذه النتائج إلى أن الفجوة بين مواقف الديمقراطيين والجمهوريين تجاه الاحتلال الإسرائيلي آخذة في الاتساع، وأن شريحة معتبرة من القاعدة الديمقراطية باتت تدعو إلى إعادة تقييم الدعم غير المشروط لإسرائيل. في السياق نفسه، نقلت الشبكة الأمريكية، عن السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز قوله إن معارضة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته العنصرية اليمينية المتطرفة لا تعني معاداة 'إسرائيل'، محذرا الديمقراطيين بفقدان الصلة مع الناخبين إن لم يغيروا ما يفعلونه بشأن الاحتلال. بدوره، قال السيناتور الديمقراطي الأميركي برايان شاتز إنه لا تسامح مع المجاعة في غزة، وأضاف 'نختلف حول أمور كثيرة بالسياسة الخارجية، لكن لا تسامح مع مجاعة غزة.. الخلط بين معارضة إسرائيل ومعارضة حقها بالوجود إستراتيجية سخيفة. نتنياهو يجعل الإسرائيليين واليهود غير آمنين في كل أنحاء العالم'.


صدى البلد
منذ 3 أيام
- صدى البلد
لأول مرة.. سلاح الردع الأمريكي مهدد بالنفاد بسبب إسرائيل
يبدو أن تأثير الحرب الإسرائيلية الإيرانية لم يكن على الشرق الأوسط فحسب، بل على الولايات المتحدة أيضا، حيث تواجه واشنطن أزمة بسبب تعرض مخزونها الاستراتيجي من صواريخ ثاد بعيدة المدى إلى استنزاف كبير، بسبب الدعم الذي قدمته لحليفتها إسرائيل.. فما هي القصة ؟ إرسال بطاريتي صواريخ إلى إسرائيل مصادر مطلعة حذرت خلال تصريحات لشبكة سي إن إن الأمريكية، من أن المخزون الدفاعي للجيش الأمريكي من الصواريخ، أصبح في خطر، بسبب الدعم الكبير الذي قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل خلال الأشهر الماضية، حيث أرسلت واشنطن منظومتين لصواريخ ثاد إلى تل أبيب من أصل سبع بطاريات تمتلكهم الولايات المتحدة. 150 صاروخاأطلقت لاعتراض الصواريخ الإيرانية وخلال فترة الحرب الإسرائيلية الإيرانية، أطلقت الولايات المتحدة نحو مائة وخمسين صاروخا من أجل التصدي لوابل الصواريخ الباليستية التي أطلقتها طهران أثناء الحرب، إذ نجح بعض من صواريخ ثاد في اعتراض الصواريخ الإيرانية، فيما فشلت الأخرى في التصدي إلى تلك الصواريخ. استنفاذ ربع مخزون صواريخ ثاد وأدى استخدام هذا العدد الكبير من صواريخ ثاد الاعتراضية خلال فترة حرب الاثني عشر يوما إلى كشف فجوة في شبكة الدفاع الصاروخي الأمريكية، حيث أن وتيرة التصدي للهجمات فاقت قدرات الإنتاج الحالية، كما تشير التقديرات أن الحرب استنفذت نحو استهلاك ربع مخزون ثاد من الصواريخ. توفير مظلة دفاعية حتى 200 كيلومتر وتشتمل منظومة "ثاد" الصاروخية على ست قاذفات، توجد في كل قاذفة ثمانية صواريخ اعتراضية، يمكنها اعتراض الأهداف داخل الغلاف الجوي وخارجه، وقد أثبت قدرتها على مواجهة الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، كما توفر "ثاد" مظلة دفاعية للأهداف التي تقع على مسافة تتراوح بين 150 و200 كيلومتر. الولايات المتحدة وسباق التسلح العالمي الاستنزاف السريع لصواريخ ثاد، أثار أيضا مخاوف بشأن الموقف الأمني الأمريكي على الساحة الدولية، والقدرة على تعويض الإمدادات بسرعة، في ظل سباق التسلح العالمي خاصة مع الصين وروسيا، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في منطقتي المحيط الهندي والهادئ. شراء 37 صاروخ ثاد مسؤولون دفاعيون سابقون حذروا من أن استمرار فقد مخزون "ثاد" يهدد الولايات المتحدة، مطالبين بتسريع وتيرة الإنتاج لتعويض ما فقد أثناء الحرب الإسرائيلية الإيرانية، وهو ماد فع واشنطن إلى شراء نحو سبعة وثلاثين صاروخاً من طراز "ثاد" العام المقبل. يشكل الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل حجر الزاوية في العلاقة بين البلدين، ويعكس التزامًا طويل الأمد من واشنطن بضمان تفوق إسرائيل العسكري في منطقة الشرق الأوسط.. فهل يمكن ان يختل هذا الدعم إذا تعلق الأمر باختلال مخزون واشنطن الاستراتيجي من الصواريخ.


IM Lebanon
منذ 4 أيام
- IM Lebanon
بعد قرار ترامب بوجه روسيا.. تعرف على أسطول غواصات أميركا
أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بنشر غواصتين نوويتين في 'مناطق مناسبة'، وذلك ردا على تصريحات نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف. وقال ترامب في تغريدة على حسابه في منصة 'تروث سوشيال': 'بناء على التصريحات الاستفزازية للغاية التي أدلى بها الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، فقد أصدرت أوامر بتمركز غواصتين نوويتين في مناطق مناسبة تحسّبا لاحتمال أن تكون هذه التصريحات الطائشة والمثيرة للفتنة أكثر من مجرد كلمات'. ولم يحدد الرئيس الأميركي نوع الغواصات، أو موقع تمركزها، كما أن البنتاغون عادة ما يتكتم على تحركات الغواصات، أو أماكن تواجدها. وذكرت شبكة 'سي إن إن'، أن البحرية الأميركية تمتلك 3 أنواع من الغواصات، جميعها تعمل بالطاقة النووية، لكن واحدة منها فقط تحمل أسلحة نووية. قالت إن 'البحرية الأميركية تمتلك 14 غواصة من طراز 'أوهايو' الباليستية، وغالبا ما يطلق عليها لقب 'بومرز'.