
زكي نسيبة: تجسيد معنى الولاء للوطن والقيادة
قال معالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، إن «يَومُ عَهدِ الاتحاد» يوم رسم ملامح واضحة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة المضيء، وأرسى القواعد الراسخة التي نهضت عليها الدولة، التي آمنت بالإنسان، واستثمرت في قدراته، ومضت نحو مستقبلٍ واعدٍ برؤية ثاقبة.
وأضاف معاليه، في تصريح له بالمناسبة: «نحن في جامعة الإمارات العربية المتحدة، الجامعة الوطنية الأم، نؤمن بأن دورنا في هذا العهد يتجاوز التعليم والبحث، ليكون التزاماً ثقافياً ومعرفياً وأخلاقياً، يُجسّدُ معنى الولاء والانتماء للوطن وقيادته، ويُعزِّزُ حضور الهوية الإماراتية في عقول الشباب».
وأكد معاليه: «في هذه الذِّكرى، نُجدِّدُ عهد الولاء لقيادتنا الرَّشيدة، ونؤكد أن مبادئ الاتحاد التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ستظل النبراس الذي نهتدي به في بناء المستقبل».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

البوابة
منذ 23 دقائق
- البوابة
رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك في احتفال الكنيسة الإنجيلية بالعمرانية بضم أعضاء جدد
شارك الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، في احتفال الكنيسة الإنجيلية بالعمرانية بمناسبة ضم أعضاء جدد إلى عضوية الكنيسة، وذلك بحضور القس نجاح كريم، راعي الكنيسة، والقس هاني سمير، راعي الكنيسة الإنجيلية بالمنصورة، وعدد من شيوخ وأعضاء مجلس الكنيسة، وبمشاركة كبيرة من أبناء الكنيسة. وألقى الدكتور القس أندريه زكي كلمة روحية بهذه المناسبة، هنأ فيها الأعضاء الجدد، معربًا عن سعادته الكبيرة، قائلاً: "انضمام أعضاء جدد للكنيسة هو تأكيد على أن رسالة الإنجيل ما زالت حية ومؤثرة في حياة الناس، وأن الكنيسة ما زالت تقدم شهادة فعالة في المجتمع." الدكتور القس أندريه زكي: "الثبات في الإيمان يقوم على عقل ناضج يتطلب تمييزًا وعمقًا وتجذرًا في كلمة الله" وفي كلمته، أكد رئيس الطائفة الإنجيلية على أهمية الثبات في الإيمان، مشددًا على أن هذا الثبات لا يتحقق إلا من خلال النضوج الروحي والفكري، قائلاً: "الإيمان الحقيقي لا يقوم على مجرد المشاعر، بل على عقل ناضج، ناقد، واعٍ، قادر على تمييز الحق من الزيف، وسط عالم من المعلومات المغلوطة والصور المفبركة والأفكار المشوشة." "لا يجوز أن نفصل بين العقيدة والفعل فالإيمان المسيحي هو ارتباط بين ما نؤمن به وما نعيشه في الواقع" وأضاف: "نحتاج إلى الثقة بكلمة الله التي تزرع فينا اليقين، وتقوي التزامنا وتوجهنا." وتابع الدكتور القس أندريه زكي: "لا يجوز أبدًا أن نفصل بين العقيدة والفعل، بين الروحانية والسلوك اليومي، فالإيمان المسيحي هو ارتباط بين ما نؤمن به وما نعيشه في الواقع." كما حذّر من خطر الانجراف وراء المعلومات السريعة والمضللة، داعيًا الحاضرين إلى أن يتحلوا بالتمييز الروحي والنضج العقلي، قائلاً: "احذروا من سهولة وسرعة التصديق، ومن الانفتاح غير المنضبط على المحتوى الرقمي، فالثبات في الإيمان يتطلب تمييزًا وعمقًا وتجذرًا في كلمة الله." وفي ختام كلمته، قال رئيس الطائفة: "أصلي اليوم من أجل أن نحيا جميعًا في ثبات الإيمان، والثقة بكلمة الله، وأن نمتلك قوة العقيدة ويقينية الالتزام." من جانبه، عبّر القس نجاح كريم، راعي الكنيسة الإنجيلية بالعمرانية، عن شكره العميق لرئيس الطائفة الإنجيلية على حضوره ومشاركته الفعالة، معتبرًا أن هذه الزيارة تمثل دعمًا روحيًّا ومعنويًّا كبيرًا لأبناء الكنيسة، ولا سيما الأعضاء الجدد.


الاتحاد
منذ ساعة واحدة
- الاتحاد
قياس الكفاءات المهنية وتعزيز الأداء التربوي
قياس الكفاءات المهنية وتعزيز الأداء التربوي يُشكّل التعليم حجر الزاوية في بناء المجتمعات المعاصرة، ويأتي المعلمون والقائمون على العملية التعليمية في صدارة المسؤولين عن إعداد الأجيال المقبلة وتمكينها بالمعارف والمهارات اللازمة للتغلب على تحديات المستقبل. وتنسجم المبادرات المتواصلة لدولة الإمارات العربية المتحدة لتطوير المنظومة التعليمية مع رؤية القيادة الرشيدة التي تُؤمن بأن الاستثمار في العنصر البشري هو الركيزة الأساسية لمستقبل مستدام، وتعزيز القدرات الوطنية لمواكبة التحولات العالمية المتسارعة. وفي ضوء هذه الرؤية، أطلقت وزارة التربية والتعليم مؤخراً مشروع «قياس الكفاءات المهنية للكوادر المدرسية» للعام الأكاديمي 2025-2026، كخطوة استراتيجية هدفها رفع كفاءة الأداء التربوي والارتقاء بالممارسات المهنية داخل المدارس، انسجاماً مع أهداف «رؤية الإمارات 2031» القائمة على ضرورة ترسيخ معايير الكفاءة والابتكار. وفي الواقع، فإن الاهتمام بتطوير تعليم عصري كان من أولويات دولة الإمارات منذ تأسيسها عام 1971، وهنا تجدر الإشارة إلى ما قاله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «إن تعليم الناس وتثقيفهم في حد ذاته ثروة كبيرة نعتز بها، فالعلم ثروة ونحن نبني المستقبل على أساس علمي»، ما يعكس الاهتمام الخاص بأهمية العلم وكونه حجر الأساس الجوهري لنهضة الإمارات. وفي امتداد لهذا النهج، الذي يجعل التعليم في صدارة الأولويات الوطنية، يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على أهمية التعليم كضرورة وطنية قصوى، قائلًا سموه: «خيار دولة الإمارات الوحيد حاضرًا ومستقبلًا هو التعليم النوعي وليس الكمي، والاستثمار في التعليم وتخريج كوادر نوعية متميزة يرتكز في الأساس على إعداد معلم متميز». وفي سياق المبادرات المتواصلة لوزارة التربية والتعليم لترسيخ التعليم العصري، جاء إطلاق مشروع «قياس الكفاءات المهنية وتعزيز الأداء التربوي» الذي يُعد أداة مهمة لتحديد الاحتياجات التدريبية وتقييم الأداء المهني للمعلمين وقادة المدارس والكوادر المساندة، دون أن تُستخدم نتائجه لأغراض رقابية، بل لخدمة التطوير المستدام للمنظومة التعليمية. ويرتكز هذا المشروع الحيوي على آليات تقييم شاملة تشمل اختبارات متعددة الخيارات وأسئلة تحليلية ومهاماً لحل المشكلات. ويستهدف 27 ألف مشارك من الكوادر المدرسية، بما في ذلك 14059 معلماً من المدارس الحكومية، و10865 من رياض الأطفال والحلقة الأولى، و911 من القيادات والوظائف الداعمة، بالإضافة إلى 2283 من التخصصات المتنوعة. وقد تم تنفيذ المشروع حتى 16 يوليو 2025، عبر 28 مركزاً في 10 مواقع رئيسة شملت جميع إمارات الدولة، مع جلسات يومية صباحية ومسائية، وفرق إشراف ميدانية لضمان سلاسة العملية. وتنعكس أهمية هذا المشروع في تكوين قاعدة بيانات معيارية للكفاءات المهنية، مما يمكّن من تحديد الفجوات المهارية وصياغة خطط تطوير فردية ومؤسسية، على النحو الذي يرفع من جودة التعليم ويضمن تكيف الكوادر مع المتغيرات التكنولوجية والتربوية، بالانسجام مع حقيقة رئيسية مفادها أن الاستثمار الحقيقي في عملية التنمية البشرية يبدأ من المعلم، وأن جودة التعليم تنبع من توفير الكفاءات اللازمة. والحاصل أن مشروع «قياس الكفاءات المهنية وتعزيز الأداء التربوي» يتكامل مع مبادرات أخرى لاستمرار التطوير الدائم للمنظومة التعليمية، ومنها منصة «كفاءات» التي أطلقتها الوزارة لتدريب 25000 قائد ومعلم وإداري من خلال برامج متخصصة، تم تطويرها بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية وتربوية عالمية، لضمان مواكبة أحدث الممارسات التربوية. وتشمل هذه البرامج حلولاً تطويرية تركز على تعزيز الكفاءات المهنية، من أجل تمكين الكوادر التعليمية. لقد حرصت دولة الإمارات منذ تأسيسها على تهيئة الظروف المواتية لبناء نظام تعليمي رائد من حيث المعايير والشكل والمضمون، وتأسيس بيئة تعليمية فائقة الجودة، ومزودة بأدوات التقنية الحديثة. ولا شك أن إطلاق مشروع «قياس الكفاءات المهنية وتعزيز الأداء التربوي» يعكس التزام الإمارات الراسخ بجعل التعليم ركيزة للتقدم الوطني، ومع استمرار هذه الجهود، سيشهد النظام التعليمي قفزات نوعية تعزز مكانة الإمارات كمركز عالمي للمعرفة والابتكار. * صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
من الإسكندرية إلى العاصمة الإدارية.. 7 محطات في تاريخ المقر البابوي للكنيسة القبطية
تُعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من أعرق المؤسسات الدينية في العالم، وتمتد جذورها إلى أكثر من واحد وعشرين قرنًا مضت، من التعليم والصمود والتاريخ المشرق، ولعبت الكنيسة خلال مسيرتها دورًا محوريًا في تشكيل الهوية المصرية، وكان للمقر البطريركي مكانة خاصة في هذه المسيرة، باعتباره المركز الإداري والروحي للكنيسة، ومقر إقامة البابا، رأس الكنيسة وأب رعاياها في الداخل والخارج، حيث يُمارس مهامه في الرعاية والتعليم وقيادة الشعب القبطي. وخلال هذا التاريخ العريض منذ أول بطريرك لها مارمرقس الرسول إلي بطريركها الحالي البابا تواضروس الثاني، مَر المقر بـ7 محطات مختلفة بدأت من أقصى شمال مصر في منطقة محطة الرمل بالإسكندرية وصولاً إلى كاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية، وفي خلال السطور التالية تسرد «البوابة» هذه المحطات، مسلطين الضوء على تاريخ الكنيسة وآبائها العظام. أول كنيسة مصرية (61م – 1046م) نبدأ بالمقر الأول وهو الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، حيث نبتت وانتشرت العقيدة المسيحية في مصر علي يد مارمرقس الرسول، وأجمع مؤرخو الكنيسة القبطية أن مرقس البشير قد جاء إلي الإسكندرية في حقبة نيرون الملك إمبراطور روما (54:68) بالتحديد في عام 61 م. وروى المؤرخ الكنسي ملاك لوقا قصة البشارة في الإسكندرية في كتابه "الأقباط النشأة والصراع"، قائلاً: "عندما دخل مرقس البشير إلي مدينة الإسكندرية رأى حذاءه قد تهرأ لكثرة المشي؛ فمال إلى إسكافي يدعي أسمه "إنيانوس" لكي يقوم بإصلاحه. إذا وهو قائم بإصلاحه دخل المخراز في يده؛ فصاح للوقت مستغيثاً بالله الواحد، وقال: "ايوس ثيئوس" ومعناها (يا إلهانا الواحد)؛ فكانت هذه فرصة صالحة تهيئات لمرقس البشير وسأله عن مقدار معرفته بالإله الواحد، ولم يلقي منه جوابا يؤيد معني ما لفظ به، وقال له البشير: إذا كنت تعلم أن الله واحد لماذا تعبد كل هذه الآلهة الكثيرة؟، وبعد ذلك حكي له عن الله الواحد وأمن بتعاليم السيد المسيح، ومن ثم دعاه الإسكافي لمنزله ليستريح ويأكل خبزاً، وأكمل مرقس البشير حديثه عن الله لأهل بيته، وأمن الإسكافي هو وأهل بيته جميعاً وعمدهم وباركهم، وأصبح منزله مركزاً للتبشير بالديانة المسيحية في البلاد". وبمرور الوقت زاد أتباع المسيحية في الإسكندرية واعتنقوا التعاليم الجديدة، وبعد عامان قام مرقس الرسول برسامة إنيانوس الإسكافي أسقفاً ليكمل هو البشارة في المدينة بجانب رسامة عدد من القساوسة والشمامسة، إلى أن أصبح هناك مدرسة لاهوتية قوية تجاري حداثة وعلم فلاسفة وأهل الإسكندرية. وفي عام 65م غادر مارمرقس مصر وذهب لوطنه ليبيا وعاد بعد ذلك بعدة سنوات إلى مصر ليطمئن على حال كنيسته، وفي تاريخ 16 أبريل عام 68م قُتل اول رئيس للكنيسة القبطية على يد الوثنيين المصريون، ودُفن جسده في الكنيسة التي أسسها هو والمؤمنون الأوائل وخلفه وأكمل رسالته من بعده "إنيانوس الإسكافي" البطريرك الثاني من بطاركة الكنيسة القبطية. وظلت الكنيسة المقر الرسمي لبطاركة الكنيسة لأكثر من 10 قرون متتالية، عاصرت خلالها الإمبراطورية الرومانية والبيزنطية وأخيراً الإسلامية؛ إلي أنه يُستثني بعض الفترات في الحقبة البيزنطية عقب مجمع خلقيدونية عام 451م، حيث وقع اضطهاد شديد على الكنيسة القبطية ومؤمنيها؛ مما اضطر الباباوات الثلاثة بطرس الرابع البطريرك 34 (567-569م)، ودميانوس البطريرك 35 (569-605م)، وأنسطاسيوس البطريرك 36 (605-616م) إلى الإقامة مؤقتا في دير الزجاج غرب الإسكندر إلى أن عاد المقر مرة أخرى لمكانته الطبيعية بالإسكندرية. وبهذا التاريخ الحافل فقد جلس علي كرسي الكنيسة المرقسية 64 بطريركاً بجانب مؤسسها مارمرقس الرسول، وكان آخرهم البابا شنودة الثاني (1032م- 1046م)، البطريرك الـ65 من بطاركة الكنيسة. وعلي الرغم من انتقال المقر البابوي لمحطات عديدة فيما بعد إلي أنه مازال يطلق علي بطريرك الكنيسة القبطية، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ذاكرين مبشرها ومقرها الأول. الكنيسة المرقسية بالإسكندرية "أول مقر بطريركي" الكنيسة المعلقة (1047م – 1320م) بعد أن وصل الفاطميون إلى حكم البلاد بدأ القائد جوهر الصقلي في 6 يوليو عام 969م ببناء عاصمة جديدة لمصر بأمر من الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، وسميت بالقاهرة، مما دفع البابا خريستوذولوس، البطريرك السادس والستين للكنيسة، لنقل الكرسي البابوي إلى العاصمة الجديدة، وأصبحت الكنيسة المعلقة هي المقر البابوي ومركز إدارة الكنيسة المصرية، وتقع الكنيسة على بعد أمتار قليلة من جامع عمرو بن العاص، ومعبد بن عزرا اليهودي، وكنيسة القديس مينا بجوار حصن بابليون. وسميت الكنيسة المعلقة بهذا الاسم لأنها بنيت على برجين من الأبراج القديمة للحصن الروماني "حصن بابليون"، وقد بناه الإمبراطور تراجان في القرن الثاني الميلادي، وتعتبر المعلقة هي أقدم الكنائس التي لا تزال باقية في مصر وقد صممت الكنيسة علي الطراز البازيليكي المكون من 3 أجنحة وردهة أمامية وهيكل يتوزع على 3 أجزاء، وقد دفن بها عدد من البطاركة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، ولا تزال توجد لهم صور وأيقونات بالكنيسة تضاء لها الشموع وتعتبر مزاراً مهماً للأقباط، نظرا لقدمها التاريخي. واستمرت الكنيسة المعلقة المقر الرسمي للكرسي البابوي حتى عهد البابا يؤانس الثامن البطريرك 80 (1300 ــ 1320). الكنيسة المعلفة كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة (1320- 1660) م وفى عهد البابا يؤانس الثامن البطريرك 80 (1300 ــ 1320م) تم نقل المقر البابوي من الكنيسة المعلقة إلى كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة، ويرجع تاريخ بناء الكنيسة إلي القرن الرابع الميلادي حيث قام ببناها رجل أعمال قبطي يدعى الحكيم "زيلون" في عام 352م، بعد أن عرف أن هناك بئرا شربت منه العائلة المقدسة، السيد المسيح والسيدة العذراء ويوسف النجار، خلال هروبهم من فلسطين إلى مصر، وبنى الكنيسة على هذا البئر إضافة للاستراحة التي استراحت فيها العائلة. وتم تصميمها على شكل سفينة سقفها خشبي والجانبين منخفضين، ويأتي شكلها من الداخل على هيئة صليب من الشرق للغرب هو الأطول والعرض بحرى وقبلي أصغر، والكنيسة كانت مبنية من الحجر الجيري، والعمدان والتيجان أعلاها من مختلف العصور التي مرت بها مصر بداية من العصر الفرعوني مرورًا بالروماني والمسيحي والإسلامي. وقال عنها المؤرخ أبوالمكارم سعد الله بن جرجس في كتاب «تاريخ الكنائس والأديرة»: «أنه كان بحارة زويلة كنيسة عظمى جداً بها من الأبنية المشيدة والأحجبة المطعمة بالعاج والأبنوس والتصاوير والنقوش المذهبة من عمل الصناع والمصورين المصريين الأقباط وأعمدة المرمر وغير ذلك ما يذهل الناظرين.» وفي النهاية استمرت هذه الكنيسة المقر البابوي لبطاركة الكنيسة القبطية لمدة ثلاث قرون ونصف ترأس خلالها حوالي 21 بطريركاً انتهوا بالبابا مرقس السادس البطريرك الـ101 ( 1646- 1656 م). كنيسة العذراء المغيثة (1660- 1799) وبعد أن رسم البابا متاؤس الرابع بطريركاً للكنيسة القبطية رقم 102 في عام 1660م، قرر أن ينقل المقر البابوي للمرة الرابعة في تاريخه من حارزة زويلة إلي حارة الروم بكنيسة السيدة العذراء مريم ويطلق عليها أيضاً كنيسة العذراء المغيثة وقال عنها المقريزى فى خططه «هى كنيسة تعرف بالمغيثة بحارة الروم بالقاهرة وهى على اسم السيدة مريم»، ولقد لقبت بـ(المغيثة) تبركا بالسيدة العذراء، التى تنجى وتغيث كل من كان فى شدة ويلجأ إليها طالبا صلواتها. وقد تم البدء في إنشاء هذه الكنيسة في أواخر القرن الخامس أو مطلع القرن السادس الميلادي وتمت عمارتها في منتصف القرن السادس فى عهد البابا أرسيوس الأول إلا أنها تهدمت، فأمر بغلقها سنة 1026م. وظلت مغلقة حتى أعيد فتحها بعد تجديدها لأول مرة على عهد البطريرك البابا خريستوذولس، ولكنها ما لبثت أن تهدمت أيضا على عهد الناصر محمد بن قلاوون سنة 1321م وتم تجديدها للمرة الثالثة. وبناء الكنيسة الحالي يرجع الى عام 1814م من عصر محمد على، وتم بناؤها على النظام البيزنطي، وتحتوى على بئر مياه شربت منه العائلة المقدسة. الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية (1799م -1971م) نقل الكرسي البابوي من حارة الروم إلي الكنيسة المرقسية الكبري بالدرب الواسع في عهد البابا مرقس الثامن بطريرك الكنيسة القبطية الـ 108م، وتعود قصة هذه الكنيسة لأواخر القرن الثامن عشر في زمن، في أيام المعلم إبراهيم الجوهري الذى كان يتولى منصب رئيس كُتاب القطر المصري، وكان في تلك الحقبة مسألة استخراج ترخيص لبناء كنيسة او تصليح ما تهالك من الكنائس القبطية القديمة امر صعب جداً، إلي شاءت الظروف التي هيأت لبناء هذه الكنيسة العريقة، فيذكر علي باشا مبارك في خططه أنه اواخر هذا القرن، قامت احدي الاميرات التي يُعتقد انها كانت اخت السلطان العثماني، بزيارة إلي مصر المحروسة في طريقها للحج، فقام الارخن المعلم إبراهيم الجوهري كبير الكتبة المصريين باستقبالها واهتم بأمرها وخدمتها وقدم لها الهدايا النفيسة. وبعد كل ما قدمه المعلم إبراهيم من محبة واخلاص فأرادت أن ترد له الجميل قبل أن تغادر، فعرضت عليه أن يطلب منها ما يريد لما له من اسم بدار السلطنة وشهرة فى خدمة الحكومة، وكان الرجل في ذلك الوقت غنى عن الدنيا؛ فطلب منها ان ترفع الجزية عن الرهبان والقساوسة وان تصدر رخصة سلطانية ببناء كنيسة بالازبكية حيث يسكن وقوبل الطلب بالإجابة. وبدأ بعدها عملية البناء بأرض كان يملكها المعلم يعقوب القبطي والمعلم ملطى، ولكن لم يشأ القدر أن يرى الأرخن إبراهيم الجوهري أولى الصلوات في هذه الكنيسة، فانتقل من عالمنا بعدها بفترة قصيرة؛ فقام باستكمال عملية البناء اخيه جرجس الجوهري وتم افتتاحها للصلاة فى عام 1800م، وسميت باسم الكنيسة المرقسية، وانتقل للعيش فيها البابا مرقس الثامن بطريرك الكنيسة القبطية الـ 108، وصارت مقرا للبطريرك ومكان تنصيب البطاركة والاساقفة وأقيمت حولها مقرات الأديرة القبطية. وظلت الكنيسة المرقسية مقرا للبطريركية حتى نهاية عهد البابا كيرلس السادس الذى بدأت فى عهده بناء الكاتدرائية المرقسية الجديدة فى الأنبا رويس التى أقيمت فيها صلوات تتويج البابا شنوده الثالث وأصبحت المقر البابوي فيما بعد. الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية الكاتدرائية المرقسية بالعباسية (1971 ــ إلى الآن) انتقل المقر البابوي بعد ذلك إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وهو المقر الحالي للكنيسة، وكان ذلك في عهد البابا كيرلس السادس بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رقم 116، وبنيت الكاتدرائية على مساحة 6200 متر، وهي أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط لمدة لعقود عديدة، وبلغت تكاليف تأسيسها نحو 350 ألف جنيه مصري، وكانت العلاقة طيبة جداً بين البابا والزعبم الراحل جمال عبدالناصر، حيث ساهم الرئيس في بنائها وقدم تبرعًا للكنيسة بمبلغ قدره 167 ألف جنيه. وصمم الكاتدرائية المهندس المعماري الشهير ميشيل باخوم وصممت على شكل صليب، ونفذت أعمال بنائها شركة النيل العامة للخرسانة المسلحة، وبعد ثلاث سنوات من البناء، افتتحت رسمياً للصلاة فى 25 يونية 1968م فى حفل مهيب بحضور جمال عبد الناصر والإمبراطور هيلاسلاسي إمبراطور إثيوبيا بجانب حضور شعبي غفير؛ لتصبح بعدها مركزاً لمسيحيي مصر والشرق الأوسط وأفريقيا. ويضم مقر المرقسية عدداً من الكنائس والخدمات داخل أسوارها، بينها كنيستان باسم السيدة العذراء أسفل الكاتدرائية، وكنيسة السيدة العذراء والأنبا رويس وكنيسة السيدة العذراء والأنبا بيشوي، وإضافة إلى ذلك هناك كنائس أسقفية الخدمات، وهي كنيسة الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوي وكنيسة القديس موريس والقديسة فيرينا وكنيسة العذراء والأنبا بولا والأنبا صموئيل، عوضاً عن المباني الخدمية العديدة التي تضمها الكاتدرائية، حيث يضم المركز الإعلامي باسم الكنيسة والمركز الثقافي الذي يحافظ علي تراثها، ومسرح الأنبا رويس الذي يشهد جميع الاحتفالات الكنسية. وخضع المقر البابوي الحالي لأعمال تجديد عديدة نذكر منها ما هو في عهد البابا الحالي البابا تواضروس الثاني، بعد جلوس قداسته علي الكرسي المرقسي بعامين بالتحديد في أواخر 2014م، قام بالعمل علي تجديد الكاتدرائية وتطويرها؛ وذلك بمناسبة الاحتفال باليوبيل علي إنشائها. وكلف البابا تواضروس الثاني بعدد ضخم من رسامي الأيقونة في مصر بإضافة أيقونات علي جدران الكاتدرائية تعبر عن تاريخها الكنسي السابق وتاريخها الأليم المعاصر؛ حيث استهدفت الجماعات الإرهابية العديد من الأقباط المسيحيين عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي. واشتملت الأيقونات الجديدة علي رحلة العائلة المقدسة لأرض مصر، وأيقونة كبيرة لشهداء الأقباط فى ليبيا، وكذلك مجموعات شهداء العصر الحديث فى البطر سية وطنطا والمرقسية فى الإسكندرية، بجانب العديد من الأيقونات التاريخية مثل أيقونة للبابا أثناسيوس الرسولى حامى الأيمان والأنبا بولا والأنبا أنطونيوس وهما مؤسسا الحياة الرهبانية فى العالم والانبا رويس شفيع المكان. واستمرت أعمال التطوير لمدة أربع سنوات، وفى يوم تاريخي قام قداسة البابا تواضروس الثاني بتدشين الكاتدرائية المرقسية ذكري عيد تجليسه علي الكرسي المرقسي في يوم 18 نوفمبر 2018م حيث قام قداسته بتدشين الثلاث مذابح الرئيسية؛ وأيقونة حضن الآب؛ كما قام الآباء المطارنة بتدشين الأيقونات الموجودة علي جانبي الكاتدرائية. واشترك في صلوات التدشين حوالي 107 مطارنة وأساقفة، وتم تدشين حوالي 200 أيقونة من أيقونات الكاتدرائية الجديدة. وتعتبر الكاتدرائية في الوقت الحالي هي إحدى أهم القلاع الكنسية في الشرق الأوسط، ولها مكانة كبيرة في قلوب الأقباط؛ بسبب الأحداث التاريخية التي شهدتها علي مدار هذه العقود شهدت الكاتدرائية، فقد عادت رفات مرقس البشير من كاتدرائية سان ماركو بفينيسيا بإيطاليا والتي تسلمها وفد بابوي برئاسة الأنبا مرقس مطران أبوتيج من البابا بولس السادس- بابا الفاتيكان- في 22 يونيو 1968م، ودشن بالمقر مدفن خاص بالقديس مرقس كاروز (واعظ) الديار المصرية. وشهدت أيضاً صلاة التجنيز على روح قداسة البابا كيرلس السادس فى 10 مارس 1971؛ كما تم تجليس البابا شنوده الثالث البطريرك الـ 117 فى 14 نوفمبر 1971م، وأيضا صلاة التجنيز على قداسته في 21 مارس 2012؛ كما تم بيها صلوات رسامة البابا تواضروس الثاني البطريرك الـ 118 في 18 نوفمبر 2012م. الكاتدرائية المرقسية بالعباسية المستقبل فى العاصمة الإدارية أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، عام 2016، عن خطة إنشائه للعاصمة الإدارية الجديدة، وحرص الرئيس على إبراز روح ومعالم الدولة الجديدة روح المواطنة والمساواة؛ حيث حرص علي إنشاء كاتدرائية "ميلاد المسيح" بالتوازي مع إنشاء مسجد "عبدالفتاح العليم" أكبر مسجد في الشرق الأوسط، وتقع في شرق مشروع أرض المعارض (إكسبو)، جنوبي الحديقة المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، على مساحة 15 فدانًا، أي ما يعادل 63 ألف متر مربع. وتعد الكاتدرائية الأكبر في الشرق الأوسط، حيث تستوعب 8200 فرد، وتتكون الكاتدرائية من كنيستين كبرى وصغرى، وقاعة للمناسبات وقاعتين فرعيتين، وغرف تعميد واستراحة وغرفة للكنترول، كما تحتوي علي متحف لتاريخ الكنيسة القبطية، ويوجد بها من الداخل أيقونات مرسومة علي الحوائط تعبر عن ميلاد السيد المسيح؛ وبشارة القديسة العذراء مريم؛ وبعض الأيقونات المستوحاة من سفر الرؤيا ويبلغ قطر القبة الرئيسية 40 مترًا، وارتفاعها عن الأرض 36 مترًا، وتوجد منارتان يبلغ ارتفاع كل منهما أكتر من 60 مترًا، وبُنيَت الكنيسة بمساهمة المصريين "مسلمين ومسيحيين"، وقد افتُتِحَت الكنيسة الصغرى بالكاتدرائية جزئيًّا لتشهد صلاة قداس عيد الميلاد بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي في يناير 2018م، إلى أن تم الافتتاح الرسمي في 6 يناير 2019م. وعلي خطي نقل المقر البابوي من الإسكندرية إلي القاهرة عاصمة مصر الجدير العاصمة الجديدة في حقبة الفاطميين؛ فمن المتوقع نقل المقر البابوي من القاهرة إلي العاصمة إلي الإدارية لمواكبة التغير وانتقال مركزية الدولة إلي المدينة الجديدة. كاتدرائية ميلاد المسيح المقر الإداري الجديد وفي سابقة تاريخية لم تحدث من قبل، حصلت الكنيسة القبطية على مقر إداري منفصل عن المقر البابوي؛ وذلك عقب تقدم البابا تواضروس الثاني في 14 فبراير عام 2014 بطلب إلى المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء وقتها، بطلب تخصيص مساحة أرض في حدود 30 فدانا بالقاهرة الجديدة لنقل المقرات الإدارية الخاصة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية إليها. لتكون بذلك كاتدرائية ميلاد السيد المسيح مقراً لسكن وإقامة بطريرك الكنيسة القبطية فقط، بينما ستُدار كافة الأمورة الرعوية بالكنيسة في المقر الإداري الجديد، وكانت قد انفردت 'البوابة" بالحديث عن ذلك المقر وأردفنا كافة المستندات والتفاصيل المتعلقة به. ويضم المقر المباني الآتية: - مبنى المقر المركزي - الديوان البابوي - مقر المجمع المقدس (اللجان-السكرتارية) - مقر سكن لبابا الكنيسة – المساعدين - المجلس الملي العام الهيئات التعليمية: - الكلية الإكليريكية - معهد الدراسات القبطية - معهد الكتاب المقدس - معهد الرعاية والخدمة - معهد الألحان والموسيقي القبطية الأسقفيات العامة - أسقفية الخدمات العامة - أسقفية الشباب - أسقفية الطفولة والتربية - أسقفية الأسرة المسيحية - أسقفية المهجر الخدمات العامة - المكتبة الكبرى/ قاعات العروض - كنيسة مارمرقس - المسرح الكبير - مبني الضيافة الرسمية - هيئة الأوقاف القبطية بالإضافة الى الملاعب الرياضية الشبابية والجراجات والحدائق والطرقات في صفحات البوابة