logo
بؤرة استيطانية في الطنطور لإطباق الحصار على قريوت الفلسطينية

بؤرة استيطانية في الطنطور لإطباق الحصار على قريوت الفلسطينية

العربي الجديدمنذ 7 أيام
تشهد منطقة الطنطور، جنوبي
قرية قريوت
، الواقعة في جنوب شرقي نابلس، شمال
الضفة الغربية
، تسارعاً في وتيرة
التوسع الاستيطاني
الإسرائيلي عبر إقامة بؤرة استيطانية جديدة ضمن خطة ممنهجة تهدف إلى تشديد الحصار على القرية وحرمان أهاليها من أراضيهم، ومحاولة دفعهم إلى الهجرة.
ويؤكد مسؤول ملف الاستيطان في المجلس القروي أدهم الجوهري، لـ"العربي الجديد"، أن "المستوطنين استغلوا انشغال العالم
بالحرب على قطاع غزة
لتنفيذ مخططات استيطانية باتت تلتهم ما تبقى من أراضي قرية قريوت. في بداية الحرب، سيطر المستوطنون على أراضي منطقة البطاين، ومساحتها نحو 300 دونم، وأقاموا فيها بؤرة استيطانية ربطوها بشبكات المياه والكهرباء والطرق، وربطوها مع مستوطنتي (شيلو) و(عيليه) المقامتين على أراضي قريوت وعدد من القرى المجاورة".
يضيف الجوهري: "الخطر الآن يتهدد منطقة الطنطور، التي لا تبعد كثيراً عن منطقة البطاين، وتمتد على مساحة تقارب 500 دونم، وهذه المنطقة تُعد من أبرز المواقع الاستراتيجية في قريوت، بسبب ارتفاعها وقربها من منازل الأهالي في الجهة الجنوبية من القرية. تشهد منطقة الطنطور منذ أيام أعمالاً حثيثة من قبل المستوطنين لتجهيز البنية التحتية لإقامة بؤرة استيطانية جديدة، إذ يتم شق طرق بواسطة الجرافات، وبدء وضع أعمدة الكهرباء، على غرار ما حدث سابقاً في البطاين".
ويوضح قائلاً: "يعمل المستوطنون وفق نمط واضح، إذ يبدأ العمل بشق الطرق، ثم تجهيز البنية التحتية، ثم نصب الخيام، ثم إدخال الكرفانات، وفي النهاية يصبح المكان بؤرة استيطانية كاملة، هذا تماماً ما فعلوه في البطاين، وهم الآن يكررونه في الطنطور، ورغم أنه لا توجد خيام أو كرفانات حتى الآن، إلا أن المرحلة الأولى من التهيئة جارية بالفعل".
وبحسب الجوهري، فإنه "بدأ منذ ثمانينيات القرن الماضي استهداف أراضي قريوت، إذ أُقيمت ثلاث مستوطنات رئيسية على أراضيها هي شيلو وراحيل وعيليه، وبعد توقيع اتفاقية أوسلو، تم إنشاء ثلاث بؤر استيطانية إضافية على أراضي القرية وأراضي القرى المحيطة، وهي (إيش كودش)، و(عميحاي)، و(أحياه)، وبعد اندلاع الحرب على غزة، أُضيفت ثلاث بؤر استيطانية جديدة، ليصبح مجموع المستوطنات والبؤر التي تحيط بالقرية عشر، ما يعني خنقاً كاملاً من جهاتها كافة، والسيطرة على غالبية أراضيها".
مواجهة سابقة بين أهالي قريوت وجنود الاحتلال، 15 سبتمبر 2023 (عصام ريماوي/الأناضول)
ويضيف: "ما يجري في قريوت ليس فقط سرقة للأرض، بل عملية ممنهجة لخنق السكان ودفعهم للهجرة، وكان عدد السكان في إحصاء عام 2007 نحو 2800 نسمة، ويتناقص العدد منذ ذلك الحين بسبب الهجرة الداخلية، كما سجلت حالات عدة للهجرة إلى خارج فلسطين نتيجة عدم وجود أراضٍ للبناء أو الزراعة بعدما صودرت معظم أراضي القرية. قريوت كانت تُعرف بخصوبة أراضيها واعتماد أهلها على الزراعة، لكنها لم تعد كما كانت، فالأراضي السهلية التي كان يعتمد عليها أهالي القرية زراعياً تمّت مصادرتها، والأخطر أن المستوطنين سيطروا خلال الحرب الحالية على آخر نبعي مياه في القرية، وبذلك فقدت قريوت جميع مصادر المياه الطبيعية".
يتابع: "لا تتوقف معاناة أهالي قرية قريوت عند سرقة الأراضي والمياه، بل تتعداها إلى الاعتداءات اليومية من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال، والذين لا يتوانون عن ترهيب الأهالي ومضايقتهم، ما يزيد الضغط النفسي والمعيشي عليهم، ويدفع الكثيرين للتفكير في ترك القرية. موقع قريوت الجغرافي يجعلها هدفاً دائماً للاحتلال والمستوطنين، إذ تقع بين عدة مستوطنات، ما يجعلها حلقة وصل مهمة في مخطط الاستيطان القائم على ربط المستوطنات بعضها ببعض من خلال الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية الواقعة بينها، كما أن خصوبة الأراضي ووجود ينابيع المياه يعززان أطماع المستوطنين".
قضايا وناس
التحديثات الحية
بؤرة استيطانية تهدد فقدان بلدة سلواد قلعتها التاريخية
بدوره، يؤكد مدير عام التوثيق والنشر في هيئة شؤون مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية أمير داود، لـ"العربي الجديد"، أن "الضفة الغربية شهدت منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إنشاء نحو 80 بؤرة استيطانية جديدة، ومصادرة نحو 55 ألف دونم تحت مسميات مختلفة، أبرزها (أراضي الدولة) و(المحميات الطبيعية)".
ويوضح داود أن "هذه البؤر الاستيطانية لا تقتصر خطورتها على الاستيلاء على الأراضي فقط، بل إنها تعمل على فرض وقائع جديدة على الأرض تعرقل وصول الفلسطينيين إلى أراضيهم، ما يشكل امتداداً عملياً لمخططات إسرائيلية رسمية ترمي إلى تقويض أي إمكانية مستقبلية لقيام دولة فلسطينية مستقلة".

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مكتب تنفيذي لإدارة شؤون السويداء... نحو حكم ذاتي؟
مكتب تنفيذي لإدارة شؤون السويداء... نحو حكم ذاتي؟

العربي الجديد

timeمنذ 16 دقائق

  • العربي الجديد

مكتب تنفيذي لإدارة شؤون السويداء... نحو حكم ذاتي؟

أصبح في السويداء، جنوبي سورية، "مكتب تنفيذي" لإدارة شؤون المحافظة، غير مرتبط بالحكومة المركزية في دمشق، في خطوة تباينت الآراء حول دلالاتها بين من رأى أنها ربما تؤسس لـ"إدارة ذاتية" في المحافظة ذات الغالبية الدرزية، ومن عدّها إجراء مؤقتاً لسد الفراغ الذي خلّفه غياب مؤسسات الدولة. وأعلنت اللجنة القانونية العليا ، التي شُكّلت الشهر الماضي بالتنسيق مع الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز(بعد الاشتباكات والمعارك بين القوات الحكومية وعشائر موالية من جهة وفصائل محلية في السويداء من جهة ثانية)، أول من أمس الأربعاء، تشكيل "مكتب تنفيذي" برئاسة ماهر غالب العنداري أميناً عاماً للمحافظة، مهامه "إدارة شؤون السويداء في القطاعات الإدارية - الأمنية - الخدمية بكافة مجالات الحياة"، و"الحفاظ على المؤسسات الحكومية العامة والخاصة"، و"رفع الظلم والضرر عن كاهل المواطنين بكل مكوناتهم ومحاربة الفساد". كما أعلنت اللجنة التي تولت عملياً مهام إدارة السويداء بمختلف قطاعاتها، في بيان، تشكيل "لجان فرعية تخصصية بالإغاثة وتقصي الحقائق والانتهاكات، متابعة شؤون المفقودين والمختفين قسراً، متابعة شؤون الشهداء والجرحى، وقبول التبرعات وتوزيعها على المنكوبين والحفاظ على المؤسسات الحكومية العامة والخاصة والمصارف والمنشآت الاقتصادية ومتابعة القضايا الصحية والإنسانية وعمل المشافي العامة والخاصة، إضافة لمهام إنسانية واجتماعية". وقالت اللجنة إنها قررت "بناءً على مقتضيات المصلحة العامة"، تكليف العميد شكيب أجود نصر قائداً لقوى الأمن الداخلي في المحافظة، وهو المتهم بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات واسعة إبّان عمله ضابطاً في أجهزة النظام البائد الأمنية، إلى جانب العميد أنور عادل رضوان معاوناً له. قضايا وناس التحديثات الحية قبل عودة أبنائها المهجّرين درعا تؤوي نازحي السويداء وجاءت هذه الخطوة في وقت باتت فيه محافظة السويداء خارج سيطرة دمشق التي لم يصدر عنها، حتى ظهر أمس الخميس، أي تعليق رسمي حول تشكيل المجلس المذكور. وتعالت أصوات شخصيات مقربة من حكمت الهجري، أحد شيوخ عقل الطائفة الدرزية في سورية، تدعو إلى حكم ذاتي في محافظة السويداء التي شهدت قبل نحو شهر احتراباً بين فصائل عسكرية مرتبطة بالهجري ومسلحين من البدو على خلفية عمليات خطف متبادلة. واستدعت الأوضاع في المحافظة تدخلاً عسكرياً من قبل الحكومة السورية، قوبل برفض من الهجري وفصائله، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع على الأرض خصوصاً أنه جرت تجاوزات واسعة النطاق بحق المدنيين من مختلف الأطراف. واستجر ملف السويداء تدخلاً من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لتنتهي الأوضاع بانسحاب القوات الحكومية في الـ17 من الشهر الماضي إلى خارج الحدود الإدارية للمحافظة، ونشر حواجز للحيلولة دون عودة الاشتباكات. تنظيم شؤون محافظة السويداء تعليقاً على تشكيل المجلس التنفيذي في السويداء، قال ريان معروف، رئيس تحرير موقع "السويداء 24" المحلي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن هذه الخطوة هدفها "تنظيم الشؤون الإدارية في المحافظة في ظل الفراغ المؤسساتي الحالي وتعقيدات العلاقة مع السلطة الانتقالية في دمشق بعد الهجمات الأخيرة والأزمات الهائلة التي خلفتها". وبيّن أن "الاتصال مع الحكومة بالحدود الدنيا"، مضيفاً أن "أزمة الثقة كبيرة جداً في ظل حالة من السخط الشعبي، ويبدو أن المحافظة تتجه نحو شكل من أشكال الإدارة الذاتية، ولكن أبعاد العلاقة مع دمشق ليست واضحة بعد". جبر الشوفي: تشكيل المكتب ضرورة في ظل غياب مؤسسات الدولة التابعة لسلطة دمشق من جهته، رأى جبر الشوفي (الذي كان من أبرز معارضي نظام الأسد في السويداء)، في حديث مع "العربي الجديد"، أن تشكيل المكتب التنفيذي "هو ضرورة في ظل غياب مؤسسات الدولة التابعة لسلطة دمشق المؤقتة". وفي رأيه، "بغض النظر عن موافقتي أم لا على هذا التشكيل، أعتبره إجراء مؤقتاً ريثما يقرر مستقبل علاقة المحافظة مع دمشق". وأشار إلى أن العلاقة "لا يمكن أن تعود إلى سابق عهدها قبل حل جذري لمشاكل قديمة، وإجراء محاسبة سريعة لكل من انتهكوا كرامات الناس واستباحوا دمائهم ونهبوا ممتلكاتهم وحرقوا ودمروا كل شيء". واتهم السلطة في دمشق بـ"شرعنة القتل وتجييش العشائر وتعميق الانقسام العمودي في المجتمع السوري"، مشيراً إلى أن "الإجراءات المتخذة مؤقتة، ريثما تحل علاقة السويداء بدمشق". قضايا وناس التحديثات الحية قافلتا مساعدات إنسانية إضافيتان إلى السويداء ودرعا في المقابل، قلل الباحث السياسي أدهم مسعود القاق، في حديث مع "العربي الجديد"، من خطورة تشكيل مكتب تنفيذي في السويداء غير مرتبط بدمشق، معتبراً أنه "لا يمكن إغلاق الأبواب أمام تفاهمات سياسية بين السويداء ودمشق، لا الثقافة، ولا التاريخ ولا الجغرافيا ولا الاقتصاد، يسمح بأن يكون هناك كيان مستقل عن دمشق". وشدد على أن "الدروز أنفسهم أفشلوا في ستينيات القرن الماضي محاولة إسرائيلية لإنشاء دولة ذات طابع درزي في لبنان وسورية". أدهم مسعود القاق: تشكيل المكتب التنفيذي ردة فعل سيئة جداً من قبل أشخاص لديهم نيّات سيئة تجاه سورية ووحدتها واعتبر القاق تشكيل مجلس إداري في السويداء "ردة فعل سيئة جداً من قبل أشخاص لديهم نيّات سيئة تجاه سورية ووحدتها"، وفي اعتقاده، "تجب معالجة ملف السويداء بصورة مغايرة تماماً لما حدث من تجاوزات وقتل وحرق بيوت أسهم في تقويض الدولة في المحافظة". واعتبر أن "المطلوب اليوم من دمشق خطاب سياسي وطني جامع، عابر للطوائف والعشائر، والمطلوب التعاطي مع الوطن والمواطنة من دون النظر إلى الطوائف". وأوضح القاق أن الدروز في منطقتي جرمانا وصحنايا (ريف دمشق) وجبل الشيخ يشكّلون أكثر من نصف عدد الدروز في سورية، مضيفاً أن "الدروز في السويداء يشكلون نصف الطائفة وعدد كبير منهم هم أساساً ليسوا موجودين في المحافظة". كما طالب دمشق بالانفتاح على القوى السياسية الوطنية في السويداء، سواء من البدو أو الدروز، مشيراً إلى أن عدم التعاطي معها من قبل الحكومة "أضعف موقف هذه القوى في المحافظة أمام الأطراف الأخرى من شيوخ وشبيحة". أوضاع إنسانية صعبة تعاني محافظة السويداء من أوضاع إنسانية ومعيشية صعبة نتيجة الأوضاع العسكرية والاشتباكات التي عصفت بالمحافظة قليلة الموارد. وتدخل شاحنات مساعدات إنسانية إلى محافظة السويداء، آخرها أول من أمس الأربعاء، عبر "الممر الإنساني" من بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، تحمل احتياجات ضرورية، إلا أنها كما يبدو لم تستطع تلبية الحدود الدنيا من احتياجات السكان الذين يعانون من شح بالغذاء والدواء والمحروقات، وفق شبكات إخبارية محلية. وأعلن المكتب الصحافي لمحافظة السويداء، أول من أمس، دخول قافلة محروقات إلى المحافظة، تضمنت 24 ألف ليتر من مادة الديزل، مخصصة لتشغيل 27 بئرَ مياه شرب. وتتهم الحكومة السورية الهجري بالحيلولة دون عودة مؤسسات الدولة القادرة على التعاطي مع الأزمة المعيشية الموجودة إلى العمل في المحافظة، بينما تتحدث مصادر محلية وشبكات إعلامية عن حصار مفروض، تنفيه الحكومة التي تبدي الاستعداد للعودة مرة أخرى إلى المحافظة بكل مؤسساتها الاقتصادية والخدمية. وفي هذا الصدد، اتهم وزير الصحة السوري مصعب العلي، أول من أمس، الهجري بإعاقة دخول كوادر الوزارة إلى محافظة السويداء، موضحاً في تصريحات تلفزيونية أن المساعدات الصحية والإنسانية تدخل بشكل يومي إلى السويداء، حصراً عبر الهلال الأحمر العربي السوري. وكان الهجري قد دعا، الشهر الماضي، إلى فتح ممر بري إلى الشمال الشرقي من سورية الذي تسيطر عليه "وحدات حماية الشعب" الكردية، الثقل الرئيسي في "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، تحت ذرائع إنسانية. ولكن مسعى الهجري يواجه رفضاً صارماً من تركيا التي كررت، أمس الخميس، على لسان المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم عمر تشليك، التحذير من أي تحركات تهدف إلى فتح ممر جغرافي يربط محافظة السويداء بمناطق "قسد" في الشمال الشرقي، معتبراً أن هذه الخطوات تشكل انتهاكاً لوحدة الأراضي السورية، وتُعرقل العملية السياسية الانتقالية الجارية.

دخول الهند على خط بحر الصين الجنوبي يقلق بكين
دخول الهند على خط بحر الصين الجنوبي يقلق بكين

العربي الجديد

timeمنذ 16 دقائق

  • العربي الجديد

دخول الهند على خط بحر الصين الجنوبي يقلق بكين

أصدر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس الابن، الثلاثاء الماضي، من نيودلهي، إعلاناً مشتركاً، بشأن إقامة شراكة استراتيجية بين البلدين. وبينما يُركّز الإعلان في معظمه على التعاون الثنائي في مجالات تشمل السياسة والاقتصاد والعلوم والدفاع والأمن، يُسلّط قسمٌ خاص بعنوان "الإقليمي والمتعدد الأطراف والدولي" الضوء على قرار التحكيم بشأن بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، مُعتبراً إياه إنجازاً هاماً وأساساً لحل النزاعات ، وفقاً للقانون الدولي. بحر الصين الجنوبي في وثيقة مشتركة واعتبرت وسائل إعلام صينية أن إشارة الوثيقة بشكل ملحوظ إلى قرار التحكيم الصادر في عام 2016 بشأن بحر الصين الجنوبي، وهي قضية لا علاقة لها بالهند، تدخل في قضية إقليمية ثنائية تخص بكين ومانيلا، خصوصاً أن الإعلان يتزامن مع إجراء الهند والفيليبين مناورة بحرية مشتركة في بحر الصين الجنوبي خلال الأسبوع الحالي. وكانت بكين أثارت حفيظة دول جنوب شرق آسيا بسبب تأكيدها ملكيتها لمعظمَ الممرّ المائي الاستراتيجي في بحر الصين الجنوبي، على الرغم من حكم دولي صدر عن محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي في 2016 أفاد بأن هذا الادّعاء لا أساس قانونياً له. ووضع هذا الأمر الصين في منافسة مع بروناي وماليزيا والفيليبين وتايوان وفيتنام، التي لها مطالبات جزئية في المناطق المتنازع عليها. وفي السنوات الأخيرة، شهدت بكين ومانيلا تصعيداً في المواجهات ، بما في ذلك حوادث الاصطدام بالقوارب وإطلاق سفن خفر السواحل الصينية مدافع المياه على نظيرتها الفيليبينية، وقد أثارت هذه الاشتباكات مخاوف من أنها قد تجرّ الولايات المتحدة، حليفة مانيلا الأمنية منذ فترة طويلة، إلى صدام مسلح مع الصين. يُسلّط الإعلان الهندي الفيليبيني الضوء على قرار التحكيم بشأن بحر الصين الجنوبي وحذرت صحيفة غلوبال تايمز الصينية الحكومية، أمس الأول الأربعاء، من أن خطوات الهند والفيليبين قد تزيد تعقيد الوضع في بحر الصين الجنوبي، وتتناقض مع دعوة الإعلان نفسه إلى الالتزام بالوسائل السلمية والبنّاءة لحل النزاعات وإدارتها. وشدّدت على أن قضية بحر الصين الجنوبي يجب معالجتها بشكل ثنائي بين الصين والفيليبين، وأن محاولات مانيلا إشراك أطراف خارجية غير حكيمة وتأتي بنتائج عكسية، كما أن تدخّل الهند، بصفتها قوة خارجية، ليس معقولاً ولا مسؤولاً. تقارير دولية التحديثات الحية القبة الذهبية الأميركية... ردع الصين بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ ولفتت الصحيفة الصينية إلى أنه على الرغم من نبرة المواجهة في الوثيقة، لا يمكن للهند ولا الفيليبين تجاهل أهمية التعاون مع الصين، وأن استخدام قضية بحر الصين الجنوبي ورقة ضغط سياسية لا يؤدي إلا إلى تأجيج التوترات ولا يُفيد العلاقات الثنائية مع الصين. وأكدت أن بكين ملتزمة بالتسوية السلمية للنزاعات مع الدول الأخرى المعنية من خلال التفاوض والتشاور، والجهود المشتركة مع دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لتنفيذ إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي بشكل كامل وفعّال، واعتماد مدونة قواعد سلوك في أقرب وقت ممكن. ذريعة سياسية وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قو جيا كون، قد صرّح في إفادة صحافية الثلاثاء الماضي، ردّاً على المناورات البحرية المشتركة، بأن النزاعات على الأراضي والحقوق والمصالح البحرية ينبغي تسويتها من خلال التفاوض والتشاور بين الدول المعنية مباشرةً، ولا يجوز لأي طرف ثالث التدخل في ذلك. كما أصدرت قيادة العمليات الجنوبية للجيش الصيني بياناً، استنكرت فيه المناورات المشتركة بين الهند والفيليبين، واصفةً إياها بـ"خطوة مزعزعة للاستقرار من جانب الفيليبين تهدف إلى استقدام قوى خارجية لإثارة الاضطرابات في بحر الصين الجنوبي". ولفتت إلى أن أي نشاط عسكري يهدف إلى إثارة التوتر في بحر الصين الجنوبي سيخضع للمراقبة الكاملة. جينغ وي: تحاول نيودلهي تقديم التزامات غير واقعية بشأن أمن المنطقة المتنازع عليها وترويج أسلحتها في تعليقه على التقارب بين الهند والفيليبين في ما يتعلق بموقف الدولتين من الأزمة في بحر الصين الجنوبي، قال الخبير المختص في الشأن الآسيوي في معهد فودان للدراسات والأبحاث، جينغ وي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن مثل هذه الأنشطة والتصريحات لا تعدو كونها ذريعة سياسية مكشوفة لتعزيز التحالفات العسكرية بين قوتين لديهما نزاعات برّية وبحرية مع الصين، وفي مثل هذه الحالات، حسب جينغ، عادة ما تكون هناك أيادٍ خفية أميركية تعمل على إثارة زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة بما يخدم استراتيجية واشنطن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وأضاف الأكاديمي الصيني أن الأمر لم يعد خفياً، مشيراً إلى أنه خلال زيارة الرئيس الفيليبيني للولايات المتحدة، في شهر يوليو/تموز الماضي (حيث التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب)، أعلن الجانبان عن تعاون عسكري جديد، وادّعى ماركوس الابن أن تحديث القوات المسلحة الفيليبينية يأتي استجابةً للتغيرات في الوضع ببحر الصين الجنوبي، وبالتالي فإن مثل هذه الأنشطة هي ترجمة لما تمّ الاتفاق عليه مع الجانب الأميركي في وقت سابق. وشدّد جينغ وي على أن مثل هذه الأنشطة لن ترهب الصين ولن تسهم في حلّ النزاعات، فضلاً عن أنها تتعارض مع التطلعات المشتركة لدول آسيا والمحيط الهادئ نحو السلام والتنمية والاستقرار. من جهته، قال الباحث في العلاقات الدولية في مركز النجمة الحمراء في العاصمة الصينية بكين، جيانغ قوه، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن دخول الهند على خط المواجهة بين بكين ومانيلا في بحر الصين الجنوبي، هو خطوة مدروسة من جانب نيودلهي لتقديم التزامات غير واقعية بشأن أمن المنطقة المتنازع عليها، كما تهدف أيضاً إلى ترويج الأسلحة الهندية، وهي عوامل بالرغم من تأثيرها المحدود، لكنها قد تزيد من تأزم قضية بحر الصين الجنوبي، وتدفع نحو المزيد من العسكرة واستقطاب قوى خارجية لا علاقة لها في هذه المسألة، الأمر الذي يتعارض مع سعي الصين والجهود المبذولة لحل الخلافات عبر القنوات الدبلوماسية. تقارير دولية التحديثات الحية لماذا يحتاج الردع الأميركي بمنطقتي الهندي والهادئ إلى تعاون الحزبين؟

بيلاروسيا بين التقارب مع الولايات المتحدة والتحالف الروسي
بيلاروسيا بين التقارب مع الولايات المتحدة والتحالف الروسي

العربي الجديد

timeمنذ 16 دقائق

  • العربي الجديد

بيلاروسيا بين التقارب مع الولايات المتحدة والتحالف الروسي

لم تشهد الأشهر السبعة الأولى من حكم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، استئنافاً للحوار مع روسيا فحسب، بل برزت أيضاً في الأشهر والأسابيع الأخيرة بوادر عدة لتطبيع العلاقات بين بيلاروسيا والولايات المتحدة بعد تدهور كبير لها في عهد إدارة الرئيس السابق جو بايدن، إثر استخدام القوات الروسية أراضي بيلاروسيا لشن هجمات على مناطق شمال أوكرانيا في الأيام الأولى من الحرب في العام 2022. من بين علامات الانفراجة وكسر الجمود في العلاقات بين واشنطن ومينسك، ذكر الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، خلال لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في جزيرة فالام شمالي روسيا مطلع أغسطس/آب الحالي، أنه كان قلقاً على ترامب أثناء حملته الانتخابية، ما يمكن قراءته على أنه سعي لتأسيس علاقة مع فريق الرئيس الأميركي الجديد والتوازن سياسياً بين موسكو وواشنطن. ووصف لوكاشينكو ترامب، أثناء زيارته إلى فالام، بأنه "صديقنا المشترك"، من دون أن يفوّت الفرصة لانتقاد المهلة التي حددها لتسوية النزاع في أوكرانيا، قائلاً: "60، 50، 10 أيام. ما هكذا تمارس السياسة. إذا أراد سلاماً، فعليه التعامل بدقة. هذا نزاع مسلح لا يمكن فيه إصدار أوامر، لا سيما لقوة نووية". وأضاف: "التقيت أخيراً مع أميركيين، وهم أصدقائي المقربون، وطلبت منهم إبلاغ الرئيس بأنه يجب التعامل بدقة، ويمكن التوصل إلى اتفاق". أليس ميخاليفيتش: أعتقد أنه لا مجال للحديث عن أي تطبيع طويل الأجل للعلاقات بين مينسك والغرب واللافت أن زعيمة المعارضة البيلاروسية في المنفى، المرشحة الخاسرة في انتخابات الرئاسة عام 2020، سفيتلانا تيخانوفسكايا، تحدثت في مقابلة صحافية أخيراً عن تطلعها لمقابلة ترامب، معربة عن أملها في أن يصبح هو وسيطاً في الحوار بين المعارضة البيلاروسية والسلطة. وبذلك خففت تيخانوفسكايا من لهجتها حيال لوكاشينكو بعد أن قرر الإفراج عن زوجها، المدون المعارض سيرغي تيخانوفسكي، وغيره من المعتقلين السياسيين، إثر زيارة مبعوث الرئيس الأميركي إلى روسيا وأوكرانيا، كيث كيلوغ، إلى مينسك في يونيو/حزيران الماضي. لا تطبيع بين بيلاروسيا والغرب إلا أن المرشح الرئاسي البيلاروسي السابق، نائب رئيس حركة "من أجل الحرية" المعارضة، أليس ميخاليفيتش، استبعد احتمال أي تطبيع طويل الأجل للعلاقات بين بيلاروسيا والغرب، شاملاً الولايات المتحدة وأوروبا في آن معاً، متوقعاً أن يقتصر تحسين العلاقات على إطار ثنائي بين مينسك وواشنطن. وقال ميخاليفيتش، في تعليق لـ"العربي الجديد": "أعتقد أنه لا مجال للحديث عن أي تطبيع طويل الأجل للعلاقات بين مينسك والغرب، إذ لا يزال لوكاشينكو ينطلق من الرؤية السوفييتية التي تتلخص في أن الغرب هو هرم تجلس الولايات المتحدة في قمته وعلى الاتحاد الأوروبي الامتثال لها. إلا أن الوضع لم يعد كذلك اليوم، وأعتقد أن لوكاشينكو سيستوعب في لحظة ما استحالة تطبيع العلاقات من دون قبول بلدان غرب أوروبا بذلك". أخبار التحديثات الحية رئيس بيلاروسيا يهاجم دعم الغرب لأوكرانيا: حرائق نووية تترصد في الأفق اللافت أن ولاية ترامب الأولى (2017 - 2021) شهدت هي الأخرى تقارباً أميركياً بيلاروسياً، إذ زار كل من مستشار الأمن القومي آنذاك جون بولتون، ووزير الخارجية مارك بومبيو، مينسك في 2019 و2020 على التوالي، بالتزامن مع تفاقم الخلافات بين موسكو ومينسك بسبب أسعار النفط الروسي المورد إلى المصافي البيلاروسية. إلا أن فتح الحوار بين بيلاروسيا والولايات المتحدة هذه المرة لا يشكل خطراً على العلاقات الروسية البيلاروسية في ظل الشوط الكبير الذي قطعته موسكو ومينسك نحو التكامل في السنوات الأخيرة، واستخلاص دروس الأخطاء السابقة، وفق ما أوضحه الأستاذ المساعد في قسم النظرية السياسية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية كيريل كوكتيش. وقال كوكتيش، في حديث لـ"العربي الجديد": "أوفدت واشنطن كيلوغ إلى مينسك لجس النبض وتقييم مدى جاهزية بيلاروسيا للتعامل معها بوصفها كياناً منفصلاً عن روسيا، ولكن سيناريو ولاية ترامب الأولى غير وارد حالياً، حين حاول بومبيو استغلال الخلاف النفطي بين موسكو ومينسك، وكاد أن ينجح، ولكن البلدين قد استخلصا دروساً من ذلك ولن يسمحا بتكرار الأمر هذه المرة". كيريل كوكتيش: سيناريو ولاية ترامب الأولى غير وارد حالياً وكان كيلوغ قد زار مينسك في 21 يونيو الماضي، واستقبله لوكاشينكو في قصر الاستقلال في مينسك. وحينها، أوضحت وكالة بيلتا الرسمية البيلاروسية أن أجندة المفاوضات شملت القضايا الدولية والوضع العام في العالم والملفات الإقليمية والعلاقات البيلاروسية الأميركية. وفي مستهل اللقاء، توجّه لوكاشينكو إلى كيلوغ بالقول: "أثرتم ضجة كبيرة في العالم بزيارتكم. ألا يمكننا إجراء حوار طبيعي والتحدث عن شؤوننا والعلاقات بين بيلاروسيا والولايات المتحدة الأميركية؟". مينسك تطور العلاقات مع واشنطن وفي نهاية يوليو/تموز الماضي، أكد القائم بالأعمال البيلاروسي لدى الولايات المتحدة، بافيل شيدلوفسكي، أن مينسك تُطور العلاقات مع واشنطن. وقال شيدلوفسكي في تصريحات صحافية: "حوارنا مع الجانب الأميركي يتواصل، وتم إيجاد صيغة الاتصالات المناسبة، وهي تتواصل". وأضاف أن "السفارة تُجري أيضاً حواراً مع المنظمات المجتمعية الأميركية وأوساط الخبراء، ما يعني أن هناك نوعاً من الاهتمام ببيلاروسيا، ولكن الدبلوماسية تحبذ الصمت، ولذلك ليس لدي شيء آخر أقوله في المرحلة الحالية". إلا أن التقارب البيلاروسي الأميركي يثير تساؤلات في الداخل الروسي، إذ رأت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية أن "الوضع الذي باتت فيه روسيا من جهة فرض عقوبات وقيود سياسية عليها، يملي على مينسك ضرورة البحث عن مخرج"، مرجعة ذلك إلى أن كل ما يتعلق بروسيا ينعكس على بيلاروسيا، ولذلك تجس مينسك النبض في الغرب. وعزت "نيزافيسيمايا غازيتا" اهتمام الولايات المتحدة ببيلاروسيا إلى قربها من روسيا، شأنها في ذلك شأن بلدان آسيا الوسطى التي تعد تقليدياً منطقة للنفوذ الروسي. وخلصت إلى أن "رابطة الدولة المستقلة لن تعود منطقة للنفوذ الروسي حصراً". يذكر أن بيلاروسيا أقرب وأهم حليف لروسيا بين الجمهوريات السوفييتية السابقة إلى حد أن هناك دولة اتحاد بين البلدين. ورغم محاولات مينسك إجراء مناورات بين روسيا والغرب في أعوام 2015 - 2020، إلا أنها عادت في السنوات الأخيرة بشكل كامل إلى دائرة النفوذ الروسي لا سيما في مجال الدفاع والأمن، بعد أن قدمت موسكو ضمانات أمنية لمينسك بموجب العقيدة النووية المعدلة نهاية العام الماضي، ونشرت أسلحة نووية تكتيكية على الأراضي البيلاروسية. تحليلات التحديثات الحية هل يخضع الاتحاد الأوروبي لحاكم بيلاروسيا؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store