
كيف تتعامل بذكاء مع بيئة العمل السامة؟
ما الذي يجعل بيئة العمل سامة؟
بيئة العمل السامة ليست مجرد مكان غير مريح، بل مناخ دائم يفتقر إلى الأمان النفسي، يتسم بالعدوانية، التهميش، التنمر، والتمييز. وقد كشفت دراسات حديثة عن أبرز مظاهرها:
• نمط قيادة متسلط أو مهين.
• سلوكيات تهديدية أو تنمر متكرر.
• غياب الاحترام المتبادل وتفشي النميمة.
• عدم توفر فرص للنمو المهني.
• استغلال الموظفين والضغط عليهم دون مقابل.
• ثقافة مبنية على المنافسة الضارة والانقسامات الداخلية.
• بيئة لا تحتمل الخطأ وتعاقب المبادرات الشخصية.
• انخفاض الأجور وظروف عمل غير عادلة.
الأثر النفسي لبيئة العمل السامة
حين نقضي ثلث يومنا تقريبًا داخل بيئة مشحونة بالتوتر، يكون لذلك ثمن نفسي باهظ. فقد أظهرت أبحاث متعددة أن العمل في أجواء سامة يرفع من مستويات القلق، الإرهاق، الأرق، ويقود إلى الاكتئاب وفقدان الشغف.
بل إن التأثيرات لا تتوقف عند الفرد فقط، إذ تضعف هذه البيئة أداء المؤسسات أيضًا، إذ تؤدي إلى تراجع الإنتاجية، ارتفاع معدل الاستقالات، وتآكل ثقافة الابتكار.
وفي تقرير صادر عن 'MIT Sloan Management Review'، تبين أن بيئة العمل السامة ترفع احتمالات الاستقالة بعشرة أضعاف مقارنة بانخفاض الأجور، وكانت المحرك الرئيسي للاستقالات الجماعية بعد جائحة كوفيد-19.
خطوات للتعامل مع بيئة عمل سامة
إذا وجدت نفسك محاصرًا في بيئة لا تُحتمل، إليك بعض الاستراتيجيات التي تساعدك على الصمود:
1. افصل بينك وبينها نفسيًا: لا تحمل مسؤولية السمية في المكان على عاتقك. ثق أن الخلل ليس فيك.
2. اخرج في استراحة الغداء: غيّر الأجواء، حتى لو لعشرين دقيقة في الهواء الطلق.
3. ارسم حدودًا واضحة: لا تتنازل عن حقك في الراحة أو في أوقاتك الشخصية.
4. تجنب المشاحنات: لا ترد على السلبية بمثلها. فالنقاشات السامة تؤذي أكثر مما تصلح.
5. ركز على أهدافك الشخصية: تذكّر أنك هنا بشكل مؤقت، واصنع خطتك للخروج.
6. مارس طقوس الاسترخاء: كالمشي، التأمل، أو الاتصال بأشخاص يبعثون فيك الطمأنينة.
7. ابحث عن حلفاء موثوقين: وجود شخص تثق به في نفس المكان يمكن أن يصنع فرقًا.
8. تمسك بقيمك رغم كل شيء: لا تسمح للبيئة أن تُغير من طيبتك أو مبادئك.
9. انخرط في أنشطة تخفف الضغط: من التأمل إلى الرياضة المنتظمة، اختر ما يناسبك.
10. ابدأ بخطة مغادرة مدروسة: إن لم يتغير شيء، فابحث عن بيئة تحترمك وتدعمك.
11. ابحث عن أماكن تقدر الصحة النفسية: نسبة الرضا أعلى في بيئات تعترف بأهمية الدعم النفسي، بحسب إحصاءات جمعية علم النفس الأمريكية لعام 2024.
هل من أمل في تحسين البيئة السامة؟
ليس دائمًا. إذا كانت السمية متأصلة في الإدارة العليا أو في ثقافة الشركة، فإن محاولات التغيير غالبًا ما تفشل. أما إذا كانت المشكلة محصورة في أفراد معينين، فالتوجه إلى مدير مباشر أو قسم الموارد البشرية قد يُحدث فارقًا. بعض الشركات توفر برامج دعم نفسي (EAP) يمكن الاستفادة منها.
وإذا اضطررت للبقاء مؤقتًا، احمِ نفسك بخلق مساحة آمنة نفسية داخل الروتين اليومي، وركّز على مشروعك التالي خارج هذه البيئة.
متى ينبغي أن ترحل؟
هذا السؤال لا يملك إجابة واحدة، لكن يمكن الاسترشاد بهذه النقاط:
• هل تؤثر الوظيفة على نومك وصحتك النفسية؟
• هل المشكلة مرتبطة بعدد محدود من الأشخاص أم ثقافة الشركة بأكملها؟
• هل القيادة نفسها تتبنى سلوكيات سامة؟
• هل تتعرض لتحرش أو انتهاك لكرامتك؟ إذا كانت الإجابة نعم، فالرحيل واجب.
دَوِّن إيجابيات وسلبيات بقائك، وانظر أي كفة ترجح.
الخلاصة:
العمل ضمن بيئة سامة يشبه التنفس في هواء ملوث… قد لا تشعر بالأثر فورًا، لكنه يتراكم حتى يُنهكك. وكما أن الصحة الجسدية لا تُفرَّط بها، فإن صحتك النفسية ليست أقل أهمية. إن شعرت أن بيئتك المهنية تسلبك راحة بالك واحترامك لذاتك، فربما حان وقت الرحيل. ابحث عن مكان يُنصت لك، لا يكتم صوتك. مكان لا يستهلكك، بل يُنمّيك.
وتذكّر دائمًا: أنت تستحق بيئة تُثمّن قيمتك، لا بيئة تُشكك فيها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 2 ساعات
- العين الإخبارية
تحذير علمي: لقاح فايزر قد يؤثر على قرنية العين
كشف باحثون في تركيا عن نتائج مثيرة للقلق تشير إلى أن لقاح فايزر المضاد لكوفيد-19 قد يؤثر على صحة العين، تحديدًا على قرنية العين. وفي دراسة حديثة نُشرت في دورية" أُفثالمك إيبديميولوجي"، أجرى الأطباء بقسم طب العيون بكلية الطب بجامعة رجب طيب أردوغان بتركيا، تحليلاً لحالة 64 شخصا خضعوا لفحوصات دقيقة قبل تلقيهم الجرعة الأولى من اللقاح، ثم أُعيد الفحص بعد شهرين من تلقي الجرعة الثانية. استخدم الباحثون تقنيات متقدمة مثل التصوير المجهري الخلوي وقياسات سمك القرنية لرصد أي تغيرات. أظهرت النتائج أن لقاح فايزر أدى إلى زيادة ملحوظة في سمك القرنية، وانخفاض عدد الخلايا البطانية، وهي الطبقة المسؤولة عن الحفاظ على صفاء القرنية من خلال تصريف السوائل الزائدة، بمعدل يقارب 8%، إلى جانب تغيرات في شكل الخلايا وأحجامها، وهو ما قد يشير إلى تعرض بطانة القرنية لضغط أو إجهاد بعد التطعيم. وبالرغم من أن المشاركين لم يعانوا من مشاكل بصرية واضحة خلال فترة الدراسة، فإن الباحثين حذروا من أن هذه التغيرات قد تُسبب على المدى الطويل مضاعفات مثل تورم القرنية، أو فقدان شفافيتها، خاصة لدى من يعانون من أمراض عينية سابقة، أو من خضعوا لجراحات زرع قرنية. لا داعي للهلع.. ولكن للرقابة الطبية أكد الفريق البحثي أن النتائج لا تعني ضرورة التوقف عن التطعيم، لكنها تدق ناقوس الخطر بضرورة مراقبة صحة القرنية لدى بعض الفئات المعرضة، كأصحاب العدسات المزروعة أو من لديهم عدد منخفض من الخلايا البطانية مسبقًا. وفي الوقت الذي يبقى فيه عدد الخلايا ضمن المعدلات الطبيعية بالنسبة لمعظم المشاركين، إلا أن التغيرات الهيكلية في الخلايا مثل فقدان الشكل السداسي المنتظم وازدياد تباين الأحجام، قد تُشير إلى ضغط بيولوجي مستمر على أنسجة العين. توصيات للمستقبل ويوصي الباحثون بمتابعة دورية باستخدام تقنيات مثل الميكروسكوب العاكس لتقييم صحة الخلايا البطانية لدى الأشخاص الذين تلقوا لقاح فايزر، خصوصا في حال الشعور بضبابية في الرؤية أو انزعاج في العين. وبينما تتزايد الدراسات التي تبحث في الآثار الجانبية للقاحات كوفيد-19، لا تزال معظم الجهات الصحية تؤكد أن فوائد التطعيم تفوق مخاطره، مع التشديد على أهمية إجراء دراسات طويلة المدى لفهم تأثير اللقاحات على أجهزة الجسم المختلفة. aXA6IDgyLjIzLjIwOC4yMjIg جزيرة ام اند امز FI


العين الإخبارية
منذ 5 ساعات
- العين الإخبارية
بمشاركة 16 دولة.. الإمارات تطلق البرنامج الدولي للقيادات الصحية
أطلق مكتب التبادل المعرفي الحكومي في وزارة شؤون مجلس الوزراء، بالتعاون مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالإمارات، الدورة الأولى من البرنامج الدولي للقيادات الصحية، وشملت مشاركين من 16 دولة حول العالم. جاء ذلك في إطار مبادراته الاستراتيجية الهادفة إلى تعزيز تبادل المعرفة ونقل أفضل التجارب والخبرات مع الحكومات حول العالم. ويهدف البرنامج إلى بناء وتعزيز القدرات القيادية والإدارية للعاملين في القطاع الصحي، مستفيداً من التجربة الإماراتية الرائدة في هذا المجال الحيوي، وتعريف المشاركين على أبرز قصص النجاح والممارسات المتميزة لدولة الإمارات، وأحدث الابتكارات والتقنيات المتطورة التي تعتمدها في تقديم خدمات صحية متكاملة، عالية الجودة، ومستدامة، مما يعكس التزام الإمارات المستمر بتطوير منظومة رعاية صحية متكاملة تواكب المستقبل وتلبي احتياجات المجتمع. ويشمل البرنامج المكثف، الذي يمتد على مدار نحو 800 ساعة تدريبية، تنظيم 17 زيارة ميدانية إلى مؤسسات صحية رائدة داخل دولة الإمارات، ولقاءات مباشرة مع خبراء ومتخصصين في مختلف التخصصات الصحية، إلى جانب اجتماعات تنسيقية ومعرفية مع جهات حكومية وشبه حكومية معنية بتطوير المنظومة الصحية. وتضم قائمة الدول المشاركة في البرنامج جمهورية مصر العربية، وجمهورية إثيوبيا، وجمهورية كينيا، وجمهورية رواندا، وجمهورية سيشل، وجمهورية مدغشقر، وجمهورية كازاخستان، وجمهورية فيتنام الاشتراكية، وجمهورية إندونيسيا، وجمهورية صربيا، وجمهورية رومانيا، وجمهورية مونتينيغرو (الجبل الأسود)، وجمهورية المجر، وجمهورية بيلاروس، إضافة إلى مشاركات من دول أمريكا اللاتينية والكاريبي ممثلة في جمهورية الدومينيكان، وجمهورية باربادوس. ويعكس البرنامج التزام دولة الإمارات بدورها الريادي في دعم التحديث والتطوير وبناء الكفاءات وتبادل المعرفة والخبرات في مجالات الابتكار الحكومي، لا سيما في قطاع الصحة، باعتباره أحد الركائز الأساسية لخدمة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة، والارتقاء بجودة الحياة على المستويين المحلي والعالمي. وأكد عبدالله ناصر لوتاه، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتبادل المعرفي، أن دولة الإمارات ترسّخ مكانتها ضمن المراكز المتقدمة في مؤشرات التنافسية العالمية في قطاع الرعاية الصحية، بفضل نموذجها المتطور الذي يقوم على الجاهزية، والابتكار، وتسخير التقنيات الحديثة والبيانات. وأشار لوتاه إلى أن حكومة دولة الإمارات تسعى من خلال برامج التبادل المعرفي إلى نقل خبراتها الحكومية، وخاصة في المجال الصحي، إلى دول العالم، انطلاقاً من إيمانها بأهمية الشراكات المعرفية في بناء مستقبل مستدام وازدهار الأجيال القادمة، لافتا إلى أن البرنامج الدولي للقيادات الصحية يُعد نموذجاً عالمياً متميزاً في بناء القدرات وتبادل الخبرات التخصصية. وتعرف المشاركون في البرنامج الدولي للقيادات الصحية، خلال زيارتهم المعرفية إلى دولة الإمارات، على أبرز مبادرات الحكومة في دعم وتطوير قطاع الصحة، إلى جانب أفضل الممارسات والتجارب المطبقة في هذا المجال. وشهد البرنامج سلسلة من الاجتماعات واللقاءات المتخصصة مع نخبة من الخبراء والمسؤولين في الجهات الصحية الإماراتية. كما تعرّف المنتسبون إلى تجارب كل من وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ودائرة الصحة – أبوظبي، وهيئة الصحة بدبي، إلى جانب عدد من المستشفيات الحكومية والخاصة، في تعزيز جاهزية القطاع الصحي في مواجهة الأزمات، لاسيما خلال جائحة كوفيد-19، إضافة إلى الاطلاع على الخطط الاستراتيجية المستقبلية، والنماذج المبتكرة في تقديم خدمات صحية متقدمة، وتوظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في العمليات التشغيلية والطبية. وشملت الجولات الميدانية عدداً من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية الرائدة، من بينها: مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، وهيئة الصحة بدبي، ومؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، ومؤسسة نور دبي، ومستشفى الجليلة التخصصي للأطفال، ومستشفى كليفلاند أبوظبي. كما اطلع المشاركون على أبرز الممارسات المبتكرة في وزارة شؤون مجلس الوزراء، إضافة إلى تنظيم زيارات معرفية نوعية شملت "متحف المستقبل" في دبي، و"متحف اللوفر أبوظبي"، بوصفهما من المعالم الثقافية والمعرفية المتميزة في الإمارات. aXA6IDQ1LjEzMS45My41MyA= جزيرة ام اند امز CY


الاتحاد
منذ 5 ساعات
- الاتحاد
«دول التعاون» تحقق أهداف التنمية المستدامة في إدارة النفايات
مسقط (وام) أظهر أحدث تقرير للمركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن دول المجلس تمكنت من تحقيق الهدف الـ 12 من أهداف التنمية المستدامة، المتعلق بإعادة تدوير واستخدام النفايات الخطرة، محققة نسبة 30% لعام 2023، مشيراً إلى أن العدد التراكمي للتقارير الوطنية لمجلس التعاون في اتفاقية بازل للتحكم في النفايات الخطرة بلغ 87 تقريراً وطنياً.وسجل التقرير مؤشراً إيجابياً لافتاً، حيث انخفض نصيب الفرد من نفايات المعيشة في دول المجلس بنسبة 17.4%، ليبلغ 1.4 كيلوجرام للفرد يومياً بنهاية عام 2023، كما شهدت كمية نفايات الأسر المعيشية المجمعة تناقصاً في السنوات الثلاث الأخيرة، بعد أن وصلت إلى ذروتها في عام 2020 عند 35.5 مليون طن، لتنخفض إلى 30.8 مليون طن في عام 2023. وتظهر البيانات استثماراً كبيراً في تعزيز القدرات والبنية التحتية لمعالجة النفايات، فقد ارتفع إجمالي النفايات المعالجة بنهاية 2023 ليصل إلى 192.0 مليون طن، بزيادة نسبتها 128.5% مقارنة بعام 2019. ويتجلى هذا التطور بشكل خاص في قطاع النفايات الطبية، فعلى الرغم من تراجع كمياتها المجمّعة بنسبة 11.4% في 2023 مقارنة بعام 2022 بعد جائحة كوفيد-19، إلا أن دول المجلس رفعت عدد مواقع المحارق المخصصة لها إلى 23 موقعاً بزيادة 27.8%، وعززت السعة التصميمية لهذه المواقع بنسبة بلغت 123.9% لتصل إلى 207.5 ألف طن متري. وقدر التقرير إجمالي النفايات المجمعة في دول مجلس التعاون بنهاية عام 2023 بنحو 262.7 مليون طن، بارتفاع نسبته 153.7% مقارنة بعام 2019، حيث شكلت نسبة النفايات غير الخطرة المجمعة 99.2%، بينما بلغت نسبة النفايات الخطرة المصدرة من مجلس التعاون إلى دول العالم لمعالجتها 95.8%، مشيراً إلى أن المعالجة تتم عن طريق إعادة التدوير أو استرجاع المعادن والمركبات المعدنية منها.