
مصطلحات من قاموس العزة والشموخ
مصطلحات من #قاموس_العزة و #الشموخ
#الشيخ_كمال_الخطيب
لأننا نعيش في الزمن الأغبر، زمن الشقلبة زمن انقلاب الموازين، زمن المعروف الذي أصبح عند البعض منكرًا، والمنكر الذي يريده البعض أن يصبح معروفًا. ولأننا في الزمن الذي فيه يخوّن الأمين ويؤتمن الخائن، ويصدّق الكاذب ويكذّب الصادق وفيه يتكلم في الناس الرويبضات والسفهاء والتافهون.
وحتى لا نبتلع السمّ الذي يُدسّ في العسل، وحتى لا تنحرف بوصلتنا، وحتى لا يحتار دليلنا ولا يصبح الحليم حيرانَ، فعلينا أن نتذكر أن هذه مرحلة عابرة، وظرف استثنائي، وسحابة صيف ستنقشع بل إنها حالة مرضية سنتعافى منها وكبوة وسننهض منها بإذن الله تعالى.
وعليه، فإن من أسباب التعافي أن نذكّر أنفسنا بحقيقة من نكون، أننا مسلمون، الله غايتنا والقرآن دستورنا ومحمد ﷺ رسولنا وقائدنا وحادي قافلتنا. ففي الوقت الذي يراد فيه ترسيخ معاني ومفاهيم الذلّ والهوان والانبطاح والهزيمة، فلا بد أن ننبش ونقلّب صفحات قاموس مجدنا وشموخنا لنجد فيه ما نبطل بل ونتعافى مما أصابنا ونزل بنا من مصطلحات الذل والهوان.
أنت لم تخلق لتزحف، فلا تهن
إنها العبارة التي قالها العالم والفيلسوف جلال الدين الرومي، بها يذكّر المسلم خاصة وكل إنسان عامة، أن الله تعالى قد خلق الإنسان في أحسن تقويم وأنه نفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وسخّر له سائر مخلوقاته، وأنه زيّنه بالعقل، وأنزل إليه كتبه وبعث إليه رسله وجعله خليفته في أرضه.
إن هذه كلها من مقومات كرامة الإنسان المسلم ورفعته وشموخه، أن يكون دائمًا مرفوع الرأس بهذه المكانة الربانية التي وهبه الله إياها، ولضمان ذلك فإن الله سبحانه جعل أجل الإنسان ورزقه بيده سبحانه لا بيد أحد من خلقه حتى لا يكون سببًا في التذلل والخضوع والخوف من مخلوق لمخلوق مثله.
ولأجل ذلك ولأن الله تعالى خلق المسلم الذي اهتدى بهدي محمد ﷺ ليكون سيدًا عزيزًا شامخًا لا ليزحف وينبطح ويتذلل لبشر أيًا كان.
فإنه بمجرد أن يزحف وينحني ويتذلل فقد هان على الله وعلى خلق الله، وهذا ما لا يليق بالمسلم كما قال الشاعر: 'لأنك إذا انحنيت انتهيت' وعند الخضوع والتنازل عن المبادئ والثوابت والمعتقدات سيبدأ مشوار الانحراف الذي يبدأ صغيرًا وقد لا ينتهي إلا بضياع الهوية ومسخ الانتماء ولن تقوم له بعدها قائمة.
وقد قيل كذلك: 'لا تنحنِ لتلتقط ما سقط من حبّاتك، لأنك إذا انحنيت سيسقط مزيد من الحب، فأكمل طريقك وستجد أفضل وخيرًا مما سقط منك'. إنه الفارق الكبير إذن بين من يجيد الانحناء والزحف وبين من لا يجيد إلا الشموخ والكبرياء.
يا فتية الإسلام كيف صنعتموا فخرًا على التاريخ يبقى الأكبرا
ما سرّكم من أي عرق نسلكم من أي أصلاب الأسود تحدّرا
قالوا: فلسطين الحبيبة أمنا وبترب أقصانا تحدّر ما ترى
لا تصمت عن قول الحق
إنها العبارة التي قالها الأستاذ والمفكر الجزائري الكبير مالك بن نبي: 'لا تصمت عن قول الحق لأنك عندما تضع لجامًا في فمك سيضعون سرجًا على ظهرك'.
فإذا كان النبي ﷺ قد جعل أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، بل إنه مع سيّد الشهداء حمزة بن عبد المطلب لأنه قال كلمة الحقّ وصدع بها في وجه أصحاب الباطل. وبالمقابل وبسبب انحراف البوصلة وتغيّر المفاهيم، فإن من الناس من أصبح يظنّ أن الصمت والسكوت عن كلمة الحقّ فإنه سيكون سبب سلامته من سياط الظالم بل إنها ستكون سبب نيل رضاه.
لكن الحقيقة تكون غير ذلك مع الأسف، فالظالم لما يرى صاحب الحقّ يسكت عن حقّه ويصمت وينخرس بل ويضع لجامًا في فمه فإنه لن يكتفي بذلك بل سيعتبرها خطوة أولى في طريق الترويض والاستحمار لتكون الخطوة التالية وضع السرج على الظهر ثم الركوب.
وهذا ما نراه كل يوم من أشخاص وحركات يظنون أن مجاملة الظالم والسكوت عن ظلمه والانخراس في مواجهته، إنهم يظنون أن هذا خير لهم بل هو في الحقيقة شرّ لهم، لأن عاقبة هذا السلوك ليس مجرد وضع السرج على الظهر بل إنه الذلّ والخنوع، وما أجمل ما قاله الشاعر أنس الدغيم تحفيزًا ورفضًا لوضع اللجام في الفم والسكوت عن قول كلمة الحق:
لأن الله لا يرضى لك الإذعان والذلّا
تحرر من قيود الأسر فجّر واختلق حلّا
ومزّق جبهة الكهنوت شقّ عباءه المُلّا
وقل إن قالت الدنيا نعم: للظلم قل: كلّا
وقال:
لست مني ولست منك إذا لم ترفض الظلم لست للمجد أهلا
أي خير في الأرض إن لم نقلها في وجوه الطغاة كلا وكلا
عش على خبز الشعير
إنها تلك العبارة قالها الفيلسوف والأديب الشاعر محمد إقبال رحمه الله: 'إذا سقي القمح بماء الهوان فارغب عن سنابله ولا تجعل منه خبز يومك، وعش على خبز الشعير يكفك مؤنة. ولئن أثّر في جنبك حصير الفاقة فذلك خير لك من أن تتكئ على أرائك الجبناء. ولا تخلق أديم وجهك، واحفظ ماء محياك من أن يتبدل فلقد كرّمه الله وصوّره فأحسن تصويره وخلقه في أحسن تقويم، وتذكّر وقتًا قلت فيه {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [ 79 سورة الأنعام]'.
إنها العبارة بل النصيحة التي تغرس في الإنسان المسلم كل معاني الشموخ والكبرياء والرجولة والعظمة. إن محمد إقبال يدعو المسلم أن يفرض على نفسه الجوع والحرمان فلا يأكل خبزًا سقي قمحه بماء الذلّ والهوان، وليكن البديل عن خبز القمح خبز الشعير إذا كان البديل عن العزة والشموخ هو الذلّ والانبطاح والهوان.
وليس هذا وحسب، بل إن إقبال رحمه الله يدعو المسلم أن ينام على حصير الفقر وتظهر آثار عيدان الحصير على جنبيه خير له وأشرف من أن ينام ويتكئ على أرائك الجبناء فيكون منهم.
فما قيمة حياة الذلّ والهوان والوحل حتى لو أكل صاحبها خبز القمح بينما أكل غيره خبز الشعير. وما قيمة الرفاهية والتنعّم والنوم على ريش النعام إذا كان تحت أقدام الظالم وسياطه، وقديمًا قالت العرب: 'تموت الحرّة ولا تأكل بثدييها'. أي إنها تفضّل الموت جوعًا على أن تدفع ثمن طعامها من بيع شرفها وعرضها للأراذل والأنذال.
ليست كل الطيور تعلف
إنها العبارة التي قالها العالم الجليل سفيان الثوري حينما أرسل إليه الخليفة العباسي من يعرض عليه وظيفة قاضي القضاة، لكن سفيان الثوري رحمه الله اعتذر عن قبول هذا العرض الذي يتمناه كثيرون بل ويسيل عليه لعاب علماء وفقهاء كثيرين.
غضب الخليفة العباسي من جواب سفيان الثوري واعتبرها إهانة له، فما كان منه إلا أن أرسل موفدًا آخر إلى سفيان وحمل معه الكثير من صرر الذهب والفضة ظانًا أن بريقها ورنينها سيغري سفيان الثوري ويدفعه للقبول بهذه الوظيفة الكبيرة. وكانت المفاجأة أن سفيان الثوري وجّه كلامه لموفد الخليفة قائلًا له: 'ليست كل الطيور تعلف فتصطاد فيؤكل لحمها' يقصد بذلك أنه إذا كانت هناك طيور يغريها الحب والعلف يوضع في الفخ أو في شبكة الصيد فتنزل لتلتقطه فيتم صيدها، فإن هناك طيورًا ذكيّه تعرف أن هذا الحب هو وسيلة صيدها وليست رغبة في إطعامها فتطير بعيدًا عنه.
ما أكثرهم العلماء في هذا الزمان الذين وقعوا في فخّ مصيدة الملوك والأمراء والرؤساء بعد أن أغرتهم المناصب والألقاب والأموال أغدقت عليهم، وليس أنهم بذلك قد انخرسوا عن قول الحق، بل إنهم أصبحوا دعاة للباطل. ولقد رأيناهم قبل أسبوعين وقد جاء وفد ممن يسمون مشايخ وأئمة صوفيين من أصول مغاربية وتونسية مقيمين في أوروبا، وقد زاروا إسرائيل وحلّوا ضيوفًا على رئيسها هرتسوغ وقد هالوا عليه المديح والثناء والإعجاب بإسرائيل وديموقراطيتها وإنسانيتها، وكان معهم 'طبّال' بصفة منشد راح ينشد النشيد الوطني الإسرائيلي بالعبرية، ويبدو أنه تدّرب عليه كثيرًا، وكلّ ذلك والمجازر في غزة وقتل الأطفال والنساء وتجويعهم وتهجيرهم كان في أوجه.
ما أكثرهم وأمثالهم من شيوخ البلاط وعلماء السلاطين أولئك الذين علفوا كما تعلف البهائم والدواب حتى اندلقت كروشهم، فهؤلاء ليس لهم من شرف العلم أدنى نصيب وإنما عيش هؤلاء لأجل العلف.
من كان حظه من معالي العيش أشرفها لا كالذي حظّه من عيشه العلف
فما أكثرهم أشباه الرجال من أشباه العلماء ممن يتمرغون على أعتاب الزعماء يضعون شرفهم عند أقدامهم ويخفضون رؤوسهم ذلًا وصغارًا في مجالسهم ويصبح الواحد منهم كمن قال عنهم الشاعر:
كالطير غايته التقاط الحب في ظلّ القصور
هو طائر لكنه لم يدر تحليق النسور
خوف الله شجاعة، وعبادته حرية، والذلّ له كرامة، ومعرفته يقين، وتلك هي العبادة.
إنها تلك العبارة التي قالها المرحوم الدكتور مصطفى محمود في بيان حقيقة العبادة في مفهوم المسلم وإنها ليست تلك الحركات الجافة الميتة اسمها الركوع والسجود بلا روح، فقال رحمه الله: 'نحن لا نجد في عبادة الله ذلًا بل تحررًا وكرامة، تحررًا من كل عبوديات الدنيا وتحررًا من الشهوات والغرائز والأطماع والمال، ونحن نخاف الله فلا نعود نخاف أحدًا بعده ولا نعبأ بأحد، خوف الله شجاعة وعبادته حرية والذلّ له كرامة ومعرفته يقين وتلك هي العبادة'.
إن من عظيم فضل الله على المسلم أن عبادته لله تزيده رسوخًا وشموخًا وكبرياء لأنه يعلم أن سجوده لله تعالى يحرّم عليه أن يسجد لغيره، هذا إذا كان حاضر القلب ويؤمن يقينًا أن الله هو الأعلى حقًا لما يقول: سبحان ربي الأعلى، وأنه سبحانه هو العظيم وحده لما يقول: سبحان ربي العظيم. وما أجمل ما قاله محمد إقبال في نفس المعنى لما قال:
ليس السجود تهدل الكتفين من فرط السجود
ما كان يغني عن سجود آخر فهو السجود
نعم إن السجود الحقيقي لله تعالى هو الذي يغنيك عن أي سجود لسواه بل إنه ينقذك من آلاف السجدات لغيره، وبالتالي فإنه يمنعك بل ويحرم عليك أن تحني قامتك لغير الله سبحانه. وهل شموخ أعظم من هذا الشموخ؟ وما أجمل ما قاله الشاعر:
للناس أرباب ولكن ربه ربّ وحيد
لا ينحني إلا له عند الركوع أو السجود
فارفع رأسك فأنت مسلم.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 2 ساعات
- عمون
وفيات الأحد 20-7-2025
عمون - انتقل إلى رحمته تعالى اليوم الأحد 20-7-2025: فخري دخل الله حنا مخامرة زكريا حسن محمود جبر روبين موسى مصطفى شحادة صلاح شعبان الفار أحمد محمد مسعود الأشعري يوسف أحمد الصوفي نجاح صالح الحوراني منذر عبدالرزاق الحديدي سارة عبدالحافظ عجاق وضاح محمود نجيب زيد الكيلاني إنا لله وإنا إليه راجعون..

عمون
منذ 8 ساعات
- عمون
الحاجة نجاح الحوراني (أم بكر) في ذمة الله
بسم الله الرحمٰن الرحيـــــــم "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جنتي" صدق الله العظيــــــم عمون - انتقلت إلى رحمته تعالى الحاجة نجاح صالح عبدالرحمن الحوراني ( أم بكر ) زوجة الحاج وليد بكر شنيور ( أبو بكر ) والدة كل من : بكر ( أبو الوليد ) و سامي ( أبو محمد ) والفاضلات : بسمه ( أم محمد ) وكرم ( أم قصي ) وختام ( أم لؤي ) و سيرين (أم عمر ) و شيرين ( أم زيد ) وسيشيّع جثمانها الطاهر ظهر الأحد من مسجد حمدي الأنيس في السلط إلى مقبرة الخندق تقبل التعازي في ديوان آل تادرس بجانب مديرية دفاع مدني البلقاء يومي الأحد والإثنين بعد صلاة العصر إنّا لله وإنّا إليه رَاجعون..


أخبارنا
منذ 9 ساعات
- أخبارنا
م. فواز الحموري : أخلاقيات الشارع العام
أخبارنا : يكفي ارتياد الشارع العام للشعور بالتوتر والانزعاج والغضب نظرا لبعض الممارسات المقلقة سواء من سائقي المركبات بانواعها وموديلاتها والمشاه إضافة لسائقي الدراجات والتي اصبحت منتشرة وبشكل ملحوظ. للأسف الشديد ثمة تصرفات لا تليق بل وتتلف الأعصاب وتثير المشاحنات وتقع المشاكل بين الناس لأسباب متعددة والتي تعكس وبشكل عدم الراحة النفسية والتصالح مع النفس، وتعني في أحيان كثيرة الحاجة لتأهيل نفسي لكيفية التعامل مع الشارع العام باحترام. يمكن ضرب الكثير من الأمثلة في هذا المجال ولكن التريث قليلا والصبر وضبط الأعصاب هي من ردود الفعل المطلوبة للتعامل مع تلك الأمثلة السلبية والتي قد تؤدي لا سمح الله لحوادث مؤسفة وتعطيل مباشر وغير مباشر لحركة السير على سبيل المثال. يلمس حجم ذلك التوتر من يستخدم الشارع العام باستمرار ويعاني من وطأة التعامل اليومي جراء السرعة، المسير عكس السير، التجاوز الخاطىْ، قطع الشارع دون انتباه، الاعتداء على الممتلكات العامة والكثير من الأمثلة الواقعية هنا وهناك سواء في الشوارع الرئيسية والفرعية على حد سواء. كان الله في عون شرطي السير والذي يتعامل مع تلك التصرفات ويطبق النظام مع ثنايا الأزمات وعلى مدار العام ويتعرض لمثل تلك النماذج وتنهال عليه الملاحظات دون الانتباه للتصرفات التي تثير الحنق والانزعاج والقلق. نحتاج في حالات معينة إلى تأهيل للتعامل مع الشارع العام واكتساب أخلاقيات جديدة قبل قيادة سيارة فارهة والاستهتار بأصول التعامل مع المسرب على سبيل المثال والالتزام التام بما تتطلبه القيادة من المهارات الثلاثة: فن، ذوق وأخلاق. على الرغم من توافر جسور المشاه في العديد من شوارعنا العامة، لكن يلاحظ عدم استخدامها من قبل البعض الأمر الذي يؤدي إلى ارباك والتسبب في حوادث مؤسفة والتعرض لمشاكل قد تؤدي للوفاة. قد يكون لبعض أوضاع الشوارع ارتباط ببعض الممارسات السلبية، ولكن أسلوب التعامل هو ما يجب الإشارة إليه دوما للأرتقاء بالمستوى الحضاري واظهار التقدم الحضاري للمحافظة على الشارع العام، نظيفا وخاليا من المشاكل على أقل تقدير. نظافة الشارع العام على درجة من الأهمية؛ تتوافر العيد من الحاويات وسلات المهملات ولكن وللأسف الشديد يتم ومن البعض رمي النفايات بعيدا عن تلك الأماكن المخصصة وأحيانا العبث بها ونثر محتوياتها. أشير لبعض التصرفات من الشباب والأطفال للجلوس واللعب في الشارع العام ورفع صوت مسجل السيارة حتى ساعات متأخرة من الليل وازعاج الجيران إضافة لبعض الحفلات الخاصة بالتخرج والأعراس واغلاق جوانب حيوية من الشارع العام وتلك تصرفات لا تليق بالتربية التي تعودنها على احترام بعضنا البعض والتعامل برفق فيما بيننا. بالمقابل ثمة العديد من المظاهرالإيجابية و الراقية للتعامل مع الشارع العام بأدب وحسن تعامل والتزام بقواعد السير والقيادة بحرص واتقان وتمهل واحترام الأخرين وتحيتهم بمودة وبشكل يجلب الراحة والاطمئنان قدر الامكان والعودة للبيت بصور إيجابية وقصص جميلة. على أرض الواقع وبعيدا عن التنظير، لا بد من معالجة جذور وأسباب عدم التعامل باحترام مع الشارع العام ومع الأخرين بنفس طيبة وسليمة وخالية من أي شوائب تضر الحياة العامة والخاصة وتلحق الأذى المادي والمعنوي للجميع. السلامة النفسية والأمان للجميع سواء في الشارع أو في الحياة؛ بإمكاننا أن نعيش براحة وهدوء وببساطة التصرف والسلوك وإماطة الأذى عن الطريق وتلك صدقة ليست عابرة ولكنها مظهر سليم وتطبيق عملي لما نرجو أن نكون.