logo
النهار: اختراق داخلي في جلسة المناقشة حول السلاح… محطتان في مجلس الأمن: الـ1701 واليونيفيل

النهار: اختراق داخلي في جلسة المناقشة حول السلاح… محطتان في مجلس الأمن: الـ1701 واليونيفيل

وزارة الإعلاممنذ 5 أيام
كتبت صحيفة 'النهار': مع أن الأوساط الرسمية والسياسية اللبنانية لا تزال توجّه اهتماماتها العريضة نحو ترقّب الموقف أو التقويم الأميركي حيال الردّ الرئاسي على ورقة الموفد توم برّاك، لكون الردّ الأميركي سيعكس إلى حدود بعيدة طبيعة مسار المرحلة المقبلة، فإن محطة داخلية 'نوعية' ستشكل اختراقاً للمشهد السياسي من خلال جلسة المناقشة العامة لسياسات الحكومة التي يعقدها مجلس النواب قبل ظهر اليوم وبعده. وإذا كانت هذه الجلسة تكتسب أهمية أساسية لجهة أنها الجلسة الأولى التي تخضع فيها الحكومة للمساءلة والمناقشة في الملفات الكثيرة المطروحة التي ستثيرها الكتل والنواب، فإن الجانب الأبرز فيها سيتمثل في الملف المتوهّج الذي يحتل أولوية مطلقة في سلم الأولويات اللبنانية الراهنة، والذي يشكّل محور التحركات الديبلوماسية والخارجية والدولية حول لبنان وهو ملف نزع سلاح 'حزب الله'. ويبدو واضحاً أن مناقشات الجلسة النيابية اليوم مرشحة لأن تشهد أوسع إثارة علنية نيابية لملف السلاح، انطلاقاً من استناد غالبية من الكتل والنواب ينتظر أن يتناوب عدد وافر منهم على الكلام إلى المطالبة الملحة بتنفيذ التزامات الحكومة باحتكار الدولة للسلاح إنفاذاً لخطاب قسم رئيس الجمهورية جوزف عون والبيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام واتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل والقرار 1701.
وتوقعت مصادر في كتل نيابية مؤيدة لنزع سلاح 'حزب الله' أن تنجلي الجلسة عن واقع نيابي – سياسي بارز تتجسد عبره صورة غالبية كبيرة تدفع بالسلطة نحو استعجال وضع برنامج زمني لنزع السلاح، بما يعتبر تغطية نيابية وسياسية واسعة لهذه العملية. ولفتت إلى أن المواقف التصعيدية الأخيرة لـ'حزب الله' وتشدّده بل مكابرته حيال رفض تسليم سلاحه، فيما يخوض أركان السلطة ومن ضمنهم رئيس مجلس النواب أقسى مخاض ديبلوماسي في مواجهة الضغوط الخارجية، ستنعكس بقوة على اتّساع الدفع النيابي نحو برمجة نزع كل سلاح غير شرعي. كما أن الجلسة ستشهد إثارة مركّزة من جانب كتل محددة، أبرزها 'القوات اللبنانية' وعدد من النواب المستقلين لكشف مضمون الردّ اللبناني الذي سُلّم إلى الموفد الأميركي توم برّاك والتوقعات المتصلة بالردّ الأميركي والخطوات التي ستلي تبلّغ لبنان للردّ مع تجدد المطالبة بعرض الملف بكامله على مجلس الوزراء.
ولن يقف ملف السلاح عند الجلسة النيابية هذا الأسبوع، إذ ثمة محطة أممية ثانية تتمثل في انعقاد مجلس الأمن الدولي يوم الخميس في 17 الجاري في جلسة مشاورات مغلقة حول تنفيذ القرار 1701، الذي دعا في العام 2006 إلى وقف الأعمال العدائية بين 'حزب الله' وإسرائيل وأعيد تبنيه جزءاً اساسياً من اتفاق وقف النار الذي أعلن في تشرين الثاني 2024. ومن المتوقع أن يقدم الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش تقريره حول تنفيذ القرار 1701 الذي صدر قبل أيام ويغطي الفترة من 21 شباط إلى 20 حزيران. ويُتوقع أن يقدم الإحاطات كلٌ من المنسقة الخاصة للبنان جانين هينيس-بلاسخارت، ومساعد الأمين العام لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام وإدارة عمليات السلام، محمد خالد خياري.
كما يُعقد يوم الجمعة اجتماع رسمي للجنة الأركان العسكرية في شأن الوضع في لبنان، بما في ذلك عمل قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) التي تعرضت خلال الأسابيع الأخيرة إلى اعتداءات جديدة من الجانب اللبناني كذلك، علماً أن لبنان طلب التمديد سنة إضافية للقوة الدولية في جلسة خاصة يتوقع أن يعقدها مجلس الأمن لهذه الغاية في أواخر شهر آب المقبل قبل انتهاء ولايتها في 31 منه.
ووسط هذه الأجواء، برزت معالم تطورات إيجابية مواكبة للزيارة التي قام بها النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح لبيروت، حيث جال على كبار المسؤولين مؤكداً دعم لبنان ومواجهة كل ما يؤدي إلى عدم الاستقرار. وشدد الوزير الكويتي بعد لقائه رئيس الجمهورية على أن 'الكويت في حاجة إلى لبنان والعكس صحيح ولن تنسى يوماً اعتراف لبنان بدولة الكويت أيام الغزو العراقي'. وشدّد على أن 'الكويت تقف إلى جانب لبنان في هذه المرحلة'. وبالنسبة إلى 'حزب الله'، قال الصباح: 'سوف نواجه كل ما يؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة، والرئيس عون هو في الأساس رجل أمن ويعرف المخاطر الأمنية التي قد تواجه البلاد، ونحن في الكويت ليس لدينا أحزاب وبالتالي لن يكون هناك وجود لحزب الله'. في المقابل، أشار الرئيس عون إلى أن 'لبنان حريص على تعزيز التعاون الثنائي والتنسيق لمواجهة التحديات المشتركة، ولا سيما في مكافحة تهريب المخدرات وكل ما من شأنه الإخلال بالأمن في البلدين'. وقال: 'العلاقات المتجذّرة بين لبنان والكويت تزداد رسوخاً يوماً بعد يوم، كونها قائمة على أسس صلبة من الأخوّة والتعاون والاحترام المتبادل لسيادة كلٍّ من البلدين واستقلاله'.
ومن عين التينة حيث استقبله الرئيس نبيه بري، أكد الصباح أن 'لبنان سيبقى لبنان وسوريا ستبقى سوريا'. وعقدت في السرايا الحكومي محادثات لبنانية- كويتية ترأس الجانب اللبناني فيها رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، والجانب الكويتي الوزير الصباح وتناولت العلاقات بين لبنان والكويت وأهمية تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين مع الحرص الكويتي على استكمال المساعدات للبنان، إضافة إلى التطورات المحلية والاقليمية والدولية. ثم زار الوزير الكويتي وزير الداخلية أحمد الحجار معلناً للبنانيين أن 'هناك خبراً إيجابياً ستسمعونه من رئيسكم قريباً وليس مني'.
وكانت الملفات المطروحة وأحداث السويداء محور زيارة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أمس للرئيس بري، وأعلن جنبلاط أن التعيينات الباقية ستسير في المسار المطلوب. وفي موضوع الاعتداءات الإسرائيلية، قال: 'إما يكون وقف النار أو لا يكون ولست متشائماً بشكل كبير'. وعلّق على كلام توم برّاك حول ضم لبنان إلى بلاد الشام: 'همّنا يشبه الهمّ الأميركي وهو الحفاظ على لبنان الكبير ونحن متمسكون بالكيانات الحالية'.
في سياق ديبلوماسي متصل بالوضع في لبنان، عرض وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي مع نائبة رئيس المفوضية الأوروبية كايا كالاس خلال محادثات أجراها معها في بروكسيل، المواضيع المشتركة بين لبنان والاتحاد الأوروبي. وطلب رجي من كالاس مساعدة الاتحاد الأوروبي في الضغط لانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس وباقي الأراضي المحتلة في جنوب لبنان، كما ركّز على دور الاتحاد المساعد في ملف التجديد لقوات حفظ السلام 'يونيفيل'. وتناول قرار الحكومة اللبنانية في شأن حصرية السلاح وأكد أنها ماضية في مسار الإصلاحات الاقتصادية والمالية والقضائية والإدارية، مشدداً على ضرورة دعم الاتحاد الأوروبي للبنان. وعرض لخطة الحكومة في معالجة ملف النازحين السوريين وأهمية عودتهم إلى بلادهم. من جهتها، أكدت كالاس على أهمية العلاقات الثنائية بين لبنان والاتحاد الأوروبي، وشدّدت على تنفيذ الإصلاحات والاتفاق مع صندوق النقد الدولي قبل مجلس الشراكة اللبناني- الأوروبي المنوي انعقاده في أواخر هذه السنة.
الردّ الأميركي أُبلغ إلى لبنان: نهاية السنة مهلة لاحتكار السلاح
تقاطعت معلومات مؤكدة مساء أمس من مصادر متعددة من أن لبنان الرسمي تبلّغ عبر السفارة الأميركية في بيروت، رداً من الإدارة الأميركية على الورقة التي قدمها الموفد الأميركي توم برّاك، وهو منكب على دراستها.
وأوضحت المعلومات الأولية عن الردّ، أن خلاصته تكمن في وجوب التزام لبنان بمهل زمنية محددة لحصر سلاح حزب الله بيد الدولة على ألا تتعدى المهلة نهاية العام الحاليّ.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عون واللبنانية الأولى يشاركان في قداس عيد مار شربل في عنايا... الراعي: لبنان لا يزال قائمًا على ركيزتين أساسيتين هما الله وقديسيه
عون واللبنانية الأولى يشاركان في قداس عيد مار شربل في عنايا... الراعي: لبنان لا يزال قائمًا على ركيزتين أساسيتين هما الله وقديسيه

صيدا أون لاين

timeمنذ 4 ساعات

  • صيدا أون لاين

عون واللبنانية الأولى يشاركان في قداس عيد مار شربل في عنايا... الراعي: لبنان لا يزال قائمًا على ركيزتين أساسيتين هما الله وقديسيه

شارك رئيس الجمهورية العماد جوزف عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت في قداس عيد مار شربل في دير مار مارون - عنايا. وألقى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي عظة توجه فيها إلى الرئيس عون قائلًا: "حضوركم اليوم تأكيد على أن لبنان، ورغم كل شيء، لا يزال قائمًا على ركيزتين أساسيتين هما الله وقديسيه. نصلي ليزيدكم الله صبرًا وحكمة في قيادة لبنان الذي يمر بظروف دقيقة وصعبة تستدعي الروية في حلها وأنتم تؤمنون بذلك ومن أجله تعملون".

المؤتمر السياسي والوطني للقاء نهضة لبنان: لوضع القرارات الدوليّة تحت الفصل السابع
المؤتمر السياسي والوطني للقاء نهضة لبنان: لوضع القرارات الدوليّة تحت الفصل السابع

المركزية

timeمنذ 4 ساعات

  • المركزية

المؤتمر السياسي والوطني للقاء نهضة لبنان: لوضع القرارات الدوليّة تحت الفصل السابع

عُقد يوم السبت، 19 تموز 2025، مؤتمر سياسي وطني في فندق 'لو رويّال' – ضبيه، بدعوة من 'لقاء نهضة لبنان'، ممثّلًا بكلّ من ألفراد الماضي (رئيس حركة الخيار الآخر)، حسان القطب (مدير المركز اللبناني للبحوث والاستشارات)، وجاد الأخوي (رئيس ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين).حضر المؤتمر المطران الياس نصّار ممثّلًا البطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي، والمطران بولس مطران ممثّلًا مطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة، والشيخ راشد خالد ربيع من دار الفتوى في صيدا، والشيخ إياد عبدالله. كما شارك جمع من الشخصيّات الروحيّة والزمنيّة، وناشطين سياسيين من خارج المنظومة الحاكمة، إضافة إلى إعلاميين مستقلّين. جاء اللقاء في ظلّ التدهور المتسارع الذي يشهده لبنان نتيجة هيمنة حزب الله المسلّح، واستمرار المنظومة الفاسدة في الإمساك بالسلطة، ما أفقد الدولة سيادتها، وعرقل أي مسعى لتجديد الحياة السياسية ومواكبة التحوّلات الإقليمية. وقد تضمّن المؤتمر تلاوة بيان (مرفق) حَدّد الأهداف والمبادئ الأساسية للقاء، وعلى رأسها الدعوة إلى وضع القرارات الدوليّة الخاصة بلبنان تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، بإشراف مباشر من مجلس الأمن الدولي، كخيار إنقاذي في ظلّ عجز الدولة عن التحرّك. وأكّد اللقاء أنّه، في حال استمرّ تقاعس الدولة، سيسعى بشتّى الوسائل إلى تحقيق هذا الهدف حفاظًا على ما تبقّى من كيان الدولة وكرامة الشعب. ناقش المشاركون البيان بإسهاب، بمشاركة أكثر من ثلاثين حركة وجمعية. وتمّ الاتفاق على تشكيل لجان متابعة، والتأكيد على ضرورة التكاتف لتحقيق الأهداف الوطنية الملحّة التي لم يعد بالإمكان تأجيلها. نص البيان: أصحابُ السيادةِ والسماحةِ مُمثّلو المرجعيّاتِ الروحيّةِ المُحترمينَ، الأخواتُ والأخوةُ المؤمنونَ بلبنانَ. لبنانُ الذي لطالما تغنّينا به منارةً للشرق، وواحةً للحريّات، يُقادُ اليومَ نحوَ المجهول. وطنُ الحرفِ يُمنَعُ فيه الكلام، ووطنُ الفنِّ صارَ مرتعًا للفوضى، ووطنُ السيادةِ باتَ حقلًا مفتوحًا للميليشياتِ والدويلاتِ والسلاحِ غيرِ الشرعيِّ لبنان؛ الذي خرجَ منه الانحطاطُ نهضةً للشرق، يَستردُّ اليومَ النهضةَ انحطاطًا، بعدما مسحَ الغبارَ عن وجهِ الشرق. تحالُفُ المنظومةِ الفاسدة المُمسِكةِ بالسلطةِ وتَرْسَانةِ حزبِ اللهِ الخارجةِ على الدولة، لم يَعُدْ خافيًا على أحد: المنظومة تمنحُ الترسانةَ شرعيّةً، والترسانةُ بدورِها تحمي المنظومة. في الحربِ الأخيرةِ، انكشفَ الوجهُ المبطّنُ لهذا التحالف. حزبُ اللهِ يتفرّدُ بقرارِ دخولِ الحرب، ويزجُّ البلادَ في آتونِ الجحيمِ، ما خلّفَ مليونًا ونصفَ نازحٍ، وآلافَ الضحايا، فيما الدولةُ اكتفتْ بالتفرّجِ، وبالصمتِ، متغاضيةً عمّا يتعرّضُ له شعبُها، سواءٌ من تورّطِ حزبِ اللهِ بالنزاعاتِ الإقليميّةِ، أو من ردودِ إسرائيلَ العنيفةِ عليه. والأسوأُ؟ أن يُرغمَ الشعبُ على الولاءِ الأعمى لمعادلاتٍ قهريّةٍ لا تمتُّ إلى لبنانيّتهِ بصلةٍ، فإنِ اعترضَ، اتُّهِمَ بالخيانةِ إنّهُ زمنُ الفاسدينَ المُحصّنينَ، والحرّاسِ المُعتقلينَ، وزمنُ الشعوبِ الصامتةِ الخائفةِ. نُمنّى بأن يُحتكَرَ السلاحُ بيدِ الدولة… لكنْ ما نَشهدْ هو أنّ السلاحَ يَحكِرُ بالداخلِ اللبنانيّ ويُحيّدُ إسرائيلَ المُفترَضَة عدوّةَ الدولةِ. نُمنّى بأن يكونَ لبنانُ حياديًّا… وإذا به يُزَجُّ في أعمقِ الصراعاتِ الإقليميّةِ، وهو العاجز! قيلَ لنا زمنُ المحاسبةِ آتٍ… فازدادتِ الحصاناتُ وتوسّعتِ المافياتُ. قيلَ لنا: دولة، قضاء، سيادة… فرحنا. ولمّا جَرّبْنا، حَزِنّا. ما وصلْنا إليه في لبنانَ ليسَ قَدَرًا، بل نتيجةُ السكوتِ، والإحجامِ عن المواجهةِ، والرهانِ على وهمِ التغييرِ من داخلِ منظومةٍ لا تعرفُ سوى الخرابِ. يقفُ لبنانُ اليومَ بينَ مشروعَيْنِ: الأوّلُ: احتضانٌ عربيٌّ ودوليٌّ غيرُ مسبوق، لفكِّ ارتباطِ لبنانَ بمحورٍ شِعارُهُ 'الموتُ والفداءُ بالدمِ والروحِ'، لا يُتقنُ سوى لغةِ العنفِ، ولا يُورِثُ سوى العزلةِ والانهيارِ. الثاني: نهجٌ واضحٌ للهيمنةِ على لبنانَ بالكاملِ عبرَ تدميرِ المؤسّسات، شَلِّ القضاء، تعميمِ الفوضى، التسلُّحِ غيرِ الشرعيِّ، التهريبِ عبرَ الحدودِ، وتفكيكِ كلِّ ما يربطُ لبنانَ بالعالمِ الحرِّ. ما لمْ نَقِفْ الآنَ، بكلِّ ما تبقّى من شجاعةٍ، فلُبنانَ لن يكونَ سوى سطرٍ ماضٍ بين دولٍ زالتْ، وشعوبٍ طُمِسَتْ. لذا. واستدراكًا. بادرَ 'لقاءُ نهضةِ لبنانَ'، ولو بإمكاناتٍ ضئيلةٍ لا تتجاوزُ العزيمةَ… في زمنِ الخيانةِ. الإيمانَ… في زمنِ التخاذلِ. والحقّ الواضح… في زمنِ تزييفِ الحقائقِ. سوفَ نحدّدُ اليومَ عناوينَ نهضتِنا، ونضعَ خُطّةً أوليّةً واقعيّةً أمامَ من يشاركونَنا المركبَ نفسَه، للتعاضُدِ معنا في تحمُّلِ المسؤوليّةِ وتحقيقِ الأهدافِ. وفي هذا السياقِ، نُعلِنُ ما نؤمنُ بأنَّهُ الطريقُ الأصوبُ إلى خلاصٍ فعليٍّ للبنان، وبدايةٌ جادّةٌ لمسارِ التغييرِ الشاملِ: ١. لا سلاحَ خارجَ الشرعيّة؛ لبنانيًّا كانَ أم غيرَ لبنانيّ. هذا فعلُ إيمانٍ سياديٍّ لا يُقايَضُ على موائدِ الحوار، ولا يُبرَّرُ بقرارٍ أُمَميٍّ من هنا أو اتفاقيّةِ 'استسلامٍ' من هناك. ٢. الكشفُ عن مضمونِ اتّفاقِ وقفِ إطلاقِ النارِ بتاريخِ ٢٧/١١/٢٠٢٤، منعًا لأيِّ تأويلٍ أو استخدامٍ انتقائيٍّ لمضامينِه بما يخدمُ مصالحَ فئويّةً. بكلمةٍ فاصلةٍ: لا نُريدُ تكرارَ جريمةِ اتفاقِ القاهرة! ٣. إقرارُ حيادِ لبنانَ الكامل، حمايةً له من صراعِ الأطماع. وبانتظارِ ذلك، يلتزمُ لبنانُ باتفاقيّةِ الهدنةِ المُوقَّعةِ مع إسرائيلَ عامَ ١٩٤٩، تداركًا لتصاعدِ العنفِ بين الدولتَينِ. ٤. الفصلُ التامُّ بين السلطاتِ الثلاثِ، مع التأكيدِ على المساواةِ بين جميعِ اللبنانيينَ تحتَ سقفِ القانونِ، وضرورةِ حصرِ صلاحيّاتِ المحكمةِ العسكريّةِ بالإطارِ العسكريِّ. ٥. كسرُ قبضةِ التحزّباتِ على آليّةِ صُنْعِ القرارِ في لبنان، وإطلاقُ يدِ السلطاتِ الدستوريّةِ المستمدّةِ من الشعبِ في إدارةِ شؤونِ البلاد. ٦. محاسبةُ كلِّ من شاركَ في الفسادِ والسرقةِ، وتسبّبَ بانهيارِ الوضعِ اللبنانيّ، وفي مُقدَّمِهم قياداتُ حزبِ اللهِ العسكريّةُ وسياسيّوه. ٧. معالجةُ كارثةِ النزوحِ الداخليِّ الناتجةِ عن حربِ المحاورِ على أرضِ لبنان، والسعيُ لإعادةِ أهلِنا إلى قراهم قبلَ أيِّ حديثٍ عن استجداءِ الخارج باسمِ مآسيهِم. ٨. تفعيلُ دورِ المغتربينَ كقوّةِ دعمٍ استراتيجيّةٍ لاستقرارِ لبنان، قبلَ الاتّكالِ عليهم لتحريكِ عجلةٍ اقتصاديّةٍ ريعيّةٍ كبّلتْها، وتكبّلُها، السرقاتُ. ٩. حقُّ المخفيّينَ قسرًا في التحرّرِ وإلّا كشفِ مصيرِهم. ونسألُ هنا: لماذا اختُصرَ عددُهم من ١٧,٤١٥ إلى بضعِ مئاتٍ؟ وأين اختفتِ البياناتُ الخاصّةُ بهم عن شبكةِ الإنترنتِ العالميّة!!!؟؟ ١٠. بناءُ قضاءٍ يُسرّعُ 'إحقاقَ الحقِّ' للمُبعَدينَ قسرًا عن وطنِهم، وللملاحقينَ قانونيًّا بسببِ جرأتِهم ومواقفِهم السياسيّةِ. ١١. تثبيتُ حقوقِ المودعينَ كمقدّمةٍ لاستعادةِ الثقةِ بالقطاعِ المصرفيّ، على أن تتحمّلَ المصارفُ مسؤوليّتَها كاملةً عن طيلةِ الفترةِ التي مَنَعَتْ خلالها عن المودعينَ أموالَهم، والتعويضَ عليهم بالفوائدِ والرسومِ نفسِها التي كانتْ تُكبِّدُها للمدِينينَ حينَ يتأخّرونَ عن تسديدِ سنداتِهم. ١٢. استعادةُ الأموالِ المنهوبةِ والأملاكِ العامّةِ المُغتَصَبةِ من قِبَلِ الميليشياتِ وأمراءِ الفسادِ، عبرَ القضاءَيْنِ المحليِّ والدوليِّ، أولويةٌ لا تحتملُ المساومةَ. فحجمُ النهبِ المباشرِ والخسائرِ غيرِ المباشرةِ الناتجةِ عنهُ يتجاوزُ التريليونَ ومئتي مليارِ دولارٍ أميركيّ، بحسبِ دراسةٍ للمهندسِ فادي خوري استندتْ إلى أكثرَ من خمسينَ مرجعًا محلّيًّا ودوليًّا، ونشرتْها صحيفةُ 'لوريان لوجور' بتاريخِ ٥ آذارَ ٢٠٢٥. فَتَصَوّروا حجمَ النهضةِ التي يمكنُ أن يشهدَها لبنان، لو استُعيدَ فقط نصفُ هذه الأموالِ مع فوائدِها المتراكمةِ على مدى ثلاثينَ عامًا! إذا تأمّلْنا هذه العناوينَ، يتبيّنْ لنا أنّ لبنانَ لم يَعُدْ يُشبِهُ تاريخَهُ ولا طبيعتَه. لذلك، يدعو 'لقاءُ نهضةِ لبنانَ' جميعَ الأحرارِ للانضمامِ إلى مسارِه، من أجلِ توحيدِ الجهودِ والانطلاقِ بالخطواتِ التالية: أ‌. لن يخوضَ 'لقاءُ نهضةِ لبنانَ' في أيِّ نقاشٍ حولَ شكلِ النظامِ أو طبيعةِ الحكمِ قبلَ تحريرِ الدولةِ من هيمنةِ حزبِ اللهِ وسلاحِه، إذ لا معنى لأيِّ إصلاحٍ سياسيٍّ قبلَ استعادةِ السيادة. ب‌. تفعيلُ الضغطِ عبرَ اللوبي اللبنانيِّ لدفعِ المجتمعَيْنِ العربيِّ والدوليِّ إلى الانفتاحِ على النُّخَبِ المستقلّةِ، وتثبيتِ قناعةٍ بأنّ خلاصَ لبنانَ لن يتحقّقَ عبرَ الفاسدينَ الذينَ نَهبوهُ، بلْ عبرَ قوى حرّةٍ تُعبّرُ عن إرادةِ اللبنانيينَ لا عن رغباتِ المُحتلّ. التخلّصُ من ثلاثِ احتلالاتٍ تتقاسمُ السيطرةَ على لبنانَ: تحالفُ حزبِ اللهِ والمنظومة، الذي أمعنَ لثلاثةِ عقودٍ في قمعِ الحريّات، وتدميرِ الأمان، وخنقِ كلِّ أملٍ بالتغييرِ. منظومةٌ سياسيّةٌ تسعى لتعويمِ نفسِها في ظلِّ التحوّلاتِ الإقليميّة. وهنا لا بُدَّ من إسقاطِ القانونِ الانتخابيِّ الذي يُشكّلُ أداةً فاعلةً بيدِ هذه المنظومةِ لإعادةِ إنتاجِ نفسِها، خصوصًا إذا أُجريتِ الانتخاباتُ مجدّدًا في ظلِّ أيِّ احتلال، أيًّا كانَ شكلُه أو مصدرُه. إعلامٌ مأجورٌ يُروّجُ التزوير، ويُشوّهُ وعيَ الناسِ، ويُحبِطُهم. وتحيّةٌ للإعلاميينَ الأحرارِ الصامدينَ دفاعًا عن الحقيقةِ وحرّيّةِ الكلمة. بعدَ هذا العرضِ لِما تعرّضَتْ له الدولةُ والشعبُ اللبنانيُّ من احتلالٍ وذُلٍّ على يدِ الحزبِ والمنظومةِ الفاسدة، وبعدما ثَبَتَ عجزُ الداخلِ عن رفعِ نِيرِ الاحتلالات، واستمرارِ المنظومةِ في خَنْقِ أيِّ محاولةٍ لتوليدِ قياداتٍ جديدة، باتَ على الدولةِ واجبُ وضعِ لبنانَ تحتَ الفصلِ السابعِ بإشرافِ الأممِ المتّحدة، وإلّا سوفَ نعملُ جميعًا من أجلِ الوصولِ إلى هذا الهدف. فلتكنْ وقفتُكم معنا أقوى من الخوفِ، وأصدقَ من الشعارات. لبنانُ يستحقُّ. وأنتم لا تزالونَ قادرينَ.

كرامي: لبنان ما زال يملك مؤسسات تستحق الرهان
كرامي: لبنان ما زال يملك مؤسسات تستحق الرهان

المركزية

timeمنذ 4 ساعات

  • المركزية

كرامي: لبنان ما زال يملك مؤسسات تستحق الرهان

نظمت متوسطة سحمر الرسمية الأولى، احتفال تخريج للناجحين في الإمتحانات الرسمية وتكريم المتفوقين فيها، برعاية وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي. وحضر الاحتفال النائب قبلان قبلان، النائب إيهاب حمادة، مسؤول "حزب الله" في البقاع الغربي هشام حسن، مسؤول منطقة البقاع الغربي في "أمل" هادي الحرشي، قائمقام راشيا نبيل المصري، رئيس اتحاد بلديات البحيرة اسكندر بركة، رئيس بلدية سحمر محمد الخشن، مدراء مدارس وثانويات ومعاهد ومؤسسات تربوية رسمية وخاصة، فاعليات تربوية واجتماعية، رئيس لجنة الأهل بلال قمر، مخاتير، أهالي المكرمين وحشد من الأهالي والمكرمين، في باحة المدرسة في بلدة سحمر. بعد النشيد الوطني وفقرات فنية ومسرحية من وحي المناسبة، قالت وزيرة التربية: "أنا سعيدة جدا بوجودي بينكم في سحمر ، وأشكر إدارة المدرسة على إصرارها وتشجيعها لي لكي أكون معكم ، لنحتفي معا بإنجاز هذا العام الدراسي بنشاط يسمه النجاح والتفوق. بالنسبة لي احتفالكم هو صورة من أبهى صور المقاومة والصمود، لأنه يعبر للعالم كيف أن وطننا، رغم كل الظروف الصعبة التي مرت عليه، ما زال يؤمن بالعلم كأداة للتميز والتجدد والنهضة الدائمة". أضافت: "الطالب هو بوصلة رؤيتنا في وزارة التربية والتعليم العالي، وهو المحور الذي تدور حوله كل جهودنا، من السياسات إلى المشاريع. نحن في وزارة التربية نؤمن بأن الطلاب في لبنان لا يستحقون فقط تعليما جيدا، بل بينة آمنة، محفزة، دامجة، تزرع فيهم الانتماء، وتربطهم بمجتمعهم، وتمنحهم مساحات حقيقية للتعلم، والنمو، والمشاركة". وتابعت مخاطبة أولياء الطلاب: "يحق لكم أن ترفعوا رؤوسكم عاليا، لأن انتماءكم لهذه المدرسة هو شهادة على قدرتكم أن تحلموا وتحققوا، حتى في الظروف الصعبة. أنتم خريجو مدرسة رائدة، لا تتلكأ وراء واقعها، بل تصنع مستقبلها، مدرسة يشار إليها بالبنان، ويعول عليها في استعادة مكانة التعليم الرسمي كركيزة لبناء الوطن". وختمت شاكرة إدارة المدرسة: "باسمي وباسم زملائي في وزارة التربية، أبارك لمتوسطة سحمر الرسمية، إدارتها وهيئتها التعليمية ، وطلابها، وأهاليها، على روح المبادرة، والانفتاح، والالتزام، إنجازاتكم اليوم هي دليل على أن المدرسة الرسمية قادرة على النهوض، وعلى أن لبنان ما زال يملك مؤسسات تستحق الرهان. كل الامتنان للهيئة التعليمية على جهودهم في هذه الظروف القاسية، كل التقدير للأهالي ولأبناء منطقة سحمر على ثقتهم بالمدرسة الرسمية وشراكتهم مع هذه المدرسة المتميزة". خليل قمر بدوره مدير المدرسة خليل قمر قال: "من مدرسة سحمر الأولى التي أثبتت بأنها رغم تواضع الإمكانيات تتسع لكل الأحلام وتتفتح على كل الآفاق ومحط كل الآمال مدرسة آمنت بتجاوز المعوقات في السير نحو التميز الذي صار سمة من سماتها فتفوقت وتألقت وأطلقت وأضحت تحصل المراتب الأولى في نتائج الامتحانات الرسمية لسنوات طوال وكانت الأولى في اعتماد أحدث طرائق التدريس ومواكبة التطور عبر اعتماد تكنولوجيا التعليم وكانت الأولى من بين المدارس التي اعتمدت كمدرسة دامجة لتأمين تعلم الجميع دون تمييز، وكانت الأولى التي اختيرت لتطبيق برنامج التعليم الرقمي والذي أطلقته وزارة التربية مع الوكالة الألمانية GIZ على أمل استكمال تطبيق هذا البرنامج وختامها كانت الأولى وكانت من المدارس التي كان لها شرف اختيارها والمباشرة بتطبيق برنامج البكالوريا الدولية BYP ". أضاف: "تجربتنا الشاقة والشيقة في مسيرة التعليم الرسمي ليست مجرد قصة صمود بل هي حكاية انتصار حكاية انتصار على كافة الصعوبات والمعوقات التي لسنا في وارد تردادها هذه الصعوبات التي لسنا في وارد تردادها وهي كثيرة ومعالي الوزيرة تعرف البروتوكول لناحية وضع الصناديق وتأمين الأموال اللازمة وأوضاع المتعاقدين بكافة مسمياتهم لناحية تأمين الاستقرار الوظيفي والعيش الكريم وهم أضحوا عماد المدرسة الرسمية وضمان استمرارها وتفوقها، ومن هنا نفخر أن مدرستنا وكل معلميها من المتعاقدين هي الرهان بأن التعليم الرسمي حين يروى بإخلاص يثمر تميزا ويبقى النوع الذي لا ينضب من العطاء والتألق وهذا النجاح والتميز الذي يجمعنا كان نتاج جهد متواصل وتكاتف عائلي بين أسرة المدرسة المتكاملة من إداريين ومعلمين وعاملين وأهل وطلاب وكل من بذل وقته ليصنع هذا الإنجاز". وختم: "من هنا أتوجه بأسمى آيات التقدير لصناع هذا المجد الجنود المضحون والمتفانون في أداء رسالتهم رغم شظف العيش". بعد ذلك، قدم مدير المدرسة درعا تقديرية لكرامي عربون شكر وتقدير على جهودها التربوية وعلى اهتمامها ورعايتها الخاصة لمدرسة سحمر الرسمية، ولوحة فنية فيها خريطة لبنان الكاملة. ثم قدمت وزيرة التربية باسم المدرسة دروعا تقديرية لعدد من الأساتذة الذين انتهت خدماتهم في المدرسة بالاضافة إلى تكريم مجلس الأهل. ثم كان توزيع الإفادات التقديرية على المكرمين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store