
عماد الحياة الطيبة...!
إنّ الفكرة الجوهرية للمشروع، حدّدها لنا الخالق الجليل الذي أوجدنا على هذه الأرض، من خلال تعليمات وأدبيات الشريعة الغراء، حيث قال الله تعالي: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. [سورة النحل: 97] . إذاً مشروعنا هو أن نحيا حياة طيبة بما نعمله من أعمال صالحات.
الإيمان والعمل الصالح هما عماد الحياة الطيبة، والإيمان يرتكز على ركيزة كبرى أساسية، هي أن تكون الحياة كلها لله في جميع الأحوال والأوضاع، وذلك من خلال النية والقصد مرة، ومن خلال مقاومة الرغبات والنزعات مرة ثانية، ومن خلال العمل والنشاط والتحرك تارة ثالثة، وهذا هو الذي نجده واضحاً جلياً في قوله سبحانه: { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } (163) [سورة الأنعام]. لهذا لن نجد عناءً في تحديد هدف مشروعنا، حيث إنّ من الواضح أن الهدف الأسمى والأشكل هو الفوز برضوان الله تعالى في سياق عيش يتسم بالهناء والدفء والأمن والاستقرار والشعور بالنجاح والإنجاز، والإسهام في الحياة العامة.
أما عن رأسمال المشروع، فهو يكمن الكثير منه في المنهج الرباني الأقوم الذي رسم لنا الملامح العامة للحياة الطيبة، كما يكمن في المواهب والقدرات الفطرية التي ملّكنا إياها الخالق العظيم، إلى جانب قابلية الإنسان للتعلم والاستدراك على أخطائه، ومراكمة خبراته، بالإضافة إلى الوقت، وتوفر الأفكار للاستفادة منه على نحو حسن، وتوفر القدرة على ترتيب الأولويات وتأخير الرغبات، ويمكن أن يضاف إلى كل ذلك ما لدينا من أخلاق وعادات حميدة وسمعة طيبة وشغف بشيء جيد. وهذه الأمور يتفاوت الناس فيها.
إنّ حياة أي إنسان هي مشروع له جانب بدني وفكري وروحي وعلمي، ومهني واجتماعي وكل هذا يحتاج إلى شيء من التخطيط، والتخطيط يعني تحديد الأهداف البعيدة والقريبة التي نسعى إلى الحصول عليها، ويعني تحديد خط السير إليها، كما يعني تحديد الخطابات والرسائل المطلوبة لذلك السير مع استدعاء واستحضار العوائق والصعوبات التي يمكن أن تعترض مسيرتنا، وأخذها بالحسبان، بالإضافة من المهم جداً تحديد الوقت المطلوب لكل خطة جزئية نضعها.
وفي الختام لا بد من القول: نحن نعيش على هذه الأرض مرة واحدة، وهذه فرصة عزيزة وثمينة، تستحق كل الاهتمام، لاتخاذ مسار شخصي للنمو والعطاء المتتابع. وفي الحقيقة مهما بذلنا من جهد في الاستفادة المثلى من هذه الفرصة، فإنه سيكون قليلاً، فلابد من الجد والاجتهاد إلى الممات.
[email protected]
mona_alwohaib@

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 2 دقائق
- ليبانون ديبايت
"استكترتم علينا حبّة دواء"... وهاب يهاجم الموقف العربي: سوّد الله وجوهكم
نشر رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب سلسلة مواقف عبر منصة "إكس"، عبّر فيها عن تضامنه الكامل مع أهالي محافظة السويداء جنوب سوريا، بعد أسبوع من الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين مقاتلين دروز ومسلحين من العشائر البدوية، والتي أودت بحياة عشرات المدنيين. وقال وهاب في مستهل رسالته:"صباح النصر يا سويداء الكرامة، صباح النصر يا أهلي، صباح النصر يا شهداءنا الأبطال، صباح النصر يا مشايخنا الأطهار"، في تحية مباشرة لضحايا المواجهات الأخيرة وللقيادات الروحية في الجبل. وفي موقف لافت، شنّ وهاب هجومًا حادًا على الموقف العربي الرسمي، قائلاً:"وللعرب الذين تفرّجوا علينا، سوّد الله وجوهكم... أستكترتم علينا حبّة دواء أو كلمة استنكار!"، منتقدًا ما وصفه بـ"التخاذل العربي أمام المجازر والانتهاكات التي تعرض لها الدروز في سوريا". وختم وهاب تصريحه بالقول:"لقد هزم دروز السويداء الإرهاب وكل جحافله"، في إشارة إلى المعارك التي خاضتها الفصائل الدرزية المسلحة ضد مجموعات يصفها محليّون بأنها مدعومة من أطراف نافذة داخل النظام السوري، أو تنشط خارج سلطة الدولة المركزية.

عمون
منذ 2 دقائق
- عمون
"زبيبة – الجدّة ماكِدّا" روايةٌ تشتبكُ مع الموروث العربيّ الجاهليّ
عمون - يعودُ الأديبُ الدكتورُ خالد عبد الرؤوف الجبر إلى التاريخِ، ليعيدَ تخييلَ سيرة (زبيبة)، والدة عنترة بن شدّاد، من خلالِ روايتِهِ الجديدة "زبيبة – الجدّة ماكدّا"، عبر سرد ذاتيّ تتكلّم فيه المرأة التي طُمست سيرتُها، ونُسجت حولها الأساطير بوصفها هامشًا في سيرة ابنها الفارس الشّاعر. تنهض الرّواية على فرضيّة سرديّة تمنح زبيبة صوتها، لا بوصفها مرويًّا عنها، بل راويةً لحياتها، تُمسك بالخيط السّرديّ من أوّله، وتعيد ترتيب وقائع الاغتراب والعبوديّة والنّجاة والولادة. تُفتتح الرّواية، وقد صدرت حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون"، في عمّان، بمقدّمة إيهاميّة تنبني على مخطوط يكتشفه الناقد د. إحسان عبّاس (رحمه الله) صُدفة، عبر حواريّة مع دليله السّياحيّ "رَيحانة"؛ الحفيدة الأخيرة لزبيبة. غير أن السّرد الأساسيّ يجري بلسان زبيبة نفسها، في حَكْي متدفّق، واعٍ، يتنقّل بين الذّاكرة والحدث، بين الحبشة والجزيرة العربيّة، بين الطُّفولة والرِّقّ، بين الوجع الشّخصيّ والتّحوّل الثّقافيّ. يمثّل صوت زبيبة، في بنيته العميقة، فعل مقاومة سرديّة يُمكّن الضّحيّة من الحَكْي من الدّاخل، ويقلب معادلة السّرد التّقليديّ، حيث لا يُعاد تمثيلها بوصفها تابعة لبطولة عنترة، إنّما باعتبارها نواة لحكاية أخرى، سابقة عليه، وموازية له. يتشكّل النّصّ من طبقات صوتيّة وتاريخيّة ولغويّة، وتُبنى الشّخصيّة عبر مونولوغات داخليّة، ونبرة حادّة تصنع التّوازن بين الكتمان والإفصاح. تشتبك الرّواية مع الموروث العربيّ الجاهليّ من جهة، والمخيال الحبشيّ من جهة أُخرى، وتتناول موضوعات الهويّة، والأنوثة، والعبوديّة، والدّم، وقسوة الاستلاب، واستبقاء الأمل، من خلال بناءٍ لغويّ مشدود، فصيح، يتحرّك بين الإيقاع الملحميّ والاعتراف الحميم. في زبيبة – الجدّة ماكدّا، لا نسمع صدى التّاريخ الرّسميّ، بل نسمع الكلمة التي لم تُقَل، ونرى الوجه الذي طُمِس ولم يُنقل. إنّها رواية تكتب ما رفضتْه تَعالياتُ المجد الواهم، وتُفكِّك السّرد البطوليّ من حيث لم يُكتب أصلًا. وقد جاءت الروايةُ في ستينَ جزءًا، حملَ كل جزءٍ منها عنوانًا خاصًا، متكئةً على لغة تصويرية، ذات بعد شاعري، من أجواء الرواية نقرأ مقتطفًا من جزئها الأول (ظِلٌّ وجَمرة): "كانت السّماء تمطر برفق، ثمّ يتوقّف هطلُها، كأنّها تَنْشِج على حافةِ الذِّكرى. وقفتُ حافية القدمين على تلّة عالية في طرف قريتنا أَمْكِسُوم، أُشرف منها على السّهول الغارقة في الضّباب، وأتطلّع نحو الطّريق المُوحلة الطّويلة الّتي لا تُفضي إلى شيء… سوى الانتظار. كثافة الضّباب تحجب الطّريق عن عينيّ، تمامًا كالغشاوة الّتي تُغلّف قلبي، تصاحبني بلا فِراقٍ في صحوي والمنام، وتطوّقني بحجابٍ من أسًى شفيفٍ كلّما ظننتُ أنّها انقشعت. ضفيرتي الطّويلة تتدلّى على كتفي اليمنى ثقيلة، تشدّني إلى الأرض؛ كما لو أرادت أن تنغرس في التّراب مثل وتدٍ يتعطّش للدّقّ… أُحسُّ بقَيدٍ لا يريد أن يفلتني، ولا أعرف كيف أفلته. سواري النّحاسيّ يُقيّد معصمي بذكراه. أتحسّسه مداعبةً لأتأكّد من وجودي: أما زلتِ أنتِ، يا ماكِدّا؟ وكلّما لمستُه، ثارت هواجس الأسئلة فيّ كدخانٍ بلا نار: أما زالت فيه بقيّةٌ من ذكرياتِ أصابعه؟ أما زال قلبه يحسّ بهذه الرّعشة اللّذيذة تسري تحتَ جلدي؟ سأعود قبل أن يسقط المطر القادم. هكذا قال أَليمايُو وهو يضمّني في وداعٍ سريع، يخبّئ ابتسامته في عنقي كمن يدفن السّرّ في التّراب. ركب النّهر مع التّجّار نحو الأدغال، يحمل حَرْبَتَه، وصُرَر الذُّرة، والحبالَ، وقطيعًا من الأمل. قال إنّه سيعود محمّلًا بجلود الفهود، وأقمشةٍ ملوّنة، ومهرٍ يليق بامرأة تنتظر. لم يكن بيننا سوى وعدٍ وابتسامة. لكنّه اقترب منّي كما يلفُّ الضّباب بتلات الورد في السّهل الممتدّ الرّيّان بالخُضرة النّاعسة؛ لمسةٌ هيّنة تكاد لا تُرى، لكنها تركت على جلدي أثرًا لا يمَّحي. كان ذلك في الزّريبة المتهالكة خلف البيت، حين مرّت أنامله على خاصرتي اليُسْرى في صمتٍ عميق، كأنّه يتلو صلاةً خفيّة بأطراف أصابعه، ثم انسحب بهدوءٍ كالماء إذا خَجِل… لكنه لم ينسحب من دمي. لم تغادرني لمستُه، ولا وعدُه، ولا تلك الابتسامة التي اختبأت في عنقي، ومضى يخطُو ولا يلبثُ يتلفّتُ بعينين مُفْعَمَتَين بالبريق. شهقتُ حين تذكّرتُ، كما شهقتُ يومها… حين تفتّحت فيَّ نافذةٌ لا أعرف كيف أُغلِقها. أما زال يذكرُ اتّقادَ الجمرِ في جسدي الأسمر؟ هل تُذكّره أصابعه بماكِدّا، كما تذكرُه روحي؟". الدكتور الجبر نفسه أكاديميّ وناقد ومُبدع أردنيّ من أصل فلسطينيّ، وُلد في مدينة قلقيلية عام 1964. حصل على درجة الدّكتوراة في النّقد والبلاغة من الجامعة الأردنيّة عام 2002 بامتياز، وكان الأوّل على فوج الخرّيجين. تخرّج في مراحل دراسته الجامعية الثّلاث بمعدّلات متميّزة، ممّا هيّأه لمسيرة أكاديميّة حافلة. توزّعت خبرات الدّكتور الجبر بين التّدريس الجامعيّ، والعمل البحثيّ، والبرامج الإعلاميّة الثّقافيّة، وقد شغل مناصب أكاديميّة متقدّمة، منها: عميد كلّيّة الآداب والعلوم بجامعة العلوم الإسلاميّة، ورئيس قسم اللّغة العربيّة بجامعة البترا، وأستاذ زائر في جامعة قطر، بالإضافة إلى عمله الحاليّ خبيرًا لغويًّا في معجم الدّوحة التّاريخيّ للّغة العربيّة، وكانت له مشاركات فاعلة في الصّناعة الثّقافيّة في الأردنّ، ولجان تحكيم الجوائز مجال الأدب والنّقد العربيّين وكتابة الدّراما التّلفزيونيّة والإذاعيّة. إلى جانب عمله الأكاديميّ، برز الجبر بصفته إعلاميًّا مثقّفًا أعدّ وقدّم عددًا من البرامج الإذاعيّة والتّلفزيونيّة في مجال الأدب والفكر والثّقافة، منها: فِكر وحضارة، ومجالس الأدب مع ناصر الدّين الأسد (رحمه الله)، حوارات ثقافيّة، أقلام واعدة. كما عُرف بجهوده في الكتابة الإبداعيّة والنّقدية، وله أربعة دواوين شعرية، وعدد وافر من الكُتب المحقَّقة والدّراسات المحكّمة المنشورة في حقول: النّقد النّظريّ والتّطبيقيّ، والشِّعر العربيّ القديم والمعاصر، وينحو في مقالاته المطوّلة لمعالجة قضايا إشكاليّة في الفكر العربيّ الكلاسيكيّ والفلسفة. تميّز في مجالات التّناص، والتّلقّي، والنّقد والبلاغة الكلاسيكيّين، وكان له إسهام فاعل في تطوير مناهج اللّغة العربيّة وأساليب تدريسها، إضافة إلى إشرافه على رسائل جامعيّة عديدة ومشاركته في مؤتمرات علميّة محكّمة في العالم العربيّ.

عمون
منذ 2 دقائق
- عمون
طلعت الكرادشة "أبو طارق" في ذمة الله
الرب أعطى ورب أخذ، فليكن اسم الرب مباركًا "قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرًا قد وضع لي إكليل البر" عمون - يتقدم السيد يزن الزعبي وآل الزعبي، والسيد عاصم الشرمان وآل الشرمان، بأسمى ايات التعازي للصديق طارق كرادشة ابو هاشم بوفاة والدة.. له الرحمة ولكم من بعده البقاء ونسأل الله ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته. وانتقل الى رحمته تعالى طلعت نجيب المنصور الكرادشة "أبو طارق" زوج الفاضلة ثناء مخائيل الفارس، ووالد كل من طارق، هلا، شهلا زوجة الصيدلاني إيهاب عازر، وحازم، وجد كل من هاشم الكرادشة وأكرم عازر، وشقيق كل من عزمي وزوجته ريتا شوحات، ومشعل وزوجته جوزيفينا دي نوروس، وسميحة "أم توفيق" أرملة المرحوم نعيم المنصور، وسامية، والمرحومة رائدة "أم مالك" زوجة المرحوم سامي العيسى. والذي رقد على رجاء القيامة عن عمر يناهز أربعة وثمانين عامًا بعد حياة حافلة بالمحبة والخير والعطاء، متممًا واجباته الدينية والدنيوية. وسيقام جهاز الثالث والتاسع والأربعين عن راحة نفس المرحوم يوم الاثنين الموافق الحادي والعشرين من تموز 2025، في تمام الساعة الخامسة عصرًا، في كنيسة رقاد العذراء في حنينا - مادبا. وتقبل التعازي للرجال والنساء في قاعة كنيسة رقاد العذراء - حنينا، يومي الأحد والاثنين من الساعة الرابعة عصرًا حتى التاسعة مساءً. "فإننا إن عشنا فللرب نعيش، وإن متنا فللرب نموت، فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن" طارق الكرادشة 0797617614 هلا الكرادشة 0795372717 حازم الكرادشة 0777857920 شهلا الكرادشة 0799666007