
رئيس بلدية جباليا: الاحتلال أعدم منظومة الخدمات ونحتاج مشاريع منقذة للحياة
وقال النجار، الذي يرأس أكبر بلدية ب محافظة شمال غزة التي تتعرض لعملية عسكرية إسرائيلية برية للمرة الرابعة منذ اندلاع الحرب على القطاع، في حوار خاص للجزيرة نت، إن الاحتلال سخَّر كل آلياته وأسلحته للقضاء على جميع مقومات الحياة في جباليا، ودمَّر مساحات كبيرة وفق سياسة "الأرض المحروقة"، وقصف البيوت على رؤوس ساكنيها مما يُوقع عشرات الشهداء والجرحى يوميا.
وأوضح أن الاحتلال يواصل عدوانه على شمال القطاع منذ أكثر من شهرين، وأجبر ما يزيد عن 300 ألف فلسطيني على مغادرة منازلهم والنزوح قسرا إلى المناطق الغربية من مدينة غزة.
ولفت إلى أن أهالي الشمال الغزي يعيشون في مخيمات النزوح بظروف معيشية قاسية، واضطر الآلاف منهم إلى نصب خيامهم على شاطئ البحر بعدما لم يجدوا مكانا، لأن الاحتلال تعمد تكديس معظم السكان في مساحات ضيقة جدا.
ونوَّه النجار إلى المخاطر التي تهدد النازحين في ظل الأجواء شديدة الحرارة، وانتشار الأمراض الجلدية، وغياب النظافة العامة، وتلوث المياه.
وأضاف أن "الأهالي يتجمعون في مخيمات عشوائية وبين الركام دون مأوى أو طعام أو ماء أو حتى دواء، وأدت سياسة التجويع المتعمد إلى تفشي سوء التغذية خصوصًا لدى الأطفال وكبار السن"، علاوة على تأثرهم بطفح مياه الصرف الصحي وتناثر النفايات في أوساطهم، ومعاناتهم اليومية من تكاثر القوارض والحشرات الناقلة للأمراض.
وبحسب رئيس البلدية فإن سكان جباليا على شفا العطش، حيث تواجه البلدية صعوبات كبيرة بتوفير المياه للمواطنين بسبب انقطاع السولار وتعذر نقل مولدات تشغيل الآبار والغواطس نتيجة أوامر الإخلاء، إضافة إلى تعطل عدد من تلك المولدات جراء القصف المستمر.
وحذَّر من انعكاس انقطاع أدوات الفلترة والتعقيم والكلورة على المواطنين، وارتفاع احتمال إصابتهم بالأمراض المُعدية، كالكوليرا والتيفوئيد والتهاب الكبد الوبائي وغيرها، ما يعني تفشي الأمراض وصعوبة السيطرة عليها.
وعبر النجار عن خشيته من الآثار التي يتركها تناثر آلاف الأطنان من القمامة وطفح مياه الصرف الصحي في الشوارع ولدى المواطنين والنازحين، مما ينذر بتعمق الكارثة بما قد يُفقد الجميع مستويات السيطرة على الوضع الصحي مستقبلًا.
المرافق والمعدات
ويسابق جيش الاحتلال الإسرائيلي الزمن في عمليات النسف والتدمير العنيف والممنهج للمباني على مدار الساعة في مدينة و مخيم جباليا ، مخرجا بذلك جميع المرافق الصحية والدينية عن الخدمة.
ويقول النجار، إن الاحتلال اتخذ من تدمير ما تبقى من جباليا وشمالي قطاع غزة هدفا لعمليته البرية الأخيرة التي بدأها في منتصف مايو/أيار الماضي، وتسببت بإخراج مرافق البلدية التي تقدم الخدمات الأساسية والحاجات اليومية للمواطنين عن الخدمة.
وتتعرض خدمات البلدية -حسب النجار- لعدوان مباشر، تمثل بملاحقة جيش الاحتلال العاملين والموظفين أثناء عملهم، ما أدى لاستشهاد عدد منهم وإصابة آخرين، كما دمر مقر البلدية الرئيس ومرافقها الفرعية، وأجهز على الآليات الثقيلة والجرافات.
وبحسب النجار، فإن أضرارا بالغة طالت 70% من قطاع المياه بما فيها الشبكات والآبار، وفقدت البلدية 90% من آلياتها الثقيلة، وتسبب العدوان في إعطاب المولدات الكهربائية، مما أوقف عمل محطات التحلية وآبار وغواطس المياه في جباليا، وتسبب في شلل تام لتحركات طواقم العمل وفاقم الأوضاع سوءا.
وتخدم بلدية جباليا 240 ألف نسمة، منهم 110 آلاف شخص يعيشون في مخيم جباليا الذي لا تزيد مساحته عن بضع كيلومترات ويعتبر أحد أكثر مخيمات اللاجئين كثافة سكانية في العالم.
وحذَّر النجار، من انهيار وشيك لبلدية جباليا بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والحصار المستمر، في وقت تواجه الهيئات المحلية شللا من الدمار والحصار الإسرائيلي.
مطالب إنقاذ
ويؤكد المسؤول المحلي النجار، أن استمرار الحرب على قطاع غزة يشكل العائق الرئيس أمام عمل البلديات، ويتساءل: كيف لبلديات تعايش ظروف الناس وجهًا لوجه أن تقدم لهم الخدمات في ظل ملاحقة موظفيها وعمالها وقتلهم، وقصف معداتها وآلياتها ومرافقها الرئيسية والفرعية، وانقطاعها من الوقود والمولدات؟
وطالب بالسماح لطواقم البلدية باستئناف دورها تجاه المواطنين، ودعم المشاريع المُنقذة للحياة على قاعدة الإسراع في حماية البيئة والإنسان.
ودعا النجار جميع الأطراف الدولية للتدخل لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فورا، وإدخال الأدوات والمعدات اللازمة للعمل، ودعم المشاريع المختلفة، بدءًا من فتح الطرق وإعادة تأهيل البنية التحتية والشوارع، ومكافحة تلوث المياه والنفايات والأمراض، وإسكان الأهالي في مخيمات منظمة وإمدادهم بالطعام والمياه والدواء ومحاربة سوء التغذية وإعادة الحياة إلى طبيعتها كما كانت قبل الحرب المسعورة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 21 دقائق
- الجزيرة
قراءة في موجة انتحار الجنود الإسرائيليين.. أعراض ما بعد الحرب
تكررت في الأيام الأخيرة الأنباء عن تزايد حالات الانتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي، خصوصا بين قواته التي خدمت أو تخدم في قطاع غزة. وبعد مطالبات من جانب جهات إعلامية واجتماعية في إسرائيل رفض الجيش تقديم أية معلومات إجمالية عن حجم الظاهرة وأسبابها، رغم استمرار الإعلان عن مثل حالات الانتحار هذه. وطبيعي أن يرى المراقب عن بعد أن مثل هذه الحالات ليست نبتًا من دون تربة، وإنما لها أساس في البيئة الثقافية والسياسية، وتستند إلى أبعاد اجتماعية متنوعة. وقبل الخوض في معطيات ودلائل تزايد حالات الانتحار في صفوف الجيش، ثمة أهمية لملاحظة واقع يترك أثره في المجتمع وهو الحرب. إذ كتب بن كسبيت في "معاريف"، مقالة مطولة يشرح فيها الوضع القائم في إسرائيل حاليا جاء فيها "النتائج مُنتشرة أمامنا: دمار، خراب، آلاف القبور المفتوحة، عشرات الآلاف من الجرحى، عائلات مُدمرة، مناطق مُغطاة بالسخام في البلاد، اقتصاد مُنهك، مجتمع مُمزق إلى أشلاء. لكنهم لم يرضوا بعد. حتى مع استمرار سقوط المُقاتلين بمعدل مُنذر بالخطر، حيث انتحر أربعة منهم في الأسبوعين الماضيين، وحتى مع انخفاض معدل الإسرائيليين العائدين إلى البلاد بنسبة 50% وتزايد موجة الإسرائيليين المُغادرين، ومعظمهم في المهن الأساسية، وحتى مع انخفاض منح المشاركة في البحث العلمي من الاتحاد الأوروبي بنسبة 70% هذا العام، فإنهم يستمرون". الأشد تأثيرا وقبل أيام نشر موقع "زمان إسرائيل" عن العوامل الأشد تأثيرا في تحديد نتائج الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أن الحرب على غزة هي الأشد تأثيرا بين العوامل الأخرى. وهي تفوق مسألة تجنيد الحريديم، أو الانقلاب الدستوري والحرب مع إيران. كما أن استطلاعا آخر أجراه مركز روبن ونشرته "يديعوت أحرونوت" أظهر، بين أمور متعددة، أنه رغم شعار نتنياهو واليمين بتحقيق "النصر المطلق" فإن: إعلان %82 قلقون إزاء الوضع العام. %84 قلقون من الوضع الأمني. %25 يفكرون بالهجرة. %40 من الذين يفكرون بالهجرة قلقون من أن أقاربهم سيغادرون الدولة. %60 عندهم تراجع في الهدوء النفسي. %60 يشعرون بتراجع بالأمن الشخصي. %27 عندهم أفكار انتحارية. وإذا علمنا مثلا أن ما لا يقل عن 100 ألف طلب قُدم لدائرة التأهيل في الجيش للاعتراف بمقدمي الطلبات هؤلاء كمتضررين نفسيا من المشاركة في الحرب. ولكن الجيش يعلن رسميا أنه كان يتابع أمور 60 ألف حالة وأن الرقم ارتفع إلى 80 ألف حالة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأن 65% من ذوي الإعاقة النفسية هم من جنود الخدمة الاحتياطية ما دفع لزيادة ميزانية هذه الدائرة من 3.8 مليارات شيكل قبل 7 أكتوبر إلى 8.3 مليارات شيكل حاليا. وتحدث إيتامار غراف، نائب المدير العام ورئيس قسم التخطيط في وزارة الدفاع، عن مسألة الانتحار في صفوف الجيش فأكد إنشاء فرق من المعالجين النفسيين لمتابعة حالات الجنود. وقال "قدمنا حلولًا في مجال الانتحار، فعندما كان الناس يواجهون صعوبات ويقولون إنهم لم يعودوا قادرين على التحمل، كنا نتصل بالشرطة، وهو أسوأ ما في الأمر. أما اليوم، فقد أنشأنا فرقًا متنقلة من المعالجين النفسيين المدنيين، الذين يأتون إلى منزل الجندي ويعانقونه". وأقر بصعوبة التعامل مع هذا الوضع مبينا أنه "خلال الحرب، جند الجيش الإسرائيلي 800 أخصائي نفسي مدني بموجب الأمر 8. نحاول الوصول إلى الجميع، ولكن مع هذا العدد الكبير من الجنود، هناك، للأسف، حالات انتحار، ونرى أنها في ازدياد. كل حالة من هذا القبيل هي فشلنا". مثال انتحاري نشر المراسل العسكري لصحيفة "معاريف"، آفي أشكنازي، يوم 18 يوليو/تموز تقريرا عن كيفية تعامل الجيش مع تهديد بالانتحار في صفوفه. إذ "قرر قائد لواء "كفير" حل فصيلة "هاحود" في سرية رماة الرشاشات التابعة لكتيبة "نحشون" إثر خلل قيادي في اللواء، نجَم عن حادثة هدد فيها جندي بالانتحار بعد إجباره على دخول غزة للمرة الثالثة". وأضاف "حاول جندي الانتحار بسبب ضائقة نفسية ناجمة عن خدمته الطويلة في غزة. تجاهله قائد الفصيل، حتى إن الجندي وضع فوهة البندقية في فمه أمام القائد. ولم يلبث أن تدخل رقيب لاحظ ما يحدث وانتزع السلاح من يديْ الجندي". واستمرت حالة الجندي النفسية في التدهور، وحاول الانتحار مجددًا، في ظل تجاهل القائد لحالته، قرر المقاتلون التخلي عن العملية في غزة، والتوجه إلى "مقر قائد الكتيبة" داخل غزة. عندها فقط، بدأ الجندي وجنود الفصيل الآخرون العلاج لدى قيادة الكتيبة، التي قررت تسريح الجندي فورًا من الخدمة، نظرًا لحالته النفسية الصعبة. وبعدها قرر الجيش ابلاغ قادة السرايا والكتائب في هذا اللواء أنه سيتم إبعادهم عن الخدمة القتالية لهذا السبب. وفي اليوم نفسه تم حل فصيل رماة الرشاشات، وهو الفصيل الثاني الذي يُحلّ في السرية خلال الأسابيع الأخيرة، من أصل 4 فصائل. حرب ما بعد الحرب واعتبر موقع "والا" الإخباري أن سلسلة انتحارات تهز الجيش والمجتمع الإسرائيلي، في ما يمكن اعتباره حرب ما بعد الحرب أو في ظلها. وتشكّل حالات الانتحار في الجيش الإسرائيلي مصدر قلق متزايد، لا سيما في ضوء البيانات المُقلقة من السنوات الأخيرة: ففي عام 2023، عام الحرب، انتحر 17 جنديًا، وفي عام 2024، أُضيفت 21 حالة أخرى. وفي عام 2025، سُجّلت 16 حالة انتحار إضافية حتى الآن، كان آخرها هذا الأسبوع، عندما حاول جندي الانتحار أثناء تدريب في جنوب البلاد، فأُصيب بجروح خطيرة، وهو الآن في العناية المركزة بمستشفى سوروكا. وحذّر البروفيسور إيال فروختر، الرئيس السابق لقسم الصحة النفسية في الجيش الإسرائيلي، من عدم الاهتمام بالوضع الحالي المؤسف. وأشار إلى أن جنود الاحتياط يواجهون عوامل خطر فريدة، بما في ذلك الانهيار الوظيفي أو الأسري، والشعور بالانفصال، والخلفية الصادمة غير المعالجة. كما أن ناداف فيرش، وهو جنديٌّ مُصابٌ بجراحٍ في المعارك، يقول: "كلّ انتحارٍ لمقاتلٍ أو جنديٍّ مُسرَّحٍ هو حالةٌ كان من المُمكن تجنُّبها على الأرجح. في مُعظم الحالات، كانت هناك علاماتٌ مُبكِّرة – مكالماتٌ وأعراضٌ واضحةٌ وطلباتٌ للمساعدة – لكن للأسف، النظامُ بطيءٌ للغاية، وبيروقراطيٌّ، ويتجاهلُ المعاناة. هناك نقصٌ في مُقدِّمي الرعاية، لذا حتى المُتقدِّمون لا يحصلون دائمًا على الدعم الكامل". الفجوة وتقول رونا أكرمان، الأخصائية الاجتماعية والمعالجة النفسية إن القتال يترك "جروحًا واضحة": إصابات نفسية توسّع نطاق الحديث عنها، لكنها لا تزال مصحوبة بشعور بالخجل والصعوبة. "المقاتل، الذي يرى نفسه، وينظر إليه المجتمع أيضًا كشخص قوي ومستقل وذي كفاءة عالية، يجد صعوبة في إدراك مشاعر الإرهاق والفقد والضعف التي تظهر أحيانًا بعد المعركة أو خلال فترات الهدوء. الفجوة بين صورة الذات والشعور بالعجز يمكن أن تقوض الهوية، وتضر بصورة الذات، وتخلق صعوبة بالغة في التعبير عن المشاعر، سواء للذات أو للآخرين." في غضون ذلك، تكشف معلومات حصل عليها موقع "والا" أن خط المساعدة النفسية التابع لشبكة "إران" (ERAN) تلقى خلال الشهر الماضي وحده أكثر من 6 آلاف مكالمة من جنود. وتُظهر البيانات أن حوالي 28% من المكالمات تناولت ضائقة نفسية حادة، و20% تناولت القلق والصدمات والفقد، وحوالي الثلث (32%) اتسمت بشعور شديد بالوحدة، وأبلغ حوالي 10% من المتصلين عن صعوبات في علاقاتهم الاجتماعية الجادة". ويربط البروفيسور حاجاي هارمش، الطبيب النفسي ومؤسس جمعية "من أجل الحياة"، حالات الانتحار في الجيش الإسرائيلي، لكنه سعى إلى تسليط الضوء على السياق الأوسع. وقال "إن جبل الجليد من الوفيات الناجمة عن الانتحار، يُقدر بما بين 500 و700 شخص سنويًا، ومعظمها مخفي عن وسائل الإعلام". وأضاف "انتحار الجنود يُؤلمني. انتحر ابني عساف أثناء خدمته العسكرية، وأرى أن إحدى الطرق الرئيسية لتحسين الوقاية من الانتحار هي تعميق "المعلومات الاستخبارية" -أي تعزيز جمع البيانات الدقيقة آنيًا. ولتحقيق هذه الغاية، أنشأت وزارتا الصحة والمالية وظيفة جديدة: "مسجل حالات الانتحار"، وهدفها جمع معلومات مُحدثة وموثوقة عن حالات الانتحار". عندما يعمل النظام بكامل طاقته، سنتمكن فورًا من معرفة ما إذا كانت "الموجة" المُقلقة في الجيش الإسرائيلي مصحوبة أيضًا بتسونامي مدني، وسنستجيب بسرعة وفعالية". ثالث حالة يوم الاثنين الفائت أعلن عن العثور على جندي ميتًا في قاعدة عسكرية في الشمال، بعد أن انتحر. وهو ثالث جندي يُنهي حياته خلال أسبوع ونصف فقط. وفي يوم الأربعاء من الأسبوع الفائت عُثر على جندي آخر ميتًا في قاعدة عسكرية جنوبية. وقبل بضعة أيام، انتحر دانيال إدري، بعد أشهر طويلة من المعاناة التي خيمت عليها مخاوف وتجارب خدمة الاحتياط. ويقر الجيش الإسرائيلي من دون الاعتراف بأرقام إجمالية أن هناك اتجاها مثيرا للقلق في عدد حالات الانتحار بين الجنود، وأن هناك علامات استفهام حول صحة طرق التعامل معها. ويعترف الجيش بأن هناك ثمنا للحرب يتمثل في 891 قتيلا من الجيش حتى الآن وارتفاعٍ كبير في حالات الانتحار. وحسب بيانات الجيش قفز عدد حالات الانتحار في الجيش بعد الحرب منذ عام 2023. وأنه تم تشكيل فرق للتعامل مع ردود الفعل القتالية، ويرافق كل وحدة مقاتلة طاقم يقوم بعمليات المعالجة للمقاتلين. يقوم الجيش الإسرائيلي ببناء خطة للتعامل مع الاضطرابات النفسية للجنود حتى بعد انتهاء الحرب، على أساس أن العديد من الجنود سيقعون في اضطرابات نفسية بعد القتال. ويقول الجيش الإسرائيلي إن هناك علاقة بين تعقيد القتال وزيادة حالات الانتحار. ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن زيادة عدد جنود الاحتياط داخل الجيش أدى إلى زيادة عدد ضحايا الانتحار مقارنة بالسنوات السابقة.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
صحف عالمية: قتل الأطفال يفضح كلفة البحث عن الحياة في غزة
سلطت صحف ومواقع عالمية في تقارير ومقالات الضوء على الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين، وتشمل التجويع والقتل، إضافة إلى التدخل العسكري الإسرائيلي في سوريا. وتطرقت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى قتل الجيش الإسرائيلي الطفلين كرم ولؤلؤ الغُـصين، وهما أخوان في التاسعة والعاشرة من العمر، في نقطة لتوزيع المياه في غزة، وقالت إن قتلهما يكشف كيف تحوّل السعي إلى أبسط متطلبات الحياة مرادفا لخطر قاتل. وأضافت الصحيفة، أن القصف الإسرائيلي الذي أودى بـ 10 أشخاص، منهم 6 أطفال، مزَّق جسدي كرم ولؤلؤ مما دفع والدهما إلى منع زوجته من رؤيتهما. ونشرت مجلة "فورن بوليسي" مقالا للكاتب ماثيو دَس شدد فيه على أن الإدارة الأميركية السابقة كذبت بشأن غزة وحان الوقت لمحاسبة أركانها على ذلك. وتابع الكاتب إن أساس كذب إدارة الرئيس السابق جو بايدن ترويجها، أن الأذى الشديد الذي سبّبته إسرائيل للمدنيين في غزة لم يكن مقصودا، مستغربا كيف ظل بايدن يُصدّق وعود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب لـ المحكمة الجنائية الدولية) على الرغم من نكثه بها مرارا وتكرارا. تصرفات خطِرة وفي موضوع سوريا، رأت افتتاحية صحيفة "هآرتس" أن إسرائيل فتحت جبهة عسكرية جديدة بزعم حماية دروز سوريا، وشنّت غارات مميتة على مواقع ومنشآت في الداخل السوري، وحذرت الصحيفة الإسرائيلية من أن "هذا التحرك ليس مدعوما بسياسة منظمة أو إعلان إستراتيجي واضح". وشددت "هآرتس" في الوقت ذاته على أن جبهة سوريا لا يمكن أن تغطي على مفاوضات غزة. وانتقدت صحيفة "لوموند" الفرنسية في افتتاحيتها السياسة الإسرائيلية حيال سوريا منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد ، واصفة التصرفات الإسرائيلية بالخطِرة على المنطقة. وتضيف الافتتاحية أن "نتنياهو يعمل، على ما يبدو، على زرع الاضطرابات في الدول التي لم تُطبّع علاقاتها مع بلاده، وإذلالها، معتقدا أن ذلك يجلب الأمن لإسرائيل". وقالت إن هذا الرهان محفوف بالمخاطر على منطقة تسعى يائسة إلى السلام. ورأى تحليل في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن "التطورات الأخيرة في سوريا والتدخل الإسرائيلي العنيف قد تعيد تشكيل الوضع الداخلي السوري، ومعه الوضع الإقليمي أيضا". وتعيد الصحيفة هذه التوقعات إلى تعقيدات المنطقة ووجود أطراف عدّة محيطة بسوريا تتداخل مصالح بعضها في مصالح بعض. ومن جهة أخرى، كشفت صحيفة " واشنطن تايمز "في تقرير أن البنتاغون يتجه الى التركيز على المسيّرات لتعزيز القوة العسكرية الأميركية، لافتة إلى أن واشنطن كانت سبّاقة لإطلاق حرب المسيّرات بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول. وأشارت الصحيفة إلى أن بروز لاعبين آخرين، مثل الصين وروسيا وإيران ووشك بعضهم على التفوق على الولايات المتحدة في هذا المجال، دفع إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى الانخراط في حملة قوية لتطوير أنظمة المسيّرات لصالح الجيش الأميركي.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
عباس يقرر إجراء انتخابات منظمة التحرير الفلسطينية قبل نهاية 2025
قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، اليوم السبت، إجراء انتخابات المجلس الوطني قبل نهاية 2025، في أول انتخابات منذ عقد مؤتمره الأول في القدس عام 1964. ويأتي ذلك وفقا لنظام انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني (برلمان منظمة التحرير الفلسطينية)، ويحدد موعدها بقرار من رئيس اللجنة التنفيذية محمود عباس. وحدد القرار أن من ضمن شروط العضوية التزام العضو ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية وبالتزاماتها الدولية وقرارات الشرعية الدولية. وأكد أن المجلس الوطني الفلسطيني يتشكل من 350 عضوا، على أن يكون ثلثا أعضائه يمثلون الوطن، والثلث الآخر يمثلون الخارج والشتات، وفق "وفا" وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية. وأشار قرار عباس إلى أن اللجنة التنفيذية ستصدر قرارا بتشكيل لجنة تحضيرية تختص باتخاذ الترتيبات اللازمة لإجراء الانتخابات، وتكون برئاسة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح. ويشارك باللجنة التحضيرية مكتب رئاسة المجلس وأعضاء من اللجنة التنفيذية وممثلون عن الفصائل الوطنية الفلسطينية وعدد من المنظمات الشعبية والمجتمع المدني ومن الجاليات الفلسطينية في الخارج، وفق القرار. الأولى منذ 1964 ولم تُعقد أي انتخابات لأعضاء المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد مؤتمره الأول في القدس عام 1964. وخلال الدورة 21 للمجلس في مدينة غزة عام 1996 جرى انتخاب سليم الزعنون رئيسا، واعتبار أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني جزءا من حصة الداخل فيه. ومطلع عام 2021، أصدر عباس مرسوما بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وانتخابات المجلس الوطني، لكن أيًّا منها لم يتم حتى الآن. وينص النظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية على أن المجلس الوطني هو السلطة العليا لمنظمة التحرير، وهو الذي يضع سياسة المنظمة ومخططاتها وبرامجها. ويرأس المجلس الوطني الفلسطيني الحالي روحي فتوح (76 عاما)، القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها عباس. وفي دورته الـ32 يومي 23 و24 أبريل/نيسان الماضي، قرر المجلس المركزي الفلسطيني، وهو هيئة دائمة منبثقة عن المجلس الوطني الفلسطيني، استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، نائب رئيس دولة فلسطين وتعيينه، حيث تسلم حسين الشيخ هذا المنصب آنذاك. وتأتي التغييرات في هرم القيادة الفلسطينية وسط مطالبات عربية وإقليمية ودولية لها بإجراء إصلاحات سياسية في السلطة الوطنية ومنظمة التحرير. يأتي ذلك بينما ترتكب إسرائيل، بدعم أميركي، إبادة جماعية بغزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلفت أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.