logo
إسرائيل تسيطر على سفينة "مادلين" المتجهة إلى غزة وتقتادها إلى ميناء أسدود وسط تنديد دولي

إسرائيل تسيطر على سفينة "مادلين" المتجهة إلى غزة وتقتادها إلى ميناء أسدود وسط تنديد دولي

قدس نتمنذ 10 ساعات

أعلنت السلطات الإسرائيلية، فجر الإثنين، أنها سيطرت على سفينة الإغاثة "مادلين" التابعة لتحالف "أسطول الحرية"، والتي كانت متجهة إلى قطاع غزة في محاولة رمزية لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات. وأفادت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن السفينة اقتيدت إلى ميناء أسدود، ومن المتوقع ترحيل النشطاء الدوليين الذين كانوا على متنها إلى بلدانهم بعد الانتهاء من الإجراءات الرسمية.
وأكد متحدث باسم جيش الاحتلال لإذاعة الجيش أن وحدة الكوماندوز البحري نفذت عملية "احتجاز" للسفينة، دون تسجيل إصابات بين الجنود أو النشطاء. وأضافت القناة 12 العبرية أن العملية تمت خلال ساعات الليل، بينما كانت السفينة تبحر في المياه الدولية قرب حدود قطاع غزة.
انقطاع الاتصال وتأكيدات من التحالف
من جهته، أعلن "تحالف أسطول الحرية" – ومقره أوروبا – في بيان عبر تطبيق تلغرام، انقطاع الاتصال مع السفينة بعد أن صعد جنود من البحرية الإسرائيلية إلى متنها، مؤكدًا أن الطاقم والركاب تعرضوا لـ"اختطاف"، وأن السفينة كانت محاطة بزوارق حربية وطائرات مسيرة حلّقت على ارتفاعات منخفضة قبل تنفيذ الاقتحام.
وذكر التحالف أن السفينة تعرضت لهجوم إلكتروني وبثت عبر أجهزتها موجات صوتية مزعجة، إضافة إلى استخدام طائرات مسيّرة من نوع "كوادكوبتر" لرش مادة غير معروفة وصفها الركاب بأنها "مهيّجة". كما أطلق جرس الإنذار على متن السفينة استعدادًا لأي عملية اقتحام محتملة.
على متن السفينة: نشطاء بارزون ومساعدات إنسانية
"مادلين" هي سفينة شراعية صغيرة انطلقت من مدينة كاتانيا الإيطالية في الأول من يونيو/حزيران الجاري، وعلى متنها اثنا عشر ناشطًا دوليًا، بينهم ستة يحملون الجنسية الفرنسية، وأبرزهم الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا ثونبرغ. وكانت السفينة تحمل شحنة رمزية من المساعدات الإنسانية، وتهدف إلى تسليط الضوء على الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عامًا.
وفي تسجيل مصوّر نُشر قبل انقطاع الاتصال، قالت ثونبرغ: "إذا وصل هذا الفيديو إلى العالم، فهذا يعني أننا تعرضنا للاعتراض وربما الاعتقال. نحن هنا للدفاع عن الإنسانية، ولسنا تهديدًا لأحد".
إسرائيل تبرر وتهاجم
في بيان صدر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، اعتبرت تل أبيب أن السفينة خرقت "منطقة بحرية محظورة"، وتم التعامل معها وفق القوانين المعمول بها. وأضاف البيان أن "الكمية الضئيلة من المساعدات التي كانت على متن السفينة سيتم نقلها إلى غزة عبر قنوات إنسانية معتمدة".
أما وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، فقد أمر الجيش بمنع السفينة من الوصول إلى شواطئ غزة. وفي تصريح لوسائل الإعلام، قال كاتس: "أعطيت أوامري للجيش بمنع مادلين. لغريتا المعادية للسامية ومن معها، نقول: أنتم أبواق لحركة حماس، لن تصلوا إلى غزة".
ردود فعل وتحذيرات من انتهاك القانون الدولي
منظمات حقوقية دولية انتقدت الخطوة، ووصفتها بأنها "اعتداء على مهمة إنسانية في المياه الدولية". وقال محمود أبو عودة، المتحدث باسم تحالف أسطول الحرية، إن العملية تمثل "قرصنة بحرية واضحة"، مؤكدًا أن النشطاء لم يكونوا يحملون سلاحًا أو يشكلون أي تهديد أمني.
وأكدت مصادر دبلوماسية أوروبية أن حكومات بعض الدول تتابع مصير رعاياها الذين كانوا على متن السفينة، في وقت تتصاعد فيه المطالب بإجراء تحقيق دولي في ملابسات الاعتراض.
خلفية: أسطول الحرية وتاريخ المواجهات
تحالف "أسطول الحرية" هو مبادرة دولية غير حكومية تهدف إلى كسر الحصار عن غزة عبر إرسال سفن تقل ناشطين ومساعدات رمزية. وكانت أبرز محاولاته في عام 2010 حين هاجمت البحرية الإسرائيلية سفينة "مافي مرمرة" التركية، ما أسفر عن مقتل 10 نشطاء، وأثار أزمة دبلوماسية كبرى بين إسرائيل وتركيا.
ورغم القيود والتهديدات المتكررة، لا تزال الحملة تحظى بدعم شعبي في العديد من الدول الأوروبية واللاتينية، وتستقطب شخصيات عامة وحقوقيين وإعلاميين من حول العالم.
التصعيد مستمر والحصار قائم
جاءت عملية السيطرة على "مادلين" في وقت تشهد فيه غزة تصعيدًا ميدانيًا واشتدادًا في الأزمة الإنسانية، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء، وانهيار شبه كامل في البنية التحتية الصحية، بحسب تقارير منظمات دولية.
وتبقى مهمة "مادلين" – رغم اعتراضها – تذكيرًا للعالم بأن الحصار لا يزال مستمرًا، وأن المدنيين في غزة ما زالوا محرومين من أبسط حقوقهم الإنسانية، في ظل عجز دولي عن ضمان حرية المساعدات أو حتى حرية التضامن.
المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نتنياهو يعقد اجتماعا أمنيا بعد مباحثات مع ترامب حول "نووي" إيران والأسرى في غزة
نتنياهو يعقد اجتماعا أمنيا بعد مباحثات مع ترامب حول "نووي" إيران والأسرى في غزة

معا الاخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • معا الاخبارية

نتنياهو يعقد اجتماعا أمنيا بعد مباحثات مع ترامب حول "نووي" إيران والأسرى في غزة

تل أبيب- معا- أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الإثنين، اتصالا هاتفيا استمر نحو 40 دقيقة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتناول الاتصال بين نتنياهو وترامب تطورات الملف الإيراني، في ظل الجمود الذي تشهده المحادثات النووية بين طهران وواشنطن، إضافة إلى بحث قضية الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة. وأفادت مصادر رسمية بأن الاتصال ركز بشكل خاص على المخاوف الإسرائيلية من أي اتفاق نووي جديد قد يتيح لإيران مواصلة تخصيب اليورانيوم. وتأتي المحادثة بين نتنياهو وترامب في وقت وصلت فيه المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة إلى طريق مسدود، بعد خمس جولات منذ أبريل الماضي، دون التوصل إلى تفاهمات جوهرية. وفي أعقاب الاتصال، من المقرر أن يعقد نتنياهو مساء اليوم اجتماعا أمنيا موسعا، بمشاركة وزراء في الحكومة وكبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية، لبحث التطورات في الملف النووي الإيراني وسبل التعامل مع التحركات الإيرانية الأخيرة. وكانت طهران قد أعلنت في وقت سابق اليوم أنها ستقدم مقترحا مضادا لشروط الاتفاق النووي التي وضعتها واشنطن، في مؤشر على استمرار الخلافات بين الجانبين، خاصة بشأن أنشطة تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية. كما أكدت إيران رفضها للمقترح الأمريكي الأخير، معتبرة أنه لا يلبي الحد الأدنى من مطالبها. في السياق ذاته، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أمنية رفيعة قولها إن إسرائيل "لن تقبل بأي تسوية تسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم على أراضيها لفترة طويلة"، معتبرة أن ذلك يشكل تهديدا مباشرا لأمن إسرائيل والمنطقة. ويأتي هذا التصعيد وسط توتر إقليمي متزايد، في ظل تعثر جهود التوصل إلى اتفاق نووي جديد، واستمرار التوتر بين إسرائيل وحركة حماس بشأن الحرب على غزة وملف الأسرى في القطاع.

"مبادرة بحبح المعدّلة".. محاولة جديدة لكسر الجمود بمفاوضات وقف النار بغزة
"مبادرة بحبح المعدّلة".. محاولة جديدة لكسر الجمود بمفاوضات وقف النار بغزة

فلسطين أون لاين

timeمنذ 3 ساعات

  • فلسطين أون لاين

"مبادرة بحبح المعدّلة".. محاولة جديدة لكسر الجمود بمفاوضات وقف النار بغزة

غزة/ فلسطين أون لاين قالت القناة 12 العبرية إن الوسيط الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح قدّم مقترحًا معدّلاً لمبادرة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، في محاولة جديدة لتحريك مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، التي تواجه جمودًا مستمرًا منذ أسابيع. ووفق موقع أكسيوس الأمريكي، فإن رجل الأعمال بحبح يمثل حلقة تواصل بين حركة حماس والإدارة الأمريكية في إطار مفاوضات تبادل أسرى ووقف النار بغزة. وأوضح التقرير أن المقترح الجديد يتضمن إطلاق سراح نصف الأسرى (الأحياء والأموات) كمرحلة أولى، يعقبها وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، تُخصص لعقد مفاوضات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق دائم ينهي الحرب في غزة. وأضافت القناة أن المقترح يمنح إسرائيل حرية استئناف العمليات العسكرية في حال فشل المفاوضات، أو تمديد الهدنة مقابل الإفراج عن دفعات جديدة من الأسرى، ما يعكس تحفظًا إسرائيليًا على تقديم ضمانات مكتوبة بوقف شامل للحرب. وذكرت القناة أن خلافات بين بحبح وويتكوف تعيق التقدم في تنفيذ المقترح، مشيرة إلى أن تباين وجهات النظر بين المبعوثين ينعكس سلبًا على فرص إحراز تقدم في المسار التفاوضي. في المقابل، رفضت حركة حماس عدة بنود رئيسية في المقترح، وأكدت تمسكها بمطلب وقف دائم لإطلاق النار، إضافة إلى ضمانات أمريكية مكتوبة بانسحاب إسرائيلي من المناطق التي احتلتها خلال الحرب. كما طالبت الحركة بـ الإفراج عن 20 أسيرًا على الأقل في المرحلة الأولى، وتمديد جدول الإفراج إلى 70 يومًا بدلاً من أسبوع كما ورد في المقترح. وقال مسؤول إسرائيلي لعائلات الأسرى الإسرائيليين إن "المفاوضات لا تزال عالقة، ولا يوجد اختراق حقيقي حتى الآن"، بينما صرّح المبعوث الأمريكي للعائلات بأنه "لن يستسلم، وسيواصل جهوده لإتمام الصفقة". وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية قد أشارت إلى أن إسرائيل تتبع نهجًا قائمًا على المماطلة التكتيكية، ووصفت تأجيل الردود والربط بالأحداث الزمنية – مثل الأعياد – بأنه "أسلوب مدروس لإدارة الوقت لا لإدارة الأزمة". ولفتت الصحيفة إلى أحد المؤشرات على جدية المفاوضات من عدمها وهو "حجم المعارضة العلنية التي يبديها بتسلئيل سموتريتش، فكلما غرد أكثر، اقتربنا من صفقة. أما حين يصمت، فهناك سبب للقلق". وأوضحت الصحيفة أن المحادثات الجارية تتم دون علم إسرائيل، معتبرة أن نتنياهو يدرك تماما أن نجاح هذه المفاوضات قد يُسقط حكومته. وطرحت تساؤلا حول ما إذا كانت الحكومة معرضة للانهيار بأي حال، بغض النظر عن نتيجة الاتفاق. وتطرقت "هآرتس" أيضا إلى خطبة عيد الأضحى في قطر، التي حضرها الأمير تميم بن حمد آل ثاني، حيث ذكر الإمام في كلمته: "لن تكتمل فرحة العيد إلا بتحرير غزة من الحصار والعدوان، وتحرير المسجد الأقصى ومحيطه من بطش الاحتلال". مماطلة إسرائيلية مغلّفة بالتكتيك: الانتظار لعبة مقصودة من جهته، يرى الخبير بالشؤون العسكرية والأمنية، رامي أبو زبيدة، إن التصريحات الإسرائيلية، كما نقلتها صحيفة هآرتس، تظهر نهجًا مألوفًا من المماطلة والتسويف في التعاطي مع جهود الوساطة الجارية. "من المتوقع أن تنقل حماس ردّها في الأيام القريبة، وربما بعد العيد مباشرة"، جملة تعكس محاولة واضحة لربط التقدم الزمني بأحداث عابرة، وكأن التأجيل جزء من التفاوض وليس عائقًا له. وأضاف أبو زبيدة، في تعليقه عبر "ألتلغرام"، إن الحديث عن احتمال عودة ويتكوف إلى المنطقة "لإتمام التفاصيل"، مشروط بمدى تطابق رد حماس مع الصيغة الإسرائيلية، وهو شرط فضفاض يُستخدم مرارًا كأداة لتبرير التباطؤ. وفي حال لم يتحقق ذلك، تُعاد الكرة إلى ملعب الوسطاء، ويُلقى العبء مجددًا على الوسطاء لـ "مواصلة الضغوط"، في سيناريو بات يتكرر كجزء من إدارة الوقت لا من إدارة الأزمة. حتى سموتريتش، بتحركاته الإعلامية، بات يُستخدم كمؤشر غير مباشر على جدية المفاوضات: فكلما ارتفعت نبرة معارضته، اقتربت الصفقة، وكلما صمت، دلّ ذلك على جمود أو تعقيد جديد.وفق قوله. وخلص بالقول، إنها وصفة تسويف محسوبة، تقودها إسرائيل بإتقان، تُبقي فيها الأطراف مشدودة إلى خيط الأمل دون تحقيق اختراق فعلي، فيما تستمر الوقائع على الأرض في فرض وقائع جديدة تخدم مصالح الاحتلال وتزيد من الضغط على المواطن الغزاوي المطحون. وأعلنت مصر وقطر، في بيان مشترك، مواصلة جهودهما لتذليل عقبات مفاوضات غزة، وأعربتا عن تطلعهما إلى سرعة التوصل لهدنة مؤقتة بين إسرائيل وحماس، لـ60 يوما، تؤدي إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة. ومرارا، أكدت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة، كما تقول المعارضة الإسرائيلية. وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 179 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

إسرائيل تسيطر على سفينة "مادلين" المتجهة إلى غزة وتقتادها إلى ميناء أسدود وسط تنديد دولي
إسرائيل تسيطر على سفينة "مادلين" المتجهة إلى غزة وتقتادها إلى ميناء أسدود وسط تنديد دولي

قدس نت

timeمنذ 10 ساعات

  • قدس نت

إسرائيل تسيطر على سفينة "مادلين" المتجهة إلى غزة وتقتادها إلى ميناء أسدود وسط تنديد دولي

أعلنت السلطات الإسرائيلية، فجر الإثنين، أنها سيطرت على سفينة الإغاثة "مادلين" التابعة لتحالف "أسطول الحرية"، والتي كانت متجهة إلى قطاع غزة في محاولة رمزية لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات. وأفادت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن السفينة اقتيدت إلى ميناء أسدود، ومن المتوقع ترحيل النشطاء الدوليين الذين كانوا على متنها إلى بلدانهم بعد الانتهاء من الإجراءات الرسمية. وأكد متحدث باسم جيش الاحتلال لإذاعة الجيش أن وحدة الكوماندوز البحري نفذت عملية "احتجاز" للسفينة، دون تسجيل إصابات بين الجنود أو النشطاء. وأضافت القناة 12 العبرية أن العملية تمت خلال ساعات الليل، بينما كانت السفينة تبحر في المياه الدولية قرب حدود قطاع غزة. انقطاع الاتصال وتأكيدات من التحالف من جهته، أعلن "تحالف أسطول الحرية" – ومقره أوروبا – في بيان عبر تطبيق تلغرام، انقطاع الاتصال مع السفينة بعد أن صعد جنود من البحرية الإسرائيلية إلى متنها، مؤكدًا أن الطاقم والركاب تعرضوا لـ"اختطاف"، وأن السفينة كانت محاطة بزوارق حربية وطائرات مسيرة حلّقت على ارتفاعات منخفضة قبل تنفيذ الاقتحام. وذكر التحالف أن السفينة تعرضت لهجوم إلكتروني وبثت عبر أجهزتها موجات صوتية مزعجة، إضافة إلى استخدام طائرات مسيّرة من نوع "كوادكوبتر" لرش مادة غير معروفة وصفها الركاب بأنها "مهيّجة". كما أطلق جرس الإنذار على متن السفينة استعدادًا لأي عملية اقتحام محتملة. على متن السفينة: نشطاء بارزون ومساعدات إنسانية "مادلين" هي سفينة شراعية صغيرة انطلقت من مدينة كاتانيا الإيطالية في الأول من يونيو/حزيران الجاري، وعلى متنها اثنا عشر ناشطًا دوليًا، بينهم ستة يحملون الجنسية الفرنسية، وأبرزهم الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا ثونبرغ. وكانت السفينة تحمل شحنة رمزية من المساعدات الإنسانية، وتهدف إلى تسليط الضوء على الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عامًا. وفي تسجيل مصوّر نُشر قبل انقطاع الاتصال، قالت ثونبرغ: "إذا وصل هذا الفيديو إلى العالم، فهذا يعني أننا تعرضنا للاعتراض وربما الاعتقال. نحن هنا للدفاع عن الإنسانية، ولسنا تهديدًا لأحد". إسرائيل تبرر وتهاجم في بيان صدر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، اعتبرت تل أبيب أن السفينة خرقت "منطقة بحرية محظورة"، وتم التعامل معها وفق القوانين المعمول بها. وأضاف البيان أن "الكمية الضئيلة من المساعدات التي كانت على متن السفينة سيتم نقلها إلى غزة عبر قنوات إنسانية معتمدة". أما وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، فقد أمر الجيش بمنع السفينة من الوصول إلى شواطئ غزة. وفي تصريح لوسائل الإعلام، قال كاتس: "أعطيت أوامري للجيش بمنع مادلين. لغريتا المعادية للسامية ومن معها، نقول: أنتم أبواق لحركة حماس، لن تصلوا إلى غزة". ردود فعل وتحذيرات من انتهاك القانون الدولي منظمات حقوقية دولية انتقدت الخطوة، ووصفتها بأنها "اعتداء على مهمة إنسانية في المياه الدولية". وقال محمود أبو عودة، المتحدث باسم تحالف أسطول الحرية، إن العملية تمثل "قرصنة بحرية واضحة"، مؤكدًا أن النشطاء لم يكونوا يحملون سلاحًا أو يشكلون أي تهديد أمني. وأكدت مصادر دبلوماسية أوروبية أن حكومات بعض الدول تتابع مصير رعاياها الذين كانوا على متن السفينة، في وقت تتصاعد فيه المطالب بإجراء تحقيق دولي في ملابسات الاعتراض. خلفية: أسطول الحرية وتاريخ المواجهات تحالف "أسطول الحرية" هو مبادرة دولية غير حكومية تهدف إلى كسر الحصار عن غزة عبر إرسال سفن تقل ناشطين ومساعدات رمزية. وكانت أبرز محاولاته في عام 2010 حين هاجمت البحرية الإسرائيلية سفينة "مافي مرمرة" التركية، ما أسفر عن مقتل 10 نشطاء، وأثار أزمة دبلوماسية كبرى بين إسرائيل وتركيا. ورغم القيود والتهديدات المتكررة، لا تزال الحملة تحظى بدعم شعبي في العديد من الدول الأوروبية واللاتينية، وتستقطب شخصيات عامة وحقوقيين وإعلاميين من حول العالم. التصعيد مستمر والحصار قائم جاءت عملية السيطرة على "مادلين" في وقت تشهد فيه غزة تصعيدًا ميدانيًا واشتدادًا في الأزمة الإنسانية، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء، وانهيار شبه كامل في البنية التحتية الصحية، بحسب تقارير منظمات دولية. وتبقى مهمة "مادلين" – رغم اعتراضها – تذكيرًا للعالم بأن الحصار لا يزال مستمرًا، وأن المدنيين في غزة ما زالوا محرومين من أبسط حقوقهم الإنسانية، في ظل عجز دولي عن ضمان حرية المساعدات أو حتى حرية التضامن. المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store