logo
إسرائيل تسيطر على سفينة "مادلين" المتجهة إلى غزة وتقتادها إلى ميناء أسدود وسط تنديد دولي

إسرائيل تسيطر على سفينة "مادلين" المتجهة إلى غزة وتقتادها إلى ميناء أسدود وسط تنديد دولي

قدس نتمنذ 3 أيام

أعلنت السلطات الإسرائيلية، فجر الإثنين، أنها سيطرت على سفينة الإغاثة "مادلين" التابعة لتحالف "أسطول الحرية"، والتي كانت متجهة إلى قطاع غزة في محاولة رمزية لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات. وأفادت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن السفينة اقتيدت إلى ميناء أسدود، ومن المتوقع ترحيل النشطاء الدوليين الذين كانوا على متنها إلى بلدانهم بعد الانتهاء من الإجراءات الرسمية.
وأكد متحدث باسم جيش الاحتلال لإذاعة الجيش أن وحدة الكوماندوز البحري نفذت عملية "احتجاز" للسفينة، دون تسجيل إصابات بين الجنود أو النشطاء. وأضافت القناة 12 العبرية أن العملية تمت خلال ساعات الليل، بينما كانت السفينة تبحر في المياه الدولية قرب حدود قطاع غزة.
انقطاع الاتصال وتأكيدات من التحالف
من جهته، أعلن "تحالف أسطول الحرية" – ومقره أوروبا – في بيان عبر تطبيق تلغرام، انقطاع الاتصال مع السفينة بعد أن صعد جنود من البحرية الإسرائيلية إلى متنها، مؤكدًا أن الطاقم والركاب تعرضوا لـ"اختطاف"، وأن السفينة كانت محاطة بزوارق حربية وطائرات مسيرة حلّقت على ارتفاعات منخفضة قبل تنفيذ الاقتحام.
وذكر التحالف أن السفينة تعرضت لهجوم إلكتروني وبثت عبر أجهزتها موجات صوتية مزعجة، إضافة إلى استخدام طائرات مسيّرة من نوع "كوادكوبتر" لرش مادة غير معروفة وصفها الركاب بأنها "مهيّجة". كما أطلق جرس الإنذار على متن السفينة استعدادًا لأي عملية اقتحام محتملة.
على متن السفينة: نشطاء بارزون ومساعدات إنسانية
"مادلين" هي سفينة شراعية صغيرة انطلقت من مدينة كاتانيا الإيطالية في الأول من يونيو/حزيران الجاري، وعلى متنها اثنا عشر ناشطًا دوليًا، بينهم ستة يحملون الجنسية الفرنسية، وأبرزهم الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا ثونبرغ. وكانت السفينة تحمل شحنة رمزية من المساعدات الإنسانية، وتهدف إلى تسليط الضوء على الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عامًا.
وفي تسجيل مصوّر نُشر قبل انقطاع الاتصال، قالت ثونبرغ: "إذا وصل هذا الفيديو إلى العالم، فهذا يعني أننا تعرضنا للاعتراض وربما الاعتقال. نحن هنا للدفاع عن الإنسانية، ولسنا تهديدًا لأحد".
إسرائيل تبرر وتهاجم
في بيان صدر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، اعتبرت تل أبيب أن السفينة خرقت "منطقة بحرية محظورة"، وتم التعامل معها وفق القوانين المعمول بها. وأضاف البيان أن "الكمية الضئيلة من المساعدات التي كانت على متن السفينة سيتم نقلها إلى غزة عبر قنوات إنسانية معتمدة".
أما وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، فقد أمر الجيش بمنع السفينة من الوصول إلى شواطئ غزة. وفي تصريح لوسائل الإعلام، قال كاتس: "أعطيت أوامري للجيش بمنع مادلين. لغريتا المعادية للسامية ومن معها، نقول: أنتم أبواق لحركة حماس، لن تصلوا إلى غزة".
ردود فعل وتحذيرات من انتهاك القانون الدولي
منظمات حقوقية دولية انتقدت الخطوة، ووصفتها بأنها "اعتداء على مهمة إنسانية في المياه الدولية". وقال محمود أبو عودة، المتحدث باسم تحالف أسطول الحرية، إن العملية تمثل "قرصنة بحرية واضحة"، مؤكدًا أن النشطاء لم يكونوا يحملون سلاحًا أو يشكلون أي تهديد أمني.
وأكدت مصادر دبلوماسية أوروبية أن حكومات بعض الدول تتابع مصير رعاياها الذين كانوا على متن السفينة، في وقت تتصاعد فيه المطالب بإجراء تحقيق دولي في ملابسات الاعتراض.
خلفية: أسطول الحرية وتاريخ المواجهات
تحالف "أسطول الحرية" هو مبادرة دولية غير حكومية تهدف إلى كسر الحصار عن غزة عبر إرسال سفن تقل ناشطين ومساعدات رمزية. وكانت أبرز محاولاته في عام 2010 حين هاجمت البحرية الإسرائيلية سفينة "مافي مرمرة" التركية، ما أسفر عن مقتل 10 نشطاء، وأثار أزمة دبلوماسية كبرى بين إسرائيل وتركيا.
ورغم القيود والتهديدات المتكررة، لا تزال الحملة تحظى بدعم شعبي في العديد من الدول الأوروبية واللاتينية، وتستقطب شخصيات عامة وحقوقيين وإعلاميين من حول العالم.
التصعيد مستمر والحصار قائم
جاءت عملية السيطرة على "مادلين" في وقت تشهد فيه غزة تصعيدًا ميدانيًا واشتدادًا في الأزمة الإنسانية، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء، وانهيار شبه كامل في البنية التحتية الصحية، بحسب تقارير منظمات دولية.
وتبقى مهمة "مادلين" – رغم اعتراضها – تذكيرًا للعالم بأن الحصار لا يزال مستمرًا، وأن المدنيين في غزة ما زالوا محرومين من أبسط حقوقهم الإنسانية، في ظل عجز دولي عن ضمان حرية المساعدات أو حتى حرية التضامن.
المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكشف عن تفاصيل الرد الإسرائيلي على المقترح القطري ونقطة الخلاف
الكشف عن تفاصيل الرد الإسرائيلي على المقترح القطري ونقطة الخلاف

معا الاخبارية

timeمنذ 3 ساعات

  • معا الاخبارية

الكشف عن تفاصيل الرد الإسرائيلي على المقترح القطري ونقطة الخلاف

بيت لحم معا- أرسلت اسرائيل ردها الرسمي على المقترح القطري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار. وصدر الرد بعد نقاش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبحضور كبار المسؤولين العسكريين وزير الحرب كاتس والوزير رون ديرمر ونُقل مؤخرًا عبر قطر . وقد قُبلت هذه التعديلات بالإجماع في إسرائيل، وأُرسلت عبر الوسطاء إلى حماس. ويتضمن الرد الإسرائيلي: اولا: إسرائيل مستعدة لمناقشة مراحل إطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين العشرة وتوزيعهم بشكل مختلف والالتزام بعدم انتهاك وقف إطلاق النار طوال مدته. كما تطالب حماس بتمديد وقف إطلاق النار لأكثر من 60 يومًا. ثانيا: إسرائيل غير مستعدة للتنازل عن إنهاء الحرب. ولذلك فإن إسرائيل غير مستعدة لقبول أي صيغة تضمن لحماس شفهيًا انتهاء الحرب قبل الاتفاق على كيفية إنهائها. ثالثا: من القضايا الأخرى التي تُناقش بشكل مكثف مسألة توزيع المساعدات الإنسانية. إسرائيل راضية عن سحب المساعدات من حماس. بناءً على ذلك، سيكون هناك نقاش واسع بين الطرفين حول هذه القضية. وبحسب القناة 12 الإسرائيلية فإن تل أبيب تنتظر رد حماس، وإذا كان معقولاً وبناءً فسيكون من الممكن الحديث عن إرسال وفود إلى الدوحة لمناقشة التفاصيل. من جهتها كشفت صحيفة يديعوت احرنوت أن إسرائيل قدمت ردًا رسميًا على مقترح قطري يتضمن : في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، سيتم إطلاق سراح ثمانية رهائن أحياء، واثنين آخرين بعد 60 يومًا. وفي الوقت نفسه، سيتم إعادة نصف جثث الاسرى القتلى الذين تحتجزهم حماس إلى إسرائيل على ثلاث مراحل. أبدت إسرائيل، في ردها على القطريين، استعدادها المبدئي لمناقشة تفاصيل الأسرى الأحياء، بل إنها مستعدة للالتزام بعدم انتهاك وقف إطلاق النار طوال مدته. إلا أنها ترفض أي صيغة تتضمن التزامًا بوقف الحرب، ما لم يتم الاتفاق على شروط واضحة لإنهاء الحرب، مثل طرد كبار مسؤولي حماس من القطاع، أو نزع سلاح غزة، أو الالتزام بعدم إعادة سيطرة الحركة على القطاع. ووفقًا لمصدر مطلع على التفاصيل، قدمت واشنطن لحماس ضمانات تتضمن خطوات تؤدي إلى إنهاء القتال، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الضمانات مقبولة لدى إسرائيل. ووفقًا للمقترح، سيتم النظر في إطار عمل يُحافظ على وقف إطلاق النار طالما تُجرى المفاوضات بحسن نية، وقد يكون الرئيس ترامب ضامنًا لذلك.

الشبح" هو الأمل الأخير لأهل غزة"
الشبح" هو الأمل الأخير لأهل غزة"

معا الاخبارية

timeمنذ 14 ساعات

  • معا الاخبارية

الشبح" هو الأمل الأخير لأهل غزة"

عبد الباري فياض تنزف غزة دماءً لا تتوقف، دماء مقاتلين يواجهون قدرًا محتومًا، وأهالٍ يدفعون ثمنًا باهظًا لصراع بات يهدد وجودهم، وفي خضم هذه المأساة التي تتكشف فصولها أمام أعين العالم، يبرز اسم عز الدين الحداد كمركز ثقل يمكنه أن يقلب موازين المعاناة إلى أمل، وأن يحول اليأس إلى خلاص، هذا ليس مجرد تحليل سياسي تقليدي، بل هو نداء للضمير وإدراك لثقل المسؤولية التاريخية التي يحملها رجل واحد في هذه اللحظة العصيبة. لقب عز الدين الحداد بـ'الشبح' لقدرته على التواري عن الأنظار ونجاته من ست محاولات اغتيال منذ عام 2008، هذا الرجل الذي يعتبر أعلى قائد عسكري باقٍ على قيد الحياة في صفوف حماس داخل قطاع غزة، يجد نفسه اليوم على مفترق طرق حاسم، بعد أن تولى قيادة الجناح العسكري لحماس بعد مقتل محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، ليصبح بذلك اللاعب المحوري الذي يمتلك مفاتيح القرار القادرة على وقف آلة الحرب المدمرة، فهو يدرك تمامًا حجم الخسائر البشرية والمادية التي تتكبدها غزة، ويرى بعينيه تشريد العائلات وتدمير البنى التحتية، وتحول القطاع إلى ركام، فهذه ليست أرقامًا على ورق، بل هي أرواح أزهقت، وأحلام تبددت، ومستقبل سُرق. السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: هل سيستجيب الحداد لصوت العقل والمنطق، أم سيظل رهينة لحسابات ضيقة ومصالح قد تبدو آنية ولكنها ستكلف شعبه أجيالًا من الألم والندم؟ الفرصة سانحة أمامه اليوم ليصنع التاريخ، لا كقائد حرب وحسب، بل كصانع سلام حقيقي. فكل يوم يمر، وكل قطرة دم تسقط، تزيد من ثقل المسؤولية على كاهله، وقرار إنهاء الحرب ليس قرارًا سهلًا، فهو يتطلب شجاعة فائقة، وتضحية بمكاسب قد تبدو استراتيجية للبعض، ولكنه في جوهره قرار إنساني بحت يعلي قيمة الأرواح فوق كل اعتبار. الحداد، الذي نشأ في صفوف حماس منذ تأسيسها عام 1987 وتدرّج حتى أصبح قائد لواء غزة عام 2023، وكان من القلائل الذين أُطلعوا على خطط عملية 'طوفان الأقصى' مسبقًا، يواجه الآن تحديات لم يسبق لها مثيل. فبينما يمسك بملف الرهائن الإسرائيليين، الذين يُقدر عدد الأحياء منهم بنحو 21 شخصًا، مما يمنحه أوراق ضغط مهمة في أي مفاوضات مستقبلية، يواجه في الوقت ذاته تقدمًا سريعًا للجيش الإسرائيلي في القطاع، فالتقارير تشير إلى أن الحداد، الذي فقد اثنين من أبنائه، ينظر إليه كشخصية راديكالية تتسم بالعناد والتصلب. وقد رفضت حماس مؤخرًا، تحت قيادته على الأرجح، مقترحًا لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا بوساطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، لأنه لم يتضمن انسحابًا إسرائيليًا كاملًا. هذا الموقف المتشدد، وإن كان يعكس رؤيته، إلا أنه يضع عبئًا هائلًا على كاهله في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية، وغياب المساعدات لأكثر من ثلاثة أشهر، مما يثير حالة من الجوع واليأس بين المدنيين، ويهدد بانفلات الأوضاع الداخلية. علاوة على ذلك، يواجه الحداد تحديات جديدة تتمثل في صعود مجموعات مسلحة محلية تُعرف بـ'العشائر'، بعضها على صلة بتنظيمات متطرفة كداعش، وبعضها أقرب إلى العصابات المنظمة. هذا التشرذم الداخلي يزيد من تعقيد المشهد ويثقل كاهل قيادة الحداد. الحداد يتحمل ضغطًا هائلًا باعتباره آخر قائد بارز متبقٍ داخل غزة، فهو يدرك أن الفشل في التوصل إلى تسوية قد يسجل اسمه كمن أشرف على سقوط غزة بيد الاحتلال. لكنه في الوقت عينه بحاجة لإثبات أنه لا يزال زعيمًا فعليًا. إن من يختار إنهاء الحرب في هذه اللحظة الفارقة، سيُخلّد اسمه في ذاكرة الأجيال كمن جلب الخلاص لشعبه. هذا الخلاص لا يعني الاستسلام أو التنازل عن الحقوق، بل يعني البحث عن مسار يضمن كرامة المواطن الفلسطيني ويحمي وجوده، والإصرار على استمرار المواجهة في ظل هذه الظروف القاسية، وبدون أفق واضح للانتصار، هو ضرب من العبث الذي يدفع ثمنه الأبرياء. أهل غزة ينظرون إلى الحداد على أنه الأمل الأخير، بعد أن أنهكتهم الحروب المتتالية وسنوات الحصار الطويلة التي فقدوا الكثير، ولم يعد لديهم ما يخسرونه سوى حياتهم. فهم يتطلعون إلى يد تمتد إليهم لتنتشلهم من هذا المستنقع، وإلى قرار ينهي كابوسًا طال أمده. إن التاريخ لا يرحم، والتخاذل في هذه اللحظة لن يمحوه الزمن. فإما أن يكون عز الدين الحداد بطل الخلاص الذي أعاد الحياة إلى غزة، أو أن يكون شاهدًا على استمرار نزيف الدماء ومعاناة شعبه. فالاختيار بين هذا وذاك هو اختيار بين الخلود والنسيان، بين النور والظلام، فالكرة الآن في ملعبه، والقرار قراره، ومصير غزة معلق بين يديه. فهل سيختار الخلاص؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store