
إسرائيل تديرها حكومة غير سوية يجب اسقاطها
بقلم: رون بن يشاي 15/7/2025
ليس بقلب مرتاح أدعو إلى إسقاط حكومة منتخبة في إسرائيل، لكن أحداث الأيام الأخيرة أوصلتني إلى استنتاج واحد ووحيد، لم يسبق لي أن وصلت إليه في كل حياتي - شؤون دولة إسرائيل تديرها اليوم حكومة غير سوية.
حكومة سوية ما كانت لتدفع قدما بانقلاب قضائي في ذروة حرب في سبع ساحات، ينبغي فيها اتخاذ قرارات في شؤون الحياة والموت وما كانت لتمزق هكذا الشعب، تزرع فيه الكراهية وتمس بدافعية القطاعات التي تقاتل وتتحمل العبء.
حكومة سوية ما كانت لتتصور العمل على قانون يعفي 80 ألف شاب مؤهل من التجنيد، بل وتحفزهم على عدم التجند بعطايا يتلقونها على حساب دافع الضرائب. وذلك في الوقت الذي يتعطش فيه الجيش إلى 10 آلاف مجند كي يحافظ على الإنجازات الأمنية التي وصلنا إليها ويمنع التدهور إلى حرب جديدة بعد وقت قصير.
حكومة سوية ما كانت لتمزق نسيجنا الاجتماعي، ما كانت لتهدم "الدولة اليهودية والديمقراطية" التي قاتلنا وما نزال نقاتل في سبيلها.
إن التركيز على بنيامين نتنياهو كجذر كل الشرور ليس صحيحا. إنها الحكومة كلها، بكل أعضائها. أنا أخاف منهم. أنا ببساطة أخاف منهم. تحليل العوامل والدوافع أن تكون حكومتنا صعدت إلى مصاف "مسيرة السخافة" وتعمل بخلاف مصالحنا الأمنية والقومية وبخلاف المنطق السليم أبقيه لخبراء أفضل وأكثر خبرة مني في السياسة الإسرائيلية والنفوس التي وراءها، لكن يبدو أن التشويه الفكري والخسوف الذي عانت منه هذه الحكومة يؤدي بنا إلى أفكار باتت غريبة، ضارة وخطيرة أكثر فأكثر. مثلا "المدينة الإنسانية" التي يطلب نتنياهو وسموتريتش من الجيش إقامتها بين محور موراغ ومحور فيلادلفيا. حسب الخطة التي توجد منذ الآن في الجيش لا يدور الحديث عن معسكر اعتقال، لا سمح الله، وبالتأكيد ليس عن معسكر إبادة، مثلما تدعي محافل معينة في اليسار الإسرائيلي وفي أعقابهم أيضا قسم من وسائل الإعلام الدولية. النية هي إقامة معسكر لاجئين كبير ستضطر إسرائيل لأن تبذر المليارات لإقامته وعلى شبكات المياه، المجاري، خدمات الصحة العامة والمستشفيات الضرورية لمئات الآلاف في البداية ولمليون فلسطيني في نهاية المسيرة.
لكن فضلا عن الزمن الذي سيكون ضروريا لإقامة معسكرات اللاجئين هذه والمقدرات التي ستستثمر فيها، ليس واضحا أي هدف عسكري وأي مصلحة إسرائيلية ستخدمها هذه "المدينة الإنسانية".
يعتقد وزير الدفاع كاتس ورئيس الوزراء نتنياهو بأن جمع السكان الفلسطينيين قرب الحدود مع مصر يقرب هجرة السكان إليها من قطاع غزة. سموتريتش يأمل بأنه هكذا ستفرغ له ولدانييلا فايس مناطق لاستيطان متجدد في قطاع الفلسطينيين، لكن هذا سيكون هذيانا تاما لأن لن تكون أي دولة غربية مستعدة لأن تستقبل عشرات آلاف اللاجئين من غزة، ناهيك عن مئات الآلاف.
نصف الغزيين على الأقل مستعدون للهجرة من القطاع، لكنهم سيفعلون هذا فقط إلى دول غربية، حيث سيتحسن وضعهم، وليس إلى دول قد تكون مستعدة لأن تستوعبهم في أفريقيا وفي آسيا، حيث سيتفاقم وضعهم الشخصي فقط.
كما أن فكرة إقامة مدينة مؤطرة في جنوب القطاع تفصل السكان عن حماس ليست ممكنة التنفيذ ومنقطعة عن الواقع. مثلما حصل في المنطقة الإنسانية في المواصي وفي مناطق أخرى في غزة، فإن أناس حماس بلا سلاح سينتقلون مع عائلاتهم إلى المدينة الإنسانية جنوبي محور موراغ وهناك سيخوضون معارك شوارع مع أناس العشائر الذين سبق أن تمردوا عليهم، والذين هم أيضا سيأتون إلى المدينة الإنسانية كي يحصلوا على الغذاء. "الصمامات" التي سيقيمها الشاباك كي يرشح أناس حماس والجهاد الإسلامي من بين الوافدين إلى المدينة الإنسانية سبق أن ثبتت عدم نجاعتها، عندما فر سكان شمال القطاع للنجاة بأرواحهم إلى المواصي وبينهم أناس حماس، وكذا عندما سمح لأولئك الناس بالعودة إلى شمال القطاع والشركة الأميركية حاولت هي أيضا الفصل بين الإرهابيين والمدنيين غير المشاركين وفشلت.
نحن كمواطنين ملزمون بأن نعترف بأنه طالما بقيت هذه الحكومة في الحكم، فإن أفكارا من هذا النوع ستتسبب بتبذير مقدرات وبضحايا في الأرواح في أوساطنا. واضح تماما ما ينبغي لهذه الحكومة أن تفعله كي تبقي دولة إسرائيل في يدها ما سبق أن حققته، وتمتنع عن مواصلة سفك الدماء والمقدرات التي المنفعة الهامشية له قلت بشكل دراماتيكي هذه الأيام.
لو كانت لنا حكومة عقلانية وبراغماتية لكان رئيس الوزراء ووزراؤه فهموا واستوعبوا بأننا في هذه الحرب انتصرنا تقريبا في كل الساحات، ربما باستثناء اليمن.
رئيس الوزراء، الذي يرى نفسه كالدرع المطلق للشعب اليهودي على أجياله غير مستعد لأن يعترف بذلك، لكن في غزة أيضا تبقى فقط قليل جدا مما يمكن أخذه من حماس من خلال أعمال الجيش الإسرائيلي. صحيح أن حماس لم تحسم، لكنها هزمت. هي لم تحسم رغم أن معظم قدراتها العسكرية، بما في ذلك الأنفاق أخذت منها منذ الآن، لكن ما تزال لديها الإرادة للوقوف على قدميها وإدارة حرب عصابات من خلال خلايا صغيرة.
نتنياهو يرى في الإسلام المتطرف العدو المطلق الذي يجب إلغاؤه من المنطقة تماما من خلال إبادته الجسدية أو طرده إلى مناطق أخرى. طالما كانت حماس توجد على مسافة 800 متر عن سديروت، فإنها تشكل خطرا. نتنياهو ليس مخطئا، لكن كلفة - منفعة نصر عسكري مطلق يحاول أن يحققه من شأنها أن تجعل نصرا كهذا أشبه بالهزيمة لبيروس الذي قال "نصر آخر كهذا وضعنا".
في كل حرب، سواء كانت هذه حربا ضد جيوش إرهاب أو ضد جيوش لدول، فإن القدم المنهية يجب أن تكون سياسية، وهكذا أيضا يجب أن يكون في حرب 7 تشرين الأول (أكتوبر) في كل ساحاتها السبع. في لبنان وفي سورية نحن نوجد منذ الآن في مسيرة الانتقال إلى المرحلة السياسية، هكذا أيضا في إيران - وإن كان هذا سيستغرق هناك زمنا أطول. وفي غزة يجب أن نعمل أمرين بالترتيب التالي:
الأمر الأول، إعادة المخطوفين. كلهم. عندها فقط يمكن للجيش، إذا لم هناك يكن وقف نار دائم، أن يعمل بنجاعة ضد 3-4 مراكز الثقل تحت الأرضية الأخيرة المتبقية لحماس في غزة. طالما بقي لدى حماس حتى ولو مخطوف واحد، فلن يتمكن الجيش من إنهاء المهمة حتى وفقا بنهج نتنياهو وسموتريتش اللذين تعد ايديولوجيتهما أقرب بكثير مما يظهر للعيان.
إن تحرير المخطوفين سينهي أيضا الجدال الهدام في إسرائيل الذي هو الآخر يقسم المجتمع ويزرع الكراهية فيه.
الأمر الثاني هو أنه بالتوازي مع تحرير المخطوفين، يجب أن نضمن مع الولايات المتحدة، مع دول المنطقة ومع السلطة الفلسطينية، حكما جديدا في غزة. نعم، نتنياهو وسموتريتش ملزمان بأن يسمحا للسلطة الفلسطينية بأن تكون جزءا من اليوم التالي في القطاع، وإلا فسنضطر لأن نختار بين تحول القطاع إلى الصومال وحكم عسكري إسرائيلي سيتطلب منا مقدرات وقوى نفسية ليست لدينا.
على إسرائيل أن تصر في المفاوضات على اليوم التالي في القطاع على مبدأين مهمين: الأول، إسرائيل ستكون المسؤولة الحصرية والأخيرة على أمنها وأمن مواطنيها. المبدأ الثاني، يمكن للجيش الإسرائيلي أن يقيم دفاعا متقدما في أراضي القطاع. وطالما لم يتفق على هذين المبدأين، فإن من حق إسرائيل أن تصر على ألا يكون هناك وقف نار دائم. كما أن على إسرائيل أن تساعد الولايات المتحدة وإدارة ترامب على الوصول إلى اتفاق في موضوع النووي والصواريخ مع إيران. هذا ممكن، لكنه يستغرق وقتا.
هذه هي خلاصة ما ينبغي أن تفعله حكومة في إسرائيل، تضع المصالح الأمنية والقومية أمام ناظرها. لكن إذا لم تصعد هذه الحكومة في غضون أسابيع قليلة إلى مسار عقلاني يخدمنا، نحن المواطنين، فلن يكون هناك مفر. كلنا سنضطر لأن نبذل الجهود لإسقاطها من خلال إضراب عام إلى موعد نهاية في الاقتصاد يترافق مع خروج جماهيري إلى الشوارع. لا مفر أمامنا. هكذا فقط مثلما يقال في الصلاة:"نرحل هذه الحكومة المغرضة عن البلاد" وننهي "مسيرة السخافة"، قبل أن تلحق هذه الحكومة أضرارا أخطر، ربما غير قابلة للتراجع بأمننا وبنسجينا الاجتماعي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 17 دقائق
- بوابة الأهرام
رئيس حزب الاتحاد: إحباط مخطط "حسم" ضربة ناجحة
محمد الإشعابي أشاد المستشار رضا صقر، رئيس حزب الاتحاد، بما أعلنته وزارة الداخلية من نجاح أمني جديد تمثل في كشف وإحباط مخطط إرهابي خطير كانت تُعد له حركة "حسم" الإخوانية المسلحة، مؤكدًا أن هذه العملية تمثل ضربة أمنية ناجحة تُضاف إلى سجل الدولة الحافل في مواجهة الإرهاب. موضوعات مقترحة وقال صقر، في بيان رسمي، إن "العملية الأخيرة تُجسد اليقظة العالية والكفاءة المشهودة لوزارة الداخلية، وعلى رأسها جهاز الأمن الوطني، الذي يثبت يومًا بعد يوم أنه درع الوطن الحقيقي في معركة الحفاظ على الأمن والاستقرار". وأضاف أن تتبع العناصر الإرهابية وتفكيك مخططاتهم قبل أن تُزهق أرواح بريئة أو تُستهدف منشآت وطنية يعكس احترافية ومهنية عالية لدى الأجهزة الأمنية، مشددًا على أن الجماعات المتطرفة ومن يقف وراءها في الخارج لا يهدأ لهم بال طالما أن مصر مستقرة وتتقدم بخطى واثقة. وأكد رئيس حزب الاتحاد أن هذه المحاولات الإجرامية دائمًا ما تصطدم بجدار الدولة الصلب، وبجهاز أمني قادر على المواجهة الاستباقية وفرض الأمن بقوة القانون. واختتم صقر تصريحه بالتأكيد على تجديد الثقة الكاملة في القيادة الأمنية المصرية، وتقدير جهود وزارة الداخلية ورجال الأمن الوطني، قائلًا: "نحن في حزب الاتحاد نقف صفًا وطنيًا واحدًا مع مؤسسات الدولة، ضد كل من تسول له نفسه تهديد أمن الوطن. عاشت مصر آمنة، وحمى الله رجالها الأوفياء".


خبر صح
منذ 35 دقائق
- خبر صح
سارة نتنياهو تتهم ناشطة إسرائيلية بكشف أسرارها الشخصية لإيران
اتهمت سارة نتنياهو، زوجة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الناشطة المعارضة نافا روزوليو بتسريب معلومات حساسة عنها إلى جهات إيرانية مما يهدد سلامتها، وذلك على خلفية سلسلة من المنشورات التي نشرتها روزوليو ضمن احتجاجاتها ضد الحكومة. سارة نتنياهو تتهم ناشطة إسرائيلية بكشف أسرارها الشخصية لإيران شوف كمان: الداخلية السعودية تضبط 49 شخصاً لنقلهم 197 مخالفاً لعدم حيازتهم تصاريح الحج جاءت هذه الاتهامات ضمن استئناف قدمته سارة إلى المحكمة العليا الإسرائيلية بعد قرار المحكمة المركزية في تل أبيب بإلغاء أمر قضائي سابق يمنع روزوليو من الاقتراب منها أو تنظيم احتجاجات ضدها. سارة نتنياهو: إلغاء القرار القضائي ضد المعارضة يصب في صالح إيران ووفقًا لما ذكره موقع 'بحداري حريديم' العبري، اعتبرت سارة أن إلغاء القرار القضائي يشكل تهديدًا مباشرًا لحياتها ويصب في مصلحة إيران، وطالبت بإعادة فرض قيود على الناشطة بدعوى استمرارها في التحريض والمضايقة. كما أشار تقرير نشره موقع 'هاعين شافيئت' العبري إلى أن سارة نتنياهو رفعت دعاوى قضائية ضد روزوليو بسبب احتجاجات شخصية استهدفتها، منها تنظيم وقفات أمام أماكن خاصة مثل صالون التجميل الذي ترتاده، بالإضافة إلى نشر صور لأغراضها الشخصية وتذاكر سفرها. وفي استئنافها، اتهمت سارة روزوليو بتجاوز حدود الاحتجاج المشروع، مشيرة إلى أن نشاطها تسبب في نشر معلومات حساسة، منها موقعها الجغرافي، مما أدى إلى تهديدات فعلية من إيران، وفقًا لتقرير لموقع ICE الإسرائيلي. دور خفي في أزمة قانون التجنيد.. سارة نتنياهو تدخل الكنيست سرًا للضغط السياسي وفي وقت سابق، كشفت صحيفة 'معاريف' العبرية عن زيارة سرية قامت بها سارة نتنياهو إلى الكنيست منتصف ليل الاثنين، ضمن مساعٍ لدفع مشروع قانون تجنيد اليهود الحريديم، والذي يواجه اعتراضات داخل الائتلاف الحكومي. ووفق الصحيفة، دخلت سارة مبنى الكنيست من ممر جانبي دون إعلان رسمي، والتقت رئيس لجنة الخارجية والدفاع، يولي إدلشتاين، في محاولة لإقناعه بدعم القانون، وذلك بعد إخفاق زوجها رئيس الوزراء في كسب تأييده. تُوصف سارة بأنها صاحبة نفوذ غير معلن في دوائر الحكم، ويُعتقد أن لقاءها مع إدلشتاين حمل مزيجًا من 'الترغيب والضغط'، بهدف تغيير مواقفه المتصلبة تجاه تجنيد الحريديم. مقال مقترح: نتنياهو يرفض مقترحات حماس حول إطلاق النار في غزة لكن الخطوة جاءت بنتائج عكسية، حيث دفع إدلشتاين بعدها بصيغة قانونية أكثر تشددًا، مما أثار غضب الأحزاب الدينية، وأدى إلى انسحاب كل من حزبي 'شاس' و'يهدوت هتوراة' من التحالف الحكومي، ما فاقم الأزمة السياسية وهدد بإسقاط الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة. اتهامات وانقسامات داخل الائتلاف وسط التوتر، اتهمت سارة نتنياهو إدلشتاين بمحاولة تقويض سلطة زوجها من داخل الائتلاف، معتبرة تحركاته 'انقلابًا سياسيًا ناعمًا'، بينما سارع بنيامين نتنياهو لاحتواء الموقف، موضحًا أن ما يجري 'خلاف في وجهات النظر لا أكثر'. من جانبه، تمسك إدلشتاين بموقفه، مؤكدًا أن مشروع القانون يهدف إلى إرساء العدالة في ملف التجنيد، دون الإساءة للمتدينين، مشيرًا إلى أن تمرير القانون يجب أن يتم وفق الآليات البرلمانية وليس بالضغوط السياسية، محذرًا من أن محاولات عزله ستضرب النظام السياسي الإسرائيلي في عمقه.


الاقباط اليوم
منذ ساعة واحدة
- الاقباط اليوم
من الإسكندرية إلى العاصمة الإدارية.. 7 محطات في تاريخ المقر البابوي للكنيسة القبطية
تُعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من أعرق المؤسسات الدينية في العالم، وتمتد جذورها إلى أكثر من واحد وعشرين قرنًا مضت، من التعليم والصمود والتاريخ المشرق، ولعبت الكنيسة خلال مسيرتها دورًا محوريًا في تشكيل الهوية المصرية، وكان للمقر البطريركي مكانة خاصة في هذه المسيرة، باعتباره المركز الإداري والروحي للكنيسة، ومقر إقامة البابا، رأس الكنيسة وأب رعاياها في الداخل والخارج، حيث يُمارس مهامه في الرعاية والتعليم وقيادة الشعب القبطي. وخلال هذا التاريخ العريض منذ أول بطريرك لها مارمرقس الرسول إلي بطريركها الحالي البابا تواضروس الثاني، مَر المقر بـ7 محطات مختلفة بدأت من أقصى شمال مصر في منطقة محطة الرمل بالإسكندرية وصولاً إلى كاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية، وفي خلال السطور التالية تسرد «البوابة» هذه المحطات، مسلطين الضوء على تاريخ الكنيسة وآبائها العظام. نبدأ بالمقر الأول وهو الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، حيث نبتت وانتشرت العقيدة المسيحية في مصر علي يد مارمرقس الرسول، وأجمع مؤرخو الكنيسة القبطية أن مرقس البشير قد جاء إلي الإسكندرية في حقبة نيرون الملك إمبراطور روما (54:68) بالتحديد في عام 61 م. وروى المؤرخ الكنسي ملاك لوقا قصة البشارة في الإسكندرية في كتابه "الأقباط النشأة والصراع"، قائلاً: "عندما دخل مرقس البشير إلي مدينة الإسكندرية رأى حذاءه قد تهرأ لكثرة المشي؛ فمال إلى إسكافي يدعي أسمه "إنيانوس" لكي يقوم بإصلاحه. إذا وهو قائم بإصلاحه دخل المخراز في يده؛ فصاح للوقت مستغيثاً بالله الواحد، وقال: "ايوس ثيئوس" ومعناها (يا إلهانا الواحد)؛ فكانت هذه فرصة صالحة تهيئات لمرقس البشير وسأله عن مقدار معرفته بالإله الواحد، ولم يلقي منه جوابا يؤيد معني ما لفظ به، وقال له البشير: إذا كنت تعلم أن الله واحد لماذا تعبد كل هذه الآلهة الكثيرة؟، وبعد ذلك حكي له عن الله الواحد وأمن بتعاليم السيد المسيح، ومن ثم دعاه الإسكافي لمنزله ليستريح ويأكل خبزاً، وأكمل مرقس البشير حديثه عن الله لأهل بيته، وأمن الإسكافي هو وأهل بيته جميعاً وعمدهم وباركهم، وأصبح منزله مركزاً للتبشير بالديانة المسيحية في البلاد". وبمرور الوقت زاد أتباع المسيحية في الإسكندرية واعتنقوا التعاليم الجديدة، وبعد عامان قام مرقس الرسول برسامة إنيانوس الإسكافي أسقفاً ليكمل هو البشارة في المدينة بجانب رسامة عدد من القساوسة والشمامسة، إلى أن أصبح هناك مدرسة لاهوتية قوية تجاري حداثة وعلم فلاسفة وأهل الإسكندرية. وفي عام 65م غادر مارمرقس مصر وذهب لوطنه ليبيا وعاد بعد ذلك بعدة سنوات إلى مصر ليطمئن على حال كنيسته، وفي تاريخ 16 أبريل عام 68م قُتل اول رئيس للكنيسة القبطية على يد الوثنيين المصريون، ودُفن جسده في الكنيسة التي أسسها هو والمؤمنون الأوائل وخلفه وأكمل رسالته من بعده "إنيانوس الإسكافي" البطريرك الثاني من بطاركة الكنيسة القبطية. وظلت الكنيسة المقر الرسمي لبطاركة الكنيسة لأكثر من 10 قرون متتالية، عاصرت خلالها الإمبراطورية الرومانية والبيزنطية وأخيراً الإسلامية؛ إلي أنه يُستثني بعض الفترات في الحقبة البيزنطية عقب مجمع خلقيدونية عام 451م، حيث وقع اضطهاد شديد على الكنيسة القبطية ومؤمنيها؛ مما اضطر الباباوات الثلاثة بطرس الرابع البطريرك 34 (567-569م)، ودميانوس البطريرك 35 (569-605م)، وأنسطاسيوس البطريرك 36 (605-616م) إلى الإقامة مؤقتا في دير الزجاج غرب الإسكندر إلى أن عاد المقر مرة أخرى لمكانته الطبيعية بالإسكندرية. وبهذا التاريخ الحافل فقد جلس علي كرسي الكنيسة المرقسية 64 بطريركاً بجانب مؤسسها مارمرقس الرسول، وكان آخرهم البابا شنودة الثاني (1032م- 1046م)، البطريرك الـ65 من بطاركة الكنيسة. وعلي الرغم من انتقال المقر البابوي لمحطات عديدة فيما بعد إلي أنه مازال يطلق علي بطريرك الكنيسة القبطية، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ذاكرين مبشرها ومقرها الأول. بعد أن وصل الفاطميون إلى حكم البلاد بدأ القائد جوهر الصقلي في 6 يوليو عام 969م ببناء عاصمة جديدة لمصر بأمر من الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، وسميت بالقاهرة، مما دفع البابا خريستوذولوس، البطريرك السادس والستين للكنيسة، لنقل الكرسي البابوي إلى العاصمة الجديدة، وأصبحت الكنيسة المعلقة هي المقر البابوي ومركز إدارة الكنيسة المصرية، وتقع الكنيسة على بعد أمتار قليلة من جامع عمرو بن العاص، ومعبد بن عزرا اليهودي، وكنيسة القديس مينا بجوار حصن بابليون. وسميت الكنيسة المعلقة بهذا الاسم لأنها بنيت على برجين من الأبراج القديمة للحصن الروماني "حصن بابليون"، وقد بناه الإمبراطور تراجان في القرن الثاني الميلادي، وتعتبر المعلقة هي أقدم الكنائس التي لا تزال باقية في مصر وقد صممت الكنيسة علي الطراز البازيليكي المكون من 3 أجنحة وردهة أمامية وهيكل يتوزع على 3 أجزاء، وقد دفن بها عدد من البطاركة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، ولا تزال توجد لهم صور وأيقونات بالكنيسة تضاء لها الشموع وتعتبر مزاراً مهماً للأقباط، نظرا لقدمها التاريخي. واستمرت الكنيسة المعلقة المقر الرسمي للكرسي البابوي حتى عهد البابا يؤانس الثامن البطريرك 80 (1300 ــ 1320). الكنيسة المعلفة وفى عهد البابا يؤانس الثامن البطريرك 80 (1300 ــ 1320م) تم نقل المقر البابوي من الكنيسة المعلقة إلى كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة، ويرجع تاريخ بناء الكنيسة إلي القرن الرابع الميلادي حيث قام ببناها رجل أعمال قبطي يدعى الحكيم "زيلون" في عام 352م، بعد أن عرف أن هناك بئرا شربت منه العائلة المقدسة، السيد المسيح والسيدة العذراء ويوسف النجار، خلال هروبهم من فلسطين إلى مصر، وبنى الكنيسة على هذا البئر إضافة للاستراحة التي استراحت فيها العائلة. وتم تصميمها على شكل سفينة سقفها خشبي والجانبين منخفضين، ويأتي شكلها من الداخل على هيئة صليب من الشرق للغرب هو الأطول والعرض بحرى وقبلي أصغر، والكنيسة كانت مبنية من الحجر الجيري، والعمدان والتيجان أعلاها من مختلف العصور التي مرت بها مصر بداية من العصر الفرعوني مرورًا بالروماني والمسيحي والإسلامي. وقال عنها المؤرخ أبوالمكارم سعد الله بن جرجس في كتاب «تاريخ الكنائس والأديرة»: «أنه كان بحارة زويلة كنيسة عظمى جداً بها من الأبنية المشيدة والأحجبة المطعمة بالعاج والأبنوس والتصاوير والنقوش المذهبة من عمل الصناع والمصورين المصريين الأقباط وأعمدة المرمر وغير ذلك ما يذهل الناظرين.» وفي النهاية استمرت هذه الكنيسة المقر البابوي لبطاركة الكنيسة القبطية لمدة ثلاث قرون ونصف ترأس خلالها حوالي 21 بطريركاً انتهوا بالبابا مرقس السادس البطريرك الـ101 ( 1646- 1656 م). وبعد أن رسم البابا متاؤس الرابع بطريركاً للكنيسة القبطية رقم 102 في عام 1660م، قرر أن ينقل المقر البابوي للمرة الرابعة في تاريخه من حارزة زويلة إلي حارة الروم بكنيسة السيدة العذراء مريم ويطلق عليها أيضاً كنيسة العذراء المغيثة وقال عنها المقريزى فى خططه «هى كنيسة تعرف بالمغيثة بحارة الروم بالقاهرة وهى على اسم السيدة مريم»، ولقد لقبت بـ(المغيثة) تبركا بالسيدة العذراء، التى تنجى وتغيث كل من كان فى شدة ويلجأ إليها طالبا صلواتها. وقد تم البدء في إنشاء هذه الكنيسة في أواخر القرن الخامس أو مطلع القرن السادس الميلادي وتمت عمارتها في منتصف القرن السادس فى عهد البابا أرسيوس الأول إلا أنها تهدمت، فأمر بغلقها سنة 1026م. وظلت مغلقة حتى أعيد فتحها بعد تجديدها لأول مرة على عهد البطريرك البابا خريستوذولس، ولكنها ما لبثت أن تهدمت أيضا على عهد الناصر محمد بن قلاوون سنة 1321م وتم تجديدها للمرة الثالثة. وبناء الكنيسة الحالي يرجع الى عام 1814م من عصر محمد على، وتم بناؤها على النظام البيزنطي، وتحتوى على بئر مياه شربت منه العائلة المقدسة. نقل الكرسي البابوي من حارة الروم إلي الكنيسة المرقسية الكبري بالدرب الواسع في عهد البابا مرقس الثامن بطريرك الكنيسة القبطية الـ 108م، وتعود قصة هذه الكنيسة لأواخر القرن الثامن عشر في زمن، في أيام المعلم إبراهيم الجوهري الذى كان يتولى منصب رئيس كُتاب القطر المصري، وكان في تلك الحقبة مسألة استخراج ترخيص لبناء كنيسة او تصليح ما تهالك من الكنائس القبطية القديمة امر صعب جداً، إلي شاءت الظروف التي هيأت لبناء هذه الكنيسة العريقة، فيذكر علي باشا مبارك في خططه أنه اواخر هذا القرن، قامت احدي الاميرات التي يُعتقد انها كانت اخت السلطان العثماني، بزيارة إلي مصر المحروسة في طريقها للحج، فقام الارخن المعلم إبراهيم الجوهري كبير الكتبة المصريين باستقبالها واهتم بأمرها وخدمتها وقدم لها الهدايا النفيسة. وبعد كل ما قدمه المعلم إبراهيم من محبة واخلاص فأرادت أن ترد له الجميل قبل أن تغادر، فعرضت عليه أن يطلب منها ما يريد لما له من اسم بدار السلطنة وشهرة فى خدمة الحكومة، وكان الرجل في ذلك الوقت غنى عن الدنيا؛ فطلب منها ان ترفع الجزية عن الرهبان والقساوسة وان تصدر رخصة سلطانية ببناء كنيسة بالازبكية حيث يسكن وقوبل الطلب بالإجابة. وبدأ بعدها عملية البناء بأرض كان يملكها المعلم يعقوب القبطي والمعلم ملطى، ولكن لم يشأ القدر أن يرى الأرخن إبراهيم الجوهري أولى الصلوات في هذه الكنيسة، فانتقل من عالمنا بعدها بفترة قصيرة؛ فقام باستكمال عملية البناء اخيه جرجس الجوهري وتم افتتاحها للصلاة فى عام 1800م، وسميت باسم الكنيسة المرقسية، وانتقل للعيش فيها البابا مرقس الثامن بطريرك الكنيسة القبطية الـ 108، وصارت مقرا للبطريرك ومكان تنصيب البطاركة والاساقفة وأقيمت حولها مقرات الأديرة القبطية. وظلت الكنيسة المرقسية مقرا للبطريركية حتى نهاية عهد البابا كيرلس السادس الذى بدأت فى عهده بناء الكاتدرائية المرقسية الجديدة فى الأنبا رويس التى أقيمت فيها صلوات تتويج البابا شنوده الثالث وأصبحت المقر البابوي فيما بعد. انتقل المقر البابوي بعد ذلك إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وهو المقر الحالي للكنيسة، وكان ذلك في عهد البابا كيرلس السادس بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رقم 116، وبنيت الكاتدرائية على مساحة 6200 متر، وهي أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط لمدة لعقود عديدة، وبلغت تكاليف تأسيسها نحو 350 ألف جنيه مصري، وكانت العلاقة طيبة جداً بين البابا والزعبم الراحل جمال عبدالناصر، حيث ساهم الرئيس في بنائها وقدم تبرعًا للكنيسة بمبلغ قدره 167 ألف جنيه. وصمم الكاتدرائية المهندس المعماري الشهير ميشيل باخوم وصممت على شكل صليب، ونفذت أعمال بنائها شركة النيل العامة للخرسانة المسلحة، وبعد ثلاث سنوات من البناء، افتتحت رسمياً للصلاة فى 25 يونية 1968م فى حفل مهيب بحضور جمال عبد الناصر والإمبراطور هيلاسلاسي إمبراطور إثيوبيا بجانب حضور شعبي غفير؛ لتصبح بعدها مركزاً لمسيحيي مصر والشرق الأوسط وأفريقيا. ويضم مقر المرقسية عدداً من الكنائس والخدمات داخل أسوارها، بينها كنيستان باسم السيدة العذراء أسفل الكاتدرائية، وكنيسة السيدة العذراء والأنبا رويس وكنيسة السيدة العذراء والأنبا بيشوي، وإضافة إلى ذلك هناك كنائس أسقفية الخدمات، وهي كنيسة الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوي وكنيسة القديس موريس والقديسة فيرينا وكنيسة العذراء والأنبا بولا والأنبا صموئيل، عوضاً عن المباني الخدمية العديدة التي تضمها الكاتدرائية، حيث يضم المركز الإعلامي باسم الكنيسة والمركز الثقافي الذي يحافظ علي تراثها، ومسرح الأنبا رويس الذي يشهد جميع الاحتفالات الكنسية. وخضع المقر البابوي الحالي لأعمال تجديد عديدة نذكر منها ما هو في عهد البابا الحالي البابا تواضروس الثاني، بعد جلوس قداسته علي الكرسي المرقسي بعامين بالتحديد في أواخر 2014م، قام بالعمل علي تجديد الكاتدرائية وتطويرها؛ وذلك بمناسبة الاحتفال باليوبيل علي إنشائها. وكلف البابا تواضروس الثاني بعدد ضخم من رسامي الأيقونة في مصر بإضافة أيقونات علي جدران الكاتدرائية تعبر عن تاريخها الكنسي السابق وتاريخها الأليم المعاصر؛ حيث استهدفت الجماعات الإرهابية العديد من الأقباط المسيحيين عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي. واشتملت الأيقونات الجديدة علي رحلة العائلة المقدسة لأرض مصر، وأيقونة كبيرة لشهداء الأقباط فى ليبيا، وكذلك مجموعات شهداء العصر الحديث فى البطر سية وطنطا والمرقسية فى الإسكندرية، بجانب العديد من الأيقونات التاريخية مثل أيقونة للبابا أثناسيوس الرسولى حامى الأيمان والأنبا بولا والأنبا أنطونيوس وهما مؤسسا الحياة الرهبانية فى العالم والانبا رويس شفيع المكان. واستمرت أعمال التطوير لمدة أربع سنوات، وفى يوم تاريخي قام قداسة البابا تواضروس الثاني بتدشين الكاتدرائية المرقسية ذكري عيد تجليسه علي الكرسي المرقسي في يوم 18 نوفمبر 2018م حيث قام قداسته بتدشين الثلاث مذابح الرئيسية؛ وأيقونة حضن الآب؛ كما قام الآباء المطارنة بتدشين الأيقونات الموجودة علي جانبي الكاتدرائية. واشترك في صلوات التدشين حوالي 107 مطارنة وأساقفة، وتم تدشين حوالي 200 أيقونة من أيقونات الكاتدرائية الجديدة. وتعتبر الكاتدرائية في الوقت الحالي هي إحدى أهم القلاع الكنسية في الشرق الأوسط، ولها مكانة كبيرة في قلوب الأقباط؛ بسبب الأحداث التاريخية التي شهدتها علي مدار هذه العقود شهدت الكاتدرائية، فقد عادت رفات مرقس البشير من كاتدرائية سان ماركو بفينيسيا بإيطاليا والتي تسلمها وفد بابوي برئاسة الأنبا مرقس مطران أبوتيج من البابا بولس السادس- بابا الفاتيكان- في 22 يونيو 1968م، ودشن بالمقر مدفن خاص بالقديس مرقس كاروز (واعظ) الديار المصرية. وشهدت أيضاً صلاة التجنيز على روح قداسة البابا كيرلس السادس فى 10 مارس 1971؛ كما تم تجليس البابا شنوده الثالث البطريرك الـ 117 فى 14 نوفمبر 1971م، وأيضا صلاة التجنيز على قداسته في 21 مارس 2012؛ كما تم بيها صلوات رسامة البابا تواضروس الثاني البطريرك الـ 118 في 18 نوفمبر 2012م. أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، عام 2016، عن خطة إنشائه للعاصمة الإدارية الجديدة، وحرص الرئيس على إبراز روح ومعالم الدولة الجديدة روح المواطنة والمساواة؛ حيث حرص علي إنشاء كاتدرائية "ميلاد المسيح" بالتوازي مع إنشاء مسجد "عبدالفتاح العليم" أكبر مسجد في الشرق الأوسط، وتقع في شرق مشروع أرض المعارض (إكسبو)، جنوبي الحديقة المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، على مساحة 15 فدانًا، أي ما يعادل 63 ألف متر مربع. وتعد الكاتدرائية الأكبر في الشرق الأوسط، حيث تستوعب 8200 فرد، وتتكون الكاتدرائية من كنيستين كبرى وصغرى، وقاعة للمناسبات وقاعتين فرعيتين، وغرف تعميد واستراحة وغرفة للكنترول، كما تحتوي علي متحف لتاريخ الكنيسة القبطية، ويوجد بها من الداخل أيقونات مرسومة علي الحوائط تعبر عن ميلاد السيد المسيح؛ وبشارة القديسة العذراء مريم؛ وبعض الأيقونات المستوحاة من سفر الرؤيا ويبلغ قطر القبة الرئيسية 40 مترًا، وارتفاعها عن الأرض 36 مترًا، وتوجد منارتان يبلغ ارتفاع كل منهما أكتر من 60 مترًا، وبُنيَت الكنيسة بمساهمة المصريين "مسلمين ومسيحيين"، وقد افتُتِحَت الكنيسة الصغرى بالكاتدرائية جزئيًّا لتشهد صلاة قداس عيد الميلاد بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي في يناير 2018م، إلى أن تم الافتتاح الرسمي في 6 يناير 2019م. وعلي خطي نقل المقر البابوي من الإسكندرية إلي القاهرة عاصمة مصر الجدير العاصمة الجديدة في حقبة الفاطميين؛ فمن المتوقع نقل المقر البابوي من القاهرة إلي العاصمة إلي الإدارية لمواكبة التغير وانتقال مركزية الدولة إلي المدينة الجديدة. وفي سابقة تاريخية لم تحدث من قبل، حصلت الكنيسة القبطية على مقر إداري منفصل عن المقر البابوي؛ وذلك عقب تقدم البابا تواضروس الثاني في 14 فبراير عام 2014 بطلب إلى المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء وقتها، بطلب تخصيص مساحة أرض في حدود 30 فدانا بالقاهرة الجديدة لنقل المقرات الإدارية الخاصة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية إليها. لتكون بذلك كاتدرائية ميلاد السيد المسيح مقراً لسكن وإقامة بطريرك الكنيسة القبطية فقط، بينما ستُدار كافة الأمورة الرعوية بالكنيسة في المقر الإداري الجديد، وكانت قد انفردت 'البوابة" بالحديث عن ذلك المقر وأردفنا كافة المستندات والتفاصيل المتعلقة به. ويضم المقر المباني الآتية: - مبنى المقر المركزي - الديوان البابوي - مقر المجمع المقدس (اللجان-السكرتارية) - مقر سكن لبابا الكنيسة – المساعدين - المجلس الملي العام الهيئات التعليمية: - الكلية الإكليريكية - معهد الدراسات القبطية - معهد الكتاب المقدس - معهد الرعاية والخدمة - معهد الألحان والموسيقي القبطية الأسقفيات العامة - أسقفية الخدمات العامة - أسقفية الشباب - أسقفية الطفولة والتربية - أسقفية الأسرة المسيحية - أسقفية المهجر الخدمات العامة - المكتبة الكبرى/ قاعات العروض - كنيسة مارمرقس - المسرح الكبير - مبني الضيافة الرسمية - هيئة الأوقاف القبطية بالإضافة الى الملاعب الرياضية الشبابية والجراجات والحدائق والطرقات