
ترامب والغزواني: 'إذلال ما بعده إذلال'
قاطع ترامب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني أثناء حديثه، قائلاً: 'ربما علينا أن نُسرع قليلاً… فقط قل لنا اسمك وبلدك'.
ولم تكن هذه المداخلة الوحيدة من نوعها؛ إذ توجّه ترامب إلى رئيس غينيا بيساو بنفس الطلب، وسأل نظيره الليبيري قائلاً: 'أين تعلمت الإنجليزية؟'، مبدياً دهشته من إتقانه للغة، رغم أن الإنجليزية هي اللغة الرسمية لبلاده.
وأثارت تعليقات ترامب عاصفة من ردود الفعل، وانتشرت بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي.
'إذلال دبلوماسي' وغضب شعبي
BBC
العديد من الأصوات الموريتانية والعربية عبّرت عن غضبها مما وصفته بالإهانة العلنية لرئيس دولة ذات سيادة.
رين السبع قالت إن المشهد بدا وكأنه استدعاء أمام معلم، فكتبت: 'خلال القمة بالبيت الأبيض اليوم قاطع الرئيس الأمريكي ترامب رئيس موريتانيا أثناء كلمته داعيًا إياه والقادة الأفارقة الحاضرين إلى تسريع مداخلاتهم والاكتفاء بذكر أسمائهم وبلدانهم، مثل تلاميذ في القسم. إذلال ما بعده إذلال'.
https://twitter.com/reinedesabaa8/status/1943080135315333626?s=46
أما الدكتور مراد علي، فاعتبر ما جرى امتداداً لنزعة استعمارية، قائلاً: 'لم يُخفِ الرئيس ترامب نزعته العنصرية ولا تعامله الفوقي المتجذر'.
https://twitter.com/mouradaly/status/1943243408887418978?s=46
في الصورة التي التُقطت داخل المكتب البيضاوي، يظهر دونالد ترامب جالساً خلف مكتبه، محاطاً بخمسة من رؤساء دول غرب أفريقيا، يقفون إلى جانبه بوجوه رسمية متجهمة. تمركز ترامب في منتصف المشهد، مع قبعته الحمراء الشهيرة على الطاولة، أثار ردود فعل على المنصات، حيث رأى البعض أن الصورة تعكس توازناً رمزياً مختلاً في هذا اللقاء البروتوكولي.
صاحب حساب 'حلم فريد' علّق بالقول: 'في هذه الصورة، لا يظهر ترامب فقط جالساً خلف مكتبه، بل يبدو كمن جلس على كرامة ضيوفه أيضاً'.
السخرية كوسيلة للمقاومة
في المقابل، اختار آخرون التعبير عن غضبهم بسخرية، ومنهم من حمل الرئيس الموريتاني مسؤولية هذا الموقف معتبرين أنه بدأ يتحدث عن بلاده وخيراتها وكأنها سلعة يبيعها في احد الأسواق، مثل وردة التي سخرت من طريقة الخطاب الموجهة إلى ترامب وكتبت: 'مزيانة ليه! باش يتعلم! حيت راه حاس براسو! عندما أعطاه ترامب الكلمة بدأ يسرد عليه خيرات موريتانيا وكأنّه في سوق يبيع سلعته! ما هكذا ترود الإبل'.
فيما كتب حساب ساخر يحمل اسم الرئيس الموريتاني: 'سعدت بلقاء الرئيس ترامب اليوم، يبدو أنّه تمت مقاطعة خطابي الطويل، وهذا مُتفهم جداً. أعتذر عن لغتي الفرنسية الركيكة، لقد أصابتني 'كارما' الدستور الذي ينص على أن لغة بلدي هي العربية'.
الصحافي محمد عبد المؤمن وصف ما جرى بأنه يتجاوز الفضيحة إلى 'الاستصغار والاحتقار'، داعياً القادة الأفارقة إلى التعلم من رئيس أوكرانيا 'كيف تدافعون عن كرامتكم'.
قراءات متباينة وتفسيرات متضاربة
BBC
بعض المعلقين رفضوا رواية الإهانة من أساسها. كتب لعزيز بن عبد الرحمن: 'الكلام لم يكن موجّهاً إلى رئيس موريتانيا، بل كان موجّهاً إلى الرئيس الذي يجلس بجانبه'، مشيداً بما وصفه بـ'رقيّ' الدبلوماسية الموريتانية.
واعتبر عبدالله عبد الرحمن أن ما يحكى عن إهانة لرئيس موريتانيا هو 'كذب' وأضاف: 'الغزواني أنهى كلامه الذي استغرق 10 دقائق، وترامب شكره قبل أن يتوجّه للرئيس الآخر'.
ممود علي أيضاً خالف الرواية الشائعة، قائلاً: 'غير صحيح، الرئيس الموريتاني أكمل خطابه وأظهر له ترامب الكثير من الإعجاب'.
انقسام داخلي بين الدفاع والنقد الذاتي
وسط السجال، برزت أصوات حملت لوماً للرئيس الموريتاني. عزوز بن صالح ربط بين الموقف وملف التطبيع، مدوناً: 'من يهن، يسهل الهوان عليه. رئيس موريتانيا، المرشح الأبرز للعودة للتطبيع مع إسرائيل، يتعرض للإهانة من قبل ترامب.'
بينما قدّم أحمد مجدي قراءة معاكسة، قائلاً: 'فخورين بموقف الرئيس الغزواني اليوم في البيت الأبيض. أعلن دعم موريتانيا لترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام… صوت واثق يمثلنا بكل قوة'.
https://twitter.com/ahmed_ahmedmejd/status/1943215652937900267?s=46
الدكتور عامر فاخوري اختصر الموقف وتوجه الى الرئيس ترامب بالقول: 'البروتوكول الدبلوماسي ليس رفاهية… بل احترام متبادل بين الدول. حتى القوة تحتاج إلى لياقة'.
خلفية اللقاء وسياقه البروتوكولي
اللقاء الذي جمع ترامب برؤساء موريتانيا، ليبيريا، السنغال، غينيا بيساو والغابون، كان مخصصاً لبحث الفرص التجارية ومسائل الأمن الإقليمي. لكن وفق الصحافية مريم الصمد، فإن ترامب قاطع الغزواني بعد سبع دقائق من مداخلته، قائلاً له: 'علينا أن نكون أسرع قليلاً… لدينا جدول أعمال ممتلئ'، ثم طلب من الرئيس المجاور أن يكتفي بذكر اسمه وبلده.
ناريمان ناجي أضافت تفاصيل أخرى: 'ترامب لرئيس ليبيريا: أنت اتعلمت إنجليزي فين؟ ترامب لرئيس موريتانيا: جميل ما تقوله لكن عليك أن تنجز! ترامب لرئيس غينيا بيساو: اسمك واسم بلدك!'.
بسام بونني علّق على احتفاء ترامب بإتقان رئيس ليبيريا للإنجليزية: 'مقاطعة ترامب لرئيس موريتانيا وسؤاله عن اسمه وبلده يدينه هو لا ضيفه'.
الغزواني: الخلفية السياسية والعسكرية
ولد محمد الشيخ الغزواني عام 1956، وتخرّج من الأكاديمية العسكرية في المغرب، قبل أن يصعد تدريجياً في الرتب حتى أصبح قائداً للأركان، ووزيراً للدفاع، ثم رئيساً للجمهورية عام 2019 بنسبة 52 بالمئة. أُعيد انتخابه عام 2024 بـ56 بالمئة من الأصوات، في انتخابات اعتبرها البعض استمراراً لتقاليد عسكرية رغم المظهر المدني.
الغزواني كان حليفاً مقرّباً من الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وشاركه في انقلابَي 2005 و2008. لكن العلاقة بينهما توترت لاحقاً، وانتهت بمحاكمة ولد عبد العزيز وسجنه بتهم فساد.
في ولايته الأولى، حافظ الغزواني على استقرار أمني نسبي في بلد يشهد فقرًا وتحديات هيكلية. كما حاول تقديم موريتانيا كشريك غربي في منطقة الساحل المضطربة، مع الحفاظ على علاقات مع جيرانها العسكريين المتحولين إلى روسيا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


OTV
منذ 8 دقائق
- OTV
ترامب يؤكد مجددا أن المنشآت النووية الإيرانية دمرت بالكامل
جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب التأكيد أن المنشآت النووية الإيرانية التي استهدفها القصف الأميركي 'دمّرت بالكامل'، بعدما أفاد تقرير حديث بأن بعض هذه المواقع صمد إلى حدّ بعيد. وفي منشور على شبكة التواصل الاجتماعي 'تروث سوشال'، أكد ترامب مجددا أن 'المواقع النووية الثلاثة كلّها في إيران دمّرت بالكامل و/أو سحقت'. وأشار إلى أن الأمر 'سيستغرق سنوات قبل وضعها في الخدمة مجدّدا. وإذا ما أرادت إيران القيام بذلك، فمن الأجدى بها أن تبدأ من جديد، في ثلاثة مواقع مختلفة'. يذكر أنه في 22 حزيران، قصفت الولايات المتحدة موقع تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في فوردو جنوب طهران، ومنشأتين نوويتين في أصفهان ونطنز (وسط). ولم يُعرف بعد الحجم الفعلي للأضرار التي ألحقها القصف بهذه المواقع.


الديار
منذ 8 دقائق
- الديار
التحكم المروري: إلحاقاً للحادث المروري تصادم بين سيارتين على اوتوستراد جونية مقابل كازينو لبنان باتجاه طبرجا توفي الجريح متأثرا باصابته.
Aa الأكثر قراءة إسرائيل تسعى الى منطقة عازلة من حاصبيا الى السويداء ودرعا جبل الشيخ والجولان سيتحوّلان الى نقاط استثمارات دوليّة واشنطن والرياض تسعيان لانقلاب أبيض يُغيّر موازين القوى في لبنان انه السقوط الأخير للشرق الأوسط باراك يلعب «الغولف» مع ترامب و«يُصغي» الى الشيخ طحنون بن زايد هل تنعكس أحداث السويداء على الوضع الدرزي اللبناني؟ الصراع ليس بين الموحّدين والسُنة... ومٌصالحة الجبل ثابتة اشترك بنشرة الديار لتصلك الأخبار يوميا عبر بريدك الإلكتروني إشترك عاجل 24/7 18:30 التحكم المروري: إلحاقاً للحادث المروري تصادم بين سيارتين على اوتوستراد جونية مقابل كازينو لبنان باتجاه طبرجا توفي الجريح متأثرا باصابته. 18:04 مصدر أمني سوري للجزيرة: سنتوسع في نشر قوات الأمن الداخلي لفض الاشتباكات في أغلب ريفي السويداء الغربي والشمالي. 18:03 مصدر أمني سوري للجزيرة: افتتاح معابر إنسانية بين محافظتي درعا والسويداء لتأمين خروج المدنيين والجرحى، ونعمل على تأمين كل من يود الخروج من السويداء حتى يكتمل الانتشار بالكامل. 18:03 مصدر أمني سوري للجزيرة: سنعمل على تنفيذ الاتفاق خلال 48 ساعة وبعدها سنقيم الموقف والتزام الطرف الآخر بتنفيذه، وقوات الأمن موجودة على الطرق الرئيسة والنقاط الحاكمة وليست ضمن نطاق المدن منعا للاحتكاك. 18:01 مصدر أمني سوري للجزيرة: سنعمل على تبادل الأسرى والمعتقلين بين كل الأطراف بعد نجاح الاتفاق، وسنعمل على تأمين الأهالي من البدو المحتجزين في مناطق سيطرة المجموعات الخارجة عن القانون. 17:33 الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاق السويداء : حان وقت الحوار والمضي قدما في انتقال جامع بالفعل.


ليبانون ديبايت
منذ 8 دقائق
- ليبانون ديبايت
هولين: طلب الموساد تهجير فلسطينيي غزة "شنيع ومقزز"!
وصف السيناتور الديمقراطي الأميركي كريس فان هولين، أمس الجمعة، طلب رئيس جهاز "الموساد" من الولايات المتحدة المساعدة في تهجير فلسطينيين من قطاع غزة، بأنه "شنيع ومثير للاشمئزاز"، محذرًا من أن واشنطن لا يجب أن تتواطأ في ما وصفه بـ"التطهير العرقي". ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصادر مطّلعة أن مدير "الموساد" دافيد برنيع، زار العاصمة واشنطن هذا الأسبوع، حيث عقد لقاءً مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وطرح خلاله مقترحًا يهدف إلى إقناع عدد من الدول بقبول مئات الآلاف من الفلسطينيين من قطاع غزة. ووفق المصادر نفسها، فإن برنيع أبلغ ويتكوف أن "إسرائيل تُجري اتصالات سرّية مع كل من إثيوبيا، إندونيسيا، وليبيا، لبحث إمكانية استقبال لاجئين فلسطينيين"، مدّعيًا أن هذه الدول أبدت "انفتاحًا مبدئيًا" تجاه المقترح، بحسب زعمه. وطلب المسؤول الإسرائيلي، وفق "أكسيوس"، من الإدارة الأميركية تقديم حوافز لتلك الدول، ودعم الجهود الدبلوماسية الإسرائيلية في هذا الملف، إلا أن ويتكوف لم يصدر موقفًا حاسمًا، ولم يتّضح بعد ما إذا كانت الإدارة الأميركية ستتدخل رسميًا. وبحسب الموقع، فإن هذه الخطوة تندرج في سياق خطة إسرائيلية مستمرة تهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة، في حين تصر الحكومة الإسرائيلية على توصيف العملية بأنها "هجرة طوعية". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد ناقش الملف نفسه خلال زيارته الأخيرة إلى البيت الأبيض، مؤكدًا أن إسرائيل "تعمل عن كثب" مع الولايات المتحدة من أجل إيجاد دول مستعدة لاستقبال الفلسطينيين، مشددًا على ضرورة منح سكان القطاع "حرية الاختيار" بين البقاء أو المغادرة.