logo
فلسطين الجغرافيا والديموغرافيا والتاريخ

فلسطين الجغرافيا والديموغرافيا والتاريخ

الشرق الأوسطمنذ 6 أيام
لا يسير التاريخ في خط واحد، إنما يسير بطريقة متعرجة في بعض الأوقات، صاعدة وهابطة، المهم كيف يستفيد اللاعبون من فرصه؟
قررت حكومة كير ستارمر في بريطانيا أن تعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر (أيلول) المقبل، ووضعت شروطاً لذلك الاعتراف، أو لعدم الاعتراف، أي الوقوف في المرحلة الوسطى. التوجه جاء بسبب الضغوط من جزء وازن من أعضاء البرلمان المنتمين للحزب الحاكم (العمال).
عدد من المؤرخين الإسرائيليين الجدد أجمعوا على أنه لولا بريطانيا لما قامت دولة إسرائيل، ولولا أميركا لما استمرت، من بين هؤلاء المؤرخين آفي شليم في كتابه «الجدار الحديدي... إسرائيل والعرب» الصادر عام 2000.
بريطانيا هي صاحبة وعد بلفور، وهي التي كانت منتدبة لسنوات طويلة لإدارة فلسطين بين 1920 - 1948.
الاعتراف بالدولة الإسرائيلية جاء من أميركا بعد 11 دقيقة من إعلانها. أما الاعتراف البريطاني فقد تأخر إلى نهاية عام 1949، وقتها كانت معارضة مجلس اللوردات البريطاني قائمة على عدد من النقاط، منها أنه لا يجوز الاعتراف بدولة «دينية»، ورفض الاعتراف بدولة قائمة على الحرب، وأيضاً المخاوف من تدهور علاقة بريطانيا بالعرب، من ضمن نقاط أخرى، إلا أن الحكومة البريطانية وقتها لم توقفها الاعتراضات عن الاعتراف، وإن تأخر!
وكأن التاريخ يعيد نفسه بشكل معاكس، فمباشرة بعد إعلان كير ستارمر نية حكومته الاعتراف بالدولة الفلسطينية، قام عدد من أعضاء مجلس اللوردات (43 عضواً) بالاحتجاج على ذلك، رغم أن الوعد مرتبط بشروط. من الحجج التي قدّمتها اللوردات أن الاعتراف بفلسطين يشجع «حماس» على استمرار تهديدها لأمن إسرائيل، وأنه لا يجوز الاعتراف بدولة لم تحدد حدودها، وأيضاً ليست لها حكومة موحدة! الأخير يقودنا إلى ما تكرر أن الخلاف الفلسطيني والتناحر بين الفصائل «مقتلة» لأي تقدم في القضية، ولا أحد يريد أن يسمع، فتقديم مصالح قيادات الفصائل مقدم على تضحيات الشعب الفلسطيني الهائلة!
من جانب آخر، ما زال بعضنا يتحدث عن «الزمن» الذي هو كفيل بإنصاف الفلسطينيين، ويشير هذا البعض إلى الديموغرافيا، أن حجم السكان الفلسطينيين سوف يزيد بنسب أكبر عن عدد الإسرائيليين في سنوات مقبلة، تلك ليست حقيقة، كما تقول الديموغرافيا والجغرافيا، التقديرات تقول إنه في 2040 سيكون هناك نحو 12 مليون إسرائيلي، ونحو 10 ملايين فلسطيني، حيث متوسط نمو السكان 3.5 في المائة فلسطينياً، بينما نسبة متوسط خصوبة الحريديم فقط (المجموعة الدينية الإسرائيلية) أكثر من 6 أطفال!
أما إن أخذنا تحمل الجغرافيا للتكاثر السكاني، فإن حجم إسرائيل 22 ألف كيلومتر مربع تقريباً. أما مساحة الضفة الغربية وغزة فهي 6 آلاف كيلومتر مربع فقط. أي أن المساحة الإسرائيلية تقبل نسبياً زيادة السكان، وعكسها المساحة الفلسطينية.
ومع ذلك، فإن الترانسفير هي الفكرة السياسية الإسرائيلية الثابتة. لذلك، فإن جزءاً من رسالة الإبادة التي تحدث في غزة اليوم، وأيضا في الضفة، هي طرد الفلسطينيين خارج أرضهم وإرهابهم للفرار.
الفكرة الرئيسية مما تقدم أن النافذة المفتوحة اليوم للفلسطينيين هي نافذة ضيقة زمنياً، وعملياً يجب النفاذ منها إلى دولة. وما مطالبات عدد من الدول العربية لقيادة «حماس» بالتخلي عن التعنت والأنانية والعيش في الأوهام، إلا محاولة للاستفادة من الفرصة، فإن مرّت فإن ذلك كارثة أكبر من أي كارثة سابقة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نتنياهو يريد «سيطرة عسكرية كاملة» على غزة
نتنياهو يريد «سيطرة عسكرية كاملة» على غزة

الشرق الأوسط

timeمنذ 22 دقائق

  • الشرق الأوسط

نتنياهو يريد «سيطرة عسكرية كاملة» على غزة

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه على السيطرة عسكرياً على قطاع غزة بأكمله، مضيفاً في مقابلة بثتها «فوكس نيوز»، أمس، أن إسرائيل لا تريد الاحتفاظ بالقطاع وإنما تريد «محيطاً أمنياً... لا نريد أن نكون هناك ككيان حاكم». كما تحدث نتنياهو، في مؤتمر صحافي، أمس، عن أن خطة حكومته بشأن غزة تفضي إلى تسليم القطاع إلى «هيئة حاكمة تتولى إدارته بشكل مؤقت». وأكد أن الحرب قد تنتهي «غداً» إذا ألقت «حماس» سلاحها، وسلّمت المحتجَزين إلى إسرائيل من دون قيد أو شرط. بدورها عدّت حركة «حماس» أن تصريحات نتنياهو تمثل «انقلاباً» على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، واستكمالاً لنهج «الإبادة والتهجير». على صعيد آخر، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن المنظمة شخصت في يوليو (تموز) الماضي ما يقرب من 12 ألف طفل، دون سن الخامسة في غزة على أنها حالات سوء تغذية حاد، مشيراً إلى أن هذا «أعلى رقم شهري يتم تسجيله على الإطلاق». أما منظمة «أطباء بلا حدود»، فقد أصدرت تقريراً بعنوان «هذه ليست إغاثة بل قتل ممنهج»، وثقت فيه الفظائع التي شهدها فريقها في عيادتين استقبلتا أعداداً هائلة من المصابين عند مراكز توزيع المساعدات.

طهران تلوح برد «مختلف» بعد تهديدات ترمب
طهران تلوح برد «مختلف» بعد تهديدات ترمب

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

طهران تلوح برد «مختلف» بعد تهديدات ترمب

لوّحت طهران برد «حاسم ومختلف» على أي هجوم جديد يستهدفها من الولايات المتحدة، أو إسرائيل، وذلك بعد ساعات من تجديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب تحذيراته بشأن إعادة قصف المنشآت النووية الإيرانية في حال قررت طهران العودة إلى أنشطة تخصيب اليورانيوم. وتتصاعد التوترات تدريجياً بين الطرفين مع تمسك طهران برفض التفاوض مع الولايات المتحدة، وإصرارها على مواصلة أنشطتها لتخصيب اليورانيوم. وخاطب رئيس الأركان الإيراني، عبد الرحيم موسوي، المسؤولين الغربيين، خصوصاً الأميركيين، قائلاً: «أي عدوان جديد سيواجه بردٍ حاسم وساحق ومختلف عن الماضي». ودعا إلى الاستعداد للقتال في جميع الساحات. وجاء ذلك بعدما دافع ترمب، مساء الأربعاء في واشنطن، عن الضربات للمنشآت النووية الإيرانية في يونيو (حزيران). وقال: «بإمكانهم القول إنهم سيبدأون من جديد، لكن سنعود بمجرد أن يبدأوا»، معرباً عن اعتقاده بأن الوضع سيكون مختلفاً جداً في إيران خلال السنوات المقبلة.

غزة.. خطة إسرائيلية للسيطرة على القطاع بالكامل
غزة.. خطة إسرائيلية للسيطرة على القطاع بالكامل

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

غزة.. خطة إسرائيلية للسيطرة على القطاع بالكامل

مع اقتراب الحرب الإسرائيلية على غزة من عامها الثاني، كشفت تقارير عن خطة إسرائيلية يدعمها نتنياهو بضوء أخضر من ترمب، وتتضمن مناورة برية لخمسة أشهر تهدف لاحتلال ما تبقى من القطاع وتهجير سكانه. لكن هذه الخطة تواجه بمعارضة قوية من الجيش الإسرائيلي نفسه، الذي يحذر من "تآكل قواته" والخطر المحدق بحياة الأسرى، ما يشعل صراعاً داخلياً قد يكون حاسماً لمستقبل غزة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store