
"ماديون"... الحب سيبقى أحلى الأقدار
حدة الماديات
ربما تعمدت المخرجة سيلين سونغ أن تكون شديدة الحدة في طرح ما اقترفته الماديات والحسابات من جرائم مؤلمة في حق المرأة، فهي لم تتطرق إلى الأمر كأنه مشكلة عابرة، بل ضغطت بشدة حتى ينزف الجرح ربما أملاً في أن يتشافى بالصدمة، أو لإيجاد حلول قد تغير المقاييس أو تجعلها أكثر هدوءاً ولطفاً.
عرض الفيلم ما فعلته الماديات والحسابات من جرائم في حق المشاعر الإنسانية والمرأة (مواقع التواصل الاجتماعي)
كررت المخرجة بين المشاهد والسطور عبارات كرَّست أن المادية التي نعيشها في عصر قاسٍ يخضع لمقاييس الطول والوزن والسن والجمال لم تؤثر إلا في فرص المرأة واستحقاقها فرص الحب والعشق.
بدأت الأحداث بمشهد لرجل وامرأة في حالة حب خلال العصر الحجري أو ربما قبل التاريخ، ويُلبس الرجل حبيبته خاتماً عبارة عن زهرة بيضاء نقية تسبب لها سعادة غامرة، ثم ينتقل المشهد الثاني، حيث نيويورك والمدينة الصاخبة بأضوائها وشوارعها وحداثتها وضجيجها المفرط عام 2025.
تظهر لوسي ماكارو التي لعبت دورها داكوتا جونسون، وهي امرأة في منتصف الثلاثينيات تعمل وسيطة زواج في شركة ضخمة تتخصص في التوفيق بين الرجال والنساء وتنسيق المواعدة في شقة فارهة، وهي في حالة من النشاط والطاقة المنظمة لأقصى الحدود.
عرض وطلب
تبدو لوسي امرأة جميلة، لكنها صلبة القلب وباردة المشاعر تتعامل مع كل شيء على أنه عرض وطلب ومقاييس تتوافق مع طلبات، فالشخص بالنسبة إليها يصنف ضمن قوائم صارمة، ويحدد موقعه منها السن والطول والوزن والمنصب الاجتماعي والدخل السنوي.
تنسى لوسي أنها امرأة وتضع النساء أيضاً وفق المقاييس الصارمة نفسها، حسب تصنيفهن المادي والشكلي مع الرجل المناسب أو المنشود.
جسد بيدرو باسكال دور هاري الثري الذي يمثل الجانب المادي من المجتمع (مواقع التواصل الاجتماعي)
ولأن لوسي تفكر بحسابات المادة وقسوة الرجال في اختيار المرأة على رغم حداثة العصر والتحضر تنجح في عملها وتستطيع أن تتمم زواج 9 حالات سميت فرص العمر وارتباط الأحلام بحسب تصنيف وكالة المواعدة التي تعمل بها.
تظل لوسي معتقدة أنها شخص لا يعتنق للحب مذهباً حتى يأتي اليوم الذي يقلب حياتها، وهو عُرس إحدى وكيلاتها على فتى الأحلام ابن العائلة الثرية الناجح والوسيم، وفي اليوم ذاته تتعرف لوسي على شقيقه هاري شقيق العريس، وهو أكثر وسامة وأهمية ومالاً وجاذبية، فتطلق عليه "الرجل المثالي" أو "وحيد القرن"، بحسب تصنيفات الشركة في وصف جودة الرجال.
تتفاجأ لوسي بوقوع هاري في حبها ورغبته في الارتباط بها، وتفضل أن تجعله مجرد زبون بوكالتها، وتتردد في عرضه لأنها بحسابات مادية تجد نفسها امرأة غير مناسبة لرجل في تميزه الفريد مادياً واجتماعياً.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تقسو لوسي بصورة مفرطة على نفسها وعلى مجتمع النساء بصورة درامية سوداء عندما تقول في جمل الحوار لهاري أو الرجل المثالي الذي يعرض عليها الحب، "أنت تستحق امرأة أفضل مني، فأنت متميز وفريد وثري ووسيم، لماذا تتزوج امرأة في الثلاثينيات أمامها سنوات ويغادرها جمالها؟ ولماذا تربط نفسك بامرأة فرص إنجابها ستتقلص بعد مدة قصيرة؟".
ويباغتها هاري بقوله إن هذه المعايير لا تعنيه، لكنها تزداد قسوة في الحكم على نفسها بأن العلاقات والزواج صفقة يجب أن تكون متوافقة، وما دمت تملك تلك الميزات كرجل عليك الإفراط في الطلب والتعنت في اختيار ميزات أكثر صعوبة في المرأة.
قهر المرأة
تعكس الجمل الحوارية للوسي حالاً من القهر الذي صنعته المعايير المادية في تصور المرأة لنفسها ومدى استحقاقها فرص الحب والزواج من رجل رائع طالما بدأت في عمر الـ30، إضافة إلى ألم تقدير المرأة لقيمتها وأنوثتها بخصوبتها وما تبقَّى فيها من مدة تستطيع فيها الإنجاب ويستمر فيها الجمال، وهو تفكير على رغم محاولة إنكاره، فإنه حقيقة لا تغيرها شعارات التحضر والمدنية ووصول أقصى درجات الوعي الإنساني عند معظم الناس في كل البلد حتى نيويورك نفسها، وهذا ما أكدته المخرجة بمنتهى الوضوح.
كريس إيفانز تألق في دور جوني الذي جسَّد العاطفة في مواجهة المال (مواقع التواصل الاجتماعي)
تستمر لوسي في الانبهار والتردد بسبب عرض هاري الثمين، ثم تقرر اقتناصه بوصفه صفقة العمر التي لن يكررها الزمان، وتدخل معه في علاقة في اليوم نفسه الذي تتقابل فيه مع النادل الوسيم جون الذي قام بدوره كريس إيفانز.
وتسترجع الأحداث علاقة لوسي وجون، فهو لم يكن شخصاً عابراً في حياتها، بل الحب الحقيقي الذي فشل بعد محاولات جدية منهما بسبب صعوبة ظروفه المادية وعدم قدرته على إسعادها بمقاييس المال. وعلى رغم موت القصة، فإن هذا الرجل ظل بداخلها حلماً وشريكاً ورفيقاً لأجمل ما عاشته، وما تبقَّى في ذاكرتها من سنوات.
تستمر علاقة لوسي مع هاري الذي ترى أن من أهم ميزاته أنه يدفع فواتير باهظة لعشائهما بسهولة، ويذهب بها إلى أماكن فاخرة لم تحلم يوماً أن ترتادها، كما يسكن في شقة لا يستوعب خيالها فخامتها.
مثلث معقد
يتشكل ويتعقد مثلث علاقة لوسي وهاري وجون في الوقت نفسه من دون قصد من أي منهم، فعندما يعدها هاري بتحقيق كل الأحلام والسفر لآيسلندا التي تتمنى يوماً أن تقضي بها إجازتها يشعل جون عاطفتها ببساطة المشاعر وفرط الإحساس والشغف ونشوى الاقتراب والود الإنساني الحقيقي البعيد من أرقام الحسابات البنكية والعشاء في الأماكن الفاخرة والقصور.
تظن لوسي أنها نجت من الاختيار وحسمت موقفها لمصلحة هاري بحكم طبيعتها المادية وتخلصها المسبق من حكايتها مع جون التي أعدمها الفقر بلا رحمة، لكنها تكتشف حقيقة رغباتها وقيمة مشاعرها التي لم تنجح المادة في تغييرها، فـ"هاري" بكل هدوئه وثرائه وعطائه لا تشعر معه بأي رغبة أو توافق، بل تجد الصمت رفيقهما الدائم والوحيد، ولم يستطع أن يلمس أي عمق داخلها لتعيش معه أي لحظة عفوية وصادقة، بينما جون الفقير لا تتوانى في أن تلجأ إليه بأعبائها وثرثرتها مع أول مشكلة، وهو الشخص الوحيد الذي تتحدث إليه من دون توقف عندما تريد أن تنفجر في الضحك أو البكاء أو أي مشاعر صادقة.
يجدد هاري عرض الزواج على لوسي، فتجد نفسها في لحظة حاسمة وفارقة لا بد أن تختار ما تريده روحها، فتخلع رداء المادية الذي ظنت أنه يغلف روحها، وترفض العرض هاري وتصارحه بأن كل أمواله لم تستطع أن تكسر حاجز الصمت أو تذلل عقبات عدم الإحساس بالتوافق الروحي، فيُفاجئها هاري بقوله إن الزواج صفقة، وما دام هناك قبول فعلينا حساب ما سنكسبه منها. فترد لوسي بحسم على ماديته التي غلبت معتقداتها الحسابية أن الصفقة شرطها الأساس الحب، ومن دونه فهي معاناة لا ربح فيها.
المعادلة الأصعب
على الجانب الآخر يستسلم جون لفكرة استحالة عودة لوسي له وتركها الثري الرائع المتكامل بحسب فهمه لشخصيتها المادية، لكنها تفاجئه بقرارها وقولها إن المال يمكن الاجتهاد فيه وتحسين وضعه، لكن الشريك الحقيقي والمشاعر النابعة من القلب لا تشتريها كل أنواع الماديات، لذلك فالحب هو المعادلة الأصعب في هذا العالم منذ بداية الخلق حتى نهايته، ولم تستطع المادية ومعتنقيها هدم قلعته.
المخرجة الكورية سيلين سونغ كشفت الصراع بين المادة والعاطفة واختارت نهاية حالمة (مواقع التواصل الاجتماعي)
استعرض الفيلم بصورة حادة وسلسة في الوقت نفسه فصولاً من الصراع الإنساني الدائم بين الحب والمال، وكشفت المشاهد عن عيوب وميزات كل حالة، ووضعت أمامك على مدار ساعتين أن تختار بين الأمرين بعدما تعرَّت حقيقة كل جانب بلا خجل.
وعلى رغم قسوة المخرجة وكاتبة السيناريو في سرد بعض المشاهد المادية، فإنها في النهاية قررت أن تحكم بقلبها فاختارت الحب على المادة، واختتمت بمشهد للزوجين نفسهما من العصر الحجري وهما يعيشان في سعادة والمرأة تلبس خاتماً من الورد وتحمل في طفل، وزاد وزنها وحجم بطنها، لتؤكد أن الغريزة والفطرة مهما لوَّثتها المادية لا يمكن هزيمتها أو منافستها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ يوم واحد
- Independent عربية
"ماديون"... الحب سيبقى أحلى الأقدار
لن يكون سهلاً على مشاعرك الإنسانية أن تمر بتجربة مشاهدة فيلم "ماديون"، فهو ينقلك بصورة حادة وقاسية بين عوالم تخضع للحسابات المفزعة وحدَّة سيف الواقع واختيارات الزواج وتعنُّت الرجال وازدواجية المعايير، وبين نعومة ورقَّة غريزتك الفطرية وحقك في الحب والسعادة ومتعة التجربة، وكلها أمور لا تخضع لمقاييس السن والشكل والمستوى الاجتماعي والرشاقة والجاذبية، لكن تنتصر فقط لكونك إنساناً تستحق أن تعيش الحياة من دون سوداويات الماديات. حدة الماديات ربما تعمدت المخرجة سيلين سونغ أن تكون شديدة الحدة في طرح ما اقترفته الماديات والحسابات من جرائم مؤلمة في حق المرأة، فهي لم تتطرق إلى الأمر كأنه مشكلة عابرة، بل ضغطت بشدة حتى ينزف الجرح ربما أملاً في أن يتشافى بالصدمة، أو لإيجاد حلول قد تغير المقاييس أو تجعلها أكثر هدوءاً ولطفاً. عرض الفيلم ما فعلته الماديات والحسابات من جرائم في حق المشاعر الإنسانية والمرأة (مواقع التواصل الاجتماعي) كررت المخرجة بين المشاهد والسطور عبارات كرَّست أن المادية التي نعيشها في عصر قاسٍ يخضع لمقاييس الطول والوزن والسن والجمال لم تؤثر إلا في فرص المرأة واستحقاقها فرص الحب والعشق. بدأت الأحداث بمشهد لرجل وامرأة في حالة حب خلال العصر الحجري أو ربما قبل التاريخ، ويُلبس الرجل حبيبته خاتماً عبارة عن زهرة بيضاء نقية تسبب لها سعادة غامرة، ثم ينتقل المشهد الثاني، حيث نيويورك والمدينة الصاخبة بأضوائها وشوارعها وحداثتها وضجيجها المفرط عام 2025. تظهر لوسي ماكارو التي لعبت دورها داكوتا جونسون، وهي امرأة في منتصف الثلاثينيات تعمل وسيطة زواج في شركة ضخمة تتخصص في التوفيق بين الرجال والنساء وتنسيق المواعدة في شقة فارهة، وهي في حالة من النشاط والطاقة المنظمة لأقصى الحدود. عرض وطلب تبدو لوسي امرأة جميلة، لكنها صلبة القلب وباردة المشاعر تتعامل مع كل شيء على أنه عرض وطلب ومقاييس تتوافق مع طلبات، فالشخص بالنسبة إليها يصنف ضمن قوائم صارمة، ويحدد موقعه منها السن والطول والوزن والمنصب الاجتماعي والدخل السنوي. تنسى لوسي أنها امرأة وتضع النساء أيضاً وفق المقاييس الصارمة نفسها، حسب تصنيفهن المادي والشكلي مع الرجل المناسب أو المنشود. جسد بيدرو باسكال دور هاري الثري الذي يمثل الجانب المادي من المجتمع (مواقع التواصل الاجتماعي) ولأن لوسي تفكر بحسابات المادة وقسوة الرجال في اختيار المرأة على رغم حداثة العصر والتحضر تنجح في عملها وتستطيع أن تتمم زواج 9 حالات سميت فرص العمر وارتباط الأحلام بحسب تصنيف وكالة المواعدة التي تعمل بها. تظل لوسي معتقدة أنها شخص لا يعتنق للحب مذهباً حتى يأتي اليوم الذي يقلب حياتها، وهو عُرس إحدى وكيلاتها على فتى الأحلام ابن العائلة الثرية الناجح والوسيم، وفي اليوم ذاته تتعرف لوسي على شقيقه هاري شقيق العريس، وهو أكثر وسامة وأهمية ومالاً وجاذبية، فتطلق عليه "الرجل المثالي" أو "وحيد القرن"، بحسب تصنيفات الشركة في وصف جودة الرجال. تتفاجأ لوسي بوقوع هاري في حبها ورغبته في الارتباط بها، وتفضل أن تجعله مجرد زبون بوكالتها، وتتردد في عرضه لأنها بحسابات مادية تجد نفسها امرأة غير مناسبة لرجل في تميزه الفريد مادياً واجتماعياً. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) تقسو لوسي بصورة مفرطة على نفسها وعلى مجتمع النساء بصورة درامية سوداء عندما تقول في جمل الحوار لهاري أو الرجل المثالي الذي يعرض عليها الحب، "أنت تستحق امرأة أفضل مني، فأنت متميز وفريد وثري ووسيم، لماذا تتزوج امرأة في الثلاثينيات أمامها سنوات ويغادرها جمالها؟ ولماذا تربط نفسك بامرأة فرص إنجابها ستتقلص بعد مدة قصيرة؟". ويباغتها هاري بقوله إن هذه المعايير لا تعنيه، لكنها تزداد قسوة في الحكم على نفسها بأن العلاقات والزواج صفقة يجب أن تكون متوافقة، وما دمت تملك تلك الميزات كرجل عليك الإفراط في الطلب والتعنت في اختيار ميزات أكثر صعوبة في المرأة. قهر المرأة تعكس الجمل الحوارية للوسي حالاً من القهر الذي صنعته المعايير المادية في تصور المرأة لنفسها ومدى استحقاقها فرص الحب والزواج من رجل رائع طالما بدأت في عمر الـ30، إضافة إلى ألم تقدير المرأة لقيمتها وأنوثتها بخصوبتها وما تبقَّى فيها من مدة تستطيع فيها الإنجاب ويستمر فيها الجمال، وهو تفكير على رغم محاولة إنكاره، فإنه حقيقة لا تغيرها شعارات التحضر والمدنية ووصول أقصى درجات الوعي الإنساني عند معظم الناس في كل البلد حتى نيويورك نفسها، وهذا ما أكدته المخرجة بمنتهى الوضوح. كريس إيفانز تألق في دور جوني الذي جسَّد العاطفة في مواجهة المال (مواقع التواصل الاجتماعي) تستمر لوسي في الانبهار والتردد بسبب عرض هاري الثمين، ثم تقرر اقتناصه بوصفه صفقة العمر التي لن يكررها الزمان، وتدخل معه في علاقة في اليوم نفسه الذي تتقابل فيه مع النادل الوسيم جون الذي قام بدوره كريس إيفانز. وتسترجع الأحداث علاقة لوسي وجون، فهو لم يكن شخصاً عابراً في حياتها، بل الحب الحقيقي الذي فشل بعد محاولات جدية منهما بسبب صعوبة ظروفه المادية وعدم قدرته على إسعادها بمقاييس المال. وعلى رغم موت القصة، فإن هذا الرجل ظل بداخلها حلماً وشريكاً ورفيقاً لأجمل ما عاشته، وما تبقَّى في ذاكرتها من سنوات. تستمر علاقة لوسي مع هاري الذي ترى أن من أهم ميزاته أنه يدفع فواتير باهظة لعشائهما بسهولة، ويذهب بها إلى أماكن فاخرة لم تحلم يوماً أن ترتادها، كما يسكن في شقة لا يستوعب خيالها فخامتها. مثلث معقد يتشكل ويتعقد مثلث علاقة لوسي وهاري وجون في الوقت نفسه من دون قصد من أي منهم، فعندما يعدها هاري بتحقيق كل الأحلام والسفر لآيسلندا التي تتمنى يوماً أن تقضي بها إجازتها يشعل جون عاطفتها ببساطة المشاعر وفرط الإحساس والشغف ونشوى الاقتراب والود الإنساني الحقيقي البعيد من أرقام الحسابات البنكية والعشاء في الأماكن الفاخرة والقصور. تظن لوسي أنها نجت من الاختيار وحسمت موقفها لمصلحة هاري بحكم طبيعتها المادية وتخلصها المسبق من حكايتها مع جون التي أعدمها الفقر بلا رحمة، لكنها تكتشف حقيقة رغباتها وقيمة مشاعرها التي لم تنجح المادة في تغييرها، فـ"هاري" بكل هدوئه وثرائه وعطائه لا تشعر معه بأي رغبة أو توافق، بل تجد الصمت رفيقهما الدائم والوحيد، ولم يستطع أن يلمس أي عمق داخلها لتعيش معه أي لحظة عفوية وصادقة، بينما جون الفقير لا تتوانى في أن تلجأ إليه بأعبائها وثرثرتها مع أول مشكلة، وهو الشخص الوحيد الذي تتحدث إليه من دون توقف عندما تريد أن تنفجر في الضحك أو البكاء أو أي مشاعر صادقة. يجدد هاري عرض الزواج على لوسي، فتجد نفسها في لحظة حاسمة وفارقة لا بد أن تختار ما تريده روحها، فتخلع رداء المادية الذي ظنت أنه يغلف روحها، وترفض العرض هاري وتصارحه بأن كل أمواله لم تستطع أن تكسر حاجز الصمت أو تذلل عقبات عدم الإحساس بالتوافق الروحي، فيُفاجئها هاري بقوله إن الزواج صفقة، وما دام هناك قبول فعلينا حساب ما سنكسبه منها. فترد لوسي بحسم على ماديته التي غلبت معتقداتها الحسابية أن الصفقة شرطها الأساس الحب، ومن دونه فهي معاناة لا ربح فيها. المعادلة الأصعب على الجانب الآخر يستسلم جون لفكرة استحالة عودة لوسي له وتركها الثري الرائع المتكامل بحسب فهمه لشخصيتها المادية، لكنها تفاجئه بقرارها وقولها إن المال يمكن الاجتهاد فيه وتحسين وضعه، لكن الشريك الحقيقي والمشاعر النابعة من القلب لا تشتريها كل أنواع الماديات، لذلك فالحب هو المعادلة الأصعب في هذا العالم منذ بداية الخلق حتى نهايته، ولم تستطع المادية ومعتنقيها هدم قلعته. المخرجة الكورية سيلين سونغ كشفت الصراع بين المادة والعاطفة واختارت نهاية حالمة (مواقع التواصل الاجتماعي) استعرض الفيلم بصورة حادة وسلسة في الوقت نفسه فصولاً من الصراع الإنساني الدائم بين الحب والمال، وكشفت المشاهد عن عيوب وميزات كل حالة، ووضعت أمامك على مدار ساعتين أن تختار بين الأمرين بعدما تعرَّت حقيقة كل جانب بلا خجل. وعلى رغم قسوة المخرجة وكاتبة السيناريو في سرد بعض المشاهد المادية، فإنها في النهاية قررت أن تحكم بقلبها فاختارت الحب على المادة، واختتمت بمشهد للزوجين نفسهما من العصر الحجري وهما يعيشان في سعادة والمرأة تلبس خاتماً من الورد وتحمل في طفل، وزاد وزنها وحجم بطنها، لتؤكد أن الغريزة والفطرة مهما لوَّثتها المادية لا يمكن هزيمتها أو منافستها.


عكاظ
منذ يوم واحد
- عكاظ
«ميغان» حجر عثرة في طريق مصالحة هاري والعائلة المالكة
على الرغم من تزايد الآمال في إجراء مصالحة عقب «قمة سلام سرية» عقدت بين ممثلي الملك تشارلز ونجله الأصغر هاري أخيرا، كشفت صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية أن جوهر الخلاف الملكي لم يتغير. وذكرت أنه رغم انفتاح العائلة المالكة على محادثات السلام مع الأمير هاري، فإن أفراد العائلة لديهم تردد شديد بشأن التصالح مع زوجته ميغان ماركل. ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد أسابيع قليلة من إرسال دوق ساسكس مساعديه إلى لندن للقاء سكرتير اتصالات والده الملك تشارلز الثالث، تبين -بحسب مصادر مطلعة- أن مسألة «الثقة» لا تزال هي جوهر الخلاف العائلي المستمر منذ سنوات، وتعتقد المصادر أن نجمة هوليوود السابقة هي المسؤولة. مصدر مطلع تحدث لصحيفة «ديلي إكسبريس» عن دوقة ساسكس التي احتفلت أمس بعيد ميلادها الرابع والأربعين قائلا: «إنهم ببساطة لا يثقون بها». وأضاف المصدر أنه في حين أن عائلة وندسور منفتحة على حل أزمة هاري إلا أن الأمر نفسه لا ينطبق على آرائهم بشأن ميغان. ورجحت تقارير احتمالات أن يشهد مستقبل علاقات العائلة المالكة سفر هاري من وإلى المملكة المتحدة منفردًا وهو ما يعني أن زوجته وطفليهما، آرتشي وليليبيت، لن ينضموا إليه. وتتخوف العائلة المالكة، بحسب تلك التقارير، أن يصبح أي حديث يجري مع ماركل مادةً لمشروعها المربح التالي. يذكر أن دوق ودوقة ساسكس متورطان في نزاع مستمر مع العائلة المالكة منذ انفصالهما عام 2020 عن العائلة المالكة وانتقالهما إلى الجانب الآخر من المحيط للإقامة في ولاية كاليفورنيا. وخلال الأسابيع الأخيرة، أبدى هاري جديته في التصالح مع أفراد عائلته من خلال عرضه مشاركة تواريخ يومياته مع العائلة المالكة لضمان الشفافية التامة، على الرغم من المشروعات ذات الدعاية العالية، مثل فيلم الوثائقي المكون من 6 أجزاء على نتفليكس، والمقابلة مع أوبرا وينفري، ومذكرات هاري التي حطمت كل القواعد وحملت اسم «سبير»، وهي المشروعات التي تضمنت انتقادات واتهامات لأفراد العائلة. أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ 2 أيام
- حضرموت نت
متوتر وحذر.. أول ظهور للأمير أندرو بعد صدور كتاب هزّ العائلة الملكية
ظهر الأمير أندرو علنًا لأول مرة بعد صدور سيرة ذاتية مثيرة للجدل بعنوان 'اللقب: صعود وسقوط بيت يورك'، والتي رسمت صورة سلبية للغاية عنه مؤخرا. وتم تصوير الأمير البالغ من العمر 65 عامًا وهو يقود سيارة 'لاند روفر ديفندر' سوداء برفقة زوجته السابقة سارة فيرغسون، في طريقهما إلى قلعة وندسور لنزهة قصيرة. وأشارت خبيرة لغة الجسد جودي جيمس لصحيفة 'ديلي ميل' البريطانية، إلى أن مظهر أندرو يعكس 'حذرًا' و'شعورًا بالتهديد'. ولاحظت أن فمه كان مغلقًا بشدة، وزوايا شفتيه مائلة للأسفل، مع خد منتفخ، مما قد يدل على التوتر أو الازدراء. وأوضحت أن تعابيره بدت مختلفة تمامًا عن ظهوره السابق في المناسبات الملكية التي اتسمت بالحيوية. أما سارة فيرغسون فقد بدت متألمة وحزينة، حيث ارتسمت على وجهها علامات انزعاج عاطفي كبير. ويأتي هذا الظهور تزامنًا مع تداعيات السيرة الذاتية التي كتبها أندرو لوني، والتي تضمنت مزاعم مثيرة تتعلق بحياة أندرو الشخصية وسلوكه. من بين أبرز الادعاءات، حدوث شجار جسدي مزعوم بينه وبين ابن شقيقه الأمير هاري في عام 2013. وقد نفى هاري وزوجته ميغان ماركل هذه الرواية بشدة، مؤكدين عدم وقوع أي شجار أو صدور تعليقات مسيئة من أندرو بحق ميغان. كما تضمنت السيرة اتهامات للأمير أندرو من قبل المجرم الجنسي المدان جيفري إبستين، واصفًا إياه بأنه 'مهووس جنسيًا' و'حيوان منحرف'. وأضافت روايات أخرى أن أندرو يُعرف بتصرفاته غير الاجتماعية وسلوكه غير اللائق، بما في ذلك إطلاق نكات فظة وإحراج الموظفين، بل وتغيير مهام أحد العاملين لمجرد وجود 'شامة' على وجهه. وحتى بعد تنحيه عن واجباته الملكية، لا يزال الأمير أندرو يثير الجدل. وقد أعاد هذا الكتاب تسليط الضوء على ماضيه الجدلي، بينما زاد ظهوره العلني المليء بالتوتر من اهتمام الرأي العام بالفضيحة الملكية المتواصلة.