
الممر...
ما بين الحاضر والماضي، ما بين الحداثة والأصالة، تتثاقل الخطوات في ذلك الممر الواسع على ضفة الطريق المؤدي لمراكش القديمة، والعكس باتجاه مراكش الحديثة حيث شارع محمد الخامس، الذي يضج بالمحلات والبنوك والمولات والقيصريات، ويضج بشتى أجناس وجنسيات البشر...
خطوات ترافقها أفكار تدق في ذاكرة مزدحمة ما بين وجوه جميلة ووجوه تخفي نواياها خلف أقنعة أو مساحيق تجميل تطل منها نوايا الغدر المؤجل، نسمات عليلة تهدئ من رنين التساؤل المستمر... لماذا كل هذا يا رفاق؟
الغربة ليست جغرافيا، ولكن تاريخ ينخر في الوجدان، تاريخ مليء بالذكريات، يعمق الأنين لا الحنين، أي بقعة في تلك الأرض التي خلقها الله عزوجل والتي هي لا شيء يذكر في ملكوت الخالق العظيم تبارك اسمه، هي مجرد بقعة كبقية بقاع المعمورة ولا تختلف إلا بالأشياء الجميلة التي ترسخ الحنين إليها...
أما أن تكون أرض نزيف يستهلك كل مخزون الجمال ويستبدله بقبح الأفعال وسوء النوايا، فالرحيل إلى غيرها لن يكون جريمة يحاسب عليها المرء في آخرته، مع الدعاء لها بأن تبقى في أمان الخالق لأن أياديها البيضاء رسمت الابتسامة على وجوه الملايين من البؤساء في أنحاء العالم لذلك وحتما سيحميها الله من عواصف الدهر وتقلباته.
يا له من ممر ذلك الذي يؤدي إلى اتجاهين متعاكسين على ضفة تلك (الزنقة) التاريخية التي هي شاهد على عصور مضت وبطولات وانكسارات تشبه ذواتنا المترنحة، بسبب نوايانا الساذجة، وسذاجة قلوبنا، التي كانت هي النوافذ التي ننظر من خلالها إلى عالم مليء بمساحيق التجميل القبيحة... دمتم بخير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ 7 ساعات
- الأنباء
روائع التاريخ الإسلامي
عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم، حتى آواهم المبيت إلى غار، فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل، فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله تعالى بصالح أعمالكم». قال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق [أقدم]. قبلهما أهلا ولا مالا، فنأى بي طلب الشجر يوما [أبعدت]. فلم أرح عليهما [فلم أرجع]. حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما [حصتهما]. فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلا أو مالا، فلبثت - والقدح على يدي- أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر، والصبية يتضاغون عند قدمي [يصيحون]. فاستيقظا فشربا غبوقهما [شربا اللبن]. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة. «فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج منها». وقال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي، فأردتها على نفسها، فامتنعت مني، حتى ألمت بها سنة من السنين [أصابها جوع]. فجاءتني، فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت، حتى إذا قدرت عليها، قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، [لا تقربني إلا بنكاح شرعي].، فتحرجت من الوقوع عليها. فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها! اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه. «فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها». وقال الثالث: اللهم استأجرت أجراء، وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب، فثمرت [كثرت]. أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين، فقال: يا عبد الله أد إلي أجري، فقلت: كل ما ترى من أجرك، من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فقال: يا عبدالله لا تستهزئ بي. فقلت: إني لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا! اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه. «فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون». «والقصة في البخاري 4/ 369 ومسلم 2743».


الجريدة
منذ 9 ساعات
- الجريدة
بشار خليفوه يقدِّم دراسة عن معهد الإمامة والخطابة
أصدر مركز المخطوطات والتراث والوثائق كتاباً للباحث والكاتب بشار خليفوه بعنوان «ورقات في تاريخ معهد الإمامة والخطابة 1384– 1391/ 1964– 1971»، عن دور المعهد التأهيلي وأثره على خطة وزارة الأوقاف في الكويت. بهذه المناسبة، قال خليفوه، لـ«الجريدة»، إنه قدم دراسة تاريخية توثيقية عن معهد الإمامة والخطابة في الكويت، باعتباره منارة للتعليم الديني وإعداد الكوادر الشرعية. وذكر أن الكتاب يتناول نشأة المعهد، وأيضاً سرد دوره البارز في تخريج أئمة وخطباء وقضاة ساهموا في تعزيز الوعي الديني. وحول المصادر التي اعتمد عليها، قال خليفوه إنه استند إلى مراجع نادرة، ووثائق ومقابلات شخصية، مدوناً شهادات خريجي المعهد، وممارساتهم العملية، لافتاً إلى أنه حاول عبر صفحات الكتاب رسم صورة واضحة عن مؤسسة تعليمية لعبت دوراً جوهرياً في صياغة الوعي الديني بالكويت. وأوضح أنه وجد في تاريخ هذا المعهد تجربة جديرة بأن تُروى، فقد كان شاهداً على مراحل تطوُّر التعليم الديني، وتفاعله مع الواقع المجتمعي، لافتاً إلى أنه قدَّم هذا العمل بلغة صادقة، وموثقة، وتُنصف الرواد، وتُلهم الجيل الجديد. وتابع: «لا يسعني إلا أن أرفع شكري لكل مَنْ ساهم، ودعم، وقدَّم شهادة أو معلومة أو وثيقة، فنجاح هذا الكتاب ثمرة تعاون جمعي وتقدير مشترك لذاكرة الكويت التعليمية، وأدعو القارئ أن يخوض هذه الرحلة، لا كمطلع فقط، بل كمهتم بتاريخ مؤسساتنا، وآمل أن يكون هذا الكتاب مرجعاً حياً يلهم الباحثين، ويسلِّط الضوء على إرث علمي وثقافي ينبغي ألا يُنسى». أما رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق، محمد الشيبابي، فكتب في المقدمة: «معهد الإمامة والخطابة في وزارة الأوقاف ظهر بعد موافقة أمير البلاد، آنذاك، الشيخ عبدالله السالم، يرحمه الله، وجاء مواكباً مع بروز الكويت بنهضتها المتنوعة على الصعد المحلية والعربية والدولية، وبعد مرور ثلاث سنوات على استقلالها عام 1961».


الجريدة
منذ 9 ساعات
- الجريدة
بدون مجاملة المعركة الوهمية
خلق الله تعالى الأرض وما عليها بنظامٍ مُحكم، وقوانين، وسُنن، بثبات واختلاف، وليل ونهار، وأحوال، وإليه يرجع الأمر كله. ونحن نتعلَّم عندما نقرأ كتاب الله (القرآن المجيد)، بأن الله، عز وجل، قد خلق من كل شيء زوجين اثنين (الذكر والأنثى)، ونرى ذلك في أنفسنا، وفي سائر الكائنات الحيَّة. الرجل والمرأة عضوان رئيسيان في رحلة الحياة، كلاهما يواجه التحديات، يُريد راحة البال، ينشد السعادة، يتمنى النجاح، مهما تعدَّدت المسؤوليات، وتنوَّعت المسميات، وتباينت الفرص، ومهما اختلفت الأعمار، وتغيَّرت المراحل. لكن المرأة والرجل ليسا بالضرورة شريكَي حياة. فهما موجودان في كل المواقع، وعلاقتهما- من الناحية الإنسانية- أكبر وأشمل. المرأة في أحيان كثيرة عندما لا ينجح زواجها تسخط على الرجال، وتشتم، وتعمِّم! وكأن العالم ليس فيه إلا ذاك الشريك الذي لم يكن كفؤاً للشراكة! والرجل، على حدٍّ سواء، يشمل جميع النساء بالاستصغار والاتهام بالتفاهة! الحقيقة أن التعامل بين الرجل والمرأة أوسع من ذلك بكثير، فالرجل بالنسبة للمرأة قد يكون جداً حكيماً ترك سُمعة حسنة، أو والداً مربياً ومصدراً للأمان، أو عمَّاً أو خالاً يفتخر به، أو شقيقاً كريماً سنداً، أو زميلاً في العمل معلماً موجهاً، أو محاضراً أو مدرباً محفزاً ملهماً، أو جاراً شهماً، أو ذا رحم خدوماً، بوجود الاحترام والضوابط. وهذا يجري كذلك على الرجل، فالمرأة ليست إلا شريكة حياة وحسب! فإن لم تكن زوجة صالحة، فكُل نساء الأرض غير صالحات لا محالة! وكأن الزواج هو الحكم على نجاح الإنسان وقيمته! قيمة الإنسان فيما يطبق من قِيم وأخلاقيات على أرض المعاملات، في أدب حديثه، وحُسن ظنه، في تواضعه، وثباته على الحق، وحُبه للخير. تأتي النكات المنتقصة، والإضافات الوقحة، والأحكام الحتمية، وبلغ الحد للاستهزاء بعاطفة المرأة. وفي الجانب المقابل، اتهام الرجل، ووصفه بأنه خائن بالفطرة، وكأن الرجل والمرأة «خصمان» في معركة مستمرة وتحدٍ مشتعل، ليثبت كل طرف منهما سيئات الآخر. (النساء شقائق الرجال)، أي نظائرهم في الوصايا والأخلاق، حتى في العبادات الأساسية ومعظم التكاليف والجزاء. إن دماغ الرجل مختلف عن دماغ المرأة، وهما مختلفان في البنية، وبعض التفاصيل والميول والخصائص، وهذا واقع الخلق والثابت بالملاحظة والعلم. هذا الاختلاف الذي تتطلبه الحياة لتحقيق المنافع، فكُل فردٍ يُسهم بطريقة لها مميزاتها. وكما أن الفروق بين الجنسين موجودة، هناك فروق فردية داخل المجموعة نفسها، وهذا ما يجعل كل شخصٍ يتميَّز بذاته، وحضوره، وما يضيفه. التعميم خطأ فادح، وتفكير محدود، وفيه بهتان وتضييع للمكاسب. لا يوجد تفوق على أساس الجنس، أو المركز، أو المسمى الاجتماعي، هناك أخلاق إنسانية رفيعة، وفوائد متبادلة، وأثر طيب. (ولا تتمنّوا ما فضَّلَ اللهُ بِهِ بَعضـَكُم على بَعض للرِجالِ نـَصيبٌ مِما اكتـَسبوا وللنِساءِ نـَصيبٌ مِما اكتـَسـبَن واسألوا اللهَ من فضله إن الله كان بِكُـل شيءٍ عـليما). (سورة النساء - 32)