
إطلاق الشبكة التجريبية لأول بنية «بلوك تشين» سيادية مدعومة بمعالجة الرسوميات من أبوظبي
أعلنت مؤسسة «إيه دي آي»، اليوم، الإطلاق التجريبي العام لشبكة «إيه دي آي»، التي طُوّرت لتكون أسرع بنية تحتية لشبكات البلوك تشين على مستوى العالم، مدعومة بتقنيات معالجة الرسوميات، في إنجاز غير مسبوق في مجال التكنولوجيا اللامركزية، وصُمّم هذا المشروع في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ليوفر منصة برؤية عالمية طموحة.ويعكس هذا الإطلاق التجريبي أداءً بمعايير عالمية في آليات التحقق من صحة المعاملات، مع توقعات بأن تصبح الشبكة الأسرع من حيث الجاهزية للتطبيق الفعلي، ومن خلال هذه الخطوة، ترسي أبوظبي معياراً جديداً يجمع بين الابتكار التكنولوجي المتقدم والرؤية الاستراتيجية لتطوير بنية تحتية رقمية موثوقة تدعم الأسواق الناشئة.
ويشمل البروتوكول القائم على الذكاء الاصطناعي في «شبكة إيه دي آي» أتمتة البروتوكولات الأساسية، وتحسين الأداء، والتحقق من البيانات وتوافرها، بما يتيح قدرات جديدة كلياً للحكومات والمؤسسات والمطورين، ويسهم اعتماد تقنيات المعالجة الرسومية في تعزيز مستوى الذكاء داخل الشبكة، وتمكينها من التكيّف اللحظي، وبناء بنية تحتية أكثر استدامة وقابلة للتوسع.
حل فعال
وعلاوة على ذلك، تُقدّم الشبكة أيضاً حلاً فعّالاً لإحدى أبرز التحديات في تقنية الويب 3 (Web3)، والمتمثل في تحقيق التوازن بين الأمان والسرعة واللامركزية. وتوفر الشبكة قدرة معالجة تصل إلى 2000 معاملة في الثانية «مع قابلية للنمو مستقبلاً»، وتكلفة تقديرية للمعاملة لا تتجاوز 0.00001 دولار.
ولا تقتصر هذه التحسينات على الأرقام، بل تُمهّد أيضاً لنقلة نوعية في مستقبل البلوك تشين، حيث تتفاعل الشبكات وتتم تسوية المعاملات في الزمن الفعلي، بما يتيح للمطورين إنشاء تطبيقات متقدّمة تعمل مباشرة على أجهزة المستخدمين، مدعومةً بقدرات تَحقُّق محلية.
كما تتيح هذه القفزة التكنولوجية استخدامات وتطبيقات جديدة كان يتعذّر تنفيذها على البنى التقليدية للبلوك تشين، مثل التداول المالي الفوري المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والنظم الاقتصادية التفاعلية داخل الألعاب والتي تدار بالذكاء الاصطناعي، وأنظمة الهوية الرقمية المصممة للحفاظ على الخصوصية.
تحول جوهري
وبهذه المناسبة، قالت أليسون روز، عضو في مجلس مؤسسة «إيه دي آي»، الرئيسة التنفيذية السابقة لمجموعة «نات ويست»: «تشكل شبكة (إيه دي آي) تحوّلاً جوهرياً في الطريقة التي تعتمد بها الدول والمؤسسات على التقنيات المتقدّمة لإحداث أثر إيجابي ملموس، كما أنها تمثل المرة الأولى التي نشهد فيها تقاطع الذكاء الاصطناعي ومعالجة الرسوميات لتطوير بنية تحتية لامركزية من الصفر، وكل ذلك انطلاقاً من أبوظبي. ونثق بأن هذه الخطوة تنطوي على إمكانات استثنائية لتعزيز الشمول الاقتصادي والسيادة الرقمية في الأسواق الناشئة».
وتهدف شبكة «إيه دي آي» إلى توفير ركيزة أساسية للخدمات الرقمية في قطاعات التمويل، والهوية، والرعاية الصحية، والاستدامة، وغيرها من المجالات الحيوية، على أن يبدأ ذلك بدمجها في مشروع العملة المستقرة المدعومة بالدرهم الإماراتي، والذي يُطوّر بالتعاون مع مؤسسات إماراتية رائدة، من بينها بنك أبوظبي الأول، و«القابضة» (ADQ)، والشركة العالمية القابضة، تحت إشراف مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي.
وأصبحت الشبكة التجريبية الآن متاحة لعامة الجمهور، وتدعو المؤسسة جميع المطورين والمؤسسات والشركاء إلى المساهمة في رسم ملامح مستقبل البلوك تشين، عبر شبكة قائمة على الذكاء الاصطناعي، مدعومة بتقنيات المعالجة الرسومية، وتنطلق بفخر وبرؤية طموحة من أبوظبي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عرب هاردوير
منذ 35 دقائق
- عرب هاردوير
Netflix تبدأ باستخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج المسلسلات والأفلام
بدأت منصة Netflix رسميًا باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملية إنتاج الأفلام والمسلسلات التي تقوم بإنتاجها داخليًا. جاء الإعلان على لسان الرئيس التنفيذي للشركة، خلال مداخلة في المؤتمر الذي أعقب إعلان نتائج الشركة المالية للربع الثاني من عام 2025. ويمثل هذا الإعلان نقلة نوعية في العلاقة بين التكنولوجيا والإنتاج الفني، ويعكس توجهًا عالميًا متسارعًا نحو دمج الذكاء الاصطناعي في صناعة الترفيه. أول مشهد على الشاشة من إنتاج الذكاء الاصطناعي استعرضت Netflix أول تجربة حقيقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج لقطات نهائية تم عرضها على الشاشة. وقد تم ذلك ضمن مسلسل أرجنتيني يحمل عنوان "El Eternauta" وهو عمل درامي خيالي أنتجته المنصة بالتعاون مع منتجين محليين. استخدمت Netflix الذكاء الاصطناعي لتوليد مشهد معقد يُظهر انهيار مبنى بالكامل، وهي مهمة عادةً ما تتطلب وقتًا طويلًا وجهدًا كبيرًا باستخدام أدوات المؤثرات البصرية التقليدية. أشار ساراندوس إلى أن هذه التجربة أثمرت نتائج مذهلة، حيث تم إنجاز المشهد في وقت أقصر بعشر مرات مما يتطلبه العمل بالأساليب التقليدية، وبتكلفة أقل بكثير. وقد يغير هذا النوع من الكفاءة الطريقة التي تُنتج بها الأعمال الفنية في المستقبل القريب. الذكاء الاصطناعي كأداة داعمة للإبداع أكدت Netflix أن الهدف من استخدام الذكاء الاصطناعي ليس الاستغناء عن المبدعين أو الفنانين، بل تمكينهم من أداء عملهم بشكل أسرع وأكثر كفاءة. وقال ساراندوس إن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة هائلة لدعم صناع الأفلام والمسلسلات، ولرفع جودة العمل وتسريع تنفيذه. وأوضح أن أدوات الذكاء الاصطناعي بدأت بالفعل في المساهمة في مراحل ما قبل الإنتاج، مثل التصور البصري وتخطيط اللقطات، فضلًا عن استخدامها في مجالات المؤثرات الخاصة التي كانت سابقًا حكرًا على الإنتاجات الضخمة. وأشار أيضًا إلى أن تقنيات مثل إعادة الشباب على وجوه الممثلين، والتي كانت مكلفة جدًا في الماضي، باتت اليوم أكثر توفرًا وسهولة بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي. يعني هذا التحول أن فرق الإنتاج الصغيرة أو ذات الميزانيات المحدودة ستتمكن من تقديم أعمال ذات جودة بصرية عالية، ما يفتح الباب أمام تنوع أكبر في نوعية المحتوى المعروض. توسع في استخدام الذكاء الاصطناعي من جهته، كشف الرئيس التنفيذي لـ Netflix، أن الشركة لا تقتصر في استخدام الذكاء الاصطناعي على المجال الفني فقط، بل تستخدمه أيضًا في تخصيص تجربة المستخدم والبحث والإعلانات. وأعلن أن Netflix تخطط لإطلاق إعلانات تفاعلية مدعومة بالذكاء الاصطناعي في النصف الثاني من عام 2025، بهدف تحسين تجربة المشاهدة وزيادة فعالية الإعلانات من حيث الاستهداف والمحتوى. وأضاف أن الشركة كانت قد طرحت في وقت سابق من هذا العام ميزة بحث جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تتيح للمشتركين العثور على العناوين والمحتوى بطريقة أسرع وأكثر دقة وذكاء، مما يحسن تجربة الاستخدام الكلي للمنصة. نتائج مالية قوية تدعم التوسع في التقنيات الجديدة سجلت Netflix في الربع الثاني من عام 2025 إيرادات بلغت 11.08 مليار دولار، بزيادة نسبتها 16 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. كما حققت أرباحًا صافية بلغت 3.13 مليار دولار، ما يعكس نموًا مستمرًا. وأفادت الشركة أن مستخدمي المنصة حول العالم شاهدوا أكثر من 95 مليار ساعة من المحتوى خلال النصف الأول من العام، وأن الأعمال غير الناطقة بالإنجليزية مثل الإنتاجات الإسبانية والكورية والهندية شكلت نحو ثلث إجمالي المشاهدات. يعزز هذا التنوع في الجمهور والاهتمام بالمحتوى الدولي حاجة Netflix لتطوير أدوات إنتاج أكثر مرونة وفعالية، وهو ما توفره تقنيات الذكاء الاصطناعي. تحديات أخلاقية ومخاوف مستقبلية رغم الفوائد التقنية الواضحة، لا تزال هناك تحديات أخلاقية تحيط باستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الفني. بعض النقاد يخشون من أن يؤثر الاعتماد الزائد على هذه الأدوات على الأصالة الفنية، أو أن يفتح الباب أمام استغلال الممثلين رقميًا دون موافقتهم، خاصة في ما يتعلق بإعادة تشكيل الوجوه أو استخدام الأصوات. كما أن هناك مخاوف من استبدال وظائف حقيقية لصناع المحتوى بأدوات مؤتمتة، ما قد يؤدي إلى تقليل فرص العمل في القطاع الإبداعي. مع ذلك، ترى Netflix أن الذكاء الاصطناعي هو مجرد أداة تُضاف إلى صندوق أدوات المبدعين، لا بديلاً عنهم. وتؤكد الشركة أنها ستواصل استخدام هذه التقنية ضمن أطر قانونية وأخلاقية واضحة، تراعي حقوق الأفراد وتحترم قيمة العمل الإبداعي البشري.


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
البنك الدولي: إحراق الغاز يضخ 389 مليون طن من الكربون في الغلاف الجوي في عام واحد ويقوض أمن الطاقة
كشف تقرير صادر عن البنك الدولي أن قطاع الوقود الأحفوري ضخ 389 مليون طن إضافية من انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي العام الماضي بسبب حرق الغاز دون داعٍ، وهو ما يعادل تقريبا انبعاثات دولة مثل فرنسا. وأوضح التقرير أن عملية الحرق تُستخدم للتخلص من غازات مثل الميثان أثناء استخراج النفط، وغالبا ما تتم لأسباب تتعلق بالسلامة. لكن في كثير من الدول، تتحول إلى ممارسة روتينية لكونها أقل كلفة من جمع الغاز ومعالجته وبيعه -وذلك وفق ما ذكرته صحيفة الجارديان البريطانية اليوم /السبت/. وارتفع معدل الحرق العالمي للغاز للعام الثاني على التوالي، مسجلا أعلى مستوى له منذ عام 2007، حيث تم حرق 151 مليار متر مكعب من الغاز خلال إنتاج النفط والغاز في 2024، بزيادة 3 مليارات متر مكعب عن العام السابق. وأشار زوبين بامجي، مدير برنامج البنك الدولي لخفض الحرق والميثان، إلى أن الحرق يمثل هدرا كبيرا للوقود وفرصة ضائعة لتحسين أمن الطاقة وإتاحة طاقة موثوقة. وشدد على أن القوانين الخاصة بالحرق في كثير من الدول ضعيفة وغير مطبقة بفعالية، وأن الشركات لا تتحمل تكلفة التلوث الناتج. وأظهر التقرير أن تسع دول مسؤولة عن ثلاثة أرباع عمليات الحرق في 2024، هي روسيا وإيران والعراق والولايات المتحدة وفنزويلا والجزائر وليبيا والمكسيك ونيجيريا، وغالبية هذه الدول تديرها شركات نفط مملوكة للدولة. ورغم المبادرات، ظل معدل الحرق لكل برميل نفط منتَج مرتفعا منذ 15 عاما. وتُعد النرويج من أنظف الدول المنتجة، حيث أن كثافة الحرق فيها أقل بـ18 مرة من الولايات المتحدة و228 مرة من فنزويلا. وصف أندرو باكستر من "صندوق الدفاع عن البيئة" الأمريكي هذه الأرقام بأنها مخيبة للآمال، معتبرا الحرق هدرا فاضحا يضر بالمناخ وصحة الإنسان. وأشارت الوكالة الدولية للطاقة إلى ضرورة إنهاء الحرق بحلول 2030، موضحة أن الغاز المحروق في 2024 كانت قيمته ستبلغ نحو 63 مليار دولار بأسعار الاستيراد الأوروبية، أي أكثر من نصف تكلفة وقف الحرق كليا. وأكد خبير الميثان في "فرقة عمل الهواء النظيف" الأمريكية، جوناثان بانكس، أن الحلول معروفة وفعالة، لكن ما ينقص هو الإرادة السياسية والضغط التنظيمي لتنفيذها. ورحب التقرير بجهود دول مثل أنجولا ومصر وإندونيسيا وكازاخستان، التي نجحت في تقليل الحرق، حيث خفضت كازاخستان نسبة الحرق إلى 71% منذ 2012 بعد فرض غرامات كبيرة على الشركات المخالفة. ودعا بانكس إلى دعم الدول ذات الدخل المنخفض والحرق المرتفع لتجاوز عقبات البنية التحتية والحكم، وحث على تنسيق دولي من قبل كبار مستوردي النفط لتشجيع المنتجين المسؤولين. واعتمد التقرير على بيانات الأقمار الصناعية، وأعده برنامج البنك الدولي لخفض الحرق والميثان، بدعم من شركات طاقة أوروبية كبرى مثل بي بي، إيني، إكوينور، شل، وتوتال إنرجي، إلى جانب دول منتجة للنفط منها الولايات المتحدة والنرويج والإمارات. وحث البرنامج الدول والشركات على إنهاء الحرق الروتيني بحلول 2030. وبحسب التقرير، فإن الدول التي التزمت بمبادرة البنك الدولي خفضت كثافة الحرق بنسبة 12% منذ 2012، في حين زادتها الدول غير الملتزمة بنسبة 25%. وأكد بامجي، مدير برنامج البنك الدولي لخفض الحرق والميثان، أن تقليل الحرق يتطلب استثمارا مقدما وبنية تحتية مناسبة وأطرا تنظيمية قوية وإرادة سياسية مستمرة. وأضاف أن توافر هذه الشروط سيمكن الدول من تقليص الحرق بشكل كبير، مع تحقيق عوائد مالية جديدة وتحسين الوصول إلى الطاقة.


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
غياب الدعم الأمريكي لمشاريع المياه.. كارثة إنسانية صامتة «تختمر» حول العالم
تم تحديثه السبت 2025/7/19 06:32 م بتوقيت أبوظبي خلص مسح أجرته «رويترز» إلى أن قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخفض جميع المساعدات الخارجية الأمريكية تقريباً أدى إلى توقف العشرات من مشاريع المياه والصرف الصحي في جميع أنحاء العالم قبل اكتمالها. أمر يشكل مخاطر جديدة للأشخاص الذين كان من المفترض أن يستفيدوا من تلك المشاريع. وحددت "رويترز" 21 مشروعاً غير مكتمل في 16 دولة بعد التحدث إلى 17 مصدراً مطلعاً على خطط البنية التحتية. ولم تُنشر أي تقارير عن معظم هذه المشروعات من قبل. ووفقاً لمقابلات مع مسؤولين أمريكيين ومحليين ووثائق داخلية اطلعت عليها "رويترز" فإنه مع إلغاء تمويلات بمئات الملايين من الدولارات منذ يناير/كانون الثاني، اضطر العمال إلى ترك أعمال الحفر دون اكتمال ولوازم البناء دون حراسة. ونتيجة لذلك، وجد الملايين من الناس الذين وعدتهم الولايات المتحدة بتوفير مياه شرب نظيفة ومرافق صرف صحي آمنة وفعّالة أنفسهم مضطرين لتدبير أمورهم بأنفسهم. ويقول مسؤولان أمريكيان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتيهما إن العمل توقف في أبراج المياه التي كان من المفترض أن تخدم المدارس والعيادات الصحية في مالي. وفي نيبال، توقفت أعمال البناء في أكثر من 100 شبكة لمياه الشرب، مما أدى إلى ترك إمدادات السباكة و6500 كيس من الإسمنت في المجتمعات المحلية. وقال براديب ياداف وزير إمدادات المياه في نيبال إن بلاده ستستخدم أموالها الخاصة لاستكمال المشروعات. وفي لبنان، ألغي مشروع لتوفير الطاقة الشمسية الرخيصة لمرافق المياه، مما تسبب في فقدان نحو 70 شخصاً لوظائفهم وأوقف خطط تحسين الخدمات الإقليمية. وقالت سوزي حويك المستشارة بوزارة الطاقة في لبنان إن المرافق تعتمد الآن على الديزل ومصادر أخرى للطاقة. وفي كينيا، يقول سكان مقاطعة تايتا تافيتا إنهم أصبحوا الآن أكثر عرضة للفيضانات، إذ يمكن أن تنهار قنوات الري نصف المكتملة وتجرف المحاصيل. ويقول قادة المجتمع المحلي إن تكلفة الحد من المخاطر تبلغ ألفي دولار، أي ضعف متوسط الدخل السنوي في المنطقة. وقالت المزارعة ماري كيباشيا (74 عاماً) "ليس لدي أي حماية من الفيضانات التي ستسببها القناة الآن، فالفيضانات ستزداد سوءا بالتأكيد". تأييد أدى حل ترامب للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى ترك مساعدات غذائية وطبية قادرة على إنقاذ الأرواح لتفسد داخل المستودعات، كما أسفرت عن فوضى عصفت بالجهود الإنسانية حول العالم. وأفاد بحث نُشر في دورية "ذا لانسيت" الطبية بأن هذه التخفيضات قد تتسبب في وفاة 14 مليون شخص إضافي بحلول عام 2030. وتقول إدارة ترامب ومؤيدوها إن الولايات المتحدة يجب أن تنفق أموالها على ما يعود بالنفع على الأمريكيين في الداخل بدلاً من إرسالها إلى الخارج، ويقولون إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية حادت عن مهمتها الأصلية بتمويل مشاريع مثل تلك المتعلقة بحقوق ما يعرف بمجتمع الميم في صربيا. وتبلغ الميزانية السنوية لمشاريع المياه الأمريكية 450 مليون دولار، لتشكل بذلك جزءاً صغيراً من المساعدات الخارجية التي وزعتها الولايات المتحدة العام الماضي والبالغة 61 مليار دولار. وقبل إعادة انتخاب ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني، لم تكن مشاريع المياه تثير جدلاً في واشنطن. وتم إقرار قانون بالإجماع في مجلسي الكونجرس عام 2014 زاد التمويل إلى مثليه. ويقول مؤيدو هذا الإنفاق إن الولايات المتحدة حسنت على مر السنين حياة عشرات الملايين من خلال تركيب المضخات وشق قنوات الري وبناء دورات المياه وغيرها من مشاريع المياه والصرف الصحي. وقال جون أولدفيلد، وهو مستشار ومدافع عن مشاريع البنية التحتية للمياه، إنها تعني أن يكون الأطفال أقل عرضة للموت من الأمراض التي تنقلها المياه مثل الإسهال، وتكون احتمالات بقاء الفتيات في المدارس أعلى، وتقل احتمالات تجنيد الشبان في صفوف الجماعات المتطرفة. وتساءل "هل نريد فتيات يحملن الماء على رؤوسهن لعائلاتهن؟ أم نريد أن يحملن الكتب المدرسية؟". ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية، التي تولت مسؤولية المساعدات الخارجية بدلاً من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، على طلب التعليق على تأثير وقف مشاريع المياه. واستعادت الوكالة بعض التمويل لمشاريع منقذة للحياة، لكن وزير الخارجية ماركو روبيو قال إن المساعدات الأمريكية ستكون محدودة أكثر من الآن فصاعداً. واستؤنف مشروع مياه واحد على الأقل. فقد عاد التمويل لمحطة تحلية مياه بقيمة 6 مليارات دولار في الأردن. لكن مصادر مطلعة طلبت عدم الكشف عن هوياتها قالت إن التمويل لم يُستأنف لمشاريع في بلدان أخرى مثل إثيوبيا وتنزانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وقالت تجيدا دوين ماكينا الرئيسة التنفيذية لمنظمة ميرسي كوربس غير الربحية إن هذا يعني أن النساء في تلك المناطق سيضطررن إلى المشي لساعات لجلب مياه قد تكون ملوثة، وسيصبح الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وستغلق المرافق الصحية. وعملت منظمة ميرسي كوربس مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على مشاريع مياه في الكونغو ونيجيريا وأفغانستان كان من المفترض أن يستفيد منها 1.7 مليون شخص. وأضافت ماكينا "هذا ليس فقداً للمساعدات فحسب.. بل هو انهيار للتقدم والاستقرار والكرامة الإنسانية". مخاطر جلب المياه في شرق الكونغو حيث أودى القتال بين القوات الكونجولية ومتمردي حركة 23 مارس بحياة الآلاف من الأشخاص، باتت أكشاك المياه المهجورة التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الآن أماكن يلعب فيها الأطفال. وقالت إيفلين مباسوا (38 عاما) لرويترز إن ابنها البالغ من العمر 16 عاماً ذهب لجلب المياه في يونيو/حزيران ولم يعد إلى المنزل أبدا -وهو واقع مألوف لدى الأسر في المنطقة التي مزقها العنف. وأضافت "عندما نرسل فتيات صغيرات يتعرضن للاغتصاب، والفتيان الصغار يُختطفون.... كل هذا بسبب نقص المياه". ولم يرد متحدث باسم الحكومة الكونغولية على طلبات التعليق. في كينيا، أظهرت وثائق داخلية اطلعت عليها "رويترز" أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كانت في خضم مشروع مدته خمس سنوات بتكلفة 100 مليون دولار يهدف إلى توفير مياه الشرب وأنظمة الري لنحو 150 ألف شخص عندما طُلب من المقاولين والموظفين في يناير/كانون الثاني وقف عملهم. وبحسب مذكرة صادرة في 15 مايو/أيار عن شركة تعاقدت على تنفيذ المشروع، لم يكن قد اكتمل سوى 15% فقط من العمل في تلك المرحلة. وأظهرت مراسلات اطلعت عليها "رويترز" أن العمل غير المكتمل خلف وراءه خنادق مفتوحة وحفراً عميقة تشكل تهديدا خطيرا للأطفال والماشية وترك ما قيمته 100 ألف دولار من أنابيب ومواد مكشوفة في مواقع البناء يمكن أن تتلف أو تتعرض للنهب. وتقول عدة مذكرات إن لافتات الوكالة في تلك المواقع توضح من المسؤول عن الأعمال غير المكتملة. وحذرت مسودة مذكرة من السفارة الأمريكية في نيروبي إلى وزارة الخارجية الأمريكية اطلعت عليها "رويترز" من أن ذلك قد يضر بسمعة الولايات المتحدة وربما يعطي دفعة لجماعات متطرفة تسعى إلى تجنيد مقاتلين جدد في المنطقة. ونفذت حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة في الصومال سلسلة من الهجمات الكبيرة في كينيا. كما يهدد قطع التمويل مناطق تعاني من الجفاف والفيضانات بشكل متكرر مثل مقاطعة تايتا تافيتا الكينية، حيث قال قادة المجتمع المحلي إن العمال لم يتمكنوا من إكمال بناء جدران من الطوب على طول جزء من قناة ري بعدما صدرت لهم الأوامر بالتوقف مما جعلها عرضة للتآكل. وحذر جوما كوبو أحد قادة المجتمع المحلي قائلا "من دون تدعيمها، ستنهار الجدران عند هطول أمطار غزيرة، وسيؤدي تدفق المياه إلى تدمير المزارع". وطلب المجتمع المحلي من الحكومة الكينية والجهات المانحة الدولية المساعدة في إنهاء العمل، بتكلفة متوقعة تبلغ 68 مليون شلن (526 ألف دولار). وقال كوبو إنهم يخططون في هذه الأثناء لبيع المواد المتبقية من أسمنت وكابلات فولاذية في الموقع لجمع الأموال اللازمة لردم القناة. ولم تستجب الحكومة الكينية لطلب التعليق. aXA6IDE1NC4yMDMuNDUuMTY0IA== جزيرة ام اند امز PT