
الاحتياطي الأمريكي يحسم مصير «الفائدة» تحت ضغط السياسة والتجارة
الجمعة أول أغسطس الموعد النهائي لدخول «رسوم ترامب» حيز التنفيذ
يخطو رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وزملاؤه إلى قاعة مجلس إدارة البنك المركزي يوم الثلاثاء للنظر في أسعار الفائدة في ظل ضغوط سياسية هائلة، وتطورات في السياسة التجارية، واتجاهات اقتصادية متضاربة.
في حدث نادر، سيجتمع صانعو السياسات في الأسبوع نفسه الذي تصدر فيه الحكومة تقارير الناتج المحلي الإجمالي، والتوظيف، ومقاييس الأسعار المفضلة لدى الاحتياطي الفيدرالي. يجتمع مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي يومي الثلاثاء والأربعاء، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقوا على أسعار الفائدة دون تغيير.
يأتي ذلك في الوقت الذي يحتل الموعد النهائي الذي حدده ترامب يوم الجمعة لتطبيق الرسوم الجمركية الجديدة مركز الاهتمام، حيث لا تزال العديد من الدول - بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية وسويسرا - تأمل في إبرام اتفاقيات تجارية.
انتعاش الاقتصاد الأمريكي
تقدر الجهات التي تعد التوقعات أن تظهر الحزمة المكثفة من البيانات انتعاشاً في النشاط الاقتصادي في الربع الثاني، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انخفاض حاد في العجز التجاري، بينما تباطأ نمو الوظائف في يوليو. وقد يظهر التقرير الرئيسي الثالث ارتفاعاً طفيفاً في التضخم الأساسي في يونيو مقارنة بالشهر السابق.
في حين يتوقع أن يظهر التقدير الأولي الحكومي للناتج المحلي الإجمالي الفصلي زيادة سنوية بنسبة 2.4% - بعد انكماش الاقتصاد بنسبة 0.5% في الفترة من يناير إلى مارس - إلا أن تقرير يوم الأربعاء سيكشف على الأرجح عن طلب متواضع فحسب من الأسر واستثمار الشركات.
يشير أوسط التوقعات في استطلاع أجرته «بلومبيرغ» إلى زيادة بنسبة 1.5% في إنفاق المستهلكين، مسجلاً بذلك أضعف وتيرة لفصلين متتاليين منذ بداية الجائحة في أوائل عام 2020. كما أثر تذبذب سوق الإسكان على نشاط الربع الثاني.
الشركات تتأنى في تعيين الموظفين
في نهاية الأسبوع، من المتوقع أن يظهر تقرير الوظائف لشهر يوليو أن الشركات أصبحت أكثر تروياً في التوظيف. ومن المرجح أن يتراجع التوظيف بعد زيادة في يونيو مدعومة بقفزة في الوظائف بقطاع التعليم، بينما من المتوقع أن يرتفع معدل البطالة قليلاً إلى 4.2%.
يتوقع أن يرتفع عدد الوظائف في القطاع الخاص بمقدار 100 ألف وظيفة بعد أن سجل أقل زيادة في ثمانية أشهر. خلال النصف الأول من العام، تباطأت وتيرة التوظيف في الشركات مقارنة بمتوسط عام 2024. كما كان نطاق نمو الوظائف محدوداً نسبياً. ومن المتوقع أن تظهر أرقام منفصلة ستصدر يوم الثلاثاء انخفاضاً في فرص العمل المتاحة في يونيو.
بدأ عدد قليل من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يبدون قلقهم بشأن ما يعتبرونه سوق عمل هشة، بما في ذلك اثنان قالا إنهما يريان جدوى في النظر في خفض أسعار الفائدة الآن. كما تتزايد الضغوط من خارج المجلس. وقد أعرب الرئيس دونالد ترامب صراحة عن رغبته في أن يخفض باول وزملاؤه تكاليف الاقتراض على المستهلكين والشركات.
البنوك المركزية تدعو إلى الصبر
شدد باول ومحافظو البنوك المركزية الآخرون على ضرورة التحلي بالصبر، إذ تنذر رسوم إدارة ترامب الجمركية بتسارع التضخم مجدداً. وحتى الآن هذا العام، ومنذ فرض مجموعة متنوعة من الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات، اتسمت ضغوط الأسعار بالتواضع.
يتوقع أن يظهر تقرير الدخل والإنفاق الشخصي الحكومي لشهر يونيو، والمقرر صدوره يوم الجمعة، تسارعاً طفيفاً في مؤشر التضخم الأساسي المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي مقارنة بالشهر السابق، ما يشير إلى أن الرسوم الجمركية تمرر تدريجياً فحسب إلى المستهلكين.
وفي الشمال، من المقرر أن يبقي بنك كندا على أسعار الفائدة دون تغيير، لتظل تكاليف الاقتراض ثابتة عند 2.75% للاجتماع الثالث على التوالي، وسط حالة من عدم اليقين التجاري، وتضخم أساسي مستقر، واقتصاد يبدو أنه يتعامل مع الرسوم الجمركية بشكل أفضل مما توقعه العديد من الاقتصاديين. سيصدر المسؤولون تقريراً عن السياسة النقدية، لكن لم يعرف بعد ما إذا كانوا سيعودون إلى التوقعات المحددة أم سيصدرون سيناريوهات متعددة، كما فعلوا في أبريل وسط تقلبات السياسة التجارية الأمريكية.
يتوقع أن تشير بيانات الناتج المحلي الإجمالي على مستوى القطاعات لشهر مايو والتقديرات الأولية لشهر يونيو إلى انكماش في الربع الثاني. يضغط رئيس الوزراء مارك كارني لإبرام صفقة تجارية مع ترامب بحلول الأول من أغسطس، لكنه وقادة المقاطعات في البلاد قللوا من شأن التوقعات، قائلين إنهم يركزون قبل كل شيء على التوصل إلى اتفاق جيد.
في أماكن أخرى، من المرجح أن يبقي محافظو البنوك المركزية في اليابان والبرازيل على أسعار الفائدة دون تغيير، بينما يتوقع تخفيضها في جنوب أفريقيا وتشيلي وغانا وباكستان وكولومبيا. كما سيترقب المستثمرون التوقعات الجديدة لصندوق النقد الدولي، وقراءات مؤشر مديري المشتريات العالمي، ومجموعة من بيانات الناتج المحلي الإجمالي والتضخم في أوروبا.
آسيا
في آسيا، يترقب المستثمرون قرار «بنك اليابان» يوم الخميس، حيث يتوقع أن يبقي على سعر الفائدة الأساسي دون تغيير عند 0.5%. وستكون تصريحات المحافظ كازو أويدا محط اهتمام الأسواق، لا سيما في ضوء ما أكده نائبه من أن الاتفاق التجاري الأمريكي عزز احتمالات تحقق التوقعات الاقتصادية، وهو عامل حاسم لأي خطوة مقبلة نحو رفع أسعار الفائدة.
في موازاة ذلك، تصدر هذا الأسبوع سلسلة من البيانات التي تظهر تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، مع صدور أرقام التجارة من الفلبين، وهونغ كونغ، وسريلانكا، وتايلند، وكوريا الجنوبية، وإندونيسيا. كما تستعد دول المنطقة لنشر بيانات مؤشر مديري المشتريات للقطاع الصناعي.
وتحظى الصين بمتابعة خاصة مع صدور مجموعتين من بيانات مؤشر مديري المشتريات لشهر يوليو في نهاية الأسبوع. وسيركز المحللون على ما إذا كان المؤشر الرسمي سيسجل ارتفاعاً للشهر الثالث توالياً، وعلى استمرار مؤشر «ستاندرد آند بورز غلوبال» (S&P Global) ضمن منطقة التوسع. وستنشر مؤشرات مديري المشتريات كذلك من إندونيسيا، وكوريا الجنوبية، وماليزيا، والفلبين، وتايلند، وتايوان، وفيتنام، يوم الجمعة.
أما أستراليا، فستعلن بيانات الربع الثاني التي يتوقع أن تظهر تباطؤاً طفيفاً في التضخم الاستهلاكي، ما قد يمنح «بنك الاحتياطي الأسترالي» هامشاً لاستئناف دورة خفض أسعار الفائدة عندما يجتمع في 12 أغسطس.
وفي باكستان، يحتمل أن يقدم البنك المركزي على خفض أسعار الفائدة يوم الأربعاء، قبل يومين من صدور بيانات التضخم الجديدة، وهو ما ينطبق أيضاً على إندونيسيا.
أوروبا
تتصدر بيانات الناتج المحلي الإجمالي والتضخم في أوروبا المشهد الاقتصادي هذا الأسبوع، وسط ترقب واسع من المستثمرين وصانعي القرار. ويتوقع اقتصاديون استطلعت آراءهم وكالة «بلومبرغ» أن تظهر أرقام يوم الأربعاء ثبات الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو خلال الربع الثاني من العام، بعد تسجيل نمو بنسبة 0.6% في الأشهر الثلاثة الأولى. وقد ساعد على تحقيق هذا الأداء القوي سابقاً، تسارع عمليات التوريد تحسباً لإعلان مرتقب من الرئيس دونالد ترامب بشأن فرض رسوم جمركية عالمية.
ومن بين الاقتصادات الكبرى في التكتل، من المتوقع أن تسجل ألمانيا أسوأ أداء، مع انكماش قدره 0.1% مقارنة بالربع السابق. في المقابل، يرتقب أن تواصل إسبانيا نموها بوتيرة 0.6%، فيما تحقق كل من فرنسا وإيطاليا نمواً طفيفاً. أما البيانات الخاصة بالاقتصادات الأصغر في منطقة اليورو فستنشر تباعاً خلال الأسبوع، بدءاً من أيرلندا التي تعرف بتقلب أدائها وتأثيرها غير المتوقع في مؤشرات الكتلة، والتي ستعلن أرقامها يوم الإثنين.
في موازاة ذلك، ينتظر أن تؤكد بيانات التضخم في منطقة اليورو، المقرر صدورها يوم الجمعة، ثقة البنك المركزي الأوروبي في نجاحه بكبح جماح الأسعار. وتشير التوقعات إلى ارتفاع أسعار المستهلكين بنسبة 1.9% في يوليو، انخفاضاً من 2% في الشهر السابق، ما يبقيها دون هدف البنك المركزي. أما معدل التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار الطاقة والغذاء، فمن المرجح أن يبقى مستقراً عند 2.3%.
ومع دخول معظم دول أوروبا في موسم العطلات الصيفية، يقتصر الظهور العلني لمسؤولي البنك المركزي الأوروبي هذا الأسبوع على الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، الذي ينتظر أن يتحدث يوم الإثنين. كما ستنشر نتائج مسح البنك المركزي الأوروبي حول توقعات المستهلكين للتضخم يوم الثلاثاء، يليها تقرير الأجور يوم الأربعاء.
أما «بنك إنجلترا»، فيدخل مرحلة الصمت الإعلامي استعداداً لإعلانه المرتقب بشأن أسعار الفائدة في 7 أغسطس. وتقتصر الإصدارات الاقتصادية في المملكة المتحدة هذا الأسبوع على بيانات متعلقة بسوق الإسكان.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ دقيقة واحدة
- البيان
تراجع الذهب مع صعود عوائد سندات الخزانة الأمريكية وحذر المستثمرين
انخفضت أسعار الذهب أمس، مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، في حين ظل المستثمرون حذرين قبل قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة بشأن تعيينات بمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي). وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.4 % إلى 3366.81 دولاراً للأوقية (الأونصة) خلال التعاملات بعد أن سجل أعلى مستوى في أسبوعين تقريباً أول من أمس، وهبطت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.4 % إلى 3420.90 دولاراً. وارتفعت عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات بعد 4 أيام متتالية من الانخفاض، مما يقلل من جاذبية الذهب الذي لا يدر عائداً. وقال ترامب الثلاثاء إنه سيعلن هذا الأسبوع عن قراره بشأن مرشح لمنصب سيصبح شاغراً قريباً في مجلس الاحتياطي الاتحادي. وتشير أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة (سي.إم.إي) إلى أن الأسواق تتوقع بنسبة 86 % خفض الفائدة في سبتمبر المقبل، وذلك بعد تقرير الوظائف الضعيف الصادر يوم الجمعة، وهو ما دفع ترامب أيضاً إلى إقالة مفوضة مكتب إحصاءات العمل، مما يزيد من عدم اليقين بشأن السياسات. ولا يزال التوتر التجاري مستمراً أيضاً، إذ جدد ترامب تهديده بزيادة الرسوم الجمركية على البضائع الهندية بسبب شراء نيودلهي للنفط الروسي. وعادة ما يحقق الذهب الذي يعد ملاذاً آمناً في أوقات الضبابية السياسية والاقتصادية، أداء جيداً عند انخفاض أسعار الفائدة. وهبطت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 % إلى 37.80 دولاراً ، وصعد البلاتين 0.5 % إلى 1327.93 دولاراً، وانخفض البلاديوم 0.1 % إلى 1174.34 دولاراً.


البيان
منذ 32 دقائق
- البيان
"أوبن أيه.آي"تعلن عن صفقة محتملة لبيع جزء من أسهمها
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن المصادر القول إن الشركة تستهدف بيع كمية أسهم بمليارات الدولارات، مضيفة أن مستثمرين حاليين، بمن فيهم ثرايف كابيتال، تواصلوا مع أوبن أيه. آي لشراء بعض أسهم الموظفين. وحال إتمام الصفقة، سترتفع قيمة الشركة الاسمية بنحو الثلثين. وكانت قيمتها السابقة 300 مليار دولار في جولة تمويلية أسفرت عن جمع 40 مليار دولار بقيادة مجموعة سوفت بنك، مما يجعلها واحدة من أكبر الشركات الخاصة في العالم. وتأتي هذه الخطوة الأخيرة بعد أنباء الأسبوع الماضي حصول الشركة الناشئة على8.3 مليار دولار من مجموعة مستثمرين كجزء من جولة جمع تمويلات ثانية بقيمة 40 مليار دولار، والذي فاقت طلبات الاكتتاب فيه المبلغ المطلوب بنحو خمسة أضعاف، وفقًا لأحد الأشخاص المطلعين على المناقشات. وغالبا ما تتفاوض الشركات الناشئة الأمريكية الكبرى على بيع أسهم لموظفيها كوسيلة لمكافأتهم والاحتفاظ بهم، وكذلك لجذب مستثمرين خارجيين. وتسعى الشركة التي يديرها سام ألتمان إلى الاستفادة من طلب المستثمرين لتزويد الموظفين بالسيولة التي تعكس نمو الشركة، وفقًا لأحد الأشخاص المطلعين على مفاوضات الاستثمار.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
تراجع مخزون النفط في أمريكا بأكثر من التوقعات
أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، اليوم الأربعاء، تراجعا بأكثر من المتوقع لمخزون النفط الخام في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي. وذكرت الإدارة، أن مخزون النفط الخام تراجع خلال الأسبوع المنتهي في أول أغسطس بواقع 3 ملايين برميل، بعد ارتفاعه في الأسبوع السابق بمقدار 7.7 مليون برميل في حين كان المحللون قد توقعوا تراجعا بمقدار1.1مليون برميل فقط، وفي ظل التراجع الأكبر من المتوقع، أصبح المخزون 423.7 مليون برميل أي بما يقل بنسبة 6% تقريبا، عن متوسط المخزون خلال السنوات الخمس الماضية في مثل هذا الوقت من العام. وذكرت الإدارة أن مخزون البنزين تراجع بواقع 1.3مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، ليقل بنسبة 1% تقريبا عن متوسط المخزون خلال السنوات الخمس الماضية. وفي الوقت نفسه، تراجع مخزون المكررات النفطية التي تشمل زيت التدفئة والديزل (السولار) بواقع 600 ألف برميل ليظل أقل بنسبة 16% تقريبا عن متوسطه خلال السنوات الخمس الماضية في مثل هذا الوقت من العام.