
لقطات الجنود الأسرى في غزة: ضغط على الداخل الإسرائيلي
للجندي أفيتار دافيد
الأسير لديها، ومقطع آخر نشرته "سرايا القدس"، الخميس الماضي، للأسير لديها روم بارسلافسكي، واقعاً صحياً مغايراً لما كان يظهر في السابق الأسرى في غزة. وبدا الأسيران في واقع صحي نحل فيه جسداهما، فيما كان العنوان الأبرز لهذه الفيديوهات الثلاثة "يأكلون مما نأكل"، في دلالة على واقع المجاعة الذي يعيشه سكان القطاع، بفعل سياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال، وهو ما ينسحب على الأسرى الإسرائيليين.
ويقدر الاحتلال وجود 20 أسيراً على قيد الحياة لدى المقاومة في قطاع غزة، فيما نحو 30 آخرين عبارة عن جثث، وقد قتلوا خلال الحرب بفعل القصف الإسرائيلي، أو خلال هجوم السابع من أكتوبر قبل نقلهم إلى القطاع. وأعاد نشر هذه المقاطع التساؤل عن تأثيراتها وتداعياتها على المشهد الداخلي الإسرائيلي، خصوصاً أن المقاومة سبق ونشرت عشرات المقاطع المصورة لأسرى إسرائيليين، فيما كان المستوى السياسي يتعامل معها بتجاهل. أما المستوى الشعبي الإسرائيلي، فكان عادة ما يصعّد التظاهرات للضغط على حكومته، مطالباً بإبرام اتفاق، وهو ما كانت تتنصل منه حكومة بنيامين نتنياهو عبر سلسلة من الإجراءات، سواء في فتح جبهات قتال إضافية أو المراوغة في ملف التفاوض. لكن موجة الغضب التي
أظهرتها عائلات الأسرى
الإسرائيليين في أعقاب نشر المقاطع الأخيرة، تبدو أكثر حدة من سابقتها، خصوصاً مع تزايد الاتهامات لنتنياهو بتجاهل ملف الأسرى في غزة لصالح أهداف سياسية.
وتحدثت بعض عائلات الأسرى السابقين والحاليين عن ضرورة الاستجابة لمطالب حركة حماس، إذ كتبت إيريس حاييم، والدة الأسير الإسرائيلي يوتام حاييم، الذي قتله جيش الاحتلال في الشجاعية في مدينة غزة، مع الأسيرين ألون شمريز وسامر طلالقة، في ديسمبر/ كانون الأول 2023، على منصة إنستغرام، مساء أول من أمس السبت، أن "على إسرائيل أن توافق على مطالب حماس في المفاوضات من أجل الإفراج عن الأسرى، يجب الاستسلام. لست خائفة من قول ذلك. الاستسلام أقل فظاعة من ترك هؤلاء الأسرى يموتون جوعاً". وسبق أن أصدرت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين بياناً بناءً على طلب عائلة أفيتار دافيد، طالبت فيه وسائل الإعلام والمتابعين بعدم التواصل مع العائلة حتى إشعار آخر، نظراً لما تمر به من لحظات عصيبة عقب نشر المقطع الخاص بدافيد، الذي ظهر فيه وهو يحفر قبره بيده في دلالة على تردي حالته الصحية وانعدام الأمل بالوصول إلى اتفاق ينهي الحرب.
استغل نتنياهو هذه الفيديوهات، ليعرب في بيان لمكتبه ليل السبت - الأحد، عن "صدمة عميقة" من المشاهد التي بثّتها "القسام" و"سرايا القدس". وأضاف البيان أن نتنياهو أبلغ عائلتي الأسيرين براسلافسكي ودافيد "أن الجهود متواصلة لإعادة كلّ الرهائن، وهي ستستمرّ دوماً بلا كل". واعتبر أن "لا حدود لقسوة حماس"، زاعماً أنه "بينما تسمح دولة إسرائيل بوصول المساعدة الإنسانية إلى سكان غزة، يعمل عناصر حماس على تجويع رهائننا عمداً وتصويرهم بطريقة دنيئة ومقيتة". كذلك اتهم "عناصر حماس أيضاً بتجويع سكان قطاع غزة عمداً من خلال منعهم من الحصول على المساعدة، مروّجين لحملة دعائية افترائية في حقّ إسرائيل". ودعا "دول العالم إلى
رصّ الصفوف
للتنديد بوضوح بالانتهاكات الإجرامية النازية التي ترتكبها منظمة حماس الإرهابية".
أخبار
التحديثات الحية
"سرايا القدس" تنشر رسالة لجندي إسرائيلي محتجز قبل انقطاع الاتصال به
وسريعاً نددت مسؤولة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، في منشور على منصة إكس، أمس الأحد، بـ"الصور المروعة للرهينتين الإسرائيليين" اللذين ظهرا في مقاطع الفيديو الثلاثة، مطالبة بالإفراج "الفوري" عن جميع الأسرى في غزة. ووصفت المقاطع بأنها "مروعة وتشهد على همجية حماس"، مشددة على أن "على حماس إلقاء السلاح وإنهاء حكمها لغزة... في الوقت ذاته، يتعيّن السماح بوصول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع للمحتاجين" إليها في القطاع.
تأثير المتطرفين
في هذا الصدد قال الباحث والمختص في الشأن الإسرائيلي، سليمان بشارات، إن "الخطاب السياسي الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بات يدار تحت تأثير التيار اليميني المتطرف، الذي يروّج لفكرة أن الحرب على غزة حرب وجودية أو حرب قيامة". وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن ذلك "دفع الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو، إلى محاولة منع ظهور أي ملامح ضعف أمام رسائل المقاومة، بما فيها الفيديوهات التي تنشرها حول الأسرى في غزة".
سليمان بشارات: المشهد الداخلي الإسرائيلي لا يزال غير مستقر
وبذلت المؤسسة الأمنية والإعلامية الإسرائيلية، وفق بشارات، "من خلال الرقابة العسكرية والإعلامية، جهوداً كبيرة لحجب هذه المشاهد عن الشارع الإسرائيلي، لكن هذا الحجب بدأ يتآكل أخيراً، وأصبحت هذه الفيديوهات تجد طريقها إلى الجمهور الإسرائيلي، نظراً لأنها تمسّ مباشرة قضية إنسانية تمسّ مصير حياة الأسرى الإسرائيليين في غزة". وفي رأي بشارات، فإن "تأثير هذه المشاهد يمكن قراءته ضمن مسارين: الأول تآكل الثقة بين الشارع الإسرائيلي والمؤسسة السياسية، خصوصاً في ظل غياب قيادة جماهيرية قادرة على تحويل هذا التململ الشعبي إلى ضغط سياسي فعلي". أما المسار الثاني، فهو "التدخل الأميركي المستمر، الذي بدا أوضح في عهد إدارة دونالد ترامب أخيراً، إذ تسعى واشنطن لامتصاص أي ردود فعل شعبية عبر تبنّي رواية نتنياهو ومنحه الغطاء الكامل".
أخبار
التحديثات الحية
ضبط أجهزة تجسس إسرائيلية مموهة بمواقع تسليم الأسرى في غزة
وأشار إلى أن "الاحتلال يحاول الترويج لفكرة أن استمرار العمليات العسكرية هو السبيل الوحيد لاستعادة الأسرى في غزة وضمان أمن الإسرائيليين، حتى لو تطلّب الأمر دفع أثمان باهظة"، مضيفاً أنه "خطاب جديد بدأ يظهر لأول مرة بهذا الشكل داخل المجتمع الإسرائيلي". وفي ما اعتبره بشارات "نقطة تحوّل"، بدأت بعض الأصوات داخل إسرائيل "تعترف بأن ما يجري في غزة تجويع ممنهج، وليس فقط حرباً عسكرية، ما يمنح مصداقية أكبر للرواية الفلسطينية، ويفضح محاولات الاحتلال والولايات المتحدة لطمس الحقائق الإنسانية على الأرض". وفي اعتقاده، فإنّ "المشهد الداخلي الإسرائيلي لا يزال غير مستقر... صحيح أن هناك نجاحاً نسبياً في امتصاص الغضب الشعبي عبر التلاعب الإعلامي والسياسي، لكن في حال استمرار الحرب، وتصاعد مشاهد الأسرى ومعاناة غزة، قد نشهد تحوّلاً حقيقياً في شكل ضغط شعبي يمكن أن يجبر القيادة السياسية على التراجع أو تغيير نهجها".
توظيف دعائي لملف الأسرى في غزة
أما الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى إبراهيم، فرأى أن التعامل الإسرائيلي منذ بداية حرب الإبادة مع مقاطع الفيديو التي تنشرها المقاومة، وحركة حماس على وجه الخصوص، يأتي في إطار "دعائي" وحرب "البروباغندا". وقال لـ"العربي الجديد"، إن "الاحتلال لم يتعامل بجدية مع مقاطع الفيديو التي سبق أن نشرت طوال فترة حرب الإبادة المستمرة للعام الثاني على التوالي"، معتبراً أن "هذا الأمر يجعل وتيرة الضغط محدودة على الحكومة الإسرائيلية".
مصطفى إبراهيم: المقاومة تسعى للضغط على الشارع الإسرائيلي للوصول إلى اتفاق
ويسعى الاحتلال، وفق إبراهيم، لاستغلال هذه المقاطع "للترويج ضد المقاومة الفلسطينية بأنها لا تعامل الأسرى الإسرائيليين في واقع صحي وإيجابي، وأنها مجرد مقاطع للضغط السياسي"، مشيراً إلى أن "وجهة النظر الفلسطينية مختلفة، إذ تسعى الأذرع العسكرية من خلال هذه المقاطع للضغط على الشارع الإسرائيلي للوصول إلى صفقة تبادل جديدة يُوقف من خلالها إطلاق النار في غزة". وتوقع إبراهيم أن تعمل الحكومة الإسرائيلية على استغلال مقاطع الفيديو بطريقتها، "خصوصاً مع ضعف قدرة عائلات الأسرى على التأثير بحكومتها أو الشارع الإسرائيلي". وفي رأيه "قدرة هذه المقاطع على التأثير في شكل المشهد الداخلي ستظل محدودة في ظل الدعاية الإسرائيلية الرسمية عبر جهاز الهسبارة (يضم وكالات حكومية ووزارات ومراكز بحوث ومنظّمات غير حكومية) أو حتى الرواية الرسمية من خلال الخارجية الإسرائيلية والحكومة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
خطة إسرائيلية لاحتلال غزة ومخيمات وسط القطاع: خمس فرق خلال خمسة أشهر
كشفت وسائل إعلام عبرية، مساء اليوم الأربعاء، بعض جوانب خطة احتلال قطاع غزة، قبيل المصادقة المتوقعة عليها في اجتماع المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية المقرر غدًا الخميس. وبحسب الخطة، سيقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بعمليات عسكرية في منطقتين، هما مخيمات الوسط ومدينة غزة، لمدة خمسة أشهر، وفق ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان". وأضافت الهيئة أنه جرت مناقشة خطة احتلال قطاع غزة بين المستويين السياسي والعسكري حتى قبل انطلاق عملية "عربات جدعون"، التي كانت بمثابة حل وسط بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورئيس أركان الجيش إيال زامير، الذي أبدى معارضة لاحتلال القطاع، لكنه قال في جلسة عقدها نتنياهو في الأيام الأخيرة: "سننفذ ما يقرره المستوى السياسي". من جانبها، أفادت القناة 13 العبرية بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لعملية واسعة النطاق في غزة، من المتوقع أن تمتد على مدى خمسة أشهر، وتشمل توغّل خمس فرق عسكرية إلى داخل القطاع، والسيطرة على معسكرات وسط غزة ومدينة غزة نفسها. وكجزء من الخطة، يُتوقّع أن ينزح نحو مليون فلسطيني نحو الجنوب، مع إدخال مساعدات إنسانية إلى داخل القطاع. ووفقًا لتقديرات الجيش، فإن احتلال المدينة قد يستغرق وقتًا قصيرًا نسبيًا، لكن القضاء الكامل على حركة "حماس" لا يبدو قريب المنال. وتأتي هذه الخطة في ظل تباينات داخل دوائر الحكم والجيش الإسرائيلي بشأن جدوى السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة. إذ عبّر عدد من كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين، وعلى رأسهم رئيس الأركان إيال زامير، عن تحفظهم على خطة الاحتلال، محذرين من تبعاتها الميدانية والسياسية والإنسانية، لا سيما في ظل غياب رؤية واضحة لليوم التالي. في المقابل، يضغط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وبعض وزرائه من "الليكود" والتيارات اليمينية الأخرى باتجاه المضي قدماً في العملية، معتبرين أن أي حل لا يتضمن اجتثاث حركة "حماس" من القطاع لن يكون كافياً. رصد التحديثات الحية واضع "خطة الجنرالات" يرى مشكلة نتنياهو في غزة نفسية وفي وقت سابق، رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإفصاح عمّا إذا كان يؤيد أو يعارض سيطرة إسرائيل المحتملة على قطاع غزة عسكرياً، مشيراً إلى أن تركيز إدارته ينصب حالياً على زيادة وصول الغذاء إلى القطاع. وقال ترامب في تصريحات للصحافيين أمس الثلاثاء: "في ما يتعلق ببقية الأمر، لا يمكنني القول حقاً. سيكون ذلك متروكاً إلى حد كبير لإسرائيل". وأضاف ترامب أن بلاده قدمت 60 مليون دولار لتأمين الغذاء لسكان غزة، مشيراً إلى أن سكان القطاع "لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء". وأضاف في تصريحات صحافية أن الولايات المتحدة تحاول ضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين، وأن إسرائيل ستساعد في عملية التوزيع. كذلك، أكد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس حق رئيس أركان الجيش إيال زامير في "إبداء رأيه" بشأن المرحلة المقبلة من الحرب في قطاع غزة، لكنه ملزم "تنفيذ" قرارات الحكومة بهذا الصدد. وقال كاتس عبر منصة إكس "من حق وواجب رئيس الأركان أن يعبّر عن موقفه في المنابر المختلفة، لكن بعد أن يتخذ المستوى السياسي القرارات، فإن الجيش سينفذها بحزم ومهنية، كما فعل على جميع الجبهات، حتى تحقيق أهداف الحرب".


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
صحيفة عبرية: صدام يهز هيئة الأركان بعد فشل 'عربات جدعون' واتساع دائرة النقد الداخلي والعالمي
يوآف زيتون قائد المنطقة الجنوبية، اللواء ينيف عاشور، شارك في تقويم الوضع الأسبوع الماضي في مؤتمر عن بعد من قاعدة القيادة في بئر السبع. وضع على الطاولة مسألة متفجرة كشفها نداف ايال في 'يديعوت أحرونوت' في نيسان: توتر متزايد بين قيادة المنطقة الجنوبية وسلاح الجو حول سياسة توسيع النار التي قررها عاشور بقطاع غزة في الأشهر الأخيرة وأدت إلى مقتل مئات الفلسطينيين من غير المشاركين. وكما نشر، فإن قائد سلاح الجو اللواء تومر بار، يقر شخصياً هجمات في غزة، والآن يطلب منه عاشور أن يتوقف عن معارضة المطالبات بالغارات الجوية وألا يقلب القرارات التي تطرحها القيادة. عقدت الجلسة في غرفة المباحثات المركزية لهيئة الأركان في الكريا في تل أبيب بحضور أكثر من 20 لواء وعميداً. وحسب عدة شهادات، فإنه ما إن طرح عاشور طلبه، حتى ارتفعت حدة النبرات إلى صراخ حقيقي. فقد شرح قائد سلاح الجو لنظيره ولباقي المشاركين بأنه اضطر بالتدخل غير مرة في المسألة مؤخراً؛ لأنه رأى 'انعدام مهنية' في غارات كثيرة طلبت قيادة الجنوب تنفيذها في الأشهر الأخيرة. في هذه المرحلة، حسب الشهادات، فقد اللواء عاشور هدوءه: 'أنتم هناك في تل أبيب منقطعون عن الميدان'. فتدخل رئيس الأركان الفريق أيال زامير في الجدال الشاذ، وطلب من اللواء عاشور ألا يتحدث بهذا الشكل لأنه 'غير مقبول'. خيبة الأمل من إنجازات العملية البرية في الخلفية مواجهة شاذة بين اللواءين بسبب خيبة أمل لدى قيادة المنطقة الجنوبية من فشل العملية البرية في الأشهر الأخيرة بقطاع غزة، وحملة عربات جدعون التي لم تستوف هدفها المعلن ولا خلق ظروف لصفقة مخطوفين مع حماس من خلال ضغط عسكري. منذ ضربة البدء للخطوة التي كسرت وقف النار في بداية السنة، صفّي عشرات من قادة حماس في هجوم ليلي مفاجئ، لكن هذا تضمن -بزعم منظمة الإرهاب ومحافل دولية – قتل المئات من المدنيين الغزيين، بمن فيهم أطفال ونساء. منذئذ، نفذت هجمات عديدة مشابهة أثارت نقداً حاداً من الغرب ضد إسرائيل، وكانت التوثيقات القاسية من نتائج هذه الهجمات قضمت أكثر ما تبقى من تأييد عالمي لإسرائيل، وأثارت نقداً داخلياً في الجيش أيضاً. 'لا يدور الحديث عن هجمات مساعدة من الجو للقوات البرية في أحداث متفجرة أو في تشخيص مخربين. لا توجد معضلة هنا، مهما كان الثمن، لمساعدة القوات في المعركة'، كما شرحت مصادر أمنية. 'سياسة النار التي تتبعها قيادة المنطقة الجنوبية أخذت الحد الأقصى، وتغيرت تعريفات الضرر الجانبي بشكل فاق الضرر كل منفعة. نحن في مرحلة أخرى من القتال وليس في أشهر المناورة الأولى'. نقد الجيش ضد اللواء عاشور يقول الجيش إن اللواء عاشور الذي حل محل قائد المنطقة الذي استقال عقب 7 أكتوبر، اللواء يارون فينكلمان، بدأ في الأشهر الأخيرة يميل غير مرة للتمرد حتى حيال جهات أخرى في الجيش؛ من شعبة العمليات، ومن أذرع أخرى، على نحو دفع ضباطاً كثيرين لتقليص الحديث المهني معهم إلى الحد الأدنى. تجمع في الجيش أيضاً نقد على موافقة قيادة المنطقة أن تأخذ على عاتقها حملة عسكرية برية أصبحت بلا جدوى في الأشهر الأخيرة، دون الاقتراب من حسم حماس أو تحرير المخطوفين، وفي ظل إنهاك القوات. كاتب من قائد سرية هو الرائد احتياط 'ع'، نشر أمس في 'واي نت': 'لا توجد مناورة حقيقية، والمقاتلون تعبون. العدو يشخص بعضاً – ويهاجم'، يشهد قائد السرية. يمكن أن يضاف إلى هذا، قرار نبع من طلب المستوى السياسي تقليص التغطية الصحفية في أراضي القطاع في أثناء حملة 'مغين عوز' التي تحولت إلى عربات جدعون. والآن، يفترض باللواءين أن يبنيا معاً الخطة العملياتية التالية في القطاع عقب انهيار المفاوضات. 'لا نتذكر مواجهة كهذه بين لواءين في هيئة الأركان'، قال ضباط شهدوا الحدث الشاذ. 'يسمح الجيش ويشجع حواراً مفتوحاً في كل مستوى، وشهد محفل الأركان جدالات ثاقبة على طول الحرب، لكن ليس في مثل هذه المستويات التي كادت تنزل إلى خطوط شخصية وتطلبت تدخلاً من رئيس الأركان'. الجيش الإسرائيلي أكد التفاصيل، لكنه رفض التعقيب. يديعوت أحرونوت 6/8/2025


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
معاريف: أعدوا شراكهم لـ'المستشارة' فأوقعوه فيها وقالوا: متى يدرك زامير أهدافنا الحقيقية في غزة؟
آفي أشكنازي تكفي صورة واحدة كي نفهم عمق الأزمة بين رئيس الوزراء ورئيس الأركان: قاعدة استيعاب وتصنيف في 'تل هشومير' أمس. 'سيد أمن' وصل ليلتقي المتجندين الجدد لسلاح المدرعات وسلاح الهندسة القتالية. يدور الحديث عن سلاحين أهملتهما الدولة لسنين طويلة وقلصت حجم قواتهما. إلى أن جاءت حرب 'السيوف الحديدية'، وأدرك الجيش بأنه ملزم بوضع هذين السلاحين في مركز الاهتمام. تحدث نتنياهو مع متجندي 'دوري آب' بل واتخذت له الصور في سلسلة التجنيد. غير أنه وصل في تشكيلة ناقصة – بدون قائد الجيش الإسرائيلي، رئيس الأركان الفريق زامير. الهجمة على رئيس الأركان من جانب محيط رئيس الوزراء ليست في مكانها. لحكومة نتنياهو عادة سيئة من نزعة القوة المافيا. يلصقون فشل أداء المستوى السياسي بهذه الجهة أو تلك في كل مرة: رئيس 'أمان' أهارون حليوة، ورئيس الأركان هاليفي، وقائد المنطقة الجنوبية يارون فينكلمان، ورئيس شعبة العمليات عوديد بسيوك، ورئيس 'الشاباك' روني بار، والمفتش العام كوبي شبتاي، وقائد لواء الشمال في الشرطة شمعون لفي، والمستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا. كما أنهم حاولوا إلصاق حالات فشل كثيرة والإساءة لشرف قائد سلاح الجو اللواء تومر بار، وللناطق العسكري العميد دانيال هاغاري، وضباط ممتازين في الجيش و 'الشاباك' والشرطة. لقصور 7 أكتوبر آباء كثر في الجيش، وفي أسرة الاستخبارات، وفوق الجميع – أبو الفشل نتنياهو وأعضاء حكومته. رغم ذلك، لم تتشكل حتى الآن لجنة تحقيق، ومشكوك أن تتشكل لجنة كهذه، لكن توقفوا – نعم، أولئك الذين يسيرون عمياناً خلف الزعيم، وكذا المعارضون. وصلنا إلى كارثة 7 أكتوبر لعدة أسباب تكتيكية بسبب نقص فهم الواقع المتغير، والجمود الفكري… لكن الأمر الأصعب والأخطر كان عدم القدرة على إجراء حوار مهني. نتنياهو ليس مستعداً لسماع آراء تتحداه؛ فهو يفضل حوله أناساً صغاراً، ضعفاء، متملقين له ولزوجته. في مثل هذا المحيط، كل رجل جيش أو رجل جهاز أمن كفيل بالسير على الخطـ السائد في غرفة الجلسات. عندما يغيب بحث حقيقي، فثمة مفهوم مغلوط يزداد كبراً. في الوقت الذي يغيب فيه حوار مثمر وجدال مهني مع آراء مختلفة، سينمو مفهوم مغلوط. هكذا كان في كارثة 'ميرون'، وهكذا حدث في معالجة خيمة حزب الله في 'هار دوف'، وهكذا حصل في وقف المساعدات بحجوم كبيرة إلى غزة. رئيس الأركان زامير هو قائد جيش الدفاع الإسرائيلي. ومن زمن وهو يبلغ المستوى السياسي بأن الجيش على وشك إنهاء الحملة العسكرية 'عربات جدعون'، لكن لم يكن للمستوى السياسي وقت لخوض مفاوضات واتخاذ قرارات حول المستقبل. سبب المماطلة أن الحكومة ملتزمة في هذه اللحظة بنزوات التيار اليميني المتطرف: سموتريتش، بن غفير وأوريت ستروك. احتلال غزة هو الخطوة الأولى لاستيطان إسرائيلي في غزة. إخضاع حماس وممارسة ضغط لتحرير المخطوفين يبدوان الآن قصة تغطية. يعرف الجيش هذا جيداً. جاء رئيس الأركان أمس مع خطط مرتبة لجلسة المطبخ المصغر، التي تحولت لتصبح نوعاً من الاستماع ما قبل الإقالة. استعدادات الخازوق الذي أعدوه للمستشارة القانونية قبل يوم من ذلك، وقعت على رأسه. فهي لم تعط الحكومة المتعة المشكوك فيها. خطة رئيس الأركان شرحت كيفية التقدم في القتال وتشديد الضغط' على حماس. أمام عينيه وعيون طاقم القيادة العليا مبدآن مركزيان الآن: الالتزام بإعادة الخمسين مخطوفاً والحفاظ على مقاتلي الجيش المناورين في القتال. المشكلة أن نتنياهو غير مستعد لكي يشدوا له طرف ردائه. ويفضل حوله أقزاماً أقل تحدياً. لقد أرسل الجيش الآن إلى طاولة التخطيط للإعداد لاحتلال غزة. هذا ثمن سندفعه جميعاً، وسيكون أليماً أكثر من الاحتمال. من المشوق معرفة من الذي سيتهم بالفشل. معاريف 6/8/2025