logo
"بين هنا وهناك".. الحالة الفلسطينية بنظرة فنية

"بين هنا وهناك".. الحالة الفلسطينية بنظرة فنية

العربي الجديدمنذ 4 أيام
افتُتح مساء السبت الماضي في "غاليري باب الدير" ببيت لحم معرض بعنوان "بين هنا وهناك"، بمشاركة خمسة فنانين فلسطينيين من جيل شابّ يتعامل مع المكان بوصفه سؤالاً فنياً، من خلال وسائط متعددة. وتقترب الأعمال من موضوعات مثل العزل المكاني، والفقد، والهوية، في سياق
استعمار إحلالي
يُمزّق بنية المدينة الفلسطينية. تطغى على أعمال المعرض، الذي يتواصل حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري، مقارباتٌ شخصية تشتبك مع ثقل الحياة تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، حيث يُحاول أصحابُها إعادة تشكيل المعنى بعيداً عن البلاغة المباشرة. في عمله "البطل الفلسطيني"، يستعيد محمد الراعي
رمزية الجسد
المقاوم من خلال سلسلة حركات تبدأ بحمل الحجر، وتنتهي برميه. مشهدٌ مألوف منذ انتفاضة الحجارة عام 1987، يصبح مادّة للتأمل الجسدي، تكاد تُجرّد من رمزيتها لتُعرض كفعل يومي وإنساني.
(من صفحة الغاليري على فيسبوك)
من الفيديو آرت إلى الكولاج
أما نمر شلودي فيقدّم عملين بصريين بعنوان "الجيل الرابع" و"شرقة"، وفيهما تتداخل الصورة الساكنة مع الفيديو التجريبي لرصد تحوّلات المكان. في أحد المشاهد، تجلس امرأة في بيت نابلسي قديم، تحيطها البلاطات المزخرفة، بينما تنقل صورة مجاورة مشهداً من مسبح صغير في بيت ريحاوي. لا شيء كبيراً أو استثنائياً في اللقطتين، لكن الجمع بينهما يكشف عن عنف غير مرئي، يتسلل إلى تفاصيل الحياة اليومية. أما "شرقة"، فعمل أكثر ذاتية، يوثق فيه شلودي تلاشي الأماكن من خلال فقدانها البطيء، متتبعاً حدوداً لا تظهر على الخرائط بقدر ما تُرسم داخل الذاكرة.
كذلك تستخدم سيرا مرقة، في أعمالها الكولاجية "ورق على ورق" أرشيف الصور العائلية، إلى جانب
مشاهد
من أفلام فلسطينية، لتعيد بناء سردية شخصية وعامة في آن. كما توثّق لمشاهد من طريق وادي النار بين مدينتي بيت لحم ورام الله. تلتقط صورها لحظات ثابتة، كأنها تقول إن التاريخ أيضاً يمكن أن يُكتب من داخل غرفة.
جانب من المعرض (صفحة المعرض على فيسبوك)
تشتغل تالا الأسمر على تقنية الطباعة الأحادية في عملها "رحلة إلى الوجوه المفقودة"، لتنتج أعمالاً تستعرض من خلالها الغياب بوصفه الشكل الأوضح للحضور. لا تُظهر وجوهاً واضحة بقدر ما توحي بها، كأنها أطياف لأناس كانوا هنا ثم اختفوا. في حين يعمل عبّود أبو طير على تفكيك العلاقة البصرية والعاطفية بينه وبين جبل الفرديس الذي يطل عليه من القدس، يحاول أن يتعرّف عليه من جديد، أن يراه كما هو، بعد أن سقطت عنه الأسطورة التي نسجتها المسافة.
تجدر الإشارة إلى أن المجموعة المشاركة في معرض "بين هنا وهناك" تمثل الجزء الأول من مشروع فني أوسع، جاء نتيجة دعوة مفتوحة قُبِل فيها 17 فناناً. ومن المقرر أن يواصل الفنانون المتبقّون تقديم مقارباتهم في أجزاء لاحقة من المعرض.
آداب
التحديثات الحية
"نكتة" ألمانية تدعو إلى قتل الفلسطينيين
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد نفي وفاة زيزي مصطفى... ممثلون مصريون نعوا زملاءهم قبل الأوان
بعد نفي وفاة زيزي مصطفى... ممثلون مصريون نعوا زملاءهم قبل الأوان

العربي الجديد

timeمنذ يوم واحد

  • العربي الجديد

بعد نفي وفاة زيزي مصطفى... ممثلون مصريون نعوا زملاءهم قبل الأوان

كثيراً ما تنتشر شائعات حول وفاة بعض الممثلين، مما يدفع بنقابة المهن التمثيلية، برئاسة الممثل أشرف زكي ، إلى إصدار بيانات تنفي هذه الأخبار وتهاجم الجهات التي تروّجها، سواء من صفحات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي أو قنوات غير معروفة على منصات الفيديو. لكن اللافت مؤخراً أن بعض الممثلين أنفسهم صاروا مصدراً لمثل هذه الشائعات، عبر نشرهم أخباراً مغلوطة عن وفاة زملائهم، رغم سهولة التأكد من صحتها، خاصةً أنهم ينتمون إلى الوسط الفني نفسه. أمس الخميس، حين أعلن الممثل المصري جمال عبد الناصر عن وفاة الممثلة زيزي مصطفى. لكن لم تمر سوى ساعة حتى عاد ليعتذر عمّا كتبه، مؤكداً أنه قرأ الخبر على إحدى صفحات "فيسبوك". كان للخبر وقعٌ صادمٌ ومزعجٌ على الممثلة منة شلبي ، وهي الابنة الوحيدة للممثلة زيزي مصطفى. خرجت شلبي عن صمتها لتطمئن جمهورها وكتبت على "إنستغرام": "الحمد لله والدتي بخير، وبجد عيب اللي بيحصل ده، أرجو تحري الدقة، وأشكر وأطمن كل من قلق على والدتي وعليا، متحرمش أبداً فعلاً جداً". وبشكل مماثل لما جرى مع زيزي مصطفى واجه الممثل محيي إسماعيل إشاعة من زميلةٍ في الوسط الفني. ونشرت صفحة الممثلة نهال عنبر، عضو مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية ورئيس اللجنة الطبية بالنقابة، على "فيسبوك" مؤخراً، منشوراً يفيد بوفاة الفنان محيي إسماعيل. وسرعان ما أُزيل المنشور، وخرجت إدارة صفحتها بتوضيح جاء فيه: "بصفتي مدير فريق السوشيال ميديا، أعتذر للفنان الكبير محيي إسماعيل عن الخبر الخطأ، غير المقصود بالتأكيد. الفنانة نهال عنبر لم تكن على علم بنشره لانشغالها بالمسرح في الإسكندرية، والخطأ من أحد أفراد فريق العمل". وفي واقعة سابقة، سبّب السيناريست فيصل ندا إطلاق شائعة وفاة الفنان سمير غانم قبل أيام من وفاته الحقيقية، حيث كتب منشور عزاء، ثم تراجع قائلاً: "كانت شائعة قذرة، وللأسف صدقتها وكتبت أعزي صديقي الحبيب، أطال الله في عمره. وأكرر اعتذاري". سينما ودراما التحديثات الحية شركة غولدن لاين للإنتاج تنسحب من سورية ثمّ تعود كما نشر الفنان خالد الصاوي، في وقت سابق، خبراً عن وفاة الفنان الكبير جميل راتب، جاء فيه: "تنعى أسرة مكتب خالد الصاوي، الفنان الكبير جميل راتب الذي وافته المنية اليوم بعد صراع مع المرض. نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته." لكن سرعان ما عاد الصاوي ليعتذر، موضحاً أن الخبر مجرد إشاعة. الفنان صلاح عبد الله أيضاً أثار الجدل عندما نشر خبر وفاة فنان الكاريكاتير محمد جمعة، لكنه عن طريق الخطأ أشار إلى الحساب الرسمي للممثل محمد جمعة، مما أثار قلق جمهوره. وقد اضطر الأخير إلى الظهور في بث مباشر لتكذيب الخبر بنفسه. أما في حالة الفنان إيمان البحر درويش، فقد قررت أسرته اللجوء إلى القضاء بعد نشر مغني المهرجانات حسن شاكوش لخبر كاذب عن وفاته. وردّ محامي الأسرة ببيان إعلامي يؤكد تقديم بلاغ للنائب العام ضد شاكوش، كما هاجم نقابة المهن الموسيقية لعدم اتخاذها أي إجراء رادع.

مهرجان الحمراء... موعد للمسرح يتجدّد في مراكش
مهرجان الحمراء... موعد للمسرح يتجدّد في مراكش

العربي الجديد

timeمنذ يوم واحد

  • العربي الجديد

مهرجان الحمراء... موعد للمسرح يتجدّد في مراكش

تحتضن مدينة مراكش المغربية، منذ أول من أمس، فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الحمراء الوطني للمسرح، الذي تتواصل عروضه في فضاء المركز الثقافي بالداوديات حتى يوم غد السبت، وتحمل هذه الدورة اسم المسرحي عبد العزيز مهير، احتفاءً بمسيرته، وتُنظَّم من فرقة نجوم الوفاء للمسرح، في تأكيد جديد لمكانة المهرجان بوصفه موعداً فنياً وطنياً يحتفي بالمسرح وروّاده. في حديثه إلى "العربي الجديد"، قال مدير المهرجان كمال بلبو إنّ هذه الدورة "تأتي بعد عشر سنوات من التأسيس، المهرجان بات نقطة التقاء تُضيء تحولات المسرح المغربي، وتفتح نقاشاً حول واقعه ومستقبله، أمام جمهور مراكشي عاشق للمسرح". وشهد حفل الافتتاح تقديم عرض افتتاحي لفرقة نجوم الوفاء، تلته مسرحية "غودو الأخير" لفرقة محترف ديونيزوس من مراكش، أمّا مساء أمس، فقد احتضن فضاء العرض تقديم مسرحية "4×1" لفرقة عشاق المسرح. ويُنتظر اليوم الجمعة تقديم مسرحية "سكرات" لفرقة أبوليوس من مدينة الفنيدق/تطوان، وهي تجربة تنتمي إلى المسرح الجامعي بقالب فني حديث، وفقاً للقائمين على البرمجة. من جهته، قال المسرحي عبد الجبار خمران، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "شعار هذه الدورة، من التكوين إلى الممارسة، يفتح باب النقاش حول صلة المسرح بالواقع، ودور الفنانين في خلق فضاء حيّ للالتقاء"، مضيفاً: "أُقدّر جداً وقفة الاعتراف التي بادرت إليها إدارة المهرجان تُجاهي، وتضمنت شهادات فنية". من تكريم عبد الجبار خمران (صفحة الفرقة على فيسبوك) وأكّد خمران أن "رغم الطابع المحلي للمهرجان، إلّا أن له إشعاعاً وطنياً حقيقياً"، مشيراً إلى بعض التحديات تواجه المسرح في زمننا منها "التراجع النسبي للحضور الجماهيري مقارنة بفترة الثمانينيات والتسعينيات، بسبب وسائل التواصل والملهيات الرقمية"، لكنّه شدّد على أن "المسرح سيظل فنّاً حيّاً، لا يُعوّض، لأنه لقاء مباشر بين الإنسان والإنسان". وحرص بلبو في حديثه لـ"العربي الجديد"، على التأكيد أن "ثقافة الاعتراف وتكريم الرواد" من ثوابت المهرجان، متمنّياً أن "يأخذ المهرجان طابعاً عربيّاً ودولياً في دوراته المقبلة، إذا ما توفّر الدعم اللازم"، لافتاً إلى أن "إغلاق القاعة الكبرى في المدينة منذ ستّ سنوات، والمسرح الملكي بسبب الإصلاح، يُشكلان في حال أُعيد افتتاحهما توسيعاً وإضافة لفضاءات العرض". يُشار إلى أن المهرجان يُختتم مساء غدٍ السبت، بحفل تكريم للمسرحي عبد العزيز مهير، ويليه عرض "رحبة الشيخات" لفرقة جمعية المنار للمسرح والثقافة من الدار البيضاء، التي تُشارك في المهرجان للسنة الرابعة. آداب التحديثات الحية بورخيس.. الأعمى في قاعة سينما

"بين هنا وهناك".. الحالة الفلسطينية بنظرة فنية
"بين هنا وهناك".. الحالة الفلسطينية بنظرة فنية

العربي الجديد

timeمنذ 4 أيام

  • العربي الجديد

"بين هنا وهناك".. الحالة الفلسطينية بنظرة فنية

افتُتح مساء السبت الماضي في "غاليري باب الدير" ببيت لحم معرض بعنوان "بين هنا وهناك"، بمشاركة خمسة فنانين فلسطينيين من جيل شابّ يتعامل مع المكان بوصفه سؤالاً فنياً، من خلال وسائط متعددة. وتقترب الأعمال من موضوعات مثل العزل المكاني، والفقد، والهوية، في سياق استعمار إحلالي يُمزّق بنية المدينة الفلسطينية. تطغى على أعمال المعرض، الذي يتواصل حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري، مقارباتٌ شخصية تشتبك مع ثقل الحياة تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، حيث يُحاول أصحابُها إعادة تشكيل المعنى بعيداً عن البلاغة المباشرة. في عمله "البطل الفلسطيني"، يستعيد محمد الراعي رمزية الجسد المقاوم من خلال سلسلة حركات تبدأ بحمل الحجر، وتنتهي برميه. مشهدٌ مألوف منذ انتفاضة الحجارة عام 1987، يصبح مادّة للتأمل الجسدي، تكاد تُجرّد من رمزيتها لتُعرض كفعل يومي وإنساني. (من صفحة الغاليري على فيسبوك) من الفيديو آرت إلى الكولاج أما نمر شلودي فيقدّم عملين بصريين بعنوان "الجيل الرابع" و"شرقة"، وفيهما تتداخل الصورة الساكنة مع الفيديو التجريبي لرصد تحوّلات المكان. في أحد المشاهد، تجلس امرأة في بيت نابلسي قديم، تحيطها البلاطات المزخرفة، بينما تنقل صورة مجاورة مشهداً من مسبح صغير في بيت ريحاوي. لا شيء كبيراً أو استثنائياً في اللقطتين، لكن الجمع بينهما يكشف عن عنف غير مرئي، يتسلل إلى تفاصيل الحياة اليومية. أما "شرقة"، فعمل أكثر ذاتية، يوثق فيه شلودي تلاشي الأماكن من خلال فقدانها البطيء، متتبعاً حدوداً لا تظهر على الخرائط بقدر ما تُرسم داخل الذاكرة. كذلك تستخدم سيرا مرقة، في أعمالها الكولاجية "ورق على ورق" أرشيف الصور العائلية، إلى جانب مشاهد من أفلام فلسطينية، لتعيد بناء سردية شخصية وعامة في آن. كما توثّق لمشاهد من طريق وادي النار بين مدينتي بيت لحم ورام الله. تلتقط صورها لحظات ثابتة، كأنها تقول إن التاريخ أيضاً يمكن أن يُكتب من داخل غرفة. جانب من المعرض (صفحة المعرض على فيسبوك) تشتغل تالا الأسمر على تقنية الطباعة الأحادية في عملها "رحلة إلى الوجوه المفقودة"، لتنتج أعمالاً تستعرض من خلالها الغياب بوصفه الشكل الأوضح للحضور. لا تُظهر وجوهاً واضحة بقدر ما توحي بها، كأنها أطياف لأناس كانوا هنا ثم اختفوا. في حين يعمل عبّود أبو طير على تفكيك العلاقة البصرية والعاطفية بينه وبين جبل الفرديس الذي يطل عليه من القدس، يحاول أن يتعرّف عليه من جديد، أن يراه كما هو، بعد أن سقطت عنه الأسطورة التي نسجتها المسافة. تجدر الإشارة إلى أن المجموعة المشاركة في معرض "بين هنا وهناك" تمثل الجزء الأول من مشروع فني أوسع، جاء نتيجة دعوة مفتوحة قُبِل فيها 17 فناناً. ومن المقرر أن يواصل الفنانون المتبقّون تقديم مقارباتهم في أجزاء لاحقة من المعرض. آداب التحديثات الحية "نكتة" ألمانية تدعو إلى قتل الفلسطينيين

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store