
كيف تقرأ الأسواق هجوم ترامب على جيروم باول؟
القلق الأساسي لا يتعلق بشخص باول بقدر ما يرتبط بجوهر المؤسسة التي يترأسها: الاحتياطي الفيدرالي ، باعتباره صمام الأمان للاقتصاد الأميركي.
ويقول محللون إن أي تدخل سياسي مباشر في قراراته أو استبدال قيادته لأسباب غير فنية يبعث برسالة قاتمة إلى الأسواق مفادها أن السياسة النقدية قد تُصبح أداة في يد السلطة التنفيذية. وهذا بدوره يُضعف الثقة في حيادية البنك المركزي ويزيد من احتمالات التوسع النقدي غير المحسوب، ما يفتح الباب أمام موجات تضخم وارتفاع في تكاليف الاقتراض وهروب رؤوس الأموال.
في هذا السياق، يشير تقرير لـ "بيزنس إنسايدر" إلى أن:
الأسواق تشهد ارتفاعاتٍ قياسية، لكنّ خطراً رئيسياً كامناً تحت السطح: نهاية استقلال الاحتياطي الفيدرالي.
يُسلّط الضوء مجددًا على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، حيث ينتقد مسؤولو البيت الأبيض عجز الاحتياطي الفيدرالي.
ليس سراً أن الرئيس دونالد ترامب ورئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لا يتفقان. فقد دعا الرئيس باول مرارًا وتكرارًا إلى خفض أسعار الفائدة وهدد بإقالته.
ومع ذلك، فإن سوق الأسهم لا تُقدّر كامل حجم المخاطر، وفقًا لدويتشه بنك.
ستُسبّب إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي باول انهياراً في أسواق العملات والسندات.
في الأسبوع الماضي، تصاعد الخلاف إلى مستوى آخر عندما انتقد راسل فوت، أحد كبار المسؤولين في إدارة ترامب، باول بسبب تجديدات مقر الاحتياطي الفيدرالي التي تجاوزت الميزانية، وقال إنه يجب التحقيق معه بتهمة سوء الإدارة.
ونقل التقرير عن الرئيس العالمي لأبحاث العملات الأجنبية في دويتشه بنك ، جورج سارافيلوس ، قوله إن المستثمرين يتجاهلون بشدة خطر إقالة ترامب لباول.
وتضع الأسواق احتمال إقالة باول هذا العام بنسبة 20 بالمئة فقط، ويشير مؤشر الدولار إلى أن المستثمرين لا يدركون وجود تهديد لاستقلالية الاحتياطي الفيدرالي.
وأضاف سارافيلوس أنه إذا أقال ترامب باول، فستكون العواقب وخيمة.. وكتب: "في الحالات القصوى، قد تنهار كل من سوق العملات والسندات مع ارتفاع توقعات التضخم ، وانخفاض العوائد الحقيقية، وزيادة علاوات المخاطر على نطاق أوسع نتيجةً للتآكل المؤسسي".
في حال إقالة باول، يتوقع سارافيلوس أن ينخفض الدولار على الفور بنسبة 3 -4 بالمئة.
ستتبع ذلك عمليات بيع واسعة النطاق لسندات الخزانة الأمريكية تتراوح بين 30 و40 نقطة أساس، وخاصةً السندات طويلة الأجل.
كما سترتفع تكاليف الاقتراض بين عشية وضحاها، وسيرتفع التضخم تدريجياً، مما سيؤدي إلى عكس ما قصده ترامب بإقالة باول.
بالإضافة إلى ذلك، يُشكل عجز الموازنة المتنامي بالفعل تهديداً لعوائد السندات، مما يعني أن عواقب إقالة باول ستتفاقم.
وكتب سارافيلوس: "هذا يزيد من خطر حدوث تحركات أسعار أكبر وأكثر اضطرابًا بكثير من تلك التي حددناها هنا".
من جانبه، يقول الرئيس التنفيذي لـ VI Markets، طلال العجمي، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن:
هجوم الرئيس الأميركي المتكرر والعلني على رئيس الفيدرالي جيروم باول لا يقتصر على كونه ورقة انتقاد، بل يمثل رسالة مباشرة تهز الثقة في استقلال أهم مؤسسة مالية في العالم.
عندما يهاجم الرئيس الفيدرالي ويلمّح إلى إمكانية إقالته ويضغط بقوة لخفض الفائدة، حتى إذا كانت البيانات الاقتصادية لا تدعم ذلك، تكون الرسالة واضحة للسوق: السياسة النقدية قد أصبحت مهدّدة.
ويحدد طلال المخاطر المحتملة الناجمة عن ذلك على النحو التالي:
أولاً- زعزعة استقلالية الفيدرالي:
الأسواق مبنية على الثقة، وأهم عناصرها أن يتخذ الفيدرالي قراراته بعيداً عن أجندة البيت الأبيض.
تكرار التهديدات والرغبة في توجيه الفيدرالي إلى قرارات محفوفة بالمخاطر يؤدي إلى تقلبات حادة في الأسواق وضعف في سعر الدولار.
ثانياً- صدمة سوقية مُحتملة في حال الإقالة:
إذا تمّت إقالة جيروم باول فجأة، فلن تهتز الأسواق فحسب، بل سيُنظر إلى السياسة النقدية كأداة سياسية، لا كقرار اقتصادي مستقل.
هذا التغير في منهج الفيدرالي قد يدفع نحو إبقاء الفائدة منخفضة بأي طريقة كانت، مما يرفع مخاطر التضخم ويؤدي إلى توسع نقدي غير محسوب.
ثالثاً- تأثيرات ملحوظة على السندات والدولار والأسواق العالمية:
التوسع النقدي غير المبرّر سيدفع بالعائدات على السندات نحو الارتفاع، ويضغط على قيمة الدولار، وينعكس سلباً على أسواق المال حول العالم.
وإلى ذلك، يشير تقرير لـ "رويترز" إلى أنه:
في حين أن ترامب ليس أول رئيس أميركي يحاول الضغط على الاحتياطي الفيدرالي منذ استقلاله رسمياً عن وزارة الخزانة في عام 1951، فإن هجماته هي الأكثر علنية، وقد تسبب هذا في بعض تذبذبات السوق.
التاريخ يشير إلى أن السياسة النقدية المستقلة أفضل في إبقاء الأسعار تحت السيطرة من سيطرة السياسيين على أسعار الفائدة ، حيث قد يكون الأخيرون حريصين على إبقاء تكاليف الاقتراض منخفضة مهما كان الأمر.
أثارت بعض تعليقات ترامب بشأن الاحتياطي الفيدرالي قلق سوق السندات الأميركية في الأشهر الأخيرة.. ولكن يبدو أن المستثمرين اعتادوا بشكل متزايد على خطاب الرئيس، معتقدين بأنه سيتراجع قبل القيام بأي شيء مزعزع للاستقرار حقًا.
لذلك، قد لا يكون الاعتماد على الأسواق كضمان كافياً.
يُنصح الاحتياطي الفيدرالي بتجهيز دفاعاته قبل رحيل باول، وإحدى الفرص المتاحة للقيام بذلك هي مراجعته الاستراتيجية الدورية المقرر الكشف عنها هذا الخريف.
ووفق التقرير، فإنه في الوقت الذي يضغط فيه الرئيس الأميركي على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة وينتهج سياسات تجارية قد تؤدي إلى التضخم، سيكون من الحكمة أن يتخلى الاحتياطي الفيدرالي عن النهج "المرن" ويركز بدلاً من ذلك على تحقيق هدف التضخم في جميع الأوقات.
ومن شأن ذلك أن يبعث برسالة واضحة إلى الشعب الأمريكي مفادها أن أولويته القصوى ستكون الحد من ضغوط تكلفة المعيشة التي تضررت بشدة منذ عام 2021، مما يساعد على تعزيز شرعيته لدى الجمهور.
بدوره، يوضح خبير أسواق المال، محمد سعيد، لدى حديثه مع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن " التصعيد المستمر من جانب الرئيس الأميركي ترامب ضد الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه جيروم باول بات يشكل منحنى خطيراً في مشهد الأسواق الأميركية.
ويضيف:
الضغوط العلنية (..) تضع السوق أمام مجموعة من المخاطر الحساسة تمس استقراره ومصداقية السياسة النقدية، وبالتالي الثقة في الاقتصاد الأميركي بأكمله.
"الخطر الأهم يتمثل في تهديد استقلالية الاحتياطي الفيدرالي؛ فعندما يلاحظ المستثمرون أن قرارات البنك المركزي قد تصبح خاضعة لتأثير سياسي مباشر من البيت الأبيض، تتراجع ثقتهم في قدرة البنك على اتخاذ قرارات موضوعية ومستقلة في مواجهة التضخم وتثبيت الأسعار.
هذا قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات المخاطرة في الأصول الأميركية وزيادة عوائد السندات الحكومية نتيجة المخاوف من تآكل منطقية السياسة النقدية.
ويوضح سعيد أن "القلق يتصاعد عندما يترافق الضغط السياسي مع بيئة اقتصادية لا تزال تواجه ضغوطاً تضخمية، وفي ظل نمو شبه كامل للاقتصاد.. وفي هذه الحالة، تصبح الأسواق أكثر توتراً، وتبدأ بالتحرك بناءً على توقعات غير مؤكدة – هل يصمد الفيدرالي؟ أم نشهد قراراً مفاجئاً نتيجة مكالمة من الرئيس؟!".
كما يشير إلى أن "الشكوك حول مستقبل جيروم باول نفسه تتزايد، لا سيما مع تداول تلميحات من الإدارة الأميركية بإمكانية الإطاحة به قبل انتهاء ولايته، باستخدام مبررات مثل الإدارة الضعيفة أو تجاوزات في ميزانية التجديد. ومجرد تداول مثل هذه السيناريوهات يضيف توترًا للأسواق ويدفع المستثمرين إلى المبالغة في التحوط لأي صدام محتمل.
كما يحذر من أن "أي تحرك فعلي لتغيير رئيس الفيدرالي خارج القنوات المؤسسية التقليدية سيحمل تبعات واسعة، أبرزها تآكل استقلالية البنك، الأمر الذي قد يدفع الصناديق الدولية إلى إعادة تسعير شامل للأصول الأمريكية، وهبوط محتمل في الدولار، مع قفزات كبيرة في عوائد السندات، خاصة إذا ساد الاعتقاد بأن السياسة النقدية باتت أداة بيد الإدارة السياسية".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ارابيان بيزنس
منذ ساعة واحدة
- ارابيان بيزنس
ترامب يقاضي مردوخ وصحيفة وول ستريت جورنال بعشرة مليارات دولار
يخوض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاليًا نزاعًا قانونيًا ضخماً مع صحيفة وول ستريت جورنال (WSJ) ومالكها، روبرت مردوخ، وذلك بعد صدور مقال نشرته وول ستريت جورنال، ويزعم أن ترامب كتب رسالة عيد ميلاد صريحة إلى جيفري إبستين عام ٢٠٠٣. وتحمل الرسالة المزعومة توقيع ترامب داخل إطار امرأة عارية – كانت جزءًا من ألبوم عيد ميلاد جيفري إبستين، الممول الراحل والمدان بجرائم جنسية. وأنكر ترامب بشدة كتابة الرسالة، واصفًا القصة بأنها 'مزيفة' و'خبيثة' و'تشهيرية'. واتهم ترامب الصحيفة بتلفيق الرسالة وتجاهل التحذيرات المباشرة من فريقه، بما في ذلك التواصل الشخصي مع كل من روبرت مردوخ ومحررة وول ستريت جورنال، إيما تاكر، بشأن مزاعم عدم صحة الوثيقة. رد ترامب برفع دعوى تشهير بقيمة ١٠ مليارات دولار ضد شركة داو جونز (الشركة الأم لـ وول ستريت جورنال)، ونيوز كورب، وروبرت مردوخ، والصحفيين اللذين كتبا القصة لربط الرئيس بجيفري المدان باعتداء جنس ي. يزعم الرئيس الأمريكي أن الصحيفة شوّهت سمعته وانتهكت قوانين التشهير في المقال وجاء ذلك في الوقت الذي طلبت فيه وزارة العدل الأمريكية من أحد القضاة الكشف عن مواد متعلقة بإبستين، عقب انتقادات شديدة لطريقة تعامل إدارة ترامب مع القضية. وقال ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي: 'لقد رفعنا للتو دعوى قضائية قوية ضد كل من تورط في نشر 'المقال' الكاذب، الخبيث، التشهيري، والأخبار الكاذبة في 'الجريدة' عديمة الفائدة، أي صحيفة وول ستريت جورنال. 'آمل أن يكون روبرت وأصدقاؤه مستعدين لساعات طويلة من الإفادات والشهادات التي سيقدمونها في هذه القضية.' وقال إن الصحيفة ومردوخ – الذي تربطه بترامب علاقة متقلبة منذ عقود – قد حُذرا من مقاضاتهما إذا نشرا المقال.


صحيفة الخليج
منذ 3 ساعات
- صحيفة الخليج
«ترامب الرسام» يثير الجدل بتهنئة «الملياردير المنتحر»
واشنطن - رويترز، أ ف ب نقلت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفى علناً، أنه يرسم صوراً، لكن نماذج عدة من رسوماته بيعت في مزادات علنية على مر السنين، ويعود تاريخ عدد منها إلى الفترة التي عمل فيها مطوراً عقارياً في نيويورك. وأضافت الصحيفة، أن الرسومات المنسوبة لترامب، وهي عادة ما تكون مناظر بسيطة للمدينة، أو معالم رسمها بقلم تحديد أسود، وموقعة باسمه، تم التبرع بها لمؤسسات خيرية مختلفة في أوائل العقد الأول من القرن الـ 21، وحققت آلاف الدولارات في مبيعات لاحقة. وكتب ترامب على موقع تروث سوشيال الأسبوع الماضي: «أنا لا أرسم صوراً» نافياً ما ذكرته صحيفة «وول ستريت جورنال» بشأن بطاقة تهنئة بعيد ميلاد المستثمر الراحل، والمدان بجرائم مخلة جيفري إبستين عام 2003، والتي تحمل اسم ترامب، وتتضمن رسماً غير لائق. وفي عام 2019، وجّهت هيئة فيدرالية كبيرة من المحلّفين في نيويورك تهمة الاتجار بالقاصرات وتشكيل عصابة إجرامية إلى الملياردير جيفري إبستين، الذي عثر عليه لاحقاً ميتاً في زنزانته في 10 أغسطس، أي قبل بدء محاكمته، في حادثة صنفت آنذاك على أنها انتحار. ورفع ترامب الجمعة، دعوى قضائية ضد صحيفة «وول ستريت جورنال» ومالكيها، بمن فيهم روبرت مردوخ، مطالباً بتعويضات لا تقل عن 10 مليارات دولار بسبب التقرير. لكن في كتابه: «ترامب لا يستسلم أبداً: كيف حولت أكبر التحديات التي واجهتها إلى نجاح» الصادر عام 2008، اعترف ترامب بمساهماته الفنية. وكتب: «يستغرق الأمر مني بضع دقائق لرسم شيء ما، وعادة ما يكون مبنى أو منظراً لمدينة مليئة بناطحات السحاب، ثم أوقع باسمي، لكن هذا يسهم في جمع آلاف الدولارات لمساعدة المحتاجين في نيويورك». ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض ستيفن تشونج التقرير، وأي تلميح بأن رسومات ترامب تشبه تلك التي ورد وصفها في تقرير وول ستريت جورنال. وقال تشونج في بيان: «كما قال الرئيس، فإن صحيفة وول ستريت جورنال نشرت أخباراً كاذبة، وهو لا يرسم أشياء مثل التي وصفتها الصحيفة». وهاجم ترامب صحيفة «نيويورك تايمز» التي تحدثت عن رسوماته الخيرية قائلاً: «نيويورك تايمز تروج لمزاعم كاذبة وتشهيرية، وقيامها بهذه المقارنة الزائفة (بين الرسومات الخيرية المعروفة وبين الرسم الذي أشارت إليه) يثبت أنهم أعداء الشعب».


البيان
منذ 4 ساعات
- البيان
الصفدي يبحث مع المبعوث الأمريكي لسوريا تثبيت وقف إطلاق النار في السويداء
بحث أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن اليوم في عمان مع توماس بارك سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الجمهورية التركية مبعوثها الخاص إلى سوريا جهود تثبيت وقف إطلاق النار الذي أنجز في محافظة السويداء السورية، وضرورة تنفيذه حماية لسوريا ووحدتها ولمواطنيها، وبما يحقن الدم السوري ويضمن حماية المدنيين، وسيادة الدولة والقانون. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن الصفدي إشادته بالدور الأساسي الذي تقوم به الولايات المتحدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وضمان أمن واستقرار سوريا وسلامة مواطنيها، مؤكدًا استمرار الشراكة والتعاون مع الولايات المتحدة في هذا المجال. وأكد وقوف الأردن وتضامنها الكامل مع سوريا وأمنها واستقرارها وسيادتها وسلامة أراضيها ومواطنيها، مشددًا على أن أمن سوريا واستقرارها ركيزة لاستقرار المنطقة. وأدان الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا وتدخلها في شؤونها، باعتبار ذلك خرقًا فاضحًا للقانون الدولي ولسيادة سوريا يهدد أمنها واستقرارها ووحدتها وسلامة مواطنيها.