
العنزي لـ"العربية.نت": التقنية تسهم في التنبؤ بالطلب وتحديد مناطق الإجهاد
وكشفت أستاذ الإعلام والذكاء الاصطناعي المساعد بجامعة الإمام، الدكتورة لمياء العنزي، لـ"العربية.نت" عن الدور المتزايد للتقنيات الذكية في دعم استدامة الموارد المائية، معتبرةً مركز الذكاء الاصطناعي للبيئة والمياه، نموذجًا في تحليل البيانات البيئية والمناخية بدقة، ما يُسهم في التنبؤ بالطلب المائي وتحديد مناطق الإجهاد المائي.
زيادة سنوية ثابتة
وتشهد متطلبات المياه في المملكة (التي قدرت عام 2015 بحوالي 24.8 مليار متر مكعب) زيادة سنوية ثابتة بنسبة 7%، يمثل قطاع الزراعة فيها المستهلك الأكبر للمياه، بنسبة 84% من إجمالي الطلب على المياه، في حين يعكس استخدام المياه في القطاع الزراعي تحدياً بيئياً نظراً لاعتماده على الموارد غير المتجددة، التي تمثل 90% من إجمالي المياه الموردة للقطاع.
32 منظومة إنتاج
وتبنت المملكة حزمة من المبادرات التي تعتمد على الذكاء الاصناعي، في مرافق تحلية المياه، وتم توظيفها في إطار عمل 32 منظومة إنتاج، وساهمت المبادرات في تعزيز وتمكين الذكاء الاصطناعي في عمليات تحلية المياه، للوصول إلى تطبيق تطبيق مبدأ منظومات الإنتاج وأنظمة النقل الذكية واستدامة وكفاءة الأعمال.
تخطيط استراتيجي
وبالعودة لتصريحات العنزي، فإن هذه الحلول تعزّز التخطيط الاستراتيجي وتقلّل الهدر، خاصة في ظل التحديات الجغرافية كالمناطق الصحراوية والمناخ الجاف، بالإضافة إلى التحولات البيئية والمناخية المتسارعة عالميًا، مؤكدةً أن الذكاء الاصطناعي يحمل قدرة فائقة على التنبؤ والتحليل وتقديم رؤية مستقبلية لصنّاع القرار.
الإنتاج اليومي الأكثر عالمياً
وطبقاً لإحصائيات المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، فقد تحققت قفزات قياسية في مشاريعها، وذلك بإنتاجها 7.9 مليون متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، بالشراكة مع القطاع الخاص، وهو الإنتاج الأعلى في العالم، ما قاد السعودية لأن تصبح أكبر دولة في العالم إنتاجاً للمياه المحلاة بنسبة 22% من الإنتاج العالمي.
تحسين كفاءة التوزيع
وطورت المملكة بحسب أستاذ الإعلام والذكاء الاصطناعي المساعد بجامعة الإمام، منصات رقمية لرصد الاستهلاك وتحليل سلوكيات الاستخدام، مثل نظام "نظم المعلومات الجغرافية" و"العدادات الذكية"، مشيرة إلى أن هذه الحلول أسهمت في تحسين كفاءة توزيع المياه، وتقليل الفاقد، وتعزيز الشفافية في إدارة الموارد، كاشفةً عن برامج ومشاريع وشركات متخصصة تعمل بالتعاون مع مراكز الأبحاث والجامعات لتطوير منظومة متكاملة لإدارة المياه.
نموذج عالمي
وفي قطاع المياه، تُعد السعودية نموذجًا عالميًا في توظيف الذكاء الاصطناعي لتحقيق الاستدامة، والتعامل مع تحديات ندرة المياه والجفاف. فقد أُسس مركز الذكاء الاصطناعي للبيئة والمياه والزراعة لتحليل البيانات البيئية والتنبؤ بالجفاف والتصحر باستخدام تقنيات مثل التعلم الآلي والاستشعار عن بعد.
شبكات ذكية ومحطات أكثر كفاءة
وتبنّت الجهات المعنية، على رأسها وزارة البيئة والمياه والزراعة، حلولًا تعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد تسريبات المياه، وتحسين توزيع الموارد، وتقليل الفاقد. ولم تقف الجهود عند هذا الحد، بل امتدت إلى تحسين كفاءة محطات التحلية باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما أسهم في خفض استهلاك الطاقة بشكل كبير.
مراقبة الشبكات
وبحسب الدكتورة لمياء العنزي، فتسهم التقنيات الذكية في مراقبة شبكات توزيع المياه عبر أجهزة الاستشعار وإنترنت الأشياء، مما يتيح اكتشاف التسريبات والأعطال بشكل فوري، ويقلل من الفاقد ويوفر التكاليف، كما يُستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات التربة والطقس لتحديد الكميات المثلى للري، وبالتالي تقليل الهدر وزيادة الإنتاجية الزراعية، بينما يمكن للذكاء الاصطناعي مراقبة الملوثات وتعديل عمليات المعالجة بشكل ديناميكي، ما يُحسّن جودة المياه ويقلل استهلاك الطاقة.
التنبؤ بالمخاطر المائية
وتؤكد الدكتورة العنزي أن الذكاء الاصطناعي يسهم بفاعلية في بناء نماذج تنبؤية للجفاف والاستهلاك المفرط، عبر الاعتماد على بيانات الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار الأرضية.
وتُستخدم أدوات مثل التحليل التنبئي والاستشعار عن بعد لتسهيل التدخل المبكر وتوجيه السياسات الوقائية في إدارة الموارد.
شراكات دولية
ودخلت المملكة في تعاونات بحثية دولية، مع مؤسسات مرموقة مثل MIT ووكالات الأمم المتحدة، دعمًا لتطوير البنية التقنية لمشروعات الأمن المائي.
ورفعت السعودية الستار عن استراتيجية المياه الوطنية السعودية 2030، سعياً للتصدي لجميع التحديات الرئيسية، والاستفادة من الدراسات السابقة والمستمرة، وإصلاح قطاع المياه والصرف الصحي، لضمان التنمية المستدامة للموارد المائية، مع توفير خدمات ذات جودة عالية وبأسعار معقولة، ما فتح الأبواب أمام استمثارات تقدر بمليارات الريالات خلال السنوات القليلة الماضية، ضمن رؤية 2030 لتعزيز الابتكار والاستدامة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 5 ساعات
- صحيفة سبق
"المساحة الجيولوجية" ترصد زلزالًا شمال إيران بقوة 5.2 درجة
سجّلت محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي، التابعة لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، زلزالًا وقع في شمال إيران صباح اليوم الأحد الموافق 20 يوليو 2025، في تمام الساعة 00:37:47، وبلغت قوته 5.2 درجة على مقياس ريختر.


الرياض
منذ 5 ساعات
- الرياض
«التعليم»: افتتاح مدارس الموهوبين التقنية في خمس إدارات
أعلنت وزارة التعليم، بالشراكة مع أكاديمية طويق، عن افتتاح مدارس الموهوبين التقنية في خمس إدارات تعليمية شملت الرياض، المدينة المنورة، المنطقة الشرقية، القصيم، جدة، وذلك بدءًا من العام الدراسي 1447هـ، مخصصة لطلاب وطالبات الصف الأول الثانوي. ويأتي هذا التوسع بعد تدشين أول مدرسة ثانوية حكومية متخصصة في التقنية للمواهب في السعودية في الرياض في نهاية ديسمبر 2024م بالشراكة بين الجهتين، بصفته نموذجًا تعليميًا مبتكرًا يدمج بين المنهج الدراسي المعتمد والبرامج التقنية المتخصصة ضمن بيئة تعليمية محفزة، تستهدف تنمية المواهب في مجالات حيوية تشمل علوم الحاسب، الذكاء الاصطناعي، الميكاترونيكس، والأمن السيبراني. وتشتمل التجربة التعليمية كذلك على مسارات تطويرية داعمة، من أبرزها البرنامج التقني المكثف، برنامج مهارات التفكير، وبرنامج المهارات القيادية، بالإضافة إلى أنشطة تكميلية مثل: المنافسات العلمية، البرامج الصيفية، والفعاليات الترفيهية التي تسهم في بناء شخصية تقنية متكاملة. ويعكس هذا التوجه جهود وزارة التعليم لتمكين جيل واعد يمتلك المهارات الرقمية والتقنية اللازمة، ويواكب متطلبات الاقتصاد الرقمي والتحول الوطني، عبر تعزيز ممارسات التعلّم والابتكار والبحث العلمي في بيئة تعليمية متقدمة، وللتسجيل:


الرياض
منذ 5 ساعات
- الرياض
الحرف العاجز
«كلما اتسعت الرؤية، ضاقت العبارة» عبارة تختصر عجز اللغة أمام اتساع المعنى، وتلمّح إلى مفارقة مدهشة يعيشها كل من اقترب من جوهر الحقيقة، فكلما تعمق الإنسان في الفهم، ولامس أفقاً أرحب في الوعي، وجد أن الكلمات تخونه، وأن العبارة لا تسع التجربة. الفكر حين يتسع، لا يزداد ضجيجًا، بل يميل إلى الصمت، ليس لأن العقل فقد وسائله، بل لأنه تجاوزها تمامًا كما يفيض الضوء عن حدود العدسة، ويفيض المعنى عن حدود الجملة، فالمعرفة ليست دومًا قابلة للقول، وبعض الحقائق الكبرى لا تُصاغ بل تُعاش، ولا تُكتب، بل تُلمَح. اللغة، مهما بلغت من البلاغة والثراء، تظل إطارًا، سقفًا، وجهًا للمعنى لا عمقه. ولهذا، حين يتجاوز الإنسان سطح المعرفة إلى أعماقها، يكتشف أن أكثر الأشياء تأثيرًا هي تلك التي تعجز عن التعبير عنها، كأن ترى مشهدًا لا يوصف، أو تعيش إحساسًا لا يقال، ومن هنا كان الصمت أبلغ من القصائد، وكان التوقف عن الشرح دليلًا على أرقى مراتب الفهم. ليس الأمر غموضًا أو تعقيدًا، بل هو بساطة فائقة، من فرط صفائها، تعجز اللغة عن لمسها. كما قال النفري وكأن الكلمة، بدل أن تكون مرآة للمعنى، تصبح قيدًا له، وهذا ما يفسّر أيضًا لماذا كانت أسمى التجليات الوجودية شعورًا، أو تصورًا، تنصفها الإشارة أكثر من العبارة. العبارة قارب، والرؤية محيط. إنسان الرؤية لا يقنع بشاطئ الكلمة، بل يحدّق في الأفق حيث المعنى الهارب من كل قيد، والممتنع عن كل اختزال، ولهذا لا نعجب حين نجد أن أعظم الفلاسفة والعلماء طالما عبّروا عن حقائق كبرى بألفاظ بسيطة، أو حتى بالسكوت عنها، لأنهم يعلمون أن التعبير الكامل عنها هو تقزيم لها. إن هذه المفارقة تعكس مأزق الفصاحة ذاتها، فهل نحن بحاجة إلى أن نقول كل شيء؟ أم أن القيمة أحيانًا تكمن في ما لا يُقال؟ ألا يحمل الصمت ما تعجز البلاغة عن حمله؟ إننا نرتبك أحيانًا أمام العمق، فنلوذ بالتعبير، مع أن العمق ذاته لا يحتاج إلى شرح، بل إلى إدراك، وهذا الإدراك لا يأتي من كثرة الألفاظ، بل من صدق النظرة. العبارة بنت العقل، والرؤية بنت القلب، ولأن ما يُدرك بالبصيرة لا يمكن أن يُنقل بالبصر، ولأن الكلمات تشيخ حين تحاول حمل ولادة الوعي. هكذا يعلمنا هذا القول أن نحرر أنفسنا من سطوة اللغة، أن نبحث خلف العبارة لا داخلها، وأن نتذكر أن الصمت ليس دائمًا فراغًا، بل قد يكون امتلاءً لا يُطاق. ختاماً.. المعاني العميقة لا تُلقى… بل تُكتشف.