
للحرب أوجه أخرى… الكوليرا تفتك بالسودانيين
بينما يشهد النظام الصحي في السودان انهيارًا شبه كامل نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، يتفشى وباء الكوليرا بوتيرة متسارعة، ما يفاقم من معاناة المواطنين المكتوين بالقتال الدموي الذي تعيشه البلاد. وقد سُجلت عشرات الآلاف من الإصابات ومئات الوفيات منذ أواخر عام 2024.
ويتزامن انتشار الكوليرا مع غياب المياه النقية، وتعطل خدمات الصرف الصحي، وانهيار الرعاية الصحية الأساسية، ما دفع منظمات دولية إلى التحذير من كارثة إنسانية واسعة النطاق إذا لم تُتخذ تدابير عاجلة.
اعتراف رسمي
في 17 أغسطس 2024، أعلن وزير الصحة الاتحادي السابق، هيثم محمد إبراهيم، رسميًا تفشي الكوليرا في بعض ولايات السودان، عازيًا ذلك إلى تدهور الأوضاع البيئية وتلوث مصادر المياه. ومنذ ذلك الحين، استمرت حالات الإصابة في التذبذب بين التمدد والانحسار في معظم الولايات.
وفي تقرير مركز عمليات الطوارئ الاتحادي الثلاثاء 8 يوليو 2025، يؤكد أن الإصابات خلال أسبوع بلغ 603 إصابة ومنها 8 حالات وفاة ليصبح التراكمي (84،531) إصابة، بينها (2145) حالة وفاة، من 110 محليات من17 ولاية، لافتًا إلى أن زيادة الإصابات وسط العائدين من دولة جنوب السودان إلى سنار، النيل الأبيض والنيل الأزرق.
كما ذكر التقرير وجود تفاوت في وفرة أدوية ومستهلكات الوبائيات بمخازن صندوق الإمدادات بالولايات.شراء الفيتامينات والمكملات الغذائية
وتعكس هذه الأرقام المسجلة حجم التحديات التي تواجه السلطات الصحية والمنظمات الإنسانية في مراقبة الوباء واحتوائه، لاسيما مع دخول فصل الخريف، وانتشار الجثث المتحللة والمخلفات في المناطق المتأثرة.
أزمة بيئية ومخاوف في دارفور
تقول أديبة إبراهيم السيد، اختصاصية الباطنية والأوبئة وعضو لجنة أطباء السودان – فرعية أمدرمان، في تصريح لـ'جبراكة نيوز'، إن استمرار الحرب وتدهور البيئة وغياب خدمات الصرف الصحي، وانتشار الجثث المتحللة وتلوث المياه، كلها عوامل رئيسية في انتشار الكوليرا.
وأشارت إلى أن المجاعة وسوء التغذية أسهما كذلك في انتقال العدوى بسرعة، إلى جانب اكتظاظ مراكز الإيواء، ونقص الكوادر والمستلزمات الطبية.
وحذّرت أديبة من تفشي المرض مؤخرًا في إقليم دارفور، واصفة الوضع هناك بالخطير بسبب صعوبة الوصول إلى المناطق المتأثرة نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع، مما يجعل الاستجابة الإنسانية شبه مستحيلة.
وأضافت أن التقارير المتوفرة تعتمد في الغالب على ما تنقله منظمة أطباء بلا حدود في مدينة نيالا، التي تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع.
وتغيب الخدمات الحكومية الرسمية بشكل شبه كامل عن ولايات دارفور الخمس، مع استمرار القتال وتوقف المستشفيات، في وقت تحاول قوات الدعم السريع إدارة الأوضاع في ظل شح الموارد وضعف الاستجابة الطبية.
وفي يونيو الماضي، أفادت إدارة الطوارئ ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة في جنوب دارفور بتسجيل 279 حالة منذ 27 مايو، بينها 21 حالة وفاة.
كما افتتحت منظمة 'أطباء بلا حدود' مركزًا جديدًا لعلاج الكوليرا في مستشفى النهضة بنيالا، بعد تسجيل 250 حالة في مستشفى نيالا التعليمي. لكن الأرقام تظل غير دقيقة نظرًا للقيود الأمنية وصعوبة الوصول.
تقاعس حكومي ومبادرات شعبية
أحد الناشطين في غرفة طوارئ محلية بأمبدة – طلب عدم ذكر اسمه – قال لـ'جبراكة نيوز' إن تفشي الكوليرا يرتبط مباشرة بغياب الدور الحكومي، مؤكدًا أن 'السلطات المحلية، خاصة هيئة الصحة، كان يجب أن تتدخل بشكل عاجل لتنظيف المدينة وتعقيمها، فالمشهد في أمبدة تنقصه بيئة صحية حقيقية وسط الجثث والنفايات المتناثرة'.
وأشار إلى انحسار الموجة الأولى من المرض بأمبدة، لكنه أبدى مخاوف من عودة أقوى مع هطول الأمطار، في ظل غياب حملات رش وتنظيف حقيقية.
ودعا إلى تضافر الجهود بين المواطنين والسلطات المحلية، مشيدًا بمبادرات نظافة الحارات، ومنها مبادرة 'لجنة أمبدة الراشدين' التي أطلقت حملة لإعمار وتنظيف الأحياء.
وتحدث أيضًا عن أحد أخطر مسببات الكوليرا، وهو المياه الملوثة، مشيرًا إلى أن الأسرة الواحدة تنفق على مياه الشرب الصالحة أكثر مما تنفقه على الغذاء، إذ يبلغ ثمن 'جركانتين' من الماء نحو 3,000 جنيه، مع صعوبة في الحصول عليها.
يشار إلى أنه مع بداية هطول الأمطار، حذر المركز القومي للأرصاد الجوية في السودان في منشور رسمي صدر في 8 يوليو الجاري، من زيادة معدلات هطول الأمطار واحتمال وقوع فيضانات مفاجئة، خاصة في المناطق المنخفضة.
وأوصت هيئة الصحة بضرورة التحضير المبكر لمخاطر الأمراض المنقولة بالمياه-منها الكوليرا- من خلال توفير مياه شرب نظيفة والأطعمة والأدوية الأساسية، وإزالة النفايات وتحسين النظافة العامة والشخصية، وتعزز تحذيرات الهيئة المخاوف من تفاقم الوضع الصحي خاصة إن لم تجد استجابة عاجلة لمعالجة عوامل انتشار الأوبئة.
وقال مدير إدارة الطوارئ الصحية بوزارة الصحة الاتحادية الدكتور منتصر محمد عثمان لـ'جبراكة نيوز'، إن عدم كفاية امداد المياه الصالح للشرب، خاصة بعد استهداف قوات الدعم السريع لمحطات المياه والكهرباء عطلت وصول الخدمات للسكان، وعدم توفر دورات المياه في كثير من المناطق يدفع البعض للتبرز في العراء وبالقرب من مصادر المياه، مما بعد من أبرز أسباب تفشي الكوليرا.
مشيرًا إلى أن التوعية الصحية تلعب دورًا حاسمًا في الحد من الإصابة بالكوليرا، من خلال تعريف المواطنين بطرق انتقال العدوى.
ونوه أن الكوليرا في تاريخ السودان ظلت تمر بدورات متقطعة ما بين تسجيل الإصابات لسنوات متتالية تمتد من 4 إلى 5 سنوات، وقد تكون في حالة خمود لسنوات تمتد من 3 إلى 6 سنوات.
خلال شهر فبراير ومارس 2025، أدت هجمات نفذتها قوات الدعم السريع على محطة أم دباكر الحرارية، شرق مدينة ربك بولاية النيل الأبيض، إلى توقف خدمات المياه والكهرباء عن أجزاء واسعة من الولاية، ما دفع الناس إلى استخدام مصادر مياه بديلة غير آمنة من بينها مياه نهر النيل الأبيض.
وأسفر ذلك عن تفاقم وضع الكوليرا على نحو مثير للقلق.
وقال هيثم جمعة، أحد المتعافين من الكوليرا، بمدينة كوستي، لـ'جبراكة نيوز'، إنه بدء يعاني من التقيؤ والإسهال المفاجئ، وبعد نحو ساعة انهارت قواه، فاضطرت أسرته إلى نقله إلى أقرب مركز صحي، إلا أن الطاقم الطبي رفض استقباله ووجّههم إلى مستشفى كوستي التعليمي.
وقال جمعة إنه تلقى مع باقي المصابين الآخرين خلال أيام إقامته الأربعة، العلاج الذي اقتصر على المحاليل الوردية وتناول أملاح التروية عوضًا عن المياه، وقبل ذلك تناول مضادات حيوية لوقف الإسهال، موضحًا أنه تلقى 36 محلولًا وريديًا متواصلة.
ولفت إلى أنه في الأيام الأولى كان مركز العزل يسع جميع المصابين، لكن خلال ثلاثة أيام وصلت القدرة العلاجية إلى قمتها، مما دفع الكوادر الطبية إلى تقديم الخدمات الاسعافية في فناء المستشفى وخارجها، مما يدل على تصاعد الإصابات بشكل مقلق.
وأشار هيثم إلى أن معظم حالات الوفاة التي شاهدها أثناء إقامته في مركز العزل كانت لأشخاص وصلوا إلى المستشفى بعد تأخر لساعات طويلة، خصوصًا من سكان القرى المحيطة بالمدينة، أو من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، والحالات الأخرى -وفق تعبيره- فقد تعافت في حدود يوم إلى 3 أيام بعد تلقي العلاج اللازم، الذي وصفه بالبسيط رغم خطورة المرض.
وتسلط إشارة هيثم الضوء على تحديات الصعوبة في الوصول إلى مراكز تلقي العلاج، لا سيما في القرى والمناطق التي تشهد نزاعًا، إذ يعيق الوصول إلى المرافق الصحية ويساعد في زيادة معدلات الوفيات.
إنذار أممي
في تقريره الصادر في 3 يوليو 2025، ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن أكثر من 33.5 مليون شخص، بينهم 5.7 مليون طفل دون سن الخامسة، معرضون للخطر بسبب الكوليرا، مع تزايد الحالات في دارفور وظهور تقارير عن انتقال العدوى إلى تشاد وجنوب السودان.
ويكابد السودانيون منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، بين الجيش وقوات الدعم السريع، أزمات مركبة شملت النزوح والتهجير، وفقدان مصادر الدخل، وانتشار الأوبئة، ما جعل السودان في مواجهة ما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ كارثة إنسانية في العالم، تستدعي تدخلاً عاجلاً محليًا ودوليًا لإنقاذ ما تبقى من الأرواح.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 4 ساعات
- العين الإخبارية
مخاطر أغلفة الكبسولات الجيلاتينية.. قلق صحي من تأثيرات هرمونية محتملة
تواجه الكبسولات الجيلاتينية، رغم انتشارها الواسع، تساؤلات علمية حول سلامة مكوناتها، خاصة المُلدّنات المستخدمة في أغلفتها. تُستخدم الكبسولات الجيلاتينية على نطاق واسع في الأدوية والمكملات الغذائية لما توفره من سهولة في البلع وفعالية في توصيل المكونات الفعالة مثل الفيتامينات وأحماض أوميغا‑3 الدهنية. تتكون هذه الكبسولات من سائل محاط بغلاف لين ومرن يمنحها هذه الخصائص العملية، إلا أن تصاعد القلق مؤخرًا بشأن بعض المواد الكيميائية الداخلة في صناعتها دفع الأوساط العلمية والرقابية إلى مراجعة سلامتها، لا سيما استخدام مركبات تُعرف بالفثالات كمُلدّنات لزيادة ليونة الغلاف. أغلفة الكبسولات الجيلاتية الفثالات هي مجموعة من المركبات الكيميائية تُضاف لتقوية ومرونة المواد البلاستيكية، وتُستخدم هنا للحفاظ على مرونة الأغلفة الجيلاتينية. لكن دراسات متعددة، خاصة على الحيوانات، أظهرت أن بعض أنواع الفثالات تُصنّف ضمن مُثبّطات الغدد الصماء، ما قد يؤدي إلى اختلالات في النظام الهرموني. وتشير أبحاث بشرية إلى احتمال وجود ارتباط بين التعرض لبعض الفثالات وعيوب خلقية، مشكلات في الخصوبة، اضطرابات نمو لدى الأطفال، وأمراض في القلب. تكمن صعوبة التعامل مع هذه المواد في تنوعها، إذ لا تمتلك جميع الفثالات نفس التأثير، كما تختلف مستويات السمية والتعرض حسب نوع المركب ومصدره. فبينما تُستخدم الفثالات في أغلفة الكبسولات، إلا أن مصادر التعرض الأكبر تأتي عادة من منتجات يومية مثل أرضيات الفينيل، ستائر الحمام، العطور، ومعطرات الجو. ومع ذلك، يبقى أنواع فثالات الكبسولات الجيلاتينية الهيئات الصحية، ومنها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) والوكالة الأوروبية للأدوية (EMA)، سمحت باستخدام بعض أنواع الفثالات في الصناعات الدوائية، شريطة الالتزام بكميات محددة ومراقبة دقيقة. من بين الأنواع المقبولة: ثنائي إيثيل فثالات (DEP)، فثالات أسيتات السليلوز، فثالات بولي فينيل أسيتات، وفثالات هيبروميلوز. يُستخدم ثنائي إيثيل فثالات على نطاق واسع نظرًا لسمّيته المنخفضة نسبيًا وفعاليته في تسهيل إطلاق المواد الفعالة داخل الجهاز الهضمي. أما الأنواع الأخرى، فتلعب دورًا في تحسين مقاومة الأدوية لأحماض المعدة، وتُعد آمنة عند الالتزام بالمعايير الموصى بها. بالمقابل، تبرز بعض أنواع الفثالات كمصدر قلق أكبر، مثل ثنائي بوتيل فثالات (DBP)، الذي رُبط بمشكلات تطورية وتأثيرات على الخصوبة، ما دفع إلى فرض قيود مشددة على استخدامه. كذلك، تُستخدم مركبات أخرى مثل ثنائي إيثيل هيكسيل فثالات (DEHP) وثنائي أيزوديسيل فثالات (DIDP) في تجهيزات طبية كالتي تُستخدم في أكياس المحاليل الوريدية، وتخضع لرقابة صحية صارمة. أضرار فثالات الكبسولات الجيلاتينية تتزايد المخاوف من أن التعرض المزمن للفثالات قد يرتبط بزيادة احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة مثل مقاومة الإنسولين، التهابات مزمنة، واضطرابات في القلب والأوعية الدموية. وتبرز فئات محددة، مثل النساء الحوامل والأطفال، كأكثر الفئات عرضة لهذه التأثيرات، مما دفع الهيئات الصحية إلى إصدار توجيهات واضحة بشأن الحد الأقصى للاستهلاك اليومي من الفثالات والرقابة المستمرة لها في المنتجات الطبية. لكن التحدي الأكبر يظهر في المكملات الغذائية التي لا تخضع لنفس مستوى الرقابة الصارمة، خاصة تلك التي تُباع دون وصفة طبية. فالاستخدام غير المنظم لهذه المنتجات قد يؤدي إلى تراكم مستويات الفثالات في الجسم، لا سيما عند التعرض المتزامن لمصادر أخرى مثل الأغذية المعلبة أو المستحضرات التجميلية. في هذا السياق، تبقى الحاجة ملحّة لرفع مستوى الوعي لدى المستهلكين بشأن مكونات الكبسولات، وتكثيف جهود الجهات الرقابية لضمان الالتزام الصارم بالمعايير المحددة. وبينما تستمر الدراسات العلمية في استكشاف الآثار المحتملة لهذه المركبات، تتعزز الدعوات لتشجيع تطوير بدائل أكثر أمانًا تضمن فعالية العلاج دون تعريض الصحة لمخاطر طويلة الأمد. aXA6IDE1NC4xMi4xMzQuMjEwIA== جزيرة ام اند امز US


البوابة
منذ 16 ساعات
- البوابة
4 وصفات طبيعية فعالة لتطهير القولون وتعزيز الهضم.. تعرف عليها
باتت عملية تطهير القولون من السموم والفضلات المتراكمة أمرًا شائعًا بين الراغبين في تحسين صحتهم العامة والهضمية، وقد أثبتت بعض الوصفات الطبيعية فاعليتها في تنشيط حركة الأمعاء وتعزيز كفاءة القولون، دون الحاجة إلى أدوية أو مواد كيميائية، وفي هذا التقرير الصحفي، نسلط الضوء على أهمية تنظيف القولون، ونستعرض مجموعة من الوصفات الطبيعية السهلة التي تساعد على ذلك. أهمية تطهير القولون يلعب القولون دورًا أساسيًا في امتصاص الماء والمغذيات، والتخلص من الفضلات، وعندما تتراكم السموم أو تتباطأ حركة الأمعاء، يشعر الإنسان بالخمول، والانتفاخ، وصعوبة الهضم، وربما آلام مزمنة في البطن، ويُسهم تطهير القولون في تحسين عملية الإخراج، وتقوية المناعة، وتنشيط الجسم، وقد يعزز أيضًا من امتصاص الفيتامينات والمعادن. وصفة الماء الدافئ مع الليمون يُعد شرب كوب من الماء الدافئ الممزوج بعصير نصف ليمونة على الريق من أكثر الطرق شيوعًا وسهولة، فالليمون غني بفيتامين "C" ومضادات الأكسدة، ويساعد على تنظيف الجهاز الهضمي وتحفيز الكبد على إفراز العصارات الصفراوية، ويمكن إضافة ملعقة من العسل الطبيعي لزيادة الفاعلية وتحسين المذاق. وصفة بذور الشيا والكتان تتميز بذور الشيا والكتان بقدرتها على امتصاص السوائل وتكوين مادة هلامية تُسهل حركة الفضلات داخل القولون، ويمكن نقع ملعقة من الشيا أو الكتان في كوب من الماء طوال الليل، وتناولها في الصباح الباكر، تساهم هذه الوصفة في تقليل الإمساك وتعزيز الشعور بالشبع، مما يفيد أيضًا في تنظيم الوزن. مشروب الزنجبيل مع النعناع يُستخدم الزنجبيل والنعناع منذ القدم لتحسين عملية الهضم، ويمكن تحضير مشروب دافئ منهما بغلي ملعقة من الزنجبيل الطازج مع أوراق النعناع في كوب ماء لمدة 5–10 دقائق، يُساعد هذا المشروب على تهدئة القولون، والتقليل من الغازات والانتفاخات، وتنشيط الدورة الدموية داخل الأمعاء. تناول الألياف الطبيعية يساهم تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات الورقية، والحبوب الكاملة، والتفاح، والبرقوق، في تنظيف القولون بطريقة طبيعية ومنتظمة، فالألياف تُليّن البراز وتُسرّع من مروره في الأمعاء، مما يمنع تراكم السموم، ويؤكد أطباء وخبراء تغذية أن تطهير القولون بانتظام لا يحتاج إلى إجراءات معقّدة أو مكلفة، بل يكفي الالتزام ببعض الوصفات الطبيعية والنظام الغذائي المتوازن، ومن المهم أيضًا شرب كميات كافية من الماء يوميًا، وممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي، للحفاظ على صحة القولون وتحسين جودة الحياة بشكل عام.


صقر الجديان
منذ 2 أيام
- صقر الجديان
تفشٍ خطير للكوليرا في «طويلة» وسط موجات نزوح من الفاشر
طويلة – صقر الجديان كشفت منظمة أطباء بلا حدود، الخميس، عن تفشٍ واسع لوباء 'الكوليرا' في بلدة طويلة بولاية شمال دارفور. ويفرّ سكان مدينة الفاشر والمخيمات المحيطة بها باستمرار إلى منطقة طويلة هربًا من المواجهات العنيفة التي تدور في عاصمة شمال دارفور بين الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة ضد قوات الدعم السريع. كما أن الحصار المشدد المفروض على الفاشر من الدعم السريع تسبب في انعدام السلع الغذائية والدوائية، وهو ما دفع الآلاف إلى الفرار نحو مناطق أخرى. وقالت منظمة أطباء بلا حدود، في بيان إنه 'منذ منتصف يونيو، لوحظ وجود مرضى الكوليرا في شمال دارفور، وتحديدًا في بلدة طويلة التي تستضيف مئات الآلاف من النازحين داخليًا الفارين من العنف في الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك'. وأوضحت أن النازحين في البلدة يواجهون ظروفًا معيشية مروعة، مع وصول محدود للغاية إلى المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي – وهو ما أسهم في انتشار المرض. وكشف عن إنشاء فريق المنظمة مركزًا لعلاج الكوليرا في مستشفى طويلة بسعة 100 سرير، تلقى ما يقرب من 350 مريضًا العلاج في الأسابيع الأخيرة. وأفاد بعلاج ما لا يقل عن 125 حالة خلال الأيام العشرة الماضية في مركز علاج الكوليرا، والذي قال إنه أصبح يعاني من الاكتظاظ، كاشفًا عن إنشاء ثماني وحدات علاجية مباشرة في المناطق التي تأتي منها معظم الحالات. وأوضح أن فريق المياه والصرف الصحي التابع لمنظمة أطباء بلا حدود قام ببناء أكثر من 1200 مرحاض تخدم حوالي 120 ألف شخص، علاوة على توزيع 10 آلاف عدة تحتوي على مواد النظافة، مثل الأغطية البلاستيكية والصابون وعبوات المياه، على الأسر النازحة، كما أفاد أن المنظمة تخطط لحفر ثلاثة آبار لتحسين الوصول المستدام إلى المياه. وبحسب تقييم أجراه المجلس النرويجي للاجئين في يونيو المنصرم، فإن أربع مخيمات جديدة في منطقة طويلة تؤوي نحو 213 ألف شخص، وتُظهر البيانات أن 10% فقط من السكان لديهم إمكانية وصول موثوق للمياه، وأقل من 10% من الأسر تمتلك مراحيض.