
لافروف يلتقي الرئيس الصيني في ختام زيارته بكين
شي جين بينغ
، اليوم الثلاثاء، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي زار
الصين
، للمشاركة باجتماع مجلس وزراء خارجية
منظمة شنغهاي
للتعاون. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان نشر على موقعها الرسمي إن "لافروف نقل إلى شي التحيات وأطيب التمنيات من الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين
".
وأضاف البيان أن اللقاء تناول عدداً من قضايا الاتصالات السياسية الثنائية على أعلى مستوى، بما فيها الاستعدادات لزيارة بوتين إلى الصين في نهاية أغسطس/آب وبداية سبتمبر/أيلول، للمشاركة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون والاحتفالات بذكرى مرور 80 عاماً على النصر على اليابان في الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945). علماً أن شي أجرى هو الآخر زيارة إلى موسكو في مايو/أيار الماضي، استمرت عدة أيام وشملت مشاركته في الاحتفالات المهيبة بذكرى مرور 80 عاماً على النصر على ألمانيا النازية. وفي وقت أثار فيه الجانب الروسي خلال اللقاء بعض القضايا الملحة للأجندتين الدولية والإقليمية، رحب شي بزيارة بوتين المرتقبة، مشيداً بوضع العلاقات الثنائية، ومؤكداً العزم على مواصلة إنماء الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي مع روسيا، وفق البيان.
أخبار
التحديثات الحية
ترامب يمهل روسيا 50 يوماً للاتفاق مع أوكرانيا وإلا...
وكان لافروف قد وصل إلى الصين، أول من أمس الأحد، في إطار جولة آسيوية شملت أيضاً ماليزيا، حيث شارك في منتدى "آسيان"، والتقى مع نظيره الأميركي، ماركو روبيو، ثم كوريا الشمالية، وأخيراً الصين، حيث التقى مع نظيره الصيني، وانغ يي، وشارك في الاجتماع الوزاري لمنظمة شنغهاي للتعاون.
يذكر أن منظمة شنغهاي للتعاون تأسست في عام 2001 على قاعدة "خماسية شنغهاي" التي شاركت فيها الصين وروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجكستان لمناقشة قضايا تعزيز الثقة في المجال العسكري بالمناطق الحدودية. وبحلول اليوم، انضمت إلى المنظمة الهند وباكستان وأوزبكستان وإيران وبيلاروسيا، بالإضافة لأفغانستان ومنغوليا بصفتهما مراقبين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 3 ساعات
- BBC عربية
هل مهاجمة ترامب لمؤيديه المطالبين بالكشف عن قائمة "عملاء إبستين" انقلاباً على برنامجه الانتخابي؟ - مقال رأي في الغارديان
في جولة الصحافة اليوم نتناول مجموعة من الموضوعات التي تصدرت عناوين الصحف العالمية: أبرزها مقال في صحيفة الغارديان البريطانية ينتقد الخطاب التهكمي والهجومي للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على الرأي العام واهتمامه بقضية إبستين. ثم نعرج على صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية التي نشرت مقالاً حول إصرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين على الاستمرار في حربه على أوكرانيا، ونختم بمقال طبي في صحيفة التايمز البريطاني يقدم نصائح وخطوات لتجنب اكتساب الوزن خلال الإجازات. البداية من صحيفة الغارديان ومقال رأي كتبته مارينا هايد تهاجم فيه الطريقة التي خاطب بها الرئيس ترامب الشعب الأمريكي عموما ومؤيديه خصوصا بأنه "لا توجد قائمة عملاء لإبستاين". واستنكاره الاستفهامي لهم "لماذا أنتم مهووسون بهذا الأمر؟ ووصفت الكاتبة في مقالها اللاذع أن خطاب ترامب "انقلاب في موقف" الرجل الذي أعلن ذات مرة: "أنا أحب محدودي التعليم". وحجتها الرئيسية في ذلك، هي أن طريقة خطابه تكشف خيانة الرئيس ترامب للتيار الخفيّ والازدرائيّ الذي غالباً ما يُميّز القيادة الشعبوية، قائلة "جميع الشعبويين يحتقرون شعوبهم، بالطبع - لكن من فضلك، سيدي الرئيس، احترم قواعد اللعبة! من المفترض أن تفعل ذلك بهدوء". وتوضح الكاتبة أنه وعلى الرغم من وعود ترامب الانتخابية بالكشف عن هويات الشخصيات النافذة المتورطة في جرائم إبستين، إلا أن إدارته تُنكر الآن وجود أي قائمة من هذا القبيل. وقد كان رد الفعل العنيف من قاعدة ترامب سريعا وقويا - حرفيا، إذ ظهرت مقاطع فيديو لحرق قبعات "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً" على الإنترنت، وهو مافسرته مارينا بمثابة صدع نادر في صدى شعار حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا". كما سخرت الكاتبة من مؤثري الحركة الذين تحولوا إلى معينين حكوميين، مثل كاش باتيل ودان بونجينو، اللذين كانا في السابق من المروجين الشرسين لنظريات مؤامرة إبستين، واللذين تراجعا الآن بشكل محرج. وتطرقت إلى تقرير غريب لصحيفة وول ستريت جورنال يفيد بأن ترامب ساهم ذات مرة برسالة "فاحشة" في سجل قصاصات عيد ميلاد لإبستين. وهو الادعاء الذي ينفيه ترامب، قائلاً، على طريقته المعتادة: "لم أرسم صورة قط". موضحة أن "جميع تصريحات دونالد ترامب، دائماً، تكون على هذه الشاكلة". وفي النهاية، تُشير الكاتبة إلى أن حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً" قد تجد عدواً موحداً جديداً في صحيفة وول ستريت جورنال التابعة لروبرت مردوخ، مقدمةً بذلك مخرجاً لقاعدة في حالة حرب مع نفسها. لكن الرسالة الجوهرية تبقى: أن ترامب كشف، بأبشع العبارات، أن مَن وثقوا به أكثر من غيرهم أصبحوا الآن في عداد المفقودين. وكتبت: "هذا دليلٌ حقيقي على مدى تقديره العميق لهم". خطأ في التقدير الاستراتيجي وإلى صحيفة واشنطن بوست ومقال كتبته روبين ديكسون بعنوان "بوتين متمسك بحرب أوكرانيا رغم تراجع نفوذ روسيا العالمي" وفي تحليلها المتعمق تُجادل روبين ديكسون بأن رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقديم تنازلات بشأن حرب أوكرانيا يُثبت أنه خطأ استراتيجي تاريخي، يُضعف بشكل كبير مكانة روسيا الجيوسياسية واستقرارها الاقتصادي وتحالفاتها العالمية. وتوضح أنه وعلى الرغم من مبادرات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بما في ذلك التنازلات مثل منع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الناتو - لا يزال بوتين مُتصلباً، مُواصلاً هجماته الدموية على المدن الأوكرانية، رافضاً جميع سُبُل خفض التصعيد. وتشير الكاتبة إلى أنه يُنظر إلى تعنت بوتين، الذي يُصوّره المسؤولون الروس على أنه عزم استراتيجي، في الغرب على أنه خطأ مُكلف. فوفقاً لمايكل كيميج، الأستاذ في الجامعة الكاثوليكية، فإن هذه الحرب "خطأً استراتيجي فادح" بتكاليف بشرية وجيوسياسية كارثية. ويوضح كيميج أن هوس بوتين العاطفي بمعاقبة أوكرانيا لمقاومتها نفوذ موسكو يتجاوز التفكير الاستراتيجي العقلاني، فيقول "هذا غير منطقي تماما، بل مُتعصب"، ما يعكس إجماعا واسعا بين الخبراء على أن بوتين يشنّ حملة انتقام شخصية بدلا من حملة أمنية تقليدية. تقول الكاتبة إن السياسة الخارجية الروسية، التي كانت بارعة في السابق في موازنة العلاقات عبر المناطق، انهارت. ونأت دول مجاورة، كانت صديقة سابقا، مثل كازاخستان وأرمينيا وأذربيجان، بنفسها عن موسكو ولم يتبق لها الآن، بحسب الكاتبة، سوى شريك واحد في مجال الأسلحة ؟ كوريا الشمالية - دليل على تضاؤل خياراتها الدبلوماسية. في غضون ذلك، تدفع العقوبات الغربية والأعباء الاقتصادية للحرب روسيا نحو الركود. ومع تخلي أوروبا عن الطاقة الروسية، تبيع موسكو الآن نفطها وغازها - بأسعار مخفضة - إلى الصين والهند، ما يزيد من اعتمادها الاقتصادي على بكين. وينفق الكرملين الآن ما يقرب من 40 في المئة من ميزانيته على الدفاع. يُختتم المقال بتسليط الضوء على التحوّل الأيديولوجي للكرملين، إذ لم يعد الكرملين يرى المفاوضات ضرورية، خصوصا بعد رفض بوتين قبول صفقة ترامب، وهو ما يُعد تحولاً استراتيجياً. زيادة الوزن في العطلات نمط يمكن الوقاية منه ونختم جولة الصحافة في صحيفة التايمز البريطانية ومقال أعدته أليسون كورك بعنوان "كيف تتجنب اكتساب الوزن خلال العطلة" وتقدم أليسون، كاتبة أسلوب الحياة، دليلاً عملياً وشخصياً وعميقاً حول كيفية الاستمتاع بالعطلة دون العودة إلى المنزل مع زيادة غير مرغوب فيها في الوزن. انطلاقا من تجربتها الشخصية – إذ فقدت حوالي 30 كيلو غرام وهي في سن 57 عاما - تمزج أليسون في مقالها الخبرة والعلم والمنطق السليم في استراتيجية صحية واقعية للعطلة. تشير الكاتبة إلى أن الشخص العادي يكتسب حوالي كيلوغرامين خلال عطلة الصيف بسبب الإفراط في تناول الطعام، وقلة الحركة. لكن قاعدتها الذهبية؟ هي: كن واقعياً. وتقول ناصحة "أنت تحاول الحفاظ على وزنك، لا فقدانه". مقترحة أن تكون العطلات بمثابة إعادة ضبط للعادات الصحية، لا ذريعةً للفوضى. تقول الكاتبة إن بوفيه الطعام المفتوح توصف عادة بأنه "فخٌّ للسعرات الحرارية". محذرة من المعجنات والخبز الأبيض والحبوب المُحلاة، وتقترح بدلاً من ذلك وجبة إفطار تتكون من البيض والسلمون المُدخّن والفواكه الطازجة والخضراوات المُخمّرة والقهوة السوداء. وفيما يتعلق بالتخطيط للوجبات، تُوصي الكاتبة بتخطي بعض الوجبات قائلة "هل تحتاج إلى غداء وعشاء؟" وتجيب، تناول وجبة عشاء خفيفة وتحكم في الكمية. مشجّعة على تناول الأطباق المُستوحاة من المطبخ المحلي - مثل المأكولات البحرية الطازجة والفواكه المُنقية للسموم كالبطيخ والأناناس. وتوصي بالتعامل مع الكحول بحذر قائلة "حاول الالتزام بالكمية التي عادة ما تتناولها في المنزل"، مقترحة استبدال وجبات الطائرات والكوكتيلات السكرية، بالماء. مؤكدة أن الترطيب هو الأساس. وفي حين ترى الكاتبة أن الطعام يُمثل "80 في المئة من المشكلة"، تُشدد أيضاً على أهمية الحفاظ على النشاط وممارسة تمارين صباحية خفيفة، والمشي، والسباحة، ورياضات غير رسمية مثل التنس أو التجديف أو التمارين المنزلية التي لا تتطلب أجهزة خاصة، لمدة 30 دقيقة.


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
إيران وروسيا تفعّلان اتفاقية الشراكة بلا التزامات دفاعية متبادلة
أكّد السفير الإيراني في موسكو كاظم جلالي، أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة الموقعة بين إيران وروسيا، مطلع العام الحالي، دخلت حيّز التنفيذ. وفي معرض إجابته عن سؤال حول تاريخ دخول الاتفاقية حيّز التنفيذ وما إذا كانت طهران أبلغت موسكو باستكمال الإجراءات الحكومية الداخلية، أوضح كاظمي في تصريحات لوكالة نوفوستي الحكومية الروسية، اليوم الجمعة، أن المعاهدة "أصبحت واجبة النفاذ". وذكّر جلالي بأن الاتفاقية جرى التصديق عليها من مجلسَي الدوما (النواب) والاتحاد (الشيوخ) الروسيَين، كما وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1952، أي بعد 7 سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، التي فقد فيها شقيقه الأكبر وأصيب فيها والده، عمل 16 عامًا في جهاز الاستخبارات الروسي، ثم رئيسًا للوزراء عام 1999، ورئيسًا مؤقتًا في نفس العام، وفاز في الانتخابات الرئاسية: 2000، 2004، 2012، 2018، 2024 ، على قانون التصديق. وفي إيران أيضاً صدق البرلمان على الاتفاقية، وصادق عليها مجلس صيانة الدستور، وأصدرها الرئيس مسعود بزشكيان في شكل قانون، وأضاف: "لذلك اكتسبت طابع القانون في البلدين، وبالطبع، دخلت حيّز التنفيذ". وتنصّ اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران على دخولها حيّز التنفيذ بعد انقضاء 30 يوماً على الإخطار الكتابي بإكمال الطرفين الإجراءات الحكومية الداخلية اللازمة، ولما كان رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، أحال مرسوم الاتفاقية إلى بزشكيان للموافقة عليها منتصف يونيو/حزيران الماضي، فهذا يعني أن الاتفاقية دخلت حيّز التنفيذ بحلول اليوم. واللافت أن إكمال إيران إجراءات التصديق على الاتفاقية، البالغة مدتها 20 عاماً وتجدد تلقائياً لفترات أخرى مدتها خمس سنوات، تزامن مع شنّ إسرائيل هجوماً مباغتاً على المواقع النووية الإيرانية، لكنّ روسيا لا تتحمل بموجب هذه الاتفاقية أي التزامات دفاعية تجاه إيران، وذلك على عكس الحالة مع كوريا الشمالية التي تقتضي الاتفاقية المماثلة الموقعة معها دفاعاً مشتركاً. أخبار التحديثات الحية بوتين وبزشكيان يوقعان اتفاقية شراكة استراتيجية بين إيران وروسيا وينص البند 3 من المادة الثالثة من الاتفاقية الروسية الإيرانية على أنه: في حال تعرض أي من طرفيها لعدوان، فعلى الطرف الثاني "ألّا يقدم للمعتدي أي عون عسكري أو غيره من العون من شأنه الإسهام في مواصلة العدوان، بل يسهم في تسوية الخلافات الناشبة في إطار ميثاق الأمم المتحدة وغيره من أحكام القانون الدولي". وكان الرئيسان بوتين وبزشكيان وقعا اتفاقية شراكة استراتيجية بين بلديهما في ختام محادثات بين الطرفَين في موسكو، في يناير/كانون الثاني الماضي، وتنص الاتفاقية، المكونة من 47 مادة، على تعزيز التعاون في مجال الدفاع والأمن. وحلت هذه الاتفاقية محل اتفاقية "أساسيات العلاقات ومبادئ التعاون" بين موسكو وطهران المؤرخة بعام 2001. ورغم أن موسكو وطهران بدأتا إعداد اتفاقية الشراكة منذ عام 2022، إلّا أنه جرى تأجيل التوقيع عليها مراراً، إلى أن جرى التوصل إلى الصيغة النهائية لها في العام الماضي.


العربي الجديد
منذ 2 أيام
- العربي الجديد
الخيانة في زمن الحرب
فجأة، أصبح اسم ياسر أبو شباب يتردّد ضمن الأخبار الواردة من قطاع غزّة المحتلّ. لا يتعلّق الأمر بشخصية مُقاوِمة أو أحد أبطال العمل المدني الإغاثي في القطاع، أو أحد شهداء العدوان، وما أكثرهم، وإنما انتشر هذا الاسم مُشيراً إلى أحد المتعاونين مع الاحتلال، في ظلّ أشدّ الظروف وأقساها التي تمرّ بالشعب الفلسطيني في تاريخه الطويل المُعمّد بالنضال. وظاهرة التعاون مع العدو (التعبير المخفّف لمعنى التواطؤ مع العدو وخيانة الوطن، ولكن استخدم لتوصيف ظاهرة مماثلة أثناء الحرب العالمية الثانية، لمن تعاونوا مع النازيين ضدّ شعوبهم) ليست أمراً طارئاًُ، ولا بدعة فلسطينية، بقدر ما لازمت كلّ أشكال الاحتلال، فقد استخدمت فرنسا هذه الطريقة في جميع مشاريعها الاستعمارية الخارجية، فأنشأت ما يُسمى بمجموعات "الحركيّين" ووظفتهم ضدّ جبهة التحرير الوطني في الجزائر إبّان حرب الاستقلال (1954 - 1962)، وطبّقت هذه الطريقة على نطاق واسع في حرب الهند الصينية (1945 - 1954) حيث نظّمت مجموعات من المتعاونين خلف خطوط "فيت مينه" (المقاومة الفيتنامية)، مُستغلّين العداء بين الأقليات العرقية وسائر السكّان. وكذلك فعلت ألمانيا النازية أثناء احتلالها فرنسا وصولاً إلى عملاء الاحتلال الأميركي، الذين نقل الإعلام أخبارهم، وهم يحاولون الفرار سواء عند تحرير سايغون الفيتنامية أو كابل الأفغانية، مروراً بالتجربة الصهيونية ذاتها، عند اصطناعها جيش لبنان الجنوبي، وإلى الآن، ما زالت أسماء سعد حداد وأنطون لحد تتردّد وتلفظها ذاكرة الأحرار. إن الإعجاب المحموم بالقوة الغاشمة جزء من الانبهار السياسي بدولة الاحتلال، ولكنّه لا يقتصر على هذا، لأنه يقوم أيضاً على مصالح متنوّعة (مال وسلاح ونفوذ) يشمل التعاون القائم بين المُحتل والمُحتلِّين مستويات مختلفة من المشاركة، مثل الشخصيات والأفراد المجهولين، والجماعات المنظمة أو غير الرسمية، وأحياناً الالتزامات التي تتبناها سلطة معينة جاء بها الاحتلال، وهي تشكّل جزءاً من سياسة دولة في الوقت نفسه. وبينما يمكن للدوافع الفردية أن تشمل نطاقاً واسعاً من الحساسيات، ودرجة إلى حدّ ما من الوعي أو الإرادة، فإن التعاون لا ينبع بالضرورة من التزام أيديولوجي واضح، وبمخالطته أشكالاً من الانتهازية، يكون التعاون الفردي متعدّداً، ويحدث ضمن أزمنة تتجاوز الحرب بكثير. إن الإعجاب المحموم بالقوة الغاشمة جزء من الانبهار السياسي بدولة الاحتلال، ولكنّه لا يقتصر على هذا، لأنه يقوم أيضاً على مصالح متنوّعة (مال وسلاح ونفوذ). يجب التمييز هنا بين التعاون الأمني، الذي تقوم به السلطة الفلسطينية بالتنسيق مع الاحتلال، والذي لولاه لما تطوّرت جميع أشكال التعاون الأخرى بهذه السهولة، وحالة ياسر أبو شباب، الذي لم يُخفِ في أحد تصريحاته تلقيه الدعم من بعض الأطراف داخل السلطة، بالإضافة إلى الاحتلال، وجهات إقليمية عربية لا تخفي عداءها للمقاومة الفلسطينية، والتمييز هنا يتعلّق بطبيعة التبرير الذي تقدّمه السلطة، وتغلفه بالدفاع عن المصالح الوطنية. غير أن المُستحدَث في ظاهرة ياسر أبو شباب أنه مجرّد قاطع طريق ولصّ معونات، لا يملك تصوراً سياسياً، ولا رؤية واضحة لما يترتب على أفعاله. أما ترديد شعارات جوفاء عن تحرير الشعب من "حماس"، والهجوم اللفظي على رموز المقاومة، فهو لا يزيد عن خطاب أجوف لا يقنع أحداً، حتى الذين يُشغّلون أبو شباب (وعناصره) يدركون أنه مجرّد متعاون أقرب إلى المجرم المتمرد منه إلى متعاون قادر على تغيير المعادلة السياسية في غزّة. تخلّت كلّ أجهزة الاحتلال عن عملائها في اللحظة الحاسمة، وتجربة "الحَركيّين" في الجزائر وجيش لبنان الجنوبي، خير دليل على ذلك يدرك الاحتلال أنه عاجز تماماً أمام تماسك البنية المجتمعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، وأن محاولة تخليق كيانات تابعة له، وتأتمر بأمره، ليس أمراً ميسوراً في ظلّ الرفض العشائري والعائلي لكلّ عمل يمكن أن يوصم بالخيانة والتواطؤ مع العدو، ولهذا كان طبيعياً تماماً تبرّؤ العائلات الفلسطينية من أبو شباب وعصابته. في ظلّ الإبادة الممنهجة، والحصار الخانق، ومنع المساعدات، وحالة الضيق الاقتصادي، وانهيار كلّ أسباب المعيشة، انتظر الكيان أن يحصل تمرّد اجتماعي في القطاع، أو اندلاع ثورة جياع ضدّ المقاومة، غير أن هذا لم يحصل، ولهذا بدأت إعادة الحسابات في التعامل مع المجتمع الفلسطيني في القطاع، وتحرّكت أجهزة الاستخبارات لبناء شبكات المتعاونين والعملاء. رغم أن الاستهداف الصهيوني يشمل الجميع، وفكرة التهجير الجماعي لن تستثني عميلاً، فإنّ هؤلاء المتعاونين يتجاهلون وقائع التاريخ والسياسة. تاريخياً، تخلّت كلّ أجهزة الاحتلال عن عملائها في اللحظة الحاسمة، وتجربة "الحَركيّين" في الجزائر وجيش لبنان الجنوبي، بل ومصائر متعاونين فلسطينيين كثيرين، خير شاهد على المصير المتوقّع لكلّ هؤلاء، ومن الناحية السياسية ليس أيسر على قوات الاحتلال من أن تتخلّى عن بعض اللصوص الذين جنّدتهم لصالحها، ويكفي أن تتوصّل إلى اتفاق هدنة مع المقاومة، حتى يكون مصير هؤلاء قد كُتب بأحرف من دم، إذ لا تتسامح الشعوب مع من يخون قضاياها في السلم، فما بالك بأولئك الذين يستمرئون الخيانة زمن الحرب.