
مقررة أممية للجزيرة: إسرائيل وأميركا تحاولان إبادة الشعب الفلسطيني
فعلى مدار نحو عامين، عملت قوات الاحتلال بشكل ممنهج وبحماية من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، على تدمير القطاع الصحي في غزة، وتجويع الناس وإرهاقهم بما يمثل إبادة جماعية واضحة، حسب ما قالته موفوكينغ في مقابلة للجزيرة اليوم الثلاثاء.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية ، فقد أدى الاستهداف الممنهج للمستشفيات في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
ويعاني القطاع الصحي في غزة استنزافا حادا حيث وصلت القوة الاستيعابية للمستشفيات إلى مستويات غير مسبوقة بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل ومنع إدخال الطعام والشراب والأدوية والوقود.
كما أصبح تقديم الخدمات الصحية الأساسية -من رعاية الأمهات والمواليد إلى علاج الأمراض المزمنة- عرضةً للخطر الشديد، بسبب صعوبة الوصول والأعمال القتالية التي تقع قرب المستشفيات، كما تقول الصحة العالمية.
وكانت محكمة العدل الدولية قد أصدرت قرارا قبل عام يعتبر الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية غير قانوني، ويطالبها باحترام التزاماتها الدولية كقوة احتلال.
إبادة بدعم أميركي وغربي
لكن موفوكينغ تقول، إن المسؤولين الإسرائيليين يتجاهلون الطلبات والنداءات الملحة التي تطلقها الأمم المتحدة ، ويواصلون -بدعم من الولايات المتحدة وقادة العالم الديمقراطي- تدمير المنظومة الصحية بطريقة لا يمكن إصلاحها.
وتحاول إسرائيل والولايات المتحدة جر الفلسطينيين في غزة إلى فخ مميت في المدينة الإنسانية التي تخططان لإقامتها على أنقاض رفح جنوبي القطاع، وهو ما وصفته موفوكينغ بأنه "إبادة جماعية واضحة".
وطالبت موفوكينغ، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة والأمين العام ورئيس لجنة حقوق الإنسان باستخدام صلاحياتهم لضمان محاسبة إسرائيل وإلزامها بوقف غير مشروط لإطلاق النار في غزة.
وقالت المقررة الأممية، على هؤلاء المسؤولين الحديث بصوت عال ضد ما يحدث للمقررين الأمميين المستقلين، الذين يواجهون عقوبات أميركية ومحاولات تشويه لمنعهم من عملهم الذي كلفتهم به الأمم المتحدة.
ودعت موفوكينغ كلا من الأمين العام ورئيسي الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان، إلى منع هذه المضايقات التي تواجه المقررين الذين لا يتقاضون أجرا ماديا نظير عملهم الرامي إلى ضمان حقوق الإنسان والإبقاء على مناهج وأدوات العمل الموكلة إليهم.
ويطالب هؤلاء المقررون بتطبيق قرارات الأمم المتحدة لكنهم يواجهون حالة تناقض كبيرة حيث يعتقل بعضهم أو يخسر عمله لأنه يعارض ما تقوم به إسرائيل، كما تقول موفوكينغ، مؤكدة أنهم "سيواصلون المطالبة بالعدالة التي قد تعني أشياء مختلفة في أوقات مختلفة".
وانتقدت المقررة الأممية موقف قادة الدول الديمقراطية، وقالت إن عليهم ركوب سفن الحرية لفك الحصار الإسرائيلي عن غزة ومواجهة إسرائيل مباشرة من على متن هذه السفن.
وأكدت موفوكينغ، أن صمت قادة العالم على ما يجري لا يعني أن الناس ستصمت على هذه الإبادة، وقالت إن المطالبة بمحاسبة إسرائيل وتطبيق القانون لن تتوقف، مشيرة إلى أن السؤال الكبير حاليا يتعلق بقادة الدول الديمقراطية مما يحدث.
وقالت إن العالم لم يشاهد هذا التدمير الذي تمارسه إسرائيل ضد مقومات الحياة بغزة وتحديدا القطاع الصحي، في أي نزاع عالمي سابق، مؤكدة أن استمرار هذا السلوك يعني أن تل أبيب حصلت على دعم من الولايات المتحدة ودول أخرى بعدم المعاقبة.
واختتمت موفوكينغ "إن الطرق التي قررت بها إسرائيل تجاهل طلبات الأمم المتحدة وعدم الرد على رسائلها، تمثل جزءا من محاولة أكبر لتقويض المنظومة الإنسانية ومنظومة المساءلة الدولية".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 40 دقائق
- الجزيرة
الغزاوية أم محمد: أبنائي يواجهون موتا بطيئا جراء الحصار
بين جدران مأوى متواضع في قطاع غزة ، تعيش أم محمد أبو عودة مأساة مركبة، إذ تعاني أسرتها من سلسلة أمراض مزمنة بسبب سوء التغذية وانهيار القطاع الصحي بفعل الحصار والعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة. وتقول أم محمد، وهي أم لثمانية أبناء، إن اثنين من أبنائها يعانيان أمراضا خطيرة، في مقدمتها تضخم بالأوردة والشرايين في منطقة الجهاز الهضمي، ودوالٍ متقدمة، مما يستدعي عمليات جراحية عاجلة بينها عملية ربط للأوعية، لا تستطيع الأسرة توفير تكاليفها، بسبب فقر الحال وغياب الرعاية الصحية التخصصية في غزة. وذكرت أن نجلها الأكبر، البالغ من العمر 25 عاما، في حاجة ملحة لزراعة كبد، مؤكدة أن حالته الصحية متدهورة ويواجه خطر الموت في أي لحظة، في ظل عجز المنظومة الصحية عن توفير أدنى مستويات العلاج. وأوضحت أم محمد أن الأمراض التي لحقت بأبنائها جاءت نتيجة سنوات من التغذية السيئة، وغياب النظام الغذائي الصحي، مشيرة إلى أن أسعار الغذاء في القطاع باتت باهظة، ولا تستطيع معظم العائلات توفير الاحتياجات الأساسية لأطفالها. ورغم اشتداد المعاناة، تؤكد أم محمد تمسكها بالبقاء في قطاع غزة، مشددة على أن أمنيتها الوحيدة هي الخروج من أجل علاج أبنائها، لا من أجل مغادرة الوطن. وتقول إن "تراب غزة لا يُهون"، مضيفة أن الصمود في وجه الحصار قدر لا مفر منه.


الجزيرة
منذ 17 ساعات
- الجزيرة
محللون: ما وراء جوع غزة منظومة قتل ممنهجة بآليات اقتصادية وسياسية
في عمق المشهد الإنساني المفجع الذي يعيشه قطاع غزة لا يختزَل الجوع في صور الأطفال النحيلين والوجوه الشاحبة فحسب، بل يتكشف كأداةٍ مركزية في منظومة قتل مركبة، تتداخل فيها القذائف مع القيود البنكية، وتتماهى فيها المجاعة مع التدمير الهيكلي للبيئة الصحية والاقتصادية. فالمجاعة في قطاع غزة لم تعد مجرد نتيجة جانبية للحرب، بل أضحت، وفق تحليل ضيوف برنامج "مسار الأحداث"، سياسة مدروسة تتوسل آليات اقتصادية وسياسية لإخضاع السكان، عبر تفكيك البنية المجتمعية بأكملها، وإحكام الحصار، وتدمير أنماط البقاء اليومية. يبرز هذا المشهد في شهادات يومية لأطباء ومراسلين يرصدون انهيارا غير مسبوق في قدرة السكان على الوصول إلى أدنى مقومات الحياة، وسط شحّ غذائي مريع وغياب متعمد للماء والدواء. ومع تحوّل الشوارع إلى مسارح لسقوط الجياع، لم يعد بالإمكان الفصل بين الأعراض الطبية والخيارات السياسية، حيث يصبح الحرمان من الغذاء دواءً سياسيًا قاتلًا. في هذا السياق، لا يُعد القصف الأداة الوحيدة للقتل، بل يتقاطع مع 4 آليات أخرى كما عدّدها الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية في حديثه لمسار الأحداث. أولى تلك الآليات، التجويع المباشر، ثم الأمراض الناتجة عن شرب المياه الملوثة وغياب الأغذية، وثالثها التسمم البيئي الناتج عن عشرات آلاف الأطنان من المتفجرات، ورابعها حرمان المرضى من العلاجات المزمنة، في مشهد يرقى إلى نموذج مركّب من القتل الصامت، حسب البرغوثي. رد فعل مشلول هذه الإستراتيجية لا تُمارس في الخفاء، بل تنفَّذ على مرأى من المجتمع الدولي، فرغم التقارير الأممية التي تجاوزت فيها الكلمات حدود الوصف -كما أقرّ توم فليتشر مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة- يبقى رد الفعل الدولي مشلولا، يتأرجح بين الإدانات الشكلية والتواطؤ العملي. والأدهى، أن منظمات الإغاثة مثل "مؤسسة غزة الإنسانية"، لم تعد مجرد صمامات إغاثية، بل تحولت -بحسب البرغوثي- إلى مصايد قتل ممنهجة، حيث سقط مئات الفلسطينيين خلال محاولاتهم الحصول على الغذاء من نقاط توزيعها. الأخطر أن سياسة التجويع باتت ذات بنية مزدوجة: تدميرية من جهة، وتفكيكية من جهة أخرى، فهي لا تكتفي بقتل السكان جسديا، بل تفتك أيضا بأواصر المجتمع، عبر إطلاق العنان لتجار الحروب، وتشجيع وكلاء محليين مرتبطين بالاحتلال على سرقة المعونات وإعادة بيعها بأسعار خيالية. وهذه البيئة المنفلتة غذّت ظاهرة ابتزاز المساعدات، حيث تصل عمولات صرف الحوالات إلى 40%، في ظل انهيار النظام البنكي في القطاع بفعل الحصار الإسرائيلي. ويتداخل ذلك مع بروز "اللايقين القانوني" على المستوى الدولي، إذ تتجاهل القوى الكبرى -لا سيما الولايات المتحدة – كافة الوقائع الموثقة التي ترقى إلى مستوى جرائم إبادة جماعية بموجب نظام روما الأساسي. وبينما تؤكد المحكمة الجنائية الدولية وجود مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء إسرائيل ووزير دفاعه السابق، تتعامل الدول الغربية مع تلك المذكرات كأنها إعلانات دعائية لا تُلزمها بأي فعل تنفيذي. وفي خضمّ هذه الكارثة، تتعرض حتى المبادرات الذاتية -كالتكايا- للاستهداف الإسرائيلي المباشر، فهذه المبادرات، التي انطلقت في الأساس من أفراد أو منظمات أهلية، تحوّلت مع مرور الوقت إلى عبء إضافي. إذ بات شحّ الإمدادات يدفعها إلى التنافس على القليل المتاح في الأسواق، مما يفاقم غلاء الأسعار، ويُدخل المجتمع المحلي في حلقة جوع مغلقة، كما أوضح الدكتور عثمان الصمادي الباحث والناشط في العمل الإنساني. وتتحوّل غزة إلى مختبر سياسي واجتماعي لاختبار حدود الصبر الإنساني، فالتجويع ليس فقط وسيلة لإجبار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على تقديم التنازلات، بل إستراتيجية تندرج في مشروع أوسع لتفريغ القطاع من سكانه أو إعادة تشكيله تحت شروط مذلة، تقوم على معادلة "الإعمار مقابل الإخضاع"، وفق توصيف البرغوثي. وعلى الجانب الآخر، يبرز تحدٍّ وجودي يتمثل في إدخال المساعدات ضمن طاولة المفاوضات، فبينما يفترض أن تكون الإغاثة أداة محايدة بموجب القانون الدولي، يجري استخدامها كورقة ضغط تفاوضية، تتحكم إسرائيل في توقيتها وآليتها، وتبتز بها سكان غزة، الذين باتوا يفاوضون على أبسط حقوقهم الغذائية والدوائية. أمام هذه المعادلة المختلة، تتكثف الدعوات -حسب الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي- إلى تحرك شعبي عربي ودولي يستعيد زمام المبادرة، بعد أن تخلّت عنه المؤسسات الأممية والدول الكبرى، فالشعوب، وإن كبّلتها أنظمتها، تبقى البوصلة الأخلاقية الأخيرة، القادرة على مواجهة المجرم حين يصمت العالم، وعلى الانتصار للضحية حين يتخلى عنها الجميع. في نهاية المطاف، لا تمثل مجاعة غزة مأساة عابرة، بل اختزالا مكثفا لتحوّلات النظام الدولي نحو شكل أكثر توحشا، حيث تسقط المعايير الأخلاقية، ويُمنح القتل آليات اقتصادية وسياسية متقنة، تعمل ببطء ولكن بفعالية. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر أصدرتها محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح العديد من سكان القطاع.


الجزيرة
منذ 19 ساعات
- الجزيرة
الحرب على غزة مباشر.. تفاقم أزمة التجويع بالقطاع وأبو عبيدة ينتقد التخاذل العربي والإسلامي
في اليوم الـ652 من حرب الإبادة على غزة اشتدت أزمة التجويع في غزة، وأكدت وزارة الصحة أن أعدادا ضخمة من المجوَّعين في حالات خطيرة وعرضة للموت بسبب نقص الغذاء.