logo
‫ خليفة

‫ خليفة

العرب القطريةمنذ 3 أيام
-A A A+
خليفة
لا شكَّ في أنّ مَن يقرأ كلمة «خليفة» أو يسمعها، يتذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَاـئِكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی الأرض خَلِیفَة ﴾ [البقرة: 30]، وكذلك يتذكر منصب الخلافة في الإسلام. لكن هل حاول بعضنا الغوص فيما هو أبعد من ذلك، ليتعرف على خفايا اسم خليفة وخباياه؟ إنّ اسم «خليفة» هو اسم ربانيّ، وهو أوّل وظيفة أُسندت إلى الإنسان، وكذلك سمّى الله بها الإنسان قبل أن يذكر مفردة الإنسان، أيّ أنه وظّفها للإشارة إلى مخلوق جديد سيخلقه؛ هو الإنسان. فخليفة اسم جامع لكل إنسانٍ، وليس فحسب آدم عليه السلام، فالخليفة في عرف الله «البشر جميعًا» وتحديدًا من يعترف بوجود الله، ويلتزم أوامره في عمارة الأرض. فما أعظم اسم خليفة! وعلى صعيد اللغة، فقد حظي اسم خليفة بمنزلة مرموقة؛ فهو علمٌ مذكّرٌ عربي الأصل، مشتق من الفعل «خَلَفَ»، ويعني «الذي يخلف من كان قبله في أمر ما»، ثمّ تطوّر المعنى ليدلّ على القيادة والسلطة. ومن أجل ذلك، حينما توفّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألهم الله الصحابة الكرام بتعريف من يعقب رسول الله بـ «خليفة رسول الله» أو «خليفة المسلمين»، لذلك كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه، أول خليفة للمسلمين، وكان هذا اللقب تكريمًا له وتشريفًا، بسبب مكانته العظيمة عند رسول الله، ودوره في نشر الدعوة الإسلامية. كذلك فإنّ في اسم خليفة تنزيها من كل منقصة، ولا يحتمل اسم خليفة معنى الإنسان السيئ، بل من يمتثل أوامر الله. وفي ذلك يقول ابْنُ جَرِيرٍ: «تَأْوِيلُ قول الله: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً﴾،أيّ: مِنِّي، يَخْلُفُنِي فِي الْحُكْمِ بَيْنَ خَلْقِي، وَإِنَّ ذَلِكَ الْخَلِيفَةَ هُوَ آدَمُ وَمَنْ قَامَ مَقَامَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَالْحُكْمِ بِالْعَدْلِ بَيْنَ خَلْقِهِ. وَأَمَّا الْإِفْسَادُ وَسَفْكُ الدِّمَاءِ بِغَيْرِ حَقِّهَا، فَمِنْ غَيْرِ خُلَفَائِهِ». فالإنسان خليفة الله في أرضه التي هيّأها لنسكن فيها، وننعم بخيراتها، ونرفل بحللها، ونشارك في عمرانها. لقد أعدها لنا خير إعداد من أجل هذه المهمة، وجهّزها بما لم نكن نتصوره من نعم، لنحوّل الواجبات الشعائرية إلى حقوق نستمتع بممارستها ونستلذّ بحصادها. إنّ استشعارنا معنى اسم «خليفة» وفق ما عناه الله، يدفعنا إلى تأدية حق الله من العبادات والتكاليف عن رضا وإدراك، وهذا يمنحنا أجرًا وسعادةً، وسلامًا واطمئنانًا يغمر قلوبنا ونفوسنا وبيوتنا ومجتمعنا، فاسم خليفة في معناه العصري: كلّ من يعمر الأرض بالعدل وفق منهج الله، وكلّ من يؤدي حقّ الله في النفس والمخلوقات من حوله، وهو كل إنسان أدرك غاية الله من خلقه، فسعى ليكون نعم الخليفة لنعم الإله. وما أجمل قول لسان الدين بن الخطيب في أحد الخلفاء: خَليفـةَ اللهِ في أرْ ضِهِ ونِعْمَ الخَليفَةْ لازِلْتَ للدّينِ عِزًّا مؤمِّنًا كـلَّ خِيفَةْ وأخيرًا أقول: حقًا لكل إنسان يرى نفسه خليفةً، وفق منهج الله، أن يعتزّ ويسمو بمبادئه الربانية، وقيمه النورانية المستمدة من نور الله ومنهجه. وليكن شعارنا ونحن نخطو على هذه الأرض: وكمْ تغافلتُ عن أشياء أعرفُها وكمْ تجاهلتُ قولاً كان يُؤذيني وكمْ أقابلُ شخصاً من ملامحهِ أدري يقيناً وحقّاً لا يُدانيني جازيتُ بالطيبِ كلّ الناسِ مجتهداً لعلَّ ربّي عن طيبي سيجزيني. @zainabalmahmoud @zalmahmoud@outlook.com
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عندما تلتقي القوة بالحكمة: قراءة تحليلية في النص القرآني
عندما تلتقي القوة بالحكمة: قراءة تحليلية في النص القرآني

الجزيرة

timeمنذ 11 ساعات

  • الجزيرة

عندما تلتقي القوة بالحكمة: قراءة تحليلية في النص القرآني

في آفاق السماء السابعة، ينزّل الله سبحانه وتعالى كتابًا ليس كمثله كتاب، يحمل بين طياته سلطان العزة الإلهية وكمال الحكمة الربانية، وكأن الله جل جلاله أراد أن يُخبر العالمين عبر الزمان والمكان أن هذا القرآن هو تنزيل من العزيز الحكيم، يجمع بين قوة التأثير وعُمق المعنى، بين هيبة السلطان وجمال البيان. إن اقتران اسمَي الله ﴿العزيز الحكيم﴾ [الحشر: 24] في فواصل آيات التنزيل هو كشف رباني عن طبيعة هذا الكتاب العظيم وخصائصه الفريدة؛ فالقرآن عزيز في مقامه، قوي في تأثيره، غالب في حُجته، ممتنع في حفظه؛ وهو في الوقت نفسه حكيم في تشريعه، مُتقَن في نظامه، محكَم في بنائه، مُبدع في ترتيبه، وهذا التناغم العجيب بين العزة والحكمة في القرآن يُمثل إعجازاً فريداً لا نظير له في كل ما أنتجته البشرية من آداب وعلوم وحِكم. وإذا كانت الفواصل القرآنية هي المفاتيح الذهبية التي تفتح كنوز المعاني، وتكشف أسرار التوجيه الرباني، فإن اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ في خواتيم آيات التنزيل يُشكل معماراً من معامر الإعجاز القرآني يستحق التأمل والتدبر، فكل مرة يُختتم فيها الحديث عن تنزيل القرآن بهذين الاسمين الجليلين، تتفتح أمام القارئ آفاق جديدة من الفهم والوعي بعظمة هذا الكتاب المبين. مفاتيح المفردات اسم الله ﴿العزيز﴾ يحمل في جوهره معاني القوة والغَلبة والمَنعة والشرف والعُلو، فهو سبحانه عزيز لا يُقهر، ولا يُغلب، ولا يمتنع عليه شيء، واسم الله ﴿الحكيم﴾ يدل على كمال الحكمة في الخلق والأمر، والإتقان في الصُنع والتدبير، ووضع الأشياء في مواضعها المناسبة بأكمل وجه. ولكن اقتران هذين الاسمين في سياق تنزيل القرآن يضيف دلالات فريدة لا تتحقق بذكر أحدهما منفرداً، فالعزة وحدها قد توحي بالقوة المجردة، والحكمة وحدها قد توحي بالعلم النظري، ولكن اقترانهما يُقدم صورة متكاملة لطبيعة القرآن: قوة موجهة بالحكمة، وحكمة مدعومة بالقوة، عزة لا تطغى، وحكمة لا تضعف، فإن اقتران العزة بالحكمة في صفات الله وفي خصائص كتابه يحقق التوازن المعجِز بين القدرة والعدالة، بين القوة والرحمة، بين الهيبة والجمال، فلا تكون عزة بلا حكمة فتصير جبروتاً، ولا حكمة بلا عزة فتصير ضعفاً. وهذا المعنى الإضافي الذي يحققه الاقتران ينعكس بوضوح على طبيعة القرآن الكريم، فهو كتاب يجمع بين قوة التأثير التي تخترق أقسى القلوب إن أرادت أن تفقه، وبين حكمة التوجيه التي تناسب كل زمان ومكان وحال. المواضع والسياقات يظهر اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ في فواصل آيات التنزيل في مواضع محددة بدقة إلهية متناهية، تأتي في سياقات تحتاج تحديداً إلى هذا التوازن بين القوة والحكمة، أبرزها: الموضع الأول: ﴿تنزيل الكتاب من اللَّه العزيز الحكيم﴾ [الزمر: 1]، يأتي هذا الاقتران في مُفتتح سورة الزُمر التي تُركز على قضية العبادة الخالصة لله وحده، وبطلان عبادة الأوثان والوسطاء، ومقاومة الشرك والكفر، وهذا يحتاج إلى عزة تقهر الباطل، وحكمة تُرشد إلى الحق دون إفراط ولا تفريط. ومناسبة الفاصلة كذلك أن القرآن الكريم الذي يدعو إلى عبادة الله وحده، هو تنزيل من ﴿العزيز﴾ الذي لا يُقهر ولا يُغلب، فكيف يُعقل أن يدعو العباد إلى عبادة من هو أضعف منهم؟! وهو أيضاً تنزيل من ﴿الحكيم﴾ الذي يضع الأشياء في مواضعها، فالعبادة لله الرب الخالق وحده لا المخلوق، وهذا الافتتاح بتنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم يؤسس لكل ما سيأتي بعده من أحكام وتوجيهات، فهذه التوجيهات ليست آراء بشرية قابلة للنقاش والجدل، بل هي أحكام من العزيز الذي لا رادّ لحكمه، والحكيم الذي لا عيب في تشريعه. الموضع الثاني: ﴿وهو العزيز الحكيم﴾ [الحشر: 24] في ختام آيات الأسماء الحُسنى، يأتي هذا الاقتران في سياق فريد حيث تُذكر مجموعة كبيرة من أسماء الله الحُسنى، ثم يُختتم الحديث بـ ﴿له الأسماء الحسنىٰ يسبِّح له ما في السَّماوات والأرض وهو العزيز الحكيم﴾، وهنا تتجلى مناسبة الفاصلة بوضوح، فكل هذه الأسماء الحُسنى وكل هذا التسبيح الكوني ينبع من عزة الله المطلقة وحكمته البالغة، كما أن السياق البعيد في سورة الحشر عن إجلاء بني النضير وما تضمنه من حكمة بالغة في التعامل مع الخائنين، وعزة ظاهرة في إنفاذ العدالة. تُحفز فاصلة ﴿العزيز الحكيم﴾ المؤمن على التمسك بالقرآن والدفاع عنه، لأنه يُدرك أن ما يحمله بين يديه ليس مجرد كتاب، بل هو سلاح "عزيز" قادر على هزيمة أعداء الحق، ومنهاج "حكيم" قادر على الهداية للتي هي أقوم وبناء الحضارة الربانية جواهر الفواصل ومناسباتها لعل أحد أسرار اختيار اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ في فواصل آيات التنزيل يكمن في أن القرآن الكريم يستخدم في تأثيره وانتشاره وقبوله هذين العنصرين الأساسيين: القوة والحكمة، فالقوة وحدها قد تُكره الناس على الإذعان الظاهري دون الاقتناع القلبي، والحكمة وحدها قد تُقنع العقول دون أن تملك القدرة على تغيير الواقع، أما القرآن فهو كتاب "عزيز" يملك قوة التأثير والتغيير، و"حكيم" يملك عُمق المعنى وصحة التوجيه. فهو عزيز في مقاومته لكل محاولات التحريف والتبديل، عزيز في انتصاره على كل الفلسفات والمذاهب المنحرفة، عزيز في قدرته على اختراق أعتى القلوب وأقساها، وهو في الوقت نفسه حكيم في تدرجه في الهداية، حكيم في تنوع أسلوبه حسب المخاطبين، حكيم في توازنه بين الرحمة والعدالة. وهذا يُفسر سر نجاح القرآن في تحقيق ما عجزت عنه كل الكتب والفلسفات الأخرى، فهو لم يكن مجرد نظريات جميلة تُعجب العقول دون أن تُغير الواقع، ولم يكن مجرد قوة جامحة تُكره الناس دون أن تُقنعهم، بل كان مزيجاً مُعجِزاً من العزة والحكمة، مما مكنه من تغيير مسار التاريخ البشري تغييراً جذرياً في فترة زمنية قصيرة. ربط القلب بالله تعمل فاصلة ﴿العزيز الحكيم﴾ على ربط قلب المؤمن بالله من خلال تذكيره بأن هذا القرآن الذي يتلوه ويتدبره ليس كلاماً عادياً، بل هو كلام العزيز الذي لا يُقهر، والحكيم الذي لا يخطئ، وهذا اليقين يُولِّد في قلب المؤمن ثقة مطلقة بما جاء في هذا الكتاب، وتسليماً كاملاً لتوجيهاته وهداياته، وطمأنينة عميقة بأن من اتبع هذا الكتاب فلن يضل أبداً. إعلان في الوقت نفسه، تُحفز فاصلة ﴿العزيز الحكيم﴾ المؤمن على التمسك بالقرآن والدفاع عنه، لأنه يُدرك أن ما يحمله بين يديه ليس مجرد كتاب، بل هو سلاح "عزيز" قادر على هزيمة أعداء الحق، ومنهاج "حكيم" قادر على الهداية للتي هي أقوم وبناء الحضارة الربانية. التناسب والتكامل يُحقق اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ تكاملاً معنوياً بديعاً، حيث يُكمل كل اسم الآخر ويغطي جانباً لا يغطيه الآخر، فالعزة توفر القوة اللازمة للتأثير والانتشار، والحكمة توفر الصواب والعدالة اللازمين للقبول والإقناع، وهكذا يصير القرآن كتاباً لا نقص فيه، لا من جهة القوة ولا من جهة الحكمة. فهناك تلازم طبيعي بين العزة والحكمة في الصفات الإلهية، فالله جل وعلا لا يكون عزيزاً بقوة عمياء، بل بعزة موجهة بالحكمة، ولا يكون حكيماً بحكمة ضعيفة عاجزة، بل بحكمة مدعومة بالعزة، وهذا التلازم ينعكس على القرآن، فهو يجمع بين العزة والحكمة بطريقة طبيعية متناغمة. الإيقاع الصوتي يُحقق اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ إيقاعاً صوتياً جميلاً، يساعد على الحفظ والترتيل والتأثر، فالعزة تنتهي بصوت الزاي القوي الذي يناسب معنى القوة، والحكمة تنتهي بصوت الميم بعد المد بالياء، الذي يناسب معنى التأمل والتفكر، فجمال الفواصل القرآنية لا يكمن فقط في معانيها العميقة، بل أيضاً في إيقاعها العذب الذي يجعل تلاوته أحب إلى الأسماع من أجمل الألحان. تصحيح المفاهيم يصحح اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ في آيات التنزيل مفهوم العلاقة بين القوة والحكمة في الفكر البشري؛ فكثير من الناس يتصورون أن القوة تتناقض مع الحكمة، وأن القوي لا يحتاج إلى الحكمة، وأن الحكيم لا يحتاج إلى القوة، ولكن القرآن يقدم نموذجاً مختلفاً تماماً، حيث العزة والحكمة تتكاملان وتتضافران لتحقيق أعظم التأثير وأبلغ النتائج. وهذا المفهوم يعمّق توحيد الأسماء والصفات، فالمؤمن يدرك أن الله تعالى ليس قوة قاهرة فقط، ولا حكمة نظرية مجردة، حاشاه جل في علاه، بل هو سبحانه "عزيز حكيم" يجمع بين كمال القدرة وكمال الحكمة، وهذا يُولّد في قلب المؤمن خشية من عزة الله، ومحبة وثقة في حكمته، وتسليماً مطلقاً لأمره ونهيه. فمن فهم اقتران العزة بالحكمة في صفات الله وفي خصائص كتابه، فقد فهم سر الإسلام وجوهر التوحيد، لأنه أدرك أن الله لا يأمر إلا بما هو حكيم، ولا يحكم إلا بما هو عادل، ولا يُشرع إلا ما فيه مصلحة العباد. تأثير الاقتران في القلب والروح يُحدث تدبر اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ في النفس المؤمنة تأثيرات روحية عميقة متنوعة، منها: فمن جهة، يولّد شعوراً بالعزة والكرامة لأن المؤمن يدرك أنه يحمل كتاب العزيز، وأن هذا يجعله في موقع القوة لا الضعف، في موقع العزة لا الذل، {ولِلَّه العِزَّة ولرسوله وللمؤمنين ولكنَّ المنافقين لا يعلمون} [المنافقون: 8]. ومن جهة أخرى، يولّد شعورا بالطمأنينة والثقة لأن المؤمن يدرك أن ما يتبعه هو منهاج الحكيم، وأن هذا يضمن له الصواب في كل خطواته {فمنِ اتَّبع هُداي فلا يَضِلُّ ولا يشقى} [طه: 123] ويضمن له الخشوع الدائم وحياة القلب. ويولّد هذا الاقتران في النفس نوعاً خاصاً من الخشوع، وهو خشوع العزة لا خشوع الذل، خشوع المُحبّ المُعجب بجمال محبوبه وعظمته، لا خشوع الخائف المرتعب من جبروت ظالم، وهذا النوع من الخشوع يجعل العبادة متعة ولذة، لا تكليفاً وعبئاً. ويحيي تدبر هذا الاقتران القلب بطريقة خاصة، فالقلب يشعر بأنه متصل بمصدر القوة المطلقة والحكمة المطلقة، وهذا يُزيل عنه كل مشاعر الضعف والحيرة والقلق، ويصبح القلب مثل النهر الذي يستمد ماءه من منبع لا ينضب، فهو دائم الجريان، دائم العطاء، دائم النشاط. التربية السلوكية يُربي اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ في المؤمن سلوكاً متوازناً يجمع بين القوة والحكمة، فهو لا يكون ضعيفاً متهاوناً أمام الباطل بحُجة الحكمة، ولا يكون عنيفاً متسرعاً في مواجهة الخطأ بحُجة القوة، بل يجمع بين حزم العزيز ورِفق الحكيم في عبوديته لله. إعلان ويُعلّم هذا الاقتران المؤمن كيف يتعامل مع ربه بأدب يناسب عزته وحكمته، فهو لا يتجرأ على معصيته لأنه يدرك عزته، ولا ييأس من رحمته لأنه يدرك حكمته، وفي دعائه يجمع بين الإلحاح الذي يناسب عزة المدعو، والأدب الذي يناسب حكمته. وفي علاقاته مع الآخرين يطبّق المؤمن هذا الاقتران في تعامله مع الناس، فهو عزيز لا يقبل الذل ولا يرضى بالهوان، وحكيم لا يؤذي أحداً بغير حق، ولا يتعامل مع أحد بجهل، وهذا يجعله محبوباً محترماً بين الناس، قوياً في الحق، رحيماً بالخلق. يحتل اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ موقعاً متميزاً في المنظومة الشاملة لأسماء الله الحُسنى، فهو يمثّل التوازن المعجِز بين صفات الجلال وصفات الجمال، فالعزة من صفات الجلال التي توجب المهابة والإجلال، والحكمة من صفات الجمال التي توجب المحبة والإعجاب من حِكَم الاختيار من الملاحظات أن اسم الله ﴿العزيز﴾ يقترن في القرآن بأسماء مختلفة حسب السياق: فهو يقترن بـ ﴿الحكيم﴾ في آيات التنزيل، وبـ ﴿العليم﴾ في آيات الخلق والتدبير، وبـ ﴿الرَّحيم﴾ في آيات العفو والمغفرة، وهذا يكشف عن دقة متناهية في اختيار الأسماء المقترنة بحسب ما يناسب كل سياق. فاقتران ﴿العزيز﴾ بـ ﴿الحكيم﴾ في سياق التنزيل يناسب طبيعة القرآن الذي يحتاج إلى قوة لينتشر ويؤثر، وإلى حكمة ليُقنع ويُرشد، أما اقترانه بـ ﴿العليم﴾ فيُناسب سياق الخلق والتدبير، الذي يحتاج إلى قدرة وعلم، واقترانه بـ ﴿الرَّحيم﴾ يُناسب سياق العفو والمغفرة الذي يُظهر عزة الله في قدرته على العقوبة، ورحمته في اختياره للعفو. فإن تنويع الاقترانات في الأسماء الحُسنى يكشف عن بلاغة معجزة في اختيار كل اسم لما يناسبه من السياقات، بحيث يحقق كل اقتران معنى فريداً لا يحققه غيره. وفي جميع المواضع التي يقترن فيها ﴿العزيز﴾ بـ ﴿الحكيم﴾ في آيات التنزيل، نجد أن ﴿العزيز﴾ يأتي مُقدما على ﴿الحكيم﴾، وهذا له حكمة بلاغية عميقة، فتقديم ﴿العزيز﴾ يُشير إلى أن القرآن أولاً كتاب قوة وتأثير، وثانياً كتاب حكمة وإرشاد، وهذا يناسب طبيعة الدعوة الإسلامية التي بدأت باختراق القلوب بقوة التأثير، ثم رسّخت مواقعها بحكمة التوجيه. ومن جهة أخرى، فإن تقديم ﴿العزيز﴾ يُذكّر بأن القرآن ليس مجرد كتاب فلسفة وحكمة نظرية، بل هو كتاب قوة وتغيير وبناء، ودستور ودليل وهداية للعالمين، وهذا ما يُميزه عن كل الكتب الفلسفية والحِكمية الأخرى، التي قد تحمل حكمة ولكنها تفتقر إلى القوة اللازمة للتطبيق والتأثير. ومن الملاحظات الدقيقة أن القرآن يستخدم صيغاً مختلفة لأسماء الله الحُسنى حسب السياق؛ ففي آيات التنزيل نجد ﴿العزيز الحكيم﴾ بصيغة الصفة المُشبهة المعرفة بـ"الـ"، وفي مواضع أخرى نجد ﴿عزيز حكيم﴾ بصيغة النكرة، وكل صيغة لها دلالتها الخاصة التي تناسب سياقها، فصيغة ﴿العزيز الحكيم﴾ بالألف واللام تفيد معنى الحصر والتعريف، وكأنها تقول: هو العزيز الحقيقي الوحيد، والحكيم الحقيقي الوحيد، وهذا يناسب سياق إثبات أن القرآن من عند الله وحده لا شريك له. ويحتل اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ موقعاً متميزاً في المنظومة الشاملة لأسماء الله الحُسنى، فهو يمثّل التوازن المعجِز بين صفات الجلال وصفات الجمال، فالعزة من صفات الجلال التي توجب المهابة والإجلال، والحكمة من صفات الجمال التي توجب المحبة والإعجاب، واجتماعهما يحقق الكمال في العبودية: خشية من عزة الله، ومحبة لحكمته. تعلمنا أن الإيمان بالقرآن لا يكتمل إلا بالإيمان بأنه كتاب العزيز الحكيم، وأن هذا الإيمان يولّد في النفس ثقة مطلقة بصحة ما جاء فيه، وتسليماً كاملاً لتوجيهاته، ويقيناً راسخاً بأن من اتبعه فلن يضل أبداً وهكذا نصل إلى ختام هذه الرحلة التأملية في رحاب اقتران اسمي ﴿العزيز الحكيم﴾ في فواصل آيات التنزيل، وقد كشفت لنا هذه الدراسة عن كنوز من المعاني ودُرر من الحِكم، تؤكد أن القرآن الكريم معجزة متجددة في كل تفصيلة من تفاصيله، حتى في اختيار الفواصل وترتيب الأسماء. لقد رأينا كيف أن اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ ليس مجرد صيغة جميلة لختم الآيات، بل هو توصيف دقيق لطبيعة القرآن الفريدة، التي تجمع بين قوة التأثير وعُمق الحكمة، بين عزة المقام وجمال البيان، بين سلطان الحُجة وروعة الأسلوب. ورأينا كيف أن هذا الاقتران يحقق التوازن المعجِز الذي افتقرت إليه كل الكتب والفلسفات الأخرى، فهي إما قوة بلا حكمة فتصير جبروتاً، وإما حكمة بلا قوة فتصير عجزاً. وتعلمنا أن الإيمان بالقرآن لا يكتمل إلا بالإيمان بأنه كتاب العزيز الحكيم، وأن هذا الإيمان يولّد في النفس ثقة مطلقة بصحة ما جاء فيه، وتسليماً كاملاً لتوجيهاته، ويقيناً راسخاً بأن من اتبعه فلن يضل أبداً، واكتشفنا أن تدبر هذا الاقتران يُحدث نقلة نوعية في العلاقة مع القرآن، فالمؤمن لا يعود ينظر إليه كمجرد كتاب للقراءة، بل كسلاح عزيز لمواجهة تحديات الحياة، وكمنهاج حكيم لبناء النهضة الحضارية، وتعلمنا كيف نُطبق توازن العزة والحكمة في حياتنا اليومية، فنكون أعزاء في الحق لا نقبل الذل ولا نرضى بالهوان، وحُكماء في التعامل لا نؤذي أحداً بغير حق ولا نتصرف بجهل. وفي ختام هذه الدراسة، أدعو نفسي وكل مُحب للقرآن وطالب للحكمة إلى مواصلة التدبر في فواصل القرآن وأسماء الله الحُسنى الواردة فيها، فإن في كل فاصلة كنزاً من كنوز المعرفة، وفي كل اقتران سراً من أسرار الحكمة، والباب مفتوح لاستكشاف اقترانات الأسماء الحُسنى في فواصل القرآن، كاقتران "الغفور الرحيم" و"السميع العليم" و"العلي العظيم"، فإن في كل اقتران عالماً من الأسرار والحِكم، ينتظر من يكشف كنوزه ويُضيء دُرره. نسأل الله تعالى العزيز الحكيم أن يعيننا على تطبيق هذه المعاني في عبادتنا وسلوكنا، ليكون كل فرد منا قرآنا يمشي على الأرض، كما وصفت عائشة رضي الله عنها خُلق رسول الله ﷺ.

‫ «الدعوة» تختتم الدورة الصيفية الأولى لمركز النور القرآني التربوي
‫ «الدعوة» تختتم الدورة الصيفية الأولى لمركز النور القرآني التربوي

العرب القطرية

timeمنذ 2 أيام

  • العرب القطرية

‫ «الدعوة» تختتم الدورة الصيفية الأولى لمركز النور القرآني التربوي

الدوحة - العرب اختتمت إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فعاليات برنامج الدورة الصيفية الأولى لطلاب مركز النور القرآني التربوي لعام 2025م، والتي استمرت نحو ثلاثة أسابيع خلال الفترة من 6- 23 يوليو، من الساعة الثامنة صباحاً وحتى قبيل صلاة الظهر، وكرمت الإدارة جميع الطلاب المشاركين بالدورة؛ تقديراً لما بذلوه من جهد ومثابرة في إنجاز مقرر حفظ ومراجعة القرآن الكريم بالدورة وتشجيعاً لهم على التميز والإنجاز. وصرح السيد يوسف حسن الحمادي المشرف العام لمركز النور القرآني التربوي بأن الدورة الصيفية الأولى شارك بها 30 طالباً قطرياً من طلاب المركز المسجلين في الحلقات المسائية، والذين تتراوح أعمارهم بين 9 أعوام إلى 16 عاماً. وقال إن الدورة الصيفية تهدف إلى استثمار فترة الإجازة الصيفية وشغل جزء من الوقت بما فيه النفع والفائدة لأبنائنا الطلاب، وحفظ كم من القرآن الكريم بمعدل صفحتين يومياً، إضافة إلى تعزيز جوانب البناء الإيماني والأخلاقي والقيمي لدى المشاركين، وبناء قدراتهم ومهاراتهم الذاتية في العديد من الجوانب التربوية والثقافية والسلوكية. وأضاف إن برنامج الدورة الصيفية للطلاب ينقسم خلال أيام الأسبوع الأربعة من الأحد إلى الأربعاء إلى ثلاثة أيام (الأحد والإثنين والأربعاء) لحفظ مقرر القرآن الكريم ومراجعة أكبر عدد من الأجزاء، وتعلم بعض المفاهيم القرآنية التي تنمي معارف الطلاب الدينية، وتم التركيز على قيمتي النظام والعزة، وخصص يوم الثلاثاء لبرنامج قيمي ترفيهي وزيارات ورحلات خارج مقر المركز، وذلك بالتعاون مع قوة الأمن الداخلي لخويا التي قدمت لهم دورة في الأمن السيبراني، إضافة إلى إتاحة ملعب كرة القدم وصالة الألعاب الرياضية للطلاب، وإدارة الدعوة والإرشاد الديني التي أتاحت مسبح مبنى المنح الدراسية للطلاب لتعلم السباحة وإضفاء جو من المتعة والفائدة البدنية. وثمن الحمادي جهود الطلاب المشاركين بالبرنامج الصيفي، خاصة الطلاب المتميزين الذين حققوا الأهداف المرجوة من النشاط الصيفي وأنجزوا مقرر الحفظ وزاد بعضهم بحفظ قدر إضافي، وهذا دليل على حرصهم على الاستفادة من الإجازة الصيفية في حفظ كتاب الله وتدبر آياته والتنافس المحمود فيما بين الطلاب. من جهته أوضح فضيلة الشيخ د. أحمد عبدالقادر الفرجابي المشرف التربوي والأسري لمركز النور القرآني التربوي، أن الطلاب القطريين المشاركين في الدورة الصيفية هم جزء من طلاب المركز الأساسيين المشاركين في حلقاته وبرامجه الدائمة، وأشار الى أن عددا ولفت د. الفرجابي إلى أن مركز النور يحرص كذلك ضمن نشاطه الدوري طوال العام بجانب تدريس القرآن الكريم على تدريس العقيدة والفقه والسيرة والآداب والقيم، وهناك مشاركات للطلاب في الكثير من الأنشطة، ولذا فهو يعد مركزا شاملا لتهيئة أبنائنا من الطلاب القطريين.وذكر الشيخ فهد محمد الحوصلي رئيس مركز النور القرآني التربوي أن برنامج الدورة الصيفية اتسم بالتنافس والجدية في الحفظ والمراجعة بين الطلاب، حيث استطاع الطالب بالمركز الأول في الحفظ إتمام نحو جزأين من الحفظ الجديد، وحفظ الطلاب من الثاني إلى الرابع جزءا ونصف الجزء.

‫ تنتهي قبل اختبارات الدور الثاني.. مديرون لـ «العرب»: صيانة شاملة بالمدارس استعداداً للعام الأكاديمي الجديد
‫ تنتهي قبل اختبارات الدور الثاني.. مديرون لـ «العرب»: صيانة شاملة بالمدارس استعداداً للعام الأكاديمي الجديد

العرب القطرية

timeمنذ 3 أيام

  • العرب القطرية

‫ تنتهي قبل اختبارات الدور الثاني.. مديرون لـ «العرب»: صيانة شاملة بالمدارس استعداداً للعام الأكاديمي الجديد

علي العفيفي أكد مديرو مدارس حكومية في الدولة، أن أعمال الصيانة والتجهيزات في المدارس تجري بوتيرة متسارعة وعلى مدار الساعة، بالتنسيق الكامل والمستمر مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، بهدف ضمان جاهزية المباني المدرسية ومرافقها لاستقبال العام الأكاديمي الجديد في أفضل صورة ممكنة. وأوضحوا في تصريحات لـ»العرب»، أن خطط الصيانة الشاملة تتضمن تحديث وصيانة أنظمة التكييف لضمان عملها بكفاءة عالية، وتأهيل مبردات المياه المنتشرة في مختلف المرافق المدرسية لتوفير مياه باردة وصحية للطلاب، إضافة إلى إعادة تأهيل دورات المياه، وصيانة السلالم، ومعالجة أي تلفيات في النوافذ أو الأرضيات، بما يحقق أعلى معايير السلامة والراحة داخل البيئة المدرسية. وشددوا على أن هذه الجهود تأتي استجابةً لاحتياجات الميدان التربوي وحرصًا على تهيئة بيئة تعليمية آمنة ومحفزة، خاصة مع انطلاق العام الدراسي في أجواء صيفية حارة تتطلب توفير وسائل الراحة للطلاب والمعلمين على حد سواء، مؤكدين أن الاستعدادات لا تقتصر على الصيانة فحسب، بل تشمل أيضا التحضيرات اللوجستية والفنية لاستقبال الطلاب في اختبارات الدور الثاني لمراحل النقل والثانوية العامة وتعليم الكبار. إبراهيم المحمدي: نعزز الأمن والسلامة َداخل الحرم المدرسي أكد الأستاذ إبراهيم المحمدي، مدير مدرسة أبو بكر الصديق الإعدادية، أن المدرسة أنهت بالكامل أعمال الصيانة الدورية لمرافقها وبنيتها التحتية قبل انطلاق العام الدراسي الجديد، وذلك في إطار استعداداتها لتوفير بيئة تعليمية جاذبة وآمنة للطلبة. وأوضح المحمدي، أن أعمال الصيانة نُفذت عبر الشركات المعتمدة من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وشملت صيانة أجهزة التكييف بما يضمن جاهزيتها خلال فصول العام، وإعادة طلاء المباني المدرسية، وصيانة وتجديد دورات المياه، فضلًا عن تجديد بعض قطع الأثاث لتوفير بيئة صفية مريحة، وتركيب كاميرات مراقبة حديثة لتعزيز الأمن والسلامة داخل الحرم المدرسي، إلى جانب استبدال أرضيات الساحات الخارجية بأخرى جديدة تتناسب مع الأنشطة الطلابية. وفي سياق متصل، أشار مدير المدرسة إلى اهتمام الإدارة بالمعايير الصحية داخل المرافق الحيوية مثل دورات المياه والمقصف المدرسي، مؤكدًا أنها خضعت للمراجعة والتأكد من توافقها مع الاشتراطات الصحية المعتمدة، بما يضمن سلامة الطلبة والعاملين. وحول التوجه نحو المباني الصديقة للبيئة، أكد المحمدي أن المدرسة سباقة في هذا المجال من خلال إنشاء حديقة صغيرة تعمل بالطاقة الشمسية منذ عدة سنوات، موضحًا أن هناك خطة لتطوير هذه الحديقة خلال العام المقبل بعد تحويلها العام الماضي إلى «حديقة قرآنية مصغرة» تضم أشجارًا ورد ذكرها في القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن المشروع سيشمل أيضًا إدخال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح كنموذج عملي لتعليم الطلبة أهمية الطاقة المتجددة والحفاظ على البيئة. وبشأن الاستعدادات لاختبارات الدور الثاني، أوضح المحمدي أن المدرسة أكملت جميع الترتيبات اللازمة لاستقبال الطلبة، حيث جرى تحديد أرقام اللجان المختلفة وتوزيعها بما يضمن انسيابية أداء الامتحانات وتوفير بيئة هادئة تساعد الطلبة على التركيز. واختتم مدير مدرسة أبو بكر الصديق الإعدادية حديثه بالتأكيد على أن الإدارة حريصة على توفير بيئة تعليمية متكاملة تجمع بين جودة البنية التحتية، والالتزام بالمعايير الصحية، والانفتاح على الأفكار المبتكرة التي تدعم توجه الدولة نحو التنمية المستدامة في قطاع التعليم. إبراهيم المهندي: الاهتمام بمبردات المياه والمكيفات لراحة الطلاب أكد الأستاذ إبراهيم المهندي، مدير مدرسة الكعبان للبنين، أن أعمال الصيانة في البنية التحتية للمبنى المدرسي تتواصل بوتيرة عالية وعلى قدم وساق، بالتنسيق الكامل والمستمر مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، بهدف توفير بيئة تعليمية متكاملة تهيئ الطلاب لبداية مثالية للعام الأكاديمي الجديد. وأوضح المهندي أن خطة الصيانة الحالية شملت عدة محاور أساسية، من بينها تجهيز وتأهيل مبردات المياه داخل مختلف مرافق المدرسة، وصيانة أجهزة التكييف لضمان عملها بكفاءة عالية، بما يحقق الراحة القصوى للطلاب والمعلمين على حد سواء، خصوصًا في ظل الأجواء الحارة التي تتزامن مع بداية العام الدراسي. كما شملت الأعمال مراجعة المرافق العامة والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي تسهم في تحسين جودة البيئة المدرسية. وأضاف أن المبنى المدرسي يتميز بحداثته واحتوائه على مرافق وإمكانيات متطورة، وأن أعمال الصيانة تأتي في إطار الحرص على استمرار جاهزية هذه المرافق وتحديثها بما يواكب التطور التعليمي ويعكس حرص الوزارة على توفير بيئة محفزة وآمنة. وأشار مدير المدرسة إلى أن الكعبان للبنين قد أكملت استعداداتها اللوجستية والبشرية لاستقبال الطلاب في اختبارات الدور الثاني لمراحل النقل والثانوية العامة وتعليم الكبار، حيث تم إعداد قاعات الامتحان وتجهيزها بجميع المستلزمات، وتقديم سلسلة من الإرشادات والتوجيهات الأكاديمية والنفسية للطلاب لمساعدتهم على تحقيق أفضل النتائج. كما أكد أن الطاقم الإداري والتدريسي في المدرسة على أتم الجاهزية لتقديم الدعم اللازم للطلاب خلال فترة الاختبارات. ناصر المالكي: تجديد النوافذ والسلالم لتوفير بيئة آمنة أكد الأستاذ ناصر المالكي، مدير مدرسة أحمد منصور الابتدائية، أن المدرسة شرعت منذ نهاية العام الماضي في تنفيذ خطة صيانة شاملة تستهدف رفع كفاءة جميع المرافق وتوفير بيئة تعليمية متكاملة وآمنة، استعدادًا لانطلاق العام الأكاديمي الجديد واختبارات الدور الثاني. وأوضح المالكي، أن أعمال الصيانة شملت استبدال الأرضيات القديمة بأخرى حديثة تتسم بالمتانة وسهولة التنظيف، وصيانة وتحديث أجهزة التكييف لضمان عملها بكفاءة عالية خلال مختلف فصول السنة، فضلًا عن استبدال زجاج النوافذ المتهالك لضمان السلامة الحرارية والصوتية داخل الفصول، وصيانة دورات المياه وفق أعلى المعايير الصحية، وتجديد السلالم بما يعزز معايير السلامة للطلاب والعاملين. وأشار إلى أن هذه الجهود تأتي ضمن خطة شاملة تم إعدادها بتنسيق مسبق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، التي تولي اهتمامًا بالغًا بتوفير بيئة مدرسية آمنة ومحفزة على التعلم، مضيفًا أن الوزارة تشرف أيضًا على تجهيز المقصف المدرسي عبر الشركة المسؤولة، مع الالتزام الصارم بالمعايير الصحية لضمان تقديم وجبات غذائية آمنة ومتوازنة للطلبة. وفي سياق حديثه عن التوجه نحو المدرسة الصديقة للبيئة، أوضح المالكي أن التحول الكامل يتطلب إعادة تأهيل شاملة للبنية التحتية، خاصة أن المدرسة تأسست قبل عام واحد فقط، إلا أنها تبادر منذ الآن إلى تنفيذ عدد من الممارسات البيئية الإيجابية، مثل برامج إعادة التدوير وتقليل الاعتماد على الورق في المعاملات اليومية، بهدف غرس قيم الاستدامة والحفاظ على الموارد في نفوس الطلاب منذ المراحل المبكرة. كما شدد المالكي على أن المدرسة أتمت جميع الاستعدادات اللازمة لاختبارات الدور الثاني، حيث جرى تجهيز القاعات الامتحانية وتوزيع اللجان بما يضمن انسيابية أداء الاختبارات في أجواء منظمة وهادئة، مع توفير كافة المستلزمات التي تعين الطلاب على التركيز وتحقيق أفضل النتائج. عبدالهادي الشناوي: تركيب أنظمة تكييف مركزي للممرات أكد الأستاذ عبدالهادي الشناوي، نائب المدير للشؤون الأكاديمية في مدرسة الرازي الإعدادية للبنين، أن المدرسة تُعد واحدة من ست مدارس تخضع حاليًا لمشروع الصيانة الشاملة الذي يمتد على مدى عام ونصف، ويشمل إعادة هيكلة كاملة للمبنى المدرسي. وأوضح الشناوي أن المشروع يتضمن تجديد المباني بشكل متكامل، بما في ذلك الأبواب والنوافذ والأسقف المعلقة، وصيانة دورات المياه، إضافة إلى تركيب أنظمة تكييف مركزي للممرات والفصول الدراسية والمعامل، مما سيجعل من المدرسة بيئة تعليمية جاذبة ومريحة للطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية على حد سواء. وأضاف أن المدرسة، وبحكم مشاركتها وفوزها بالمركز الثاني في مسابقة «ازرع وطنك»، تعمل على تعزيز مفهوم المباني الصديقة للبيئة، حيث تم إنشاء «بيت أخضر» داخل المدرسة يساهم في إنتاج محاصيل زراعية عضوية، تُستثمر في الأعمال الخيرية وتُستخدم في الحصص الدراسية لمادة العلوم، بما يربط الطلاب بشكل عملي بالمفاهيم البيئية والزراعية. وفيما يتعلق بأعمال الصيانة الدورية، أوضح الشناوي أن جزءًا منها قد تم بالفعل، بما في ذلك تطوير شبكة الإنترنت وصيانة أجهزة التكييف، في حين تُدرج بقية الأعمال ضمن خطة الصيانة الشاملة التي لا تزال قيد التنفيذ، مشيرًا إلى أن هذه الأعمال ستسهم في رفع كفاءة البنية التحتية وضمان استدامتها. أما عن استعدادات المدرسة لاختبارات الدور الثاني، فأشار نائب المدير إلى أن الإدارة أعدت الكشوف الخاصة بالطلاب بعد إعلان نتائج الدور الأول، كما تم إعداد الاختبارات وطباعتها وفق أعداد الطلبة قبل بدء الإجازة الصيفية، لافتًا إلى أن المدرسة بانتظار استلام اختبارات التسارع التي ستزود بها المدارس من قبل هيئة تقييم الطلبة، وذلك لضمان جاهزية العملية الامتحانية وسيرها بسلاسة. واختتم الشناوي تصريحه بالتأكيد على أن مدرسة الرازي الإعدادية تسعى من خلال هذه الجهود إلى توفير بيئة تعليمية متكاملة تجمع بين جودة المرافق، والالتزام بالمعايير البيئية، وتقديم الدعم الأكاديمي اللازم للطلبة بما يحقق أفضل النتائج التعليمية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store