
اليمن يتصدر محور المقاومة
وما تلا ذلك من حروب خلال العقود الماضية لم تكن هذه الهزائم تأتي من قلة في العُدة والعتاد والفارق في الإمكانيات بل على العكس فقد كانت إمكانيات العرب أكبر بكثير من إمكانيات العدو الصهيوني وقادرة على التغلب عليه وتحرير فلسطين عمليا بدل التهديد برمي إسرائيل في البحر إعلاميا وإنما كانت الهزائم بسبب عدم إيمان الأنظمة العربية وحُكامها بعدالة القضية الفلسطينية وغياب الإرادة الوطنية وعدم الدخول في المواجهة كواجب ديني وقومي لنصرة الشعب الفلسطيني، إضافة إلى عقدة الخوف التي حلت على العرب جميعا تقدميين ورجعيين حسب ما كانوا يصنفون أنظمتهم ويوجه كل نظام منهما الاتهام للفريق الآخر بتحميله مسؤولية الهزائم التي أصابتهم وجعلتهم يعتقدون بأن الجيش الصهيوني جيش لا يُقهر فتجنبوا مواجهته لا حقا وتركوه يُعربد في المنطقة بل ويحتل بلدانا عربية كما فعل حين احتل لبنان بداية الثمانينات من القرن الماضي بقيادة المجرم شارون قبل أن يجبره حزب الله على الانسحاب عام 2000م ويخوض معه مقاتلوا الحزب معركة غير متكافئة عام 2006م عندما حاول احتلال لبنان مرة أخرى واستطاع حزب الله أن يهزمه ويجبره على وقف إطلاق النار.
يأتي موقف اليمن المُعتدى عليه من قبل جيرانه والمحاصر مُنذ عشرة أعوام ليعري العرب جميعاً ويكشف حقيقة تخاذلهم وتآمرهم على القضية الفلسطينية في محاولة منهم لتصفيتها حتى يتخلصوا من الصداع الذي سببته لهم وجعلتهم أقزاما أمام الآخرين، بل إن العدو الصهيوني صار الكثير من قادته يسخرون من العرب وموقفهم مما يجري في غزة على مدار اثنين وعشرين شهراً من حصار وتجويع وارتكاب جرائم إبادة جماعية على أيدي الجيش الصهيوني لم يشهد لها التاريخ مثيلا بدعم أمريكي مباشر ومساندة غربية وصمت عالمي مُريب ويتساءلون أين العرب؟! ولأن العرب بحكم تجاربهم مع العدو الصهيوني وتعرضهم لهزائم متتالية منه فقد سخروا بداية من الموقف اليمني المساند للأشقاء في قطاع غزة وانضمام اليمن إلى محور المقاومة معتقدين أنما يقوم به اليمن هو فعل من باب المزايدة أو كما وصفه البعض بأنه مسرحية لكن عندما تمكن اليمن من فرض الحصار البحري على الكيان الصهيوني ومنع سفنه وسفن الشركات المتعاونة معه من العبور في البحرين العربي والأحمر وحال دون وصولها إلى الموانئ في جنوب فلسطين المحتلة وليفرض فيما بعد حصاراً جوي جزئياً من خلال فصف مطار اللد المُسمى بن غوريون وتطور الحصار البحري ليمتد إلى ميناء حيفا أشهر الموانئ الصهيونية وليصبح اليمن متصدراً لمحور المقاومة تغير الموقف العربي من عمليات اليمن المساندة لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتي تزداد تصاعدا بعد أن وجد العرب أنفسهم أنظمة وحكاما أمام ضغوط أمريكية وإسرائيلية تطلب منهم التدخل لدى اليمن لوقف عملياته المساندة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ووقف قصف المدن الصهيونية بالصواريخ فرط صوتية والطيران المسير وقد ردت القيادة اليمنية على هؤلاء الفضوليين العرب بأن إيقاف اليمن لعملية إسناده في البحر والجو مرتبط بشكل أساسي بإيقاف العدوان على غزة ورفع الحصار وإدخال المساعدات وهو مالم يقبل به العدو الصهيوني حيث سيشكل له ذلك هزيمة مطلقة بدلا ما كان يروج لنفسه إعلاميا بأنه يسعى إلى تحقيق النصر المطلق.
ورغم محاولة العدو الأمريكي والإسرائيلي الحد من عمليات الإسناد اليمنية من خلال عدوانهما على اليمن وقصف منشآته المدنية مستخدمين كلما أوتوا من قوة فإن ذلك لم يثني اليمن عن موقفه المساند الذي أفقد أمريكا وإسرائيل القدرة على التمييز بين قصفهم للأهداف المدنية وبين ما يعتقدون أنها أهداف عسكرية بدليل إن العدو الصهيوني قام مؤخرا بشن غارات على موانئ الحديدة ومحطة الكهرباء وهي نفس الأهداف التي سبق له وقصفها عدة مرات، بينما اليمن يستهدف في مناطق الكيان الصهيوني أهدافا حساسة وحيوية، ولأن العدو الصهيوني تمادى في قصف الأهداف المدنية في اليمن فقد تم الرد عليه بعد فترة قصيرة من قصفه لها بقصف أهداف مماثلة في إطار معادلة المطار بالمطار والميناء بالميناء والكهرباء بالكهرباء بأحد عشر صاروخا وطائرة مسيرة طالت مطار بن غوريون وميناء أسدود ومحطة الكهرباء في منطقة عسقلان وميناء أم الرشراش وقد حققت العملية أهدافها بنجاح وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي للصواريخ اليمنية والطيران المسير حسب تأكيد بيان القوات المسلحة اليمنية واعتراف العدو الصهيوني بما لحقه من أضرار وإدخال الشعب اليهودي بالكامل إلى الملاجئ وإيقاف الحركة الجوية في مطار بن غوريون أثناء القصف، وهو الأمر الذي جعل عددا من القادة الصهاينة يؤكدون في تصريحات لهم بأن اليمن أصبح العدو الأخطر على إسرائيل.
وقد جاءت عملية القوات البحرية اليمنية بالتعاون مع القوات الصاروخية والطيران المسير المتمثلة في إغراق سفينتين في البحر الأحمر مؤخرا خرقتا قرار اليمن بحظر الملاحة إلى موانئ الكيان الصهيوني إسنادا لغزة ولم يلتزم طاقم السفينتين بالتحذيرات التي وجهت لهما لتصيب العدو الصهيوني في مقتل ولتجعل أمريكا عبر وزارة خارجيتها تزبد وترعد وتهدد غير مستفيدة من مواجهة اليمن جيشا وشعبا في البحر الأحمر لما يقارب الشهرين لتنتهي المواجهة بهزيمة أمريكا أقوى دولة في العالم وإجبارها على سحب حاملات طائراتها وقطعها الحربية من البحر الأحمر بفعل الضربات اليمنية وإذا ما كررت المواجهة مع اليمن دفاعا وحماية عن الكيان الصهيوني فستلاقي نفس المصير ولا تخيف اليمن تهديداتها، مع أنها قادرة على أن تنهي كل هذه الاضطرابات وعدم الاستقرار في المنطقة لو أرادت من خلال الضغط على الكيان الصهيوني الذي تدعمه مادياً وعسكرياً وتدافع عنه سياسياً في مجلس الأمن الدولي لإيقاف عدوانه على غزة ورفع الحصار عن أبنائه الذين يموتون جوعا كما يموتون بالقصف اليومي عليهم على مدار الساعة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية المكدسة خارج معبر رفح الذي يربط بين سيناء المصرية وقطاع غزة ولكن مصر للأسف الشديد أصبحت عاجزة عن ممارسة أي نفوذ كونها أكبر دولة عربية كانت متبنية للقضية الفلسطينية ودفعت من أجلها ثمنا باهظا وبعد إخراجها وإخراج جيش مصر من معادلة الصراع العربي –الإسرائيلي أصبحت مصر من خلال حيادها وكأنها الوجه الآخر للعدو الإسرائيلي بل وكأنها راضية بما يحدث لأبناء غزة من إبادة جماعية حيث لا يوجد لها موقف يمكن أن يُعتد به وسكوتها على ما تقوم به إسرائيل في غزة كما يقولون علامة الرضا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 5 ساعات
- اليمن الآن
وكلاء إيران يعاودون التحرك في المنطقة وسط جدل المحادثات النووية المتعثرة
تصاعدت خلال الأيام الماضية ضربات وكلاء إيران المسلحين في أربع ساحات رئيسية، في مسعى من طهران لإعادة رسم معادلات القوى المتآكلة بعد نحو عامين من الغارات الإسرائيلية المتلاحقة، بينما تتراجع فرص جولة تفاوضية أميركية-إيرانية قريبة. وأعاد الحوثيون اليمنيون تفعيل سلاح البحر الأحمر، فقد استهدفوا خلال الأسبوع الماضي سفينتين تجاريتين وسط قناة الاستهلاك العالمية، ما أسفر عن غرق إحداهما ومقتل أربعة من طاقمها وإصابة آخرين، وأسر ستة ركاب على يد الجماعة. وتأتي الهجمات بعد أشهر من الهدوء النسبي في الممر المائي، ويُقر مسؤولون غربيون بأنها رسالة قوية إلى واشنطن وحلفائها مفادها أن قدرة التصعيد ما زالت قائمة. وعلى صعيد متصل، كشفت القيادة المركزية الأميركية اعتراض قوات المقاومة الوطنية اليمنية الموالية للحكومة شحنة أسلحة إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين بعد ثلاثة أيام فقط من إعلان وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب. واشتملت الشحنة على 750 طناً من الصواريخ وأجهزة الطائرات المسيرة وأنظمة الرادار، فيما وصفته واشنطن بـ'أكبر عملية ضبط أسلحة' تنفذها جماعة طارق صالح. الحوثيون يطبعون عملة 200 ريال الجديدة في إندونيسيا بعد فشلهم في روسيا ويهربونها عبر موانئ الحديدة اليمن تشيّع أحد أبرز رجالاتها.. وداع مهيب للشيخ زيد أبو علي وسط حشود تاريخية قوات خفر سواحل حضرموت تنقذ شابًا من الغرق وتبحث عن فتى مفقود بسواحل الشحر وفي شمال العراق، تكثفت الهجمات باستخدام طائرات مسيرة ضد حقول النفط في إقليم كردستان، ما أدى إلى تعطيل خمسة حقول منها حقلان تديرهما شركات أميركية. وقال المسؤول في حكومة الإقليم عزيز أحمد إن الهجمات تُنفذ 'بحملة مُدبّرة' لإجبار المستثمرين على مغادرة المنطقة، وتجري توجيه أصابع الاتهام إلى فصائل الحشد الشعبي المرتبطة بطهران. وأوضح المتحدث باسم الإقليم بيشاوا هاوراماني أن الهدف هو 'تدمير البنية التحتية للطاقة' لجعل الحكومة الكردية 'عاجزة عن استخدام النفط كورقة ضغط'. أما في سوريا، فقد أحبطت السلطات الجديدة في دمشق محاولات عدة لتهريب أسلحة إلى حزب الله. ففي الشهر الماضي عُثر على صواريخ كورنيت مضادة للدبابات مخبأة داخل شاحنة خضراوات في ريف حمص، وسبقها اعتراض مئات الصواريخ الأخرى خلال الأشهر الماضية. وتساءل مسؤول إقليمي عن الجدوى الاستراتيجية من استمرار التسليح: 'ماذا قدّم سلاح حزب الله سوى إبعاد التنظيم عن القدس وتعريض المدنيين للخطر؟'. وفي لبنان، بدأ حزب الله محاولة إعادة تنظيم صفوفه بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قياداته ومنشآته، وانتهت بمقتل الأمين العام حسن نصر الله العام الماضي. ويأتي ذلك في ظل فقدان طريق الإمداد عبر سوريا بعد سقوط نظام الأسد، وضغط متزايد داخلياً لنزع سلاح الحزب. ومع ذلك، يرى مصدر مقرّب من التنظيم أن 'الوضع الوجودي' الذي يمر به قد يدفعه إلى التصعيد مجدداً خلال الأسابيع المقبلة. ووسط كل هذه التحركات، يبدو أن البيت الأبيض غير مستعجل بالجلوس مجدداً إلى طاولة المفاوضات. قال الرئيس دونالد ترامب الأربعاء: 'إنهم يريدون التفاوض بشدة. لسنا في عجلة من أمرنا'. فيما أعلن علي لاريجاني، المستشار القريب من المرشد الأعلى، أن 'الآن ليس وقت المحادثات'، مؤكداً أن 'المفاوضات مجرد تكتيك'. ويرى المحللون أن طهران تراهن على إعادة تأهيل شبكتها من الوكلاء كورقة ضغط قبل أي تفاوض محتمل، في رسالة غير مباشرة إلى واشنطن مفادها أن قدرتها على التخريب الإقليمي لم تمسّها الضربات الإسرائيلية. ويخلص مايكل نايتس من معهد واشنطن إلى أن 'إيران تريد أن تظهر بمظهر المتحدي، لكن ليس إلى درجة تجعل الولايات المتحدة تضربها مجدداً'.


المشهد اليمني الأول
منذ 10 ساعات
- المشهد اليمني الأول
أوجاع غزة وأبو عبيدة.. اليمن بلسم الجراح عبيدة
يظهر المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في خطاب مليء بالحسرة على حال الدول العربية والإسلامية التي خذلت غزة، وفضلت التفرج على مأساتها وآلامها وجراحها، في لحظة تاريخية مذلة للعرب والمسلمين. ويأتي الخطاب في ظل الوضع الإنساني المتردي الذي وصل إليه سكان غزة، وموت البعض جوعًا بسبب الحصار الصهيوني الخانق على القطاع، وعدم دخول المساعدات الإنسانية، ولسان حال أبو عبيدة هو: كيف لهؤلاء العرب والمسلمين أن يشاهدوا محنتهم ومعاناتهم ثم يختارون طريق الصمت والخذلان؟ إنها بالفعل لحظة من الأسى والخذلان الذي لا مثيل له. لا يستطيع الغزاويون وصف معاناتهم الإنسانية.. كيف تقول لهذا العالم إن امرأة ماتت جوعًا، وطفلًا مات من الجوع؟ فقد تكون هذه سردية غير واقعية، فالبعض سيقول: 'لا أحد يموت من الجوع!'، لكنه واقع شاهدناه وسمعنا عنه في غزة، فالجوع وصل إلى مستويات غير عادية، وغالبية السكان يعيشون بأمعاء خاوية وأجساد لا لحم فيها، ومع ذلك لا تزال القنابل الأمريكية تُلقى على خيامهم المتواضعة وتغتال الطفولة المنهكة. ويكفي أبا عبيدة أن يسرد معاناة غزة ليضع قادة الأمة الإسلامية والعربية ونخبها وأحزابها الكبيرة وعلماءها أمام المسؤولية، مؤكداً بقوله: 'أنتم خصومنا أمام الله عز وجل.. أنتم خصوم كل طفل يتيم، وكل ثكلى، وكل نازح ومشرّد ومكلوم وجريح ومجوَّع.. إن رقابكم مثقلة بدماء عشرات الآلاف من الأبرياء الذين خُذِلوا بصمتكم'، جازماً أن 'هذا العدو المجرم النازي لم يكن ليرتكب هذه الإبادة على مسمعكم ومَرآكم إلا وقد أمن العقوبة، وضَمِن الصمت، واشترى الخذلان'. كلام أبي عبيدة نابع من مصداقية عالية، ومن معاناة لا توصف، فهو هنا وأمام الامتحان الكبير الذي تعيشه غزة لا يقدم المجاملات، فالمقام هنا ليس في وارد أن يمتدح حاكماً أو حزباً أو طائفة أو جماعة، فقد لمس الفلسطينيون الخذلان من الجميع، ولا سيما إخوانهم المسلمين المنتشرين في معظم الدول العربية. وبالفعل، لو كانت هناك هبّة عربية كبيرة وضاغطة لتوقف العدوان الصهيوني على غزة منذ زمن، ولكن حينما رأى العدو الصهيوني حالة الهوان والخزي لدى الشعوب العربية وحكامها، كان ذلك محفزاً له على مواصلة حرب الإبادة الجماعية وحصار مليوني فلسطيني في قطاع غزة، بدعم أمريكي وغربي واضح. التاريخ لن يرحم العرب والمسلمين على هذه اللحظة، والجرح الفلسطيني النازف بفعل غارات العدوان سيتعمق أكثر بالتأكيد نتيجة صمت وهوان العرب والمسلمين، فالعرب معروفون عبر التاريخ بأنهم لا يسكتون على الضيم، فكيف يصمتون أمام مأساة غزة التي لا مثيل لها في التاريخ؟ وهنا نتفهم مدى حزن أبي عبيدة وأساه وألمه. في الواقع، فإن العربي الحقيقي والمسلم الحقيقي لم يعد لهما وجود ضمن هذه الخارطة الجغرافية الواسعة، إلا أن اليمن هو الاستثناء، ومن قبله حزب الله والمقاومة العراقية، فعلى مدى الأشهر الماضية، كان اليمن في صدارة الموقف المساند لغزة سياسياً وعسكرياً وشعبياً، ولا يتوقف الأحرار في ميدان السبعين ومعظم ساحات الجمهورية في كل جمعة عن الهتاف بشعارات مؤيدة لغزة، والتأكيد على الثبات والمساندة. ولأن يمن الأنصار بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي كان صادقاً ووفياً في مساندته لغزة، فقد استثناه أبو عبيدة من قائمة العرب والمسلمين الصامتين الخانعين، موجهاً الثناء لإخوان الصدق، وهي عبارة يكررها أبو عبيدة في كل خطاب يتحدث فيه عن اليمن، ليميز بها الطيب من الخبيث، والصادق من الكاذب، فاليمن فيه أحزاب وجماعات متخاذلة ومتواطئة لم تقدم الدعم لغزة، مع أنها كانت تتباكى في سنوات كثيرة على مظلومية فلسطين وقضيتها، وحين جاءت الحقيقة، فضل هؤلاء الصمت كحال الحكام العرب والمسلمين، والمقصود هنا كما يعرف الجميع حزب الإصلاح (الإخوان المسلمون في اليمن). ويخصص أبو عبيدة في كلمته التحية لـ'شعبنا اليمني العزيز في يمن الحكمة والإيمان، وللقوات المسلحة، ولإخوان الصدق أنصار الله'، ليكون بذلك أكثر إنصافاً في تحديد المخلصين في مساندة غزة من بين القوى والدول العربية والإسلامية. ويؤكد أبو عبيدة أن 'إخوان الصدق أنصار الله فرضوا على العدو الإسرائيلي جبهةً فاعلةً أذهلت العالم، وأقاموا الحُجّة الدامغة على القاعدين والخانعين من أبناء أمتنا'. ويدرك الجميع، بمن فيهم العدو الإسرائيلي، أن اليمن لم يقف على الهامش خلال الأشهر الماضية، فقد قدم الدعم الكبير لغزة، ولم يتوقف، رغم ما تعرض له البلد من عدوان أمريكي وإسرائيلي، وترهيب وتخويف، فكانت مظلومية غزة دافعاً للقوات المسلحة للابتكار والتصنيع، وبعون الله تعالى تم تصنيع الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيّرة المتطورة، وتم توجيهها إلى قلب كيان العدو في فلسطين المحتلة، وأحدثت صداعاً كبيراً لليهود الصهاينة. وفي عرض البحر، سجل اليمنيون انتصاراً لا مثيل له في مواجهة أعتى قوة بحرية في العالم، وتمكنوا من فرض حصار خانق على كيان العدو، ومنعوا السفن من المرور عبر البحر الأحمر إلى موانئ الصهاينة في فلسطين المحتلة، وكان من ثمار ذلك إغلاق ميناء 'أم الرشراش' وتوقفه عن العمل، وتكبيد العدو خسائر كبيرة ومؤلمة، ولهذا سجل اليمن بإمكاناته المتواضعة وظروفه غير المناسبة أروع صور الإخلاص في إسناد غزة، والموقف اليمني درس ملهم لكل الدول، ولو عملت به لشطبت 'إسرائيل' من الخارطة.. وهنا يدرك الجميع لماذا يمتدح أبو عبيدة أنصار الله ويستثنيهم عن بقية العرب الخانعين!


اليمن الآن
منذ 13 ساعات
- اليمن الآن
ما وراء ضبط السفينة 'الشروا'.. كيف تُموّه إيران عمليات التهريب؟
أكد خبراء ومحللون عسكريون أن الشحنة الكبيرة من الأسلحة والتقنيات العسكرية المتطورة التي تم ضبطها مؤخراً في البحر الأحمر، تُعد مؤشراً خطيراً على تصاعد الرهان الإيراني على ميليشيا الحوثي كركيزة محورية ضمن شبكة وكلاء إيران الإقليميين، في ظل تراجع فعالية بعض الأذرع التقليدية لطهران في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني، وتصاعد الأزمات الأمنية والسياسية التي تواجهها إيران داخلياً وخارجياً. وأعلنت قوات "المقاومة الوطنية" في بيان رسمي، الأربعاء الماضي، عن نجاح قواتها البحرية والاستخباراتية في ضبط سفينة خشبية كبيرة في مياه البحر الأحمر، كانت تحمل شحنة أسلحة مهربة من إيران إلى ميليشيا الحوثي الانقلابية. وأشار البيان إلى أن هذه الشحنة تعد الأكبر من نوعها منذ بداية الحرب في اليمن، ويُعتقد أنها تهدف إلى تعزيز القدرات العسكرية للميليشيا بشكل استراتيجي. وأوضح الإعلام العسكري التابع للمقاومة الوطنية أن السفينة التي يبلغ وزنها نحو 750 طناً، كانت تحمل منظومات صاروخية بحرية وجوية، ومنظومة دفاع جوي متطورة، ورادارات حديثة، وطائرات مُسيّرة استطلاعية وهجومية، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدروع، وأجهزة تنصّت، وعدسات تتبع حراري، ومعدات عسكرية متقدمة أخرى، مما يدل على طبيعة الدعم النوعي غير المسبوق الذي تقدمه إيران للميليشيا الحوثية. مسار السفينة ومحاولات التمويه وبحسب تقرير نشرته منصة "يوب يوب" المتخصصة في تحليل المعلومات وتتبع السفن عبر تقنيات المصدر المفتوح، فإن السفينة المعروفة باسم "الشروا" رست في 23 أبريل/نيسان الماضي، في ميناء "بندر عباس" الإيراني لمدة 20 ساعة، قبل أن تغادر وتُطفئ إشارتها الملاحية. وبعد أكثر من أسبوعين، ظهرت السفينة راسية في ميناء جيبوتي في 19 مايو/أيار، حيث تم إصدار بيان جمركي زعم أن السفينة يمنية، وأن حمولتها تتضمن مواداً مدنية متجهة إلى ميناء الصليف في الحديدة، تحت قيادة ربان يمني يُدعى "أمير أحمد يحيى". ورجّحت المنصة أن يكون توقف السفينة في جيبوتي يهدف إلى الحصول على توثيق جمركي مزيّف، يُخفي حقيقة طبيعة الحمولة العسكرية، فضلاً عن تحميل مواد تمويهية تُظهر أن الشحنة تابعة لتجارة مدنية، في محاولة لإخفاء الدور الإيراني المباشر في تهريب الأسلحة إلى الحوثيين. مشروع تسليح نوعي شامل من جانبه، قال محلل الشؤون الأمنية، عاصم المجاهد، إن كمية ونوعية الأسلحة المضبوطة تُظهر أن إيران تعمل على تنفيذ مشروع تسليح نوعي شامل للحوثيين، يهدف إلى إعادة بناء قدراتهم العسكرية البرية والبحرية والجوية، باستخدام منظومات متطورة تجعل من الميليشيا تهديداً استراتيجياً حقيقياً لا يمكن احتواؤه بسهولة. وأشار المجاهد إلى أن البحر الأحمر تحول من مجرد ممر لتهريب الأسلحة إلى ساحة استراتيجية لنفوذ إيران العسكري، مما يفرض تحديات كبيرة على الحكومة اليمنية الشرعية، التي بات عليها إعادة هيكلة أولوياتها الدفاعية، وتوسيع قواتها البحرية، وتدريب وحدات استخبارات متخصصة، وإعداد استراتيجية واضحة للانتشار والسيطرة على البحر الأحمر، للتصدي للخطر الإيراني المتزايد. ولفت إلى أن عملية ضبط هذه الشحنة، ما هي إلا غيض من فيض، حيث لا تزال هناك شحنات أخرى نجحت إيران في تهريبها عبر شبكات معقدة، معتبراً أن هذه الشبكات لن تتوقف ما لم تُعامل كجبهة حرب حقيقية، تتطلب استراتيجيات متكاملة لمكافحتها. ميليشيا الحوثي.. مركز ثقل إقليمي جديد بدوره، أكد الباحث في الشؤون العسكرية لميليشيا الحوثي، عدنان الجبرني، أن ضخامة الشحنة ونوعيتها تختلف بشكل جذري عن عمليات التهريب السابقة، التي كانت تقتصر على كميات محدودة من الأسلحة التقليدية، مشيراً إلى أن هذا الدعم يعكس الثقة الكبيرة التي توليها طهران للميليشيا الحوثية كمركز ثقل استراتيجي في المنطقة. وأوضح الجبرني، في منشور على موقع "فيسبوك"، أن تصاعد الدعم الإيراني للميليشيا يأتي في ظل تراجع فعالية بعض الأذرع الإيرانية الأخرى، مثل حزب الله اللبناني، وتصاعد الضغوط الدولية على إيران بشأن الاتفاق النووي والصراعات الإقليمية. وأضاف أن هذا الدعم قد يكون انعكاساً لرؤية مشتركة بين طهران والحوثيين حول التحديات المستقبلية، وسعي إيران لتأمين احتياطي استراتيجي من الأسلحة والمعدات، يضمن استمرارية الحوثيين في الميدان لفترة طويلة، حتى في حال تم الضغط عليها لوقف دعمها. وأشار إلى أن تسليم الحوثيين أحدث الأسلحة النوعية، بل قبل أن يتم الإعلان عنها رسمياً في إيران، يُظهر مدى التبني العسكري الشامل من طهران للميليشيا، وتوسيع دعمها ليشمل مختلف التخصصات العسكرية، بما في ذلك معدات حفر الأنفاق في الجبال، ما يدل على أن إيران لم تعد تتعامل مع الحوثيين كأداة تكتيكية، بل كشريك استراتيجي في مشروعها الإقليمي الأوسع.