
مات ماهان.. قائد عاصمة الذكاء الاصطناعي في كاليفورنيا
ومن خلال الابتكار التقني، والإدارة الشفافة، والتواصل المجتمعي، ترسّخ سان خوسيه الواقعة في مقاطعة سانتا كلارا، بولاية كاليفورنيا، موقعها كنموذج وطني يُثبت أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل وسيلة لبناء مدن أكثر أمانًا وسرعة وإنصافًا عبر تحسين الخدمات العامة، وتعزيز الشفافية، ودفع عجلة النمو الاقتصادي.
ومن أبرز المبادرات التي أطلقتها المدينة، تزويد نحو 150 إشارة مرور بنظام ذكاء اصطناعي يُعطي أولوية للإشارات الخضراء للحافلات، مما أدى إلى تقليص أوقات التنقل بنسبة 20%، وزيادة موثوقية الخدمة. وقال رئيس بلدية سان خوسيه، مات ماهان، إن هذا المشروع يمثل "أحد أنجح تطبيقات الذكاء الاصطناعي" في المدينة حتى الآن.
بناءً على هذا النجاح، تعتزم البلدية توسيع البرنامج ليشمل المزيد من التقاطعات، ضمن خطة لتحسين وسائل النقل العام وزيادة الاعتماد عليها.
لكن طموحات سان خوسيه تتجاوز قطاع النقل؛ فهي تسعى لتكون "البلدية الأكثر استخدامًا للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة"، من خلال دمج التكنولوجيا في مختلف وظائف الحكومة. وتترأس المدينة تحالف "GovAI"، الذي يضم أكثر من 700 جهة حكومية تتبادل الخبرات بشأن السياسات والممارسات الفضلى المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
مات ماهان.. قائد عاصمة التقنية
في قلب وادي السيليكون، حيث تتقاطع التكنولوجيا مع السياسة، يبرز اسم مات ماهان بوصفه نموذجًا لجيل جديد من القادة الأمريكيين الذين جمعوا بين روح الابتكار وريادة الأعمال من جهة، والرغبة العميقة في خدمة المجتمع من جهة أخرى. يشغل ماهان حاليًا منصب عمدة مدينة سان خوسيه، كبرى مدن شمال كاليفورنيا، وواحدة من أكثر المدن تأثيرًا في الولايات المتحدة تكنولوجيًا واقتصاديًا.
وُلد مات ماهان في نوفمبر/تشرين الثاني 1982 ونشأ في منطقة جنوب سان خوسيه لأسرة تنتمي إلى الطبقة العاملة، حيث ساعدته نشأته المتواضعة على بلورة قناعاته المبكرة حول أهمية العدالة الاجتماعية والمشاركة المجتمعية. تخرج بمرتبة الشرف من جامعة هارفارد، حيث درس العلوم الحكومية، ثم عاد إلى مدينته للعمل ضمن برنامج Teach for America كمدرّس في إحدى المدارس العامة.
غير أن مسار ماهان لم يتوقف عند التعليم. فقد دفعه شغفه بالمشاركة المدنية والتكنولوجيا إلى تأسيس "Causes"، إحدى أوائل المنصات الرقمية على فيسبوك لدعم المؤسسات غير الربحية. وقد حققت المنصة نجاحًا لافتًا، إذ جذبت أكثر من 190 مليون مستخدم في 150 دولة، وساهمت في جمع أكثر من 50 مليون دولار للأعمال الخيرية. لاحقًا، أسس منصة Brigade، أول شبكة اجتماعية أمريكية تركز على تعزيز المشاركة السياسية، وقد تم بيعها لاحقًا إلى شركتي Pinterest وCountable.
في عام 2020، دخل ماهان الساحة السياسية بشكل مباشر بترشحه لعضوية مجلس مدينة سان خوسيه عن المنطقة العاشرة، حيث فاز بمقعده وركّز خلال ولايته على قضايا رئيسية مثل النظافة العامة، الإسكان، الأمن، وتحسين كفاءة الحكومة. هذه التجربة التأسيسية فتحت له الباب للترشح إلى منصب عمدة المدينة عام 2022، وهو المنصب الذي فاز به ودخل رسمياً مكتبه في يناير 2023.
يحمل ماهان شعار "ثورة الحسّ السليم"، ويقود أجندة تركز على النتائج لا الخطابات. ويُعرف بموقفه العملي من قضايا مثل التشرد، حيث يقترح حلولًا تعتمد على نموذج "خدمة مقابل مأوى"، مع التركيز على بناء وحدات سكنية مؤقتة بأقل التكاليف وأسرع وقت. كما يسعى إلى زيادة الشفافية الحكومية، وربط الميزانية العامة بمؤشرات أداء حقيقية يمكن قياسها.
وفي انتخابات مارس/آذار 2024، أعيد انتخابه بنسبة تجاوزت 86%، ما يُعدّ مؤشرًا على رضى الناخبين عن أدائه وتمسّكهم بنهجه الإصلاحي.
ماهان ليس سياسيًا تقليديًا، بل يُعدّ تجسيدًا لتحول في الحياة السياسية الأمريكية، حيث يقود من موقعه عاصمة التقنية بخطاب متزن، ومقاربات عملية لمشكلات واقعية، مستندًا إلى خلفية غنية في الابتكار وريادة الأعمال. ومع تصاعد التحديات الاجتماعية والاقتصادية في المدن الأمريكية، يُنظر إلى مات ماهان على أنه نموذج واعد لزعامات محلية قد تلعب دورًا أكبر على الساحة الوطنية مستقبلاً.
حلول ذكية
وأطلقت سان خوسيه عددًا من المشاريع الذكية، منها استخدام أنظمة كشف بالأجسام عبر أجهزة استشعار في سيارات البلدية، لرصد الحفر، أعمدة الإنارة المعطلة، الكتابات على الجدران، والنفايات غير القانونية، مما يُسرّع من استجابة فرق الصيانة.
كما تركز المدينة على تحسين الوصول اللغوي، خصوصًا للسكان الفيتناميين، الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكانها. وبالتعاون مع غوغل، ساعدت بيانات محلية على تحسين دقة الترجمة إلى الفيتنامية بنسبة 8% في المواقع الحكومية، ما جعل الخدمات أكثر شمولًا.
وفيما يتعلق بالخصوصية، تتبع سان خوسيه نهجًا حذرًا وشفافًا. فالمدينة تستخدم تقنيات قراءة لوحات السيارات منذ نحو 20 عامًا، مع سياسة واضحة منذ عام 2017 تضمن الشفافية والمساءلة. وتُستخدم الآن كاميرات لرصد السرعة والإشارات الحمراء ضمن برنامج تجريبي، مع التزام بعدم استخدام تقنية التعرف على الوجوه.
وأوضح ماهان أن نجاح مثل هذه المشاريع يعتمد على بناء الثقة، مؤكدًا أهمية عقد اجتماعات مجتمعية وفتح باب الأسئلة والانتقادات.
دعم اقتصاد الذكاء الاصطناعي
ولم تكتفِ سان خوسيه بتطبيق الذكاء الاصطناعي في الحكومة، بل تسعى إلى تعزيز الاقتصاد القائم عليه. وتقدم المدينة حوافز مالية تصل إلى 50 ألف دولار للشركات الناشئة في هذا المجال، وتعمل مع جامعة ولاية سان خوسيه لتدريب موظفي الحكومة المحلية على استخدام الذكاء الاصطناعي.
ويرى ماهان أن الجامعة تمثل ركيزة أساسية، إذ تُخرّج عددًا كبيرًا من المواهب التي تغادر بعد التخرج. وللحد من ذلك، تعمل المدينة على إنشاء مركز للشركات الناشئة قرب الجامعة لتشجيع الطلاب على البقاء وتأسيس شركاتهم محليًا.
ورغم شهرة سان فرانسيسكو بالابتكار البرمجي، تحتفظ سان خوسيه بهويتها كمدينة تصنيع. فواحد من كل خمسة عمال يعمل في التصنيع، في مجالات تشمل الروبوتات، البطاريات، وأشباه الموصلات. ويؤمن ماهان أن هذا يمنح المدينة ميزة تنافسية في المزج بين البرمجيات والأجهزة.
مع ذلك، يعترف ماهان بوجود مخاوف من الاعتماد الزائد على قطاع واحد، مشيرًا إلى أهمية التنوع الاقتصادي. ويقول: "نحن ما زلنا مدينة تصنيع في جوهرنا.. والتحدي الحقيقي هو تحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجي والعدالة الاقتصادية".
aXA6IDE5OC4yNDAuMTE0LjE5NSA=
جزيرة ام اند امز
ES
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 16 ساعات
- العين الإخبارية
رقاقة إنفيديا «H20» تكسر المحظور.. احتواء أم تسليح تقني للصين؟
تم تحديثه السبت 2025/7/19 11:57 م بتوقيت أبوظبي أثار قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السماح لشركة «إنفيديا» باستئناف تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي من طراز «H20» إلى الصين جدلاً كبيراً. يأتي هذا وسط مخاوف من أن قرار ادارة ترامب قد يعزز القدرات التقنية والعسكرية لبكين ويقوّض التفوق الأمريكي في مجال الذكاء الاصطناعي. ووفقا لتقرير نشرته وكالة "بلومبرغ" للأنباء، بعث النائب الجمهوري جون مولينار، رئيس لجنة مجلس النواب الخاصة بالحزب الشيوعي الصيني، برسالة إلى وزير التجارة هوارد لوتنيك، يعبّر فيها عن رفضه للقرار، مطالبًا بإيقاف الشحنات وبتقديم إحاطة أمنية بحلول 8 أغسطس/آب 2025. وأشار مولينار إلى أن شريحة H20، رغم كونها نسخة مخففة من الرقائق المتقدمة مثل A100 وH100، إلا أنها تظل قوية بما يكفي لدفع جهود الذكاء الاصطناعي في الصين. وقال مولينار: "رقاقة H20 منخفضة التكلفة لكنها قوية جداً في الاستدلال، وتتفوق على القدرات المحلية الصينية، ما يعني أنها ستوفر قفزة كبيرة في تطوير الذكاء الاصطناعي هناك". وأضاف أن الصين قد تستخدم هذه الرقائق لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي قوية ومفتوحة المصدر، على غرار نموذج R1 الذي طورته شركة DeepSeek. جدل داخل الإدارة ويأتي القرار في وقت حساس تشهد فيه العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين حالة من الترقب، مع مساعٍ أمريكية للحصول على معادن أرضية نادرة تستخدم في صناعات حيوية للطاقة النظيفة والدفاع. ورغم أن الرقائق H20 صُممت لتتوافق مع القيود المفروضة على التصدير، فإن قدرتها العالية على تنفيذ مهام الاستدلال تجعلها مغرية للشركات الصينية، مما يثير جدلًا واسعًا داخل الإدارة الأمريكية بشأن جدوى السماح بتصديرها. وفيما يرى معارضو القرار أنه قد يؤدي إلى تقوية القدرات التقنية للصين، يدافع مسؤولون في الإدارة عنه باعتباره وسيلة لإبقاء الصين مرتبطة بالنظام التكنولوجي الأمريكي. وكان وزير التجارة هوارد لوتنيك قال في مقابلة سابقة مع شبكة "CNBC" الأمريكية: "يجب أن نبيع لهم ما يكفي لجعل مطوريهم مدمنين على النظام الأمريكي". من جانبها، أكدت شركة إنفيديا أنها لم تحصل بعد على الموافقة الرسمية لتصدير H20، لكنها تتوقع أن تتم الموافقة قريبًا، وفقًا لتصريحات الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ. وامتنعت الشركة عن تقديم مزيد من التفاصيل، في وقت تزداد فيه الضغوط السياسية عليها من الجانبين. موقف الصين في المقابل، وصفت وزارة التجارة الصينية القيود الأمريكية بأنها "غير مبررة"، ودعت واشنطن إلى التخلي عما سمته "عقلية المحصلة الصفرية". كما نفت أن يكون تصدير رقائق H20 جزءًا من المفاوضات التجارية الجارية، في تناقض مع تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين. ومنذ عام 2022، فرضت الولايات المتحدة قيودًا صارمة على تصدير الرقائق المتقدمة ومعدات تصنيعها إلى الصين، بما يشمل شركات مثل هواوي. وتُعد هذه القيود جزءًا من استراتيجية أوسع لاحتواء تقدم بكين في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة. لكن استمرار النقاش داخل الإدارة والكونغرس يعكس انقسامًا في الرؤى: هل ينبغي تشديد الحظر لحماية الأمن القومي الأمريكي، أم استخدام صادرات محدودة كأداة لفرض الاعتماد التكنولوجي على الولايات المتحدة؟ ومع اقتراب المهلة التي حدّدها مولينار، تتصاعد التوترات داخل أروقة السياسة الأمريكية، حيث باتت رقاقة H20 رمزًا لمعركة أوسع حول مستقبل التفوق التكنولوجي بين القوتين العالميتين. aXA6IDIzLjI2LjMyLjE0MCA= جزيرة ام اند امز CA


العين الإخبارية
منذ 18 ساعات
- العين الإخبارية
مات ماهان.. قائد عاصمة الذكاء الاصطناعي في كاليفورنيا
اعتبر تقرير نشرته وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن مدينة سان خوسيه أصبحت نموذجًا رياديًا في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمل الحكومي. ومن خلال الابتكار التقني، والإدارة الشفافة، والتواصل المجتمعي، ترسّخ سان خوسيه الواقعة في مقاطعة سانتا كلارا، بولاية كاليفورنيا، موقعها كنموذج وطني يُثبت أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل وسيلة لبناء مدن أكثر أمانًا وسرعة وإنصافًا عبر تحسين الخدمات العامة، وتعزيز الشفافية، ودفع عجلة النمو الاقتصادي. ومن أبرز المبادرات التي أطلقتها المدينة، تزويد نحو 150 إشارة مرور بنظام ذكاء اصطناعي يُعطي أولوية للإشارات الخضراء للحافلات، مما أدى إلى تقليص أوقات التنقل بنسبة 20%، وزيادة موثوقية الخدمة. وقال رئيس بلدية سان خوسيه، مات ماهان، إن هذا المشروع يمثل "أحد أنجح تطبيقات الذكاء الاصطناعي" في المدينة حتى الآن. بناءً على هذا النجاح، تعتزم البلدية توسيع البرنامج ليشمل المزيد من التقاطعات، ضمن خطة لتحسين وسائل النقل العام وزيادة الاعتماد عليها. لكن طموحات سان خوسيه تتجاوز قطاع النقل؛ فهي تسعى لتكون "البلدية الأكثر استخدامًا للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة"، من خلال دمج التكنولوجيا في مختلف وظائف الحكومة. وتترأس المدينة تحالف "GovAI"، الذي يضم أكثر من 700 جهة حكومية تتبادل الخبرات بشأن السياسات والممارسات الفضلى المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي. مات ماهان.. قائد عاصمة التقنية في قلب وادي السيليكون، حيث تتقاطع التكنولوجيا مع السياسة، يبرز اسم مات ماهان بوصفه نموذجًا لجيل جديد من القادة الأمريكيين الذين جمعوا بين روح الابتكار وريادة الأعمال من جهة، والرغبة العميقة في خدمة المجتمع من جهة أخرى. يشغل ماهان حاليًا منصب عمدة مدينة سان خوسيه، كبرى مدن شمال كاليفورنيا، وواحدة من أكثر المدن تأثيرًا في الولايات المتحدة تكنولوجيًا واقتصاديًا. وُلد مات ماهان في نوفمبر/تشرين الثاني 1982 ونشأ في منطقة جنوب سان خوسيه لأسرة تنتمي إلى الطبقة العاملة، حيث ساعدته نشأته المتواضعة على بلورة قناعاته المبكرة حول أهمية العدالة الاجتماعية والمشاركة المجتمعية. تخرج بمرتبة الشرف من جامعة هارفارد، حيث درس العلوم الحكومية، ثم عاد إلى مدينته للعمل ضمن برنامج Teach for America كمدرّس في إحدى المدارس العامة. غير أن مسار ماهان لم يتوقف عند التعليم. فقد دفعه شغفه بالمشاركة المدنية والتكنولوجيا إلى تأسيس "Causes"، إحدى أوائل المنصات الرقمية على فيسبوك لدعم المؤسسات غير الربحية. وقد حققت المنصة نجاحًا لافتًا، إذ جذبت أكثر من 190 مليون مستخدم في 150 دولة، وساهمت في جمع أكثر من 50 مليون دولار للأعمال الخيرية. لاحقًا، أسس منصة Brigade، أول شبكة اجتماعية أمريكية تركز على تعزيز المشاركة السياسية، وقد تم بيعها لاحقًا إلى شركتي Pinterest وCountable. في عام 2020، دخل ماهان الساحة السياسية بشكل مباشر بترشحه لعضوية مجلس مدينة سان خوسيه عن المنطقة العاشرة، حيث فاز بمقعده وركّز خلال ولايته على قضايا رئيسية مثل النظافة العامة، الإسكان، الأمن، وتحسين كفاءة الحكومة. هذه التجربة التأسيسية فتحت له الباب للترشح إلى منصب عمدة المدينة عام 2022، وهو المنصب الذي فاز به ودخل رسمياً مكتبه في يناير 2023. يحمل ماهان شعار "ثورة الحسّ السليم"، ويقود أجندة تركز على النتائج لا الخطابات. ويُعرف بموقفه العملي من قضايا مثل التشرد، حيث يقترح حلولًا تعتمد على نموذج "خدمة مقابل مأوى"، مع التركيز على بناء وحدات سكنية مؤقتة بأقل التكاليف وأسرع وقت. كما يسعى إلى زيادة الشفافية الحكومية، وربط الميزانية العامة بمؤشرات أداء حقيقية يمكن قياسها. وفي انتخابات مارس/آذار 2024، أعيد انتخابه بنسبة تجاوزت 86%، ما يُعدّ مؤشرًا على رضى الناخبين عن أدائه وتمسّكهم بنهجه الإصلاحي. ماهان ليس سياسيًا تقليديًا، بل يُعدّ تجسيدًا لتحول في الحياة السياسية الأمريكية، حيث يقود من موقعه عاصمة التقنية بخطاب متزن، ومقاربات عملية لمشكلات واقعية، مستندًا إلى خلفية غنية في الابتكار وريادة الأعمال. ومع تصاعد التحديات الاجتماعية والاقتصادية في المدن الأمريكية، يُنظر إلى مات ماهان على أنه نموذج واعد لزعامات محلية قد تلعب دورًا أكبر على الساحة الوطنية مستقبلاً. حلول ذكية وأطلقت سان خوسيه عددًا من المشاريع الذكية، منها استخدام أنظمة كشف بالأجسام عبر أجهزة استشعار في سيارات البلدية، لرصد الحفر، أعمدة الإنارة المعطلة، الكتابات على الجدران، والنفايات غير القانونية، مما يُسرّع من استجابة فرق الصيانة. كما تركز المدينة على تحسين الوصول اللغوي، خصوصًا للسكان الفيتناميين، الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكانها. وبالتعاون مع غوغل، ساعدت بيانات محلية على تحسين دقة الترجمة إلى الفيتنامية بنسبة 8% في المواقع الحكومية، ما جعل الخدمات أكثر شمولًا. وفيما يتعلق بالخصوصية، تتبع سان خوسيه نهجًا حذرًا وشفافًا. فالمدينة تستخدم تقنيات قراءة لوحات السيارات منذ نحو 20 عامًا، مع سياسة واضحة منذ عام 2017 تضمن الشفافية والمساءلة. وتُستخدم الآن كاميرات لرصد السرعة والإشارات الحمراء ضمن برنامج تجريبي، مع التزام بعدم استخدام تقنية التعرف على الوجوه. وأوضح ماهان أن نجاح مثل هذه المشاريع يعتمد على بناء الثقة، مؤكدًا أهمية عقد اجتماعات مجتمعية وفتح باب الأسئلة والانتقادات. دعم اقتصاد الذكاء الاصطناعي ولم تكتفِ سان خوسيه بتطبيق الذكاء الاصطناعي في الحكومة، بل تسعى إلى تعزيز الاقتصاد القائم عليه. وتقدم المدينة حوافز مالية تصل إلى 50 ألف دولار للشركات الناشئة في هذا المجال، وتعمل مع جامعة ولاية سان خوسيه لتدريب موظفي الحكومة المحلية على استخدام الذكاء الاصطناعي. ويرى ماهان أن الجامعة تمثل ركيزة أساسية، إذ تُخرّج عددًا كبيرًا من المواهب التي تغادر بعد التخرج. وللحد من ذلك، تعمل المدينة على إنشاء مركز للشركات الناشئة قرب الجامعة لتشجيع الطلاب على البقاء وتأسيس شركاتهم محليًا. ورغم شهرة سان فرانسيسكو بالابتكار البرمجي، تحتفظ سان خوسيه بهويتها كمدينة تصنيع. فواحد من كل خمسة عمال يعمل في التصنيع، في مجالات تشمل الروبوتات، البطاريات، وأشباه الموصلات. ويؤمن ماهان أن هذا يمنح المدينة ميزة تنافسية في المزج بين البرمجيات والأجهزة. مع ذلك، يعترف ماهان بوجود مخاوف من الاعتماد الزائد على قطاع واحد، مشيرًا إلى أهمية التنوع الاقتصادي. ويقول: "نحن ما زلنا مدينة تصنيع في جوهرنا.. والتحدي الحقيقي هو تحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجي والعدالة الاقتصادية". aXA6IDE5OC4yNDAuMTE0LjE5NSA= جزيرة ام اند امز ES


البوابة
منذ 18 ساعات
- البوابة
دراسة تكشف: الذكاء الاصطناعي يغير قواعد تشخيص أمراض القلب
كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة نيتشر أن الذكاء الاصطناعي قادر على تحويل فحص رسم القلب الكهربائي التقليدي (ECG) إلى أداة فعّالة للكشف عن عيوب بنيوية في القلب، كان يُعتقد سابقاً أنه لا يمكن اكتشافها إلا باستخدام تقنيات أكثر تعقيدًا. تشمل هذه العيوب مشكلات في صمامات القلب أو جدرانه أو حجراته أو عضلته، إما نتيجة عوامل خلقية أو مكتسبة مع التقدم في العمر. وقد تؤدي هذه الحالات إلى ضعف في وظائف القلب وظهور أعراض قصور القلب أو أمراض الصمامات. تحليل بيانات رسم القلب الأداة التي طوّرها الباحثون، وتحمل اسم "إيكو نكست" (EchoNext)، تعتمد على تحليل بيانات رسم القلب العادي للكشف عن الحاجة إلى فحص إضافي باستخدام مخطط صدى القلب (Echo)، وهو فحص بالموجات فوق الصوتية أكثر دقة لكنه أغلى ثمناً. الذكاء الاصطناعي يغير القاعدة وقال الدكتور بيير إلياس، قائد فريق البحث من كلية الأطباء والجراحين في جامعة كولومبيا: "لطالما تعلمنا في كليات الطب أن رسم القلب لا يكشف عن أمراض القلب الهيكلية، لكن الذكاء الاصطناعي يغير هذه القاعدة، ويمنحنا نموذجًا جديدًا تمامًا للفحص المبكر". وأوضح إلياس أن التقنية تتيح استخدام أداة تشخيصية بسيطة ومنخفضة التكلفة لتحديد من يحتاج إلى فحوص أكثر تعقيداً، مما قد يسهم في تقليل التكاليف وتسريع التدخل الطبي. كشف العيوب أظهرت الدراسة أن أداء الذكاء الاصطناعي فاق أداء أطباء القلب: فقد تمكن 13 طبيباً من كشف العيوب في 3200 صورة لرسم القلب بدقة بلغت 64%، بينما حققت أداة "إيكو نكست" دقة وصلت إلى 77%. يذكر أن أمراض القلب الهيكلية تؤثر على أكثر من 64 مليون شخص حول العالم ممن يعانون من قصور القلب، بالإضافة إلى 75 مليون آخرين مصابين بأمراض صمامات القلب. وتتجاوز تكلفة علاج هذه الحالات في الولايات المتحدة وحدها 100 مليار دولار سنوياً. هذه النتائج تبرز الإمكانيات الواعدة للذكاء الاصطناعي في دعم التشخيص الطبي وتحسين الوصول إلى الرعاية المتخصصة بوسائل أقل كلفة وأكثر سرعة.