
اجتماع عمان.. رسالة واضحة للكيان الصهيوني
اجتماع عمان الأردني السوري الأميركي، وإلى جانب تأكيده الصارم على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في السويداء بين الدروز والعشائر البدوية، أهميته تتأتى من أنه أوصل رسالة واضحة إلى الكيان الصهيوني بالكف عن إذكاء الفرقة عن طريق اللعب على وتر الطائفية والإثنية في القطر الشقيق، وأن العالم والدول العربية تريد أن ترى سورية مستقرة آمنة، وأن تعود إلى لعب دورها الطبيعي في المنطقة ككل.
التغيرات في موازين القوى التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة، إضافة إلى تشتت المجتمع الدولي، وعجزه عن مواجهة جرائم الاحتلال في قطاع غزة، جعلت الاحتلال يطمح بمزيد من 'الإنجاز'، أو الخراب، على وجه الدقة، لذلك وجه بعض جهوده لإشعال الفتنة بين مكونات السويداء السورية، آملا بأن يفتح له ذلك باب التدخل الميداني المباشر، لتواجد طويل الأمد في الجنوب السوري.
التواجد طويل الأمد ليس تفكيرا لحظيا طارئا لدى الكيان، بل هو تفكير استراتيجي قديم، يسعى خلاله لبسط سيطرته من الجولان المحتل، ودرعا والسويداء، وصولا إلى مناطق الأكراد، فالحدود العراقية والتركية.
لكن اجتماع عمان الأخير، جاء بعكس ما تشتهي تل أبيب، خصوصا أنه ضم الحليف الأكبر لها؛ واشنطن، والتي يبدو أنها وصلت إلى قناعة أن نتنياهو لا يتورع عن أن يفتح بوابة الجحيم، ليس على المنطقة فحسب، بل على العالم كله، وأنه مستعد للقيام بأي حماقة ما دام ذلك يخدم مصالحه الشخصية في التشبث بكرسي الحكومة المتطرفة، وأن ذلك سيبعده عن أي محاكمة.
ورغم الرسالة القوية التي وجهها الاجتماع، إلا أن ذلك قد ينهي 'أحلام' نتنياهو بإشعال النار في القطر الشقيق، فرغبته في إضعاف سورية بتكريس الانقسام من خلال دعم الأقليات واللعب على وتر حقوقها، ستظل حاضرة، ما دمنا نتعامل مع شخصية تجاوزت جرائمها حدود المعقول؛ لذلك سوف يظل شبح التدخل الصهيوني في سورية خطرا محدقا، وسيسعى دائما لاستغلال تعقيدات المشهد الطائفي والإثني، ساعيا بكل أدواته لتفكيك الجارة الشمالية، ومنعها من إعادة بناء السلم المجتمعي.
تقسيم سورية هو ملف حاضر في الذهنية الصهيونية؛ قديما وحديثا، وربما تكوّن لدى الكيان فهم أن 'الرخاوة' التي تعيشها المنطقة، وتراجع تأثير المجتمع الدولي ككل، إضافة إلى 'مجاراة' واشنطن لكثير من سياسات الكيان، خصوصا في الأشهر الأخيرة، تمثل جميعها فرصة سانحة لتنفيذ مثل هذا المخطط في الوقت الراهن، فأقدم على 'جس نبض' ليرى ردود الأفعال تجاه ذلك، وهي الردود التي لم تكن في مصلحة مخططاته.
اجتماع عمان تكفل بدعم سياسي للدولة السورية واستقرارها ووحدة أراضيها، وهي رسالة كانت واضحة للكيان والمنطقة والعالم كله، ورمى الكرة في ملعب السوريين أنفسهم، بأن عليهم أن يحرصوا على سلامة بلدهم وأمنه، فالمخططات للإطاحة بوحدته واستقراره كثيرة جدا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 19 دقائق
- رؤيا نيوز
اخلاء سبيل النائب ينال فريحات بكفالة ومنعه من السفر
قرر مدعي عام عمان ظهر اليوم الأحد، الموافقة على تكفيل النائب ينال فريحات بعد توقيفه لمدة أسبوع على ذمة التحقيق ومنعه من السفر، على خلفيه بثه منشورا مخالفا لأحكام قانون الجرائم الإلكترونية. وتضمن المنشور عبارات تحمل إساءات للوطن وتقليلا لمنجزاته وعقد مقارنات غير واقعية لا تخلو من التحريض على الدولة. وكان المدعي العام استدعى الأسبوع الماضي فريحات، بعد نشره مادة داعمة لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة ومشككة بالإجراءات المتخذة بحقها.


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
البابا يدعو لإنهاء 'وحشية الحرب' بعد الهجوم على الكنيسة الكاثوليكية في غزة
دعا البابا ليو بابا الفاتيكان، الأحد، إلى وضع حد 'لوحشية الحرب' معبرا عن ألمه العميق إزاء الغارة الإسرائيلية على الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة. واُستشهد 3 أشخاص وأصيب آخرون، منهم كاهن الرعية، في الهجوم على مجمع كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة يوم الخميس. وقال البابا 'أناشد المجتمع الدولي بمراعاة القانون الإنساني واحترام الالتزام بحماية المدنيين، ومنع العقاب الجماعي والاستخدام العشوائي للقوة والتهجير القسري للسكان'.


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
الميثاق النيابية تطالب الحكومة بإعادة تفعيل الرقابة المسبقة لديوان المحاسبة
طالب رئيس كتلة حزب الميثاق الوطني النيابية الدكتور إبراهيم الطراونة، إعادة تفعيل عمل مندوبين ديوان المحاسبة في الوزارات والدوائر الرسمية (الرقابة المسبقة). وأكد خلال مذكرة نيابية وجهها لرئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، على ان ضرورة إعادة تفعيل مندوبي ديوان المحاسبة لضمان حسن استخدام المال العام، وتلافي أية مخالفات أو تجاوزات مالية أو إدارية. وأشار الطراونة إلى أهمية الدور الرقابي الهام الذي يقوم به ديوان المحاسبة بمتابعة وضبط الإنفاق العام، وتعزيز مبادئ الشفافية والمساءلة في مؤسسات الدولة، باعتباره أحد الأذرع الرقابية لمجلس النواب. ودعا للإيعاز للجهات المعنية باتخاذ ما يلزم من إجراءات بالتنسيق مع ديوان المحاسبة، لتفعيل دور المندوبين وتمكينهم من أداء مهامهم الرقابية على النحو الأمثل، وتوفير البيئة المناسبة لهم من حيث التسهيلات والمعلومات والوثائق المطلوبة.